29 Oct 2008
السابق واللاحق، والمهمل
قال الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت:852هـ): (وَإِنْ اشْتَرَكَ اثْنَانِ عَنْ شَيْخٍ وَتَقَدَّمَ مَوْتُ أَحَدِهِمَا فَهُوَ:
السَّابِقُ وَاللاَّحِقُ.
وَإِنْ رَوَى عَن اثْنَيْنِ مُتَّفِقَيِ الاسْمِ وَلَمْ يَتَمَيَّزَا؛ فَبِاخْتِصَاصِهِ بِأَحَدِهِمَا يَتَبَيَّنُ المُهْمَلُ).
نزهة النظر شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر العسقلاني قال الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت:852هـ): ( (4) (وَإِن اشْتَرَكَ اثْنَانِ عَنْ شَيْخٍ، وَتَقَدَّمَ مَوْتُ أَحَدِهِمَا) على الآخَرِ (فَهُوَ: السَّابِقُ وَاللاَّحِقُ) وأَكْثَرُ ما وقَفْنَا عليهِ مِن ذَلِكَ ما بَيْنَ الرَّاويَيْنِ فيه في الوَفاةِ مِائَةُ وخمسونَ سَنَةً، وذَلِكَ أنَّ الحافظَ
السَّلَفِيَّ، سَمِعَ منه أَبُو عَلِيٍّ الْبَرْدَانِيُّ، أحدُ مَشايخِهِ
حَدِيثًا ورَوَاهُ عنهُ. وماتَ على رأسِ الْخَمْسِمِائَةٍ. ثم
كان آخِرُ أصحابِ السَّلَفِيِّ بالسَّماعِ سِبْطَهُ أَبَا الْقَاسِمِ عبدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ مَكِّيٍّ، وكانتْ وفاتُه سَنَةَ خمسينَ وَسِتِّمِائِةٍ،
ومِن قديمِ ذَلِكَ أنَّ الْبُخَارِيَّ، حَدَّثَ عَن تِلْمِيذِهِ أَبِي
العَبَّاسِ السَّرَّاجِ شيئًا في التَّارِيخِ وغيرِه، وماتَ سنَةَ سِتٍّ
وخمسينَ ومِائَتَيْنِ، وآخِرُ مَن حدَّثَ عَن السَّرَّاجِ بالسَّماعِ أَبُو
الْحُسَيْنِالخَفَّافُ وماتَ سَنَةَ ثلاثٍ وتِسْعينَ وثَلاَثِمِائِةٍ. وَغَالِبُ
ما يقعُ مِن ذَلِكَ أنَّ الْمَسْمُوعَ منه قدْ يَتَأَخَّرُ بعدَ مَوْتِ
أحدِ الرَّاويَيْنِ عنهُ زَمَانًا، حتى يَسْمَعَ منه بعضَ الأحداثِ، ويعيشَ
بعدَ السَّماعِ منه دَهْرًا طويلاً، فَيَحْصُلُ من مجموعِ ذَلِكَ نحوَ
هَذِهِ المدَّةِ، واللهُ الْمُوَفِّقُ. (5) (وِإِنْ رَوَى) الرَّاوي (عَن اثْنَيْنِ متَّفِقِي الاسْمِ) أو معَ اسمِ الأَبِ أو معَ اسمِ الجَدِّ، أو معَ النِّسْبَةِ (وَلَمْ يَتَمَيَّزا)
بما يَخُصُّ كُلاً منهمَا، فإنْ كانا ثِقَتَيْنِ لم يَضُرَّ، ومِن ذَلِكَ
ما وقعَ في الْبُخَارِيِّ مِنْ رِوَايتِهِ عَن أحمدَ -غيرَ مَنْسُوبٍ- عَنِ
ابْنِ وَهْبٍ؛ فإنَّه إمَّا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، أو أَحْمَدُ بْنُ
عِيسَى، أو عَن مُحَمَّدٍ -غيرَ منسوبٍ- عَن أهلِ العراقِ، فإنَّه إمَّا
محمَّدُ بْنُ سلاَّمٍ، أو محمدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وقد
اسْتَوْعَبْتُ ذَلِكَ في مُقَدِّمَةِ شرْحِ الْبُخَارِيِّ، ومَن أرادَ
لذَلِكَ ضابِطًا كُلِّيًّا يمتازُ بهِ أحدُهُما عَن الآخَرِ (فَبِاخْتِصَاصِهِ) أي: الشَّيْخِ الْمَرْوِيِّ عنهُ (بِأَحَدِهِمَا يَتَبَيَّنُ الْمُهْمَلُ) ومتى لم يتبَيَّنْ ذَلِكَ أو كانَ مُخْتَصًّا بهما معًا فإِشْكالُهُ شديدٌ، فيُرْجَعُ فيه إلى القَرائنِ والظَّنِّ الغالبِ).
نظم الدرر لفضيلة الشيخ: إبراهيم اللاحم قال الشيخ إبراهيم بن عبد الله اللاحم: ( (3) السابقُ واللاحقُ هناك نوعُ آخرُ اهتمَّ به المحدِّثونَ، وممَّن اهتمَّ به الخطيبُ، وهو السابقُ
واللاحقُ فله كتابٌ اسمُه: (السابقُ واللاَّحقُ)، ومعناه أنْ يشتركَ
اثنانِ في الروايةِ عن راوٍ مِن الرواةِ ويكونُ بينَ وفاةِ الاثنينِ
مُدَّةٌ طويلةٌ، يقولُ الحافظُ: (أكثرُ ما وقفَ عليه بينَ وفاةِ راويينِ
مائةٌ وخمسونَ سَنَةً كلٌّ منهما روى عن شيخٍ واحدٍ، وذكرَ مثالاً لهذا
النوعِ عندَ المتقدِّمِينَ). -
فالبخاريُّ حدَّثَ عن تلميذِه أبي العبَّاسِ السَّرَّاجِ، في التاريخِ
وغيرِه، وَتُوُفِّيَ البخاريُّ سنةَ 256، التلميذُ بقي بعدَ وفاةِ
البخاريِّ، روى عنه شخصٌ تأخَّرَتْ وفاتُه إلى سنةِ 393، فيكونُ بين وفاةِ
البخاريِّ ووفاةِ الثاني الذي هو أبو الحسينِ الخَفَّافُ 137سنةً، قالَ
الحافظُ: سبَبُه أنَّ الراوي الأَوَّلَ يكونُ كبيرًا في السنِّ، فيروي عن
شخصٍ أصغرَ منْه، فيموتُ الأَوَّلُ والثاني يحصلُ له تعميرٌ؛ فيروي عنه
تلميذٌ آخرُ ويحصلُ له أيضًا تعميرٌ فتتأخرُ وفاتُه، ويعظُمُ الفارقُ بينَ
وفاةِ الراويينِ، والأمثلةُ موجودةٌ بكثرةٍ في كتابِ الخطيبِ. وسببُ العنايةِ به؛ لئلاَّ
يُظَنَّ أنَّ في الإسنادِ سقطًا، فإذا كنتَ تعرفُ أنَّ البخاريَّ روى عن
أبيِالعبَّاسِالسرَّاجِ،والبخاريُّ ماتَ سنةَ 256، فإذا وقفتَ على روايةٍ
للخَفَّافِ، عن السَّرَّاجِ،والخَفَّافُ ماتَ سنةَ 393 تَظُنُّ أنَّ بينهما
راويًا أو أكثرَ. (4) المُهْمَلُ المُهْمَلُ صورتُه: أنْ
يأتيَ راوٍ في وسطِ الإسنادِ يُذكرُ باسمِه، أو باسمِه واسمِ أبيه،
ويشتركُ معه في هذا الاسمِ، أو في اسمِه واسمِ أبيه راوٍ آخرُ أو أكثرُ،
فإذا جاءَ أحدُهما بما لم يميِّزْهُ في الإسنادِ يُسَمَّى المُهْمَلَ،
ومَثَّلَ الحافظُ لذلكَ بأنَّ البخاريَّ كثيرًا ما يروي عن أحمدَ، عن ابنِ
وهبٍ ويسكتُ، فمَنْ أحمدُ هذا؟ الذينَ يروي عنهم البخاريُّ، واسمُ كلٍّ منهم أحمدُ كثيرونَ، لكن من يروي عنه البخاريُّ، واسمُه أحمدُ، ويروي عن ابنِوهبٍ اثنانِ: - أحمدُ بنُ صالحٍ المصريُّ الإمامُ الحافظُ. - وأحمدُ بنُ عيسى المصريُّ، فأيُّهُما هو؟ لا يتميَّزُ ذلكَ بالنظرِ إلى الاسمِ ولا بالنظرِ إلى الشيخِ فلا بُدَّ مِن قرائنَ أخرى. - كذلكَ: يروي
البخاريُّ أحيانًا عن شخصٍ اسمُه مُحَمَّدُ ويسكتُ، ومُحَمَّدٌ هذا يروي
عن العراقيينَ، يقولُ الحافظُ:(يُحْتَمَلُ أنْ يكونَ محمدَ بنَ سلاَّمٍ
البيكنديَّ، وَيُحْتَمَلُ أنْ يكونَ محمدَ بنَ يحيى الذُّهْلِيَّ؛ لأنَّ
كلاً منهما روى عنه البخاريُّ، وكلا منهما يروي عن العراقيينَ). قالَ
الحافظُ: (يمكنُ التمييزُ إذا كانَ الشيخُ مثلَ: ابنِ وهبٍ اختصاصُ
أحدِهما به أكثرُ، فإذا أُطْلِقَ يُعرفُ أنَّه فلانٌ، أو كانَ اختصاصُ
التلميذِ بأحدِ الشيخينِ أكثرَ أمكنَ تمييزُ أحدِهما، مثالُ ذلكَ: عندَنَا
السُّفْيَانَانِ المشهورانِ: الثوريُّ،وابنُعُيَيْنَةَ، هما متقاربانِ في
الطبقةِ وإنْ كانَ الثوريُّ أكبرُ مِن ابنِ عيينةَ، ولكنهما اشتركا في بعضِ
الشيوخِ وبعضِ التلاميذِ، إلا أنَّ بعضَ التلاميذِ بأحدِ السُّفْيانَيْنِ
أخصُّ، فإذا أُطلِقَ فيرادُ الذي هو به أخصُّ، ومثلُ: ذلكَ حمَّادُ بنُ
سلمةَ، وحمَّادُ بنُ زيدٍ، وضعَ العلماءُ لذلكَ أسماءَ مَن إذا أُطْلِقَ عن
حمادٍ فيريدُ به حمادَ بنَ سلمةَ، أو حمادَ بنَ زيدٍ، ونَجِدُ هذا في
تراجمِ هؤلاء في (تهذيبِ الكمالِ). إذا
لم يمكن التمييزُ عن طريقِ الاختصاصِ فيُعملُ بالقرائنِ، وأحيانًا يُكتفى
بالظنِّ الغالبِ، وهذا أمثلتُه كثيرةٌ في (فتحِ الباريِ) لخَّصَها الحافظُ
في (هدي السَّاريِ)، وتَكَلَّمَ عن المهمَلِينِ في (صحيحِ البخاريِّ)، فإذا
قالَ البخاريُّ: حدَّثَنا أحمدُ، عن ابنِ وهْبٍ وهناكَ اثنانِ يرويانِ عن
ابنِ وهْبٍ، وليسَ لأحدِهما اختصاصٌ بابنِ وهْبٍ، فما هي القرائنُ التي
يمكنُ أنْ يُميَّزَ بها أحدُ الراويين؟ منها: أنْ
نجدَ روايةً عندَ غيرِ البخاريِّ عن أحمدَ بنِ صالحٍ، ولا نجدُ ذلكَ
لأحمدَ بنِ عيسى، فنُرَجِّحَ أنَّ الذي روى عنه البخاريُّ، هو أحمدُ بنُ
صالحٍ، وموضوعُ المُهْمَلِ له صلةٌ كبيرةٌ في دراسةِ الأسانيدِ؛ لأنَّكَ
عندَما تريدُ أنْ تدرسَ الإسنادَ فأَوَّلُ ما يَلْزَمُكَ هو تمييزُ الرواةِ
قبلَ أنْ تنقلَ فيهم جَرْحًا أو تعديلاً، فلا بُدَّ أنْ تبحثَ في مَن
هوَ؟).
شرح نخبة الفكر لفضيلة الشيخ: سعد بن عبد الله الحميد قال الشيخ سعد بن عبد الله الحميد: ( (4) السَّابقُ واللاَّحِقُ: أنْ
يكونَ هناكَ رَاوِيَانِ اشْتَرَكَا في الروايَةِ عنْ شيخٍ مُعَيَّنٍ،
فنَجِدُ أحدَهما يُتَوَفَّى في سنَةٍ مُعَيَّنَةٍ، وقَرينُه وقَرينَهُ
الآخَرُ الآخَرَ يُتوفَّى بعدَهُ بِمُدَّةٍ طويلةٍ جدًّا، قدْ تَصِلُ إلى
مِائةٍ وخمسينَ سَنَةً، فإذا جاءَ أحَدٌ ورَوَى عن الذي تُوُفِّيَ في
الأَوَّلِ، وجاءَ آخَرُ يَرْوِي عن الذي تَأَخَّرَتْ وَفاتُهُ، ألا
يُصْبِحُ الاثنانِ بِمَنْزِلَةٍ واحدةٍ مِنْ حيثُ السَّنَدُ؟ مِثالٌ: لوْ
سَمِعَ شَخْصٌ مِن الشيخِ ابنِ بَازٍ قولاً مِن الأقوالِ في عامِ
(1350هـ)، وهناكَ أُناسٌ وُلِدُوا عامَ (1400هـ)، وأَخَذُوا عن الشيخِ
القولَ نفْسَهُ عامَ (1414هـ)، فهذا نوعٌ مِنْ أنواعِ العُلُوِّ. مثالٌ وَاقِعِيٌّ: عبدُ الرزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ رحَلَ إليهِ الإمامُ أحمدُ، ويَحْيَى بنُ مَعينٍ؛ فسَمَعَا منهُ بعضَ الأحاديثِ. تُوُفِّيَ
يَحْيَى بنُ مَعينٍ سَنةَ (235هـ)، والإمامُ أحمدُ سنَةَ (241هـ)، جاءَ
إسحاقُ بنُ إبراهيمَ الدَّبَرِيُّ؛ فأَدْرَكَ عبدَ الرزَّاقِ، وهوَ صغيرُ
السِّنِّ، فتَحَمَّلَ عنهُ كتابَهُ العظيمَ (الْمُصَنَّف)، وهوَ في سِنِّ
العاشرةِ، وتُوُفِّيَ عبدُ الرَّزَّاقِ سنةَ (211هـ)، وتُوُفِّيَ بعدَهُ
الإمامُ أحمدُ بثلاثينَ سنةً، وتُوُفِّيَ الدَّبَرِيُّ في سنةِ (280هـ)،
فتأَخَّرَتْ وَفاتُهُ عن الإمامِ أحمدَ بنَحْوِ أربعينَ سَنَةً. ثمَّ
جاءَ الطَّبَرَانِيُّ؛ فأَدْرَكَ الدَّبَرِيَّ، والطَّبَرَانيُّ وُلِدَ
سَنَةَ (260هـ)، وكانَ -رَحِمَهُ اللَّهُ- احْتَارَ في بِدايَةِ الطَّلَبِ
مِنْ أيِّهِمَا يَسْمَعُ؟ - مِنْ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ الدَّبَرِيِّ، أوْ مِنْ أبي العبَّاسِ محمَّدِ بنِ يَعقوبَ الأصمِّ، وكِلاهُمَا عالِمٌ؟ فرَأَى
رُؤْيَا في مَنامِهِ وكأنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ-
يَقُولُ لهُ: الْزَمْ إسحاقَ بنَ إبراهيمَ الدَّبَرِيَّ، وقدْ تُوُفِّيَ
الدَّبَرِيُّ سنَةَ (280هـ)، وأبو العبَّاسِ الأَصَمُّ تَأخَّرَتْ وَفاتُهُ
عن الدَّبَرِيِّ بنَحْوِ 65 سنةً، تُوُفِّيَ سنةَ (345هـ)، فأدْرَكَ
الطَّبَرَانِيُّ الدَّبَرِيَّ، وكذلكَ: الأَصَمَّ. فحَصَلَ لهُ عُلُوُّ السَّنَدِ، حيثُ
إنَّهُ صارَ مُشارِكاً للبُخارِيِّ في رِوايَةِ (الْمُصَنَّفُ)؛ لأنَّ
البُخَارِيَّ يَرْوِي عنْ عبدِ الرزَّاقِ بوَاسطةٍ، والبُخاريُّ تُوُفِّيَ
سنةَ (256هـ)، والطَّبَرَانِيَّ تُوُفِّيَ سنَةَ (360هـ). ويُمَثِّلُ الحافظُ لهذا هنا بِمِثَالٍ: فالحافظُ
السِّلَفِيُّ هناكَ أحاديثُ رَواها عنْ شيخِهِ البَرَدَانِيِّ، ثمَّ
امْتَدَّتْ حياةُ السِّلَفِيِّ حتَّى أَدْرَكَهُ أُناسٌ آخَرونَ تُوُفُّوا
بعدَ وفاةِ البَرَدَانِيِّ بمِائةٍ وخمسينَ سنةً، ويَشترِكونَ معَ
البَرَدَانِيِّ في هذهِ الأحاديثِ، وهذا مِن النَّوَادِرِ. (5) الرَّاوِي الْمُهْمَلُ: هوَ الذي لا يُنْسَبُ، كأنْ
يقولَ: يقولَُ البُخاريُّ:حدَّثَنَا محمَّدٌ، فلا يُدْرَى هلْ هوَ
الذُّهَلِيُّ، أوْ محمَّدُ بنُ بشَّارٍ، أوْ محمَّدُ بنُ إدريسَ، أوْ أبو
حاتمٍ الرَّازِيُّ؟ وقيلَ: إنَّهُ مُهْمَلٌ؛ لأنَّهُ أُهْمِلَ نَسَبُهُ فلم يُنْسَبْ. إنْ
كانَ جميعُ شيوخِهِ ثِقاتٍ فلا إشكالَ، لكنَّ الإشكالَ إنْ كانَ بعضُهم
ثِقاتٍ وبعضُهم غيرَ ثِقاتٍ؛ لذلكَ أحياناً يُتَوَقَّفُ عن الحُكْمِ على
الإسنادِ بالصحَّةِ نَتيجةَ هذا اللَّبْسِ الحاصِلِ. لكنْ
إذا وُجِدَ هذا الرجُلُ يَخْتَصُّ يُخْتَصُّ بفُلانٍ معَ كونِهِ رَوَى عنْ
فُلانٍ الآخَرِ، لكنَّ الأكثرَ أنْ يَرويَ عن الأَوَّلِ، فهنا يَتميَّزُ
الراوي الْمُهْمَلُ. مثالُهُ: وَكيعُ
بنُ الْجَرَّاحِ يَرْوِي عن السُّفْيَانَيْنِ: سُفيانَ بنِ عُيَيْنَةَ،
وسُفيانَ الثَّوْرِيِّ، لكنَّهُ اخْتُصَّ بسُفيانَ الثوريِّ، ولم يُخْتَصَّ
بسُفيانَ بنِ عُيَيْنَةَ؛ فإذا أَطْلَقَ وَكيعٌ وقالَ: حدَّثَنَا سُفيانُ،
فهوَ الثوريُّ، وإنْ رَوَى عن ابنِ عُيَيْنَةَ نَجِدُهُ يَنْسِبُه
يَنْسُبُهُ فيقولُ: حدَّثَنا سُفيانُ بنُ عُيَيْنَةَ. صُنِّفَ فيهِ كتابُ: (تَقْيِيدُ الْمُهْمَلِ)للجَيَّانِيِّ الغَسَّانِيِّ، وأُخِذَ رسالةً في جامعةِ الإمامِ ولم يُطْبَعْ بَعْدُ).
العناصر السابق واللاحق:
معنى (السابق واللاحق)
مثال (السابق واللاحق)
سبب عناية العلماء بالسابق واللاحق
فائدة: أكثر ما وقف عليه ابن حجر فيما بين راويين مائة وخمسين سنة
المصنفات في (السابق واللاحق)
للخطيب البغدادي مصنف في السابق واللاحق
المهمل:
صورة (المهمل)
مثال (المهمل)
بم يتميز المهمل؟
مثال على تمييز المهمل
إذا اتفق راويان ثقتان في اسم ولم يتميز أحدهما عن الآخر لم يضر
المؤلفات في (المهمل)
الأسئلة س1: ما معنى السابق واللاحق؟
س3: ما سبب عناية العلماء بالسابق واللاحق؟
س4: عرف (المهمل) لغة واصطلاحاً.
س5: اذكر طرق تمييز المهمل.
س6: اذكر بعض المؤلفات في المهمل.