الدروس
course cover
ذكر حدود ألفاظ كثر مرورها في القرآن
16 May 2015
16 May 2015

4211

0

0

course cover
خلاصة تفسير القرآن

القسم الثالث

ذكر حدود ألفاظ كثر مرورها في القرآن
16 May 2015
16 May 2015

16 May 2015

4211

0

0


0

0

0

0

0

فصل

في ذكر حدود ألفاظ كثر مرورها في القرآن 

أمرا بها أو نهيا عنها أو مدحا لها أو ذما لها


قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السَّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): (فصل

في ذكر حدود ألفاظ كثر مرورها في القرآن

أمرا بها أو نهيا عنها أو مدحا لها أو ذما لها

فالله تعالى أثنى على من عرف حدود ما أنزل على رسوله، وذَمَّ من جهلها، وهذه ألفاظ جليلة يتعين على طالب العلم معرفة حدودها؛ ليعرف ما يدخل فيها وما يخرج منها، وتتفق الألفاظ المأمور بها في كثير من الأمور، وقد يكون بينها فروق، وكذلك المنهيات، وهذا من إحكام القرآن، وأنه يصدق بعضه بعضا: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]

الإسلام والإيمان: أما الإسلام فهو استسلام القلب لله وإنابته، والقيام بالشرائع الظاهرة والباطنة، وأما الإيمان فهو التصديق التام والاعتراف بأصوله التي أمر الله بالإيمان بها، ولا يتم ذلك إلا بالقيام بأعمال القلوب وأعمال الجوارح، ولهذا سمى الله كثيرا من الشرائع الظاهرة والباطنة إيمانا، وبعض الآيات يذكر أنها من لوازم الإيمان فعلى هذا:

الإيمان عند الإطلاق يدخل فيه الإسلام، وكذلك بالعكس، وإذا جمع بين الإيمان والإسلام فسر الإيمان بما في القلب من التصديق والاعتراف وما يتبع ذلك، وفسر الإسلام بالقيام بعبودية الله كلها، الظاهرة والباطنة.

الإحسان قسمان: إحسان في عبادة الخالق، وهو بذل الجهد في إكمالها وإتقانها والقيام بحقوقها الظاهرة والباطنة، وإحسان إلى المخلوقين بإيصال جميع ما يستطيعه العبد من نفع علمي وبدني ومالي للخلق، ونصيحة دينية أو دنيوية ومساعدة وحض على الخير؛ ولهذا كان المحسنون يتفاوتون تفاوتا عظيما بحسب قيامهم بالإحسان المتنوع إلى الخلق، برّهم وفاجرهم، حتى الحيوان البهيم، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء» الحديث.

الهدى والهداية: نوعان: هداية العلم والإرشاد والتعليم، وهداية التوفيق وجعل الهدى في القلب، وهذان يطلبان من الله تعالى، إما على وجه الإطلاق كقول العبد: اللهم اهدني، أو اللهم إني أسألك الهدى، وإما على وجه التقييد بطريقها النافع كقول المصلِّي: اهدنا الصراط المستقيم، ومن حصلت له الهداية سمي مهتديا، وأعظم ما تحصل به الهداية القرآن، ولهذا سماه الله هدى مطلقا، وقال: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2]

وقال: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]

ويشمل جميع الأمور الدينية والدنيوية النافعة.

العلم واليقين: فالعلم هو تصور المعلومات على ما هي عليه، ولهذا يقال: العلم ما قام عليه الدليل، والعلم النافع: ما كان مأخوذا عن الرسول، واليقين أخص من العلم بأمرين:

أحدهما: أنه العلم الراسخ القوي الذي ليس عرضة للريب والشك والموانع، ويكون علم يقين إذا ثبت بالخبر، وعين يقين إذا شاهدته العين والبصر، ولهذا يقال: ليس الخبر كالمعاينة، وحق يقين إذا ذاقه العبد وتحقق به.

الأمر الثاني: أن اليقين هو العلم الذي يحمل صاحبه على الطمأنينة بخبر الله، والطمأنينة بذكر الله، والصبر على المكاره، والقوة في أمر الله، والشجاعة القولية والفعلية، والاستحلاء للطاعات، وأن يهون على العبد في ذات الله المشقات وتحمل الكريهات، فهذه الآثار الجميلة - التي هي أعلى وأحلى من كل شيء - من آثار اليقين.

الصبر: حبس النفس على المشقات طلبا لرضا الله، وينقسم إلى ثلاثة أقسام: صبر على طاعة الله، وخصوصا الطاعات الشاقة حتى يؤديها على وجه الكمال، وصبر عن معصية الله، خصوصا المعصية التي تدعو النفس إليها دعاء قويا، حتى يجاهد نفسه فيتركها لله، وصبر على أقدار الله المؤلمة، خصوصا إذا عظمت المصيبة حتى لا يتسخطها، وربما وصلت به الحال إلى الرضا عن الله.

الشكر لله: هو الاعتراف بنعم الله الظاهرة والباطنة، العامة والخاصة، والتحدث بها، والاستعانة بها على طاعة المنعم دون معصيته، ولا بد أن يقترن هذا بالخضوع للمنعم ومحبته، فبهذه الأركان الخمسة يكون الشكر تاما.

البر والتقوى لله: إذا أطلق أحدهما دخل فيه الآخر، فإنه اسم جامع للقيام بكل ما يحبه الله ورسوله ظاهرا وباطنا، وترك ما يكرهه الله ورسوله ظاهرا وباطنا، وإذا جمع بينهما نحو: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2] فسر البر بالقيام بعقائد الإيمان وأخلاقه، وأعمال البر كلها القاصرة والمتعدية، وفسرت التقوى باتقاء ما يسخط الله من الكفر والفسوق والعصيان.

الصدق والكذب: الصدق هو استواء الظاهر والباطن على الاستقامة على الصراط المستقيم.

فالصدق في العقائد: أن تكون عقيدة العبد صادقة سلفية متلقاة عن كتاب الله، وسنة رسوله، وما كان عليه الصحابة.

والصدق في الأخلاق: أن يكون القلب ملآنا من الإيمان والإخلاص والرغبة، والنصيحة لعباد الله، ومحبة الخير لهم.

والصدق في الأقوال: أن يكون قائلا للصدق مصدقا به.

والصدق في الأعمال: الاجتهاد في تكميلها وإتقانها.

والكذب ما ناقض ذلك كله، ولذلك كان الصدق والكذب مراتب، ولا يزال العبد يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقا، ولا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.

العدل والظلم: العدل: هو سلوك الطريق المستقيم المعتدل في العقائد والأخلاق والأقوال والأفعال كما يقال في الصدق، والظلم: ما ناقض ذلك، ولهذا انقسم الظلم إلى ثلاثة أقسام كلها منافية للعدل: الظلم في التوحيد بالإشراك بالله، قال تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]

وظلم الخلق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم وحقوقهم، وظلم العبد نفسه فيما دون الشرك، ولا يتم للعبد العدل الكامل حتى يدع جميع هذه الأقسام، ويتوب إلى ربه مما وقع معه، ويخرج من حق العباد إليهم، ولهذا كان القيام بالدين كله من العدل والقسط.

" العبادة والعبودية لله ": اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد وأعمال القلوب وأعمال الجوارح، فكل ما يقرب إلى الله من الأفعال والتروك فهو عبادة؛ ولهذا كان تارك المعصية لله متعبدا متقربا إلى ربه بذلك، ولا تتم العبادة إلا بالإخلاص: " الإخلاص لله وحده ": بأن يقصد العبد وجه الله ورضاه وثوابه في أعماله الظاهرة والباطنة، وضده العمل للرياء والسمعة، ولأجل عرض الدنيا، وميزان هذا قوله تعالى عن خيار الخلق: {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا} [المائدة: 2]

وقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» ، وجميع الأعمال على هذا النمط، وقد يراد بالهجرة هنا الهجرة العامة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: «والمهاجر من هجر ما نهى الله ورسوله عنه» .

" الخوف والخشية والخضوع والإخبات والوجل ": معانيها متقاربة، فالخوف يمنع العبد عن محارم الله، وتشاركه الخشية في ذلك وتزيد أن خوفه مقرون بمعرفة الله، وأما الخضوع والإخبات والوجل: فإنها تنشأ عن الخوف والخشية لله، فيخضع العبد لله ويخبت إلى ربه منيبا إليه بقلبه ويحدث له الوجل، وأما الخشوع فهو حضور القلب وقت تلبسه بطاعة الله وسكون ظاهره وباطنه، فهذا خشوع خاص، وأما الخشوع الدائم الذي هو وصف خواص المؤمنين فينشأ من كمال معرفة العبد بربه ومراقبته، فيستولي ذلك على القلب كما تستولي المحبة.

" القنوت ": ورد في القرآن على أحد معنيين: معنى خاص بمعنى الخشوع، ومعنى عام وهو قنوت المخلوقات كلها لخلق الله وتدبيره وتصريفه.

" الذكر لله ": الذي ورد في القرآن الأمر به والثناء على أهله، وما رتب عليه من الجزاء يطلق على جميع الطاعات الظاهرة والباطنة، القولية والفعلية، فكلُّ ما تصوره القلب أو أراده أو فعله العبد أو تكلم به مما يقرب إلى الله فهو ذكر الله، والله تعالى شرع العبادات كلها لإقامة ذكره، فهي ذكر الله، ويطلق على ذكر الله باللسان بذكر أوصافه وأفعاله والثناء عليه بنعمه وتسبيحه وتكبيره وتحميده والتهليل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذكره ذكر أحكامه تعلمها وتعليمها، ولهذا مجالس التعلم والتعليم يقال لها مجالس الذكر، وأفضل أنواع الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان.

{حُدُودُ اللَّهِ} [البقرة: 187] يراد بها ما حرمه ومنعه عباده، فيقال فيها: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا} [البقرة: 187] ويراد بها كذلك ما أباحه وأحله لعباده وقدره وفرضه، فيقال فيها: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا} [البقرة: 229] أي: لا تجاوزوا ما أحل الله إلى ما حرم الله، ولا تتجاوزوا ما قدره الله للعباد إلى ما يخالف تقديره.

" الأمانة ": هي الأمور التي يؤتمن عليها العبد، فيشمل الأمانة التي بينه وبين الله، فإنه ائتمن عبده على إقامة الواجبات وترك المحرمات، فالقيام بذلك أداء للأمانة ومراعاة لها، وترك بعض الواجبات وخصوصا السرية التي لا يطلع عليها إلا الله، أو التجرؤ على بعض المحرمات ترك للأمانة واتصاف بالخيانة، ويشمل أيضا الأمانات التي بينك وبين الخلق في الدماء والأموال والحقوق، فمن قام بها فقد أدى الأمانة وحفظها، ومن تعدى فيها أو فرط أو خان فقد تجرأ على الخيانة.

" العهد والعقد ": يشمل العهود والعقود التي بين العبد وبين ربه، فإن الله عقد بينه وبين المكلفين عقدا، وعاهدهم عهدا بإقامة ما خلقوا له من عبادته، والقيام بحقوقه، فإقامة ذلك وفاء لهذا العقد والعهد، وإهماله نقض للعهد والعقد والثقة، وكذلك العهود والعقود التي بينه وبين الخلق يتعين الوفاء بها، ويشمل ذلك عقود المعاملات كلها من دون استثناء.

" الشجاعة والجُبن والتهور ": أثنى الله في كتابه على الشجاعة، ومدح أهلها، وأمر بها، وذم الجبن والتهور، فالشجاعة قوة القلب وثباته وإقدامه على الأقوال والأفعال في موضع الإقدام بحكمة وحنكة، فإن أقدم عليها في حال لا يحل له الإقدام قيل لذلك: تهور وجراءة وحمق وإلقاء بالنفس إلى التهلكة، وأما الجُبن فهو ضد الشجاعة ضعف القلب وخوره، ويتبع ذلك خور الأعمال والخوف مما لا يخاف، وهيبة من لا يهاب، فالشجاعة خلق فاضل جليل بين خلقين ذميمين رذيلين: بين التهور، الذي هو غلو وزيادة عن الحد، وبين الجبن، الذي هو تفريط وتقصير وضعف وخور، ونظير ذلك (القوام والبخل والتبذير) في تصريف الأموال، بذلها فيما ينبغي من واجب ومستحب ونافع على الوجه الذي ينبغي، يقال لذلك: قوام واعتدال وتوسط واقتصاد، فإن منع الواجبات فهو البخل، وصاحبه بخيل، وإن أسرف وزاد في النفقة عما ينبغي قيل لذلك: إسراف وتبذير، قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67]

" الاستقامة ": هي لزوم الصراط المستقيم بأن يستقيم العبد على الإيمان بالله، وأداء فرائضه، وترك محارمه، مداوما لذلك، تائبا مما أخل به من حقوقها، ولهذا قال: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ} [فصلت: 6]

أي: مما وقع منكم من الخلل في الاستقامة.

" التوبة والاستغفار ": أما التوبة فهي الرجوع إلى الله مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا؛ ندما على ما مضى، وتركا في الحال، وعزما على أن لا يعود، والاستغفار: طلب المغفرة من الله، فإن اقترن به توبة فهو الاستغفار الكامل الذي رتبت عليه المغفرة، وإن لم تقترن به التوبة فهو دعاء من العبد لربه أن يغفر له، فقد يجاب دعاؤه وقد لا يجاب، وهو بنفسه عبادة من العبادات، فهو دعاء عبادة ودعاء مسألة.

" التوكل على الله والاستعانة به ": بمعنى واحد هو اعتماد القلب على الله في جلب المنافع ودفع المضار الدينية والدنيوية، الخاصة والعامة، مع الثقة بالله في ذلك المطلوب.

" المحبة لله والإنابة إلى الله ": هي قوة الود لله لكماله ونعمه الظاهرة والباطنة، وانجذاب القلب إلى الله تألها ورغبة ورهبة في كل المطالب، وطمأنينة القلب بذكره واللهج بدعائه، والرجوع إليه في الأمور الدينية والدنيوية الجليلة والحقيرة، فمن كان قلبه منيبا إلى الله فهو محب لله، والمنيب هو الأوَّاه الرجَّاع إلى الله الأوَّاب إليه.

" المعروف والمنكر ": متقابلان، فالمعروف اسم جامع لكل ما عرف حسنه شرعا وعقلا، والمنكر ضده.

" الخبيث والطيب ": متقابلان، فالطيب ما كان طيب الصفات كثير المنافع، والخبيث بالعكس.

" حُسن الخُلُق وسوء الخُلُق ": يكون مع الله ومع خَلقه، فحسن الخلق مع الله القيام بعبوديته ظاهرا وباطنا، مع قوة محبته والطمأنينة إليه، واللهج بذكره وقوة الثقة به، ومع الخلق بذل الإحسان لهم ومنع الأذى لهم واحتمال الأذى منهم، وسوء الخلق بعكس ذلك كله.

" الشرك والكفر ": الكفر أعم من الشرك، فمن جحد ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أو جحد بعضه بلا تأويل فهو الكافر من أي دين يكون، سواء كان صاحبه معاندا أو جاهلا ضالا، والشرك نوعان: شرك في ربوبيته كشرك الثنوية الذين يثبتون خالقا مع الله، وشرك في ألوهيته كشرك سائر المشركين الذين يعبدون الله ويعبدون غيره، ويشركون بينه وبين المخلوقين، ويسوونهم في الله في شيء من خصائص إلهيته، وقد يكون هذا الشرك أكبر جليا كأن يصرف العبد نوعا من أنواع العبادة لغير الله، وقد يكون أصغر كوسائل الشرك من الرياء والحلف بغير الله، ونحو ذلك.

" النفاق ": هو أن يظهر الخير ويبطن الشر، وهو نوعان: نفاق أكبر كأن يظهر الإيمان بالله ورسوله، وقلبه منطو على الكفر، ونفاق أصغر كالكذب وإخلاف المواعيد والفجور في الخصومة.

" الكبر والتواضع ": فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بأنه بطر الحق وغمط الناس، يعني وضده التواضع للحق: قبوله حيث كان ومع من كان ولين الجانب والتواضع للخلق.

فهذه الحدود ينبغي أن تعتبرها في كل ما يمر عليك من نصوص الكتاب والسنة؛ لتهتدي إلى معرفة ما يدخل في الأمور التي حكم الله عليها بالأحكام المتنوعة، وما لا يدخل، فيحصل لك الفرقان والرشاد والبيان، فنسأل الله أن يهدينا إلى الصراط المستقيم، وهو العلم بالحق والعمل به، ويجنبنا الطرق المخالفة لذلك.

وقد يسر الله تتميم هذا التعليق المبارك في ثالث شوال من شهور سنة ثمان وستين بعد الثلاثمائة والألف من الهجرة النبوية، فكان على اختصاره وإيجازه ووضوحه فيه معونة عظيمة على فهم كلام رب العالمين، وأن كلام الله كفيل ببيان كل شيء ينتفع به العباد في معاشهم ومعادهم، وإرشادهم إلى كل ما فيه مصالحهم المتنوعة ومنافعهم المتعددة، وأنه يتعذر الصلاح والإصلاح للأحوال كلها إلا بسلوك الطرق التي أرشد إليها هذا القرآن في أصول الدين وفروعه، وفي الأخلاق والآداب، وفي الأمور الداخلية والخارجية، والحمد لله الذي جعل كتابه هدى وشفاء ورحمة ونورا، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

بخط الفقير إلى الله من كافة الوجوه: عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي، غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين. . آمين.

ووقع الفراغ من نقله من خط المؤلف في سابع من الشهر المذكور والسنة المذكورة بقلم الفقير إلى ربه: محمد السليمان العبد العزيز البسام، غفر الله له ولوالديه والمسلمين. . آمين). [تيسير اللطيف المنان: 2/357-366]