المفعول من أجله
قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بَابُ المَفْعُولِ مِنْ أَجْلِهِ
وَهُوَ: الاسْمُ المَنْصُوبُ الَّذِي يُذْكَرُ بَيَاناً لِسَبَبِ وُقُوعِ الفِعْلِ.
نَحْوُ قَوْلِكَ: (قَامَ زَيْدٌ إِجْلاَلاً لِعَمْرٍو)، وَ(قَصَدْتُكَ ابْتِغَاءَ مَعْرُوفِكَ) ).
التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد المتن: قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بَابُ المَفْعُولِ مِنْ أَجْلِهِ وَهُوَ: الاسْمُ المَنْصُوبُ الَّذِي يُذْكَرُ بَيَاناً لِسَبَبِ وُقُوعِ الفِعْلِ. الشرح: قال الشيخ محمد محيي الدين
عبد الحميد (ت: 1392هـ): (المفعول من أجله (1) المَفْعُولُ مِن أجلِهِ -ويقالُ (المَفْعُولُ لأجلِهِ)، و(المَفْعُولُ لهُ) وقولُنَا: (الاسمُ) يشملُ الصّريحَ والمؤوَّلَ بهِ. الأوَّلُ:أن يكونَ مصدراً. (تَأْدِيباً)
مِنْ قوْلِكَ: (ضَرَبْتُ ابْنِي تَأْدِيباً) فإنَّهُ مصدرٌ، هُوَ
قَلْبِيٌّ؛ لأنَّهُ ليْسَ مِن أعمالِ الجوارحِ، وهُوَ علَّةُ للضربِ، وهُوَ
متَّحدٌ مَعَ (ضربتُ) فِي الزّمانِ، وفِي الفَاعِلِ أيضاً. واعلَمْ أنَّ للاسْمِ الذي يقعُ مفعولاً لأجلِهِ ثلاثُ حالاتٍ: وفِي جميعِ هذِهِ الأحوالِ يجوزُ فيهِ النَّصْبُ
نَحْوُ قَوْلِكَ: (قَامَ زَيْدٌ إِجْلاَلاً لِعَمْرٍو)، وَ(قَصَدْتُكَ ابْتِغَاءَ مَعْرُوفِكَ)(1) ).
- هُوَ فِي اصْطِلاحِ النّحاةِ عبارةٌ عن الاسمِ، المَنْصُوبِ، الذي يُذكرُ بياناً لسببِ وقوعِ الفِعْلِ.
ولا بدَّ فِي الاسْمِ الذي يقعُ مفعولاً لهُ مِن أن يجتمَعَ فيهِ خمسةُ أمورٍ:
الثَّانِي:أن
يكونَ قلبيّاً، ومعْنَى كونِهِ قلبيّاً ألا يَكُونَ دالاًّ عَلَى عملٍ مِن
أعمالِ الجوارحِ كاليدِ واللسانِ مثلُ (قراءَةِ) و(ضرْب).
والثَّالثُ: أن يكونَ علَّةً لمَا قبلَه.
والرَّابعُ:أن يكونَ مُتَّحِداً مَعَ عاملِهِ فِي الوقتِ.
والخامسُ:أن يتَّحِدَ مَعَ عاملِهِ فِي الفاعلِ.
ومِثالُ الاسْمِ المستجْمِعِ لهذِهِ الشُّروطِ
وكلُّ اسْمٍ استوفَى هذِهِ الشُّروطَ يجوزُ فيهِ أمرانِ:
-والجرُّ بحَرْفٍ مِن حروفِ الجرِّ الدَّالَّةِ عَلَى التّعليلِ كاللامِ.
الثَّانِيةُ:أن يكونَ مضافاً.
الثَّالِثَةُ:أن يكونَ مجرَّداً مِن (أل) ومن الإضَافَةِ.
والجرُّ بحَرْفِ الجرِّ،
إلاَّ أنَّهُ قدْ يترجَّحُ أحدُ الوجهينِ، وقدْ يستويانِ فِي الجوازِ.
نحوُ: (ضَرَبْتُ ابْنِي لِلْتَّأْدِيبِ) وَيَقِلُّ نَصْبُهُ.
-وإنْ كانَ مضافاً جازَ جوازاً متساوياً أن يُجرَّ بالحَرْفِ وأنْ يُنْصَبَ،
نحوُ: (زُرْتُكَ مَحَبَّةَ أَدَبِكَ) أوْ (زُرْتُكَ لِمَحَبَّةِ أَدَبِكَ).
-وإنْ
كانَ مجرَّداً مِن (أل) ومن الإضَافَةِ فالأكثرُ فيهِ أن يُنْصَبَ، نحوُ:
(قُمْتُ إِجْلالاً لِلأُسْتَاذِ) وَيَقِلُّ جرُّهُ بالحَرْفِ، واللَّهُ
أعلمُ).
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم المتن: قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بَابُ: المَفْعُولِ مِنْ أَجْلِهِ(1) نَحْوُ: (قَامَ زَيْدٌ إِجْلاَلاً لِعَمْرٍو)(3) وَ(قَصَدْتُكَ ابْتِغَاءَ مَعْرُوفِكَ)(4) ). الشرح: قال الشيخ عبد الرحمن بن
محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1)
ويُسمَّى المفعولَ له، والمفعولَ لأجلِهِ، وعرَّفَهُ بعضُهُم، بتعريفٍ
جامعٍ لشروطِهِ الخمسةِ، فقالَ: هو المصدرُ القلبيُّ، المعلِّلُ لحدثٍ
شاركَهُ في الزَّمانِ، والفاعلِ، ولو تقديرًا، كما عَرَّفه الماتن. -أن يكونَ مصدرًا. (3) فإجلالاً مفعولٌ من أجلِهِ. أنَّهُ لا فرقَ بينَ الفعلِ المتعدِّي، واللازمِ، وبينَ المصدرِ المضافِ، وغيرِهِ).
وَهُوَ: الاسْمُ، المَنْصُوبُ، الَّذِي يُذْكَرُ بَيَاناً لِسَبَبِ وُقُوعِ الفِعْلِ(2)،
(2)
أي: والمفعولُ لأجلِهِ، هو: الاسمُ المصدرُ المنصوبُ، يعني: حكمُهُ، الَّذي
يذكرُ علَّةً، بيانًا لسببِ وقوعِ الفعلِ، الصَّادرِ من فاعلٍ.
ولا بدَّ فيه من خمسةِ شر وطٍ:
-وأن يكونَ قلبيًّا.
-وأن يَتَّحدَ مع عاملِهِ.
-وأن يتَّحدَ في الفاعلِ.
-وأن يكونَ مُفيدًا للتَّعليلِ.
(4) فابتغاءَ مفعولٌ من أجلِهِ.
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري المتن: قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بَابُ المَفْعُولِ مِنْ أَجْلِهِ وَهُوَ: الاسْمُ المَنْصُوبُ الَّذِي يُذْكَرُ بَيَاناً لِسَبَبِ وُقُوعِ الفِعْلِ(1). الشرح: قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: (بابُ المفعولِ من أجلِهِ قوله: (وهو الاسمُ) خرج الفعلُ والحرفُ. وقوله: (المنصوبُ) خرج المرفوعُ والمجرورُ.
قوله: (الَّذي ذُكِرَ بيانًا لسببِ وقوعِ الفعلِ) أي الواقعِ من الفاعلِ.
والمرادُ بالفعلِ الفعلُ اللغويُّ.
ولا بدَّ فيه من شروطٍ خمسةٍ:
الأوَّل: كونُهُ مصدرًا، فلا يصحُّ: (جئتُكَ السَّمنَ والعسلَ)، بل يجبُ جرُّهُ باللامِ كما في قولِهِ تعالى: {خَلَقَ لكُمْ} أي لأجلِكُم.
والثَّاني: أن يكونَ قلبيًّا فلا يصحُّ أن تقولَ: (جئتُكَ قراءةً)، بل يجبُ جرُّهُ باللامِ.
والثّالثُ:أن
يتّحدَ عاملُهُ في الوقتِ، فلو اختلفَ الوقتُ كما في قولِهِ: (جئتُ طلوعَ
الشّمسِ)، فلا ينصبُ مفعولاً له، فإنَّ وقتَ طلوعِ الشّمسِ غيرُ وقتِ
المجيءِ.
والشَّرطُ الرَّابعُ :أن يتّحدَا في الفاعلِ، فلو اختلفَ الفاعلُ وجب الجرُّ باللامِ كما في قولِ الشَّاعرِ:
وإنِّي لـَتـَعـْرُونــي لــِذِكـراكِ هزَّةٌ كما انتفضَ العصفورُ بلَّلَهُ القِطْرُ
فجرَّ باللامِ لاختلافِ الفاعلِ لأنَّ فاعلَ العروّ الهزّةُ وفاعلَ الذّكرى المتكلِّمُ.
ولا بدَّ أن يكونَ مفيداً للتَّعليلِ، فلا يصحُّ قولُكَ: (جئتُكَ إيَّايَ).
(2) قوله: (نحو قولِكَ قامَ زيدٌ إجلالاً لعمروٍ)
وإعرابُهُ: (قامَ) فعلٌ ماضٍ.
وزيدٌ: فاعلٌ.
وإجلالاً: مفعولٌ لأجلِهِ.
وإعرابُ:
(قَصَدتٌّكَ ابْتِغاءَ مَعْروفِكَ)
(قصَد) فعلٌ ماضٍ،
والتّاءُ فاعلٌ، والكافُ مفعولٌ.
وابتغاءَ: مفعولٌ لأجلِهِ، وابتغاءَ مضافٌ،
ومعروفِ مضافٌ إليه.
و(معروفِ) مضافٌ، والكافُ مضافٌ إليه مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ جرٍّ.
ومثَّلَ المصنِّفُ بهذين المثالين للإشارةِ
إلى أنَّه لا فرقَ بين أن يكونَ الفعلُ لازماً أو متعدّيًا، فـ(قامَ) لازمٌ و(قصدَ) متعدٍّ.
واعلمْ أنَّ المفعولَ من أجلِهِ:
- تارةً:يكونُ مجرّدًا من (أل) والإضافةِ.
- وتارةً:يكونُ مصاحبًا لأل.
- وتارةً:يكونُ مضافًا.
فإن
كان مجرّدًا من (أل) والإضافةِ جاز فيه النَّصبُ والجرُّ باللامِ، لكنَّ
النَّصبَ أرجحُ كـ(قمتُ إجلالاً) و(ضربْتُ ابني تأديبًا)، فهذان أرجحُ من
قولِكَ: (ضربتُ ابني للتَّأديبِ)، و(قمتُ للإجلالِ).
وإن كان مصاحبًا لأل فالعكسُ،
أي
الأرجحُ فيه الجرُّ بالحرفِ، فقولُكَ: (ضربتُ ابني للتَّأديبِ)أرجحُ من
(ضربْتُ ابني التَّأديبَ)، وعلى النَّصبِ جاءَ قولُ الشَّاعرِ:
فلـيتَ لـي بِهمُ قومًا إذا ركبُوا شّنُّوا الإغارةَ فرسانًا ورُكْبانَا
والشَّاهدُ في (الإغارةِ) حيثُ لم يجرَّهُ باللامِ.
وإن كان مضافًا جازَ فيه النَّصبُ والجرُّ على السّواءِ، ومنه قولُ الشّاعرِ:
وأغـفـرُعـوراءَ الكريمِ ادِّخارَهُ وأعرضُ عن شتمِ اللئيمِ تكرُّمًا).
نَحْوُ قَوْلِكَ: (قَامَ زَيْدٌ إِجْلاَلاً لِعَمْرٍو)، وَ(قَصَدْتُكَ ابْتِغَاءَ مَعْرُوفِكَ)(2) ).
(1) ويُقالُ له المفعولُ لأجلِهِ، والمفعولُ له، فيكونُ له ثلاثةُ أسماءٍ.
شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): (بابُ المفعولِ مِنْ أَجْلِهِ أَجْلِ مُضَافٌ. و(وُقوعِ) مُضَافٌ إليهِ، ووُقوعِ مُضَافٌ. و(الفعلِ) مُضَافٌ إليهِ. يَعْنِي
أنَّ المفعولَ مِنْ أجْلِهِ الْمُسَمَّى مَفعولاً لهُ ومَفعولاً لأجْلِهِ،
هوَ: الاسمُ الْمَصْدَرُ المنصوبُ الذي يُذْكَرُ لبيانِ عِلَّةِ وُقوعِ
الفعلِ وسببِهِ. (2) (نحوُ: قامَ زيدٌ) فعلٌ وفاعلٌ. (إِجْلالاً لعمرٍو) مفعولٌ لأجلِهِ؛ فإنَّهُ اسمُ مَصدَرٍ منصوبٌ ذُكِرَ لبيانِ عِلَّةِ وُقُوعِ القِيامِ، وهوَ الإجلالُ. (وقَصَدْتُكَ)
قَصَدَ فعلٌ ماضٍ، والتاءُ ضميرُ المتكلِّمِ فاعلُهُ مَبْنِيٌّ على
الضَّمِّ في مَحَلِّ رفعٍ، والكافُ مفعولٌ بهِ في مَحَلِّ نَصْبٍ. و(ابتغاءَ) مفعولٌ لأجلِهِ؛ فإنَّهُ اسمُ مصدرٍ منصوبٌ ذُكِرَ لبيانِ عِلَّةِ القصدِ، وهوَ الابتغاءُ، وابتغاءَ مُضَافٌ. و(مَعْرُوفِكَ) مُضَافٌ إليهِ، ومعروفِ مُضَافٌ. والكافُ مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ جرٍّ. وشرْطُ
جوازِ نَصْبِهِ المصدريَّةُ، وذِكْرُهُ لبيانِ عِلَّةِ وُقوعِ الفعلِ،
والاتِّحادُ معَ العاملِ في الوقتِ والفاعلِ، كما في المثاليْنِ في
كلامِهِ؛ فإنَّ الإجلالَ مَصْدَرٌ ذُكِرَ لبيانِ عِلَّةِ وقوعِ القيامِ،
ووَقْتُهُما وفاعِلُهما واحدٌ، والابتغاءُ معَ القَصْدِ كذلكَ. فَإِنْ فُقِدَ شَرْطٌ مِنْ هذهِ الشروطِ تَعَيَّنَ الجرُّ بالحرفِ، وهوَ اللامُ، أوْ مِنْ، أوْ فِي، أو الباءِ. مثالُ عَادِمِ المصدريَّةِ: قولُهُ: (جِئْتُكَ لِلسَّمْنِ). ومِثالُ عادِمِ الاتِّحادِ في الفاعلِ: قولُكَ: (جاءَ زيدٌ لإكرامِ عمرٍو). ومِثالُ عادمِ الاتِّحَادِ في الوقتِ: قولُكَ: (جِئْتَنِي اليومَ لإكْرَامِكَ غدًا). ونَبَّهَ
المُصَنِّفُ بهذَيْنِ المثالَيْنِ على أنَّهُ لا فَرْقَ في عامِلِهِ بينَ
الْمُتَعَدِّي واللازمِ، ولا فَرْقَ فيهِ بينَ المضافِ وغيرِهِ مِن
المقرونِ بألْ والمُجَرَّدِ، إلاَّ أنَّ المضافَ يَجوزُ فيهِ النصبُ
والجَرُّ على السواءِ، تقولُ: (ضَرَبْتُ ابْنِي تَأْدِيبَهُ
ولِتَأْدِيبِهِ). وممَّا جاءَ منصوبًا: منهُ قولُهُ تعالى: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ}، وقالَ الشاعرُ: وأَغـْفـِرُ عـَوْرَاءَ الكريمِ ادِّخَارَهُ وأُعْرِضُ عنْ شَتْمِ اللئيمِ تَكَرُّمَا والأكثرُ فيما تَجَرَّدَ مِنْ ألْ والإضافةِ النَّصْبُ، ويَجوزُ الجرُّ. والمَقْرُونُ بالعكسِ، نحوُ قولِهِ: فَلـَيْتَ لـي بِهِمْ قومًا إذا رَكِبُوا شَنُّوا الإغارةَ فُرسانًا ورُكْبَانَا فالإغارةُ منصوبٌ على أنَّهُ مفعولٌ لأَجْلِهِ).
(1) (بابُ) خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ
تقديرُهُ: هذا بابُ، وتَقَدَّمَ إعرابُهُ، وبابُ مُضَافٌ.
و(المفعولِ) مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ.
(مِنْ أَجْلِهِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ المفعولِ.
والهاءُ مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الكسرِ في مَحَلِّ جرٍّ.
(وهوَ) الواوُ للاستئنافِ، هوَ ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
(الاسمُ) خبرٌ.
(المنصوبُ) صفةٌ لـ الاسمُ.
(الذي) اسمٌ موصولٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ نعتٌ لـ الاسمُ.
(يُذْكَرُ)
فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ للمجهولِ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ
جوازًا عائدٌ على الموصولِ، والجملةُ صِلتُهُ لا مَحَلَّ لها مِن الإعرابِ.
(بَيانًا) مفعولٌ لأَجْلِهِ منصوبٌ بـ يُذْكَرُ.
(لِسَبَبِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ بَيانًا، وسببِ مُضَافٌ.
شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ) القارئ: (باب المفعول من أجله وهو الاسم المنصوب الذي يذكر بياناً لسبب وقوع الفعل، نحو: (قام زيدٌ إجلالاً لعمرو) (وقصدتك ابتغاء معروفك): يسمى بالمفعول له، ويسمى بالمفعول لأجله، ويسمى بالمفعول من أجله، (زرتك)
أنا زرتك لماذا؟ طلباً للأجر، أو رغبة في الخير، أو ما إلى ذلك، أو ابتغاء
معروفك، أو نحو ذلك، فإذا كان كذلك فإنه يكون مفعولاً لأجله. ولا بد في المفعول لأجله من أمور: أولاً: أن يكون مصدراً فالمفعول لأجله لا يمكن أن يكون غير مصدر، ولذلك لا يصح أن تنصب على المفعول لأجله الأسماء التي ليست مصادر، كما
إذا قلت مثلاً: (جئتك المال) يعني لا يصح أن تقول: (جئتك المال) على أن
(المال) مفعول لأجله، أي وأنت كأنك تريد: (جئتك لأجل المال) لأن المال ليس
مصدراً، (جئتك العسل) أو (جئتك السمن)، وإنما تقول: (جئتك لأجل المال) أو
(جئتك للمال) أو (جئتك لأخذ العسل) أو (للعسل) أو (للسمن) أو نحو ذلك، فلا بد فيه أن يكون مصدراً، فإن لم يكن مصدراً فإنه لا يصح أن ينصب على أنه مفعول لأجله. [ ثانيا ً] ولا بد فيه أن يكون قلبيّاً، ما معنى قلبياً ؟ المصادر القلبية هي من الأمور التي تكون ليست من أفعال الجوارح، وإنما من المعاني، من الأمور القلبية (كالرغبة
والرهبة والمحبة والرجاء والخوف) وما إلى ذلك، يعني ليست أشياء تكتسب يعني
بأفعال الجوارح، بخلاف مثلاً: القراءة، الأكل، الشرب، وما إلى ذلك. تقول:
(جئتك رغبة في الخير)، هذا يصح، لكن (جئتك قراءةً للكتاب) لا يصح؛ لأنه
مصدر ليس قلبيّاً، أو (جئتك أكلاً للطعام)، لا يصح أن ينصب؛ لأنه ليس
قلبيّاً، وإنما تقول جئتك لقراءة الكتاب، أو لأكل الطعام، فتجره حينئذٍ
باللام، فإذا لم يكن مصدراً، أو كان مصدراً لكنه ليس قلبيّاً -أي ليس من
أفعال القلوب وأعمال القلوب، وإنما من أعمال الجوارح- فإنه لا ينصب على أنه
مفعول لأجله. كذلك: يشترط فيه أن يكون علة لما قبله،
لا بد فيه من التعليل أن يكون علة لما قبله، وإلا فإنه لا يسمى مفعولاً
لأجله، ولا يسمى مفعول له حينئذٍ، إذا نصب وهو ليس مفيداً للعلة فإنه لا
يكون كذلك. ويضيفون أيضاً بعض الشروط -وهي في الغالب المفعول لأجله لا يخرج عنها- يقولون: - أن يتحد مع عامله في الوقت،يعني (جئتك رغبةً) المجيء والرغبة وقتهما واحد، جئتك راغباً الآن في الخير أو في الأجر، فهما متحدان في الوقت. -ولا بد أن يتحدا في الفاعل أيضاً،
تقول: (جئتك رغبةً فيك) فأنا الذي جئت وأنا الراغب، ولكن لا يصح أن تقول:
(جئتك محبتك إياي) يعني: أنا الذي جئت وأنت المحب، وإنما (جئت محبة فيك)
يعني أنا الذي جئت، وأنا الذي أحب، فينبغي أن يتحدا في الفاعل. إذا اختل واحد من هذه الشروط فما الحكم؟ الحكم أنه حينئذٍ يجر بأي واحد من حروف الجر التي تتناسب مع المثال ومع السياق. المفعول لأجله إذا تحققت فيه كل هذه الشروط فهل يجب وجوباً أن ينصب على أنه مفعول لأجله أو أن ذلك جائز؟ الواقع أن نصبه على أنه مفعول له أو مفعول لأجله ليس واجباً، وإنما إن تحققت الشروط جاز لك أن تنصبه على أنه مفعول لأجله، وإن لم تتحقق لم يجز لك ذلك. ولكن إن تحققت فإن نصبك له أمر جائز وليس واجباً: -فيصح أن تنصبه فتقول: (جئت رغبةً). -ويصح أن تجره باللام حتى مع تحقق الشروط فتقول: (جئتك للرغبة في الأجر) أو (للرغبة فيك). فالنصب مع تحقق الشروط ليس واجباً وإنما هو جائز، إلا أنه: -تارةً يكون النصب أكثر. -وتارةً يكون الجر أكثر إذا تحققت الشروط. وذلك باختلاف أنواع المفعول لأجله لأن المفعول لأجله لا يخلو: -إما أن يكون مقترناً بـ(أل). -وإما أن يكون مضافاً. -وإما أن يكون مجرداً من (أل) والإضافة، هذه ثلاث صور. ما حكمه من حيث النصب على المفعول لأجله أو الجر بمن أو باللام بالنسبة لهذه الصور؟ إذا استعرضناها واحداً واحدا وجدنا أن المقترن بـ(أل) نصبه على المفعول لأجله ليس كثيراً، وإنما الكثير أن يجر بالحرف، فـ (الرغبة)
مثلاً تقول: (جئتك الرغبة في الأجر) هنا منصوب على المفعول لأجله وهو
جائز، ولكن الكثير والأولى فيه إذا كان مقترناً بـ(أل) أن يجر بالحرف،
فتقول: (جئتك للرغبة في كذا) ويقل نصبه على المفعول لأجله إذا كان مقترناً
بأل كما في قول الشاعر: لا أقعدُ الجبنَ عن الهيجاءِ ولـو تـوالــت زمـرُ الأعداء (الجبنَ) ما موقعه من الإعراب؟ منصوب على أنه مفعول لأجله أو مفعول له. هل نصبه هنا وهو مقترن بأل كثير أو قليل؟ قليل. الأولى إذا أن يقول ماذا؟ (لا أقعد للجبن) أي
من أجل الجبن لا أقعد من أجل الجبن أو بسبب الجبن عن الهيجاء، أي لا يردني
الجبن والخوف عن الهيجاء ولو توالت زمر الأعداء، ولو كان الأعداء كثيرين
فإن الجبن لا يمنعني، إذاً فإنني لست بجبان لأنني لا يمكن أن يقعدني الجبن،
معنى ذلك أن الجبن غير موجود في، فقوله (لا أقعد الجبن) نصبه على المفعول
لأجله مع اقترانه باللام وهذا قليل، والكثير فيه إذا كان مقترناً بالألف
واللام أن يجر بأحد الحروف. وإن
كان مضافاً فإنه يجوز فيه الوجهان جوازاً متساوياً، يعني أنت مخير وليس أحد
الوجهين أضعف من الآخر، فإذا كان المفعول لأجله مضافاً جاز لك أن تنصبه
على المفعولية -على أنه مفعول لأجله- وجاز لك أن تجره بحرف الجر المناسب،
وهو (من) أو اللام، كما إذا قلت مثلاً: (زرتك ابتغاء معروفك) (ابتغاء) هنا
مفعول لأجله مضاف و(معروفك) مضاف إليه. فإذا كان كذلك فما الحكم؟ لك أن تنصبه فتقول: (زرتك ابتغاء معروفك). ولك أن تجره باللام فتقول: (زرتك لابتغاء معروفك). فإذا كان مضافاً فإنه يتساوى فيه الوجهان، النصب على أنه مفعول له أو لأجله والجر بمن. وإن كان مجرداً من (أل) والإضافة فإنه يكون عكس الأول ،
يكون عكس المقترن بـ(أل) أي أن الكثير فيه حينئذٍ النصب على أنه مفعول
لأجله وجره بأحد الحروف أقل، كما إذا قلت: (جئتك رغبةً، أو جئتك أملاً، أو
جئتك طمعاً، أو زرتك خوفاً من غضبك، أو زرتك أملاً في مودتك، أو زرتك طمعاً
في ما عند الله، أو في دعائك) أو نحو ذلك: فإذا
كان مجرداً من (أل) والإضافة مثل: (رغبة) أو (خوفاً) أو (أملاً) أو (طمعاً)
أو نحو ذلك، فإن الأكثر فيه أن ينصب على أنه مفعول لأجله ويقل جره حينئذٍ. فالحاصل أنه: - إما أن يكون مقترناً بأل وهذا نصبه قليل وجره كثير. -وإما أن يكون مجرداً من (أل) والإضافة وهذا عكس الأول، أي نصبه كثير وجره قليل. -وإما أن يكون مضافاً، وهذا يتساوى فيه الوجهان: - النصب على المفعولية. - أو الجر بأحد حروف الجر المناسبة).
قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (باب المفعول له:
المفعول له ماذا يسمى؟
فقال فيه المؤلف: (باب المفعول من أجله-أو المفعول له- هو الاسم المنصوب الذي يذكر بياناً لسبب وقوع الفعل):
حينما
تقول مثلاً: (زرتك ابتغاء الأجر) هو الاسم المنصوب الذي يذكر بياناً لسبب
وقوع الفعل، (ابتغاءَ الأجر) هنا مفعول لأجله منصوب جاء بياناً لسبب الفعل،
الفعل ما هو؟
هو الزيارة
العناصر
المفعول لأجله
بيان معنى (المفعول لأجله)
تعريف (المفعول لأجله) اصطلاحاً: الاسم المنصوب الذي يذكر بياناً لسبب وقوع الفعل
أسماء (المفعول لأجله)
من أسمائه: (المفعول لأجله، والمفعول له،والمفعول من أجله)
مثال المفعول لأجله: (قام زيد إجلالاً لعمرو) و(قصدتك ابتغاءَ معروفك)
شروط إعراب الاسم مفعولاً لأجله
الشرط الأول: أن يكون مصدراً
الشرط الثاني: أن يكون قلبياً
معنى كونه قلبياً
الشرط الثالث: أن يكون علة لما قبله
الشرط الرابع: أن يكون متحداً مع عامله في الوقت
الشرط الخامس: أن يتحد مع عامله في الفاعل
أوجه الإعراب في الاسم المستوفي للشروط:
الوجه الأول: النصب
الوجه الثاني: الجر بحرف من حروف الجر
إعراب الاسم المختل فيه أحد الشروط
أحوال (المفعول لأجله)
الحال الأولى: أن يكون مقترناً بـ(أل)
حكم (المفعول لأجله) المقترن بـ(أل)
الحال الثانية: أن يكون مضافاً
حكم (المفعول لأجله) المضاف
الحال الثالثة: أن يكون مجرداً من (أل)، ومن الإضافة
حكم (المفعول لأجله) المجرد من (أل) ومن الإضافة
الأسْئِلةٌ
س1: مَا هُوَ المفعولُ لأجلِهِ؟
س3: كمْ حالة للاسْمِ الواقعِ مفعولاً لهُ؟
س4:
مَا حكمُ المَفْعُولِ لهُ المقترِنِ بأل والمضافِ؟ مثِّلْ بثلاثةِ أمثْلِةٍ
للمَفْعُولِ لأجلِهِ بشرطِ أن يكونَ الأوَّلُ مقترِناً بأل، والثَّانِي
مضافاً، والثَّالثُ مجرداً مِن أل والإضَافَةِ، وأعْرِبْ كلَّ واحدٍ
منْهَا، وبيِّنْ فِي كلِّ مثالٍ مَا يجوزُ فيهِ من الوجوهِ، مَعَ بَيَانِ
الأرجحِ إنْ كانَ.
س5: مَا هُوَ المفعولُ مَعَهُ؟
س6: مَا المُرَادُ بالاسْمِ هُنا؟ مَا المُرَادُ بالفضلةِ؟
س7: مَا الذي يعملُ فِي المفعولِ مَعَهُ؟
س8: إلَى كمْ قسْمٍ ينقسِمُ المَفْعُولُ مَعَهُ؟
س9:
مثِّلْ لِلمَفْعُولِ مَعَهُ الذي يجبُ نصبُهُ بمثاليْنِ، مثِّلْ
لِلمَفْعُولِ مَعَهُ الذي يجوزُ نصبُهُ وإتباعُهُ لمَا قبلهُ بمثاليْنِ،
أعْرِب المثاليْنِ اللَّذَيْنِ فِي كلامِ المؤلِّفِ، وبيِّنْ فِي كلِّ
مثالٍ منهمَا مِن أيِّ نوعٍ هُوَ.