22 Aug 2015
هذه المهارة هي أصل مهارات التفسير؛ فمن أتقنها سهل عليه ما بعدها، فكم من قارئ للتفاسير تفوته كثير من المسائل لا يتفطّن لها.
ولو قدّر أن شيخاً ألقى درساً علمياً حضره نحو خمسين طالباً وتضمن ذلك الدرس عشرين مسألة ثم طلب في نهاية الدرس من الطلاب أن يستخلصوا المسائل التي تحدث عنها؛ فمن المجرب المعلوم أنه لا يأتي على ذكر أغلبها إلا حذّاق الطلاب ونابهوهم، وكثير منهم لا يكاد يتذكر سوى مسألتين أو ثلاث من تلك المسائل، وذلك أن طالب العلم اللبيب له قلب عقول ولسان سؤول؛ وأسماء المسائل هي أبواب العلم ومن أغفل العناية بها كان كمن أضلّ الأبواب فلم يعرفها.
وأوّل ما يعتني بها الطالب اللبيب أن يضبط أسماء المسائل التي تكلم عنها شيخه أو قرأها في كتاب علمي؛ فإنه إذا قيّدها وضبطها سهل عليه تحقيق معيار مهم من معايير قياس جودة التحصيل العلمي وهو معيار الشمول؛ فتكون معرفته بذلك الكتاب معرفة شاملة إذا قرأه قراءة يعتني فيها بضبط أسماء المسائل العلمية.
وهذا الأمر قد يبدو سهلاً في بعض المسائل الواضحة أو التي يُعنون لها، لكنه قد يدقّ في كثير من كلام أهل العلم على أهميته حتى يكاد يستخرج من بين السطور كما يقال.
وليس المراد باستخلاص المسائل مجرّد وضع العناوين على بعض الفقرات، وإنما المراد التعرف على المسائل التي تضمّنها كلام المفسّر، وقد يتضمّن السطر الواحد مسائل عدة، وسأضرب لذلك مثالاً يوضح المقصود:
تفسير قول الله تعالى: {عمّ يتساءلون} - قال معين الدين محمد بن عبد الرحمن الإيجي(ت:905هـ): ({عَمَّ} حرف جر دخل على ما الاستفهامية، وحذف الألف في كثرة الاستعمال، {يَتَسَاءَلُونَ}، كان أهل مكة يتساءلون فيما بينهم عن القيامة استهزاء، ومعنى هذا الاستفهام التفخيم والتعظيم)ا.ه. |
هذا النص على اختصاره قد اشتمل على مسائل عدة، اختلف في أكثرها أهل التفسير، واختار الإيجي في تفسيرها اختيارات صاغها صياغة مختصرة، وهي:
م1: معنى {عمّ} وتركبها من {عن} و{ما}
م2: معنى {ما} في قوله: {عمّ}
م3: سبب حذف ألف {ما} الاستفهامية في هذا التركيب.
م4: مرجع الضمير في قوله تعالى: {يتساءلون}
م5: معنى التساؤل.
م6: متعلّق التساؤل.
م7: الغرض من التساؤل.
م8: معنى الاستفهام في قوله تعالى: {عمّ يتساءلون}.
فهذه ثمان مسائل في تفسير آية واحدة هي قوله تعالى: {عم يتساءلون} قد أطال المفسرون فيها في التفاسير المطولة واختلفوا في أكثرها على أقوال متعددة، ومع ذلك فاتته مسألتان هما:
م9: لمن الخطاب في الآية، وذلك أنّ الآية قد صُدّرت باستفهام، والاستفهام لا بد فيه من مُستفهَم، ومستفهَمٍ عنه، وقد تكلم في هذه المسألة ابن جرير الطبري وابن عاشور، وفيها ثلاثة أقوال.
م10: ما مقصد الآية؟
فلو وضع الطالب عنواناً عاماً لكلام المفسّر كمثل: تفسير قول الله تعالى: {عمّ يتساءلون} لفاته معرفة المسائل التفصيلية في التي تضمّنها كلام المفسّر في تفسير هذه الآية.
وعناية طالب علم التفسير باستخلاص المسائل من كلام المفسّرين وتصنيفها وترتيبها، تعينُه على تنظيم دراسته لمسائل الآية، وتعرّفه ما ينبغي له أن يدرسه من مسائل الآية، وتعينه على التمييز بين المسائل المتصلة بتفسير الآية وعلومها والمسائل الاستطرادية؛ فيستفيد بعد استخلاص أسماء المسائل تصوراً أولياً مهماً لمسائل الآية.
والمداومة على هذه الطريقة في دراسة التفسير تنمّي لدى الطالب ملكة التيقظ لمسائل التفسير، وإدراك المنصوص عليه منها وما يستخرج بالاستنباط، وتعرّف الطالب بتفاضل المفسرين في ذكر المسائل والإبانة عنها.
لكن مما ينبغي التنبيه عليه أن العبرة ليست بكثرة المسائل؛ فالاستكثار من المسائل الاستطرادية والتقصير في المسائل التفسيرية التي هي عماد تفسير الآية مما يؤخذ على بعض التفاسير، وكذلك التكلّف في ذكر بعض المسائل الدقيقة والغفلة عن مسائل مهمّة يتوقف عليها فهم معنى الآية من التقصير في التفسير ولو أطال المفسّر في حديثه عن تلك الآيات.
واستخلاص المسائل وترتيبها من أحسن العلاج لضعف التركيز وتشتت الذهن وشروده عند القراءة، وهذه آفة تعرض لبعض القرّاء.
وينبغي التنبه لأمرين مهمين في هذا الدرس:
أحدهما: أنّ فوات بعض المسائل الخفيّة على الطالب في أوّل الأمر لا يقدح في ملَكته وقدرته الذهنية.
والآخر: أن التعبير عن المسألة وصياغة اسمها قضيّة اجتهادية؛ فيمكن أن يعبّر عن المسألة الواحدة بأكثر من طريقة؛ ومحاكاة الطالب لأساليب المفسّرين تعينه على اكتساب لغتهم في التعبير عن مسائل التفسير.
تفسير قول الله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)}- قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :(وقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي: نخصُّكَ وحدكَ بالعبادةِ والاستعانةِ؛ لأنَّ تقديمَ المعمولِ يفيدُ الحصرَ، وهوَ إثباتُ الحكمِ للمذكورِ ونفيهُ عما عداهُ، فكأنَّهُ يقولُ: نعبدكَ، ولا نعبدُ غَيركَ، ونستعينُ بكَ، ولا نستعينُ بغيركَ.وتقديم العبادةِ على الاستعانةِ منْ بابِ تقديمِ العامِّ على الخاصِّ، واهتماماً بتقديمِ حقِّهِ تعالى على حقِّ عبدِهِ.و(العبادة): اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يحبُّهُ اللهُ ويرضاهُ من الأعمالِ والأقوالِ الظاهرةِ والباطنةِ.و(الاستعانة): هيَ الاعتمادُ على اللهِ تعالىَ في جلبِ المنافعِ ودفعِ المضارِّ، معَ الثِّقةِ بهِ في تحصيلِ ذلكَ.والقيامُ بعبادةِ اللهِ والاستعانةِ بهِ هوَ الوسيلةُ للسعادةِ الأبديةِ، والنجاةِ منْ جميعِ الشرورِ، فلا سبيلَ إلى النجاةِ إلاَّ بالقيامِ بهمَا، وإنَّما تكونُ العبادةُ عبادةً إذا كانَتْ مأخوذةً عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مقصوداً بها وجهُ اللهِ، فبهذينِ الأمرينِ تكونُ عبادةً.وذكرُ (الاستعانة) بعدَ (العبادةِ) معَ دخولِهَا فيهَا، لاحتياجِ العبدِ في جميعِ عباداتهِ إلى الاستعانةِ باللهِ تعالى، فإنَّهُ إنْ لم يعنهُ اللهُ لم يحصلْ لهُ ما يريدهُ منْ فعلِ الأوامرِ واجتنابِ النواهي).[تيسير الكريم الرحمن: 1/39] |
المسائل المستخلصة:
● معنى الآية إجمالاً.
● فائدة تقديم المعمول في الآية.
● سبب تقديم العبادة على الاستعانة.
● معنى العبادة.
● معنى الاستعانة.
● شروط صحّة العبادة.
● سبب ذكر الاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها.
المثال الثاني: تفسير قول الله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ . النَّجْمُ الثَّاقِبُ}
تفسير قول الله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ . النَّجْمُ الثَّاقِبُ}- قال معين الدين محمد بن عبد الرحمن الإيجي(ت:905هـ): ({وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}: الكوكب، وسماه طارقًا لأنه يظهر في الليل، فالطارق: الآتي ليلاً {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ}: المضيء، أو الذي يثقب الشياطين إذا أرسل إليها، والمراد الجنس، وقيل: الثريا، أو زحل، عبر عنه أولاً بوصف عام ثم فسره بعدما عظّم شأنه تعظيمًا على تعظيم). [جامع البيان: 4 / 473 ] |
● معنى "الطارق"
● سبب تسميته بالطارق
● معنى "الثاقب"
● معنى التعريف في "النجم"
● المراد بالنجم الثاقب
● فائدة تعريف المقسم به بوصفين مختلفين.
● الغرض من القسم.
المثال الثالث: تفسير قول الله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)}
تفسير قول الله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)}- قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (الهمّاز بالقول، واللمّاز بالفعل، يعني: يزدري الناس وينتقص بهم، وقد تقدّم بيان ذلك في قوله: {همّازٍ مشّاءٍ بنميمٍ}.قال ابن عبّاسٍ: همزةٌ لمزةٌ: طعّانٌ معيابٌ. وقال الربيع بن أنسٍ: الهمزة يهمزه في وجهه، واللّمزة من خلفه. وقال قتادة: يهمزه ويلمزه بلسانه وعينه، ويأكل لحوم الناس ويطعن عليهم.وقال مجاهدٌ: الهمزة: باليد والعين، واللّمزة: باللسان، وهكذا قال ابن زيدٍ. وقال مالكٌ: عن زيد بن أسلم: همزُه لحوم الناس.ثم قال بعضهم: المراد بذلك الأخنس بن شريقٍ. وقيل غيره. وقال مجاهدٌ: هي عامّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/481] |
● معنى الهمزة
● معنى اللمزة
● الفرق بين الهمز واللمز
● المراد بالهمزة اللمزة
● عموم لفظ الآية
استخلص المسائل من النقول التالية:
تفسير قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ . إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}- قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي(ت:1376هـ): (ثم ذكر ما يدعو إلى إيثار الآخرة، ببيان حال أهلها وتفاوتهم فيها، فقال في جزاء المؤثرين للآخرة على الدنيا: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} أي: حسنة بهية، لها رونق ونور، مما هم فيه من نعيم القلوب، وبهجة النفوس، ولذة الأرواح. {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} أي: تنظر إلى ربها على حسب مراتبهم: منهم من ينظره كل يوم بكرة وعشيا، ومنهم من ينظره كل جمعة مرة واحدة، فيتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم، وجماله الباهر، الذي ليس كمثله شيء، فإذا رأوه نسوا ما هم فيه من النعيم وحصل لهم من اللذة والسرور ما لا يمكن التعبير عنه، ونضرت وجوههم فازدادوا جمالا إلى جمالهم، فنسأل الله الكريم أن يجعلنا معهم). |
تفسير قول الله تعالى: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13)}- قال محمد بن صالح العثيمين(ت:1421هـ): (قوله: {وَلَهُ} الضمير يعود على الله عز وجل. قوله: {سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} يصح أن تكون من السكنى، ويصح أن تكون من السكون الذي هو ضد الحركة، فإن كانت من السكون، بقي أن يقال: وأين المتحرك؟؛ لأن الأشياء إما ساكن وإما متحرك، وهنا قال: {وَلَهُ مَا سَكَنَ} والجواب عن هذا الإشكال أن يقال: إن هذا من باب الاستغناء بذكر أحد الضدين عن الآخر، ونظيره قول الله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} السرابيل تقي الحر والبرد، لكن ذكر الحر والبأس؛ لأن اللباسين متفقان، هذا يلبس عند حرارة الجو، والثاني يلبس عند حرارة القتال، فاستغنى بذكر الحر عن ذكر البرد. أما إذا جعلناها من السكنى فالمعنى أن له كل شيء؛ لأن كل المخلوقات ساكنة في مقارّها. فإن قيل: وإذا كان اللفظ صالحاً لهذا وهذا، فهل نستعمله في المعنيين؟ فالجواب: نعم، بشرط ألا يقع بينهما منافاة، فإن وقع بينهما منافاة أخذ بما يرجحه الدليل، تأمل قوله: {فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} تجد أنه عام في الزمان، وقوله: في الآية التي قبلها: {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} عام في المكان، فذكر الله تبارك وتعالى عموم المكان وعموم الزمن). |
التطبيق الثالث: تفسير قال الله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣)}
تفسير قول الله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣)}- قال إسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي(ت:774هـ): (اختلف المفسرون هاهنا على أقوال كثيرة:فقيل: المراد بالتين مسجد دمشق.وقيل: هي نفسها.وقيل: الجبل الذي عندها.وقال القرطبي: هو مسجد أصحاب الكهف.وروى العوفي، عن ابن عباس: أنه مسجد نوح الذي على الجودي.وقال مجاهد: هو تينكم هذا.{والزيتون} قال كعب الأحبار، وقتادة، وابن زيد، وغيرهم: هو مسجد بيت المقدس.وقال مجاهد، وعكرمة: هو هذا الزيتون الذي تعصرون.{وطور سينين} قال كعب الأحبار وغير واحد: هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى.{وهذا البلد الأمين} يعني: مكة. قاله ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، والحسن، وإبراهيم النخعي، وابن زيد، وكعب الأحبار. ولا خلاف في ذلك.وقال بعض الأئمة: هذه محال ثلاثة، بعث الله في كل واحد منها نبيا مرسلا من أولي العزم أصحاب الشرائع الكبار:فالأول: محلة التين والزيتون، وهي بيت المقدس التي بعث الله فيها عيسى ابن مريم.والثاني: طور سينين، وهو طور سيناء الذي كلم الله عليه موسى بن عمران.والثالث: مكة، وهو البلد الأمين الذي من دخله كان آمنا، وهو الذي أرسل فيه محمداً صلى الله عليه وسلم.قالوا: وفي آخر التوراة ذكر هذه الأماكن الثلاثة: جاء الله من طور سيناء -يعني الذي كلم الله عليه موسى بن عمران - وأشرق من ساعير - يعني بيت المقدس الذي بعث الله منه عيسى- واستعلن من جبال فاران - يعني: جبال مكة التي أرسل الله منها محمدً ا-فذكرهم على الترتيب الوجودي بحسب ترتيبهم في الزمان، ولهذا أقسم بالأشرف، ثم الأشرف منه، ثم بالأشرف منهما). [ تفسير القرآن العظيم: 8 / 434 - 435 ] |
فوائد من الدرس:
- مهارة استخلاص مسائل التفسير هي أصل مهارات التفسير.
- أسماء المسائل هي أبواب العلم، ومن أغفل العناية بها كان كمن أضلّ أبواب العلم فلم يعرفها
- أهمية مهارة استخلاص مسائل التفسير وضبطها وتقييدها:
تحقّق معيارا مهمّا من معايير قياس جودة التحصيل العلمي وهو معيار الشمول.
تُعين على تنظيم دراسة التفسير.
تنمّي لدى الطالب ملكة التيقّظ لمسائل التفسير، وإدراك المنصوص عليه منها مما يستخرج بالاستنباط.
تعرّف الطالب بتفاضل التفاسير في ذكر مسائل الآية والإبانة عنها.
تعين على علاج ضعف التركيز وتشتّت الذهن وشروده.
تنبيهات:
فوات بعض المسائل الخفيّة في أول الأمر لا يقدح في ملكة الطالب وقدرته الذهنيّة.
التعبير عن المسألة وصياغة اسمها قضيّة اجتهادية، فيمكن التعبير عن المسألة الواحدة بأكثر من صيغة.
.
- قال محمد بن سليمان الأشقر رحمه الله: ("{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْداً إِذَا صَلَّى} الَّذِي يَنْهَى هُوَ أَبُو جَهْلٍ [من الذي ينهى؟]، وَالْمُرَادُ بالعبدِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [المراد بالعبد]). |
المسائل:
● المراد بالذي ينهى
● المراد بالعبد.
تبيهات:
_ هاتان المسألتان من المسائل النصيّة، ذكرهما المفسّر مباشرة، فهما إذن من المسائل السهلة الواضحة.
_ تسمية المسألة كما أوضح شيخنا - حفظه الله- قضية اجتهادية، فمن الممكن أن أصوغ المسألتين بصياغة أخرى مقبولة، وعلى الطالب أن يجتهد فيما يلي:
● استعمال ألفاظ قليلة قدر المستطاع.
● أن تكون أسماء المسائل جملا خبرية، فلا يكثر من استعمال الجمل الاستفهامية دون داعٍ.
● أن تكون ألفاظ الجملة دالّة على المسألة، حتى يسهل فهمها ومعرفة ما دلّت عليه.
● أن يستعمل ألفاظ وعبارات المفسّرين، حتى تتقوّى ملكته، ويشابه أهل العلم في لغتهم.
______________________________
* لوّنا المسائل المستخرجة باللون الأحمر حتى يسهل على الطالب التعرّف عليها في مواضعها.
.
- قال محمد بن سليمان الأشقر رحمه الله: ({عَبَسَ وَتَوَلَّى}؛ أَيْ: كَلَحَ [معنى "عبس"] النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [من الذي عبس؟] بِوَجْهِهِ، وَأَعْرَضَ [معنى "تولّى"] {أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}؛ أَيْ: لأَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى [سبب العبوس]. سَبَبُ نُزُولِ السُّورَةِ أَنَّ قَوْماً مِنْ أشرافِ قُرَيْشٍ كَانُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ طَمِعَ فِي إسلامِهِم؛ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ أَعْمَى هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ [المراد بالأعمى]، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْطَعَ عَلَيْهِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ كلامَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؛ فَنَزَلَتْ [سبب نزول سورة عبس])" المسائل: ● معنى: (عبس) ● من الذي عبس؟ ● معنى: (تولى) ● سبب العبوس ● المراد بالأعمى ● سبب نزول السورة _________________________________ *قد يلاحظ الطالب تكرارا لبعض المسائل، مثل مسألة سبب العبوس ومسألة سبب نزول السورة، وهذا سيشرح بالتفصيل في الدرس الرابع بإذن الله. .المثال الثاني:
تفسير قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)} عبس.
قلت: وكلاهما متواترٌ ومعناه صحيحٌ كما تقدّم" المسائل: ● مرجع الضمير {هو} ● المراد بالغيب ● معنى {ظنين} ● القراءة الثانية: {ضنين} ● معنى {ضنين} ● اختيار ابن جرير لقراءة الضاد ● مقصد الآية تنبيهات: من المسائل التي قد تمر على الطالب أثناء استخلاصه لمسائل الآية مسائل القراءات، وهي على نوعين: النوع الثاني: قراءات ليس لها تأثير على معنى الآية، وهي القراءات المتعلّقة بالأداء الصوتي، أو ما يكون فيها من تغيير في الحركات لا يؤثر في معنى الكلمة، فمثل هذا النوع من المسائل لا يعتبر مسائل تفسيرية، وإن كان بعض المفسّرين العالمين بالقراءات يوردها في تفسيره، وفي مثل هذه الحال يجعلها الطالب ضمن مسائل علوم الآية في أول القائمة، كما سيوضّح لكم في الدرس الرابع إن شاء الله. .المثال الثالث:
تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24)}التكوير
- قال إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي (ت:774هـ): (وقوله: {وما هو على الغيب بظنينٍ} أي: وما محمّدٌ [مرجع الضمير {هو}] على ما أنزله اللّه إليه [المراد بالغيب] بظنينٍ، أي: بمتّهمٍ [معنى ظنين]، ومنهم من قرأ ذلك بالضّاد [القراءة الثانية: {ضنين}]، أي: ببخيلٍ [معنى {ضنين}]، بل يبذله لكلّ أحدٍ، قال سفيان بن عيينة: (ظنينٌ) و(ضنينٌ) سواءٌ، أي: ما هو بكاذبٍ، وما هو بفاجرٍ، والظّنين: المتّهم، والضّنين: البخيل. وقال قتادة: كان القرآن غيباً [المراد بالغيب] فأنزله اللّه على محمّدٍ فما ضنّ به على النّاس - وكذا قال عكرمة وابن زيدٍ وغير واحدٍ- بل بلّغه ونشره وبذله لكلّ من أراده. [مقصد الآية] واختار ابن جريرٍ قراءة الضّاد. [اختيار ابن جرير لقراءة الضاد]
النوع الأول: قراءات لها تأثير على معنى الآية، حيث يختلف المعنى باختلاف اللفظ، كما هو في المثال الحالي، فهذه تعتبر من صلب المسائل التفسيرية، فهي تفسير للآية على وجهين صحيحين، وهذا من كمال القرآن وإعجازه.
- قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي(ت: 1376هـ) رحمه الله: (ثمَّ أمرَ اللهُ رسولهُ أصلاً، والمؤمنينَ تبعاً [المخاطب في الآية(1)] بشكرهِ والقيامِ بواجبِ نعمهِ [مقصد الآيتين] فقالَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ} أي: إذا تفرغتَ منْ أشغالكَ، ولمْ يبقَ في قلبكَ ما يعوقهُ [متعلق الفراغ (2)]، فاجتهدْ في العبادةِ والدعاءِ [معنى {فانصب}] + [متعلق النَّصَب]. وقدْ قيلَ:إنَّ معنى قولهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ} منَ الصلاةِ وأكملتهَا [متعلق الفراغ] {فَانْصَبْ} في الدعاءِ [متعلق النَّصَب]. {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} في سؤالِ مطالبكَ [متعلق الرغَب]. واستدلَّ مَنْ قالَ بهذا القولِ على مشروعيةِ الدعاءِ والذكرِ عقبَ الصلواتِ المكتوباتِ [دلالة الآيات على مشروعية الدعاء والذكر عقب الصلوات المكتوبات] واللهُ أعلمُ بذلكَ". (3) ) المسائل: ● المخاطب في الآيتين ● مقصد الآيتين ● متعلق الفراغ ● معنى {فانصب} ● متعلق النَّصَب ● متعلق الرَّغَب ● دلالة الآيات على مشروعية الذكر والدعاء عقب الصلوات المكتوبات. تنبيهات: معنا في هذا التطبيق مسألة مشهورة مباشرة، وهي معرفة المخاطب في الآية. ويستدل على وجود الخطاب في الآية بورود ما يدلّ عليه: * كضمير الخطاب، كما في قوله: (فَإِذَا فَرَغْتَ) الشرح. * أو النداء، كما في قوله: (يَا أَيَّهَا النَّبِيُّ) الأحزاب. * أو فعل الأمر، كما في قوله: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) الإخلاص. * وكذلك النهي، كما في قوله: (لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا) التوبة. _________________________ (1) الغالب في صيغة الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أن أمته مخاطبون به تبعا، إلا إذا أتى ما يُخصّص الخطاب. (2) سيأتي الكلام عن مسألة متعلّق الفعل في الدرس الرابع إن شاء الله، والمقصود به في هذا المثال المفعول المحذوف للفعل، فهو معنى متعلّق بالفعل لم يُذكر في الآية، "متعلّق الفراغ" أي: من أي شيء فرغ؟ ، و"متعلّق النصب": في أي شيء ينصب؟ ، و"متعلّق الرغب" أي: في أي شيء يرغب؟ .المثال الرابع:
تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)} الشرح.
- قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي(ت: 1376هـ) رحمه الله: ({وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2)} أقسمَ تعالى بالنهارِ إذا انتشرَ ضياؤهُ، بالضحى، وبالليلِ إذا سجى وادلهمَّتْ ظلمتهُ، [المقسم به] + [معنى "الضحى"] + [معنى "سجى"] على اعتناءِ اللهِ برسوله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} [المقسم عليه]. {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} أي: مَا ترككَ منذُ اعتنى بكَ، ولا أهملكَ منذُ رباكَ ورعاكَ، بلْ لمْ يزلْ يربيكَ أحسنَ تربيةٍ، ويعليكَ درجةً بعدَ درجةٍ. [معنى "ودّعك"] {وَمَا قَلَى} كَ اللهُ أي: ما أبغضكَ منذُ أحبَّكَ [معنى "قلى"]، فإنَّ نفيَ الضدِّ دليلٌ على ثبوتِ ضدِّهِ، والنفي المحضُ لا يكونُ مدحاً، إلاَّ إذا تضمنَ ثبوتَ كمالٍ، فهذهِ حالُ الرسول صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الماضيةُ والحاضرةُ، أكملُ حالٍ وأتمها، محبةُ اللهِ لهُ واستمرارهَا، وترقيتهُ في درجِ الكمالِ، ودوامُ اعتناءِ اللهِ بهِ. [مقصد الآية]) المسائل: ● المقسم به ● معنى "الضحى" ● معنى "سجى" ● المقسم عليه ● معنى "ودعك" ● معنى "قلى" ● مقصد الآية المثال الخامس:
تفسير قوله تعالى: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} الضحى.
تنبيهات: - في هذا المثال نوع جديد من الأساليب وهو أسلوب القسم. وأسلوب القسم ترتبط به ثلاث مسائل: 1: المقسم به، وهو الذي يأتي بعد إحدى أدوات القسم: الواو، والباء، والتاء. 2: المقسم عليه، ويأتي بعد المقسم به، وقد يكون محذوفا ويعرف من سياق الآيات. 3: فائدة القسم، وهي دائما لتعظيم شأن المقسم به والمقسم عليه، لأن الله جل وعلا لا يقسم إلا بمعظّم ولا يقسم إلا على معظّم، وغالبا ما يشير المفسّرون إلى ذلك أثناء التفسير. .
- قال محمد الطاهر ابن عاشور(ت:1393هـ) رحمه الله: (الاستفهام في {أَحَسِبَ} مستعمل في الإنكار [معنى الاستفهام] ، أي إنكار حسبان ذلك، و{حَسِبَ} بمعنى ظن [معنى "حسب"]، وتقدم في قوله تعالى {أم حَسِبْتُم أن تدخُلوا الجنَّة (214)} في سورة البقرة، والمراد بالناس كل الذين آمنوا [المراد بالناس]). |
المسائل:
● معنى الاستفهام في الآية
● معنى "حسب"
● المراد بالناس
تنبيهات: معنا في هذا التطبيق نوع جديد من المسائل التفسيرية، وهو معاني أساليب الاستفهام. والاستفهام في اللغة معناه السؤال عن شيء مجهول للسائل، فالأصل فيه هو السؤال المحض. ولكن أساليب الاستفهام كثيرا ما تأتي لغير الاستفهام المحض، بل تخرج إلى معان بلاغية أخرى.. فيأتي أسلوب الاستفهام بمعنى النفي، والإنكار، والتقرير، والتفخيم، والتعجب... إلى آخر ما تحتمله من معان يدلّ عليها السياق الذي ترد فيه. ولذلك أمثلة كثيرة ستمرّ علينا أثناء الدراسة بإذن الله.
.
- قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي(ت: 1376هـ) رحمه الله: ({وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا} على طاعةِ اللَّهِ، فعَمِلُوا ما أَمْكَنَهم منها، وعن مَعَاصِي اللَّهِ فتَرَكُوها، وعلى أقدارِ اللَّهِ الْمُؤْلِمَةِ، فلم يَتَسَخَّطُوها [متعلق الصبر] {جَنَّةً} جامعةً لكلِّ نَعيمٍ، سالمةً مِن كلِّ مُكَدِّرٍ ومُنَغِّصٍ [وصف الجنة]، {وَحَرِيراً} كما قالَ تعالى: {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} . ولعَلَّ اللَّهَ إنَّما خَصَّ الحريرَ؛ لأنه لِباسُهم الظاهرُ، الدالُّ على حالِ صاحبِه. [فائدة تخصيص الحرير بالذكر] {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ} الاتِّكاءُ: التَّمَكُّنُ مِن الجلوسِ، في حالِ الرَّفاهِيَةِ والطُّمأنينةِ والراحةِ [معنى الاتكاء]، والأرائكُ هي السُّرُرُ التي عليها اللِّباسُ الْمُزَيَّنُ.[معنى الأرائك] {لاَ يَرَوْنَ فِيهَا}؛ أي: في الجنَّةِ [مرجع الضمير في {فيها}]، {شَمْساً} يَضُرُّهم حَرُّها ، {وَلاَ زَمْهَرِيراً}؛ أي: برْداً شَديداً [معنى الزمهرير]، بل جَميعُ أوقاتِهم في ظِلٍّ ظليلٍ، لا حَرَّ ولا برْدَ، بحيثُ تَلْتَذُّ به الأجسادُ ولا تَتألَّمُ مِن حَرٍّ ولا بَرْدٍ. [المنّة في خلوّ الجنة من الحر والبرد]" |
المسائل:
● متعلق الصبر
● وصف الجنّة
● فائدة تخصيص الحرير بالذكر
● معنى الاتكاء
● معنى الأرائك
● مرجع الضمير في قوله: {فيها}
● معنى الزمهرير
● المنّة في خلوّ الجنة من الحر والبرد
.
- قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ) رحمه الله: (العبودية لله نوعان: عبودية لربوبيته فهذه يشترك فيها سائر الخلق مسلمهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، فكلهم عبيد لله مربوبون مدبرون {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} وعبودية لألوهيته وعبادته ورحمته وهي عبودية أنبيائه وأوليائه وهي المراد هنا، ولهذا أضافها إلى اسمه "الرحمن" إشارة إلى أنهم إنما وصلوا إلى هذه الحال بسبب رحمته؛ فذكر أن صفاتهم أكمل الصفات ونعوتهم أفضل النعوت، فوصفهم بأنهم {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} أي: ساكنين متواضعين لله والخلق؛ فهذا وصف لهم بالوقار والسكينة والتواضع لله ولعباده. {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ} أي: خطاب جهل بدليل إضافة الفعل وإسناده لهذا الوصف. {قَالُوا سَلَامًا} أي: خاطبوهم خطابا يسلمون فيه من الإثم ويسلمون من مقابلة الجاهل بجهله، وهذا مدح لهم، بالحلم الكثير ومقابلة المسيء بالإحسان والعفو عن الجاهل ورزانة العقل الذي أوصلهم إلى هذه الحال. |
المطلوب في هذا التطبيق:
1: اقرأ تفسير الآيات بعناية، واجتهد في استخلاص المسائل.
2: التفطّن لموضع المسألة أهم مطلوب في هذه المرحلة، حتى لو لم تحسن تسميتها في أول الأمر.
3: أحضر دفترا ودون فيه المسائل المستخلصة.
4: قارن مسائلك على المسائل التالية:
- قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376هـ) رحمه الله: (العبودية لله نوعان: عبودية لربوبيته فهذه يشترك فيها سائر الخلق مسلمهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، فكلهم عبيد لله مربوبون مدبرون {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} وعبودية لألوهيته وعبادته ورحمته وهي عبودية أنبيائه وأوليائه وهي المراد هنا [أنواع العبودية لله] ولهذا أضافها إلى اسمه "الرحمن" إشارة إلى أنهم إنما وصلوا إلى هذه الحال بسبب رحمته، [فائدة في إضافة العبودية إلى اسمه تعالى "الرحمن"] فذكر أن صفاتهم أكمل الصفات ونعوتهم أفضل النعوت، فوصفهم بأنهم {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} أي: ساكنين متواضعين لله والخلق [معنى المشي على الأرض هونا] فهذا وصف لهم بالوقار والسكينة والتواضع لله ولعباده. {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ} أي: خطاب جهل بدليل إضافة الفعل وإسناده لهذا الوصف [نوع الخطاب في الآية]. {قَالُوا سَلَامًا} أي: خاطبوهم خطابا يسلمون فيه من الإثم ويسلمون من مقابلة الجاهل بجهله [المراد بالقول السلام]، وهذا مدح لهم، بالحلم الكثير ومقابلة المسيء بالإحسان والعفو عن الجاهل ورزانة العقل الذي أوصلهم إلى هذه الحال [مقصد الآية] |
المسائل:
أنواع العبودية لله تعالى
فائدة في إضافة العبودية إلى اسمه تعالى "الرحمن"
معنى المشي على الأرض هونا
نوع الخطاب في الآية
المراد بالقول السلام
مقصد الآية
.