30 Aug 2018
3: عبيدة بن عمرو بن قيس السَّلْماني المرادي (ت: 72هـ).
الإمام الفقيه المفسّر؛ من كبار التابعين
وعلمائهم؛ أسلم عام الفتح في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يلقه،
وأخذ العلم عن كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب
وعليّ بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود.
لزم ابن مسعود في الكوفة حتى كان مقدّماً في
أصحابه، ثمّ لمّا انتقل عليّ إلى الكوفة لزمه وأخذ عنه علماً غزيراً، وشهد
معه وقعة الخوارج بالنهروان.
قال العجلي: (كان من أصحاب علي وعبد الله بن مسعود، وكان أعور، وكان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرئون ويفتون).
قال ابن سيرين: (كان عبيدة عريف قومه). رواه ابن سعد.
وكان معدوداً من كبار فقهاء الكوفة، تولّى القضاء بها مدّة، وكان حسن الاستنباط والاجتهاد على ورع وتوقّي:
- قال محمد بن سيرين: (سألت عبيدة عن آية فقال: عليك باتقاء الله والسداد فقد ذهب الذين كانوا يعلمون فيما أنزل القرآن). رواه ابن سعد والخطيب البغدادي. .
- قال النعمان بن قيس: دعا عَبيدة بكتبه عند موته؛ فمحاها وقال: (أخشى أن يليها أحد بعدي فيضعوها في غير موضعها). رواه ابن سعد.
- قال يحيى بن معين: (عَبيدة ثقة لا يُسأل عنه).
روى عنه في التفسير: محمد بن سيرين فأكثر، وأخوه أنس بن سيرين، وإبراهيم النخعي، وأبو حسان الأعرج، وأبو الضحى، وغيرهم.
من مروياته في التفسير:
أ: إبراهيم النخعي
عن عبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حبر من
الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إنا نجد أن الله
يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى
على إصبع وسائر الخلائق على إصبع فيقول أنا الملك فضحك النبي صلى الله عليه
وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه
وسلم: { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون }). رواه البخاري.
ب: هشام بن عروة عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني في قول الله تعالى : {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة..} قال: هو الرجل يذنب الذنبَ فيستسلم، ويلقي بيده إلى التهلكة، ويقول: لا توبة له!). رواه ابن جرير.
ج: ابن علية عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن عَبيدة، في قوله: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} فلبسها
عندنا ابن عون، قال: ولبسها عندنا محمد، قال محمد: ولبسها عندي عبيدة؛
قال ابن عون بردائه، فتقنع به، فغطى أنفه وعينه اليسرى، وأخرج عينه
اليمنى، وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا من حاجبه أو على الحاجب). رواه ابن جرير.