الدروس
course cover
ضعيف فضائل السور والآيات
13 Apr 2016
13 Apr 2016

5617

0

0

course cover
بيان فضل القرآن

القسم الثاني

ضعيف فضائل السور والآيات
13 Apr 2016
13 Apr 2016

13 Apr 2016

5617

0

0


0

0

0

0

0

ضعيف فضائل السور والآيات

ضعيف ما روي في فضل سورة الفاتحة

روي في فضل سورة الفاتحة أحاديث وآثار لا تصحّ منها:

1. حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط وقال: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).

الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي ودينار زوج أمّه، متروك الحديث.

وقد صحّ ما يغني عنه من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني». رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما.

2. وحديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»

رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.

قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).

ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.

وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»

فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.

3. وحديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» في مسند الفردوس،

ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.

قال فيه البخاري: منكر الحديث.

وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.

وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.

4. حديث أبان، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن»رواه عبد بن حميد مرفوعاً، ورواه الفريابي في تفسيره كما في الدر المنثور، وابن مروان الدينوري في المجالسة كلاهما موقوفاً على ابن عباس بلفظ: «فاتحة الكتاب ثلثا القرآن».

واختُلف في أبان هذا من هو؛ فذهب البوصيري إلى أنه أبان بن صمعة، وهو ثقة لكنّه اختلط بعدما أسنّ.

وذهب الألباني إلى أنه أبان ابن أبي عياش البصري، وهو متروك الحديث، وقال ابن حجر في المطالب العالية: (أبان هو الرقاشي: متروك)، ولعله أراد أبان ابن أبي عياش، فسبق ذهنه إلى يزيد بن أبان الرقاشي، وكلاهما متروكان.

وقد حسّن البوصيري إسناد الحديث، وضعّفه ابن حجر لأجل اختلافهما في تعيين أبان.

وأما الألباني فضعّفه جداً؛ لضعف أبان، وضعف شهر بن حوشب.

5. وحديث أبي الأحوص الكوفي، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: «رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة». رواه الطبراني في الأوسط وابن الأعرابي في معجمه.

رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، مجاهد لم يسمع من أبي هريرة.

وقد صحّ هذا الأثر عن مجاهد من وجه آخر؛ فرواه أبو الشيخ في العظمة، وأبو نعيم في الحلية من طريق أبي الربيع الزهراني: حدثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد قال: «رن إبليس أربعا حين لعن، وحين أهبط، وحين بعث محمد صلى الله عليه وسلم، وبعث على فترة من الرسل، وحين أنزلت الحمد لله رب العالمين».

ورواه ابن الضريس من طريق معلى بن أسد، عن عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن مجاهد، قال: لما نزلت: {الحمد لله رب العالمين}, شق على إبليس مشقة عظيمة شديدة، ورن رنة شديدة، ونخر نخرة شديدة.

قال مجاهد: فمن رن أو نخر فهو ملعون).

وروى أبو بكر بن عياش عن عبد العزيز بن رفيع الأسدي أحد ثقات التابعين أنه قال: «لما نزلت فاتحة الكتاب رن إبليس كرنته يوم لعن» أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن.

6. وحديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» رواه الطبراني في الأوسط.

ورواه ابن الشجري في أماليه من طريق سليمان بن أحمد عن صلة بن سليمان الأحول عن ابن جريج به.

وسليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث.

7. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين»رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم عن صالح بن بشير المري عن ثابت عن أنس، وصالح بن بشير ضعيف الحديث، قال النسائي: متروك الحديث.

قال ابن عدي: (هو رجل قاص حسن الصوت، وعامة أحاديثه منكرات ينكرها الأئمة عليه، وليس هو بصاحب حديث، وإنما أتى من قلة معرفته بالأسانيد والمتون، وعندي أنه مع هذا لا يتعمد الكذب، بل يغلط [فيها]).

8. وحديث العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال؟ ثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس كلاهما من هذا الطريق، وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليًّا.

9. وحديث الوليد بن جميل، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«أربع آيات نزلن من كنز تحت العرش، لم ينزل منهن شيء غيرهن: أم الكتاب، فإنه يقول: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم}، وآية الكرسي، وسورة البقرة، والكوثر». رواه ابن الضريس في فضائل القرآن، والطبراني في المعجم الكبير، والمستغفري في فضائل القرآن وغيرهم.

والوليد بن جميل القرشي ليّن الحديث، قال فيه أبو حاتم الرازي: شيخ يروي عن القاسم أحاديث منكرة.

وقد ضعّف الألباني هذا الحديث في السلسلة الضعيفة.

10: وحديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه، واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه، وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله وإلى أولي العلم من بعدي، كما يخبرونكم به، وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور، وما أوتي النبيون من ربكم، وليسعكم القرآن وما فيه من البيان، فإنه شافع مشفع، وما حل مصدق ألا وإن لكل آية منه نورا يوم القيامة، ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة»رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.

وعبيد الله بن أبي حميد الهذلي قال فيه البخاري: منكر الحديث

وقال أيضاً: يروي عن أبي المليح عجائب.

وقال الإمام أحمد: ترك الناس حديث.

وقال النسائي: ليس بثقة.

11. ومرسل الحسن البصري الذي أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق أبي نصيرة مسلم بن عبيد، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان».

وروي موقوفاً على الحسن وهو أشبه، رواه البيهقي في شعب الإيمان والثعلبي في تفسيره من طريق الحسين بن الفضل قال: حدثنا عفان بن مسلم، عن الربيع بن صبيح، عن الحسن، قال: «أنزل الله عز وجل مائة وأربعة كتب من السماء أودع علومها أربعة منها: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ثم أودع علوم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ثم أودع علوم القرآن المفصل، ثم أودع علوم المفصل فاتحة الكتاب فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع كتب الله المنزلة».

زاد الثعلبي: «ومن قرأها فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان».

12. وحديث علي بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا جابر، ألا أخبرك بخير سورة نزلت في القرآن؟

قال: قلت: بلى يا رسول الله.

قال: «فاتحة الكتاب» قال علي: وأحسبه قال: «فيها شفاء من كل داء». رواه البيهقي في شعب الإيمان.

وأصل الحديث قد صحّ في مسند الإمام أحمد دون زيادة «فيها شفاء من كل داء» وقد انقلب اسم الصحابي على الرواي والصحيح هو عبد الله بن جابر البياضي كما في مسند الإمام أحمد.

13. وحديث سلام الطويل عن زيد العمي عن ابن سيرين عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«فاتحة الكتاب شفاء من السُّمّ». رواه سعيد بن منصور ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان، وقال: (وعندي أن هذا الاختصار من الحديث الذي رواه محمد بن سيرين عن أخيه، عن معبد بن سيرين، عن أبي سعيد في رقية اللديغ بفاتحة الكتاب).

سلام الطويل متّهم بالكذب، وزيد العمي ضعيف، وقد حكم الألباني على هذا الخبر بالوضع في السلسلة الضعيفة.

14. وحديث أحمد بن الحارث الغساني، قال: حدثتني ساكنة بنت الجعد، قالت: سمعت رجاء الغنوي، وكان أصيبت يده يوم الجمل قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «استشفوا بما حمد الله به نفسه قبل أن يحمده خلقه، وبما مدح الله به نفسه» ، قلنا: وما ذاك بأبي وأمي يا رسول الله؟ قال: «الحمد لله وقل هو الله أحد، فإنه من لم يشفه القرآن فلا شفاه الله » رواه أبو محمد الخلال في فضائل سورة الإخلاص، وابن قانع في معجم الصحابة، وابن أبي نعيم في معرفة الصحابة، والثعلبي والواحدي في تفسيريهما.

والحديث ضعيف جداً؛ أحمد بن الحارث الغساني متروك الحديث.

قال الألباني: (وهذا الحديث يوحي بترك المعالجة بالأدوية المادية والاعتماد فيها على تلاوة القرآن وهذا شيء لا يتفق في قليل ولا كثير مع سنته صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية، فقد تعالج صلى الله عليه وسلم بالأدوية المادية مرارا، وأمر بذلك فقال: يا عباد الله تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء "، أخرجه الحاكم بسند صحيح، وهو مخرج في " غاية المرام " (292) عن جمع من الصحابة نحوه).ا.هـ.

15. حديث معاوية بن صالح، عن أبي سليمان قال: مرّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بعض غزواتهم على رجل مقعد متربّع فقرأ بعضهم في أذنه شيئا من القرآن فبرئ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هي أمّ القرآن، وهي شفاء من كل داء» رواه الثعلبي، وهو مرسل.

وقال السيوطي في الدر المنثور: (وأخرج الثعلبي من طريق معاوية بن صالح عن أبي سلمان قال: مر أصحاب رسول الله في بعض غزوهم على رجل قد صرع، فقرأ بعضهم في أذنه بأم القرآن فبرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هي أم الكتاب وهي شفاء من كل داء».

ونسخة تفسير الثعلبي المطبوعة كثيرة التصحيف؛ فلعل ما ذكره السيوطي أقرب.

16. ومرسل عبد الملك بن عمير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء» رواه الدارمي والبيهقي في شعب الإيمان وابن مروان الدينوري في المجالسة من طريق سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير مرسلاً.

17. وحديث شداد بن أوس مرفوعاً: «إذا أخذ أحدكم مضجعه، فليقرأ بأم الكتاب وسورة، فإن الله يوكل به ملكا يهب معه إذا هب». رواه ابن عساكر من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن رجل عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن رجل من أهل بلقين، قال: وأحسبه من بني مجاشع عن شداد بن أوس مرفوعا.

قال الألباني: (وهذا إسناد ظاهر الضعف، لجهالة الرجل البلقيني شيخ مطرف، وكذا الراوي عنه. لكنه لم يتفرد به، فقد قال الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (8 / 233 / 1): حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا سالم بن نوح عن الجريري عن أبي العلاء عن رجل من مجاشع عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، إلا أنه قال: " سورة من كتاب الله ". ورجاله ثقات غير الرجل المجاشعي، وأبو العلاء اسمه يزيد بن عبد الله بن الشخير، وهو أخو مطرف المذكور في الطريق الأولى. وبالجملة، فالحديث ضعيف لجهالة تابعيه. والله أعلم).

18. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً: «إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب و {قل هو الله أحد} فقد أمنت من كل شيء إلا الموت». رواه البزار من طريق غسان بن عبيد الموصلي، عن أبي عمران الجوني، عن أنس، وغسان ضعيف الحديث، كتب الإمام أحمد حديثه ثمّ تركه لنكارة ما يرويه، وقال فيه يحيى بن معين: «لم يكن يعرف الحديث إلا أنه لم يكن من أهل الكذب».

19. وحديث عمران بن حصين مرفوعاً: «فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرؤهما عبد في دار فتصيبهم في ذلك اليوم عين إنس أو جن». رواه الديلمي في مسند الفردوس كما في الدر المنثور، وضعّفه الألباني.

20. وحديث المأمون بن أحمد الهروي قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله [الجويباري] قال: حدثنا: أبو معاوية الضرير، عن أبي مالك الأشجعي، عن ابن حمران، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتما مقضيّا فيقرأ صبيّ من صبيانهم في الكتاب: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ} فيسمعه الله عزّ وجلّ فيرفع عنهم ذلك العذاب أربعين سنة» رواه الثعلبي في تفسيره.

قال المناوي: موضوع.

وقال الزيلعي: «رواه الثعلبي في تفسيره، من حديث أبي معاوية الضرير، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره سواء».

قال ابن حجر: (إلا أن دون أبي معاوية من لا يحتج به، وله شاهد في مسند الدارمي، عن ثابت بن عجلان، قال: «كان يقال: إن الله ليريد العذاب بأهل الأرض فإذا سمع تعليم الصبيان بالحكمة صرف ذلك عنهم»، يعني بالحكمة: القرآن).

وقال ولي الدين العراقي: «فيه أحمد بن عبد الله الجويباري، ومأمون بن أحمد الهرويّ، كذابان، وهو من وضع أحدهما». ذكره المناوي.

قال المناوي: (ولفظ «كان يقال» حكمه الرّفع، فإن صدر من صحابيّ كان مرفوعا متّصلا، ومن تابعيّ فمرفوع مرسل).

21. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أتى منزله فقرأ {الحمد لله} سورة الفاتحة و{قل هو الله أحد} نفى الله عنه الفقر، وكثر خير بيته حتى يفيض على جيرانه». رواه الحافظ السمرقندي في فضائل {قل هو الله أحد} كما في الدر المنثور.

22. وحديث صالح المري، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهد خاتمة القرآن كان كمن شهد الغنائم حين تقسم، ومن شهد فاتحة القرآن كان كمن شهد فتحا في سبيل الله» رواه أبو عبيد القاسم بن سلام وابن الضريس في فضائل القرآن.

23. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} ثم قرأ فاتحة الكتاب ثم قال آمين لم يبق في السماء ملك مقرب إلا استغفر له». رواه الديلمي في الفردوس.

24. حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعاً: «إن فاتحة الكتاب وآية الكرسي والآيتين من آل عمران: {شهد الله أنه لا إله إلا هو الملائكة وألوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم. إن الدين عند الله الإسلام} و {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء} إلى قوله: {وترزق من تشاء بغير حساب} معلَّقات، ما بينهن وبين الله حجاب لما أراد الله أن ينزلهن تعلقن بالعرش، قلن: ربنا، تهبطنا إلى أرضك، وإلى من يعصيك. فقال الله عز وجل: بي حلفت، لا يقرأكن أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه على ما كان منه، وإلا أسكنته حظيرة القدس، وإلا نظرت إليه بعيني المكنونة كل يوم سبعين نظرة، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة، أدناها المغفرة، وإلا أعذته من كل عدو ونصرته منه، ولا يمنعه من دخول الجنة إلا الموت». رواه ابن حبان في المجروحين وابن السني في عمل اليوم والليلة وابن الفاخر في موجبات الجنة والمستغفري في فضائل القرآن كلهم من طريق محمد بن زنبور المكي عن الحارث بن عمير: حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب مرفوعا.

قال ابن حبان:«موضوع لا أصل له، والحارث كان ممن يروي عن الأثبات الموضوعات».

وذكره الألباني في السلسلة الضعيفة وقال: موضوع.

25. وأثر ابن جريج، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، قال: سألت ابن عباس عن قوله {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} قال: «هي أم القرآن، استثناها الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فدخرها لهم، حتى أخرجها لهم، ولم يعطها أحدا قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم» .

قال سعيد: ثم قرأها ابن عباس، وقرأ فيها {بسم الله الرحمن الرحيم}). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن جرير في تفسيره، ورواه ابن الضريس عن سعيد بن جبير مقطوعاً.

عبد العزيز ابن جريج والد عبد الملك ضعيف الحديث.


[للدرس بقية بإذن الله تعالى]

عبد العزيز بن داخل المطيري

#2

13 Apr 2016

المرويات الضعيفة في فضل سورة البقرة

مما لا يصحّ من المرويّات في فضلها:

1: حديث عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد المقبري، عن عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم ذو عدد فاستقرأهم، فاستقرأ كل رجل منهم ما معه من القرآن، فأتى على رجل من أحدثهم سنا، فقال: «ما معك يا فلان؟»
قال: معي كذا وكذا وسورة البقرة.
قال: «أمعك سورة البقرة؟»
فقال: نعم.
قال: «فاذهب فأنت أميرهم».
فقال رجل من أشرافهم: (والله يا رسول الله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية ألا أقوم بها).
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعلموا القرآن فاقرءوه وأقرئوه، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح بريحه كل مكان ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكئ على مسك» رواه الترمذي واللفظ له، وابن ماجه، والنسائي، والبزار، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم وصححه.

- وقال الترمذي: (هذا حديث حسن، وقد رواه الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن عطاء، مولى أبي أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلا ولم يذكر فيه عن أبي هريرة).
- قال الدارقطني: (وقول الليث أشبه بالصواب).
- وقال النسائي: ( وقد رواه غير عبد الحميد بن جعفر فأرسله والمشهور مرسل).
- ورواه عمر بن طلحة عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعاً كما في التاريخ الكبير للبخاري.
- وذهب البخاري في التاريخ الكبير إلى أن رواية الليث أصحّ.
- وقد روى الدارقطني في العلل عن محمد بن إسحاق الصاغاني أنه قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: أثبت الناس في سعيد الليث بن سعد).
وإذ ترجّح أنّ الحديث مرسل فهو ضعيف، وقد ضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي.

2: حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث ، وفيه: « ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة» رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
وعبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.
وقد تقدّم ذكره.
3. وحديث معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء»
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وأبو داوود في المراسيل عن جبير بن نفير مرسلاً، ورواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان من طريق الفضل الشعراني عن عبد الله بن صالح به إلى جبير بن نفير عن أبي ذر مرفوعاً.
وأبو عبيد رواه عن عبد الله بن صالح به مرسلاً موافقاً رواية ابن وهب عن معاوية عند أبي داوود في المراسيل، وهو الصواب.
والحديث ضعّفه الألباني في ضعيف الجامع.
4. وحديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
وحكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعَّفه»
وأصحّ ما روي في أن سورة البقرة سنام القرآن أثر ابن مسعود موقوفاً عليه، وقد تقدّم في صحيح فضائل السور والآيات.
5. وحديث خالد بن سعيد المدني، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث أيام» رواه أبو يعلى في مسنده والعقيلي في الضعفاء، وابن حبان والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.
قال العقيلي: «خالد بن سعيد المديني عن أبي حازم، ولا يتابع على حديثه».

6. وحديث معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم». رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والروياني والطبراني في الكبير وأبو الشيخ في العظمة.
قال أبو الشيخ: الرجل هو أبو عثمان وليس النهدي.
وهكذا رواه الإمام أحمد وأبو داوود من طريق عبد اللّه بن المبارك، عن سليمان التّيميّ عن أبي عثمان -وليس بالنّهدي-، عن أبيه، عن معقل بن يسار به مختصراً.
وهذا الحديث ضعيف جداً لجهالة أبي عثمان، وجهالة أبيه.
وقد رواه النسائي في الكبرى وابن حبان من غير تنبيه على أنّ أبا عثمان ليس النهدي، وبحذف أبيه من الإسناد.
ورواه المستغفري في فضائل القرآن من طريق أبي مقاتل، عن سليمان التيمي، عَن أبي عثمان النهدي عن معقل بن يسار .. وذكر الحديث.
وأبو مقاتل هو حفص بن سلم السمرقندي متروك الحديث.
ولذلك فلا يغترّ بتصحيح السيوطي لإسناد هذا الحديث في الدر المنثور، ولا بمن تابعه على ذلك.

7. وحديث إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: «لا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على الأخرى يتغنى ويدع أن يقرأ سورة البقرة، فإن الشيطان يفر من البيت يقرأ فيه سورة البقرة، وإن أصفر البيوت الجوف يصفر من كتاب الله» رواه الدارمي بهذا اللفظ موقوفاً.
وقد رواه النسائي في الكبرى والبيهقي في شعب الإيمان من طريق محمد بن عجلان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً.
وأبو إسحاق هو إبراهيم بن مسلم الهجري، قال فيه البخاري والنسائي: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء.
قال البزار: «ولا نعلم أن ابن عجلان روى عن الهجري غير هذا الحديث».
وقد تابعه حُلْوُ بنُ السَّرِيِّ عن أبي إسحاق عند الطبراني في الكبير، وظنّه بعضهم أبا إسحاق السبيعي، وهو وهم.
وحُلْوٌ قال فيه ابن حبان: يخطئ ويُغرب على قلّة روايته.

8. وحديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران» رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.
وليث ضعيف الحديث.

عبد العزيز بن داخل المطيري

#3

13 Apr 2016

ضعيف ما يروى في فضل سورة آل عمران

1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة». رواه العقيلي في الضعفاء وابن السني في عمل اليوم والليلة والطبراني في الأوسط وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان وابن مردويه في تفسيره كلهم من طريق مُظَاهر بن أسلم المخزومي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

قال البخاري: مظاهر منكر الحديث.

ووقع في كتاب الضعفاء للعقيلي أنها عشر آيات من أوّل سورة آل عمران، وهو خطأ.


2. عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «في هاتين الآيتين {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} و{الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم} إن فيهما اسم الله الأعظم». رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة والدارمي وأبو داوود والترمذي وابن ماجه وغيرهم.

وعبيد الله وشهر ضعيفان.

لكن له شاهد من حديث أبي أمامة عند ابن ماجه والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير، وقد تقدّم.


3. يحيى بن نعيم، عن أبيه، عن أبي المعرش، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة». رواه الثعلبي في تفسيره وهو منكَر.


4. عن أبي مسهر الغساني عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدِّث أنه «من قرأ البقرة وآل عمران في يوم برئ من النفاق حتى يمسي، ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح».

قال: فكان يقرؤهما كل يوم وليلة سوى جزئِه.

رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورجاله أئمّة كبار، لكنَّ سعيد بن عبد العزيز لم يدرك يزيد الجرشي، ويزيد تابعي عابد مخضرم جليل القَدْرِ أدرك الجاهليةَ وأسلم في حياة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومات قبل سنة 80هـ.

قال الذهبي: «وقد حضره واثلة بن الأسقع عند الموت».

وسعيد بن عبد العزيز ولد سنة 90هـ.


5. يزيد بن هارون عن وقاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).

وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر.


6. ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عثمان بن عفان، قال: «من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة» رواه الدارمي، وابن لهيعة ضعيف الحديث.


7. ومضى حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «ما خيب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران»رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.

وليث ضعيف الحديث.

8. مسعر بن كدام عن جابر بن يزيد الجعفي عن الشعبي عن ابن مسعود أنه قال:«نعم كنز الصعلوك سورة آل عمران, يقوم بها الرجل من آخر الليل». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، والدارمي في سننه، والبيهقي في شعب الإيمان، وجابر الجعفي متروك الحديث.

ورواه عبد الرزاق في المصنف عن ابن عيينة عن أصحابه عن ابن مسعود، وهو معضل.

وقد صحّ عن ابن مسعود أنه قال:«من قرأ آل عمران فهو غني». وقد تقدّم.


9. عن جابر الجعفي، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله قال: قرأ رجل عند عبد الله البقرة وآل عمران فقال: «قرأت سورتين فيهما اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى». رواه الدارمي، وجابر الجعفي متروك الحديث، وقد روي في معناه عن أبي أمامة وأسماء بنت يزيد، وحديث أبي أمامة أجود إسناداً.


10. وحديث أبيّ بن كعب مرفوعاً: «من قرأ سورة آل عمران أعطي بكل آية منها أمانا على جسر جهنم». رواه ابن مردويه في تفسيره كما في الإسعاف، وابن الجوزي في الموضوعات،

من طرق عن أبيّ بن كعب، وهو جزء من الحديث الموضوع.

ورواه الواحدي في الوسيط من وجه آخر من حديث أبي أمامة.


11. عبد الله بن زياد، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سورة البقرة وآل عمران جعل الله له جناحين منظومين بالدر والياقوت» رواه الثعلبي في تفسيره والمستغفري في فضائل القرآن، وعبد الله بن زياد منكر الحديث.


12. عن علي بن أبي طالب، قال: (إذا أتى أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم الخميس، وليقرأ إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران، و{إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وأم الكتاب، فإن فيهن قضاء حوائج الدنيا والآخرة» رواه ابن السمعاني في ذيل تاريخ بغداد كما في تنزيه الشريعة لابن عراق، والزجاجي في أماليه كما في الدر المنثور.

قال ابن عرّاق:«فيه عبد الله بن أحمد بن عامر، وهو من نسخته الموضوعة على علي بن موسى الرضى وآبائه».

وذكره الفتني في تذكرة الموضوعات.


13. عن طلحة بن زيد، عن يزيد بن سنان، عن يزيد بن جابر الدمشقي، عن طاوس، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة، صلى الله عليه، وملائكته حتى تغيب الشمس» رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وهو خبر موضوع، طلحة بن زيد الرّقي متهم بالكذب، قال علي بن المديني وأحمد وأبو داوود: كان يضع الحديث.


14. عبد الله بن حبيق الأنطاكي عن يوسف بن أسباط عن ياسين الزيات، عن عبد الواحد بن أيمن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة البقرة وآل عمران في ليلة الجمعة كان له من الأجر كما بين لبيدا وعروبا» فلبيدا: الأرض السابعة. وعروبا: السماء السابعة). رواه قوام السنة الأصبهاني في الترغيب والترهيب.

ابن حبيق عابد يخطئ في الحديث كثيرا، وياسين الزيات متروك الحديث، قال عنه ابن حبّان: (يروي الموضوعات عن الثقات)، وعبد الواحد بن أيمن تابعي.

عبد العزيز بن داخل المطيري

#4

13 Apr 2016

ضعيف ما يُروى في فضل سورة النساء

مما لا يصحّ من المرويّات في فضلها:
1. يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر، وقد تقدّم.
2. عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، وعبد الله بن قيس مجهول الحال.
3.سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع.
سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.

عبد العزيز بن داخل المطيري

#5

14 Apr 2016

## ضعيف ما روي في فضائل سورة المائدة

مما لا يصحّ من المرويات في فضلها:
1. حديث عتاب بن بشير، عن خصيف، عن مجاهد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «علموا رجالكم سورة المائدة وعلموا نساءكم سورة النور». رواه سعيد بن منصور والبيهقي في شعب الإيمان.
وهو ضعيف الإسناد لإرساله، ولضعف رواية عتاب عن خصيف.

2. وحديث إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة، قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: إن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في خطبته سورة المائدة وسورة التوبة، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أحلوا ما أحل الله فيهما، وحرموا ما حرم الله فيهما». رواه عبد بن حميد كما في المطالب العالية، وإبراهيم بن الحكم بن أبان متروك الحديث.

3. وحديث أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن عطية بن قيس الكلابي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المائدة من آخر القرآن تنزيلا، فأحلوا حلالها وحرموا حرامها» رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.
وهو على إرساله ضعيف الإسناد؛ فابن أبي مريم متروك الحديث على ما يذكر من صلاحه، وذلك لسوء حفظه وكثرة خطئه.

4. حديث سلام بن سليمٍ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة المائدة أعطي من الأجر بعدد كلّ يهوديٍّ ونصرانيٍّ يتنفّس في دار الدّنيا عشر حسناتٍ، ومحي عنه عشر سيّئاتٍ، ورفع له عشر درجاتٍ» رواه الثعلبي والواحدي في تفسيريهما وهو جزء من خبر موضوع.

5. وقال مكي بن أبي طالب القيسي (ت:437هـ): (روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سورة المائدة تدعى في ملكوت الله: المنقذة، تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب وتخلصه». وذكره ابن الفرس الأندلسي وابن عطية والقرطبي وابن عادل الحنبلي والمراغي وابن عاشور في تفاسيرهم، وهو موضوع لا أصل له.

6. وقال ابن عطية الأندلسي (546هـ): (وذكر النقاش عن أبي سلمة أنه قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية قال: «يا عليّ أشعرت أنه نزلت علي سورة المائدة ونعمت الفائدة»).
وتفسير أبي بكر النقاش مفقود، وهو من تلاميذ ابن خزيمة، وقد أخذ عليه عدم التثبّت.
قال ابن عطية: «وهذا عندي لا يشبه كلام النبي صلى الله عليه وسلم ».
وقال ابن العربي: «هذا حديث موضوع، لا يحلّ لمسلم اعتقاده، أما إنَّا نقول: سورة المائدة نعمت الفائدة فلا نأثره عن أحد، ولكنه كلام حسن».
وقد نقله القرطبي وابن عادل الحنبلي في تفاسيرهم.