الدروس
course cover
التمييز
3 Nov 2008
3 Nov 2008

16843

0

0

course cover
الآجرومية

القسم الرابع

التمييز
3 Nov 2008
3 Nov 2008

3 Nov 2008

16843

0

0


0

0

0

0

0

التمييز

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (باب التميـيز

التَّمْييزُ هُوَ: الاسْمُ المَنْصُوبُ، المُفَسِّرُ لِمَا انْبَهَمَ مِنَ الذَّوَاتِ.
نَحْوُ قَوْلِكَ: (تَصَبَّبَ زَيْدٌ عَرَقاً)، وَ(تَفَقَّأَ بَكْرٌ شَحْماً)، و(طَابَ مُحَمَّدٌ نَفْساً)، و(اشْتَرَيْتُ عِشْرِينَ غلاماً)
وَ(مَلَكْتُ تِسْعِينَ نَعْجَةً)، و(زَيْدٌ أَكْرَمُ مِنْكَ أَباً)، و(أَجْمَلُ مِنْكَ وَجْهًا).
- وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ نَكِرَةً.
- وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ بَعْدَ تَمَامِ الْكَلاَمِ).

هيئة الإشراف

#2

8 Nov 2008

التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (باب التميـيز

التَّمْييزُ هُوَ: الاسْمُ المَنْصُوبُ، المُفَسِّرُ لِمَا انْبَهَمَ مِنَ الذَّوَاتِ.
نَحْوُ قَوْلِكَ: (تَصَبَّبَ زَيْدٌ عَرَقاً)، وَ(تَفَقَّأَ بَكْرٌ شَحْماً)، و(طَابَ مُحَمَّدٌ نَفْساً)، و(اشْتَرَيْتُ عِشْرِينَ غلاماً)
وَ(مَلَكْتُ تِسْعِينَ نَعْجَةً)، و(زَيْدٌ أَكْرَمُ مِنْكَ أَباً)، و(أَجْمَلُ مِنْكَ وَجْهًا)(1).
- وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ نَكِرَةً.
- وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ بَعْدَ تَمَامِ الْكَلاَمِ(2) ).


الشرح:

قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد (ت: 1392هـ): (التمييز

(1) للتميِيزِ فِي اللُّغَةِ معنيانِ:
الأوَّلُ: التّفسيرُ مطلقاً، تقُولُ: ميّزتُ كذا، تريدُ أنَّكَ فسَّرْتَهُ.
والثَّانِي:فَصْلُ بعضِ الأمورِ عن بعضٍ، تقُولُ: مَيَّزْتُ القَوْمَ، تريدُ أنَّكَ: فَصَلْتَ بعضَهُمْ عن بعضٍ.
والتّمييزُ فِي اصْطِلاحِ النّحاةِ عبارةٌ عن الاسمِ، الصّريحِ، المَنْصُوبِ، المُفَسِّرِ لِمَا انْبَهَمَ من الذَّواتِ أو النّسَبِ.
فقولُنا: (الاسمُ) معنَاهُ أنَّ التّمييزَ لا يَكُونُ فعلاً ولا حرفاً.
وقولُنا: (الصّريحُ) لإخراجِ الاسْمِ المؤوَّلِ، فإنَّ التّمييزَ لا يَكُونُ جملةً ولا ظرفاً، بخلافِ الحالِ كمَا سبَقَ فِي بابِهِ.
وقولُنا: (المفسِّرُ لِمَا انبهمَ من الذّواتِ أو النِّسَبِ) يشيرُ إلَى أنَّ التّمييزَ عَلَى نوعينِ:

الأوَّلُ: تمييزُ الذَّاتِ.
والثَّانِي: تمييزُ النِّسْبَةِ.
أمَّا تمييزُ الذَّاتِ

- ويُسمَّى أيضاً تمييزَ المُفرَدِ- فهُوَ مَا رَفَعَ إِبْهَامَ اسْمٍ مَذْكُورٍ قَبْلَهُ مُجْمَلِ الحَقِيقَة.

ويكونُ بعْدَ العددِ،

نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً}، {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً}.

أوْ بعْدَ المقاديرِ:

-من الموزوناتِ، نحوُ: (اشْتَرَيْتُ رَطَلاً زَيتاً).

- أو المَكِيلاتِ، نحوُ: (اشْتَرَيْتُ إِرْدَبًّا قَمْحاً).

-أو المساحاتِ، نحوُ: (اشْتَرَيْتُ فَدَّاناً أَرْضاً).

وأمَّا تمييزُ النِّسْبةِ

-ويُسمَّى أيضاً تمييزَ الجملةِ- فهُوَ مَا رَفَعَ إبْهَامَ نِسْبَةٍ فِي جُمْلَةٍِ سَابِقَةٍ عَلَيْهِ.

وهُوَ ضربانِ:

الأوَّلُ:مُحَوَّلٌ.

والثَّانِي:غيرُ محوَّلٍ.

فأمَّا المحوَّلُ فهُوَ عَلَى ثلاثةِ أنواعٍ:

النّوعُ الأوَّلُ:

المحوَّلُ عن الفاعلِ، وذلكَ نحوُ: (تَفَقَّأَ زَيْدٌ شَحْماً) الأصْلُ فيهِ (تَفَقَّأَ شَحْمُ زَيْدٍ) فحُذفَ المضافُ -وهُوَ شحْم- وأُقيمَ المضافُ إليْهِ -وهُوَ زيد- مقامَهُ، فارتفعَ ارتفاعَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بالمضافِ المحذوفِ فانتصبَ عَلَى التّمييزِ.

النّوعُ الثَّانِي:

المحوَّلُ عن المفعولِ، وذلكَ نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً} أصلُهُ (وَفَجَّرْنَا عُيُونَ الأَرْضِ) فَفُعِلَ فيهِ مثلُ مَا سبَقَ.

والنّوعُ الثَّالثُ:

المحوَّلُ عن المبتدأِ، وذلكَ نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً} وأصلُهُ (مَالِي أَكْثَرُ مِنْ مَالِكَ) فحُذفَ المضافُ، وهُوَ (مال) وأُقيمَ المضافُ إليْهِ -وهُوَ الضَّميرُ الذي هُوَ ياءُ المُتكلِّمِ- مقامَهُ فارتفعَ ارتفاعَهُ وانفصلَ؛ لأنَّ ياءَ المُتكلِّمِ ضميرٌ مُتَّصلٌ كمَا عرفْتَ، وهُوَ لا يُبْتَدَأُ بهِ، ثُمَّ جِيءَ بالمضافِ المحذوفِ فجُعِلَ تمييزاً، فصارَ كمَا ترَى.

وأمَّا غيرُ المحوَّلِ

فنحْوُ (امْتَلأَ الإِنَاءُ مَاءً).

شروط التمييز

(2) يُشترطُ فِي التّمييزِ أن يكونَ نكرةً، فلا يجوزُ أن يكونَ معرفةً، وأمَّا قولُ الشَّاعرِ:

رَأَيـــْتـــُكَ لـــَمَّا أَنْ عـــَرَفـــْتَ وُجـــُوهـَنـــَا صَدَدْتَ وَطِبْتَ النَّفْسَ يَا قَيْسُ عَنْ عَمْرِو

فإنَّ قولَهُ

(النّفس) تمييزٌ، وليسَتْ (أل) هذِهِ (أل) المُعَرِّفةَ حتَّى يلزمَ منْهُ مجيءُ التّمييزِ معرفةً، بلْ هِيَ زائدةٌ لا تفيدُ مَا دخلتْ عَلَيْهِ تعريفاً؛ فهُوَ نكرةٌ، وهُوَ موافقٌ لمَا ذكرْنَا من الشّرطِ.

ولا يجوزُ فِي التّمييزِ أن يتقدَّمَ عَلَى عاملِهِ، بلْ لا يجيءُ إلاَّ بعْدَ تمامِ الكلامِ، أيْ: بعْدَ استيفاءِ الفِعْلِ فاعلَهُ، والمبتدأِ خبرَهُ.

تدريبٌ عَلَى الإعْرَابِ

أعْرِب الجملتينِ الآتيتيْنِ:

(محمَّدٌ أكرمُ مِن خالدٍ نفساً)،

(عندِي عشرونَ ذراعاً حريراً).

الجوابُ:

1-محمَّد: مبتدأٌ، مرفُوعٌ بالابتداءِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

أكرمُ: خبرُ المبتدأِ، مرفُوعٌ بالمبتدأِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

مِن خالد: جَارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بأكرمَ.

نفساً: تمييزُ نسبةٍ محوَّلٌ عن المبتدأِ مَنْصُوبٌ وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.

2-عنْدَ: ظرفُ مكانٍ متعلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٌ مقدَّمٌ.

وعنْدَ: مضافٌ.

وياءُ المُتكلِّمِ :مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ خفضٍ.

عشرونَ: مبتدأٌ مؤخَّرٌ مرفُوعٌ بالابتداءِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الوَاوُ نيابةً عن الضَّمَّةِ، لأنَّهُ ملحقٌ بجمْعِ المذكَّرِ السَّالِمْ.

ذراعاً: تمييزٌ لعشرينَ، مَنْصُوبٌ بالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.

حريراً: تمييزٌ لذراعٍ، مَنْصُوبٌ بالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ).

هيئة الإشراف

#3

8 Nov 2008

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بَابُ: التَّمْييزِ(1)
التَّمْييزُ هُوَ: الاسْمُ، المَنْصُوبُ المُفَسِّرُ لِمَا انْبَهَمَ مِنَ الذَّوَات(2)، نَحْوُ قَوْلِكَ:
(تَصَبَّبَ زَيْدٌ عَرَقاً)، وَ(تَفَقَّأَ بَكْرٌ شَحْماً) و(طَابَ مُحَمَّدٌ نَفْساً)(3) و(اشْتَرَيْتُ عِشْرِينَ غُلامَاً)
وَ (مَلَكْتُ تِسْعِينَ نَعْجَةً)(4) و(زَيْدٌ أَكْرَمُ مِنْكَ أَباً) و(أَجْمَلُ مِنْكَ وَجْهًا)(5).
- وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ نَكِرَةً(6).
-وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ بَعْدَ تَمَامِ الْكَلاَمِ(7) ).


الشرح:

قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1) التـَّمييزُ لغةً: فصلُ الشَّيءِ عن غيرِهِ، ويُقالُ فيه: تمييزٌ، ومميِّزٌ، وتفسيرٌ، ومفسِّرٌ، وتبيينٌ، ومبيِّنٌ.
(2) أي: التـَّمييزُ، هو:

الاسمُ الصَّريحُ، فلا يكونُ جملةً.
المنصوبُ بفعلٍ، أو وصفٍ، أو عددٍ، أو مقدارٍ.
المفسِّرُ لما انبهمَ، أي: خفيَ.
من الذَّواتِ، أو من النّسبِ.
وهو نوعانِ:
-محوَّلٌ.
-وغيرُ محوَّلٍ.
والمحوَّلُ ثلاثةُ أقسامٍ:

-محوَّلٌ عن الفاعلِ، كما مثَّلَ.

(3) فالنـَّاصبُ في هذه الأمثلةِ، هو: الفعلُ المسندُ إلى الفاعلِ.

-والثَّاني، محوَّلٌ عن المفعولِ، نحو: (وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً).
-وعن المبتدأ،نحو: (أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً).
وغيرُ المحوَّلِ،

نحو: (امتلأ الإناءُ ماءً).

(4) هذان مثالانِ، لما استُبهِمَ من الذَّواتِ، ومنه تمييزُ المقاديرِ، (كرطلٍ زيتًا)، و(قفيزٍ برًّا)، و(شبرٍ أرضًا)، وما أشبهَ ذلك.
(5) وهذا من تمييزِ النِّسبةِ، أخَّرَهُ لأنَّ شرطَ نصبِ التَّمييزِ الواقعِ بعدَ اسمِ التَّفضيلِ: أن يكونَ فاعلاً في المعنى، كما في المثالين.
(6) عندَ أهلِ البصرةِ، وجَوَّزه أهلُ الكوفةِ، واستدلُّوا بقولِهِ:
وطبْتَ النَّفسَ يا قيسُ عن عمرو
(7) فلا يجوزُ تقديمُ المميّزِ على عاملِهِ، ويجوزُ إن كان مشتقًّا، وهو قليلٌ).

هيئة الإشراف

#4

8 Nov 2008

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (باب التميـيز

التَّمْييزُ هُوَ: الاسْمُ المَنْصُوبُ، المُفَسِّرُ لِمَا انْبَهَمَ مِنَ الذَّوَاتِ(1).
نَحْوُ قَوْلِكَ: (تَصَبَّبَ زَيْدٌ عَرَقاً)، وَ(تَفَقَّأَ بَكْرٌ شَحْماً)، و(طَابَ مُحَمَّدٌ نَفْساً)، و(اشْتَرَيْتُ عِشْرِينَ غلاماً)
وَ(مَلَكْتُ تِسْعِينَ نَعْجَةً)، و(زَيْدٌ أَكْرَمُ مِنْكَ أَباً)، و(أَجْمَلُ مِنْكَ وَجْهًا)(2).
- وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ نَكِرَةً.
- وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ بَعْدَ تَمَامِ الْكَلاَمِ(3) ).


الشرح:

قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: ( (1) بابُ التّمييز
هو لغةً: الانفصالُ، قال تعالى: {وامتازُوا اليومَ أيُّها المجرمون} أي انفصلُوا، ويُقالُ: فيه تمييزٌ ومميِّزٌ وتفسيرٌ ومفسِّرٌ وتبيينٌ ومبيِّنٌ.

قوله: (هو الاسمُ) أي اصطلاحًا، فخرجَ بذلك الفعلُ والحرفُ فلا يكونانِ تمييزًا.
قوله: (المنصوبُ) احترزَ به عن المرفوعِ، وأمَّا المجرورُ فيكونُ تمييزًا.
قوله: (المفسِّرُ) أي المبيِّنُ.
قوله: (لما انبهمَ) أي خفيَ.
قوله: (من الذَّواتِ) أي ذواتِ العقلاءِ أو غيرِهِم
وهو قسمانِ:

- تمييزُ نسبةٍ:
-وهو المحوّلُ عن الفاعلِ كما مثَّلهُ المصنِّفُ.

- أو عن المفعولِ كما في قولِهِ تعالى: {وفجَّرْنَا الأرضَ عيونًا} الأصلُ (وفجَّرْنَا عيونَ الأرضِ)، فجيء بالمضافِ وهو (عيونٌ) وجُعِلَ تمييزاً.

- ويكونُ محوَّلا عن المبتدأ كما في قولِهِ تعالى: {أنا أكثرُ منك مالاً}والأصلُ (مالي أكثرُ منك)، فحُذِفَ المضافُ وهو مالٌ الواقعُ مبتدأ، فانفصلَ الضَّميرُ وجُعِلَ مبتدأ، فحصلَ إبهامٌ في النّسبةِ فجيء بالمضافِ المحذوفِ وجُعلَ تمييزًا.

(2) قوله: (تصبَّبَ زيدٌ عرقًا) مأخوذٌ من التّصبّبِ وهو الانحدارُ، وأصلُهُ (تصبَّبَ عرَقُ زيدٍ)، فحُوّلَ إسنادُ الفعلِ عن المضافِ الّذي هو (عرقُ) وأُسندَ إلى المضافِ إليه فصارَ تصبَّبَ زيدٌ، فحصلَ إبهامٌ في النّسبةِ فأُتِي بالمضافِ وجُعِلَ تمييزًا فصارَ: (تصبَّبَ زيدٌ عرقاً).

قوله: (وتفقَّأَ بكرٌ شحمًا) أي امتلأ، وأصلُهُ

(تفقَّأَ شحمُ بكرٍ)، فحوِّلَ من المضافِ الّذي هو شحمٌ إلى المضافِ إليه الَّذي هو بكرٌ، فصار تفقَّأَ بكرٌ، فحصلَ إبهامٌ في النّسبةِ، فأُتي بالمضافِ وجُعِلَ تمييزًا.

قوله: (وطابَ محمَّدٌ نفسًا) فهو محوَّلٌ عن الفاعلِ ففيه ما تقدَّمَ.

قوله: (واشتريتُ عشرين غلامًا) أشار به إلى القسمِ الثَّاني وهو ما ليس محوَّلا، ويُقالُ له:

-تمييزُ المفردِ وتمييزُ الذَّاتِ:

-وهو الواقعُ بعدَ العددِ كما في هذين المثالين.

- أو بعد الموزونِ كما في قولك: (عندي قفيزٌ بُراً).

-أو الممسوحِ كما في قولِكَ: (عندي شبرٌ أرضًا).

قوله: (وزيدٌ أكرمُ منك أبًا وأجملُ منك وجهًا) هذا تمثيلٌ للتَّمييزِ المحوَّلِ عن المبتدأ، وأصلُ الكلامِ: (أبو زيدٍ أكرمُ منك)، فحذف المضاف، فحصلَ إبهامٌ في النّسبةِ، فأُتي بالمضافِ وجُعلَ تمييزًا.

(3) قوله: (ولا يكونُ إلا نكرةً) أي عند أهلِ البصرةِ.

وأمَّا أهلُ الكوفةِ

فهو قد يكونُ معرفةً عندهم، واستدلُّوا بقولِ الشّاعرِ:

رأيـــتــــُكَ لــــمَّا أن عــــرفــــْتَ وجـــوهَنَا صددْتَ وطبتَ النَّفسَ يا قيسُ عن عمرو

وخرَّجَهُ البصريُّونَ

على أنَّ (ال) زائدةٌ.

قوله: (ولا يكونُ إلا بعدَ تمامِ الكلامِ)فلا يجوزُ تقديمُ المميِّزِ على عاملِهِ، فلا يجوزُ أن تقولَ: (زيتًا عندي رطلٌ)، وهذا إذا كان العاملُ جامدًا.

وأمَّا إذا كان مشتقًّا

فإنَّه يجوزُ تقديمُهُ عليه لكنَّه نادرٌ كما في قولِ الشَّاعرِ:

وما كان نفسًا بالفراقِ تطيبُ).

هيئة الإشراف

#5

8 Nov 2008

شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي


قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): (بابُ التمييزِ
(1) (بابُ): تَقَدَّمَ إعرابُهُ، وبابُ مُضَافٌ.
و(التمييزِ): مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ. (التمييزُ): مبتدأٌ أَوَّلُ.
(هوَ): ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبتدأٌ ثانٍ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
(الاسمُ): خبرُ المبتدأِ الثاني، والمبتدأُ الثاني وخبرُهُ في مَحَلِّ رفعٍ خبرُ المبتدأِ الأوَّلِ.
و(المنصوبُ الْمُفَسِّرُ): صفتانِ لـ الاسمُ.
(لِمَا): اللامُ حرفُ جَرٍّ، ما اسمٌ موصولٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جرٍّ.
(انْبَهَمَ): فعلٌ ماضٍ، وفاعلُهُ مستترٌ في مَحَلِّ رفعٍ عائدٌ على مَا، والجملةُ صِلَةُ الموصولِ لا مَحَلَّ لها مِن الإعرابِ.
(مِن الذَّوَاتِ): جارٌّ ومجرورٌ في مَحَلِّ نَصْبٍ حالٌ مِنْ مَا.
يَعْنِي أنَّ التمييزَ هوَ الاسمُ الصريحُ المنصوبُ بفِعْلٍ أوْ وَصْفٍ أوْ عَدَدٍ أوْ مِقدارٍ كما يأتي، الْمُبَيِّنُ لِمَا خَفِيَ مِن الذَّوَاتِ أو النِّسَبِ.
(2) وقدْ أشارَ للثاني بقولِهِ: (نَحْوُ قَوْلِكَ): فيهِ ما تَقَدَّمَ.
(تَصَبَّبَ): فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على الفتحِ.
(زيدٌ): فاعلٌ مرفوعٌ.
(عَرَقًا): تمييزٌ منصوبٌ.
(وتَفَقَّأَ بَكْرٌ): فعلٌ وفاعلٌ.
(شَحْمًا): تمييزٌ منصوبٌ.
(وطابَ مُحَمَّدٌ): فعلٌ وفاعلٌ.
و(نَفْسًا): تمييزٌ منصوبٌ.

فعَرَقًا وشَحْمًا ونَفْسًا

تمييزٌ لإبهامِ نِسبةِ التصَبُّبِ إلى زيدٍ، ونِسبةِ التَّفَقُّؤِ إلى بكرٍ، ونِسبةِ الطِّيبِ إلى مُحَمَّدٍ، فحَوَّلَ الإسنادَ عن الفاعلِ.

والتقديرُ:

(تَصَبَّبَ عَرَقُ زيدٍ).

و(تَفَقَّأَ شَحْمُ بَكْرٍ).
و(طابَتْ نَفْسُ مُحَمَّدٍ).
فحُذِفَ المضافُ وأُقيمَ المضافُ إليهِ مَقَامَهُ، فارْتَفَعَ ارتفاعَهُ، وحُوِّلَ الإسنادُ مِن الأوَّلِ إلى الثاني، فحَصَلَ إبْهَامٌ في النِّسبةِ؛ فإنَّ في إسنادِ الطِّيبِ إجمالاً لاحتمالِ أنْ يكونَ مِنْ جهةِ الأصلِ أو العِلْمِ أو النفْسِ.

فلمَّا ذَكَرَ التمييزَ ارْتَفَعَ الإجمالُ والإبهامُ.

والحكمةُ في ذلكَ أنَّ التفصيلَ بعدَ الإجمالِ أَوْقَعُ في النفسِ.
وناصبُ التمييزِ في هذهِ الأمثلةِ الثلاثةِ الفعلُ.

وأشارَ إلى الأوَّلِ بقولِهِ: (واشْتَرَيْتُ): فعلٌ وفاعلٌ.
و(عِشْرِينَ): مفعولٌ بهِ منصوبٌ بالياءِ نيابةً عن الفتحةِ؛ لأنَّهُ مُلْحَقٌ بجمعِ الْمُذَكَّرِ السالمِ.
و(غُلامًا): تمييزٌ منصوبٌ.
(ومَلَكْتُ): فعلٌ وفاعلٌ.
و(تِسعينَ): مفعولٌ بهِ منصوبٌ، وعلامةُ نصبِهِ الياءُ، لأنَّهُ مُلْحَقٌ بجمعِ الْمُذَكَّر السالمِ.
(نَعْجَةً): تمييزٌ مَنصوبٌ.

فغُلامًا ونَعْجَةً

تَمييزٌ منصوبٌ مُبَيِّنٌ لإبهامِ ذاتِ عِشْرِينَ وتِسعينَ؛ لأنَّ أسماءَ العددِ مُبْهَمَةٌ لصلاحِيَتِها لكلِّ معدودٍ.

وناصبُ التمييزِ في هذَيْنِ المثالَيْنِ العددُ؛ لشَبَهِهِ بـ (ضَارِبِينَ زيدًا) في طَلَبِهِ ما بعدَهُ وإنْ كانَ جامدًا.
ومنهُ تَمييزُ المقاديرِ؛ (كرَطْلٍ زيتًا)، و(قَفيزٍ بُرًّا)، و(شِبْرٍ أرضًا).

فناصبُ التمييزِ فيهِ الْمِقدارُ.

ومِنْ تَمييزِ النِّسْبَةِ ما هوَ مُحَوَّلٌ عن المفعولِ، نحوُ قولِهِ تعالى: {وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا}.
فجَّرَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على فَتْحٍ مُقَدَّرٍ على آخِرِهِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِهِ اشتغالُ المحلِّ بالسكونِ العارضِ؛ لدَفْعِ التباسِ الفاعلِ بالمفعولِ.
ونا: ضميرُ المتكلِّمِ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ فاعلٌ.

والأرضَ: مفعولٌ بهِ منصوبٌ بالفتحةِ.

وعُيُونًا: تمييزٌ منصوبٌ مُحَوَّلٌ عن المفعولِ المضافِ مُبَيِّنٌ لإبهامِ نِسبةِ التفجيرِ.

والأصلُ: (فجَّرْنَا عُيُونَ الأرضِ)، فحُذِفَ المضافُ وأُقيمَ المضافُ إليهِ مَقامَهُ، فانْتَصَبَ انتصابَهُ، فحَصَلَ إبهامٌ في النِّسْبَةِ، فجِيءَ بالمحذوفِ وجُعِلَ تمييزًا.

ومِن المبتدأِ، نحوُ: {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً}.
فَأَنَا: مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ.
وأكثرُ: خَبَرٌ.
ومِنْكَ: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بأفعلِ التفضيلِ.
ومالاً:تَمييزٌ منصوبٌ مُحَوَّلٌ مِن المبتدأِ مُبَيِّنٌ لإبهامِ نِسبةِ الأكثريَّةِ.
والأصلُ: (مَالِي أكثرُ مِنْ مَالِكَ)، فحُذِفَ المبتدأُ المضافُ وأُقيمَ المضافُ إليهِ مَقامَهُ وانْفَصَلَ، فحَصَلَ إبهامٌ في النِّسبةِ، فَأُتِيَ بالمحْذُوفِ وجُعِلَ تَمييزًا.

(و) كَذَا: (زيدٌ): مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ.
(أَكْرَمُ): خبرٌ.

و(منكَ): جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ أَكْرَمُ.
و(أَبًا): تمييزٌ منصوبٌ مُحَوَّلٌ عن المبتدأِ مُبَيِّنٌ لإبهامِ نِسبةِ الأكرميَّةِ.

والأصلُ: (أبو زيدٍ أكرمُ منكَ)، فَعُمِلَ فيهِ ما تَقَدَّمَ. (وأَجْمَلُ): معطوفٌ على أَكرمُ، والمعطوفُ على المرفوعِ مرفوعٌ.
(منكَ): مُتَعَلِّقٌ بـ أجملُ.
و(وَجْهًا): تمييزٌ منصوبٌ مُحَوَّلٌ عن المبتدأِ مُبَيِّنٌ لإبهامِ نِسبةِ الأجمليَّةِ.
والأصلُ: (ووَجْهُهُ أجملُ منكَ)، فَفُعِلَ فيهِ ما تَقَدَّمَ.
وناصبُ التمييزِ في هذهِ الأمثلةِ الثلاثةِ الوَصْفُ.
أوْ غيرُ مُحَوَّلٍ عنْ شيءٍ، نحوُ: (للهِ دَرُّهُ فارسًا).

فَلِلَّهِ: جارٌّ ومجرورٌ خبرٌ مُقَدَّمٌ.
ودَرُّهُ: مُبتدأٌ مؤَخَّرٌ.
وفارسًا: تَمييزٌ غيرُ مُحَوَّلٍ مُبَيِّنٌ لإبهامِ نِسبةِ التعَجُّبِ.

والجملةُ خبرٌ في معنى الإنشاءِ.
ومِثلُهُ: (امْتَلأََ الإناءُ مَاءً)، فـ ماءً تَمْييزٌ مَنْصُوبٌ غَيْرُ مُحَوَّلٍ مُبَيِّنٌ لإَِّبْهَامِ نِسْبَةِ الامْتِلاَءِ.
وَمَا ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ هنا لَيْسَ مِنْ تَمْييزِ الذَّوَاتِ، بَلْ مِنْ تمييزِ النِّسبةِ كما عُرِفَ، فلوْ ذَكَرَ النظيرَ معَ نَظيرِهِ لكَانَ أَوْلَى.
(3) (ولا): نافيَةٌ.
(يكونُ): فعلٌ مضارِعٌ مُتَصَرِّفٌ منْ كانَ الناقصَةِ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ، واسمُهُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ في مَحَلِّ رفعٍ يعودُ على التمييزِ.
(إلاَّ): أداةُ استثناءٍ مُلغاةٌ لا عَمَلَ لها.
و(نكرةً): خَبَرٌ منصوبٌ.
يَعْنِي أنَّ التمييزَ كالحالِ لا يكونُ إلاَّ نكِرةً.
ولا حُجَّةَ في قولِهِ: (وطِبْتَ النَّفْسَ)؛ لاحتمالِ زيادةِ ألْ.
لكِنْ يُخالِفُها في أنَّ الأصلَ فيهِ أنْ يكونَ جامدًا، وقدْ يكونُ مُشْتَقًّا، نحوُ: (للهِ دَرُّهُ فارسً).
وأنَّهُ لا يكونُ جُملةً ولا شَبَهَها، ولا يَتَقَدَّمُ على عامِلِهِ إلاَّ إذا كانَ مُتَصَرِّفًا، نحوُ:
وما ارْعَوَيْتُ وَشَيْبًا رَأْسِي اشْتَعَلاَ

فشَيْبًا تمييزٌ مُقَدَّمٌ على عامِلِهِ لِتَصَرُّفِهِ.
ومنهُ ولُهُ:
أَتـَهـْجُرُلَيْلَي بِالفِرَاقِ حَبِيبَهـا وما كانَ نَفْسًا بالفِراقِ تَطيبُ
فَنَفْسًا تَمييزٌ مُقَدَّمٌ.
وأنَّهُ لا يكونُ مُؤَكَّدًا.

ويُؤَوَّلُ قولُهُ:

ولَقَدْ عَلِمْتُ بأنَّ دِينَ مُحَمَّدٍ مِنْ خـيـرِ أد يانِ البَرِيَّةِ دِيـنـَا
ولا يَتقدَّمُ على مُمَيَّزِهِ، كما أشارَ إلى ذلكَ بقولِهِ: (ولا يكونُ إلاَّ بعدَ تَمامِ الكلامِ).

وإعرابُهُ نظيرُ ما تَقَدَّمَ في الحالِ).

هيئة الإشراف

#6

8 Nov 2008

شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ)

القارئ: (باب التمييز

التمييز هو الاسم المنصوب المفسِّر لما انبهم من الذوات،

نحو قولك: تصبب زيدٌ عرقاً، وتفقأ بكرٌ شحماً، وطاب محمدٌ نفساً، واشتريت عشرين غلاماً، وملكت تسعين نعجة، وزيدٌ أكرم منك أباً، وأجمل منك وجهاً.

ولا يكون إلا نكرة،

ولا يكون إلا بعد تمام الكلام).

قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (الفرق بين الحال والتمييز

-أن الحال تأتى لبيان الهيئات.

- والتمييز يأتى لبيان الذوات وتمييزها.

فيقول: (التمييز هو: الاسم المنصوب المفسِّر لما انبهم من الذوات)، (والحال هي الاسم المنصوب المفسر أو المبين لما انبهم من الهيئات).

فحينما تقول: (تصبب زيدٌ عرقاً)، و(تفقأ بكرٌ شحماً)، أو كما قال تعالى: {واشتعل الرأس شيباً}، فإنها هنا كلها لبيان شيء من الذوات، أو متعلق بالذات، وليس بالهيئات، وكما في: (طاب محمد نفساً، واشتريت عشرين غلاماً، وملكت تسعين نعجةً، وزيدٌ أكرم منك أباً، وأجمل منك وجهاً)

فالتمييز

كما ترون ذكر في تعريفه أنه:

(الاسم)ومعنى ذلك أنه لا يكون فعلا ولا حرفاً.

وذكر في تعريفه أنه (منصوب) وذلك احترازاً من المرفوع والمجرور.

وبين أنه (لتفسير المبهم من الذوات)، وذلك احترازاً من الحال؛ لأنها لتفسير المبهم من الهيئات، والواقع أن التمييز هو لما انبهم من الذوات.

وإن شئت أن تأتي بتعريف يصدق على نوعيه فأضف بعد كلمة الذوات كلمة (النِّسب)؛ لأنه لما انبهم من الذوات أو النسب،

أي نسبة شيء إلى شيء، وهو أيضاً ما زال في الذوات لم يخرج منها، فهو الاسم المنصوب المفسر لما انبهم من الذوات أو النِّسب.

والنوع الأول وهو المتعلق بتمييز الذات يسمى أيضاً بتمييز المفرد لأنه إنما يأتي بتمييز شيء مفرد وبيان حقيقته، لئلا يلتبس بشيء غيره، فهو: ما رفع إبهام اسم مذكور قبله مجمل الحقيقة.

ويكون بعد الأشياء التى:

- إمامعدودات.

- أو موزونات.

- أو مكيلات، أو نحو ذلك.

فيكون بعد العدد:

كما في قوله تعالى: {إني رأيت أحد عشر} لو وقفت هنا فإن الأمر لم يتضح، هذا العدد قابل لأشياء كثيرة، فلا بد له من تمييز يبين عن حقيقته وعن ذاته،

فقال: {أحد عشر كوكباً}.

وكما في قوله تعالى:{إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً}.

-أو بعد المقادير من الموزونات نحو: (اشتريت رطلاً زيتاً).

- أو المكيلات، نحو: (اشتريت إرْدَبّاً قمحاً).

- أو المساحات والتي تقاس بها ما يتعلق بالمساحات والمسافات، نحو: (اشتريت فداناً أرضاً).

فتمييز الذات أو تمييز المفرد هو: ما جاء لرفع الإبهام عن اسم مجمل قبله، ويكون بعد العدد للمعدودات، وللموزونات، وللمكيلات، وما إلى ذلك.

الأول: تمييز الذات ويسمى تمييز المفرد.

والثاني: تمييز النسبة، ويسمى تمييز الجملة-فهو ما رفع إبهام نسبة في جملة سابقة عليه- هناك الإبهام إنما هو في الذات، وهذه الذات المجملة تحتاج إلى هذا التمييز ليبينها-

هنا الإبهام إنما هو في هذه النسبة.

وتمييز النسبة كما سنرى أنه أيضاً:

- محول:

- إما أن يكون محولاً عن فاعل.

- أو محولاً عن مفعول.

- وربما جاء غير محول عن شيء وذلك قليل.

إذا قلت مثلا

{اشتعل الرأس شيباً} هذا تمييز نسبة كما يقولون محول عن الفاعل؛ لأن المراد (اشتعل شيب الرأس)

وإذا نظرت إلى قوله تعالى: {وفجرنا الأرض عيوناً} هذا التمييز محول عن المفعول لأن الأصل لو رجعت إلى التقدير: (فجرنا عيون الأرض).

فتمييز النسبة:

-إما أن يكون محولاً عن الفاعل:

بمعنى أنه في أصله هو الفاعل، فحينما تقول

{اشتعل الرأس شيباً}المراد (اشتعل شيب الرأس) وحينما تقول كمثال المؤلف: (تفقأ زيدٌ شحماً)، فـ(شحماً) هنا الذي هو التمييز جاء تمييزاً، لكنه في أصله محول عن فاعل؛ لأن المعنى(تفقأ شحم زيد) وحينما تقول (تصبب زيد عرقاً) (عرقاً) هنا التمييز محول عن فاعل أيضاً؛ لأن المراد: (تصبب عرق زيد)، فتمييز النسبه إما أن يكون محولاً عن فاعل وهو كثير: {اشتعل الرأس شيباً}.

- وإما أن يكون محوَّلاً عن المفعول:

كما في قوله تعالى: {وفجرنا الأرض عيوناً} لأن المعنى: فجرنا عيون الأرض.

- وإما أن لا يكون محولاً عن شيء:

وهذا ليس بالكثير كما إذا قلت: (امتلأ الإناء ماءً) ماءً هنا ليست محولة لا عن فاعل ولا عن مفعول؛ لأنه ليس التقدير: امتلأ ماء الإناء، كما تقول: (اشتعل شيب الرأس)، و(تصبب عرق زيد)، أو نحو ذلك.

فتمييز النسبة ويسمى أيضاً تمييز الجملة، هو:

ما رفع إبهام نسبةٍ في جملةٍ سابقةٍ عليه، وهو ضربان:

الأول:المحول.

والثاني:غير المحول.

-والمحول كثير.

- وغير المحول قليل، مثل: (امتلأ الإناء ماءً).

أما المحول فهو:

- إما أن يكون محولاً عن الفاعل:

وذلك نحو (تفقأ زيدٌ شحماً) أو (تصبب زيدٌ عرقاً) أو (اشتعل الرأس شيباً) فالأصل في (شيباً) و(شحماً) و(عرقاً) أنها هي الفاعل وأن الفعل مسلط عليها في الأصل.

- والنوع الثاني المحول عن المفعول:

وذلك نحو قوله تعالى{وفجرنا الأرض عيوناً} أي فجرنا عيون الأرض.

- والنوع الثالثهو المحول عن المبتدأ:

وهو ليس في كثرة المحول عن الفاعل والمحول عن المفعول، كما في قوله تعالى {أنا أكثر منك مالاً} أنا أكثر منك مالاً، (مالاً) هذه التى وقعت تمييز أصلها محولة عن المبتدأ؛ لأنك لو رددت الجمله إلى أصلها الأصلي بقولك: (أنا أكثر منك مالاً) ما المراد منها؟

أصلها: مالي أكثر من مالك، فهو هنا محول عن الفاعل، لكنه انفصلت ياء المتكلم، ثم صار (أنا) لأن ياء المتكلم لا تستطيع أن تبدأ بها، وإنما تبدأ بمثيلها وهو الضمير المنفصل (أنا)، فصارت (أنا أكثر منك مالاً).

وقال المؤلف في شرط التمييز: (ولا يكون التمييز إلا نكرةً، ولا يكون إلا بعد تمام الكلام): التمييز كما قلنا في الحال

-ويتفق مع الحال في هذا- الأصل في الحال أن يكون نكرة وما جاء منه معرفةً فهو مؤول، التمييز أيضاً لا يكون إلا نكرة، وما جاء منه في ظاهره أنه معرَّف فهو في الواقع نكرة، يستشهدون على ذلك بقول الشاعر:

رأيـــتــــك لــــمــــا أن عــــرفـــت وجوهنا صددتَ وطبتَ النَّفسَ يا قيسُ عن عمرِو

وأخذ هذا

ابن مالك، فقال:(وطبت النفس يا قيس السري)

فـ(طبت النفس) هنا أصلها (طبت نفساً) مثل (طاب زيدٌ نفساً)، أو (طبت نفساً).

هذا تمييز محول عن ماذا؟

تمييز نسبة محول عن الفاعل؛ لأن التقدير:

طابت نفسك، أو طابت نفس زيد، هنا (طبت النفس)الواقع في أن (أل) الداخلة هنا ليست (بأل) المعرفة، وإنما هي (أل) الزائدة، ونحن مررنا على (أل) مروراً سريعاً لم نستطع فيه أن نبين أن (أل) ثلاثة أنواع:

- (أل):الموصولة.

- و(أل) المعرِّفة،

وهي أنواعٌ ثلاثة:

- للعهد.

- وللجنس.

- وأيضاً (أل) الزائدة،

وهي أنواعٌ ثلاثة:

- ومنها:هذه الزائدة في التمييز في قوله: (وطبت النفس) فهي (أل) الزائدة، التي لا يكتسب منها الاسم تعريفاً.

والتمييز من حيث إنه فضلة فإنه لا يصح فيه أن يتقدم، وإنما ينبغي أن لا يأتي إلا بعد استيفاء الكلام).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#7

8 Nov 2008

العناصر

التمييز
تعريف (التمييز)
التمييز في اللغة له معنيان:
المعنى الأول: التفسير مطلقاً
المعنى الثاني: فصل بعض الأمور عن بعض
التمييز في الاصطلاح
أنواع (التمييز):
النوع الأول: تمييز الذات (تمييز المفرد)
معنى تمييز الذات هو: ما جاء لرفع الإبهام عن اسم مجمل قبله
الأشياء التي يأتي تمييز الذات لرفع إبهامها:
أولاً: المعدودات
مثال التمييز بعد العدد: قوله تعالى (إني رأيت أحد عشر كوكباً)
ثانيا: المقادير من الموزونات
مثال التمييز بعد المقادير من الموزونات: (اشتريت رطلاً زيتا)
ثالثاً: المكيلات
مثال التمييز بعد المكيلات: (اشتريت إردباً قمحاً)
رابعاً: المساحات والمسافات وما يتعلق بها
مثال التمييز بعد المساحات: (اشتريت فدانا أرضاً)
النوع الثاني: تمييز النسبة (تمييز الجملة)
معنى تمييز النسبة هو: ما جاء لرفع إبهام نسبة في جملة سابقة عليه
تمييز النسبة على ضربين:
الضرب الأول: المحول:
أنواع التمييز المحول:
النوع الأول: المحول عن الفاعل
مثال التمييز المحول عن الفاعل: (تفقأ زيدٌ شحماً)
النوع الثاني: المحول عن المفعول
مثال التمييز المحول عن المفعول: قوله تعالى: (وفجرنا الأرض عيونا)
النوع الثالث: المحول عن المبتدأ
مثال التمييز المحول عن المبتدأ: قوله تعالى (أنا أكثر منك مالاً)
الضرب الثاني: غير المحول
مثال التمييز غير المحول: (امتلأ الإناء ماءً)
بيان شروط التمييز
الشرط الأول: أن يكون التمييز نكرة
الخلاف في الشرط الأول:
القول الأول: اشترطه البصريون
القول الثاني: لم يشترطه الكوفيون، فقد يكون التمييز معرفة
دليل القول الثاني: قول الشاعر: وطبت النفس يا قيس عن عمرو
الجواب عن الدليل: أن (أل) زائدة
الشرط الثاني: لا يجوز أن يتقدم على عامله
يجوز تقديم التمييز على عامله إذا كان مشتقاً، وهو نادر
المثال على جواز التقديم: قول الشاعر (وما كان نفساً بالفراق تطيب)
الفرق بين الحال والتمييز

عبد العزيز بن داخل المطيري

#8

8 Nov 2008

الأسْئِلةٌ

س1: مَا هُوَ التّمييزُ لُغَةً واصْطِلاحاً؟
س2: إلَى كمْ قسْمٍ ينقسِمُ التّمييزُ؟
س3: مَا هُوَ تمييزُ الذَّاتِ؟ ومَا هُوَ تمييزُ النّسبةِ؟
س4: بمَاذَا يُسمَّى تمييزُ الذَّاتِ؟ وبمَاذَا يُسمَّى تمييزُ النّسبةِ؟
س5: مَا الذي يقعُ قبْلَ تمييزِ الذَّاتِ؟
س6: مثِّلْ لِتمييزِ الذَّاتِ بثلاثةِ أمثْلَةٍ مختلفةٍ وأعْرِبْ كلَّ واحدٍ منْهَا؟
س7: إلَى كمْ قسْمٍ ينقسِمُ تمييزُ النّسبةِ المحوَّلِ؟
س8: مثِّلْ لِلتمييزِ المحوَّلِ عن الفاعلِ وعن المَفْعُولِ وعن المبتدأِ.
س9: مثِّلْ لِتمييزِ النّسبةِ غيرِ المحوَّلِ.
س10: مَا هِيَ شروطُ التّمييزِ؟
س11: مَا معْنَى أنَّ التّمييزَ لا يجيءُ إلاَّ بعْدَ تمامِ الكلاَمِ؟
س12: مثِّلْ لِتمييزٍ لهُ تمييزٌ.