الدروس
course cover
تفسير سورة الحشر [ من الآية (5) إلى الآية (6) ]
24 Aug 2015
24 Aug 2015

5390

0

0

course cover
تفسير جزء قد سمع

القسم الأول

تفسير سورة الحشر [ من الآية (5) إلى الآية (6) ]
24 Aug 2015
24 Aug 2015

24 Aug 2015

5390

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قوله تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5) وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) }


تفسير قوله تعالى: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {ما قطعتم من لينةٍ أو تركتموها قائمةً على أصولها فبإذن اللّه وليخزي الفاسقين} اللّين: نوعٌ من التّمر، وهو جيّدٌ.

قال: أبو عبيدة: وهو ما خالف العجوة والبرنيّ من التّمر.

وقال كثيرون من المفسّرين: اللّينة: ألوان التّمر سوى العجوة.

قال: ابن جريرٍ: هو جميع النّخل. ونقله عن مجاهدٍ: وهو البويرة أيضًا؛ وذلك أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا حاصرهم أمر بقطع نخيلهم إهانةً لهم، وإرهابًا وإرعابًا لقلوبهم. فروى محمّد ابن إسحاق عن يزيد بن رومان، وقتادة، ومقاتل بن حيّان أنّهم قالوا: [فبعث بنو النّضير] يقولون لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّك تنهى عن الفساد، فما بالك تأمر بقطع الأشجار؟ فأنزل اللّه هذه الآية الكريمة، أي: ما قطعتم وما تركتم من الأشجار، فالجميع بإذن اللّه ومشيئته وقدرته ورضاه، وفيه نكايةٌ بالعدوّ وخزيٌ لهم، وإرغامٌ لأنوفهم.

وقال مجاهدٌ: نهى بعض المهاجرين بعضًا عن قطع النّخل، وقالوا: إنّما هي مغانم المسلمين. فنزل القرآن بتصديق من نهى عن قطعه، وتحليل من قطعه من الإثم، وإنّما قطعه وتركه بإذنه. وقد روي نحو هذا مرفوعًا، فقال النّسائيّ: أخبرنا الحسن بن محمّدٍ، عن عفّان، حدّثنا حفص بن غياثٍ، حدّثنا حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ما قطعتم من لينةٍ أو تركتموها قائمةً على أصولها فبإذن اللّه وليخزي الفاسقين} قال: يستنزلونهم من حصونهم وأمروا بقطع النّخل، فحاك في صدورهم، فقال المسلمون: قطعنا بعضًا وتركنا بعضًا، فلنسألنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: هل لنا فيما قطعنا من أجرٍ؟ وهل علينا فيما تركنا من وزرٍ؟ فأنزل الله: {ما قطعتم من لينةٍ} وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده: حدّثنا سفيان بن وكيع، حدّثنا حفصٌ، عن ابن جريجٍ، عن سليمان بن موسى، عن جابرٍ -وعن أبي الزّبير، عن جابرٍ-قال: رخّص لهم في قطع النّخل، ثمّ شدّد عليهم فأتوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: يا رسول اللّه، علينا إثمٌ فيما قطعنا؟ أو علينا وزرٌ فيما تركنا؟ فأنزل اللّه، عزّ وجلّ: {ما قطعتم من لينةٍ أو تركتموها قائمةً على أصولها فبإذن اللّه}.

وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرّحمن، حدّثنا سفيان، عن موسى بن عقبة، عن نافعٍ، عن ابن عمر؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قطع نخل بني النّضير وحرّق.

وأخرجه صاحبا الصّحيح من رواية موسى بن عقبة، بنحوه ولفظ البخاريّ من طريق عبد الرّزّاق، عن ابن جريجٍ، عن موسى بن عقبة، عن نافعٍ، عن ابن عمر قال: حاربت النضير وقريظة، فأجلى بني النّضير وأقرّ قريظة ومنّ عليهم حتّى حاربت قريظة فقتل من رجالهم وقسّم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين، إلّا بعضهم لحقوا بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأمّنهم وأسلموا، وأجلى يهود المدينة كلّهم بني قينقاع، وهم رهط عبد اللّه بن سلام، ويهود بني حارثة، وكلّ يهود بالمدينة.

ولهما أيضًا عن قتيبة، عن اللّيث بن سعدٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم حرّق نخل بني النّضير وقطع -وهي البويرة-فأنزل اللّه، عزّ وجلّ فيه: {ما قطعتم من لينةٍ أو تركتموها قائمةً على أصولها فبإذن اللّه وليخزي الفاسقين}.

وللبخاريّ، رحمه اللّه، من رواية جويرية بن أسماء عن نافعٍ، عن عبد اللّه بن عمر؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حرّق نخل بني النّضير. ولها يقول حسّان بن ثابتٍ، رضي اللّه عنه:

وهان على سراة بني لؤيّ = حريق بالبويرة مستطيرّ

فأجابه أبو سفيان بن الحارث يقول:

أدام الله ذلك من صنيع = وحرّق في نواحيها السّعير

ستعلم أيّنا منها بنزهٍ = وتعلم أيّ أرضينا نضير

كذا رواه البخاريّ ولم يذكره ابن إسحاق.

وقال محمد ابن إسحاق: وقال كعب بن مالكٍ يذكر إجلاء بني النّضير وقتل ابن الأشرف:

لقد خزيت بغدرتها الحبور = كذاك الدهر ذو صرف يدور

وذلك أنّهم كفروا بربّ = عظيم أمره أمرٌ كبير

وقد أوتوا معًا فهمًا وعلمًا = وجاءهم من اللّه النّذير

نذير صادق أدّى كتابًا = وآياتٍ مبيّنةً تنير

فقال ما أتيت بأمر صدقٍ = وأنت بمنكرٍ منّا جدير

فقال: بلى لقد أديت حقًّا = يصدّقني به الفهم الخبير

فمن يتبعه يهد لكل رشد = ومن يكفر به يجز الكفور

فلمّا أشربوا غدرًا وكفرًا = وجدّ بهم عن الحقّ النفور

أرى اللّه النّبيّ برأي صدق = وكان اللّه يحكم لا يجور

فأيّده وسلّطه عليهم = وكان نصيره نعم النّصير

فغودر منهمو كعب صريعًا = فذلّت بعد مصرعة النّضير

على الكفّين ثمّ وقد علته = بأيدينا مشهّرة ذكور

بأمر محمّد إذ دس ليلا = إلى كعب أخا كعب يسير

فما كره فأنزله بمكر = ومحمود أخو ثقة جسور

فتلك بنو النّضير بدار سوء = أبارهم بما اجترموا المبير

غداة أتاهم في الزّحف رهوًا = رسول اللّه وهّو بهم بصير

وغسّان الحماة موازروه = على الأعداء وهو لهم وزير

فقال: السلم ويحكم فصدّوا = وحالف أمرهم كذبٌ وزور

فذاقوا غبّ أمرهم دبالا = لكلّ ثلاثة منهم بعير

وأجلوا عامدين لقينقاع = وغودر منهم نخل ودور

قال: وكان ممّا قيل من الأشعار في بني النّضير قول ابن لقيم العبسيّ -ويقال: قالها قيس بن بحر بن طريفٍ، قال ابن هشامٍ الأشجعيّ:

أهلي فداءٌ لامرئٍ غير هالك = أحلّ اليهود بالحسى المزنّم

يقيلون في جمر الغضاة وبدّلوا = أهيضب عودًا بالودي المكمّم

فإن يك ظني صادقًا بمحمد = يروا خيله بين الصّلا ويرمرم

يؤمّ بها عمرو بن بهثة إنّهم = عدو ما حيّ صديق كمجرم

عليهنّ أبطال مساعير في الوغى = يهزّون أطراف الوشيج المقوّم

وكلّ رقيق الشّفرتين مهنّدٍ = تورثن من أزمان عادٍ وجرهم

فمن مبلغٌ عني قريشًا رسالة = فهل بعدهم في المجد من متكرّم

بأنّ أخاكم فاعلمنّ محمّدًا = تليد النّدى بين الحجون وزمزم

فدينوا له بالحقّ تجسم أموركم = وتسموا من الدنيا إلى كل معظم

نبيٌّ تلافته من اللّه رحمةٌ = ولا تسألوه أمر غيب مرجّم

فقد كان في بدر لعمري عبرةٌ = لكم يا قريش والقليب الملمّم

غداة أتى في الخزرجيّة عامدًا = إليكم مطيعًا للعظيم المكرّم

معانًا بروح القدس ينكي عدوه = رسولا من الرّحمن حقّا بمعلم

رسولا من الرّحمن يتلو كتابه = فلمّا أنار الحقّ لم يتلعثم

أرى أمره يزداد في كلّ موطن = علوّا لأمر حمّه الله محكم

وقد أورد ابن إسحاق، رحمه اللّه، هاهنا أشعارًا كثيرةً، فيها آدابٌ ومواعظ وحكمٌ، وتفاصيل للقصّة، تركنا باقيها اختصارًا واكتفاءً بما ذكرناه، وللّه الحمد والمنّة.

قال ابن إسحاق: كانت وقعة بني النّضير بعد وقعة أحدٍ وبعد بئر معونة. وحكى البخاريّ، عن الزّهريّ، عن عروة أنّه قال: كانت وقعة بني النّضير بعد بدرٍ بستّة أشهرٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/61-64]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (5) ولَمَّا لامَ بَنُو النَّضيرِ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ والمُسلمِينَ في قطْعِ النَّخيلِ والأشجارِ، وزَعَمُوا أنَّ ذلكَ مِن الفَسادِ، وتَوَصَّلُوا بذلك إلى الطَّعْنِ بالمُسلمِينَ، أخْبَرَ تعالى أنَّ قَطْعَ النخيلِ إنْ قَطَعُوهُ أو إبقاءَهم إيَّاه إنْ أَبْقَوْهُ؛ أنَّه بإذْنِه تعالى وأمْرِه.
{وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} حيثُ سَلَّطَكم على قَطْعِ نَخْلِهم وتَحْرِيقِها؛ ليَكُونَ ذلكَ نَكَالاً لهم وخِزْياً في الدنيا، وذُلاًّ يُعرَفُ به عَجْزُهم التامُّ الذي ما قَدَرُوا على استنقاذِ نَخْلِهم الذي هو مادَّةُ قُوتِهم.
واللِّينَةُ تَشمَلُ سائرَ النخيلِ، على أصَحِّ الاحتمالاتِ وأَوْلاَها.
فهذهِ حالُ بَنِي النَّضِيرِ وكيفَ عاقَبَهم اللَّهُ تعالى في الدُّنيا). [تيسير الكريم الرحمن: 850]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (5- {مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ}: أَخَذَ بعضُ المسلمينَ في مَعْرَكَةِ النضيرِ يَقطَعُ نَخيلَ الكُفَّارِ لإغاظَتِهم، فقالَ بَنو النَّضيرِ وهم أهْلُ كتابٍ: يا مُحَمَّدُ, ألستَ تَزعُمُ أنك نَبِيٌّ تُريدُ الصلاحَ؟ أفمِنَ الصلاحِ قطْعُ النخْلِ وحَرْقُ الشجَرِ؟ وهلْ وَجَدْتَ فيما أُنْزِلَ عليكَ إباحةَ الفَسادِ في الأرْضِ؟ فشَقَّ ذلك على رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ووَجَدَ المسلمونَ في أنْفُسِهم، فنزَلَتْ الآيةُ {وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} أيْ: لِيُذِلَّ الخارجينَ عن الطاعةِ، وهم اليهودُ، ويَغِيظَهم في قَطْعِها وتَرْكِها،فإنهم إذا رَأَوُا المؤمنينَ يَتحَكَّمُونَ في أموالِهم كيف شَاؤُوا ازدَادوا غَيْظاً وخِزْياً). [زبدة التفسير: 546]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما أفاء اللّه على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيلٍ ولا ركابٍ ولكنّ اللّه يسلّط رسله على من يشاء واللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ (6) ما أفاء اللّه على رسوله من أهل القرى فللّه وللرّسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السّبيل كي لا يكون دولةً بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب (7) }
يقول تعالى مبينًا لما الفيء وما صفته؟ وما حكمه؟ فالفيء: فكلّ مالٍ أخذ من الكفّار بغير قتالٍ ولا إيجاف خيلٍ ولا ركابٍ، كأموال بني النّضير هذه، فإنّها ممّا لم يوجف المسلمون عليه بخيلٍ ولا ركابٍ، أي: لم يقاتلوا الأعداء فيها بالمبارزة والمصاولة، بل نزل أولئك من الرّعب الّذي ألقى اللّه في قلوبهم من هيبة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأفاءه اللّه على رسوله؛ ولهذا تصرّف فيه كما شاء، فردّه على المسلمين في وجوه البرّ والمصالح الّتي ذكرها اللّه، عزّ وجلّ، في هذه الآيات، فقال: {وما أفاء اللّه على رسوله منهم} أي: من بني النّضير {فما أوجفتم عليه من خيلٍ ولا ركابٍ} يعني: الإبل، {ولكنّ اللّه يسلّط رسله على من يشاء واللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} أي: هو قديرٌ لا يغالب ولا يمانع، بل هو القاهر لكلّ شيءٍ).[تفسير القرآن العظيم: 8/64-65]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (6) ثم ذَكَرَ مَنِ انتَقَلَتْ إليه أموالُهم وأَمْتِعَتُهم، فقالَ: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ}؛ أيْ: مِن أهْلِ هذه القَريةِ، وهم بَنُو النَّضيرِ.
{فـ} إنَّكم يا مَعْشَرَ المُسلمِينَ {مَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِن خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ}؛ أيْ: ما أَجْلَبْتُمْ وحَشَدْتُم؛ أيْ: لم تَتْعَبُوا بتَحصيلِها، لا بأنفُسِكم ولا بِمَواشِيكُم، بل قَذَفَ اللَّهُ في قُلوبِهم الرُّعْبَ، فأَتَتْكُم صَفْواً عَفْواً.
ولهذا قالَ: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. مِن تَمامِ قُدْرَتِه أنَّه لا يَمْتَنِعُ عليهِ مُمْتَنِعٌ، ولا يَتعزَّزُ مِن دُونِه قَوِيٌّ). [تيسير الكريم الرحمن: 850]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (6- {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ}الإيجافُ: إسراعُ الراكِبِ فَرَسَه، والمعنى: أنَّ ما رَدَّه اللهُ تعالى على رسولِه مِن أموالِ بني النَّضيرِ لم تَرْكَبوا لتَحصيلِه خَيْلاً ولا إِبِلاً، ولا تَجَشَّمْتُم لها شُقَّةً، ولا لَقِيتُمْ بها حَرْباً، وإنما كانتْ مِن المدينةِ على مِيلَيْنِ، فجعَلَ اللهُ سبحانَه أموالَ بني النَّضيرِ لرسولِه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خاصَّةً لهذا السبَبِ، فإنه افْتَتَحَها صُلْحاً وأخَذَ أموالَها، ولم يُقَسِّمْها بينَ الغانمينَ). [زبدة التفسير: 546]

* للاستزادة ينظر: هنا