23 Apr 2015
مدخل لقراءة كتاب "معاني القرآن وإعرابه"
لأبي إسحاق الزجاج | أبو مالك العوضي
للاستماع للمحاضرة أو تنزيلها
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وعندنا أساسان من جملة أسس انطلق منها العلماء رحمهم الله عندما تكلموا في معاني القرآن:
وأما تلاميذ الزجاج : - كتاب "مجاز القرآن" لأبي عبيدة مَعمر بن مثنى . من ذلك قول الزجاج في المجلد الأول صفحة أربعين : والصواب والأصل فيه: سِمْوٌ على وزن حِمل، مثل قِنوٍ وأقناء وحِنوٍ وأحناء . ويرد أيضًا الزجاج على المازني من النحويين وغيره ولا سيما في الأقوال التى يتفردون بها عن غيرهم . واستفاد أيضًا من كتاب قطرب في التفسير وهو مفقود ، ومن كتاب أبي عبيدة في القراءات وغير ذلك . وممن نقده أيضًا ابن جنّي في "الخصائص" وغيره من كتبه . والسؤال الآن : ماذا يقصد الزجاج بقوله أدنى العدد؟ فالمقصود أن دراسة كتب المتأخرين وإن كانت جيدة إلا إنها لا تكفي في معرفة مصطلحات المتقدمين . من يعرف الجواب فليتفضل مشكورًا .. يمكنكم أن تبحثوا بهذا اللفظ أو ما أشبهه .
وأما حياة الإمام الزجاج :
والمقصود أن مجرّد انتساب الزجّاج للإمام أحمد لا يجعله حنبليا ، ولا يجعل كلامه موافقا لمذهب أحمد دائما .
وأما نشأة الزجاج :
وأما علمه بالنحو والصرف فأوضح من أن يُستدل عليه ، وقد وصفه ابن جنّي بشدة الفحص والاستنباط.
وأما علمه بالبلاغة فهو واضح أيضًا في أثناء تفسيره ، ولبعض المعاصرين رسالة علمية في جهوده البلاغية.
وأما علمه بالفقه فلا يظهر كثيرًا في كتابه مع أن له في معاني القرآن اشارات جيدة إلى بعض المسائل منها :
- قوله عن صلاة الخوف: "وقد اختلف الناس في صلاة الخوف زعم
مالك بن أنس أنه حسب ما روي فيها إليه كذا وكذا" ثم تكلم عن تفاصيل صلاة
الخوف .
فقد تعقّبه ابن عطية فقال : "هذا قول سوء لأهل البدع الذين
يرون أن الله لا يخلق أفعال العباد لم يحصّله الزجّاج ووقع فيه رحمه
الله عن غير قصد" .
وقال أبو حيّان تعقيبًا على كلام ابن عطية : "لم يعرف ابن
عطية أن الزجاج معتزليّ ولذلك تأوّل أنه لم يحصّله وأنه وقع فيه من غير
قصد" .
وأما علم الزجاج بالحديث فلا يظهر واضحاً في كتابه أيضًا لكن فيه نصوص قليلة تدلّ على عنايته به كقوله : "هذا هو الذي ضبطه أصحاب الحديث".
وعندما تكلم عن انشقاق القمر قال : "فقد روينا فيه أحاديث" ثم ذكر عدة أحاديث بسنده.
- وكتاب "معاني القرآن" للفرّاء يحيى بن زياد .
ومثال ذلك من الأخطاء أيضًا أن الزجّاج في المجلد الأول صفحة ثلاث وسبعين ومائتين أورد هذا الشاهد:
تنوَّرتها من أذرعات وأهلها ... بيثربَ أدنى دارها نظرٌ عالي
قال الزجّاج: "وهذا أكثر الرواية وقد أُنشد بالكسر بغير تنوين وأما الفتح فخطأ لأن نصب الجمع وفتحه كسر".
فالمحقق ضبطها بالفتح، مع أن الزجّاج نصّ على أن الفتح خطأ وقال إن الصواب إما الكسر بالتنوين وإما بالكسر بغير تنوين.
وأما ردوده على العلماء السابقين فهو يردّ على أبي عبيدة صاحب "مجاز القرآن" كثيرًا لأن أبا عبيدة كثيرًا ما كان يعتمد على محض اللغة في التفسير.
وأما نقد العلماء للزجّاج :
فلا شك أنه كثير مشهور لأن كتاب الزجّاج كان مشهورًا
واعتمد عليه كثير من العلماء ومثل هذا النوع من الكتب التى تشتهر لا يمكن
أن يخلو من نقد .
وممن استفاد من الزجاج : أبو جعفر النحاس، وهو تلميذ الزجّاج وله كتاب أيضًا في معاني القرآن واستفاد من شيخه فيه كثيرًا .
وممن أكثر من الاستفادة من الزجّاج الإمام أبو منصور الأزهري في كتابه " تهذيب اللغة " .
أم تريدون الأسئلة قبل ذلك ؟ إن كان هناك أسئلة .
من كان لديه سؤال فيما سبق فليتفضل..
من يعرف فليتفضل بالجواب..
يقول الأخ ابن طاهر: أبو عمرو بن العلاء.
تقول إحدى الأخوات: من ناحية اللغة.
وبهذا يعلم خطأ كثير من المعاصرين الذين ينسبون للنحويين الكلام لمجرد القياس العقلي فقط دون الاعتماد على كلام العرب .
هل لنكتفي بهذا القدر أو نذكر أمثلة أخرى؟
بعض الإخوة يطلب إعادة الكلام السابق لأنه الصوت كان فيه مشكلة ولعل الأخ الكريم يرجع إلى الدرس المسجل إن كان مسجل اللقاء
واحدى الأخوات تسأل فيما يخص القراءات الشاذة لم يتضح لي المقصود بالسؤال فيرجى توضيحه .
طيب "أهلّة" على وزن أفعلة، أفعلة هذا من أوزان جمع القلّة فكيف قال الزجّاج أنه لأدنى العدد وأكثره -يعني القلّة والكثرة- كيف ؟
يقول الشيخ يوسف الحساني : "لثقل جمع الكثرة في التضعيف"، وهذا صحيح .
يقول الزجاج : "آتنا وقف لأنه دعاء " ما المعنى المقصود للزجاج بهذا الكلام ؟
فقيل له: "لما قللت الجفنات ولم تقل الجفان؟"
وهذا الخبر عندي مصنوع لأن الألف والتاء قد تأتي للكثرة "
في هذا النص النفيس نلاحظ المنهج النقديّ للإمام الزجّاج في التعامل مع
المسائل العلمية والأدلّة التي يوردها المختلفون فيها وكيفية الردّ والقبول
لهذه الأدلّة .
ومن العبارات التي تتكرر كثيرا في كلام الزجّاج قوله : "وهذا جيد بالغ"
ماذا يعني بقوله جيد بالغ ؟ ماذا يقصد الزجاج بقوله جيد بالغ ؟
تقول إحدى الأخوات: لعله قصده بجيد بالغ أي في غاية الصحة والقرب من المعنى المراد.
ويقول أحد الأخوة: المقصود أنه صحيح مرويّ.
والمقصود أن الأفكار كثيرة جدًا ولكننا لا نقرأ .