الدروس
course cover
تفسير سورة النساء [ من الآية (174) إلى الآية (175) ]
18 Nov 2018
18 Nov 2018

3777

0

0

course cover
تفسير سورة النساء

القسم الثالث عشر

تفسير سورة النساء [ من الآية (174) إلى الآية (175) ]
18 Nov 2018
18 Nov 2018

18 Nov 2018

3777

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175)}


تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (يا أيّها النّاس قد جاءكم برهان من ربّكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا (174)
(وأنزلنا إليكم نورا مبينا).
يعنى به - واللّه أعلم - القرآن؛ لأن النور هو الذي يبين الأشياء حتى ترى. ومثّل اللّه عزّ وجلّ ما يعلم بالقلب علما واضحا لما يرى بالعين رؤية منكشفة بينة.
والكلالة قد بيّناها أول السورة). [معاني القرآن: 2/136]

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: يا أيّها النّاس قد جاءكم برهانٌ من ربّكم الآية إشارة إلى محمد رسول الله، و «البرهان»: الحجة النيرة الواضحة التي تعطي اليقين التام، والمعنى: قد جاءكم مقترنا بمحمد برهان من الله تعالى على صحة ما يدعوكم إليه وفساد ما أنتم عليه من النحل، وقوله تعالى: وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً يعني القرآن فيه بيان لكل شيء، وهو الواعظ الزاجر، الناهي الآمر). [المحرر الوجيز: 3/75-76]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها النّاس قد جاءكم برهانٌ من ربّكم وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا (174) فأمّا الّذين آمنوا باللّه واعتصموا به فسيدخلهم في رحمةٍ منه وفضلٍ ويهديهم إليه صراطًا مستقيمًا (175)}
يقول تعالى مخاطبًا جميع النّاس ومخبرًا بأنّه قد جاءهم منه برهانٌ عظيمٌ، وهو الدّليل القاطع للعذر، والحجّة المزيلة للشّبهة؛ ولهذا قال: {وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا} أي: ضياءً واضحًا على الحقّ، قال ابن جريج وغيره: وهو القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 2/481]


تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (175)}

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم وعد تبارك وتعالى المؤمنين بالله، المعتصمين به، والضمير في به يحتمل أن يعود على الله تعالى، ويحتمل أن يعود على القرآن الذي تضمنه قوله تعالى: نوراً مبيناً و «الاعتصام» به التمسك بسببه وطلب النجاة والمنعة به، فهو يعصم كما تعصم المعاقل، وهذا قد فسره قول النبي صلى الله عليه وسلم: «القرآن حبل الله المتين من تمسك به عصم»، و «الرحمة» و «الفضل»: الجنة وتنعيمها، ويهديهم، معناه: إلى الفضل، وهذه هداية طريق الجنان، كما قال تعالى: سيهديهم ويصلح بالهم [محمد: 5] لأن هداية الإرشاد قد تقدمت وتحصلت حين آمنوا بالله واعتصموا بكتابه، وصراطاً نصب بإضمار فعل يدل عليه يهديهم، تقديره فيعرفهم، ويحتمل أن ينتصب كالمفعول الثاني، إذ يهديهم في معنى يعرفهم، ويحتمل أن ينتصب على ظرفية «ما» ويحتمل أن يكون حالا من الضمير في إليه وقيل: من فضل، والصراط: الطريق وقد تقدم تفسيره غير مرة). [المحرر الوجيز: 3/76]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأمّا الّذين آمنوا باللّه واعتصموا به} أي: جمعوا بين مقامي العبادة والتّوكّل على اللّه في جميع أمورهم. وقال ابن جريجٍ: آمنوا باللّه واعتصموا بالقرآن. رواه ابن جريرٍ.
{فسيدخلهم في رحمةٍ منه وفضلٍ} أي: يرحمهم فيدخلهم الجنّة ويزيدهم ثوابًا ومضاعفةً ورفعًا في درجاتهم، من فضله عليهم وإحسانه إليهم، {ويهديهم إليه صراطًا مستقيمًا} أي: طريقًا واضحًا قصدا قواما لا اعوجاج فيه ولا انحراف. وهذه صفة المؤمنين في الدّنيا والآخرة، فهم في الدّنيا على منهاج الاستقامة وطريق السّلامة في جميع الاعتقادات والعمليّات، وفي الآخرة على صراط اللّه المستقيم المفضي إلى روضات الجنّات. وفي حديث الحارث الأعور عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: " القرآن صراط الله المستقيم وحبل اللّه المتين ". وقد تقدّم الحديث بتمامه في أول التفسير ولله الحمد والمنة). [تفسير القرآن العظيم: 2/481]



* للاستزادة ينظر: هنا