2 Oct 2022
هـ: آداب تلاوة القرآن وأحكامها: (1) وجوب الإخلاص في تلاوة القرآن و(2)
فضل تلاوة القرآن
1: وجوب
الإخلاص في تلاوة
القرآن
من راءى بقراءة القرآن
أو
تأكل به أو فجر به
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت:774 هـ) :(قال البخاري: حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، حدثنا الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، قال: قال علي، رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة)).
وقد روي في
موضعين آخرين، ومسلم وأبو داود والنسائي، من طرق عن الأعمش به حدثنا عبد الله بن
يوسف، حدثنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: ((يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع
صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما
يمرق السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يرى شيئا، وينظر في القدح فلا يرى شيئا،
وينظر في الريش فلا يرى شيئا، ويتمارى في الفوق)). ورواه في موضع آخر، ومسلم -أيضا- والنسائي من طرق عن
الزهري، عن أبي سلمة به. وابن ماجة من رواية محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة
به. حدثنا مسدد بن مسرهد، حدثنا يحيى بن
سعيد، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن أبي موسى، رضي الله عنهما، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به
كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة
طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها
مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث وريحها
مر)). ورواه في موضع آخر مع بقية
الجماعة من طرق، عن قتادة به. ومضمون
هذه الأحاديث التحذير من المراءاة بتلاوة القرآن التي هي من أعظم القرب، كما جاء في
الحديث: ((واعلم أنك لن تتقرب إلى الله بأعظم مما خرج
منه)) يعني: القرآن. والمذكورون
في حديث علي وأبي سعيد هم الخوارج، وهم الذين لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، وقد قال في
الرواية الأخرى: ((يحقر أحدكم قراءته مع قراءتهم، وصلاته مع صلاتهم، وصيامه مع
صيامهم)). ومع هذا أمر بقتلهم لأنهم مراؤون في أعمالهم في نفس الأمر، وإن كان بعضهم
قد لا يقصد ذلك، إلا أنهم أسسوا أعمالهم على اعتقاد غير صالح، فكانوا في ذلك
كالمذمومين في قوله: {أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان
خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم
الظالمين} [التوبة: 109]، وقد اختلف العلماء في تكفير
الخوارج وتفسيقهم ورد رواياتهم، كما سيأتي تفصيله في موضعه إن شاء
الله. والمنافق المشبه بالريحانة التي
لها ريح ظاهر وطعمها مر هو المرائي بتلاوته، كما قال تعالى: {إن
المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس
ولا يذكرون الله إلا قليلا} [النساء:
142] ).
2: فضل تلاوة القرآن: كتاب الجامع لأحاديث شتى تتعلق بتلاوة القرآن وفضائله وفضل أهله(1)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت:774 هـ): (2: فضل تلاوة القرآن
كتاب الجامع
لأحاديث شتى
تتعلق بتلاوة القرآن وفضائله وفضل أهله
فصل
قال أحمد: حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا شيبان، عن فراس، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال نبي الله عليه الصلاة والسلام: ((يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه)).
وقال أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا حيوة، حدثنا
بشير بن أبي عمرو الخولاني؛ أن الوليد بن قيس التجيبي حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري
يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يكون خلف من بعد
الستين سنة، أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا، ثم يكون خلف يقرؤون
القرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن ومنافق
وفاجر)). قال بشير: فقلت للوليد:
ما هؤلاء الثلاثة؟ قال: المنافق كافر به، والفاجر يتأكل به،
والمؤمن يؤمن به. وقال أحمد:
حدثنا حجاج، حدثنا الليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن أبي الخطاب، عن
أبي سعيد أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك خطب الناس وهو مسند
ظهره إلى نخلة فقال: ((ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس؛ إن من
خير الناس رجلا عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتى
يأتيه الموت، وإن من شر الناس رجلا فاجرا جريئا يقرأ كتاب الله، ولا يرعوي إلى شيء
منه)). قال الحافظ أبو بكر
البزار: حدثنا محمد بن عمر بن هياج الكوفي، حدثنا الحسين بن عبد الأول، حدثنا محمد
بن الحسن الهمداني، عن عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: من شغله قراءة القرآن عن
دعائي أعطيته أفضل ثواب السائلين)). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه))، ثم
قال: تفرد به محمد بن الحسن ولم يتابع عليه. وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو عبيدة الحداد، حدثني عبد
الرحمن بن بديل بن ميسرة، حدثني أبي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ((إن لله أهلين من الناس)). قيل: من هم يا رسول الله؟
قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)) ". وقال أبو القاسم الطبراني: حدثنا محمد بن علي بن شعيب
السمسار، حدثنا خالد بن خداش، حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، أن أنس بن مالك، رضي
الله عنه: كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده فدعا لهم. وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن عباد المكي، حدثنا حاتم بن إسماعيل عن شريك، عن
الأعمش، عن يزيد بن أبان، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((القرآن غنى لا فقر بعده ولا غنى دونه)). وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا
عبد الرزاق، حدثنا عبد الله بن المحرر، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: ((لكل شيء حلية، وحلية القرآن الصوت
الحسن)). ابن المحرر ضعيف. وقال
الإمام أحمد: حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا بكر بن سوادة، عن وفاء الخولاني،
عن أنس بن مالك قال: بينما نحن نقرأ فينا العربي والعجمي والأسود والأبيض، إذ خرج
علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أنتم في خير تقرؤون
كتاب الله وفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيأتي على الناس زمان يثقفونه كما
يثقف القدح، يتعجلون أجورهم ولا يتأجلونها)). وقد رواه الإمام أحمد -أيضا- عن حسن، عن ابن لهيعة، عن
بكر، عن وفاء، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره. وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا
عبد الله بن الجهم، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن عبد ربه بن عبد الله، عن عمر بن
نبهان، عن الحسن، عن أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن
البيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل
خيره)). وقال الحافظ أبو يعلى:
حدثنا الفضل بن الصباح، حدثنا أبو عبيدة، عن محتسب، حدثني يزيد الرقاشي، عن أنس
قال: قعد أبو موسى في بيت واجتمع إليه ناس، فأنشأ يقرأ عليهم القرآن، قال: فأتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله ألا أعجبك من أبي موسى أنه
قعد في بيت فاجتمع إليه ناس فأنشأ يقرأ عليهم القرآن قال: فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ((أتستطيع أن تقعدني حيث لا يراني منهم أحد؟)). قال:
نعم. قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقعده الرجل حيث لا يراه منهم أحد،
فسمع قراءة أبي موسى فقال: ((إنه ليقرأ على مزمار من مزامير داود، عليه
السلام)). هذا غريب ويزيد الرقاشي ضعيف. وقال الإمام أحمد: حدثنا مصعب بن سلام، حدثنا جعفر -هو
ابن محمد بن علي بن الحسين- عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: خطبنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه بما هو له أهل، ثم قال: ((أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وإن أفضل الهدي هدي محمد، وشر
الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)) ثم يرفع صوته وتحمر وجنتاه، ويشتد غضبه إذا ذكر
الساعة، كأنه منذر جيش. قال: ثم يقول: ((أتتكم الساعة بعثت أنا والساعة هكذا -وأشار
بأصبعيه السبابة والوسطى- صبحتكم الساعة ومستكم، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا
أو ضياعا فإلي وعلي)). وقال
الإمام أحمد: حدثنا عبد الوهاب -يعني ابن عطاء- أنبأنا أسامة بن زيد الليثي، عن
محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
المسجد، فإذا قوم يقرؤون القرآن فقال: ((اقرؤوا القرآن وابتغوا به
وجه الله -عز وجل- من قبل أن يأتي بقوم يقيمونه إقامة القدح، يتعجلونه ولا
يتأجلونه)). قال أحمد -أيضا- :
حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا خالد، حدثنا حميد الأعرج، عن محمد بن المنكدر، عن جابر
بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن، وفينا
العجمي والأعرابي قال: فاستمع فقال: ((اقرؤوا فكل حسن، وسيأتي قوم
يقيمونه كما يقام القدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه)). وقال أبو بكر البزار: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء،
حدثنا عبد الله بن الأجلح، عن الأعمش، عن المعلى الكندي، عن عبد الله بن مسعود قال:
((إن هذا القرآن شافع مشفع، من اتبعه قاده إلى الجنة، ومن تركه أو
أعرض عنه -أو كلمة نحوها- زج في قفاه إلى النار)). وحدثنا أبو كريب، حدثنا
عبد الله بن الأجلح، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه
وسلم بنحوه. قال الحافظ أبو يعلى: حدثنا
أحمد بن عبد العزيز بن مروان أبو صخر، حدثني بكر بن يونس، عن موسى بن علي، عن أبيه،
عن يحيى بن أبي كثير اليمامي، عن جابر بن عبد الله؛ أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: ((من قرأ ألف آية كتب الله له قنطارا، والقنطار مائة
رطل، والرطل اثنتا عشرة أوقية، والأوقية ستة دنانير، والدينار أربعة وعشرون قيراطا،
والقيراط مثل أحد، ومن قرأ ثلاثمائة آية قال الله لملائكته: نصب عبدي لي، أشهدكم يا
ملائكتي أني قد غفرت له، ومن بلغه عن الله فضيلة فعمل بها إيمانا به ورجاء ثوابه،
أعطاه الله ذلك وإن لم يكن ذلك كذلك)). وقال أحمد: حدثنا جرير، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل الذي ليس في
جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)). قال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا
الوجه. وقال الطبراني: حدثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة، حدثني أبي قال: وجدت في كتاب أبي بخطه عن عمران بن أبي عمران،
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يوم
القيامة، وذلك أن الله عز وجل يقول: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا
يشقى} [طه: 123] )). وقال الطبراني: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثنا أبي،
حدثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: ((إن أحسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزن
به)). وقال -أيضا- : حدثنا أبو
يزيد القراطيسي، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا عبدة بن سليمان، عن سعيد أبي سعد
البقال، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحسنوا الأصوات بالقرآن)). وروى -أيضا- بسنده إلى الضحاك عن ابن عباس مرفوعا: ((أشرف أمتي حملة القرآن)). وقال الطبراني: حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا إبراهيم بن
أبي سويد الذارع حدثنا صالح المري، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى عن ابن عباس قال:
"سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الأعمال أحب إلى
الله؟ فقال: ((الحال المرتحل)). قال: يا رسول الله، ما الحال المرتحل؟ قال: ((صاحب
القرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره، وفي آخره حتى يبلغ أوله))
" ).
كتاب الجامع لأحاديث شتى تتعلق بتلاوة القرآن وفضائله وفضل أهله (2)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت:774 هـ): (وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا العمري، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل القرآن مثل الإبل المعقلة إن تعاهدها صاحبها أمسكها، وإن تركها ذهبت)).
ورواه -أيضا- عن محمد بن عبيد ويحيى بن سعيد، عن عبيد الله العمري به.
ورواه -أيضا- عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا نحوه.
وقال البزار: حدثنا محمد بن معمر، حدثنا حميد بن حماد بن أبي الحوار، حدثنا مسعر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن قراءة؟ قال: ((من إذا سمعته يقرأ رؤيت أنه يخشى الله، عز وجل)).
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)).
وقال أحمد: حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثني حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أقرأ القرآن فلا أجد قلبي يعقل عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن قلبك حشي الإيمان، وإن العبد يعطى الإيمان قبل القرآن)).
وبهذا الإسناد: أن رجلا جاء بابن له فقال: يا رسول الله، إن ابني هذا يقرأ المصحف بالنهار ويبيت بالليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما تنقم أن ابنك يظل ذاكرا ويبيت سالما)).
وقال أحمد: حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن حيي، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه))، قال: ((فيشفعان)).
وقال أحمد: حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا دراج، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أكثر منافقي أمتي قراؤها)).
وقال أحمد: حدثنا وكيع، حدثني همام، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقه)).
ورواه -أيضا- عن غندر، عن شعبة، عن قتادة به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وقال أبو القاسم الطبراني: حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه، حدثنا أبي، حدثنا عيسى بن يونس، ويحيى بن أبي الحجاج التميمي، عن إسماعيل بن رافع، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه، غير أنه لا يوحى إليه، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي فقد عظم ما صغر الله، وصغر ما عظم الله، وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه، أو يغضب فيمن يغضب، أو يحتد فيمن يحتد، ولكن يعفو ويصفح، لفضل القرآن)).
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا عباد بن ميسرة، عن الحسن، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة)).
وقال البزار: حدثنا محمد بن حرب، حدثنا يحيى بن المتوكل، حدثنا عنبسة بن مهران عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مراء في القرآن كفر)). ثم قال: عنبسة: هذا ليس بالقوي. وعنده فيه إسناد آخر.
وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا أبو بكر، حدثنا ابن إدريس، حدثنا المقبري، عن جده، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه)).
وقال الطبراني: حدثنا موسى بن حازم الأصبهاني، حدثنا محمد بن بكير الحضرمي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن فضالة بن عبيد، وتميم الداري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك، عز وجل: اقرأ وارق بكل آية درجة حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول ربك: اقبض، فيقول العبد بيده: يا رب أنت أعلم. فيقول: بهذه الخلد وبهذه النعيم)).
وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة معقس بن عمران بن حطان قال: قال: دخلت مع أبي على أم الدرداء، رضي الله عنها، فسألها أبي: ما فضل من قرأ القرآن على من لم يقرأ؟ قالت: حدثتني عائشة قالت: جعلت درج الجنة على عدد آي القرآن، فمن قرأ ثلث القرآن ثم دخل الجنة كان على الثلث من درجها، ومن قرأ نصف القرآن كان على النصف من درجها، ومن قرأه كله كان في عليين، لم يكن فوقه إلا نبي أو صديق أو شهيد.
وقال الطبراني: حدثنا مسعدة بن سعد العطار المكي، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم مولى جميع بن حارثة الأنصاري، حدثنا عبد الله بن ماهان الأزدي، حدثني فائد مولى عبيد الله بن أبي رافع، حدثتني سكينة بنت الحسين بن علي، عن أبيها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة)).
وروى الطبراني من حديث بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن المهاصر بن حبيب، عن عبيدة المليكي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ((يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته من آناء الليل والنهار، وتغنوه وتقنوه، واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون، ولا تستعجلوا ثوابه، فإن له ثوابا)).
وفي حديث عقبة بن عامر نحوه، كما تقدم.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن مشرح، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أن القرآن جعل في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق)).
تفرد به. قيل: معناه: أن الجسد الذي يقرأ القرآن لا تمسه النار.
وفي سنن ابن ماجة من طريق المغيرة بن نهيك، عن عقبة بن عامر مرفوعا: ((من تعلم القرآن ثم تركه فقد عصاني)).
وفي حديث رواه أبو يعلى من طريق ليث، عن مجاهد، عن أبي سعيد مرفوعا: ((عليك بتقوى الله، فإنها رأس كل خير، وعليك بالجهاد، فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن، فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء، واخزن لسانك إلا من خير، فإنك بذلك تغلب الشيطان)) ).