1: (كان) وأخواتها
قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (فَأَمَّا كَانَ وَأَخَوَاتُهَا، فَإِنَّهَا تَرْفَعُ الاسْمَ، وَتَنْصِبُ الخَبَرَ.
وَهِيَ:
كَانَ، وَأَمْسَى، وَأَصْبَحَ، وَأَضْحَى، وَظَلَّ، وَبَاتَ، وَصَارَ،
وَلَيْسَ، وَمَا زَالَ، وَمَا انْفَكَّ، وَمَا فَتِئَ، وَمَا بَرِحَ،
وَمَادَامَ، وَمَا تَصَرَّفَ مِنْهَا نَحْوُ: كَانَ، وَيَكُونُ، وَكُنْ،
وَأَصْبَحَ، وَيُصْبِحُ، وَأَصْبِحْ.
تَقُولُ: كَانَ زَيْدٌ قَائِماً، وَلَيْسَ عَمْرٌو شَاخِصاً، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ).
التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد المتن: قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (فَأَمَّا كَانَ وَأَخَوَاتُهَا(1)، فَإِنَّهَا تَرْفَعُ الاسْمَ، وَتَنْصِبُ الخَبَرَ. الشرح: قال الشيخ محمد محيي الدين
عبد الحميد (ت: 1392هـ): (كان وأخواتها (1) القِسْمُ الأوَّلُ مِن نواسخِ المبتدأِ والخبرِ (كانَ) وأخواتُهَا، أيْ: نظائرُهَا فِي العملِ. (2) الأوَّلُ: (كانَ) وهُوَ يُفيدُ اتَّصافَ الاسْمِ بالخبرِ فِي الماضِي: (3) الثَّانِي: (أَمْسَى) وهُوَ يفيدُ اتِّصافَ الاسْمِ بالخبرِ فِي المساءِ، نحوُ: (أَمْسَى الجَوُّ بَارِداً). (5) الرَّابعُ: (أَضْحَى) وهُوَ يفيدُ اتصافَ الاسْمِ بالخبرِ فِي الضّحَى، نحوُ: (أَضْحَى الطَّالِبُ نَشِيطاً). (9) الثَّامنُ: (لَيْسَ) وهُوَ يفيدُ نفْيَ الخبرِ عن الاسْمِ فِي وقتِ الحالِ، نحوُ: (لَيْسَ مُحَمَّدٌ فَاهِماً). نحوُ: (مَازَالَ إِبْرَاهِيمُ مُنْكِراً) ونحوُ: (مَا بَرِحَ عَلِيٌّ صَدِيقاً مُخْلِصاً). مَا
يعملُ هذَا العملَ- وهُوَ رفْعُ الاسْمِ ونصبُ الخبرِ- بشرطِ تقدُّمِ
(مَا) المصدريَّةِ الظّرفيَّةِ عَلَيْهِ، وهُوَ فِعْلٌ واحدٌ، وهُوَ
(دَامَ). مَا
يعملُ هذَا العملَ بشرطِ أن يتقدَّمَ عَلَيْهِ نفيٌ، أو استفهامٌ، أوْ
نهْيٌ، وهُوَ أرْبَعَةُ أَفْعَالٍ، وَهِيَ: (زَالَ) و(انْفَكَّ) و(فَتِئَ)
و(بَرِحَ). مَا يعملُ هذَا العملَ بغيرِ شرطٍ؛ وهُوَ ثمانيَةُ أَفْعَالٍ، وَهِيَ الباقِي. وتَنْقَسِمُ هذِهِ الأَفْعَالُ مِن جهةِ التّصرُّفِ إلَى ثلاثةِ أقسامٍ: مَا
يتصرفُ فِي الفِعْليَّةِ تصرُّفاً كاملاً، بمعْنَى أنَّهُ يأْتِي منْهُ
المَاضِي والمضَارِعُ والأمرُ، وهُوَ سبعةُ أَفْعَالٍ وَهِيَ: كانَ،
وأمسَى، وأصبحَ، وأضحَى، وظلَّ، وباتَ، وصارَ. مَا
يتصرفُ فِي الفِعْليَّةِ تصرفاً ناقصاً، بمعْنَى أنَّهُ يأْتِي منْهُ
المَاضِي والمضَارِعُ ليْسَ غيْرُ، وهُوَ أرْبَعَةُ أَفْعَالٍ، وَهِيَ:
فتِئَ، وانفكَّ، وبرِحَ، وزالَ. مَا لا يتصرفُ أصلاً، وهُوَ فعلانِ: أحدُهمَا (ليسَ) اتِّفاقاً، والثَّانِي: (دامَ) عَلَى الأصحِّ. وغيرُ المَاضِي مِن هذِهِ الأَفْعَالِ يعملُ عملَ الماضي، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، و{لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ}، {تَاللَّهِ تَفْتَؤُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} ).
وَهِيَ:
كَانَ(2)، وَأَمْسَى(3)، وَأَصْبَحَ(4)، وَأَضْحَى(5)، وَظَلَّ(6)، وَبَاتَ(7)، وَصَارَ(8)،
وَلَيْسَ(9)، وَمَا زَالَ، وَمَا انْفَكَّ، وَمَا فَتِئَ، وَمَا بَرِحَ(10)،
وَمَادَامَ(11)، وَمَا تَصَرَّفَ مِنْهَا نَحْوُ: كَانَ، وَيَكُونُ، وَكُنْ،
وَأَصْبَحَ، وَيُصْبِحُ، وَأَصْبِحْ.
تَقُولُ: كَانَ زَيْدٌ قَائِماً، وَلَيْسَ عَمْرٌو شَاخِصاً، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ).
وهذَا القسمُ يدخلُ عَلَى المبتدأِ فيُزيلُ رفعَهُ الأوَّلَ، وَيُحْدِثُ لهُ رفعاً جديداً، ويُسمَّى المبتدأُ اسْمَهُ،
ويدخلُ عَلَى الخبرِ فينصبُهُ، ويُسمَّى خبرَهُ.
وهذَا القسمُ ثلاثةَ عشرَ فِعلاً.
-إمَّا مَعَ الانقطاعِ، نحوُ: (كَانَ مُحَمَّدٌ مُجْتَهِداً).
-وإمَّا مَعَ الاستمرارِ، نحوُ: {وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا}.
(7) السَّادسُ: (بَاتَ) وهُوَ يفيدُ اتصافَ الاسْمِ بالخبرِ فِي وقتِ البياتِ، وهُوَ الليلُ، نحوُ: (بَاتَ مُحَمَّدٌ مَسْرُوراً).
(8) السَّابعُ: (صَارَ) وهُوَ يفيدُ تحوُّلَ الاسْمِ مِن حالتِهِ إلَى الحالةِ التي يدلُّ عليْهَا الخبرُ، نحوُ: (صَارَ الطِّينُ إِبْرِيقاً).
وتَنْقَسِمُ هذِهِ الأَفْعَالُ- مِن جهةِ العملِ- إلَى ثلاثةِ أقسامٍ:
القِسْمُ الأوَّلُ:
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم المتن: قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (فَأَمَّا كَانَ وَأَخَوَاتُهَا: فَإِنَّهَا
تَرْفَعُ الاسْمَ، وَتَنْصِبُ الخَبَرَ(1)، وَهِيَ: كَانَ، وَأَمْسَى(2)،
وَأَصْبَحَ، وَأَضْحَى(3)، وَظَلَّ، وَبَاتَ، وَصَارَ، وَلَيْسَ(4)، وَمَا
زَالَ، وَمَا انْفَكَّ، وَمَا فَتِئَ، وَمَا بَرِحَ، وَمَادَامَ(5)، وَمَا
تَصَرَّفَ مِنْهَا(6) نَحْوُ: كَانَ، وَيَكُونُ، وَكُنْ، وَأَصْبـَحَ،
وَيُصْبِحُ، وَأَصْبِحْ(7)، تَقُولُ: (كَانَ زَيْدٌ قَائِماً)(8)،
وَ(لَيْسَ عَمْرٌو شَاخِصاً)(9) وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ(10) ). الشرح: قال الشيخ عبد الرحمن بن
محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1) أي: ترفعُ المبتدأَ، تشبيهًا له بالفاعلِ، ويُسمَّى اسمًا لها، وتنصبُ الخبرَ
تشبيهًا له بالمفعولِ، ويُسمَّى خبرًا لها تسميةً اصطلاحيَّةً للنُّحاةِ،
ولم يُسمَّ المرفوعُ فاعلاً، والمنصوبُ مفعولاً، لأنَّ هذه العواملَ حالَ
نقصانِهَا، تجرَّدتْ عن الحدثِ، الَّذِي شأنُهُ: أن يصدرَ من الفاعلِ على
المفعولِ. (2) أي: كانَ وأخواتُهَا ثلاثةَ عشرَ فعلاً على ما ذُكِرَ هنا، وإلا فهي أكثرُ. ولا تَعملُ تامَّةً، نحو: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ}. وتكونُ الثَّلاثةُ تامَّةً. (5) هذا القسمُ الثَّاني، وهو ما لا بدَّ له من شرطٍ، وينقسمُ إلى قسمينِ: وقد جمعَهَا بعضُهُم في بيتٍ، فقالَ: ويـُحذَفُ نافٍ مع شروطٍ ثلاثةٍ إذا كانَ لا قبلَ المضارعِ في قسمْ (لا تزالُ دائمًا)، (لا يزالُ اللهُ محسنًا). ما دامَ، لا بدَّ أن يتقدَّمَهُ ما المصدريَّةُ الظَّرفيَّةُ، نحو: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً}، وإذا لم تتقدَّمْهَا ما المصدريَّةُ الظَّرفيَّةُ: تكونُ تامَّةً. (7) فكانَ في الماضي، ويكونُ في المضارعِ، وكُنْ في الأمرِ. فكانَ وأخواتُهَا في التَّصرُّفِ وعدمِهِ ثلاثةُ أقسامٍ: (8) فكانَ فعلٌ ماضٍ ناقصٌ، يرفعُ الاسمَ وينصبُ الخبرَ.وزيدٌاسمُهَا مرفوعٌ.وقائمًا خبرُهَا منصوبٌ. وتقولُ في عملِ الأمرِ: (كُنْ قائمًا): (9) فليسَ فعلٌ ماضٍ. وتقولُ: (لا أكلِّمُكَ ما دامَ زيدٌ قائمًا): (10) أي: من أمثلةِ كانَ وأخواتِهَا، (كأمسى زيدٌ مقيمًا)، و(أصبحَ البردُ شديدًا)، و(أضحى الفقيهُ ورعًا)، و(باتَ زيدٌ ساهرًا) ).
- قسمٍ يعملُ بلا شرطٍ، وهي الثَّمانيةُ الأول:
فـ(كانَ) يعني النَّاقصةَ، وقدَّمَها لأنَّها أمُّ البابِ، نحو: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} و(كانَ الشَّيخُ شابًّا).
وأمسى وتُستعمَلُ ناقصةً، نحو: (أمسى زيدٌ غنيًّا)، وتكونُ تامَّةً، كـ (أمسى زيدٌ).
أنَّ التَّامَّ: هو الَّذي يكتفي بمرفوعِهِ، ولا يحتاجُ إلى منصوبٍ.
والنَّاقصُ هو: الَّذي يحتاجُ إلى منصوبٍ.
(3) نحو: (أصبحَ البردُ شديدًا)، و(أضحى الفقيهُ ورعًا)، ويكونان تامَّانِ.
(4) ظَلَّ بالظَّاءِ المشالةِ، نحو: (ظَلَّ الشيخُ جالسًا)، و(باتَ زيدٌ ساجدًا)، و(صارَ العلمُ عزيزًا)،
و(ليسَ زيدٌ قائمًا)، وليسَ لنفي الحالِ عندَ الإطلاقِ،
ولا تُستعملُ تامَّةً.
وهو هذه الأربعةُ المقرونةُ بما النَّافيةِ:
-لفظًا، نحو: (ما زالَ زيدٌ عالما)، و(ما انفكَّ عمرو جالسًا)، و(ما فتئ بكرٌ محسنًا)، و(ما برحَ محمَّدٌ كريمًا).
-أو تقديرًا، نحو: {تَاللّهِ تَفْتَؤُ}، أي: لا تفتؤ.
وهذه الأربعةُ:ملازمةٌ للنَّقصِ، فلا تُستعمَلُ تامَّةً.
ولا يُقاسُ حذفُ نفي إلا بثلاثةِ شروطٍ:
-كونِ الفعلِ مضارعًا.
-وكونِهِ جوابَ قسمٍ.
-وكونِ النَّافِي لا.
وأصبحَ في الماضي، ويُصبحُ في المضارعِ، وأَصْبِحْ في الأمرِ.
-وما تصرُّفُه ناقصٌ وهو زالَ الَّتي مضارعُهَا يزالُ.
-وما تصرُّفُه تامٌّ وهو الباقي.
فيكونُ:فعلٌ مضارعٌ ناقصٌ.
وزيدٌ :اسمُهَا.
وقائمًا:خبرُهَا.
وقائمًا :خبرُهُ.
وتعملُ في أصبحَ، ويصبحُ، وأَصْبِحْ، على وِزانِ ما قبلَهُ.
وشاخصًا:خبرُهَا.
وزيد:ٌ اسمُهَا.
وقائمًا:خبرُهَا.
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري المتن: قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (فَأَمَّا كَانَ وَأَخَوَاتُهَا، فَإِنَّهَا تَرْفَعُ الاسْمَ، وَتَنْصِبُ الخَبَرَ. الشرح: قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: ( (1) قوله: (كان وأخواتُهَا) وبدأ المصنِّفُ بها لأنَّها أمُّ البابِ لاختصاصِهَا بمزيدِ أحكامٍ وهي أنَّها: -تُحذَفُ مع اسمِهَا بعد (أن) و(لو) الشّرطيّتين. هذا
عند البصريِّين وهو الرَّاجحُ خلافاً للكوفيِّين القائلين بأنَّ المبتدأ
باقٍ على رفعِهِ ولم تعملْ فيه هذه الأفعالُ شيئًا، ويلزمُ على قولِ
الكوفيِّين أنَّ الفعلَ ناصبٌ فقط، وتسميةُ المرفوعِ بها اسمًا تسميةٌ
حقيقيَّةٌ ويُسمَّى فاعلاً مجازًا. - منها ما يعملُ بلا شرطٍ وهو (كان) إلى (ليس). قوله: (كان) يعني النَّاقصةَ نحو: (كان اللهُ غفورًا رحيمًا). وتُستعمَلُ: كما:كان أصحَّ علمَ من تقدَّمَا وتُزادُ أيضا بين المبتدأ والخبرِ كقولِكَ: (زيدٌ كان قائمٌ)، برفعِ (قائمٌ). فكيف إذا مررتُ بدارِ قومٍ ** وجيرانٍ لنا كانوا كرامِ واعلمْ أنَّها لا تُزادُ إلا بلفظِ الماضي. صاحِ شمّرْ ولا تزلْ ذاكرَ الموتِ ** فنسيانُهُ ضلالٌ مبيـنٌ وإعرابُهُ: ألا يا اسْلَمِي يا دارَ ميّ على البِلا ** ولا زالَ منهلاًّ بجرعائِكِ القطْرُ تقولُ في إعرابِهِ:
وَهِيَ:
كَانَ، وَأَمْسَى، وَأَصْبَحَ، وَأَضْحَى، وَظَلَّ، وَبَاتَ، وَصَارَ،
وَلَيْسَ، وَمَا زَالَ، وَمَا انْفَكَّ، وَمَا فَتِئَ، وَمَا بَرِحَ،
وَمَادَامَ، وَمَا تَصَرَّفَ مِنْهَا نَحْوُ: كَانَ، وَيَكُونُ، وَكُنْ،
وَأَصْبَحَ، وَيُصْبِحُ، وَأَصْبِحْ.
تَقُولُ: كَانَ زَيْدٌ قَائِماً، وَلَيْسَ عَمْرٌو شَاخِصاً، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ)(1).
-وتُحذَفُ وحدَهَا وتُعوَّضُ عنها ما الزّائدةُ.
قوله: (فإنَّها ترفعُ الاسمَ وتنصبُ الخبرَ)
قوله: (وتنصبُ الخبرَ) هذا باتّفاقٍ من البصريِّين والكوفيّينَ، ويُسمَّى خبراً حقيقةً ومفعولاً مجازًا.
وهي ثلاثةُ أقسامٍ:
- ومنهاما يعملُ بشرطِ تقدّمِ نفي أو شبهِهِ
وهو أربعةٌ: زال وفتئ وبرح وانفكَّ.
- ومنها ما يعملُ بشرطِ تقدّمِ (ما) المصدريَّةِ الظّرفيَّةِ وهو دام.
والفرقُ بين التّامِّ والنَّاقصِ:
-أنَّ التّامَّ هو الَّذي يكتفي بالمرفوعِ.
-والنَّاقصَ هو الَّذي لا يكتفي بالمرفوعِ.
-وتُستعمَلُ زائدةً ولكن لا تُزادُ إلا بين شيئين متلازمين، ومثالُ استعمالِهَا كذلك قولُ ابنِ مالكٍ في ألفيَّتِهِ:
وبين الفعلِ وفاعلِهِ كقولِكَ: (لم يوجدْ كان مثلُكَ).
وبين الصّفةِ والموصوفِ كقولِهِ:
قوله: (وأمسى) وتُستعمَلُ:
- ناقصةً كقولِكَ: (أمسى زيدٌ) فقيهًا.
- وتامَّةً كقولِكَ: (أمسى زيدٌ) أي: دخل في المساءِ.
- وتُستعمَلُ بمعنى صار كقولِكَ: (أمسى البخيلُ كريمًا)، أي انتقلَ من حالةِ البخلِ إلى حالةِ الكرمِ.
قوله: (وأصبحَ) وتُستعمَلُ:
- ناقصةً كقولِكَ: (أصبحَ البردُ شديدًا).
- وتامّةً كما في قولِهِ عزَّ مِنْ قائلٍ: {فسبحانَ اللهِ حينَ تمسُونَ وحينَ تُصبِحُونَ}.
قوله: (وأضحَى) وتُستعمَلُ:
- ناقصةً كقولِكَ: أضحى الفقيهُ ورعًا.
- وتُستعمَلُ تامَّةً كقولِكَ: أضحى أي دخلَ في وقتِ الضُّحى.
قوله: (وظلَّ) وتُستعمَلُ ناقصةً كقولِكَ: (ظلَّ زيدٌ صائمًا) أي اتّصفَ بالصَّومِ في النَّهارِ.
قوله: (وباتَ) وتُستعمَلُ:
- ناقصةً كقولِكَ: (بات زيدٌ ساهرًا).
- وتامَّةً كقولِكَ: (بات زيدٌ)، أي دخلَ في البياتِ.
قوله: (وليسَ) هي لنفي الحالِ عند التّجرّدِ عن القرينةِ، فإذا قلتَ: (ليس زيدٌ قائمًا)، فالنّفيُ للحالِ.
قوله: (وما زالَ) بشرطِ أن تكونَ من ماضي يزالُ.
- لا من ماضي يزولُ، لأنَّه فعلٌ تامٌّ كما في قولِهِ تعالى: {يمسكُ السّماواتِ والأرضَ أن تزولا}.
- ولا من ماضي يَزيلُ لأنَّه فعلٌ متعدٍّ تامٌّ كقولِكَ: (زالَ زيدٌ شاتَه عن معزِهِ).
قوله: (وانفكَّ) بمعنى ما زال، يُقالُ: (انفكَّ الرّهنُ إذا خَلُصَ)، و(ما انفَكَّ زيدٌ عن كذا) أي استمرَّ عليه.
قوله: (وما فتئ) بمعنى ما زالَ، وكذا (ما برح زيدٌ عن المكانِ).
وهذه الأربعةُ ملازمةٌ للنَّقصِ، فلا تُستعمَلُ تامَّةً كما أنَّ (ليس) لا تُستعمَلُ تامَّةً.
وهذه الأربعةُ يُشترَطُ فيها تقدّمُ النّفي أو شبهِهِ وهو النَّهي والدّعاءُ:
فمثالُ النَّهي قولُ الشَّاعرِ:
صاحِ: منادى مرخَّمٌ على
غيرِ قياسٍ، وأصلُهُ يا صاحبي فهو منصوبٌ بفتحةٍ مقدّرةٍ على ما قبلَ ياءِ
المتكلّمِ المحذوفةِ للتَّرخيمِ منع من ظهورِهَا اشتغالُ المحلِّ بحركةِ
المناسبةِ، فمَنْ كسرَ الحاءَ كان ماشيا على لغةِ من ينتظرُ المحذوفَ.
وقولُهُ: شمّر: فعلُ أمرٍ من التّشميرِ أي وهو الجدُّ والاجتهادُ أي اجتهدْ في الطَّاعاتِ.
ولا تزلْ: الواو عاطفةٌ، ولا: حرفُ نهي.
وتزلْ فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ
بلا النّاهيةِ، وجزمُهُ السّكونُ، وهو من أخواتِ كان النّاقصةِ يرفعُ
الاسمَ وينصبُ الخبرَ، والاسمُ مستترٌ وجوبًا تقديرُهُ أنت.
وذاكرَ الموتِ: خبرٌ منصوبٌ بفتحةٍ ظاهرةٍ.
وقولُهُ: (فنسيانُهُ ضلالٌ مبينٌ) جملةٌ من المبتدأ والخبرِ صفةٌ للموتِ.
ومثالُ الدّعاءِ قولُ الشَّاعرِ:
ألا: أداةُ استفتاحٍ يُستفتَحُ بها الكلامُ).
شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): (وقدْ بَيَّنَ ذلكَ مُبتَدِئًا بـ كانَ وأخواتِها على سَبيلِ اللَّفِّ والنشْرِ الْمُرَتَّبِ، فقالَ: وقدْ ذَكَرَ ممَّا يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ ثلاثةَ عشرَ فعلاً: منها: ما يَعملُ بلا شرطٍ، وهوَ ثمانيَةٌ.
ومنها: ما يَعْمَلُ هذا العملَ بشرطِ تَقَدُّمِ نفيٍ أوْ شَبَهِهِ، وهوَ أربعةٌ:
زالَ، وانْفَكَّ، وفَتِئَ، وبَرِحَ.
ومنها: وهوَ: دامَ.
(2) وقدْ بدأَ بالقِسمِ الأوَّلِ؛ أعْنِي ما يَعملُ هذا العملَ بلا شرْطٍ، فقالَ:
(وهيَ): الواوُ:للاستئنافِ. هيَ: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
(كانَ)، وما عُطِفَ عليها: خبرُ المبتدأِ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
يَعْنِي: أنَّ الأوَّلَ ممَّا يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ كانَ، وهيَ لاتِّصافِ المخبَرِ عنهُ بالخبرِ في الماضي.
إمَّا معَ الدوامِ والاستمرارِ، نحوُ: (كانَ اللهُ غفورًا رحيمًا).
وإعرابُهُ: كانَ: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
اللهُ: اسمُها مرفوعٌ بها، وعلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهرةُ.
غفورًا: خبرُها منصوبٌ بها، وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظاهرةُ.
رحيمًا: خبرٌ لها بعدَ خبرٍ، منصوبٌ بها أيضًا.
وإمَّا معَ الانقطاعِ، نحوُ: (كانَ الشيخُ شابًّا).
وإعرابُهُ
كالَّذِي قبلَهُ؛ وذلكَ لأنَّ اللهَ لمْ يَزَلْ غفورًا رحيمًا مُطْلَقًا
في الماضي والحالِ والاستقبالِ، فـ كانَ فيهِ لَيْسَتْ للماضي فقطْ بلْ
للاستمرارِ؛ لأنَّ الفعلَ إذا أُضِيفَ إلى اللهِ تعالى تَجَرَّدَ عن
الزمانِ وصارَ معناهُ الدوامَ، بخلافِ شُبُوبِيَّةِ الشيخِ -أي: الرجُلِ
الكبيرِ- في السِّنِّ؛ فإنَّها قد انْقَطَعَتْ بشيخُوخَتِهِ؛ فَلِذَا كانتْ
فيهِ كانَ للانقطاعِ.
(وَأَمْسَى):الواوُ:حرفُ عطفٍ.
أَمْسَى: معطوفٌ على كانَ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ.
يَعْنِي
أنَّ الثانيَ ممَّا يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ أمْسَى، وهيَ
لاتِّصافِ المُخْبَرِ عنهُ بالخبرِ في المَسَاءِ، نحوُ: (أَمْسَى زيدٌ
غنيًّا).
وإعرابُهُ: أَمْسَى: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبر.
زيدٌ:اسْمُها مرفوعٌ بها وعلامةُ رفعِهِ ضَمَّةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ.
وغَنِيًّا: خبرُها منصوبٌ بها، وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظاهرةُ.
(وأَصبحَ): الواوُ:حرفُ عطفٍ.
أَصبحَ: معطوفٌ على كانَ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
يَعْنِي
أنَّ الثالثَ ممَّا يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ أصبحَ، وهيَ
لاتِّصافِ المُخْبَرِ عنه بالخبرِ في الصباحِ، نحوُ: (أَصبحَ الْبَرْدُ
شديدًا).
وإعرابُهُ: أَصْبَحَ: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
والبرْدُ: اسْمُها مرفوعٌ بها، وعلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهرةُ.
وشديدًا: خبرُها منصوبٌ بها، وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظاهرةُ.
(وأَضْحَى):الواوُ:حرفُ عطفٍ.
أَضْحَى معطوفٌ على كانَ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ.
يَعْنِي
أنَّ الرابعَ ممَّا يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ أَضْحَى، وهيَ
لاتِّصافِ المُخبَرِ عنهُ بالخبرِ في الضُّحَى، نحوُ: (أَضْحَى الفقيهُ
وَرِعًا).
وإعرابُهُ: أَضْحَى: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
والفقيهُ: اسْمُها مرفوعٌ بها، وعلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهرةُ.
ووَرِعًا: خبرُها منصوبٌ بها، وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظاهرةُ.
(وظَلَّ): الواوُ: حرفُ عطفٍ.
ظَلَّ معطوفٌ على كانَ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
يَعْنِي: أنَّ
الخامسَ ممَّا يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ ظَلَّ، وهيَ لاتِّصافِ
المُخبَرِ عنهُ بالخبرِ نَهارًا، نحوُ: (ظَلَّ زيدٌ صائمًا).
وإعرابُهُ:
ظَلَّ: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
وزيدٌ: اسْمُها مرفوعٌ بها، وعلامةُ رفعِهِ ضَمَّةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ.
وصائمًا: خبرُها منصوبٌ بها.
(وباتَ): الواوُ: حرفُ عطفٍ.
باتَ: معطوفٌ على كانَ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
يَعْنِي: أنَّ
السادسَ ممَّا يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ باتَ، وهيَ لاتِّصافِ
المُخبَرِ عنهُ بالخبرِ ليلاً، نحوُ: (باتَ زَيْدٌ ساهرًا).
وإعرابُهُ:
باتَ: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
وزيدٌ: اسْمُها مرفوعٌ بها، وعلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهرةُ.
وساهرًا: خبرُها منصوبٌ بها.
(وصارَ): الواوُ:حرفُ عطفٍ.
صارَ: معطوفٌ على كانَ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
يَعْنِي: أنَّ السابعَ ممَّا يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ صارَ، وهيَ للتحوُّلِ والانتقالِ، نحوُ: (صارَ السِّعْرُ رَخيصًا).
وإعرابُهُ:
صارَ: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرفعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
والسعْرُ: اسْمُها مرفوعٌ بها، وعلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهرةُ.
ورخيصًا: خبرُها منصوبٌ بها.
(وليسَ): الواوُ: حرفُ عطفٍ.
ليسَ: معطوفٌ على كانَ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
يَعْنِي: أنَّ
الثامنَ ممَّا يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ بلا شَرْطٍ ليسَ، وهيَ
لنَفْيِ الحالِ عندَ الإطلاقِ، نحوُ: (ليسَ زيدٌ قائمًا)؛ أي: الآنَ.
وإعرابُهُ:
ليسَ:فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
وزيدٌ: اسْمُها مرفوعٌ بها، وعلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهرةُ.
وقائمًا: خبرُها منصوبٌ بها.
(3) ولَمَّا فَرَغَ مِن الكلامِ على القِسمِ الأوَّلِ؛ أعني ما يَعْمَلُ هذا العملَ بلا شَرْطٍ،
أَخَذَ يَتكلَّمُ على الأربعةِ التي تَعْمَلُ بشرْطِ تَقَدُّمِ نفيٍ أوْ شَبَهِهِ عليها، فقالَ:
(وما زالَ).
وإعرابُهُ:
الواوُ: حرفُ عطفٍ.
ما زالَ: بتَمامِها معطوفٌ على كانَ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
(ما انْفَكَّ): الواوُ:حرفُ عطفٍ.
ما انْفَكَّ: بتَمامِها معطوفةٌ على كانَ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
(وما فَتِئَ):الواوُ: حرفُ عطفٍ.
ما فَتِئَ: معطوفٌ على كانَ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
(وما بَرِحَ): الواوُ: حرفُ عطفٍ.ما بَرِحَ: معطوفٌ على كانَ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
يَعْنِي: أنَّ
التاسعَ والعاشِرَ والحاديَ عشَرَ والثانيَ عَشَرَ ممَّا يَرْفَعُ الاسمَ
ويَنْصِبُ الخبرَ: ما زالَ، وما انْفَكَّ، وما فَتِئَ، وما بَرِحَ. وهذهِ
الأربعةُ لاتِّصافِ المُخبَرِ عنهُ بالخبرِ على حَسَبِ الحالِ، ولا بُدَّ
فيها مِنْ أنْ يَتَقَدَّمَ عليها نفيٌ أوْ شَبَهُهُ.
مِثالُ
ما زالَ قولُكَ: (ما زالَ زيدٌ عالِمًا).
وإعرابُهُ:
ما:نافيَةٌ.
وزالَ: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
وزيدٌ: اسْمُها مرفوعٌ بها.
عالِمًا: خبرُها منصوبٌ بها.
ومِثالُ
ما انْفَكَّ قولُكَ: (ما انْفَكَّ عمرٌو جالسًا).
وإعرابُهُ:
ما: نافيَةٌ. وانْفَكَّ: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
وعمرٌو: اسْمُها مرفوعٌ بها.
وجالسًا: خبرُها منصوبٌ بها.
ومِثالُ ما فَتِئَ قولُكَ: (ما فَتِئَ بَكْرٌ مُحْسِنًا).
وإعرابُهُ:
ما: نافيَةٌ.
وفَتِئَ: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
وبَكْرٌ: اسْمُها مرفوعٌ بها.
ومُحْسِنًا: خبرُها منصوبٌ بها.
ومِثالُ ما بَرِحَ قولُكَ: (ما بَرِحَ مُحَمَّدٌ كَرِيمًا).
وإعرابُهُ:
ما: نافيَةٌ.
وبَرِحَ: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
ومُحَمَّدٌ: اسْمُها مرفوعٌ بها.
وكريمًا: خبرُها منصوبٌ بها.
(وما دامَ): الواوُ: حرفُ عطفٍ.
ما دامَ:بتمامِها معطوفٌ على كانَ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
يَعْنِي:أنَّ
الثالثَ عشرَ ممَّا يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ، وهوَ آخِرُ ما
ذَكَرَهُ هنا ما دامَ، بشرطِ تَقَدُّمِ ما المصدرِيَّةِ الظرفيَّةِ، نحوُ
قولِكَ: (لا أَصْحَبُكَ ما دامَ زيدٌ مُتَرَدِّدًا إليكَ).
وإعرابُهُ: لا: نافيَةٌ.
وأَصْحَبُ: فعلٌ مضارِعٌ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وجوبًا تقديرُهُ أنا.
والكافُ: مفعولٌ بهِ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ نَصْبٍ.
وما: مَصدريَّةٌ ظَرفيَّةٌ.
ودامَ: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
وزيدٌ: اسْمُها مرفوعٌ بها.
ومُتَرَدِّدًا: خبرُها منصوبٌ بها.
وإليكَ: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـِ مُتَرَدِّدًا.
وسُمِّيَتْ
ما هذهِ ظَرفيَّةً لنِيابتِها عن الظرْفِ المحذوفِ؛ إذْ أصلُهُ: مُدَّةَ
دَوَامِ زيدٍ، فحُذِفَ المضافُ الذي هوَ مُدَّةَ، وأُنيبَ عنهُ ما دامَ
الْمُؤَوَّلُ بالمصدَرِ، فصارَ الْمَصْدَرُ في مَحَلِّ نَصْبٍ لنيابتِهِ عن
المنصوبِ الذي هوَ مُدَّةَ؛ لأنَّ المَصْدَرَ يَنوبُ عنْ ظرْفِ الزمانِ
كثيرًا، نحوُ: (آتِيكَ طُلُوعَ الشمسِ)؛ أيْ: وقتَ طُلوعِها، فحُذِفَ
المضافُ وأُقيمَ المضافُ إليهِ مَقَامَهُ فانْتَصَبَ انتصابَهُ.
ولا فَرْقَ في النيابةِ بينَ الْمَصْدَرِ الصريحِ والْمُؤَوَّلِ.
ومَصدريَّةٌ؛ لتَأَوُّلِها معَ صِلَتِها بِمَصْدَرٍ، والتقديرُ: مُدَّةَ دَوامِ زيدٍ مُتَرَدِّدًا إليكَ.
(4) (وما تَصَرَّفَ):الواوُ:حرفُ عطفٍ. ما: اسمٌ موصولٌ بمعنى الذي معطوفٌ على كانَ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ.
تَصَرَّفَ: فعلٌ ماضٍ.
والفاعلُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقديرُهُ هوَ، يعودُ على ما.
(منها): جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ تَصَرَّفَ.
والجملةُ مِن الفعلِ والفاعلِ لا مَوْضِعَ لها مِن الإعرابِ صِلَةُ الموصولِ.
يَعْنِي: أنَّ ما تَصَرَّفَ منْ هذهِ الأفعالِ يَعملُ عملَ ماضِيها مِنْ كونِهِ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
وهيَ في تَصَرُّفِها ثلاثةُ أقسامٍ:
- قِسْمٌ كاملُ التصَرُّفِ،فيأتي منهُ الماضي وغيرُهُ، وهوَ السبعةُ الأُولَى.
- وقِسمٌ ناقصُ التصَرُّفِ، وهوَ الأربعةُ المسبوقةُ بـ ما النافيَةِ، فيأتي منها الماضي والمضارِعُ فقطْ.
- وقِسمٌ لا يَتَصَرَّفُ أصلاً، وهوَ ليسَ باتِّفاقٍ، وما دامَ على الأصَحِّ.
فالمُتَصَرِّفُ مِنْ كانَ في الماضي: (نَحْوُ) بالرفعِ: خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ.
وبالنصبِ: مفعولٌ لفعلٍ محذوفٍ كما تَقَدَّمَ.
ونحوُ: مُضَافٌ.
و (كانَ): مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ جرٍّ.
(ويكونُ): في المضارِعِ، وهوَ معطوفٌ على كانَ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ جرٍّ.
(وكُنْ): في الأمرِ، وهوَ معطوفٌ على كانَمَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جرٍّ.
(وأَصْبَحَ): في الماضي، وهوَ معطوفٌ على كانَ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ جرٍّ.
(ويُصْبِحُ): في المضارِعِ، وهوَ معطوفٌ على كانَ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ جرٍّ.
(وأَصْبِحْ): في الأمرِ، وهوَ معطوفٌ على كانَ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جرٍّ.
يَعْنِي: أنَّ أَصْبَحَ مِثْلُ كانَ:
فيأتي منها الماضي، نحوُ: (أَصبحَ زيدٌ قائمًا).
والمضارِعُ، نحوُ: (يُصبِحُ زيدٌ قائمًا).
والأمرُ، نحوُ: (أَصْبِحْ قائمًا).
وكذا البقيَّةُ إلاَّ ليسَ، وقدْ أَخَذَ في تمثيلِ بعضِ ذلكَ بقولِهِ:
(تقولُ): في عَمَلِ الماضي.
وإعرابُهُ:
تقولُ:فعلٌ مضارِعٌ مرفوعٌ بضَمَّةٍ ظاهرةٍ.
والفاعلُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ وجوبًا تقديرُهُ أنتَ.
(كانَ زيدٌ قائمًا).
وإعرابُهُ:
كانَ: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
زيدٌ: اسْمُها مرفوعٌ بها.
وقائمًا: خبرُها منصوبٌ بها.
وتقولُ في المضارِعِ مِنْ كانَ: (يكونُ زيدٌ قائمًا).
وإعرابُهُ:
يكونُ: فعلٌ مضارِعٌ مُتَصَرِّفٌ منْ كانَ الناقصَةِ، يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
وزيدٌ: اسْمُها مرفوعٌ بها.
وقائمًا: خبرُها منصوبٌ بها.
وتقولُ في عَمَلِ الأمرِ مِنْ كانَ: (كُنْ قائمًا).
وإعرابُهُ: كُنْ: فعلُ
أمرٍ مُتَصَرِّفٌ مِنْ كانَ الناقصَةِ، يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ،
واسمُهُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ وجوبًا تقديرُهُ أنتَ.
وقائمًا: خبرُهُ منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ.
وقِس البقيَّةَ.
وتقولُ في عملِ المُتَصَرِّفِ تَصَرُّفًا ناقصًا في الماضي: (ما زالَ زيدٌ قائمًا).
وإعرابُهُ: ما: نافيَةٌ.
وزالَ: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
وزيدٌ: اسْمُها مرفوعٌ بها.
وقائمًا: خبرُها منصوبٌ بها.
وتقولُ في المضارِعِ منهُ: (لا يَزَالُ زيدٌ قائمًا).
وإعرابُهُ: لا: نافيَةٌ.
ويزالُ: فعلٌ مضارِعٌ مُتَصَرِّفٌ مِنْ زالَ الناقصَةِ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
وزيدٌ: اسْمُها.
وقائمًا: خبرُها.
وقِس البقيَّةَ.
وتقولُ في عملِ الذي لا يَتَصَرَّفُ منها، وهوَ دامَ: (لا أُكَلِّمُكَ ما دامَ زيدٌ قائمًا).
وإعرابُهُ: لا: نافيَةٌ.
وأُكَلِّمُ: فعلٌ مضارِعٌ مرفوعٌ.
والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وجوبًا تقديرُهُ أنا.
والكافُ: مفعولٌ بهِ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ نَصْبٍ.
وما: مَصدريَّةٌ ظَرفيَّةٌ.
ودامَ: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
وزيدٌ: اسْمُها مرفوعٌ بها.
وقائمًا: خبرُها منصوبٌ بها.
(وليسَ عمرٌو شاخصًا).
وإعرابُهُ: الواوُ: حرفُ عطفٍ.
وليسَ: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
وعمرٌو: اسْمُها مرفوعٌ بها.
وشاخصًا: خبرُها منصوبٌ بها.
(وما) الواوُ: حرفُ عطفٍ.
ما: اسمٌ
موصولٌ بمعنى الَّذِي معطوفٌ عَلَى مَحَلِّ جُمْلَةِ: (كانَ زيدٌ قائمًا)،
مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ نَصْبٍ؛ لأنَّ الجملةَ مَحَلُّها
نَصْبٌ؛ لكونِها مفعولاً لـ تَقُولُ .
و (أَشْبَهَ): فعلٌ ماضٍ، وفاعلُهُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ يعودُ على ما.
(ذلكَ): ذا: اسمُ إشارةٍ مفعولٌ بهِ لـ أَشْبَهَ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ نَصْبٍ.
واللامُ: للبُعْدِ.
والكافُ: حرفُ خِطَابٍ لا مَحَلَّ لها مِن الإعرابِ.
والجملةُ
مِن الفعلِ والفاعلِ صِلَةُ الموصولِ لا مَحَلَّ لها مِن الإعرابِ، وهذا
الموصولُ معَ ما قَبْلَهُ من الجملةِ مَحَلُّها نَصْبٌ على كونِها مَقولَ
القولِ.
يَعْنِي
أنَّ ما كانَ مُشَبَّهًا بهذهِ الأمثلةِ فهوَ مِثْلُها في الإعرابِ
فقِسْهُ على ما سَبَقَ؛ الماضي كالماضي، والمضارِعُ كالمضارِعِ، والأمرُ
كالأمرِ، فلا حاجةَ للتطويلِ بكثرةِ الأمثلةِ).
(1) (فَأَمَّا): الفاءُ: فاءُ الفصيحةِ.
أمَّا: حرفُ شَرْطٍ وتَفصيلٍ.
(كانَ): مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
(وأخواتُها): معطوفٌ على كانَ كما مَرَّ.
(فإنَّها): الفاءُ: واقعةٌ في جوابِ أَمَّا.
وإنَّ: حرفُ توكيدٍ ونصبٍ تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الخبرَ.
والهاءُ: اسْمُها مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ نَصْبٍ.
(تَرْفَعُ): فعلٌ مضارِعٌ مرفوعٌ، والفاعلُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقديرُهُ هيَ، يعودُ على كانَ.
(الاسمَ): مفعولٌ بهِ لـ تَرْفَعُ منصوبٌ بالفتحةِ.
والجملةُ منْ تَرفَعُ الاسمَ إلخ في مَحَلِّ رفعٍ خبرُ إنَّ.
والجملةُ منْ إنَّ واسْمِها وخبرِها في مَحَلِّ رفعٍ خبرُ المبتدأِ، وهوَ كانَ.
والجملةُ من المبتدأِ والخبرِ جوابُ الشرطِ، وهوَ أَمَّا.
(وتَنْصِبُ): الواوُ: حرفُ عطفٍ.
تَنْصِبُ: فعلٌ مضارِعٌ مرفوعٌ بالضمَّةِ.
والفاعلُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقديرُهُ هيَ، يعودُ على كانَ.
(الخبرَ): مفعولٌ بهِ لـتَنْصِبُ منصوبٌ بالفتحةِ.
وجُملةُ: تَنْصِبُ الخبرَ، معطوفةٌ على جُمْلَةِ: تَرْفَعُ.
يَعْنِي أنَّ كانَ وأخواتِها:
تَرْفَعُ الاسمَ -أي: المبتدأَ- ويُسَمَّى اسْمَها.
وتَنْصِبُ الخبرَ -أيْ: خبرَ المبتدأِ- ويُسَمَّى خبرَها.
تَسْمِيَةً
اصطلاحيَّةً للنُّحاةِ، ولمْ يُسَمَّ المرفوعُ فاعلاً والمنصوبُ مَفعولاً
كما في: (ضَرَبَ زيدٌ عَمْرًا)؛ لأنَّ هذهِ العواملَ حالَ نُقصانِها
تَجَرَّدَتْ عن الْحَدَثِ الذي شَأْنُهُ أنْ يَصْدُرَ مِن الفاعلِ على
المفعولِ، فلمْ يُسَمَّ مرفوعُها: الفاعلَ، ولا مَنْصُوبُها: المفعولَ؛
فلذلكَ سَمَّوْها بذلكَ.
شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ)
قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (فأما الباب الأول فهو: (كان) وأخواتها: كم عددها؟ ثلاثة عشر فعلاً؛ ثمانية منها تشكل فئة، وأربعة منها تشكل فئة، والأخير منها يشكل فئة.
فأما (كان) وأخواتها فإنها:
تدخل على المبتدأ والخبر، فترفع المبتدأ على أنه اسمها، وتنصب الخبر على أنه خبرها.
سميت نواسخ لماذا؟
لأنها
جاءت للمبتدأ والخبر وهما مرفوعان فنسخت عملهما، وأحدثت فيهما عملاً
جديداً، فرفعت المبتدأ -كما يقولون- رفعاً جديداً وجعلته اسماً لها، ونصبت
الخبر وجعلته خبراً لها.
اسمها
مرفوع على أنه اسمها، وهو مشبه بالفاعل (على التشبيه بالفاعل)، وخبرها
منصوب على التشبيه بالمفعول به، وهي: (كان) و(أمسى) و(أصبح) و(أضحى) و(ظل)
و(بات) و(صار) و(ليس) و(ما زال) و(ما انفك) و(ما فتئ) و(ما برح) و(ما دام)،
وكل ما تصرف منها.
فهي ثلاثة عشر فعلاً.
إذا أردت أن توزع هذه الأفعال الثلاثة عشر إلى فئات، وجدت أنها:
تندرج تحت ثلاث فئات:
الفئة الأولى: وهي
ثمانية أفعال، هذه تعمل بدون شروط، وهي الثمانية الأولى (مِنْ سرد المؤلف)
وهي: (كان) و(أمسى) و(أصبح) و(أضحى) و(ظل) و(بات) و(صار) و(ليس)، هذه
الثمانية تعمل بدون شروط.
- والأربعة التي تليهاتعمل بشرط أن تسبق بنفي أو ما أشبهه، كالدعاء. تعمل بشرط أن تسبق بنفي، كما هو حالها.
(ما زال) و(ما انفك) و(ما فتئ) و(ما برح)، هذه الأربعة ترون أنها يقل أن تتجرد من (ما) النافية.
هذه لابد أن تسبق بنفي بـ(ما) أو نحوه.
والأخير هو: (ما دام)، يعمل بشرط واحد وهو: أن يسبق بـ(ما)، ليست (ما) كالتي قبلها: (ما) النافية، وإنما هي (ما) المصدرية الظرفية. (ما) التي تصحب (مازال) و(ما فتئ)، و(ما برح) و(ما انفك) هذه: نافية.
و(ما) التي تصحب (مادام) هذه: ليست نافية، وإنما هي: مصدرية ظرفية، كقوله تعالى:{وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيّاً}(ما دمت حيّاً) ما المراد؟ما معناها؟
معناها:
مدةَ دوامي حيًّا، إذا جئت تقدر (ما دمت حيًّا) وجدت أنك تقول: التقدير:
مدة دوامي حياً، فهي إذاً (ما) هذه: قُدِّرَت بمدة، وهي ظرف، وقدرت بدوامي،
وهو مصدر.
ولذلك سميت (ما) المصدرية الظرفية؛ لأنها تقدر دائماً بهذا التقدير.
(لا أصحبك ما دمت مسرعاً)، التقدير: مدة دوامك مسرعاً، مدة دوامك، فهنا (ما) تقدر بظرف ومصدر.
أما (ما) الداخلة على الأفعال الأربعة التي قبلها فهي: (ما) النافية.
فهذه الأفعال إذاً -من حيث العمل- ثلاث فئات: - فئة:تعمل بدون شروط: وهي الأفعال الثمانية الأولى.
- وفئة:تعمل بشرط أن تسبق بالنفي: وهي الأربعة التي تليها.
- وفئة: تعمل بشرط أن تسبق بـ(ما) المصدرية الظرفية، وهي الفعل الأخير: (ما دام).
إذا نظرت إلى هذه الأفعال، وحاولت أن تنظر إلى معانيها، تقول: (كان محمدٌ قائماً).
ما معنى (كان)؟ هي اتصاف الاسم بالخبر فيما مضى
أحياناً فيما مضى وينقطع، وربما كان مستمرّاً.
الاستمرار يكون مع الأفعال التي استخدمت في حق الله تعالى، وهي كثيرة في القرآن: {وكان الله عليماً حكيماً} وما شاكلها من الآيات، أي: أنه سبحانه كان وما يزال كذلك.
وبالنسبة لـ(أمسى) المراد بها: اتصاف الاسم بالخبر مساءً، تقول: (أمسى محمدٌ قائماً)، أي: اتصاف الخبر بالمخبر عنه أو حصوله: في وقت المساء.
و(أصبح): في وقت الصباح.
و(أضحى): في وقت الضحى، هذا هو الغالب، لكن ليس معناه: أنه لا يصح أن تطلق (أضحى) ويراد بها ما هو أوسع من ذلك.
و(ظل):اتصافه به في النهار.
و(بات): اتصافه به في الليل.
و(صار): تفيد التحول: (صار العنب زبيباً) (صار الثلجُ ماءً)، أي: تحول إلى ماء.
و(ليس): تفيد النفي.
و(ما زال)، و(ما انفك)، و(ما فتئ)، و(ما برح): تفيد الاستمرار؛ لأنها كانت تفيد النفي فدخل عليها نفي، لِنَفي النفي، ونفيُ النفي -كما يقولون- إثبات.
(زال)نافية، فإذا أدخلت عليها (ما) فقلت: (ما زال) أفادت الإثبات، إذا قلت: (ما زال محمد قائماً).
ما معناها؟
معناها: أنه مستمر على هذا،فهي -الآن- بسبب دخول حرف النفي عليها، وهي في أصلها للنفي، نفيُ النفيِ الإثبات، صارت تفيد الاستمرار.
(ما زال) و(ما فتئ) و(ما برح) و(ما انفك)
هذه الألفاظ الأربعة يجوز أن تحذف منها حرف النفي لفظاً لكنه مقدر تقديراً، ومن ذلك في القرآن: قوله تعالى: -في سورة يوسف-: {قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف}(تفتأ): أي: ما تفتأ، لكنها حذفت (ما) هنا وهي مقدرة ومنوية.
وكذلك يمثلون بقول امرىء القيس:
فـقــلــت يــمــيــــن الـــلـــه أبرح ................
أي: لا أبرح، أو: ما أبرح، أو نحو ذلك.
س: ما الفرق بين ما يلي: اللفظ، والتقدير، والمحل؟
الفرق بين اللفظ أن
تقول: (قام محمدٌ): مرفوع لفظاً، والتقدير: (قام الفتى): مرفوع بضمة
مقدرة، والمحل: (محمدٌ قام أبوه)(قام أبوه) هنا: جملة في محل رفع خبر؛ لأنه
ليست الضمة ظاهرة وليست الضمة مقدرة وإنما هي في محل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[خلاصة]
كان وأخواتها ذكرنا أنها ثلاثة عشر فعلاً، وهذه
الأفعال تدخل على المبتدأ والخبر، فتنسخ عملهما السابق وحكمهما السابق، ثم
تحدث فيهما عملاً وحكماً جديداً، فترفع المبتدأ على أنه اسمها، وتنصب
الخبر على أنه خبرها، وهذه الأفعال الثلاثة عشر قلت لكم إنها ثلاث فئات،
ثلاث فئات من حيث العمل:
فمنها: الفئة الأولى: وهي الأفعال الثمانية الأولى، هذه تعمل بدون شروط.
ومنها الفئة الثانية:وهي
الأفعال الأربعة التي تليها وهي: ما زال، وما فتئ، وما برح، وما انفك،
وهذه لا تعمل إلا بشرط أن تسبق بنفي أو شبهه، والمراد بشبه النفي هنا:
النهي والدعاء.
والفئة الثالثة:تمثل فعلاً واحداً وهو الفعل الأخير الثالث عشر، وهو: مادام، فإنها لا تعمل إلا إذا سبقت بـ(ما) المصدرية الظرفية.
وقلنا إن(ما) هذه سميت بالمصدرية الظرفية لأنك حينما تقدر الكلام تقدره بظرف وبمصدر، فالتقدير في مثل قوله تعالى: {وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيّاً}التقدير مدة دوامي حيّاً، فـ(مدة) ظرف و(دوامي) مصدر.
وهذه الأفعال الثلاثة عشر أيضاً: تنقسم من ناحية التصرف وعدم التصرف- إلى أقسام:
- فمن هذه الأفعال الثلاثة عشر ما هو جامد لا يتصرف باتفاق وهو (ليس) فإن ليس جامدة لا تتصرف أبداً.
ما معنى لا تتصرف؟
أي أنه لا يأتي منها مضارع ولا أمر ولا اسم فاعل ولا اسم مفعول، ولا أي شيء من ذلك، وإنما هي ملازمة لصيغة الماضي فقط، وهو (ليس).
(ليس) فيها كلام
هل هي فعل أو حرف؟
ولكن الراجح أنها فعل.
ما الذي رجح فعليتها؟
الذي رجح فعليتها أنها تدخل عليها علامات الأفعال، فهي فعل ماضٍ، والفعل الماضي قلنا إن علامته أن يقبل إحدى التائين:
- تاء الفاعل. - أو تاء التأنيث الساكنة.
فـ(ليس) فعل ماض
بدليل أنها تقبل العلامتين:
فتقبل تاء الفاعل فتقول: (لست مهملاً)، وتقبل تاء التأنيث فتقول: (ليست هندٌ مهملةً).
فالقسم الأول في هذه الأفعال من حيث التصرف وعدم التصرف هو: ما لا يتصرف باتفاق:وهو (ليس) ويُلْحق بها أيضاً (مادام)، فهي على المشهور من أقوال العلماء لا تتصرف، وإنما هي ملازمة لهذه الصيغة.
ومن هذه الأفعال:ما يتصرف تصرفاً ناقصاً:
ليس
تصرفاً كاملاً وإنما تصرفاً محدوداً، وهو الأربعة المنفية، الأفعال
الأربعة المنفية وهي: ما زال، وما فتئ وما برح، وما انفك، تتصرف، لكن
تصرفها ناقص، حيث إنه لا يأتى منها المصدر ولا يأتى منها الأمر، فلذلك صار
تصرفها ناقصاً.
والقسم الثالث: ما يتصرف تصرفاً كاملاً: وهو السبعة الباقية.
نحن
أخذنا (ليس) و(ما دام) على أنها الفئة الأولى، هذان فعلان، وأخذنا الأربعة
المنفية على أنها الفئة الثانية، فأصبحت ستة أفعال، فبقي عندنا من الثلاثة
عشر فعلاً سبعة أفعال وهي: كان، وأصبح، وأمسى، وظل، وأضحى، وبات، وصار،
فالأفعال السبعة الباقية تتصرف تصرفاً تامّاً، أي أنها يأتى منها الماضي
والمضارع والأمر والمصدر، واسم الفاعل ونحوه.
هذه
الأفعال ما أثبتناه لها من العمل وهو رفع الاسم ونصب الخبر، ما أثبتناه
للماضي منها وهو الأصل يثبت لما تصرف عنها أيضاً، فما تصرف منها من المضارع
ومن الأمر ومن اسم الفاعل والمصدر ونحوه يعمل عمل الفعل الماضي.
مثلاً (كان) استخدامها بالماضي هو الأصل، وهو كثير جدّاً {وكان الله عليماً حكيماً}واستخدامها بالمضارع أيضاً وارد في القرآن وفي غيره في قوله تعالى {ولم أك بغيًّا}هنا (أك) فعل مضارع لأن أصلها (أكون) ثم تحولت إلى (أكن) بلم الجازمة، ثم حذفت النون تخفيفاً فصارت (لم أك).
واستخدم منها فعل الأمر وعمل، قال تعالى: {قل كونوا حجارةً أو حديداً}.
واستخدم منها أيضاً اسم الفاعل وعمل، كما في قول الشاعر:
وما كلُّ من يبدي البشاشةَ كائناً أخاكَ إذا لـم تـُلــْفـه لــكَ مُنجدا
فاسم الفاعل (كائناً) أخذ من (كان) وهو على وزن فاعل، وقد عمل فرفع الاسم ونصب الخبر، كائناً هو أخاكَ.
واستخدم منه المصدر وعمل أيضاً كما في قول الشاعر:
ببذلٍ وحلمٍ سادَ في قومه الفتى وكـونــُكَ إيــاه عـلـيــك يــسيــرُ
(وكونك إياه) هنا
عملت (كان) بلفظ المصدر (كون) لأنها كان يكون كوناً فهو كائن، فمصدر كان
الكون، فكون وهو مصدرها عمل هنا فرفع الاسم الذي هو الضمير المضاف إليه
لفظاً، المرفوع محلاًّ على أنه اسمها، كونك، (إياه) هنا هو خبرها، وهو ضمير
نصب منفصل.
فالحاصل إذاً أن هذه الأفعال من حيث العمل ثلاث فئات، إن ما تصرف منها فإنه يعمل عملها..
البيت الأخير يقول:
ببذلٍ وحلمٍ سادَ في قومه الفتى وكـونــُكَ إيــاه عـلـيــك يــسيــرُُ
يقول: إن
الفتى إنما يسود في قومه بأمرين: بالبذل أي بالكرم، وبالحلم، وكونك إياه،
يعني محاولتك لأن تكون ذلك الفتى في بذله وفي حلمه عليك يسير، إذا حاولت أن
توطن نفسك على هذا الأمر، وحاولت أن تروضها وتعودها على ذلك فإنه يسير
وسيعينك الله عليه، وكونك إياه عليك يسير، أي محاولتك لأن تكون مثل ذلك
الرجل أمر يسير إذا كنت صادقاً وجادًّا في هذه المحاولة.
بالنسبة
لمعاني هذه الأفعال تحدثنا عنها، وقلنا إنها تفيد اتصاف الاسم بالخبر،
بالنسبة لـ(كان) تفيد اتصاف الاسم بالخبر فيما مضى، وقد ينقطع، وقد يستمر
كما قلنا في مثل قوله تعالى: {وكان الله عليماً حكيماً}.
وقلنا إن (أمسى) تفيد اتصافه به في المساء.
و(أصبح) تفيد اتصافه به في الصباح.
و(أضحى) في الضحى. و(ظل) في النهار.
و(بات)في الليل.
و(صار) تفيد التحول.
وليس
معنى ذلك أن أضحى وأصبح وأمسى وظل وبات مقصورة على هذا، بل قد تستخدم أضحى
بمعنى صار يعني شيء مستمر، أي تحول إلى كذا أو صار كذا، وقد تستعمل بات
كذلك، وأصبح كذلك، تقول مثلاً: أضحى البترول سلعةً نادرة، ليس المراد أنه
في الضحى (فقط) وفيما عدا ذلك لا، وإنما صار البترول وكما تقول: أصبح
الكهرباء مادة لا يستغنى عنها، وهكذا، فالأصل في أصبح أنها اتصاف الاسم
بالخبر في الصباح، وأضحى في الضحى، وبات في الليل، وظل في النهار، ولكنها
ليس على إطلاقه، وإنما قد تستخدم أو تتحول إلى معنى صار.
و(ليس) تفيد النفي، و(ما زال، وما انفك، وما فتئ، وما برح) هذه تفيد الاستمرار واتصافه به، إنه ما زال متصفاً به وما دام كذلك).
العناصر
القسم الثالث كله أفعال
(كان) وأخواتها، وتسمى (الأفعال الناقصة):
الفرق بين التام والناقص
التام هو الذي يكتفي بمرفوعه، ولا يحتاج إلى منصوب
الناقص هو الذي يحتاج إلى منصوب
الناقص يستعمل زائداً، ولا يزاد إلا بين متلازمين كالمبتدأ والخبر، والفعل وفاعله، والصفة والموصوف، ولا يزاد إلا بلفظ الماضي
بيان عمل (كان) وأخواتها
أقسام الأفعال الناقصة من حيث العمل:
القسم الأول: ما يعمل بغير شرط
الأفعال التي تعمل بغير شرط هي: (كان، أمسى، أصبح، أضحى، ظل، صار، بات، ليس)
القسم الثاني: ما يعمل بشرطِ تَقدُّمِ نفي، أو استفهام، أو نهي
الأفعال التي تعمل بشرط هي: (زال، انفك، فتئ، برح)
القسم الثالث: ما يعمل بشرطِ تقدّمِ (ما) المصدرية الظرفية عليه
هذا القسم له فعل واحد وهو (ما دام)
أقسام الأفعال الناقصة من حيث التصرف وعدمه:
القسم الأول: ما لا يتصرف
الأفعال التي لا تتصرف هي: (ليس) و(دام) على الأصح
معنى كونها لا تتصرف
الراجح في (ليس) أنها فعل؛ لدخول علامات الأفعال عليها
القسم الثاني: ما يتصرف تصرفاً ناقصاً
الأفعال التي تتصرف تصرفاً ناقصاً: (ما زال، وما فتئ، وما برح، وما انفك)
القسم الثالث: ما يتصرف تصرفا كاملاً
الأفعال التي تتصرف تصرفاً كاملاً: (كان، وأصبح، وأمسى، وظل، وأضحى، وبات، وصار)
فائدة: الناقص يستعمل بمعنى (صار) نحو: (وكنتم أزواجاً ثلاثة) أي: صرتم
معاني الأفعال الناقصة:
الفعل الأول: (كان)
تفيد (كان) اتصاف الاسم بالخبر في الماضي والمستقبل، وقد تفيده في الماضي فقط
الفعل الثاني: (أمسى)
(أمسى): يفيد اتصاف الاسم بالخبر في المساء
الفعل الثالث: (أصبح)
(أصبح): تفيد اتصاف الاسم بالخبر في الصباح
الفعل الرابع: (أضحى)
(أضحى): تفيد اتصاف الاسم بالخبر في الضحى
الفعل الخامس: (ظل)
(ظل): تفيد اتصاف الاسم بالخبر في جميع النهار
الفعل السادس: (بات)
(بات): تفيد اتصاف الاسم بالخبر ليلاً
الفعل السابع: (صار)
(صار): تفيد تحول الاسم من حالته إلى الحالة التي يدل عليها الخبر
الفعل الثامن: ليس
(ليس): تفيد نفي الخبر عن الاسم في الحال
الفعل التاسع: (ما زال)
الفعل العاشر: (ما انفك)
الفعل الحادي عشر: (ما فتئ)
الفعل الثاني عشر: (ما برح)
(ما زال) و(ما انفك) و(ما فتئ) و(ما برح): تفيد استمرار اتصاف الاسم بالخبر حسب ما يقتضيه الحال
فائدة: هذه الأفعال الأربعة ملازمة للنفي، ويجوز فيها حذف حرف النفي وتقديره
شروط جواز حذف حرف النفي لهذه الأفعال:
الشرط الأول: كون الفعل مضارعاً
الشرط الثاني: كونه جواب قسم
الشرط الثالث: كون النافي (لا)
فائدة: هذه الأربعة ملازمة للنقص؛ فلا تستعمل تامة
الفرق بين اللفظ، والتقدير، والمحل
الفعل الثالث عشر: (ما دام)
(ما دام): تفيد ملازمة الخبر للاسم
الأسْئِلةٌ
س1: إلَى كمْ قسْمٍ تَنْقَسِمُ النّواسخُ؟
س2: مَا الذي تعملُهُ كانَ وأخواتُهَا؟
س3: إلَى كمْ قسْمٍ تَنْقَسِمُ أخواتُ (كانَ) مِن جهةِ العملِ؟
س4: وإلَى كمْ قسمٍ تَنْقَسِمُ مِن جهةِ التّصرُّفِ؟