الدروس
course cover
تفسير سورة المعارج [ من الآية (8) إلى الآية (18) ]
19 Jan 2015
19 Jan 2015

5627

0

0

course cover
تفسير جزء تبارك

القسم الثاني

تفسير سورة المعارج [ من الآية (8) إلى الآية (18) ]
19 Jan 2015
19 Jan 2015

19 Jan 2015

5627

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}


تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقول تعالى: العذاب واقعٌ بالكافرين {يوم تكون السّماء كالمهل} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعطاءٌ، وسعيد بن جبيرٍ، وعكرمة، والسّدّيّ، وغير واحدٍ، كدرديّ الزّيت). [تفسير القرآن العظيم: 8/224]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ثُمَّ ذَكَرَ أهوالَ ذلك اليومِ وما يكونُ فيه فقالَ:


(8 -18) {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ * وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً * يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ * وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ * كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى *}.


أيْ: {يَوْمَ} القِيامةِ تَقَعُ فيهِ هذهِ الأمورُ العظيمةُ، فـ {تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ}، وهو الرَّصاصُ الْمُذابُ مِن تَشَقُّقِها وبُلوغِ الْهَوْلِ منها كلَّ مَبْلَغٍ). [تيسير الكريم الرحمن: 886]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (8-{يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ} الْمُهْلُ ما أُذيبَ مِن النُّحَاسِ والرصاصِ والفِضَّةِ. وقِيلَ: هو دُرْدِيُّ الزيتِ). [زبدة التفسير: 569]


تفسير قوله تعالى: (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وتكون الجبال كالعهن} أي: كالصّوف المنفوش، قاله مجاهدٌ، وقتادة، والسّدّيّ. وهذه الآية كقوله تعالى: {وتكون الجبال كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] ). [تفسير القرآن العظيم: 8/224]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (9) {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ} وهو الصُّوفُ الْمَنفُوشُ، ثم تكونُ بعدَ ذلك هَباءً مَنثوراً فتَضْمَحِلُّ، فإذا كانَ هذا القلَقُ والانزعاجُ لهذه الأجرامِ الكبيرةِ الشديدةِ، فما ظَنُّكَ بالعَبْدِ الضَّعيفِ الذي قد أُثْقِلَ ظَهْرُه بالذنوبِ والأوزارِ؟!


أليسَ حَقيقاً أنْ يَنخلِعَ قلْبُه ويَنْزَعِجَ لُبُّهُ، ويَذْهَلَ عن كُلِّ أَحَدٍ؟


ولهذا قالَ: {وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (10) يُبَصَّرُونَهُمْ}). [تيسير الكريم الرحمن: 886]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (9-{وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ} أيْ: كالصوفِ الْمَصبوغِ، فإذا بُسَّتْ وطُيِّرَتْ في الهواءِ أَشْبَهَتِ العِهْنَ الْمَنفوشَ إذا طَيَّرَتْهُ الريحُ). [زبدة التفسير: 569]


تفسير قوله تعالى: (وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا (10) يبصّرونهم} أي: لا يسأل القريب عن حاله، وهو يراه في أسوأ الأحوال، فتشغله نفسه عن غيره.


قال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: يعرف بعضهم بعضًا، ويتعارفون بينهم، ثمّ يفرّ بعضهم من بعضٍ بعد ذلك، يقول: {لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه}


وهذه الآية الكريمة كقوله: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم واخشوا يومًا لا يجزي والدٌ عن ولده ولا مولودٌ هو جازٍ عن والده شيئًا إنّ وعد اللّه حقٌّ} [لقمان: 33]. وكقوله: {وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها لا يحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى} [فاطر: 18]. وكقوله: {فإذا نفخ في الصّور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101]. وكقوله: {يوم يفرّ المرء من أخيه (34) وأمّه وأبيه (35) وصاحبته وبنيه (36) لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه} [عبس: 34 -37] ). [تفسير القرآن العظيم: 8/224-225]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (10) يُبَصَّرُونَهُمْ}؛ أي: يُشاهِدُ الحميمُ- وهو القريبُ - حَميمَه، فلا يَبْقَى في قَلْبِه مُتَّسَعٌ لسُؤالِ حَميمِه عن حالِه، ولا فيما يَتعلَّقُ بعِشْرَتِهم ومَوَدَّتِهم، ولا يُهِمُّه إلا نفْسَهُ). [تيسير الكريم الرحمن: 886]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (10-{وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً} أيْ: لا يَسألُ قَريبٌ قَريبَه عن شَأْنِه في ذلك اليومِ لِمَا نَزَلَ بهم مِن شِدَّةِ الأهوالِ). [زبدة التفسير: 569]


تفسير قوله تعالى: (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولا يسأل حميمٌ حميمًا (10) يبصّرونهم} أي: لا يسأل القريب عن حاله، وهو يراه في أسوأ الأحوال، فتشغله نفسه عن غيره.


قال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: يعرف بعضهم بعضًا، ويتعارفون بينهم، ثمّ يفرّ بعضهم من بعضٍ بعد ذلك، يقول: {لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه}


وهذه الآية الكريمة كقوله: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم واخشوا يومًا لا يجزي والدٌ عن ولده ولا مولودٌ هو جازٍ عن والده شيئًا إنّ وعد اللّه حقٌّ} [لقمان: 33]. وكقوله: {وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها لا يحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى} [فاطر: 18]. وكقوله: {فإذا نفخ في الصّور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101]. وكقوله: {يوم يفرّ المرء من أخيه (34) وأمّه وأبيه (35) وصاحبته وبنيه (36) لكلّ امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه} [عبس: 34 -37] ). [تفسير القرآن العظيم: 8/224-225] (م)

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه (11) وصاحبته وأخيه (12) وفصيلته الّتي تؤويه (13) ومن في الأرض جميعًا ثمّ ينجيه (14) كلا} أي: لا يقبل منه فداءً ولو جاء بأهل الأرض، وبأعزّ ما يجده من المال، ولو بملء الأرض ذهبًا، أو من ولده الّذي كان في الدّنيا حشاشة كبده، يودّ يوم القيامة إذا رأى الأهوال أن يفتدي من عذاب اللّه به، ولا يقبل منه). [تفسير القرآن العظيم: 8/225]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (10) يُبَصَّرُونَهُمْ}؛ أي: يُشاهِدُ الحميمُ- وهو القريبُ - حَميمَه، فلا يَبْقَى في قَلْبِه مُتَّسَعٌ لسُؤالِ حَميمِه عن حالِه، ولا فيما يَتعلَّقُ بعِشْرَتِهم ومَوَدَّتِهم، ولا يُهِمُّه إلا نفْسَهُ). [تيسير الكريم الرحمن: 886] (م)

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({يَوَدُّ الْمُجْرِمُ} الذي حَقَّ عليه العذابُ {لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ} ). [تيسير الكريم الرحمن: 886]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (11-{يُبَصَّرُونَهُمْ} أيْ: يُبْصِرُ كلُّ حَميمٍ حَمِيمَه، لا يَخفى منهم أحَدٌ عن أحَدٍ، ولا يَتساءلونَ, ولا يُكَلِّمُ بعضُهم بَعضاً.


{يَوَدُّ الْمُجْرِمُ} كلُّ مُذْنِبٍ ذَنباً يَستحِقُّ به النارَ، {لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ} يومِالقيامةِ الذي نَزَلَ به {بِبَنِيهِ}). [زبدة التفسير: 569]


تفسير قوله تعالى: (وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) )

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَصَاحِبَتِهِ}؛ أي: زَوجتِه، {وَأَخِيهِ} ). [تيسير الكريم الرحمن: 886]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (12-{وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ} فإنَّ هؤلاءِ أعَزُّ الناسِ عليه وأَكْرَمُهم لَديهِ، فلو قُبِلَ منه الفِداءُ لفَدَى بهم نفْسَه، وخَلُصَ مما نَزَلَ به مِن العَذابِ). [زبدة التفسير: 569]


تفسير قوله تعالى: (وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال مجاهدٌ والسّدّيّ: {فصيلته} قبيلته وعشيرته. وقال عكرمة: فخذه الّذي هو منهم. وقال أشهب، عن مالكٍ: {فصيلته} أمّه). [تفسير القرآن العظيم: 8/225]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَفَصِيلَتِهِ}؛ أي: قَرابَتِه، {الَّتِي تُؤْوِيهِ}؛ أي: التى جَرَتْ عادَتُها في الدنيا أنْ تَتَنَاصَرَ ويُعِينَ بعضُها بعضاً). [تيسير الكريم الرحمن: 886]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (13-{وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ} أيْ: عَشيرتِه الأَقْرَبِينَ الذي يَضُمُّونَه في النَّسَبِ، أو عندَ الشدائدِ، ويَأْوِي إليهم). [زبدة التفسير: 569]


تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) )

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ففي يومِ القيامةِ لا يَنفَعُ أحدٌ أحداً، ولا يَشْفَعُ أحَدٌ إلاَّ بإذْنِ اللَّهِ.


بل لو يَفتدِي الْمُجْرِمُ المستَحِقُّ للعذابِ بجميعِ ما في الأرضِ ثُمَّ يُنْجِيهِ, لم يَنْفَعْهُ ذلك). [تيسير الكريم الرحمن: 886]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (14-{وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً} أيْ: يَوَدُّ المجرِمُ لو افْتَدَى بِمَن في الأرضِ جَميعاً مِن الثَّقَلَيْنِ وغيرِهما مِن الخلائقِ، {ثُمَّ يُنجِيهِ} الافتداءُ مِن عذابِ جَهَنَّمَ). [زبدة التفسير: 569]


تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّها لظى} يصف النّار وشدّة حرّها). [تفسير القرآن العظيم: 8/225]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({كَلاَّ}؛ أي: لا حِيلةَ ولا مَناصَ لهم، قد حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ على الذينَ فَسَقُوا أنَّهم لا يُؤْمِنُونَ، وذَهَبَ نفْعُ الأقارِبِ والأصدقاءِ.


{إِنَّهَا لَظَى} ). [تيسير الكريم الرحمن: 886-887]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (15-{كَلاَّ} رَدْعٌ لِلْمُجْرِمِ عن تلك الأُمْنِيَةِ، وبيانُ امتناعِ ما وَدَّه مِن الافتداءِ، {إِنَّهَا لَظَى} لَظَى: اسمٌ لِجَهَنَّمَ، واشتقاقُها مِن التَّلَظِّي في النارِ، وهو التَّلَهُّبُ). [زبدة التفسير: 569]


تفسير قوله تعالى: (نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({نزاعةً للشّوى} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ: جلدة الرّأس. وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {نزاعةً للشّوى} الجلود والهام. وقال مجاهدٌ: ما دون العظم من اللّحم. وقال سعيد بن جبيرٍ: العصب. والعقب. وقال أبو صالحٍ: {نزاعةً للشّوى} يعني: أطراف اليدين والرّجلين. وقال أيضًا: نزّاعةً لحم السّاقين. وقال الحسن البصريّ، وثابتٌ البنانيّ: {نزاعةً للشّوى} أي: مكارم وجهه. وقال الحسن أيضًا: تحرق كلّ شيءٍ فيه، ويبقى فؤاده يصيح. وقال قتادة: {نزاعةً للشّوى} أي: نزّاعةً لهامته ومكارم وجهه وخلقه وأطرافه. وقال الضّحّاك: تبري اللّحم والجلد عن العظم، حتّى لا تترك منه شيئًا. وقال ابن زيدٍ: الشّوى: الآراب العظام. فقوله: نزّاعةً، قال: تقطع عظامهم، ثمّ يجدد خلقهم وتبدّل جلودهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/225]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({نَزَّاعَةً لِلشَّوَى}؛ أي: للأعضاءِ الظاهرةِ والباطنةِ مِن شِدَّةِ عذابِها). [تيسير الكريم الرحمن: 887]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (16-{نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى} تَبْرِي اللحْمَ والجلْدَ عن العظْمِ حتى لا تَترُكَ فيه شيئاً. والشَّواةُ جِلْدَةُ الرأسِ). [زبدة التفسير: 569]


تفسير قوله تعالى: (تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {تدعوا من أدبر وتولّى (17) وجمع فأوعى} أي: تدعو النّار إليها أبناءها الّذين خلقهم اللّه لها، وقدّر لهم أنّهم في الدّار الدّنيا يعملون عملها، فتدعوهم يوم القيامة بلسانٍ طلق ذلق، ثمّ تلتقطهم من بين أهل المحشر كما يلتقط الطّير الحبّ. وذلك أنّهم -كما قال اللّه، عزّ وجلّ-كانوا ممّن {أدبر وتولّى} أي: كذّب بقلبه، وترك العمل بجوارحه). [تفسير القرآن العظيم: 8/225]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({تَدْعُوا} إليها، {مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى}؛ أي: أَدْبَرَ عن اتِّباعِ الحقِّ وأَعْرَضَ عنه، فليسَ له فيهِ غَرَضٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 887]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (17-{تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ} أيْ: إنَّ جَهنَّمَ تُنَادِي مَن أَدْبَرَ عن الحقِّ في الدنيا، {وَتَوَلَّى} أيْ: أَعْرَضَ عنه). [زبدة التفسير: 569]


تفسير قوله تعالى: (وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وجمع فأوعى} أي: جمع المال بعضه على بعضٍ فأوعاه، أي: أوكاه ومنع حقّ اللّه منه من الواجب عليه في النّفقات ومن إخراج الزّكاة. وقد ورد في الحديث: "ولا توعي فيوعي اللّه عليك" وكان عبد اللّه بن عكيم لا يربط له كيسًا ويقول: سمعت اللّه يقول: {وجمع فأوعى}


وقال الحسن البصريّ: يا ابن آدم، سمعت وعيد اللّه ثمّ أوعيت الدّنيا.


وقال قتادة في قوله: {وجمع فأوعى} قال: كان جموعًا قمومًا للخبيث). [تفسير القرآن العظيم: 8/225]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( {وَجَمَعَ فَأَوْعَى} وجَمَعَ الأموالَ بعضَها فوقَ بعضٍ، وأَوْعَاهَا فلم يُنْفِقْ منها؛ فإنَّ النارَ تَدْعُوهُم إلى نفْسِها، وتَسْتَعِدُّ للالتهابِ بهم). [تيسير الكريم الرحمن: 887]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (18-{وَجَمَعَ فَأَوْعَى} أيْ: جَمَعَ المالَ فجَعَلَه في وِعاءٍ، فلم يُنفِقْ منه في سبيلِ الخيرِ). [زبدة التفسير: 569]



* للاستزادة ينظر: هنا