الدروس
course cover
سيرة أبي سعيد زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري الأنصاري (ت:45هـ) رضي الله عنه
29 Aug 2018
29 Aug 2018

2581

0

0

course cover
سير أعلام المفسرين

القسم الثاني

سيرة أبي سعيد زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري الأنصاري (ت:45هـ) رضي الله عنه
29 Aug 2018
29 Aug 2018

29 Aug 2018

2581

0

0


0

0

0

0

0

11: أبو سعيد زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري الأنصاري (ت:45هـ)
وهو زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الخزرجي الأنصاري.
قُتل أبوه يوم بعاث قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وله من الإخوة حسان وأوس ويزيد؛ وكانوا جيران النبي صلى الله عليه وسلم، استشهد أوس يوم أحد، واستشهد يزيد يوم اليمامة.

قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينةَ وزيد ابن إحدى عشرة سنة، وكان غلاماً ذكيا فَهماً فطناً، حسن التعلم، ماهراً بالكتابة؛ فكان النبي صلى الله عليه السلام يعلّمه القرآن، ويأمره بكتابة الوحي؛ فلزم زيد النبي صلى الله عليه وسلم، وتعلّم منه، وشاهد نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض عليه القرآن مراراً.
- قال ابن شهاب الزهري: حدثني سهل بن سعد الساعدي، أنه رأى مروان بن الحكم في المسجد، فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} {والمجاهدون في سبيل الله} فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملّها عليَّ، قال: يا رسول الله، والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان أعمى، «فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، وفخذه على فخذي، فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي، ثم سري عنه»، فأنزل الله: {غير أولي الضرر} ). رواه البخاري في صحيحه.

- وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد، أن أباه زيدا، أخبره: أنه لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، قال زيد: ذُهِب بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعجب بي، فقالوا: يا رسول الله، هذا غلام من بني النجار، معه مما أنزل الله عليك بضع عشرة سورة، فأعجب ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: "يا زيد، تعلم لي كتاب يهود، فإني والله ما آمن يهود على كتابي" قال زيد: فتعلمت له كتابهم، ما مرت بي خمس عشرة ليلة حتى حذقته وكنت أقرأ له كتبهم إذا كتبوا إليه، وأجيب عنه إذا كتب " رواه الإمام أحمد.

ردّه النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد لصغر سنّه، وأوّل مشاهده يوم الخندق، ثم شهد ما بعدها من الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم.

وكان ممن جمع القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض عليه القرآن مراراً.
- قال همام: حدثنا قتادة، قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ( أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد ). رواه البخاري ومسلم.
- وقال شعبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، " جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، كلهم من الأنصار: أبي، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وزيد بن ثابت " قلت لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي). رواه البخاري.
وهو الذي عهد إليه أبو بكر بجمع المصحف؛ فاجتهد في جمعه وأحسن، وكان جمعه بنظر قراء الصحابة ومراجعتهم.
- قال عبيد بن السباق: حدثني زيد أن أبا بكر قال له: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم, فتتبع القرآن فاجمعه.

فجمعه من صحف الصحابة التي كتبوها من العُسُبِ واللخافِ ومما حفظوه في صدورهم، وكان يقول: (والله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن).
وهو الذي كتب المصحفَ الإمام في زمن عثمان، وكان رئيس الكتَبَة الذين كتبوا المصاحف العثمانية وبعث بها عثمان إلى الأمصار.

كان من أصحاب الفتوى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أعلمهم بالقرآن، والفرائض، والحساب، وأمهرهم بالكتابة، وكان صاحب فراسة صادقة.
- كان معاوية يكتب إليه يستفتيه في المعضلات.
- استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم
- وكان عمر يستخلفه على المدينة إذا سافر للحجّ، ولمّا ذهب إلى القدس.
- وكان عثمان يستعمله على بيت مال المسلمين.
- وقال عامر الشعبي: (ذهب زيد بن ثابت ليركب ووضع رجله في الركاب؛ فأمسك ابن عباس بالركاب؛ فقال: (تنحَّ يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم).
فقال: (لا هكذا نفعل بالعلماء والكبراء). رواه الفسوي في المعرفة، والحاكم في المستدرك، وابن عساكر في تاريخه.
- وقال هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، قال: (حجَّ بنا أبو الوليد ونحن سبعةٌ ولدُ سيرين؛ فمرَّ بنا على المدينة؛ فلما دخلنا على زيد بن ثابت، قيل له: هؤلاء بنو سيرين.
قال: فقال زيد: (هذان لأمّ، وهذان لأمّ، وهذان لأمّ، وهذا لأمّ، قال: فما أخطأ، وكان معبد أخا محمد لأمه). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال جرير، عن مغيرة، قال: قال ابن عباس: «لقد علم المحفظون من أصحاب محمد أن زيد بن ثابت من الراسخين في العلم» رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة.
- وقال ثابت بن عبيد: (ما رأيت رجلا أفكه في بيته من زيد بن ثابت ولا أحلم في القوم إذا جلس بينهم). رواه أبو القاسم البغوي.
- قال أبو إسحاق السبيعي: سمعت مسروقا يقول: (قدمت المدينة فنزلت على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا زيد بن ثابت من الراسخين في العلم) رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
- وقال عامر الشعبي، عن مسروق، قال: ( كان القضاة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة: عمر، وعلي، وعبد الله، وأبي، وزيد، وأبو موسى). رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة.
- وقال منصور بن المعتمر عن مسروق، قال: (شاممت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدت علمهم انتهى إلى ستة نفر، انتهى إلى: عمر، وعلي، وعبد الله، وأبي الدرداء، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت). رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة.
- وقال عامر الشعبي: (كان عمر وعبد الله وزيد يشبه علمهم بعضهم بعضا وكان يقتبس بعضهم من بعض). رواه أبو القاسم البغوي، والحاكم في المستدرك.
- وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا أبو صالح، حدثني موسى بن علي، عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس بالجابية فقال: (من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب، ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل، ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني؛ فإن الله تعالى جعلني له خازنا وقاسما). رواه البيهقي في السنن الكبرى.
- وقال ابن شهاب الزهري: (لو هلك عثمان بن عفان وزيد بن ثابت في بعض الزمان لهلك علم الفرائض إلى يوم القيامة، ولقد جاء على الناس زمان وما يعلمها غيرهما). رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة، والبيهقي في السنن الكبرى.
- وقال مالك بن أنس: (كان إمام الناس عندنا بعد عمر بن الخطاب: زيد بن ثابت وكان إمام الناس بعد زيد: ابن عمر). رواه أبو القاسم البغوي.
- قال جعفر بن برقان: سمعت الزهري يقول: (لولا أن زيد بن ثابت كتب الفرائض لرأيت أنها ستذهب من الناس). رواه الفسوي في المعرفة، والبيهقي في السنن الكبرى.
وهذا الكتاب رواه عنه ابنه خارجة، ورواه عن خارجة عبد الرحمن بن أبي الزناد وشرحه.
- وقال محمد بن عبد الرحيم: سمعت علي بن عبد الله [ ابن المديني]: ( لم يكن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد له أصحاب حفظوا عنه وقاموا بقوله في الفقه إلا ثلاثة: زيد وعبد الله وابن عباس؛ فأعلم الناس بزيد بن ثابت وقوله عشرة: سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعروة بن الزبير، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار، وأبان بن عثمان، وقبيصة بن ذؤيب، وذكر آخر، وكان أعلم الناس بقولهم وحديثهم ابن شهاب ثم بعده مالك بن أنس ثم بعد مالك عبد الرحمن بن مهدي). رواه ابن عساكر.

قرأ عليه أبو هريرة وابن عباس في قول، وقرأ عليه أبو عبد الرحمن السلمي وأبو العالية الرياحي وغيرهما.
- قال أبو عمرو الداني: (عرض عليه ابن عباس، وأبو العالية، وأبو عبد الرحمن السلمي، وشهد الخندق وما بعدها. وكان عمر إذا حج استخلفه على المدينة. وهو الذي ندبه عثمان لكتابة المصاحف، وهو الذي تولى قسمة غنائم اليرموك). ذكره الذهبي.

- قال عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم: (لما مات زيد جلسنا إلى ابن عباس في ظل قصر فقال: هكذا ذهاب العلماء، دفن اليوم علم كثير). رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة، والحاكم في المستدرك، وأبو نعيم في معرفة الصحابة.
- وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: قال أبو هريرة حين مات زيد بن ثابت: «اليوم مات حبر هذه الأمة، وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا» رواه الحاكم في المستدرك، وأبو نعيم في معرفة الصحابة.
- وقال علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، قال: شهدت جنازة زيد بن ثابت، فلما دلي في قبره قال ابن عباس: «من سره أن يعلم كيف ذهاب العلم؛ فهكذا ذهاب العلم، والله لقد دفن اليوم علم كثير» رواه الطبراني في المعجم الكبير، وأبو نعيم في معرفة الصحابة.

اختلف في سنة وفاته:
- فقال مصعب الزبيري ومحمد بن عبد الله ابن نمير ويحيى بن بكير: مات سنة 45هـ وصححه الذهبي.
- وقال علي بن المديني: مات سنة 54هـ، ولم يذكر البخاري في التاريخ الأوسط ولا الكبير قولاً غيره.
- وقال يحيى بن معين والهيثم بن عدي والمدائني وابن السكن: سنة 55هـ.
- وقال أحمد بن حنبل: «بلغني أن زيد بن ثابت توفي سنة إحدى وخمسين» وبه قال الفلاس.

وممن روى عنه في التفسير:
من الصحابة: ابن عمر، وابن عباس.
ومن التابعين: ابنه خارجة، وأبو العالية الرياحي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعبيد بن السباق الثقفي، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الله بن يزيد الأنصاري وعطاء بن يسار، وسليمان بن يسار، وعبد الرحمن بن أبي ثوبان، والقاسم بن حسان العامري.
وممن أرسل عنه: الحسن البصري، ومكحول، وأبو البختري الطائي، وأبو قلابة، وعامر الشعبي.