الدروس
course cover
تفسير سورة الحاقة[ من الآية (19) إلى الآية (37) ]
19 Jan 2015
19 Jan 2015

6780

0

0

course cover
تفسير جزء تبارك

القسم الثاني

تفسير سورة الحاقة[ من الآية (19) إلى الآية (37) ]
19 Jan 2015
19 Jan 2015

19 Jan 2015

6780

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37)}


تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يخبر تعالى عن سعادة من أوتي كتابه يوم القيامة بيمينه، وفرحه بذلك، وأنّه من شدّة فرحه يقول لكلّ من لقيه: {هاؤم اقرءوا كتابيه} أي: خذوا اقرؤوا كتابيه؛ لأنّه يعلم أنّ الّذي فيه خيرٌ وحسناتٌ محضةٌ؛ لأنّه ممّن بدل اللّه سيّئاته حسناتٍ.


قال عبد الرّحمن بن زيدٍ: معنى: {هاؤم اقرءوا كتابيه} أي: ها اقرؤوا كتابيه، و "ؤم" زائدةٌ. كذا قال، والظّاهر أنّها بمعنى: هاكم.


وقد قال ابن أبى حاتمٍ حدّثنا: بشر بن مطرٍ الواسطيّ، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا عاصمٌ الأحول، عن أبي عثمان قال: المؤمن يعطى كتابه [بيمينه] في سترٍ من اللّه، فيقرأ سيّئاته، فكلّما قرأ سيّئةً تغيّر لونه حتّى يمرّ بحسناته فيقرؤها، فيرجع إليه لونه. ثمّ ينظر فإذا سيّئاته قد بدّلت حسناتٍ، قال: فعند ذلك يقول: {هاؤم اقرءوا كتابيه}


وحدّثنا أبي، حدّثنا إبراهيم بن الوليد بن سلمة، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا موسى بن عبيدة أخبرني عبد اللّه بن عبد اللّه بن حنظلة -غسيل الملائكة-قال: إنّ اللّه يقف عبده يوم القيامة فيبدي سيّئاته في ظهر صحيفته، فيقول له: أنت عملت هذا؟ فيقول: نعم أي ربّ. فيقول له إنّي لم أفضحك به، وإنّي قد غفرت لك. فيقول عند ذلك: {هاؤم اقرءوا كتابيه إنّي ظننت أنّي ملاقٍ حسابيه} حين نجا من فضحه يوم القيامة.


وقد تقدّم في الصّحيح حديث ابن عمر حين سئل عن النجوى، فقال: سمعت النبي الله صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "يدني الله العبد يوم القيامة، فيقرّره بذنوبه كلّها، حتّى إذا رأى أنّه قد هلك قال اللّه: إنّي سترتها عليك في الدّنيا، وأنا أغفرها لك اليوم. ثمّ يعطى كتاب حسناته بيمينه، وأمّا الكافر والمنافق فيقول الأشهاد: {هؤلاء الّذين كذبوا على ربّهم ألا لعنة اللّه على الظّالمين} [هودٍ: 18] ). [تفسير القرآن العظيم: 8/213-214]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ولهذا ذَكَرَ كَيفيَّةَ الجزاءِ فقالَ:


(19 -24) {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ *}.


وهؤلاءِ هُمْ أَهْلُ السعادةِ يُعْطَوْنَ كُتُبَهم التي فيها أعمالُهم الصالحةُ بأَيْمَانِهم؛ تَميِيزاً لهم وتَنويهاً بشَأْنِهم، ورَفْعاً لِمِقْدَارِهم.


ويقولُ أحَدُهم عندَ ذلك مِن الفَرَحِ والسرورِ، ومَحَبَّةَ أنْ يَطَّلِعَ الخلْقُ على ما مَنَّ اللَّهُ عليه به مِن الكَرامةِ: {هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ}؛ أي: دُونَكم كِتابِي فاقْرَؤُوهُ, فإنه يُبَشِّرُ بالْجَنَّاتِ وأنواعِ الكَراماتِ, ومَغفِرَةِ الذنوبِ وسَتْرِ العيوبِ.


والذي أَوْصَلَنِي إلى هذه الحالِ ما مَنَّ اللَّهُ به عَلَيَّ مِن الإيمانِ بالبَعْثِ والحسابِ، والاستعدادِ له بالمُمْكِنِ مِن العمَلِ.


ولهذا قالَ: {إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ}). [تيسير الكريم الرحمن: 883]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (19-{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ} أيْ: أُعْطِيَ كِتابَه الذي كتَبَتْهُ الْحَفَظَةُ عليه مِن أعمالِه, {فَيَقُولُ هَاؤُمُ} أيْ: خُذُوا {اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ} يقولُ ذلك سُروراً وابتهاجاً). [زبدة التفسير: 567]


تفسير قوله تعالى: (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّي ظننت أنّي ملاقٍ حسابيه} أي: قد كنت موقنًا في الدّنيا أنّ هذا اليوم كائنٌ لا محالة، كما قال: {الّذين يظنّون أنّهم ملاقو ربّهم} [البقرة: 46] ). [تفسير القرآن العظيم: 8/214]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ}؛ أي: أَيْقَنْتُ، فالظَّنُّ هنا بمعنَى اليَقِينِ). [تيسير الكريم الرحمن: 883]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (20-{إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ} أيْ: عَلِمْتُ وأَيْقَنْتُ في الدنيا أَنِّي أُحاسَبُ في الآخرةِ. وقيلَ: المعنى: إني ظَنَنتُ أنْ يَأخذَني اللهُ بسَيِّئَاتِي, فقدْ تَفَضَّلَ عليَّ بعَفْوِه ولم يُؤَاخِذْنِي). [زبدة التفسير: 567]


تفسير قوله تعالى: (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه: {فهو في عيشةٍ راضيةٍ} أي: مرضيّةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/214]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ}؛ أي: جامعةٍ لِمَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وتَلَذُّ الأعْيُنُ، وقدْ رَضُوهَا ولم يَختارُوا عليها غَيْرَها). [تيسير الكريم الرحمن: 883]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (21-{فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} مَرضيَّةٍ لا مَكروهةٍ). [زبدة التفسير: 567]


تفسير قوله تعالى: (فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({في جنّةٍ عاليةٍ} أي: رفيعةٌ قصورها، حسانٌ حورها، نعيمةٌ دورها، دائمٌ حبورها.


قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو عتبة الحسن بن عليّ بن مسلمٍ السّكوني، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي سلّامٍ الأسود قال: سمعت أبا أمامة قال: سأل رجلٌ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: هل يتزاور أهل الجنّة؟ قال: "نعم، إنّه ليهبط أهل الدّرجة العليا إلى أهل الدّرجة السّفلى، فيحيّونهم ويسلّمون عليهم، ولا يستطيع أهل الدّرجة السّفلى يصعدون إلى الأعلين، تقصر بهم أعمالهم"


وقد ثبت في الصّحيح: "إنّ الجنّة مائة درجةٍ، ما بين كلّ درجتين كما بين السّماء والأرض"). [تفسير القرآن العظيم: 8/214]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ}؛ المنازِلُ والقصورُ عاليةُ الْمَحَلِّ). [تيسير الكريم الرحمن: 883]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (22-{فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ} أيْ: مُرتفعةِ المكانِ؛ لأنها في السماءِ، أو مرتفعةِ المنازِلِ رفيعةِ القَدْرِ). [زبدة التفسير: 567]


تفسير قوله تعالى: (قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قطوفها دانيةٌ} قال البراء بن عازبٍ: أي قريبةٌ، يتناولها أحدهم، وهو نائمٌ على سريره. وكذا قال غير واحدٍ.


قال الطّبرانيّ: [حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الدّبريّ] عن عبد الرّزّاق، عن سفيان الثوري، عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعمٍ، عن عطاء بن يسارٍ، عن سلمان الفارسيّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا يدخل أحدٌ الجنّة إلّا بجوازٍ: (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم) هذا كتابٌ من اللّه لفلان بن فلانٍ، أدخلوه جنّةً عاليةً، قطوفها دانيةٌ".


وكذا رواه الضّياء في صفة الجنة من طريق سعدان بن سعيد، بن سليمان التّيميّ، عن أبي عثمان النّهديّ، عن سلمان، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: يعطى المؤمن جوازا على الصّراط: (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم)، هذا كتابٌ من اللّه العزيز الحكيم لفلانٍ، أدخلوه جنّةً عاليةً، قطوفها دانيةٌ"). [تفسير القرآن العظيم: 8/214-215]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ}؛ أي: ثَمَرُها وجَنَاها مِن أنواعِ الفواكِهِ قَريبةٌ، سَهلةُ التناوُلِ على أَهْلِها، يَنَالُها أهْلُها قِياماً وقُعوداً ومُتَّكِئِينَ). [تيسير الكريم الرحمن: 883]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (23-{قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} المعنى: أنَّ ثِمَارَها قَريبةٌ ممن يَتناوَلُها مِن قائمٍ أو قاعِدٍ أو مُضْطَجِعٍ). [زبدة التفسير: 567]


تفسير قوله تعالى: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كلوا واشربوا هنيئًا بما أسلفتم في الأيّام الخالية} أي: يقال لهم ذلك؛ تفضّلًا عليهم، وامتنانًا وإنعامًا وإحسانًا. وإلّا فقد ثبت في الصّحيح، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "اعملوا وسدّدوا وقاربوا واعلموا أنّ أحدًا منكم لن يدخله عمله الجنة". قالوا: ولا أنت يا رسول اللّه؟ قال: "ولا أنا، إلّا أن يتغمّدني اللّه برحمةٍ منه وفضلٍ"). [تفسير القرآن العظيم: 8/215]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ويُقالُ لهم إِكراماً: {كُلُوا وَاشْرَبُوا}؛ أي: مِن كلِّ طعامٍ لذيذٍ، وشرابٍ شَهِيٍّ، {هَنِيئاً}؛ أي: تامًّا كامِلاً مِن غيرِ مُكَدِّرٍ ولا مُنَغِّضٍ.


وذلك الجزاءُ حَصَلَ لكم {بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} مِن الأعمالِ الصالحةِ - وتَرْكِ الأعمالِ السَّيِّئَةِ - مِن صلاةٍ وصيامٍ وصَدَقَةٍ وحَجٍّ وإحسانٍ إلى الخلْقِ، وذِكْرٍ للهِ، وإِنابةٍ إليه.


فالأعمالُ جَعَلَها اللَّهُ سَبباً لدُخولِ الجنَّةِ، ومادَّةً لنَعِيمِها وأَصلاً لسعادتِها). [تيسير الكريم الرحمن: 883]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (24-{كُلُوا وَاشْرَبُوا} أيْ: يُقالُ لهم: كُلُوا واشْرَبُوا في الجنَّةِ، {هَنِيئاً} لا تَكديرَ فيه ولا تَنغيصَ، {بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} أيْ: بسببِ ما قَدَّمْتُم مِن الأعمالِ الصالحةِ في الدنيا). [زبدة التفسير: 567]


تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهذا إخبارٌ عن حال الأشقياء إذا أعطي أحدهم كتابه في العرصات بشماله، فحينئذٍ يندم غاية النّدم، فيقول: {فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه (25) ولم أدر ما حسابيه (26) يا ليتها كانت القاضية}

قال الضّحّاك: يعني موتةً لا حياة بعدها. وكذا قال محمّد بن كعبٍ، والرّبيع، والسّدّيّ.


وقال قتادة: تمنّى الموت، ولم يكن شيءٌ في الدّنيا أكره إليه منه). [تفسير القرآن العظيم: 8/215]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (25 -37) {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَهُنَا حَمِيمٌ * وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ * لاَ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ *}.


هؤلاءِ أهْلُ الشَّقاءِ يُعْطَوْنَ كُتُبَ أعمالِهم السَّيِّئَةِ بشِمَالِهم؛ تَميِيزاً لهم وخِزْياً وعَاراً وفَضيحةً، فيقولُ أحَدُهم مِن الْهَمِّ والغَمِّ والْخِزْيِ: {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ}؛ لأنَّه يُبَشَّرُ بدُخولِ النارِ والْخَسارةِ الأَبَدِيَّةِ). [تيسير الكريم الرحمن: 883-884]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (25-{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ} حُزْناً وكَرْبًا لِمَا رَأَى فيه مِن سَيِّئَاتِه: {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ} أيْ: لم أُعْطَ كِتَابِيَهْ). [زبدة التفسير: 567]


تفسير قوله تعالى: (وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) )

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ}؛ أي: لَيْتَنِي كُنْتُ نَسْياً مَنسِيًّا، ولم أُبْعَثْ وأُحاسَبْ.


ولهذا قالَ: {يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 884]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (26-{وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ} أيْ: لم أَدْرِ أيَّ شيءٍ حِسابِي؛ لأنَّ كلَّه عليه). [زبدة التفسير: 567]


تفسير قوله تعالى: (يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهذا إخبارٌ عن حال الأشقياء إذا أعطي أحدهم كتابه في العرصات بشماله، فحينئذٍ يندم غاية النّدم، فيقول: {فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه (25) ولم أدر ما حسابيه (26) يا ليتها كانت القاضية}

قال الضّحّاك: يعني موتةً لا حياة بعدها. وكذا قال محمّد بن كعبٍ، والرّبيع، والسّدّيّ.

وقال قتادة: تمنّى الموت، ولم يكن شيءٌ في الدّنيا أكره إليه منه). [تفسير القرآن العظيم: 8/215] (م)

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ}؛ أي: يا لَيْتَ مَوْتَتِي هي الْمَوْتَةُ التي لا بَعْثَ بعدَها). [تيسير الكريم الرحمن: 884]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (27-{يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ} أيْ: ليتَ الْمَوْتَةَ التي مِتُّها كانت القاضيةَ، ولم أَحْيَ بعدَها. تَمَنَّى دَوامَ الموتِ وعَدَمَ البعْثِ؛ لِمَا شَاهَدَ مِن سوءِ عمَلِه وما يَصيرُ إليه مِن العذابِ). [زبدة التفسير: 567]


تفسير قوله تعالى: (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ما أغنى عنّي ماليه (28) هلك عنّي سلطانيه} أي: لم يدفع عنّي مالي ولا جاهي عذاب اللّه وبأسه، بل خلص الأمر إليّ وحدي، فلا معين لي ولا مجير. فعندها يقول اللّه، عزّ وجلّ: {خذوه فغلّوه (30) ثمّ الجحيم صلّوه} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/215-216]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ثم الْتَفَتَ إلى مالِهِ وسُلطانِه فإذا هو وَبَالٌ عليه، لم يُقَدِّمْ منه لآخِرَتِه، ولم يَنْفَعْهُ في الافتداءِ مِن عَذابِ اللَّهِ فيَقولُ: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ}؛ أي: ما نَفَعَنِي لا في الدنيا؛ لم أُقَدِّمْ منه شيئاً، ولا في الآخِرَةِ؛ قد ذَهَبَ وقتُ نَفْعِه). [تيسير الكريم الرحمن: 884]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (28-{مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ} أيْ: لم يَدْفَعْ عَنِّي ما جَنَيْتُهُ مِن المالِ مِن عذابِ اللهِ شَيئاً). [زبدة التفسير: 567]


تفسير قوله تعالى: (هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ما أغنى عنّي ماليه (28) هلك عنّي سلطانيه} أي: لم يدفع عنّي مالي ولا جاهي عذاب اللّه وبأسه، بل خلص الأمر إليّ وحدي، فلا معين لي ولا مجير. فعندها يقول اللّه، عزّ وجلّ: {خذوه فغلّوه (30) ثمّ الجحيم صلّوه} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/215-216] (م)

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ}؛ أي: ذَهَبَ واضْمَحَلَّ فلم تَنفعِ الجنودُ الكثيرةُ، ولا العُدَدُ الخطيرةُ، ولا الجاهُ العَريضُ، بل ذَهَبَ ذلك كلُّه أَدراجَ الرياحِ، وفاتَتْ بسَبَبِه الْمَتاجِرُ والأرباحُ، وحَضَرَ بدَلَه الهمومُ والغُمومُ والأَتراحُ.


فحينَئذٍ يُؤمَرُ بعذابِه فيُقالُ للزَّبانِيَةِ الغِلاظِ الشِّدادِ: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ}). [تيسير الكريم الرحمن: 884]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (29-{هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} أيْ: هَلكَتْ عَنِّي حُجَّتِي وَضَلَّتْ عَنِّي. وقِيلَ: المرادُ بالسلطانِ الْمنْصِبُ والجاهُ والْمُلْكُ). [زبدة التفسير: 567]


تفسير قوله تعالى: (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ما أغنى عنّي ماليه (28) هلك عنّي سلطانيه} أي: لم يدفع عنّي مالي ولا جاهي عذاب اللّه وبأسه، بل خلص الأمر إليّ وحدي، فلا معين لي ولا مجير. فعندها يقول اللّه، عزّ وجلّ: {خذوه فغلّوه (30) ثمّ الجحيم صلّوه} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/215-216] (م)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({خذوه فغلّوه (30) ثمّ الجحيم صلّوه} أي: يأمر الزّبانية أن تأخذه عنفًا من المحشر، فتغله، أي: تضع الأغلال في عنقه، ثمّ تورده إلى جهنّم فتصليه إيّاها، أي: تغمره فيها.
قال ابن أبي حاتمٍ حدّثنا: أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا أبو خالدٍ، عن عمرو بن قيسٍ، عن المنهال بن عمرٍو قال: إذا قال اللّه، عزّ وجلّ {خذوه} ابتدره سبعون ألف ملكٍ، إنّ الملك منهم ليقول هكذا، فيلقي سبعين ألفًا في النّار.
وروى ابن أبي الدّنيا في "الأهوال": أنّه يبتدره أربعمائة ألفٍ، ولا يبقى شيءٌ إلّا دقه، فيقول: ما لي ولك؟ فيقول: إنّ الرّبّ عليك غضبان، فكلّ شيءٍ غضبانٌ عليك.
وقال الفضيل -هو ابن عياضٍ-: إذا قال الرّبّ، عزّ وجلّ: {خذوه فغلّوه} ابتدره سبعون ألفا ملكٍ، أيّهم يجعل الغلّ في عنقه). [تفسير القرآن العظيم: 8/216]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({خُذُوهُ فَغُلُّوهُ}؛ أي: اجْعَلُوا في عُنُقِه غُلاًّ يَخْنُقُه). [تيسير الكريم الرحمن: 884]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (وحِينئذٍ يَقولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ:


30-{خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} أيْ: اجْمَعوا يَدَه إلى عُنُقِه بالأغلالِ). [زبدة التفسير: 567-568]


تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ الجحيم صلّوه} أي: اغمروه فيها). [تفسير القرآن العظيم: 8/216]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ}؛ أي: قَلِّبُوهُ على جَمْرِها ولَهَبِها). [تيسير الكريم الرحمن: 884]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (31- {ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} أيْ: أَدْخِلُوهُ الجحيمَ ليَصْلَى حَرَّها). [زبدة التفسير: 568]


تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ثمّ في سلسلةٍ ذرعها سبعون ذراعًا فاسلكوه} قال كعب الأحبار: كلّ حلقةٍ منها قدر حديد الدّنيا.
وقال العوفي عن ابن عبّاسٍ، وابن جريرٍ: بذراع الملك. وقال ابن جريجٍ، قال ابن عبّاسٍ: {فاسلكوه} تدخل في استه ثمّ تخرج من فيه، ثمّ ينظمون فيها كما ينظم الجراد في العود حين يشوى.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: يسلك في دبره حتّى يخرج من منخريه، حتّى لا يقوم على رجليه.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عليّ بن إسحاق، أخبرنا عبد اللّه، أخبرنا سعيد بن يزيد، عن أبي السّمح، عن عيسى بن هلالٍ الصّدفي، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لو أنّ رصاصة مثل هذه -وأشار إلى [مثل] جمجمة-أرسلت من السّماء إلى الأرض، وهي مسيرة خمسمائة سنةٍ، لبلغت الأرض قبل اللّيل، ولو أنّها أرسلت من رأس السّلسلة، لسارت أربعين خريفًا الليل والنهار، قبل أن تبلغ قعرها أو أصلها".
وأخرجه التّرمذيّ، عن سويد بن نصرٍ عن عبد اللّه بن المبارك، به قال: هذا حديثٌ حسنٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/216]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً} مِن سَلاسِلِ الجحيمِ في غايةِ الحرارةِ، {فَاسْلُكُوهُ}؛ أي: انْظِمُوهُ فيها بأنْ تَدْخُلَ في دُبُرِه وتَخرُجَ مِن فَمِه، ويُعَلَّقَ فيها فلا يَزالُ يُعَذَّبُ هذا العذابَ الفَظيعَ، فبِئْسَ العذابُ والعِقابُ، وواحسرةَ مَن له التوبيخُ والعِتابُ؛ فإنَّ السببَ الذي أَوْصَلَه إلى هذا الْمَحَلِّ {إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ} ). [تيسير الكريم الرحمن: 884]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (32- {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ} السلسلةُ حَلَقٌ مُنتَظِمَةٌ، وذَرْعُها طولُها, قالَ سُفيانُ: بلَغَنا أنها تَدخلُ في دُبُرِه حتى تَخْرُجَ مِن فيه). [زبدة التفسير: 568]


تفسير قوله تعالى: (إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّه كان لا يؤمن باللّه العظيم (33) ولا يحضّ على طعام المسكين} أي: لا يقوم بحقّ اللّه عليه من طاعته وعبادته، ولا ينفع خلقه ويؤدّي حقّهم؛ فإنّ للّه على العباد أن يوحّدوه ولا يشركوا به شيئًا، وللعباد بعضهم على بعضٍ حقّ الإحسان والمعاونة على البرّ والتّقوى؛ ولهذا أمر اللّه بإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة، وقبض النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يقول: "الصّلاة، وما ملكت أيمانكم"). [تفسير القرآن العظيم: 8/216]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ} بأنْ كانَ كافراً برَبِّه، معانِداً لرسُلِه، رادًّا ما جَاؤُوا بهِ مِن الحَقِّ). [تيسير الكريم الرحمن: 884]


تفسير قوله تعالى: (وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّه كان لا يؤمن باللّه العظيم (33) ولا يحضّ على طعام المسكين} أي: لا يقوم بحقّ اللّه عليه من طاعته وعبادته، ولا ينفع خلقه ويؤدّي حقّهم؛ فإنّ للّه على العباد أن يوحّدوه ولا يشركوا به شيئًا، وللعباد بعضهم على بعضٍ حقّ الإحسان والمعاونة على البرّ والتّقوى؛ ولهذا أمر اللّه بإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة، وقبض النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يقول: "الصّلاة، وما ملكت أيمانكم"). [تفسير القرآن العظيم: 8/216] (م)

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}؛ أي: ليسَ في قَلْبِه رحمةٌ يَرْحَمُ بها الفُقراءَ والمساكِينَ فلا يُطعِمُهم مِن مالِهِ، ولا يَحُضُّ غيرَه على إطعامِهم لعَدَمِ الوازِعِ في قَلْبِه؛ وذلكَ لأنَّ مَدارَ السعادةِ ومادَّتَها أمرانِ:


الإخلاصُ لِلَّهِ الذي أَصْلُه الإيمانُ باللَّهِ والإحسانُ إلى الخَلْقِ بوُجوهِ الإحسانِ الذي مِن أَعْظَمِها دفْعُ ضَرُورةِ المُحتاجِينَ بإطعامِهم ما يَتَقَوَّتُونَ به، وهؤلاءِ لا إخلاصَ ولا إحسانَ؛ فلذلكَ استَحَقُّوا ما استَحَقُّوا). [تيسير الكريم الرحمن: 884]


تفسير قوله تعالى: (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فليس له اليوم هاهنا حميمٌ (35) ولا طعامٌ إلا من غسلينٍ (36) لا يأكله إلا الخاطئون} أي: ليس له اليوم من ينقذه من عذاب اللّه، لا حميمٌ -وهو القريب-ولا شفيعٌ يطاع، ولا طعامٌ له هاهنا إلّا من غسلينٍ.
قال قتادة: هو شرّ طعام أهل النّار. وقال الرّبيع، والضّحّاك: هو شجرةٌ في جهنّم.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا منصور بن مزاحمٍ، حدّثنا أبو سعيدٍ المؤدّب، عن خصيف، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: ما أدري ما الغسلين، ولكنّي أظنّه الزّقّوم.
وقال شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: الغسلين: الدّم والماء يسيل من لحومهم. وقال عليّ بن أبي طلحة عنه: الغسلين: صديد أهل النّار). [تفسير القرآن العظيم: 8/217]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَا هُنَا}؛ أي: يومَ القيامةِ {حَمِيمٌ}؛ أي: قَريبٌ أو صَدِيقٌ يَشْفَعُ له لِيَنْجُوَ مِن عَذابِ اللَّهِ، أو يَفوزَ بثَوابِ اللَّهِ.


{وَلاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ}، {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ}). [تيسير الكريم الرحمن: 884]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (35-{فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ} أيْ: ليس له يومَ القِيامةِ في الآخِرةِ قَريبٌ يَنفعُه أو يَشفعُ له؛ لأنه يومٌ يَفِرُّ فيه القريبُ مِن قَريبِه، ويَهْرُبُ عندَه الحبيبُ مِن حَبيبِه). [زبدة التفسير: 568]


تفسير قوله تعالى: (وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فليس له اليوم هاهنا حميمٌ (35) ولا طعامٌ إلا من غسلينٍ (36) لا يأكله إلا الخاطئون} أي: ليس له اليوم من ينقذه من عذاب اللّه، لا حميمٌ -وهو القريب-ولا شفيعٌ يطاع، ولا طعامٌ له هاهنا إلّا من غسلينٍ.
قال قتادة: هو شرّ طعام أهل النّار. وقال الرّبيع، والضّحّاك: هو شجرةٌ في جهنّم.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا منصور بن مزاحمٍ، حدّثنا أبو سعيدٍ المؤدّب، عن خصيف، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: ما أدري ما الغسلين، ولكنّي أظنّه الزّقّوم.
وقال شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: الغسلين: الدّم والماء يسيل من لحومهم. وقال عليّ بن أبي طلحة عنه: الغسلين: صديد أهل النّار). [تفسير القرآن العظيم: 8/217] (م)

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وليسَ له طَعامٌ إلاَّ مِن غِسْلِينٍ، وهو صَديدُ أهْلِ النارِ الذي هو في غَايةِ الحرارةِ، ونَتْنِ الرِّيحِ، وقُبْحِ الطعْمِ ومَرارتِه). [تيسير الكريم الرحمن: 884]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (36-{وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ} إلاَّ مِن صَديدِ أهْلِ النارِ، وما يَنْغَسِلُ مِن أَبدانِهم مِن القَيْحِ والصديدِ). [زبدة التفسير: 568]


تفسير قوله تعالى: (لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37) )

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (لا يَأكُلُ هذا الطعامَ الذميمَ {إِلاَّ الْخَاطِئُونَ} الذينَ أَخْطَؤُوا الصراطَ المستقيمَ، وسَلَكُوا سُبُلَ الجحيمِ؛ فلذلك استَحَقُّوا العذابَ الأليمَ). [تيسير الكريم الرحمن: 884]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (37-{لاَ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ} أصحابُ الْخَطايَا وأَربابُ الذنوبِ). [زبدة التفسير: 568]



* للاستزادة ينظر: هنا