(لا) النافية للجنس
قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (باب (لا)
اعْلَمْ
أَن (لا) تَنْصِبُ النَّكِرَاتِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ؛ إِذَا بَاشَرَتِ
النَّكِرَةَ وَلَمْ تَتَكَرَّرْ (لا)، نَحْوُ: (لاَ رَجُلَ في الدَّارِ).
- فَإِنْ لَمْ تُبَاشِرْهَا وَجَبَ الرَّفْعُ وَوَجَب تَكْرَارُ (لا)،نَحْوُ: (لاَ في الدَّارِ رَجُلٌ وَلاَ امْرَأَةٌ)
- وَإِنْ تَكَرَّرَتْ (لا) جَازَ إِعْمَالُهَا وَإِلْغَاؤُهَا:
- فَإِنْ شِئْتَ قُلْت: (لاَ رَجُلَ في الدَّارِ وَلاَ امْرَأَةَ).
- وَإِنْ شِئْتَ قُلْت: (لاَ رَجُلٌ في الدَّارِ وَلاَ امْرَأَةٌ) ).
التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد المتن: قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (باب (لا) اعْلَمْ
أَن (لا) تَنْصِبُ النَّكِرَاتِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ؛ إِذَا بَاشَرَتِ
النَّكِرَةَ وَلَمْ تَتَكَرَّرْ (لا)، نَحْوُ: (لاَ رَجُلَ في الدَّارِ)(1). الشرح: قال الشيخ محمد محيي الدين
عبد الحميد (ت: 1392هـ): (شروط إعمال (لا) عمل إن: وَهِيَ لا تعملُ هذَا العملَ وجوباً الأوَّلُ: أن يكونَ اسمُهَا نكرةً.
ثُمَّ اعلَمْ أنَّ اسْمَ (لا) عَلَى ثلاثةِ أنواعٍ:
الأوَّل: المُفرَدُ.
والثَّانِي: المضافُ إلَى نكرةٍ.
والثَّالثُ: الشّبيهُ بالمضافِ.
أمَّا المُفرَدُ فِي هذَا البابِ، وفِي بابِ المنادَى، فهُوَ:
مَا لَيْسَ مُضَافاً وَلا شَبِيهاً بِالمُضَافِ فيدخلُ فيهِ:
-المُثنَّى.
-وجمْعُ التَّكْسِيرِ.
-وجمْعُ المذكَّرِ السَّالمُ.
-وجمْعُ المُؤنَّثِ السَّالمُ.
وحكمُهُ:
أنَّهُ يُبْنَى عَلَى مَا يُنْصَبُ بِهِ:
- فإذَا كانَ نصبُهُ بالفَتْحَةِ بُنِيَ عَلَى الفَتْحِ، نحوُ: (لا رَجُلَ فِي الدَّارِ).
- وإنْ كانَ نصبُهُ بالياءِ -وذلكَ المُثنَّى وجمْعُ المذكَّرِ السَّالِمُ- بُنِيَ عَلَى الياءِ نحوُ: (لا رَجُلَيْنِ فِي الدَّارِ).
-وإنْ
كانَ نصبُهُ بالْكَسْرَةِ نيابةً عن الفَتْحَةِ -وذلكَ جمْعُ المُؤنَّثِ
السَّالمُ- بُنِيَ عَلَى الكسرِ، نحوُ: (لا صَالِحَاتٍ اليَوْمَ).
وأمَّا المضافُ فيُنْصَبُ بالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ أوْ بمَا نَابَ عنْهَا، نحوُ: (لا طَالِبَ عِلْمٍ مَمْقُوتٌ).
وأمَّا الشّبيهُ بالمضافِ -وهُوَ:
مَا اتَّصَلَ بِهِ شَيْءٌ مِنْ تَمَامِ مَعْنَاهُ فمثلُ المضافِ فِي
الحُكْمِ: أيْ يُنْصَبُ بِالفَتْحَةِ، نحوُ: (لا مُسْتَقِيماً حَالُهُ
بَيْنَ النَّاسِ).
(2) قدْ
عرفتَ أنَّ شروطَ وجوبِ عملِ (لا) عملَ (إنَّ) أربعةٌ، وهذَا الكلاَمُ فِي
بَيَانِ الحكمِ إذَا اختلَّ شرطٌ من الشُّروطِ الأرْبَعَةِ السَّابقةِ.
وبيانُ ذلكَ:
-أنَّهُ إذَا وقعَ بعْدَ (لا) مَعْرِفَةٌ وجبَ إلغاءُ (لا) وتكرارُهَا، نحوُ: (لا مُحَمَّدٌ زَارَنِي وَلا بَكْرٌ).
-وإذَا
فصلَ بيْنَ لا واسمِهَا فاصلٌ ما، وجبَ كَذَلِكَ إلغاؤهَا وتكرارُهَا
نحوُ: (لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْـزَفُونَ):
فَغَوْلٌ: مبتدأٌ مؤخَّرٌ.
وفيهَا: متعلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٌ مقدَّمٌ، و(لا) نافيَةٌ مهملَةٌ.
-وإذَا تكرَّرتْ (لا) لَمْ يجبْ إعمالُهَا، بلْ يجوزُ إعمالُهَا إذَا اسْتُوْفِيَتْ بقيَّةُ الشّروطِ، ويجوزُ إهمالُهَا:
فتقُولُ عَلَى الإعمالِ (لا رَجُلَ فِي ا لدَّارِ وَلا امْرَأَةَ) بفتحِ رَجُل وامرأة.
وتقُولُ عَلَى الإهمالِ: (لا رَجُلٌ فِي الدَّارِ وَلا امْرَأَةٌ) برفْعِ رَجُل وامرأة).
- فَإِنْ لَمْ تُبَاشِرْهَا وَجَبَ الرَّفْعُ وَوَجَب تَكْرَارُ (لا)،نَحْوُ: (لاَ في الدَّارِ رَجُلٌ وَلاَ امْرَأَةٌ)
- وَإِنْ تَكَرَّرَتْ (لا) جَازَ إِعْمَالُهَا وَإِلْغَاؤُهَا:
- فَإِنْ شِئْتَ قُلْت: (لاَ رَجُلَ في الدَّارِ وَلاَ امْرَأَةَ).
- وَإِنْ شِئْتَ قُلْت: (لاَ رَجُلٌ في الدَّارِ وَلاَ امْرَأَةٌ)(2) ).
(1) اعلَمْ أنَّ (لا) النَّافيَةَ للجنسِ تعملُ عملَ (إنَّ) فتَنْصِبُ الاسْمَ لفظاً أوْ محلاًّ وترفْعُ الخبرَ.
إلاَّ بأرْبَعَةِ شروطٍ:
الثَّانِي: أن يكونَ اسمُهَا متَّصلاً بهَا: أيْ غيرَ مفصولٍ منْهَا ولوْ بالخبرِ.
والثَّالثُ:أن يكونَ خبرُهَا نكرةً أيضاً.
والرَّابعُ: ألاَّ تتكرَّرَ (لا).
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم المتن: قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بَابُ: لاَ(1) إِذَا بَاشَرَتِ النَّكِرَةَ وَلَمْ تَتَكَرَّرْ لاَ(2) فَإِنْ لَمْ تُبَاشِرْهَا وَجَبَ الرَّفْعُ وَوَجَبَ تَكْرَارُ (لاَ)(4) (لاَ رَجُلَ في الدَّارِ وَلاَ امْرَأَةٌ)(7). الشرح: قال الشيخ عبد الرحمن بن
محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1) أي: الـَّتي لنفي حكمِ الجنسِ، المسمَّاةِ لامَ التَّبرئةِ. -فتنصبُ النَّكرةَ لفظاً، نحو: (لا غلامَ سفرٍ حاضرٌ). فإنَّ معمولَهَا: -أو مفردًا، وهو: ما ليسَ مضافًا، ولا شبيهًا بالمضافِ. فشرطُ نصبِهَا النَّكراتِ: - وأن لا تقترنَ بجارٍّ، وإلا أهملَتْ.
اعْلَمْ أَنَّ (لا) تَنْصِبُ النَّكِرَاتِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ
نَحْوُ: (لاَ رَجُلَ في الدَّارِ)(3).
نَحْوُ: (لاَ في الدَّارِ رَجُلٌ وَلاَ امْرَأَةٌ)(5).
وَإِنْ تَكَرَّرَتْ (لا) جَازَ إِعْمَالُهَا وَإِلْغَاؤُهَا(6):
- فَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ:
- وَإِنْ شِئْتَ قُلْت: (لاَ رَجُلٌ في الدَّارِ وَلاَ امْرَأَةٌ)(8) ).
(2) أي:
اعلمْ أنَّ لا النَّافيةَ للجنسِ، تعملُ عملَ إنَّ؛ لمشابهتِهَا لها،
فتنصبُ النَّكراتِ وجوبًا، لفظًا، أو محلاًّ بغيرِ تنوينٍ، إذا باشرَتِ
النَّكرةَ، فلم يفصلْ بينهُمَا فاصلٌ، ولم تتكرَّرْ لا:
-ومحلاًّ كما مثَّلَ.
-أو شبيهًا بالمضافِ.
(3) فلا نافيةٌ للجنسِ، تعملُ عملَ إنَّ.
-وأن يتقدَّم اسمُهَا على خبرِهَا.
(4) أي: فإنْ لم تباشرْ (لا) النَّكرةَ، بأن فصلَ بينهما فاصلٌ؛ وجبَ الرَّفعُ على الابتداءِ، ووجبَ تكرارُ لا، كما مثَّلَ.
(5) فأُهملَتْ حينَ فصلَ بينها وبينَ الاسمِ: الجارُّ والمجرورُ.
(6) أي: وإن تكرَّرتْ لا، مع مباشرةِ النَّكرةِ:
-جازَ إِعمالُها بنصبٍ، نحو: (رجلَ) في المثالِ الآتي.
-وجازَ إلغاؤها برفعِهِ، في المثالِ الثَّانِي.
(7) أي: فإن شئتَ قلتَ على الإعمالِ: (لا رجلَ في الدَّارِ ولا امرأةٌ)، بفتحِ رجلٍ ورفعِ امرأةٍ، أو فتحِهَا، أو نصبِهَا.
(8) أي: وإن شئـْتَ قلتَ على الإلغاءِ: (لا رجلٌ في الدَّارِ ولا امرأةٌ)، برفعِ رجلٍ ورفعِ امرأةٍ، أو فتحِهَا.
فلنَّكرةِ بعدَ لا الثَّانيةِ خمسةُ أوجهٍ:
- واثنانِ مع رفعِهَا).
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري المتن: قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (باب (لا)(1) اعْلَمْ
أَن (لا) تَنْصِبُ النَّكِرَاتِ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ(2)؛ إِذَا بَاشَرَتِ
النَّكِرَةَ وَلَمْ تَتَكَرَّرْ (لا)، نَحْوُ: (لاَ رَجُلَ في الدَّارِ).
- فَإِنْ لَمْ تُبَاشِرْهَا وَجَبَ الرَّفْعُ وَوَجَب تَكْرَارُ (لا)، نَحْوُ: (لاَ في الدَّارِ رَجُلٌ وَلاَ امْرَأَةٌ) الشرح: قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: (بابُ (لا) ثمَّ اعلمْ أنّ (لا): وقولُهُ: (للجنسِ) فيه أنَّ الجنسَ ذاتٌ، والذَّاتُ لا تنفي! والجوابُ أنَّ في كلامِهِ مضافًا مقدّرًا تقديرُهُ بابُ (لا) النَّافيةِ لحكمِ الجنسِ. قوله: (أنَّ لا تنصبُ النّكراتِ) لكن بشروطٍ: كما في قولِكَ: (لا زيدٌ قائمٌ). كما في قولِهِ تعالى: {لا فيها غولٌ}. كما في قولِكَ: (جئتُ بلا زادٍ)، و(غضبتُ من لا شيءٍ). فإنَّها تهملُ أيضا. كما في قولِكَ: (لا لارجُل عندَكَ). والمرادُ بالمفردِ:ما ليس مضافًا ولا شبيهًا بالمضافِ. فإنَّه ينصبُ لفظًا. بُنِيَ على ما ينصبُ به. (لا طالبَ علمٍ ممقوتٌ). (لا قبيحًا فعلُهُ محمودٌ): (لا رجلَ في الدَّارِ): فإنَّه يُبنَى على الياءِ كما لو كان جمعَ مذكّرٍ سالما كما في قولِكَ: (لا زيدينَ عندَنَا) و(لا مسلِمِينَ حاضرون): ولا لـذَّاتِ لـلشّيـبِ ومعنى البيتِ: وإذا رفعتَ ما بعد الأولى فلك فيما بعدَ لا الثَّانيةِ وجهان:
- وَإِنْ تَكَرَّرَتْ (لا) جَازَ إِعْمَالُهَا وَإِلْغَاؤُهَا:
- فَإِنْ شِئْتَ قُلْت: (لاَ رَجُلَ في الدَّارِ وَلاَ امْرَأَةَ).
- وَإِنْ شِئْتَ قُلْت: (لاَ رَجُلٌ في الدَّارِ وَلاَ امْرَأَةٌ)(3) ).
(1) أي بابُ عملِ (لا) فهو على حذفِ مضافٍ.
- تارةً تكونُ زائدةً كما في قولِهِ تعالى: {ما منعك أنْ لا تسجدَ} فلا زائدةٌ بدليلِ الآيةِ الأخرى وهي: {ما منعَكَ أن تسجدَ}.
- وتارةً تكونُ ناهيةً وتقدَّمَ الكلامُ عليها.
- وتارةً تكونُ عاطفةً وتقدَّمَ الكلامُ عليها.
- وتارةً تكونُ عاملةً عملَ ليس فترفعُ الاسمَ وتنصبُ الخبرَ
وهي المسمَّاةُ عندهم بلا النَّافيةِ للوحدةِ
كما في قولِكَ: (لا رجلٌ في الدَّارِ)، فإنَّه (لا) يجوزُ أن يُقالَ: (بل رجلانِ أو رجالٌ).
- وتارةً تعملُ
عملَ (إنّ) فتنصبُ الاسمَ وترفعُ الخبرَ، وهذه هي المقصودةُ بالذَّاتِ من
التَّرجمةِ، وإسنادُ النَّفي إليها مجازٌ عقليٌّ من إسنادِ الشَّيءِ
لآلتِهِ، لأنَّ النَّافيَ في الحقيقةِ المتكلّمُ.
(2) قوله: (اعلمْ) بكسرِ الهمزةِ لا بفتحِهَا خطابًا لمن يتأتَّى منه العلمُ.
-ويُشترَطُ أن يتقدَّمَ اسمُهَا على خبرِهَا.
-ولا تقترنُ بجارّ.
- فإن فُقِدَ شرطٌ من هذه الأمورِ أُهمِلَتْ
ثمَّ اعلمْ أنَّ معمولَهَا:
-أو شبيهًا بالمضافِ.
-أو مفردًا.
و(فعلُهُ)فاعلٌ بقبيحًا.
ومحمودٌ: خبرُ لا.
ومثالُ المفردِ:
فـ(رجلَ): اسمُهَا مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ نصبٍ.
إنَّ الشّبابَ الَّذي مجدٌ عواقبُهُ فـيـه نـلـذُّ
أنَّ لذَّاتِ الشّيبِ لا تكونُ إلا في أوانِ الشّبوبيَّةِ، وأمَّا حالةُ الشّيخوخةِ فليس فيها لذّةٌ لأنَّها حالةُ هرمٍ وكبرٍ.
وقيل: اسمُ (لا) إذا كان جمعَ مؤنّثٍ سالما ينصبُ بالفتحةِ على الأصلِ.
قوله: (بغيرِ تنوينٍ) أي مع حذفِ التّنوينِ.
(3) قوله: (فإن لم تباشرْهَا وجب الرَّفعُ ووجبَ تكرارُ لا) محترزُ قولِهِ: (إذا باشرَتْ لا النّكرةَ).
وقولُهُ: (فإن تكرَّرَتْ) محترزُ قولِهِ: (ولم تتكرَّرْ).
ولك
في التَّركيبِ خمسةُ أوجهٍ بالنّسبةِ لِلاَ الثَّانيةِ، لأنَّك إذا أعملْتَ
الأولى بأن بنيْتَ اسمَهَا على الفتحِ أو نصبْتَهُ بأن كان مضافًا أو
شبيهًا به، فلك فيه بعدَ لا الثَّانيةِ ثلاثةُ أوجهٍ:
-أو
على أنَّه اسمٌ للا الثَّانيةِ بناءً على أنَّها عاملةٌ عملَ ليسَ،
ونصبُهُ عطفًا على محلِّ اسمِ لا فقط، وتكونُ الثَّانيةُ ملغاةً
-أو بناؤه على الفتحِ على أنَّ الثَّانيةَ عاملةٌ عملَ إنَّ.
-والفتحُ
على أنَّ الثَّانيةَ عاملةٌ عملَ إنَّ، ويُمنَعُ النّصبُ لانتفاءِ ما
يعطفُ عليه، لأنَّه إنَّما جازَ فيما سبقَ لكونِهِ معطوفًا على محلِّ اسمِ
لا، واسمُ (لا) الأولى مرفوعٌ لا محلَّ له).
شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): (بابُ (لا) (1) (بابُ) خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ تقديرُهُ: هذا بابُ. وغُلامَ: اسْمُها منصوبٌ بالفتحةِ. حيثُ لا تَتَعَرَّفُ النَّكِرَةُ بإضافتِها إليها، نحوُ: (لا مِثلَ زَيْدٍ حاضرٌ). وإعرابُهُ على وَزْنِ ما قَبْلَهُ. والمشَبَّهِ بالمضافِ، وهوَ: ما اتَّصَلَ بهِ شيءٌ مِنْ تَمامِ معناهُ. مَرفوعًا كانَ ذلكَ الشيءُ بهِ، نحوُ: (لا قَبيحًا فِعْلُهُ ممدوحٌ). فـ لا: نافيَةٌ للجنْسِ. وقبيحًا: اسْمُها منصوبٌ بالفتحةِ. فعلُ: مرفوعٌ على الفاعليَّةِ بـ قبيحٍ ؛ لأنَّهُ صفةٌ مُشَبَّهَةٌ. وممدوحٌ: خبرُها. أوْ منصوبًا بهِ، نحوُ: (لا طالعًا جَبَلاً حاضرٌ)؛ فجَبَلاً منصوبٌ بـ طالعًا. أوْ مَخفوضًا بخافِضٍ مُتَعَلِّقٍ بهِ، نحوُ: (لا خيرًا مِنْ زَيْدٍ عنْدَنا)؛ فـ مِنْ زيدٍ: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ خَيْرًا. ومَحَلاًّ
في المفرَدِ بالمعنى المقابِلِ لهما؛ فإنَّهُ يُبْنَى على ما يُنْصَبُ بهِ
لوْ كانَ مُعْرَبًا، فيُبْنَى على الفتحِ في (نحوِ: لا رجُلَ في الدارِ)
ولا رجالَ فيها؛ فإنَّ رجُلَ ورجالَ مَبْنِيَّانِ على الفتحِ في مَحَلِّ
نَصْبٍ؛ لأنَّهُما لوْ كانا مُعْرَبَيْنِ لَنُصِبَا بالفتحةِ فَكُنْتَ
تقولُ: (رَجُلاً ورِجَالاً)، مَنصُوبيْنِ بالفتحةِ. ويُبْنَى على الياءِ نيابةً عن الفتحةِ في
نحوِ: (لا رَجُلَيْنِ ولا زَيْدَيْنِ)؛ فإنَّ رَجُلَيْنِ وزَيْدَيْنِ
مَبْنِيَّانِ على الياءِ نيابةً عن الفتحةِ؛ لأَنَّهُمَا لوْ كانَ
مُعْرَبَيْنِ لنُصِبَا بالياءِ. ويُبْنَى على الكسرِة نيابةً عن الفتحةِ في نحوِ: (لا مُسْلِماتٍ)؛ فإنَّهُ مَبْنِيٌّ على الكسرِة نيابةً عن الفتحةِ؛ لأنَّهُ لوْ كانَ مُعْرَبًا لنُصِبَ بالكسرةِ. وذلكَ مشروطٌ: -بأنْ
يكونَ اسْمُها نَكِرةً، ولوْ تَأويلاً كالعَلَمِ المقصودِ تَنكيرُهُ،
نحوُ: (لا زَيْدَ في الدَّارِ)؛ أيْ: لا رَجُلَ مُسَمًّى بهذا الاسمِ. -وأنْ يكونَ مُبَاشِرًا لها بأنْ لا يَفْصِلَ بينَهما فاصلٌ. -وأنْ لا تَتَكَرَّرَ لا. (2)
(فإنْ) الفاءُ حرفُ عطفٍ، والمعطوفُ عليهِ محذوفٌ؛ أيْ: هذا إِنْ باشَرَتْ،
وإِنْ: حرفُ شَرْطٍ جازِمٌ يَجْزِمُ فعْلَيْنِ؛ الأوَّلُ فِعلُ الشرْطِ،
والثاني جوابُهُ وجزاؤُهُ. و(لمْ) حرفُ نفيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ. (تُباشِرْها) فعلٌ مضارِعٌ مجزومٌ بـ لَمْ لقُرْبِها، لا بـ إِنْ
لبُعْدِها، وعلامةُ جَزْمِهِ السكونُ، والفاعلُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ
جوازًا، والهاءُ مفعولٌ بهِ في مَحَلِّ نَصْبٍ. والجملةُ مِن الفعلِ والفاعلِ في مَحَلِّ جَزْمٍ بـ إِنْ فِعْلُ الشرطِ. وقولُهُ: (وَجَبَ الرفعُ) فعلٌ وفاعلٌ في مَحَلِّ جَزْمٍ جوابُ الشرطِ. (ووَجَبَ) الواوُ حرفُ عطفٍ. وَجَبَ فعلٌ ماضٍ معطوفٌ على وَجَبَ الأوَّلِ. (تَكْرَارُ) فاعلٌ مرفوعٌ، وتَكرارُ مُضَافٌ. و(لا) مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جرٍّ. يَعْنِي أنَّهُ
إذا فاتَ شَرْطُ المُبَاشَرَةِ بأنْ فَصَلَ فاصلٌ بينَهما، أو التنكيرُ
بأنْ دَخَلَتْ على مَعْرِفَةٍ، وَجَبَ الرفعُ، وأُلغِيَتْ لا عن العملِ
ولَزِمَ تَكرارُها. (نحوُ: لا في الدارِ رجُلٌ ولا امرأةٌ)، و(لا زيدٌ في
الدارِ ولا عمرٌو). فـ لا: نافيَةٌ للجنْسِ مُلغاةٌ لا عَمَلَ لها. وفي الدارِ: جارٌّ ومجرورٌ خبرٌ مُقَدَّمٌ. ورَجُلٌ: مبتدأٌ مؤخَّرٌ، وامرأةٌ معطوفةٌ على رجُلٌ. وكذا الإعرابُ في الثاني بدونِ تَقَدُّمِ الخبرِ على الأصْلِ. (3) (فإنْ) حرْفُ شَرْطٍ. و(تَكَرَّرَتْ) فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ جَزْمٍ فعلُ الشرطِ. والتاءُ علامةُ التأنيثِ. والفاعلُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقديرُهُ هيَ، يعودُ على لا. (جَازَ إِعْمَالُها) جاز فعلٌ ماضٍ في مَحَلِّ جَزْمٍ جوابُ الشرطِ. وإعمالُ
فاعلٌ، وهوَ مُضَافٌ، والهاءُ مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على السكونِ في
مَحَلِّ جرٍّ. (وإلغاؤُها) معطوفٌ على إعمالُ، والمعطوفُ على المرفوعِ
مرفوعٌ. وإلغاءُ مُضَافٌ، والهاءُ مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جرٍّ. يَعْنِي
أنَّهُ إذا فُقِدَ شَرْطُ عدمِ التَّكرارِ بأنْ تَكَرَّرَتْ معَ
مُباشَرَتِها للنَّكِرةِ جازَ إعمالُها عَمَلَ إنَّ، وهيَ معَ اسْمِها في
مَحَلِّ رفعٍ بالابتداءِ، واسمُها وحْدَهُ في مَحَلِّ نَصْبٍ؛ فقدْ
يَرْتَفِعُ الثاني بالعطْفِ على مَحَلِّهما، ويَنْتَصِبُ بالعطفِ على
مَحَلِّ اسْمِها وَحْدَهُ. وإلغاؤُهُ
عنْ عَمَلِ إنَّ؛ فهيَ عاملةٌ عَمَلَ ليسَ، أوْ لا عَمَلَ لها. (فإنْ
شِئْتَ قُلْتَ) في الإعمالِ: (لا رَجُلَ) بالفتْحِ. فلا: نافيَةٌ
للجنْسِ.ورجُلَ: اسْمُها مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ نَصْبٍ. ولا معَ اسْمِها في مَحَلِّ رفعٍ بالابتداءِ. و(في الدارِ) خبرٌ. (ولا امرأةٌ) -بالرفعِ على إعمالِ لا عَمَلَ ليسَ. -أو العطفِ على مَحَلِّ لا الأُولَى معَ اسْمِها. -أو النصْبِ بالعطْفِ على مَحَلِّ اسْمِها، أو الفتحِ على إِعْمَالِ لا عَمَلَ إنَّ. (وإنْ شِئْتَ) الواوُ حرفُ عطفٍ. وشاءَ فعلٌ ماضٍ في مَحَلِّ جَزْمٍ فِعْلُ الشرْطِ، والتاءُ فاعلٌ. (قُلْتَ) قالَ فعلٌ ماضٍ في مَحَلِّ جَزْمٍ جوابُ الشرطِ. والتاءُ فاعلٌ في الإلغاءِ. (لا رَجُلٌ) بالرفعِ، فـ لا عاملةٌ عَمَلَ ليسَ. ورَجُلٌ: اسْمُها مرفوعٌ. و(في الدارِ) خبرُها. أوْ مُلغاةٌ لا عَمَلَ لها، وما بعدَها مُبتدأٌ وخَبَرٌ. (ولا امرأةٌ) بالرفعِ على إعمالِ لا الثانيَةِ عَمَلَ ليسَ. -أو العَطْفِ على اسمِ لا الأُولى. -أو الفتحِ على إعمالِ الثانيَةِ عَمَلَ إنَّ. ولا يَجوزُ النصْبُ لعَدَمِ ما يُعْطَفُ عليهِ لفظًا أوْ مَحَلاًّ. والحاصلُ: أنَّ لكَ في الثاني: -عندَ إعمالِ لا الأُولى ثلاثةَ أَوْجُهٍ؛ الرفعُ والنصْبُ والفتْحُ. -وعندَ إلغائِها وَجْهَيْنِ؛ الرفْعُ والفتْحُ. وقدْ عَرَفْتَ وَجْهَ كُلٍّ منها).
وإعرابُهُ:
ما تَقَدَّمَ، وبابُ مُضَافٌ.
و(لا) مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جرٍّ.
(اعْلَمْ) فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ على السكونِ، وفاعلُهُ مُسْتَتِرٌ فيهِ وجوبًا تقديرُهُ: أنتَ؛ أيْ: يا مَنْ يَتَأَتَّى منكَ العلْمُ.
(أنَّ) حرفُ توكيدٍ ونَصْبٍ.
(لا) اسمُ أَنَّ في مَحَلِّ نَصْبٍ.
(تَنْصِبُ) فعلٌ مضارِعٌ، وفاعلُهُ مستتِرٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ: هيَ، يعودُ على لا.
والجملةُ مِن الفعلِ والفاعلِ في مَحَلِّ رفعٍ خبرُ أنَّ.
(النَّكِرَاتِ)
مفعولٌ بهِ منصوبٌ بالكسرةِ نيابةً عن الفتحةِ؛ لأنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ
سالِمٌ، وأنَّ ومَعْمُولاهَا في مَحَلِّ نَصْبٍ سَادَّةٌ مَسَدَّ
مَفْعُولَي اعْلَمْ.
(بغيرِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ تَنْصِبُ، وغيرِ مُضَافٌ.
و(تنوينٍ) مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ.
(إذا) ظَرْفٌ لِمَا يُسْتَقْبَلُ مِن الزمانِ خافضٌ لشَرْطِهِ منصوبٌ بجوابِهِ.
(بَاشَرَتْ) فعلٌ ماضٍ، والتاءُ علامةُ التأنيثِ، وفاعلُهُ مستترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ: هيَ يعودُ على لا.
و(النكِرَةَ)
مفعولٌ بهِ منصوبٌ، ويَحتمِلُ أنْ يكُونَ فاعلاً مرفوعًا والمفعولُ
محذوفٌ، وَيُقَرِّبُهُ إظهارُ لا في قولِهِ: (ولَمْ تَتَكَرَّرْ لا):
الواوُ للحالِ.
ولمْ حرفُ نفيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ.
وتَتَكَرَّرْ: فعلٌ مضارِعٌ مجزومٌ بـ لَمْ، وعلامةُ جزْمِهِ السكونُ.
ولا فاعلٌ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
والجملةُ مِن الفعلِ والفاعلِ في مَحَلِّ نَصْبٍ على الحالِ.
يَعْنِي
أنَّ لا النافيَةَ للجنْسِ المُسَمَّاةَ لا التَّبْرِئَةَ تَنْصِبُ الاسمَ
حَمْلاً على إنَّ؛ لِمُشَابَهَتِها لها في الاختصاصِ بالجملةِ
الاسْمِيَّةِ لَفْظًا في المُنَكَّرِ الْمُضافِ لِمِثْلِهِ، نحوُ: (لا
غُلامَ سَفَرٍ حَاضِرٌ).
فـ لا: نافيَةٌ للجنْسِ تَعملُ عَمَلَ إنَّ تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الخبرَ.
وغُلامَ مُضَافٌ.
وسَفَرٍ: مُضَافٌ إليه.
وحاضرٌ: خبرٌ مرفوعٌ.
أو لِمَعْرِفَةٍ؛
شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ) القارئ: (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: قال المصنف رحمه الله تعالى: باب (لا) اعلم أن (لا) تنصب النكرات بغير تنوين إذا باشرت النكرة ولم تتكرر (لا) نحو: لا رجل في الدار. فإن لم تباشرها وجب الرفع ووجب تكرار (لا) نحو: لا في الدار رجلٌ ولا امرأةٌ. وإن تكررت (لا) جاز إعمالها وإلغاؤها، فإن شئت قلت: لا رجلَ في الدار ولا امرأةٌ) ). قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (من المنصوبات التي ذكرها المؤلف هنا: إذاً (لا) النافية للجنس هنا دخلت معنا في هذا الباب من خلال اسمها؛ لأن
اسمها منصوب، وأما خبرها فمرفوع، فهي بخبرها تدخل في باب المرفوعات لأنه
مرفوع، وباسمها تدخل في باب المنصوبات، كـ(أن) وأخواتها تماماً، طبعاً إلا
أن اسمها لا يحسن أن يعبر عنه بأنه منصوب؛ لأنه الأصل فيه أنه مبني بناء
على الفتح في محل نصب. يقول:
إن (لا) تنصب النكرات بغير تنوين: كلمة (بغير تنوين)، هنا إشارة إلى أن
القضية إلى أنه بناءٌ على الفتح وليس نصباً حقيقيّاً وأنه في محل نصب، إذا
باشرت النكرة ولم تتكرر (لا) نحو: (لا رجل في الدار). ما ذكره هنا إنما هو بعض الشروط المطلوبة، لكي تعمل (لا) عمل (إن) فتنصب المبتدأ وترفع الخبر لا بد فيها من توافر مجموعة من الشروط، منها: أولاً: أن
يكون اسمها نكرة، فلا يصح أن يكون اسمها معرفة، فلو كان اسمها معرفة
لارتفع إما على أنها مهملة، وهذا (المعرفة) مبتدأ، أو على أنها أخت (ليس)
التي مرت الإشارة إليها. ويشترط أيضاً: أن
يكون خبرها نكرة، فلا بد في اسمها أن يكون نكرة، ولا بد في خبرها أن يكون
نكرة، تقول، (لا رجل قائم)، هنا عملت لأن اسمها نكرة ولأن خبرها نكرة، لو
قلت: (لا زيدٌ) لم تعمل حينئذٍ، وجب أن ترفع تقول: (لا زيد في الدار ولا
عمرو) يجب أن ترفع حينئذٍ إما على إهمالها أو على إعمالها عمل ليس، ولو
قلت: (لا رجل أخوك) فإنه لا يصح حينئذٍ؛ لأن خبرها ليس نكرة، وإنما هو
معرفة وهو كلمة (أخوك) فلا بد في اسمها وخبرها أن يكونا نكرتين. ومن الشروط أيضاً: التي ذكرها يقول: (إذا باشرت النكرة) ما معنى (إذا باشرت النكرة)؟ معناه
أنه يشترط فيها أن يكون اسمها متصلاً بها، فلا تعمل إذا تأخر اسمها عنها،
يعني لو فصلت بينها وبين اسمها بخبرها فإنها حينئذٍ لا تعمل عمل (إنَّ)،
بخلاف (إنَّ) تقول: (إن محمداً في الدار)، فتعمل إذا اتصل اسمها بها،
وتقول: (إن في الدار محمداً، أو رجلاً)، فتعمل (إنَّ) مع تأخر اسمها عنها. أما
(لا) النافية للجنس فإنها لا تعمل إلا بشرط أن يتصل اسمها بها، وأن لا
يفصل بينهما بأي فاصل، فلو تقدم الخبر وقلت: (لا في الدار)، فحينئذً لا
تعمل، وإنما ينبغي حينئذٍ أن تهمل أو أيضاً تكون العاملة عمل ليس، ففي قوله
تعالى: {لا فيها غولٌ} هنا لو تقدمت كلمة
(غول) ربما عملت فيها لا، ولكن لأنها تأخرت فأهملت، حيث تقدم الجار
والمجرور الذي هو الخبر، فهي إذاً لا بد أن يتصل اسمها بها، وأن لا تتكرر. هذه أربعة شروط: - أن يكون اسمها نكرة. - وأن يكون خبرها نكرة. -وأن يتصل اسمها بها ولا يفصل بينهما. -وأن لا تتكرر. فقال:
(ولم تتكرر (لا) نحو لا رجل في الدار، فإن لم تباشرها وجب الرفع): يعني إن
لم تباشر النكرة التي هي اسمها، إن لم تباشر لا بأن تتصل بها اتصالاً
تامّاً فإنه حينئذٍ يجب الرفع، كما في قوله تعالى: {لا فيها غولٌ}. رفعت (غول) الآن؟ لأنها انفصلت عن (لا) النافية للجنس. (فإن لم تباشرها وجب الرفع ووجب تكرار لا): تقول (لا في الدار رجل ولا امرأة)، {لا فيها غولٌ ولا هم عنها ينـزفون}.فإن تكررت جاز إعمالها وإلغاؤها) إذا لم تباشرها (لا)، يعني إذا فصل بين (لا) وبين اسمها النكرة وجب الفصل. أما إذا تكررت (لا) لكن اسمها متصل بها كما في نحو: (لا حول ولا قوة إلا بالله).
يقول:
(فإن تكررت (لا) جاز إعمالها وإلغاؤها، فإن شئت قلت: لا رجل في الدار ولا
امرأةً، أو ولا امرأةَ، أو ولا امرأةٌ، وإن شئت قلت: لا رجلٌ في الدار ولا
امرأةٌ): يقول العلماء: إذا تكررت (لا) وكانت الأولى طبعاً -النكرة- متصلة بها، وكان التركيب مشابهاً لقولك: (لا حول ولا قوة إلا بالله) فإنه حينئذٍ يجوز في هذا التركيب عدة أوجه، بعضهم أوصلها إلى خمسة: 1- (لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله) بإعمالها إعمال (إنَّ) في الاثنين يعني ببنائهما على الفتح معاً: (لا حول ولا قوة)، على إعمال (لا) عمل (إن) في الاثنين. 2-وتعكس فتأتي بالرفع فيهما معاً فتقول: (لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله) برفع الاثنين على أنها ماذا؟ إذا رفعتهما على أنها: إما مهملة أو عاملة عمل ليس، في: (لا حولٌ ولا قوةٌ) يصح لك أن تجعلها كذلك على أنها مهملة أو عاملة عمل ليس. 3-يصح لك أن تبني الأول على الفتح وأن ترفع الثاني(لا حولَ ولا قوةٌ) على أن الأولى أخت (إن) وعلى أن الثانية أخت (ليس) أو مهملة. 4-ويجوز لك العكس: (لا حولٌ ولا قوةَ)، على أن الأولى أخت (ليس)أو مهملة، وعلى أن الثانية عاملة عمل (إن). 5-ويصح
لك وجهٌ خامس وهو ليس بالقوي: (لا حولَ -بالبناء على الفتح- ولا
قوةً)بالنصب بالعطف على المحل أو بتوجيهات أخرى، وهذا هو أضعف الأوجه. لكن الأشهر هو: (لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله)، بإعمالها عمل إن، وببنائهما على الفتح. (فإن لم تباشرها وجب الرفع ووجب تكرار (لا) نحو: لا في الدار رجلٌ ولا امرأة) فإن تكررت (لا) باشرت النكرة (لا) جازت لك الأوجه المذكورة. إذاً الحاصل أن (لا) النافية للجنس تعمل عمل (إن) بنصب الاسم أو ببنائه في محل نصب ورفع الخبر إذا تحقق فيها عدة شروط، من أبرز هذه الشروط -هي أكثر من أربعة- لكن من أبرزها: - أن يكون اسمها وخبرها نكرتين. - وأن يتصل اسمها بها. - وأن
لا تتكرر؛ لأنها إذا تكررت لا يصير الإعمال واجباً، وإنما يصير الإعمال
حينئذٍ خيارياً، فإن فصلت عن اسمها فإنها تهمل وجوباً كما في نحو {لا فيها غول} ).
اسم
(لا) النافية للجنس، أو (لا) التبرئة كما تسمى، وقد ذكرها هنا، وذكر أيضاً
أن من المنصوبات اسم (إنَّ) وأخواتها، وقلت لكم: لو تركها اكتفاء بأنها
داخلة في باب إن وأخواتها لكان ذلك كافياً، لكنه نص عليها ربما لأن لها بعض
الأحكام الخاصة التي رأى أنها بسببها تستحق الإفراد.(يقول: (باب (لا):
اعلم أن (لا) تنصب النكرات بغير تنوين إذا باشرت النكرة ولم تتكرر (لا)
نحو: (لا رجل في الدار).
العناصر
(لا) النافية للجنس
عمل (لا) النافية للجنس: تنصب النكرات بغير تنوين
مثال ذلك: (لا رجل في الدار)
شروط إعمال (لا) عمل (إن)
الشرط الأول: أن يكون اسمها نكرة
الشرط الثاني: أن يكون خبرها نكرة
مثال الشرط الأول والثاني: (لا رجلَ قائم)
الشرط الثالث: أن يكون اسمها متصلاً بها بخلاف (إنّ)
الشرط الرابع: ألا تتكرر (لا)
الشرط الخامس: أن يتقدم اسمها على خبرها
الشرط السادس: ألا تقترن بجار
أقسام اسم (لا) النافية للجنس
النوع الأول: المفرد
المراد بـ(المفرد) هنا: ما ليس مضافاً ولا شبيهاً بالمضاف
حكم (المفرد): أن يبنى على ما ينصب به
مثال المفرد: (لا رجلَ في الدار)
النوع الثاني: المضاف إلى نكرة
حكمه: ينصب بالفتحة الظاهرة، أو بما ناب عنها
مثال المضاف: (لا طالب علم ممقوت)
النوع الثالث: الشبيه بالمضاف
حكمه: ينصب بالفتحة، كالنوع السابق
مثال الشبيه بالمضاف: (لا قبيحاً فعله محمود)
حكم ما بعد (لا) إذا تخلف شرط من الشروط
أولاً: إذا كان ما بعد (لا) معرفة وجب إلغاء (لا) وتكرارها
مثال لوقوع المعرفة: (لا محمد زارني ولا بكر)
ثانياً: إذا فصل بين (لا) واسمها فاصل؛ وجب إلغاؤها وتكرارها
مثال للفصل بين (لا) واسمها: (لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون)
ثالثاً: إذا كررت (لا) جاز إعمالها وإهمالها
مثال الإعمال: (لا رجلَ في الدار ولا امرأةَ) بفتح (رجل) و(امرأة)
مثال الإهمال: (لا رجلٌ في الدار ولا امرأةٌ) برفع (رجل) و(امرأة)
الأوجه الجائزة في اسم (لا) المكررة نحو: (لا حول ولا قوة إلا بالله)
الوجه الأول: بناء الجزأين على الفتح: (لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله)
الوجه الثاني: رفع الجزأين على أن (لا) مهملة، أو عاملة عمل (ليس): (لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله)
الوجه الثالث: بناء الأول على الفتح، والرفع في الثاني؛ على أن الأولى النافية للجنس، والثانية عاملة عمل (ليس)
الوجه الرابع: رفع الأول، وبناء الثاني على الفتح. (عكس النوع الثالث)
الخامس: بناء الأول على الفتح، ونصب الثاني عطفاً على محل اسم (لا) وهو النصب، وهو أضعف الأوجه.
الأسْئِلةٌ
س1: مَا الذي تعملُهُ (لا) النَّافيَةُ للجنسِ؟
س2: مَا شروطُ وجوبِ عملِ (لا) النَّافيَّةِ للجنسِ؟
س3: إلَى كمْ قسْمٍ ينقسِمُ اسْمُ (لا)؟
س4: مَا حُكمُ اسْمِ (لا) المُفرَدِ؟
س5: مَا هُوَ المُفرَدُ فِي بابِ (لا) والمُنادَى؟
س6: مَا حكمُ اسْمِ (لا) إذَا كانَ مضافاً أوْ شبيهاً بهِ؟
س7: مَا الحكمُ إذَا تكرَّرتْ (لا) النَّافيَّةُ؟
س8: مَا الحكمُ إذَا وقعَ بعْدَ (لا) النَّافيَّةِ معرفةٌ؟
س9: مَا الحكمُ إذَا فصلَ بيْنَ (لا) واسمِهَا فاصلٌ؟