الدروس
course cover
تفسير سورة آل عمران[من الآية (5) إلى الآية (6) ]
22 Jan 2015
22 Jan 2015

4273

0

0

course cover
تفسير سورة آل عمران

القسم الأول

تفسير سورة آل عمران[من الآية (5) إلى الآية (6) ]
22 Jan 2015
22 Jan 2015

22 Jan 2015

4273

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)}


تفسير قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (ومعنى {إنّ اللّه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السّماء} أي : هو ظاهر له، وهو جلّ وعزّ أنشأه.). [معاني القرآن: 1/375]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {إنّ اللّه لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السّماء (5) هو الّذي يصوّركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم (6)}

هذه الآية خبر عن علم الله تعالى بالأشياء على التفصيل، وهذه صفة لم تكن لعيسى ولا لأحد من المخلوقين، ثم أخبر عن تصويره للبشر في أرحام الأمهات، وهذا أمر لا ينكره عاقل، ولا ينكر أن عيسى وسائر البشر لا يقدرون عليه، ولا ينكر أن عيسى عليه السلام من المصورين في الأرحام، فهذه الآية تعظيم لله تعالى في ضمنها الرد على نصارى نجران، وفي قوله: {إنّ اللّه لا يخفى عليه شيءٌ} وعيد ما لهم، فسر بنحو هذا محمد بن جعفر بن الزبير والربيع). [المحرر الوجيز: 2/ 154-155]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {إنّ اللّه لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السّماء (5) هو الّذي يصوّركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم}
يخبر تعالى أنّه يعلم غيب السّماوات والأرض، ولا يخفى عليه شيءٌ من ذلك).
[تفسير القرآن العظيم: 2/ 6]

تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (ومعنى{هو الّذي يصوّركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلّا هو العزيز الحكيم }أي: على ما يشاء من عظم, وصغر لون، وضعف, وقوة.
وله جلّ وعزّ في ذلك حكمة كما قال: {لا إله إلّا هو العزيز الحكيم}).[معاني القرآن: 1/375-376]

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وفي قوله: {هو الّذي يصوّركم} رد على أهل الطبيعة، إذ يجعلونها فاعلة مستبدة، وشرح النبي صلى الله عليه وسلم كيفية التصوير في الحديث الذي رواه ابن مسعود وغيره أن النطفة إذا وقعت في الرحم مكثت نطفة أربعين يوما ثم تكون علقة أربعين يوما ثم مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله إليها ملكا فيقول: «يا رب، أذكر أم أنثى؟ أشقي أم سعيد؟» الحديث بطوله على اختلاف ألفاظه، وفي مسند ابن سنجر حديث: «إن الله يخلق عظام الجنين وغضاريفه من مني الرجل ولحمه وشحمه وسائر ذلك من مني المرأة»، وصور بناء مبالغة من: صار يصور إذا أمال وثنى إلى حال ما، فلما كان التصوير إمالة إلى حال وإثباتا فيها، جاء بناؤه على المبالغة، والرحم موضع نشأة الجنين، وكيف يشاء يعني من طول وقصر ولون وسلامة وعاهة وغير ذلك من الاختلافات، والعزيز الغالب والحكيم ذو الحكمة أو المحكم في مخلوقاته وهذا أخص بما ذكر من التصوير). [المحرر الوجيز: 2/ 155]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {هو الّذي يصوّركم في الأرحام كيف يشاء} أي: يخلقكم كما يشاء في الأرحام من ذكرٍ وأنثى، وحسنٍ وقبيحٍ، وشقيٍّ وسعيدٍ {لا إله إلا هو العزيز الحكيم} أي: هو الّذي خلق، وهو المستحقّ للإلهيّة وحده لا شريك له، وله العزّة الّتي لا ترام، والحكمة والأحكام.
وهذه الآية فيها تعريضٌ بل تصريحٌ بأنّ عيسى ابن مريم عبدٌ مخلوقٌ، كما خلق اللّه سائر البشر؛ لأنّ اللّه تعالى صوّره في الرّحم وخلقه، كما يشاء، فكيف يكون إلهًا كما زعمته النّصارى -عليهم لعائن اللّه-وقد تقلّب في الأحشاء، وتنقّل من حالٍ إلى حالٍ، كما قال تعالى:
{يخلقكم في بطون أمّهاتكم خلقًا من بعد خلقٍ في ظلماتٍ ثلاثٍ ذلكم اللّه ربّكم له الملك لا إله إلا هو فأنّى تصرفون}[الزّمر: 6] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/ 6]



* للاستزادة ينظر: هنا