الدروس
course cover
من حدَّث ونسي
29 Oct 2008
29 Oct 2008

6361

0

0

course cover
شرح نخبة الفكر

القسم الرابع

من حدَّث ونسي
29 Oct 2008
29 Oct 2008

29 Oct 2008

6361

0

0


0

0

0

0

0

من حدَّث ونسي

قال الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت:852هـ): (وَإِنْ جَحَدَ مَرْوِيَّهُ جَزْمًا رُدَّ، أَو احْتِمَالاً قُبِلَ في الأَصَحِّ، وَفِيهِ:

مَنْ حَدَّثَ وَنَسِيَ).

هيئة الإشراف

#2

10 Nov 2008

نزهة النظر شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر العسقلاني

قال الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت:852هـ):(6)

(وَإِنْ) روَى عَن شيخٍ حَدِيثًا فَـ (جَحَدَ) الشَّيْخُ (مَرْوِيَّهُ) فإن كان (جَزْمًا) -كأنْ يقولَ: كذِبٌ عَلَيَّ أو ما رَوَيْتُ هَذَا أو نحوَ ذَلِكَ - فإنْ وقعَ منه ذَلِكَ (رُدَّ) ذَلِكَ الخبرُ لكذِبِ واحدٍ منهما لا بعَيْنِه، ولا يكونُ ذَلِكَ قادحًا في واحدٍ منهما للتَّعَارُضِ، (أو) كان جَحَدَه (احتمالاً) كأنَ يقولَ: ما أذكُرُ هَذَا أو لا أَعْرِفُه (قُبِلَ) ذَلِكَ الحَدِيثُ (في الأَصَحِّ) لأنَّ ذَلِكَ يُحْمَلُ على نِسْيَانِ الشَّيْخِ.


وقيل:

لا يُقْبَلُ؛ لأنَّ الفرْعَ تَبَعٌ للأصلِ في إثباتِ الحَدِيثِ، بحيثُ إذا ثَبَتَ أصلُ الحَدِيثِ ثَبَتَتْ رِوَايةُ الفرْعِ.

فكذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فرعًا عليهِ وتَبَعًا لهُ في التَّحْقِيقِ.

وهَذَا مُتَعَقَّبٌ بِأَنَّ عَدَالَةَ الفرْعِ تَقْتَضِي صِدْقَهُ، وعَدَمُ عِلْمِ الأَصْلِ لا يُنَافيهِ، فَالْمُثْبِتُ مُقَدَّمٌ عَلَى النَّافِي.

وأَمَّا قياسُ ذَلِكَ بِالشَّهَادَةِ فَفَاسِدٌ؛ لأنَّ شَهَادَةَ الفرْعِ لا تُسْمَعُ معَ القُدرةِ على شَهادَةِ الأصلِ، بخلافِ الرِّوَايةِ فافْتَرَقَا.


(7)

(وَفيه) أي: في هَذَا النَّوْعِ صَنَّفَ الدَّارَقُطْنِيُّ، كتابَ (مَنْ حَدَّثَ وَنَسِيَ) وفيه ما يدُلُّ على تَقْوِيَةِ المذهبِ الصَّحِيحِ لكونِ كثيرٍ منهمْ حَدَّثُوا بِأَحَادِيثَ أولاً فلَمَّا عُرِضَتْ عَلَيْهِمْ لم يتذَكَّرُوها لكنَّهمْ لاعْتِمادِهمْ على الرُّوَاةِ عنهم صاروا يَرْوُونَها عَن الذين رَوَوْهَا عنهمْ عَن أنْفُسِهِمْ: كحَدِيثِ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَن أبيه عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، مرفوعًا في قِصَّةِ الشَّاهِدِ وَالْيَمِينِ، قال عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ محمدٍ الدَّراوٍرْدِيُّ: حدَّثَني بهِ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عبدِ الرَّحمنِ، عَن سُهَيْلٍ، قال: فَلَقِيتُ سُهَيْلاً فسأَلْتُهُ عنهُ فلم يَعْرِفْهُ.

فقلتُ: إنَّ ربيعةَ حدَّثَنِي عنكَ بكذا، فكان سُهَيْلٍ بعدَ ذَلِكَ يقولُ: حدَّثَنِي ربيعةُ عنِّي أَنِّي حَدَّثْتُهُ عَن أَبِي بهِ، ونَظَائِرُهُ كَثِيرَةٌ).

هيئة الإشراف

#3

10 Nov 2008

نظم الدرر لفضيلة الشيخ: إبراهيم اللاحم

قال الشيخ إبراهيم بن عبد الله اللاحم: ( (5)

مَن حدَّثَ ونسي

تَحدَّثَ الحافظُ عن شيءٍ يُذكرُ عادةً في صفَةِ مَن تُقبلُ روايتُه ومَن تُرَدُّ، وهو ما يُعرفُ عندَ المحدِّثينَ بَمَن حدَّثَ ونَسِيَ، وليسَ موضوعُه الاختلاطَ الذي مرَّ، وإنَّما المقصودُ أنَّه نَسِيَ هذا الحديثَ بعينِه، وألَّفَ فيه الخطيبُ أيضًا، وطُبِعَ كتابٌ للسيوطيِّ اسمُه: (تذكرةُ المُؤْتَسِي بِمَنْ حَدَّثَ ونَسِي)، ومعناه أنْ يرويَ التلميذُ عن شيخِه حديثًا فإذا سُئِلَ عنه الشيخُ لم يتذكَّرْه، يقولُ الحافظُ: هناكَ احتمالانِ:

1- أنْ يَرُدَّهُ ردًّا جازمًا، مثلُ أنْ يقولَ: لم أروِه، كذبَ عليَّ …

2- أنْ يتردَّدَ فيقولَ مثلاً: ما أذكرُ هذا، لا أعرفُه.

فإذا ردَّه ردَّاً جازمًا رُدَّ الحديثُ لكذبِ واحدٍ منهما، ولكن إذا تأمَّلْنَا فيُحتملُ أنْ يكونَ هناكَ سببٌ غيرُ الكذبِ مثلُ: النسيانِ،وللحافظِ تقسيمٌ أجودُ مِن هذا التقسيمِ في (فتحِ الباريِ) في كتابِ الأذانِ بابِ رقمِ 155، يبقيه كما هو لكن الأَوَّلُ قسَّمَه قسمينِ، فصارت الأقسامُ ثلاثةً:

1-إذا ردَّه ردًّا مُكَذِّبًا للتلميذِ بأنْ يقولَ مثلاً: كذبَ عليَّ، فقالَ الحافظُ عن هذا: (إنَّه يُردُّ)، لكن هذا يحتاجُ إلى مثالٍ بأنْ يرويَ ثقةٌ عن ثقةٍ والمَرْوِيُّ عنه يُكَذِّبُ.

2- إذا ردَّه رداًّ جازمًا معَ عدمِ التكذيبِ بأنْ يقولَ: ما رويتُ هذا، فهذا حكمُه القبولُ، ولذلك مثالٌ قويٌّ، هو حديثُ: ابنِ عبَّاسٍ الذي رواه عمرو بنُ دينارٍ، عن أبي مَعْبَدٍ مولى ابنِ عباسٍ، عن ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما: ((ما كنَّا نعرفُ انقضاءَ صلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ إلا بالتكبيرِ))، هذا الحديثُ متَّفَقٌ عليه، وعندَ مُسْلَمٍ قالَ عمرو بنُ دينارٍ: ذكرتُه لأبيِ معبدٍ - أي استحضرَه له مَرَّةً - فأنكرَه وقال: لا أعرفُ هذا، يقولُ الشافعيُّ بعدَ أنْ روى هذا: كأنَّه نَسِيَ بعدَ أنْ حدَّثَه، ومعَ هذا الإنكارِ فقد أخرجَه الشيخانِ، فالتقسيمُ الذي في (الفتحِ) أجودُ.

3- الردُّ غيرُ الجازمِ، ويمثلونُ له بحديثِ: الدراورديِّ، عن ربيعةَ بنِ أبي عبدِ الرحمنِ، عن سهيلِ بنِ أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه، في الشاهدِ واليمينِ، الذي ساقَه الحافظُ، فهذا النوعُ ذكرَ الحافظُ أنَّ الأصَّح قبولُه، ولا يؤثِّرُ نسيانُ الشيخِ).

هيئة الإشراف

#4

10 Nov 2008

شرح نخبة الفكر لفضيلة الشيخ: سعد بن عبد الله الحميد

قال الشيخ سعد بن عبد الله الحميد: (مَنْ حدَّثَ فنَسِيَ:

فَقَدْ يُحَدِّثُ الشيخُ تلميذَهُ بحديثٍ، ثمَّ يَنساهُ بعدَ فَترةٍ، فإذا قيلَ لهُ ذلكَ قالَ: لا أَذْكُرُهُ، أوْ: كَذَبَ عَلَيَّ، فما مَوْقِفُ العُلماءِ إذا رَوَى عنهُ ثِقَةٌ، والشيخُ ثِقةٌ، فأَيَُّهُما نُصَدِّقُ؟

فنقولُ: إنْ جَحَدَ مَرْوِيَّهُ جَزْماً رُدَّ، أو احتمالاً قُبِلَ في الأَصَحِّ.

فإذا وَجَدْنا المحدِّثَ قالَ: كَذَبَ عَلَيَّ فلانٌ، أنا ما حَدَّثْتُهُ بهذا الحديثِ.

فهنا نقولُ: إنَّهُ جَحَدَ مَرْوِيَّهُ جَزْماً، فهنا نَرُدُّ الروايَةَ ولا نَقبَلُها، لكنَّنا لا نُصَدِّقُ الْمُحَدِّثَ؛ لأنَّنا إذا صَدَّقْناهُ أَثْبَتْنَا أنَّ الراويَ عنهُ كَذَّابٌ معَ أنَّهُ ثِقَةٌ.

فنقولُ: كِلاهُمَا ثِقَةٌ، ونَتَوَقَّفُ في الحديثِ ونقولُ: هناكَ لَبْسٌ لا نَدْرِي ما مَنْشَؤُهُ، إمَّا عندَ هذا، أوْ عندَ ذاكَ.

أمَّا إنْ كانَ جَحْدُهُ للرِّوايَةِ احتمالاً كأنْ يقولَ: لا أَتَذَكَّرُ، أوْ: لا أَعْرِفُهُ. ولم يَجْزِمْ بتكذيبِ ذلكَ الذي رَوَى عنهُ، فهنا نَقْبَلُ الحديثَ ونَجْعَلُهُ مِنْ قَبيلِ (مَنْ حَدَّثَ ونَسِيَ). وقدْ ألَّفَ الدَّارَقُطْنِيُّ، كتاباً فيمَنْ حَدَّثَ ونَسِيَ، ولكنَّ كتابَهُ هذا لا نَعْرِفُ عنهُ شيئاً، لكنَّ الذي وَصَلَ إلينا كتابُ (تَذْكِرَةُ الْمُؤْتَسِي فيمَنْ حَدَّثَ ونَسِيَ)للسُّيُوطِيِّ، وهوَ مطبوعٌ.

قصَّةُ: سُهَيْلِ بنِ أبي صالحٍ في روايتِهِ لحديثِ الشاهِدِ واليمينِ.

فسُهَيْلٌ، يَرْوِي عنْ أبيهِ، عنْ أبي هُريرةَ مَرفوعاً، فسُهيلٌ حَدَّثَ بالحديثِ ربيعةَ بنَ أبي عبدِ الرحمنِ، ثمَّ نَسِيَ سُهيلٌ هذا الحديثَ، فلَقِيَهُ بعدَ ذلكَ عبدُ العزيزِ بنُ محمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ فَقَالَ: إنَّكَ حَدَّثْتَ رَبيعةَ؛ فلم يَعْرِفْهُ ولم يَتَذَكَّرْهُ سُهَيْلٌ. ثمَّ إنَّ سُهَيْلاً لَقِيَ رَبيعةَ فأَخَذَ عنهُ ذلكَ الحديثَ، فأَصْبَحَ يقولُ: حَدَّثَنِي ربيعةُ، أَنَّنِي حَدَّثْتُهُ عنْ أبي هُريرةَ).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#5

10 Nov 2008

العناصر

من حدث ونسي:
المراد بـ (من حدث ونسي)
تنبيه: ليس المراد بمن حدث ونسي (الاختلاط)
أقسام من حدث ونسي:
القسم الأول: إذا رد الشيخ التلميذ مكذبًا له
حكم القسم الأول: رواية التلميذ مردودة
القسم الثاني: إذا رد الشيخ التلميذ ردًا جازمًا من غير تكذيب
حكم القسم الثاني: رواية التلميذ مقبولة
مثال القسم الثاني
القسم الثالث: إذا رد الشيخ التلميذ ردًا غيرجازم به
حكم القسم الثالث: أن رواية التلميذ مقبولة على الصحيح
مثال القسم الثالث
المصنفات فيمن حدث ونسي

قصة طريفة فيمن حدث ونسي

عبد العزيز بن داخل المطيري

#6

10 Nov 2008

الأسئلة

س1: ما حكم حديث من حدث ونسي؟
س2: اذكر بعض المصنفات فيمن حدث ونسي.