3 Nov 2008
مخفوضات الأسماء: 1- المخفوض بالحرف
قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بَابُ مَخْفُوضَاتِ الأَسْمَاءِ
المَخْفُوضاَتُ ثَلاَثَةُ أَنْوَاعٍ:
- مَخْفُوضٌ بِالحَرْفِ.
- وَمَخْفُوضٌ بِالإِضَافَةِ.
- وَتَابِعٌ لِلْمَخْفُوضِ.
فَأَمَّا المَخْفُوضُ بِالحَرْفِ فَهُوَ: مَا يُخْفَضُ بِمِنْ، وَإِلى، وَعَنْ، وَعَلَى، وَفي، وَرُبَّ، وَالبَاءِ، وَالكَافِ
وَاللاَّمِ، وَحُرُوفِ القَسَمِ، وَهِيَ: الوَاوُ، وَالبَاءُ، وَالتَّاءُ، وَبِوَاوِ رُبَّ، وَبِمُذْ، وَمُنْذُ).
التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد
المتن:
قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بَابُ مَخْفُوضَاتِ الأَسْمَاءِ
المَخْفُوضاَتُ ثَلاَثَةُ أَنْوَاعٍ:
- مَخْفُوضٌ بِالحَرْفِ.
- وَمَخْفُوضٌ بِالإِضَافَةِ.
- وَتَابِعٌ لِلْمَخْفُوضِ(1).
فَأَمَّا المَخْفُوضُ بِالحَرْفِ فَهُوَ: مَا يُخْفَضُ بِمِنْ، وَإِلى، وَعَنْ، وَعَلَى، وَفي، وَرُبَّ، وَالبَاءِ، وَالكَافِ
وَاللاَّمِ، وَحُرُوفِ القَسَمِ، وَهِيَ: الوَاوُ، وَالبَاءُ، وَالتَّاءُ، وَبِوَاوِ رُبَّ، وَبِمُذْ، وَمُنْذُ(2) ).
الشرح:
قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد (ت: 1392هـ): (المخفوضات من الأسماء
(1) الاسْمُ المَخْفُوضُ عَلَى ثلاثةِ أنواعٍ؛ وذلكَ لأنَّ الخافِضَ لهُ:
-إمَّا أن يكونَ حرفاً، مِن حروفِ الخَفْضِ التي سبَقَ بيانُهَا فِي أوَّلِ الكتابِ والَّتِي سيذكرُهَا المُؤلِّفُ بعْدَ ذلكَ،
وذلكَ نحوُ: (خالد) مِنْ قوْلِكَ: (أَشْفَقْتُ عَلَى خَالِدٍ) فإنَّهُ مجرورٌ بِعَلَى، وهُوَ حَرْفٌ مِن حروفِ الخفضِ.
-وإمَّا أن يكونَ الخافضُ للاسْمِ إضافةَ اسْمٍ قبلهُ إليْهِ، ومعْنَى الإضَافَةِ:نسبةُ الثَّانِي للأوَّلِ،
وذلكَ نحوُ: (محمَّد) مِنْ قوْلِكَ: (جَاءَ غُلاَمُ مُحَمَّدٍ) فإنَّهُ مَخْفُوضٌ بسببِ إضافةِ (غُلام) إليْهِ.
- وإمَّا أن يكونَ الخافضُ للاسْمِ تبعيَّتَهُ لاسْمٍ مَخْفُوضٍ:
بأنْ يكونَ نعتاً لهُ، نحوُ: (الفاضِل) مِنْ قوْلِكَ: (أَخَذْتُ العِلْمَ عَنْ مُحَمَّدٍ الفَاضِلِ)
أوْ معطوفاً عَلَيْهِ، نحوُ: (خالد) مِنْ قوْلِكَ: (مَرَرْتُ بِمُحَمَّدٍ وَخَالِدٍ)
أوْ غيرَ هذينِ من التّوابعِ التي سبَقَ ذِكْرُهَا.
(2) النّوعُ الأوَّلُ من المَخْفُوضاتِ: المَخْفُوضُ بحَرْفٍ مِن حروفِ الخفضِ؛ وحروفُ الخَفْضِ كثيرةٌ.
- منْهَا:(مِنْ) ومنْ معانيهَا الابتداءُ، تجرُّ الاسْمَ الظَّاهرَ والمضمرَ،
نحوُ قولِهِ تعالَى: {وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ}.
ومنْهَا:(إلَى) ومنْ معانيهَا الانتهاءُ، وتجرُّ الاسْمَ الظَّاهرَ والمضمرَ أيضاً،
نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ} وقولِهِ: {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً}.
ومنْهَا:(عَنْ) ومنْ معانيهَا المجاوزةُ، وتجرُّ الاسْمَ الظَّاهرَ والضَّميرَ أيضاً،
نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ}، وقولِهِ: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}.
ومنْهَا:(عَلَى) ومنْ معانيهَا الاستعلاءُ، وتجرُّ الاسْمَ الظَّاهرَ والمضمرَ أيضاً،
نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الفُلْكِ تُحْمَلُونَ}.
ومنْهَا:(فِي) ومنْ معانيهَا الظّرفيَّةُ، وتجرُّ الاسْمَ الظَّاهرَ والضَّميرَ أيضاً،
نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} وقولِهِ: {لا فِيهَا غَوْلٌ}.
ومنْهَا:(رُبَّ) ومنْ معانيهَا التّقليلُ، ولا تجرُّ إلاَّ الاسْمَ الظَّاهرَ النّكرةَ،
نحْوُ قوْلِكَ: {رُبَّ رَجُلٍ كَرِيمٍ لَقِيتُهُ}.
ومنْهَا:(البَاءُ) ومنْ معانيهَا التّعديةُ، وتجرُّ الاسْمَ الظَّاهرَ والضَّميرَ جميعاً،
نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} وقولِهِ: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ}.
ومنْهَا:(الكَافُ)ومنْ معانيهَا التّشبيهُ، ولا تجرُّ إلاَّ الاسْمَ الظَّاهرَ،
نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ}.
ومنْهَا:(اللاَّمُ) ومنْ معانيهَا الاستحقاقُ والمِلْكُ، وتجرُّ الاسْمَ الظَّاهرَ والمضمرَ جميعاً،
نحْوُ قوْلِهِ سُبحانَهُ وتعالَى: {سَبَّحَ لِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} وقولِهِ: {لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}.
ومنْهَا:حروفُ القسمِ الثّلاثةِ -وَهِيَ: الباءُ، والتَّاءُ، والوَاوُ- وقدْ تكلَّمنا عليْهَا كلاماً مُسْتَوفًى فِي أوَّلِ الكتابِ؛ فلا حاجةَ بنا إلَى إعادةِ شيءٍ منهُ.
ومنْهَا:وَاوُ (رُبَّ) ومِثَالُهَا قولِ امرئِ القيسِ:
وَلَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ
وقوْلُهُ أيضاً:
وَبَيْضَةِ خِدْرٍ لا يُرَامُ خَبَاؤُهَا
ومنْهَا:(مُذْ) و(مُنْذُ) ويجرَّانِ الأزمانَ،
وهمَا يدلاَّنِ عَلَى معْنَى (مِنْ) إنْ كانَ مَا بعدَهمَا ماضياً، نحوُ: (مَا رَأَيْتُهُ مُذْ يَوْمِ الخَمِيسِ)، و(مَا كَلَّمْتُهُ مُنْذُ شَهْرٍ).
ويكونانِ بمعْنَى (فِي) إنْ كانَ مَا بعدَهمَا حاضراً،
نحوُ: (لا أُكَلِّمُهُ مُذْ يَوْمِنَا) و(لا أَلْقَاهُ مُنْذُ يَوْمِنَا).
فإنْ وقعَ بعْدَ (مُذْ) أوْ (مُنْذُ) فِعْلٌ، أوْ كانَ الاسْمُ الذي بعدَه مرْفُوعاً فهمَا اسمانِ).
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم
المتن:
قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بَابُ: مَخْفُوضَاتِ الأَسْمَاءِ(1)
المَخْفُوضاَتُ ثَلاَثَةُ(2):
- مَخْفُوضٌ بِالحَرْفِ(3).
-وَمَخْفُوضٌ بِالإِضَافَةِ(4).
-وَتَابِعٌ لِلْمَخْفُوضِ(5).
فَأَمَّا المَخْفُوضُ بِالحَرْفِ فَهُوَ:
مَا يُخْفَضُ بِمِنْ، وَإِلى، وَعَنْ، وَعَلَى، وَفي، وَرُبَّ، وَالبَاءِ، وَالكَافِ، وَاللاَّمِ(6)،
وَبحُرُوفِ القَسَمِ، وَهِيَ: الوَاوُ، وَالبَاءُ، وَالتَّاءُ(7)،
وبِوَاوِ رُبَّ(8)،
وَبِمُذْ، وَمُنْذُ (9) ).
الشرح:
قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1) أي: الأسماءُ المخفوضاتُ، وإضافتُهَا لبيانِ الواقعِ، وأخَّرَهَا لضعفِ عامِلِهَا.
(2) أي: المخفوضاتُ المشهورةُ عندَ النُّحاةِ: ثلاثةٌ، وزِيدَ الجرُّ بالمجاورةِ، كقولِهِم: (هذا جُحرُ ضبٍّ خَرِبٍ).
(3) أي: مجرورٌ بأحدِ حروفِ الجرِّ.
(4) أي: العاملُ فيه الإضافةُ، والمعتمدُ: أنَّ الجرَّ بالمضافِ، نحو: (غلامُ زيدٍ): فزيدٍ مجرورٌ بالمضافِ.
(5) أي: مخفوضٌ بالتَّبعيَّةِ للمخفوضِ.
وصحَّحَ غيرُ واحدٍ:
أنَّ العاملَ في التَّابعِ هو العاملُ في المتبوعِ، نحو: (مررتُ بزيدٍ الفاضلِ)، وقد اجتمعَتِ الثَّلاثةُ في البسملةِ.
(6) فـ(من) وإلى، نحو: (سرتُ من البصرةِ إلى الكوفةِ).
وعن، نحو: (رويْتُ عن زيدٍ).
وعلى، نحو: (علوْتُ على الجبلِ).
وفي، نحو: (قرأْتُ في المصحفِ).
وربَّ، نحو: (رُبَّ رجلٍ كريمٍ).
والباءِ، نحو: (أعوذُ باللهِ).
والكافِ، نحو: (زيدٌ كالأسدِ).
واللام، نحو: (المالُ لزيدٍ).
(7) نحو: (واللهِ، وباللهِ، وتاللهِ).
(8) نحو: (وليلٍ كموجِ البحرِ)، أي: وربَّ ليلٍ.
(9) نحو: (جلستُ مذْ يومِ الخميسِ، ومنذُ يومِ الجمعةِ) ).
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري المتن: قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بَابُ مَخْفُوضَاتِ الأَسْمَاءِ(1) المَخْفُوضاَتُ ثَلاَثَةُ أَنْوَاعٍ(2): الشرح: قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: ( (1) وإنَّما ختمَ المصنِّفُ كتابَهُ بهذا البابِ للإشارةِ إلى أنَّه ينبغي الاتّصافُ بالخفضِ، وقولُهُ: بالإضافةِ أي العاملُ فيه هو الإضافةُ، وهذه طريقةٌ للمصنِّفِ، والمعتمَدُ أنَّ الجرَّ بالمضافِ لا بالإضافةِ. قوله: (وتابعٌ للمخفوضِ)
أي مخفوضٌ بالتّبعيَّةِ للمخفوضِ وهو قولٌ ضعيفٌ، والحقُّ أنَّ العاملَ في
التَّابعِ هو العاملُ في المتبوعِ، والحاصلُ أنَّ الجارَّ هو الحرفُ أو
المضافُ. ومثالُ الجرِّ بالحرفِ: (مررتُ بزيدٍ). ومثالُ الجرِّ بالاسمِ المضافِ: (مررتُ بغلامِ زيدٍ): فـ(غلامِ) مضافٌ وزيدٍ مضافٌ إليه مجرورٌ بكسرةٍ ظاهرةٍ. فزيدٍ مجرورٌ
بالمضافِ على الصَّحيحِ عند ابنِ مالكٍ، وقيل إنَّه مجرورٌ بحرفِ جرٍّ
مقدّرٍ وهو عندَ ابنِ الحاجبِ، أو بالإضافةِ عند الأخفشِ. ومثالُ الجرِّ بالتّبعيَّةِ: (مررتُ بزيدٍ الفاضلِ)، فالفاضلِ مجرورٌ بالتّبعيَّةِ لزيدٍ. والصَّحيحُ أنَّ العاملَ في التَّابعِ هو العاملُ في المتبوعِ، وقد اجتمعتِ الثّلاثةُ في {بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ}: فاسمِ: مجرورٌ بالباءِ. ولفظُ الجلالةِ: مجرورٌ بالمضافِ، والرَّحمنِ الرَّحيمِ مجروران بالتّبعيَّةِ، وقد علمْتَ الصَّحيحَ كما تقدَّمَ. (4) قوله: (فأمَّا المخفوضُ) أي فأمَّا الاسمُ المخفوضُ، فهو صفةٌ لموصوفٍ محذوفٍ. قوله: (بمن) وتقدَّمَ الكلامَ على أشهرِ معانيها وهو الابتداءُ مكانًا وزمانًا، وتجرُّ الظَّاهرَ والمضمرَ، وقد اجتمعا في قولِهِ تعالى: {ومنْكَ ومن نوحٍ}
وهي أمُّ حروفِ الخفضِ لأنَّها تجرُّ ما لا يجرُّ غيرُهَا كالظَّرفِ
الَّذي لا يتصرَّفُ كقبلُ وبعدُ ولدى وعندَ ولدنْ، فهذه الظّروفُ لا تجرُّ
إلا بمن. قوله: (وإلى) وهي تجرُّ الظَّاهرَ والمضمرَ كما في قولِهِ تعالى: {إلى اللهِ مرجعُكُم} وقولِهِ: {إليه مرجعُكُم}. قوله: (وعن) وأشهرُ معانيها المجاوزةُ كما تقدَّمَ، وتجرُّ الظَّاهرَ والمضمرَ كما في قولِهِ تعالى: {رضيَ اللهُ عنهُمْ ورَضُوا عنه} و {رضيَ اللهُ عن المؤمنينَ}. قوله: (وعلى) وأشهرُ معانيها الاستعلاءُ كما تقدَّمَ، وتجرُّ الظَّاهرَ والمضمرَ كما في قولِهِ تعالى: {وعليها وعلى الفلكِ تُحْمَلُون}. قوله: (وفي) وأشهرُ معانيها الظّرفيَّةُ: وتجرُّ الظَّاهرَ:كما في قولِكَ: (الماءُ في الكوزِ). والمضمرَ:كما في قولِهِ تعالى: {وفيها ما تشتهيه الأنفسُ} وتقدَّمَ الكلامُ على الظّرفيَّةِ الحقيقيَّةِ والمجازيَّةِ. قوله: (ورُبَّ)
سواءٌ كان للتَّكثيرِ أو للتَّقليلِ، وهي حرفٌ شبيهٌ بالزّائدِ لا
يتعلَّقُ بشيءٍ كلعلَّ ولولا، وحرفُ الجرِّ الزّائدُ والشّبيهُ لا يتعلّقان
بشيءٍ، ولا بدَّ أن يكونَ مجرورُهَا ظاهرًا، وجرُّهَا للضّميرِ شاذٌّ
كقولِكَ: (رُبَّه فتًى). قوله: (والباءُ) وأشهرُ معانيها التَّعديةُ، وهي إيصالُ معنى العاملِ للمعمولِ، وتجرُّ الظَّاهرَ والمضمرَ كقولِكَ: (اعتصمْتُ بالله)ِ، (وبه اعتصمْتُ). قوله: (والكافُ) وأشهرُ معانيها التَّشبيهُ، ولا تجرُّ إلا الظَّاهرَ، وجرُّهَا للمضمرِ شاذٌّ (كها) و(كه). قوله: (واللامُ) وتجرُّ الظَّاهرَ والمضمرَ كـ {له ما في السّماواتِ}{للهِ ما في السّماواتِ}: -وتكونُ للملكِ: إذا وقعتْ بين ذاتين ودخلَتْ على ما يملكُ. - وتكونُ للاختصاصِ: بأن وقعَتْ بين ذاتين ودخلَتْ على ما لا يملكُ. فمثالُ الأوَّلِ:(المالُ للخليفةِ)، ومثالُ الثَّاني: البابُ للدَّارِ. - وتكونُ للاستحقاقِ: إذا وقعَتْ بين ذاتٍ ومعنى كما في قولِهِ تعالى: {الحمدُ للهِ ربِّ العالمين}. قوله: (وحروفُ القسمِ إلخ) خصَّها بالذّكرِ لدخولِهَا على المقسمِ به وهو لفظُ الجلالةِ ونحوُهُ. قوله: (وهي الواوُ) وهي مختصَّةٌ بالظَّاهرِ فلا تجرُّ المضمرَ. قوله: (والباءُ)أي الموحّدةُ وهي تجرُّ الظَّاهرَ والمضمرَ. قوله: (والتَّاءُ) أي المثنّاةُ فوق، وهي مختصَّةٌ بلفظِ الجلالةِ. قوله: (وبواوِ ربَّ)
معطوفٌ على (من) أي ما يخفضُ بواوِ ربَّ، وهو رأيٌ ضعيفٌ، والرَّاجحُ أنَّ
الجارّ هو ربَّ المحذوفةُ بعد الواوِ والفاءِ كقولِ امرئ القيسِ: فمثلِكِ حُبْلَى قد طرقْتُ ومرضعٍ ................. أي فربّ مثلِكِ، أو بعدَ (بل) كما في قولِ الشَّاعرِ: بــل بــــلــدٍ مـلءَ الــفـجـاجِ قَتَمـُهْ ................. وحذفـُها بعدَ الثَّالثةِ الأخيرةِ شاذٌّ. قوله: (وبمذْ ومنذُ) أي إنْ كان كلٌّ منهما ظرفًا ماضيًا أو ظرفًا حاضرًا: فمثالُ الأوَّلِ قولُكَ: (ما رأيتُهُ مذ يومِ الخميسِ) أو (منذُ يومِ الخميسِ). ومثالُ الثَّاني: (ما رأيتُهُ مذْ أو منذُ يومِنَا). وإذا
وقعَ بينهما مرفوعٌ فهما مبتدآن وما بعدَهُما خبرٌ، وإذا وقع بعدها جملةٌ
فعليَّةٌ فيكونان في محلِّ نصبٍ على الظّرفيَّةِ بالفعلِ كقولِكَ: (جئتُ مذ
دعا زيدٌ ومنذُ دعا زيدٌ)، أي جئتُ في وقتِ دعائِهِ).
- مَخْفُوضٌ بِالحَرْفِ.
- وَمَخْفُوضٌ بِالإِضَافَةِ.
- وَتَابِعٌ لِلْمَخْفُوضِ(3).
فَأَمَّا المَخْفُوضُ بِالحَرْفِ فَهُوَ: مَا يُخْفَضُ بِمِنْ، وَإِلى، وَعَنْ، وَعَلَى، وَفي، وَرُبَّ، وَالبَاءِ، وَالكَافِ
وَاللاَّمِ، وَحُرُوفِ القَسَمِ، وَهِيَ: الوَاوُ، وَالبَاءُ، وَالتَّاءُ، وَبِوَاوِ رُبَّ، وَبِمُذْ، وَمُنْذُ(4) ).
لأنَّ من خفضَ جانبَهُ للهِ ارتفعَ، ولذا وردَ: ((مَنْ تواضعَ للهِ رفَعَهُ)).
(2) قوله: (المخفوضاتُ ثلاثةٌ) أي المشهورُ منها عندَ النّحاةِ، وزاد بعضُهُم الجرَّ بالمجاورةِ
كما في قولِهِ: (هذا جُحرُ ضبٍّ خربٍ)، بجرِّ (خربٍ) لمجاورتِهِ لضبٍّ فهو مجرورٌ بالمجاورةِ لأنَّه لمَّا جاورَ المجرورَ جُرَّ.
فإن قلْتَ: كيف يصحُّ وصفُ جحرٍ الَّذي هو معرفةٌ بالإضافةِ بخربٍ الَّذي هو نكرةٌ؟
أُجيبُ بأنَّ الجحرَ ليس معرفةً بل نكرةً لأنَّه مضافٌ لنكرةٍ، والإضافةُ إلى النّكرةِ لا تفيدُ التّعريفَ.
ومن المجرورِ بالمجاورةِ قولُهُ تعالى: {وأرجلِكُم إلى الكعبين} في قراءةِ مَنْ جَرَّ الأرجلَ لمجاورتِهَا للرّؤوسِ،
بدليلِ قراءةِ النَّصبِ، فيكونُ لفظُ الأرجلِ منصوبًا بفتحةٍ مقدّرةٍ على آخرِهِ منع من ظهورِهَا اشتغالُ المحلِّ بحركةِ المجاورةِ.
وردّ
بأنَّ الواوَ مانعةٌ من الجرِّ على المجاورةِ، فالحقُّ أنَّه في هذه
القراءةِ معطوفٌ على الرّؤوسِ، وكونُ الأرجلِ ممسوحةً إذا كان فيها خفافٌ.
وزاد
بعضُهُم قسمًا آخرَ وهو (الجرُّ بالتّوهّمِ) كما في قولِكَ: (لستُ قائمًا
ولا قاعدٍ)، أي (لستُ بقائمٍ ولا بقاعدٍ)، لأنَّ خبرَ ليسَ يجوزُ جرُّه
بالحرفِ، ورُدَّ بأنَّ هذا القسمَ داخلٌ تحت الجرِّ بالحرفِ.
(3) قوله: (مخفوضٌ بالحرفِ) أي العاملُ فيه الجرَّ الحرفُ.
شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): (بابُ مخفوضاتِ الأسماءِ (1) (بابُ) خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ تقديرُهُ: هذا بابُ، وتَقَدَّمَ إعرابُهُ، وبابُ مُضَافٌ. و(مخفوضاتِ) مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ، ومخفوضاتِ مُضَافٌ. و(الأسماءِ) مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ. يَعْنِي أنَّ المَجْرُورَاتِ مِن الأسماءِ ثلاثةُ أقسامٍ: (2) (فأمَّا) الفاءُ فاءُ الفصيحةِ، ومَرْجِعُ:
مُبتدأٌ مُؤَخَّرٌ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ، مَرْجِعُ مُضَافٌ،
والكافُ مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ جرٍّ، والميمُ
علامةُ الجمْعِ. (وعَنْ)، نحوُ: {رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ}، {وَرَضُوا عَنْهُ}. وعنْ
في الأوَّلِ حرفُ جَرٍّ، والمؤمنينَ: مجرورٌ بِـ عَنْ، وعلامةُ جَرِّهِ
الياءُ نِيابةً عن الكسرةِ؛ لأنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سالِمٌ. والفُلكِ: مجرورٌ بـ عَلَى، والجارُّ والمجرورُ مُتَعَلِّقٌ بالفعْلِ بَعْدَهُ. ورِزْقُ:
مبتدأٌ مُؤَخَّرٌ، ورِزْقُ مُضَافٌ، والكافُ مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على
الضَّمِّ في مَحَلِّ جرٍّ، والميمُ علامةُ الجمْعِ. ورُبَّما حُذِفَتْ وبَقِيَ عَمَلُها، نحوُ: (والباءُ) نحوُ: {قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ}، وَ{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ}. والكافُ:
مفعولٌ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ نَصْبٍ، والميمُ علامةُ
الجمْعِ، والجملةُ في تأويلِ مَصْدَرٍ مجرورٍ بالكافِ؛ أيْ: كَهِدَايَتِهِ
إيَّاكُم. ما اسمٌ موصولٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ مبتدأٌ مؤخَّرٌ. ولَهُمْ: جارٌّ مجرورٌ وخبرٌ مُقَدَّمٌ. ونحوُ: (جئتُ مُذْ دَعَا)، فَـ (مُذ): اسمٌ في مَحَلِّ نَصْبٍ على الظَّرفيَّةِ. وذلكَ المُتَعَلِّقُ:
والمغضوبِ: مُضَافٌ إليهِ.
(المخفوضاتُ) مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ، وعلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهِرَةُ.
و(ثلاثةٌ) خبرٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهرةُ.
(مخفوضٌ) بَدَلٌ مِنْ ثلاثةٌ، بَدَلُ مُفَصَّلٍ مِنْ مُجْمَلٍ، وبدلُ المرفوعِ مرفوعٌ.
(بالحرفِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ مخفوضٌ.
(ومخفوضٌ) معطوفٌ على مخفوضٌ الأوَّلِ، والمعطوفُ على المرفوعِ مرفوعٌ.
(بالإضافةِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ مخفوضٌ كَالَّذِي قَبْلَهُ.
(وتابعٌ) معطوفٌ على مخفوضٌ الأوَّلِ أيضًا، والمعطوفُ على المرفوعِ مرفوعٌ.
(للمخفوضِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ تابعٌ.
-ومَجْرُورٌ بالإضافةِ على رَأْيٍ، والصحيحُ أنَّ الْجَرَّ بالاسمِ المُضَافِ.
-ومجرورٌ
بالتَّبَعِيَّةِ على قَوْلٍ، والراجحُ أنَّ الْجَرَّ بما جَرَّ المتبوعَ،
إلاَّ في البَدَلِ فعامِلُهُ مُقَدَّرٌ نَظيرُ الأوَّلِ.
وقدْ بَيَّنَ الأَوَّلَيْنِ منها فقالَ:
أمَّا: حرفُ شَرْطٍ وتَفصيلٍ.
(المخفوضُ) مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ، وعلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهرةُ.
(بالحرفِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ المخفوضُ.
(فهوَ) الفاءُ واقعةٌ في جوابِ أَمَّا، هوَ ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ مبتدأٌ.
(ما) اسمٌ موصولٌ بمعنى الذي مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ خبرٌ.
(يُخْفَضُ) فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ للمجهولِ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ يعودُ على مَا.
والجملةُ صِلَةُ الموصولِ لا مَحَلَّ لها مِن الإعرابِ.
(بِمِنْ وإِلَى) الباءُ حرفُ جَرٍّ، و مِنْ وإلى في مَحَلِّ جرٍّ؛ أيْ: بهذا اللفظِ، نحوُ: {مِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ}.
وفي الثاني حرفُ جَرٍّ، ونوحٍ مجرورٌ بـ مِنْ.
وَ{إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، فـ إلى في الأوَّلِ حرفُ جَرٍّ، واللهِ مجرورٌ بـ إلى، والجارُّ والمجرورُ خبرٌ مُقَدَّمٌ.
و إلى في الثاني حرفُ جَرٍّ، والهاءُ في مَحَلِّ جرٍّ، والجارُّ والمجرورُ مُتَعَلِّقٌ بالفعلِ بعدَهُ.
وعنْ في الثاني حرفُ جَرٍّ، والهاءُ في مَحَلِّ جرٍّ. (وعلى) نحوُ: {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ}.
فـ على في الأوَّلِ حرفُ جَرٍّ، والهاءُ في مَحَلِّ جرٍّ.
و على في الثاني حرفُ جَرٍّ.
(وفي)، نحوُ: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ}، {وَفِيَها مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ}.
والسماءِ: مجرورٌ بـ في، والجارُّ والمجرورُ خبرٌ مُقَدَّمٌ.
وفي في الثاني حرفُ جَرٍّ، والهاءُ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جرٍّ، والجارُّ والمجرورُ خبرٌ مُقَدَّمٌ.
و ما اسمٌ موصولٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ مبتدأٌ مُؤَخَّرٌ.
وتَشتهِي: فعلٌ مضارِعٌ مرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ على الياءِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها الثِّقَلُ.
والأنفُسُ:
فاعلٌ مرفوعٌ بالضمَّةِ، والجملةُ صِلَةُ الموصولِ لا مَحَلَّ لها مِن
الإعرابِ، وعائدُهُ الهاءُ التي هيَ مفعولُ تَشْتَهِي.
(ورُبَّ) تَجُرُّ الظاهِرَ الْمُنَكَّرَ لفظًا ومعنًى، أوْ معنًى فقطْ، نحوُ: (رُبَّ رَجُلٍ وأَخِيهِ).
وأخِيهِ:
معطوفٌ على رَجُلٍ، والمعطوفُ على المجرورِ مجرورٌ، وعلامةُ جَرِّهِ
الياءُ؛ لأنَّهُ مِن الأسماءِ الخمسةِ، وأَخِي مُضَافٌ، والهاءُ مُضَافٌ
إليهِ مَبْنِيٌّ على الكسرِ في مَحَلِّ جرٍّ.
فَـ لَيْلٍ مجرورٌ بـ رُبَّ مُقَدَّرَةٍ؛ أيْ: وَرُبَّ ليلٍ.
وقدْ
تَجُرُّ ضَمِيرَ الغَيْبَةِ، فَيَلزَمُ إفرادُهُ وتذكيرُهُ وتفسيرُهُ
بتمييزٍ مُطَابِقٍ للمعنى، نحوُ: (رُبَّهُ رَجُلاً، أو امرأةً، أوْ
رجُلَيْنِ، أوْ رِجَالاً، أوْ نِساءً).
فقُولُوا: فِعْلُ أمْرٍ مَبْنِيٌّ على حَذْفِ النونِ، والواوُ فاعلٌ.
وآمَنَ: فِعْلٌ ماضٍ، ونا: ضميرُ المُتَكَلِّمِ فاعلٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
والجملةُ
في مَحَلِّ نَصْبٍ مقولُ القولِ، وباللهِ: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ
آمَنَّا، وعَيْنًا: منصوبٌ على الاشتغالِ بعاملٍ مُقَدَّرٍ مِنْ معنى
الفعلِ المذكورِ؛ أيْ: يَتَنَاوَلُ عَيْنًا.
ويَشرَبُ: فعلٌ مضارِعٌ مرفوعٌ، وبها: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ يَشْرَبُ.
وعِبادُ: فاعلٌ، وعِبادُ مُضَافٌ.
واللهِ: مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ، وعلامةُ جَرِّهِ كسرةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ.
(والكافُ) نحوُ: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ}.
وما: مَصدريَّةٌ، وهَدَى: فعلٌ ماضٍ، والفاعلُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ تقديرُهُ هوَ يعودُ على اللهِ.
وشَذَّ جَرُّها للضميرِ.
(واللاَّمُ) نحوُ: {للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} وَ{لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ}.
ودارٌ: مُبتدأٌ مؤخَّرٌ.
وفيها: حالٌ.
(3) (وحروفِ) معطوفٌ على مَحَلِّ مِنْ، والمعطوفُ على المجرورِ مجرورٌ، وحروفِ مُضَافٌ.
و(القَسَمِ) بفتحِ السِّينِ بمعنى اليمينِ، مُضَافٌ إليهِ.
(وهيَ) الواوُ للاستئنافِ، هيَ ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
(الواوُ)وما عُطِفَ عليها: خبرٌ.
(والباءُ والتَّاءُ) مَعطوفانِ على الواوُ، والمعطوفُ على المرفوعِ مرفوعٌ،
نحوُ: (واللهِ، وباللهِ، وتاللهِ). (وَبِمُذْ وَمُنْذُ) الباءُ حرفُ جَرٍّ، ومُذْ ومُنْذُ في مَحَلِّ جرٍّ.
يَعْنِي أنَّ مِن المجرورِ بالحرفِ المجرورَ بهذَيْنِ اللفظَيْنِ، فَهُمَا حَرْفَا جَرٍّ:
بمعنى مِنْ:
- إنْ كانَ المجرورُ ماضيًا، نحوُ: (ما رأيتُهُ مُذْ أوْ مُنذُ يومِ الْجُمُعَةِ).
فَمَا: نافيَةٌ، ورَأَى: فعلٌ ماضٍ، والتاءُ فاعلٌ، والهاءُ مفعولٌ بهِ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ نَصْبٍ.
ومُذْ أوْ مُنذُ: حرفُ جَرٍّ، ويومِ: مجرورٌ بهِ.
أوْ بمعنى فِي:
وقدْ يُستعملانِ اسمَيْنِ:
- إذا وَقَعَ بعدَهما الاسمُ مَرفوعًا أو الفعلُ، نحوُ: (ما رأيتُهُ مُذْ أوْ مُنْذُ يَوْمَانِ).
فمُذْ أوْ منذُ اسمٌ مبتدأٌ بمعنى: أَمَدُ، وما بعدَهُ خَبَرٌ.
أوْ بالعكسِ، بمعنى بَيْنَ؛ أيْ: أَمَدُ عَدَمِ لِقَائِهِ يَوْمَانِ، أوْ: بَيْنِي وبينَ لقائِهِ يَوْمَانِ، والجملةُ استئنافيَّةٌ.
-وإمَّا أنْ يكونَ اسمًا يُشْبِهُ الفعلَ، كما فِي {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}.
فـ غيرِ مُضَافٌ.
وعَلَيْهِم: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ المغضوبِ على أنَّهُ نائبُ فاعلٍ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
-وإمَّا أنْ يكونَ اسْمًا مُؤَوَّلاً باسمٍ آخَرَ يُشْبِهُ الفعلَ،
نحوُ: {وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ}. فـ (في السماواتِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ اللهُ؛ لتأْوِيلِهِ بالمعبودِ).
شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ) المخفوضات ثلاثة: - وتابع للمخفوض. فأما المخفوض بالحرف فهو ما يخفض بمن وإلى وعن وعلى وفي ورب والباء والكاف واللام، وبحرف القسم وهي الواو والباء والتاء، وبواو رب وبمذ ومنذ. وأما ما يخفض بالإضافة فنحو قولك: (غلام زيد) وهو على قسمين:
- ما يخفض باللام نحو: (غلام زيد).- وما يقدر بمن نحو: (ثوبُ خزٍّ) و(باب ساج) و(خاتم حديد) وما أشبه ذلك). قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (الآن
دخل في باب المجرورات والمخفوضات، والواقع أنه بالنسبة للمنصوبات ترك شيئاً
يذكره العلماء أحيانا ضمن المنصوبات، وهو ليس بالكثير، وهو ما يسمى
بالمنصوب على نزع الخافض. الذي
يسمى بالمنصوب على نزع الخافض، أي أنه منصوب، لكنه ليس له ناصب، وإنما هو
في الواقع مجرور، لكن لما حذف منه حرف الجر حينئذ انتصب فقيل إنه منصوب على
نزع الخافض، يمثلون له بقوله تعالى: {واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا} فهي على إن المراد واختار موسى من قومه سبعين رجلاً، فـ(قومه) هنا نصبت على نزع الخافض، أي أنه حذف منها حرف الجر فانتصبت، وهذا يسمى بالمنصوب على نزع الخافض، وهو ليس بالكثير. أما باب المجرورات فالجر لا يخلو بحال من الأحوال: -إما أن يكون بأحد حروف الجر وقد سبقت الإشارة إليها في أول الكلام. -وإما أن يكون بالإضافة. -وإما أن يكون بالتبعية. لأن كما قلت: التابع للمجرور مجرور أيّاً كان. فالمجرور بحروف الجر هو ما جر بأحد حروف الجر العشرين التي سبقت الإشارة إليها، وجمعها ابن مالك في قوله: هاك حروف الـجـر وهــي: من إلـى = حتى خلا حاشا عدا في عن على مـذ مـنذ رب اللام كي واو وتا = والكاف والباء ولعل ومتى هذه عشرون حرفاً فيها شيء مختلف فيه، وفيها لغات لبعض العرب مثل: (كي) و(لعل) و(متى) ونحو ذلك، لكنها يعني كل هذه الحروف العشرين سمع الجر بها: - منها:ثلاثة ذكرت في باب الاستثناء وهي:(خلا) و(عدا) و(حاشا). - ومنها:ثلاثة مختلف فيها وهي: (لعل) و(كي) و(متى). -وبقي أربعة عشر حرفاً متفق عليها ومعروفة. والمؤلف هنا أشار إلى واو (رُبَّ)، الواقع أن واو ربّ لا تفرد عادة وحدها وإنما يقال الجر بربَّ، ثم يقال بأن (رب) من حروف الجر التي يجوز أن تجر وهي محذوفة، تجر وهي محذوفة بعد الواو، كما
في قوله: (وليل كموج البحر)، (وجيش كجنح الليل) أي ورب ليل، ورب جيش، وتجر
وهي محذوفة بعد الفاء، وتجر وهي محذوفة بعد ثم، وتجر وهي محذوفة أيضا بدون
شيء من ذلك، فواو
رب في الواقع ليست حرفاً مستقلاًّ عن رب، وإنما الجر برب، سواء كان رب
ظاهرة أو كانت محذوفة، ورب من خصائصها أنها تجر وهي محذوفة، ولذلك في قوله: (وأما
المخفوض بالحرف فهو ما يخفض بمن وإلى وعن وعلى وفي ورب والباء والكاف
واللام وحروف القسم وهي الواو والباء والتاء، أو بواو رب وبمذ ومنذ). طبعا
مذ ومنذ يجران، وإن كان ما بعدهما مجرور فهما حرفا جر، وإن كان ما بعدهما
مرفوع فيرفع على الابتداء أو على الخبرية أو تقدير آخر. فواو
رب في الواقع ليست حرفاً مستقلاًّ، الجر ليس بها، وإنما الجر برب محذوفة
بعدها، وإلا فإننا قد نقول أيضاً فاء ربَّ، ونقول ثم رب، وما إلى ذلك، فذكر (رب) يكفي عن إيراد ما يسمى بواو رب هذا بالنسبة للجر بالحروف).
القارئ: (بَابُ مَخْفُوضَاتِ الأسْمَاءِ
- مخفوض بالحرف.
- ومخفوض بالإضافة.
العناصر
المخفوضات من الأسماء
سبب ختم المصنف كتابه بباب الخفض
عوامل الخفض
العامل الأول: الحرف
مثال للخفض بالحرف (أشفقت على خالد)
العامل الثاني: الإضافة، بأن يضاف إليه اسم قبله
مثال للخفض بالاسم المضاف (جاء غلام محمد)
العامل الثالث: تبعيته للاسم المخفوض
مثال للخفض بالتبعية (أخذت العلم عن محمد الفاضل)
العامل الرابع: المجاورة
مثال للخفض بالمجاورة (هذا جحر ضب خرب)
العامل الخامس: الخفض بالتوهم
مثال للخفض بالتوهم (لست بقائمٍ ولا قاعدٍ)
أنواع المخفوضات:
النوع الأول: المخفوض بحرف الخفض
حروف الخفض
حروف الخفض عند ابن مالك من (الألفية) عشرون حرفاً
أقسام حروف الخفض العشرين
القسم الأول: ما ذكر في باب الاستثناء (خلا، عدا، حاشا)
القسم الثاني: ما اختلف فيها (لعل، وكي، ومتى)
القسم الثالث: ما اتفق عليها
الحروف المتفق عليها (من، إلى، عن، على، في، رُبَّ، الباء، الكاف، اللام، حروف القسم، مذ ومنذ)
فائدة: (مذ ومنذ) يجران الأزمان
أحوال (مذ ومنذ)
الحالة الأولى: حرفان بمعنى (من) إن كان ما بعدهما ماضياً
مثال (مذ ومنذ) بمعنى (من)
الحالة الثانية: حرفان بمعنى (في) إن كان ما بعدهما حاضراً
مثال (مذ، ومنذ) بمعنى (في)
الحالة الثالثة: اسمان.
الأسْئِلةٌ
س1: علَى كمِ نوعٍ تتنوَّعُ المَخْفُوضاتُ؟
س2: مَا المعنَى الذي تدلُّ عَلَيْهِ الحروفُ: مِنْ، عنْ، فِي، رُبَّ، الكاف، اللام؟ ومَا الذي يجرُّه كلُّ واحدٍ منْهَا؟
س3: مثِّلْ بمثاليْنِ مِن إنشائِكَ لاسْمٍ مَخْفُوضٍ بكلِّ واحدٍ من الحروفِ: علَى، البَاءُ، إلَى، وَاوُ القَسَمِ.
س4: علَى كمِ نوعٍ تأتِي الإضَافَةُ؟ مَعَ التّمثيلِ لكلِّ نوعٍ بمثاليْنِ.
س5: مَا ضابطُ الإضَافَةِ التي عَلَى معْنَى (مِنْ)؟ مَعَ التّمثيلِ.
س6: مَا ضابطُ الإضَافَةِ التي عَلَى معْنَى (فِي)؟ مَعَ التّمثيلِ.