الدروس
course cover
2- المخفوض بالإضافة
3 Nov 2008
3 Nov 2008

7580

0

0

course cover
الآجرومية

القسم الرابع

2- المخفوض بالإضافة
3 Nov 2008
3 Nov 2008

3 Nov 2008

7580

0

0


0

0

0

0

0

2- المخفوض بالإضافة

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَأَمَّا مَا يُخْفَضُ بِالإِضَافَةِ ، فَنَحْوُ قَوْلِكَ: (غُلاَمُ زَيْدٍ).
وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ:
- مَا يُقَدَّرُ بِاللاَّمِ.
- وَمَا يُقَدَّرُ بِمِنْ:
فَالَّذِي يُقَدَّرُ بِاللاَّمِ نَحْوُ:(غُلامُ زَيْدٍ).
وَالَّذِي يُقَدَّرُ بِمِنْ، نَحْوُ:(ثَوْبُ خَزٍّ)، وَ(بَابُ سَاجٍ)، وَ(خَاتَمُ حَدِيدٍ) ).

هيئة الإشراف

#2

8 Nov 2008

التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَأَمَّا مَا يُخْفَضُ بِالإِضَافَةِ ، فَنَحْوُ قَوْلِكَ: (غُلاَمُ زَيْدٍ).
وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ:
- مَا يُقَدَّرُ بِاللاَّمِ.
- وَمَا يُقَدَّرُ بِمِنْ:
فَالَّذِي يُقَدَّرُ بِاللاَّمِ نَحْوُ:(غُلامُ زَيْدٍ).
وَالَّذِي يُقَدَّرُ بِمِنْ، نَحْوُ:(ثَوْبُ خَزٍّ)، وَ(بَابُ سَاجٍ)، وَ(خَاتَمُ حَدِيدٍ)(1)
).


الشرح:

قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد (ت: 1392هـ): ( (1) القِسْمُ الثَّانِي من المَخْفُوضاتِ:
المَخْفُوضُ بالإضَافَةِ، وهُوَ عَلَى ثلاثةِ أنواعٍ:

ذكَرَ المُؤلِّفُ منْهَا نوعينِ:
الأوَّلُ: مَا تكونُ الإضَافَةُ فيهِ عَلَى معْنَى (مِنْ).
والثَّانِي: مَا تكونُ الإضَافَةُ فيهِ عَلَى معْنَى (اللامِ).
والثَّالثُ: مَا تكونُ الإضَافَةُ فيهِ عَلَى معْنَى (فِي).
- وأمَّا مَا تكونُ الإضَافَةُ فيهِ عَلَى معْنَى (مِنْ) فضابِطُهُ: أن يكونَ المضافُ جزءاً وبعضاً مِن المضافِ إليْهِ،

نحوُ: (جُبَّةُ صُوفٍ) فإنَّ الجُبَّةَ بعضُ الصّوفِ وجزءٌ منهُ، وكَذَلِكَ أمثْلِةُ المؤلِّفِ.

- وأمَّا مَا تكونُ الإضَافَةُ فيهِ عَلَى معْنَى (فِي) فضابطُهُ: أن يكونَ المضافُ إليْهِ ظرفاً للمضافِ،

نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ} فإنَّ الليلَ ظرفٌ للمكرِ ووقتٌ يقعُ المكرُ فيهِ.

- وأمَّا مَا تكونُ الإضَافَةُ فيهِ عَلَى معْنَى اللامِ؛ فكلُّ مَا لا يصلحُ فيهِ أحدُ النّوعينِ المذكورَيْنِ،

نحوُ: (غُلاَمُ زَيْدٍ) و(حَصِيرُ المَسْجِدِ).

وقدْ تركَ المُؤلِّفُ الكلامَ عَلَى القسمِ الثَّالثِ من المَخْفُوضاتِ، وهُوَ المَخْفُوضُ بالتّبعيَّةِ، وعُذْرُهُ فِي ذَلِكَ أنَّهُ قدْ سبَقَ القولُ عَلَيْهِ فِي آخِرِ أبوابِ المرْفُوعاتِ مفصَّلاً، واللَّهُ سبحانَهُ وتعالَى أعلَى وأعلَمُ وأعزُّ وأكرمُ.

وقدْ كانَ الفراغُ مِن كتابةِ هذَا الشّرحِ فِي ليلةِ القدْرِ (ليلةَ الخميسِ 27 مِن شهرِ رمضانَ سنةَ 1353 من الهجرةِ) أعادَ اللَّهُ تعالَى علينا مِن بركاتِهِ، آمينَ، والحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالمينَ، وصلاتُهُ وسلامُهُ عَلَى صفوةِ الصّفوةِ مِن خلقِهِ أجمعينَ، وعلَى سادتِنَا آلِهِ وصحبِهِ والتَّابعينَ، ولا عُدوانَ إلاَّ عَلَى الظَّالمينَ، والعاقبةُ للمتَّقينَ).

هيئة الإشراف

#3

8 Nov 2008

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَأَمَّا مَا يُخْفَضُ بِالإِضَافَةِ،

فَنَحْوُ قَوْلِكَ: (غُلاَمُ زَيْدٍ)(1)،

وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ:
-مَا يُخْفَضُ بِاللاَّمِ، نَحْو: (غُلامُ زَيْدٍ)(2).
-وَمَا يُقَدَّرُ بِمِنْ؛ نَحْوُ (ثَوْبُ خَزٍّ) وَ(بَابُ سَاجٍ) وَ(خَاتَمُ حَدِيدٍ)، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ(3) ).


الشرح:

قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1) فزيدٍ: مخفوضٌ بإضافتِهِ إلى غلام.

(2) أي: وما يقدَّرُ باللام الدَّالَّةِ على الملكِ،
نحو: (غلامُ زيدٍ)، أو الاختصاصِ، نحو: (بابُ الدَّارِ).
(3) أي: وما يقدَّرُ بمن، نحو: (ثوبُ خَزٍّ)، أي: من خزٍّ، و(بابُ ساجٍ)، أي: من ساجٍ، و(خاتمُ حديدٍ)، أي: من حديدٍ، وما أشبهَ ذلك، من أمثلةِ القسمينِ الأوَّلينِ، أو الثَّلاثةِ.
وأمَّا تابعُ المخفوضِ، فتقدَّمَ في المرفوعاتِ.


تتمَّةٌ:الإضافةُ:

- تارةًتكونُ بمعنى: في، إذا كانَ المضافُ إليه ظرفًا للمضافِ، كـ{مكرُ الليلِ}.
- وتارةً بمعنى: من، إذا كانَ المضافُ بعضًا من المضافِ إليه،
كـ(ثوبُ خزٍّ)، ويصحُّ الإخبارُ بالمضافِ إليهِ كالثَّوبُ خَزٌّ، بالرَّفعِ، فإن لم يصحَّ، تعيَّنَ أن تكونَ الإضافةُ على معنى اللامِ، كـ(يدُ زيدٍ)، و((كلُّ أمرٍ ذي بالٍ)).
وصلَّى اللهُ على محمَّدٍ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ).

هيئة الإشراف

#4

8 Nov 2008

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَأَمَّا مَا يُخْفَضُ بِالإِضَافَةِ ، فَنَحْوُ قَوْلِكَ: (غُلاَمُ زَيْدٍ).
وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ:
- مَا يُقَدَّرُ بِاللاَّمِ.
- وَمَا يُقَدَّرُ بِمِنْ:
فَالَّذِي يُقَدَّرُ بِاللاَّمِ نَحْوُ:(غُلامُ زَيْدٍ).
وَالَّذِي يُقَدَّرُ بِمِنْ، نَحْوُ:(ثَوْبُ خَزٍّ)، وَ(بَابُ سَاجٍ)، وَ(خَاتَمُ حَدِيدٍ)(1)
).


الشرح:

قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: ( (1) قوله: (وأمَّا ما يخفضُ بالإضافةِ فنحوُ غلامُ زيدٍ) تقدَّمَ أنَّ المضافَ إليه مجرورٌ بالمضافِ على الصَّحيحِ.

خاتمةٌ:اعلمْ أنَّ الإضافةَ:

- تارةًتكونُ بمعنى (في)، وهو ما إذا كان المضافُ إليه ظرفًا للمضافِ كما في قولِكَ: (مكرُ الليلِ)، فإنَّ الليلَ ظرفٌ للمكرِ.
- وتارةًتكونُ بمعنى (من) وهو ما إذا كان المضافُ بعضًا من المضافِ إليه كما في قولِ المصنِّفِ: (ثوبُ خزٍّ)، و(بابُ ساجٍ).
ويصحّ الإخبارُ بالمضافِ إليه عن المضافِ كقولِكَ: (ثوبٌ خزٌّ) برفعِهِما، فإنَّ الثّوبَ بعضُ الخزّ.

فإن لم يصحَّ الإخبارُ فيتعيَّنُ أن تكونَ الإضافةُ على معنى اللامِ كما في قولِكَ: (يدُ زيدٍ)، فإنَّه لا يصحُّ الإخبارُ، فلا يُقالُ: (يدٌ زيدٌ) برفعِهِما.

وكذا كلّ إضافةٍ لا يصحُّ أن تكونَ على معنًى (في) أو معنى (من)،

فيتعيَّنُ أن تكونَ على معنى اللامِ:

- تحقيقًا إن أمكن النّطقُ بها، كما في قولِكَ: (غلامُ زيدٍ).

- أو تقديرًا كما في قولِهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: ((كلُّ أمرٍ ذي بالٍ…))الحديثَ.
وإلى هنا وقفَ القلمُ، والحمدُ للهِ في المبتدأ والمختتمِ، واللهُ أعلمُ بالصَّوابِ وإليه المرجعُ والمآبُ).

هيئة الإشراف

#5

8 Nov 2008

شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي


قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): ( (1) (وأَمَّا) الواوُ حرفُ عطفٍ، أمَّا: حرفُ شَرْطٍ وتَفصيلٍ.
(ما يُخْفَضُ) ما اسمٌ موصولٌ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
ويُخْفَضُ: فعلٌ مُضَارِعٌ مَبْنِيٌّ للمجهولِ.
ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ عائدٌ على الموصولِ.
والجملةُ صِلَتُهُ لا مَحَلَّ لها مِن الإعرابِ.
(بالإضافةِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِـ يُخْفَضُ.
(فَنَحْوُ قولِكَ:) الفاءُ واقعةٌ في جوابِ أَمَّا، نحوُ: خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ؛ أيْ: وذلكَ نحوُ، ونحوُ مُضَافٌ.
وقولِ: مُضَافٌ إليهِ، وقَوْلِ مُضَافٌ،
والكافُ: مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ جرٍّ.
(غلامُ) مُضَافٌ.

و(زيدٍ) مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ بإضافةِ

غُلامُ إليهِ، أوْ بهِ نَفْسِهِ على القولَيْنِ السابقَيْنِ.

وقيلَ: إنَّ الجَرَّ بالحرفِ الْمُقَدَّرِ، والأصَلُ:(غلامٌ لزَيْدٍ).

(2) (وهوَ) الواوُ للاستئنافِ، هوَ ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.

(على قسمَيْنِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٍ، والتقديرُ: كَائِنٌ على قسمَيْنِ.

(ما) اسمٌ موصولٌ بمعنى: الذي مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جرٍّ بَدَلٌ مِنْ قِسمَيْنِ.

(يُقَدَّرُ) فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ للمفْعُولِ.

ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ، والجملةُ صِلَةُ ما.

(باللاَّمِ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِـ يُقَدَّرُ.

(نحوُ) خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ؛ أيْ: وذلكَ نحوُ.

و(غُلامُ) مُضَافٌ.

و(زيدٍ) مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ.

(وما) اسمٌ موصولٌ بمعنى: الذي مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جرٍّ معطوفٌ على ما الأُولى.

(يُقَدَّرُ) صِلَةُ ما على نَسَقِ مَا قَبْلَهُ.

(بِمِنْ) الباءُ حرفُ جَرٍّ، ومِنْ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جرٍّ.

وذلكَ(نحوُ) قولِكَ:

(ثَوْبُ) مُضَافٌ.

و(خَزٍّ) مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ.

(و) كَذَا (بابُ سَاجٍ) مُضَافٌ ومضافٌ إليهِ.

(وخاتَمُ حديدٍ) كذلكَ.

(وما أَشْبَهَ ذلكَ)

مِنْ أمثلةِ هذَيْنِ القسمَيْنِ.

يَعْنِي أنَّ الإضافةَ:-

قدْ تكونُ على معنى اللامِ:

-المفيدةِ للمِلْكِ: الواقعةِ بينَ ذاتَيْنِ إحدَاهُما تَمْلِكُ، نحوُ: (غلامُ زيدٍ)؛ أي: المملوكُ لهُ.

-أو المفيدةِ للاختصاصِ: الواقعةِ بيْنَ ذاتيْنِ لا مِلْكَ لأحدِهما، نحوُ: (جُلُّ الفرسِ)؛ أي: المُخْتَصُّ بهِ.

-أو المفيدةِ للاستحقاقِ: الواقعةِ بينَ معنًى وذَاتٍ، نحوُ: (حَمْدُ اللهِ)؛ أيْ: مُسْتَحَقٌّ لَهُ.

-وقدْ تكونُ على معنى (مِن) الْمُبَيِّنَةِ للجنْسِ، نحوُ: (ثوبُ خَزٍّ)، و(بابُ ساجٍ)؛ أيْ: مِنْ جنْسِهِ.

والسَّاجُ نوعٌ مِن الخشبِ.

-وقدْ تكونُ على معنى في: المفيدةِ للظَرفيَّةِ، كما أفادَهُ ابنُ مالِكٍ، نحوُ: {مَكْرُ اللَّيْلِ}؛ أيْ: فيهِ.

وأمَّا المخفوضُ بالتَّبَعِيَّةِ

فقدْ تَقَدَّمَ في المرفوعاتِ.

وبَقِيَ من المجروراتِ المجرورُ بالمجاوَرَةِ:

-في النعْتِ، نحوُ: (هذا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ).

فالهاءُ للتنبيهِ، وذا: اسمُ إشارةٍ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ مبتدأٌ.

وجُحْرُ: خبرٌ مرفوعٌ.

وجُحْرُ مُضَافٌ، وضَبٍّ: مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ.

وخَرِبٍ: بالجَرِّ نعتٌ لِـ جُحْرُ، فكان حَقُّهُ الرَّفعَ، إلاَّ أنَّهُ جُرَّ لِمُجاوَرَتِهِ للمجرورِ، فهوَ مرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ على آخِرِهِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها اشتغالُ المَحَلِّ بحركةِ المُجَاوَرَةِ.

- وفي التأكيدِ نحوُ قولِهِ:

يــاصــاحِ بـَلـِّغْ ذَوِي الــزوجـاتِ كـُلــِّهِمُ أنْ ليسَ وَصْلٌ إذا انْحَلَّتْ عُرَى الذَّنَبِ

فَـ كُلِّهِم بالجَرِّ تأكيدٌ للمُضافِ المنصوبِ على المفعوليَّةِ، فكانَ حقُّهُ النصبَ، ولكنْ جُرِّ لِمُجاوَرَتِهِ المضافَ إليهِ،

وإلاَّ لقالَ: كُلَّهُنَّ، فهوَ منصوبٌ بفتحةٍ مُقَدَّرَةٍ على آخِرِهِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها اشتغالُ المَحَلِّ بحركةِ المجاوَرةِ.

-وفي العطفِ: نحوُ قولِهِ تعالى: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ}في قراءةِ الجرِّ؛ فإنَّ الأرجُلَ مَغْسُولَةٌ لا مَمْسُوحَةٌ، فكانَ حَقُّهُ النصبَ كما هوَ القراءةُ الثانيَةُ، لكنْ جُرَّ لِمُجاوَرَتِهِ للرُّءُوسِ.

واسْتَظْهَرَ بعضُ فُقَهَائِنا الشافعيَّةِ

أنَّ الجرَّ بالعطفِ على لفظِ الرُّءُوسِ لا بالمجاوَرَةِ؛ لأنَّهُ شاذٌّ، فيَنبغِي صَوْنُ القرآنِ عنهُ، ولأَنَّ حَرْفَ العطفِ حاجزٌ بينَ الاسمَيْنِ مانعٌ مِن المُجَاوَرَةِ.

والمرادُ بالْمَسْحِ بالنِّسْبَةِ للأرْجُلِ الغَسْلُ،

وخَصَّ الأرْجُلَ بذلكَ مِنْ بينِ سائرِ الْمَغسولاتِ لِيُقْتَصَدَ في صَبِّ الماءِ؛ إذْ كانَتْ مَظِنَّةَ الإسرافِ، أوْ أنَّ المرادَ بالمسْحِ بالنِّسْبَةِ للأرجُلِ المسحُ على الْخُفِّ، وإسنادُ المسحِ إلى الأرجُلِ مَجازٌ.

وَقِرَاءَةُ النصبِ بالعطْفِ على مَحَلِّ الجارِّ والمجرورِ، لا بالعطفِ على الوُجُوهِ.

والمجرورُ بالتوَهُّمِ:

نحوُ: (لَسْتُ قَائِمًا ولا قَاعِدٍ)، بالجَرِّ تَوَهُّمًا لدخولِ حُرُوفِ الجرِّ على خَبَرِ ليسَ، وكأنَّهُ قيلَ: (لَسْتُ بقائمٍ)، واللهُ أعلَمُ).

هيئة الإشراف

#6

8 Nov 2008

شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ)


قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (أما الجر بالإضافة فذكر أنه نوعان،
والواقع أنه أكثر من ذلك قال: (وأما ما يخفض بالإضافة فنحو قولك: (غلام زيد) وهو على قسمين: ما يقدر باللام، وما يقدر بمن، فالذي يقدر باللام نحو: (غلام زيد) والذي يقدر بمن نحو: ثوب خزٍّ، وباب ساج، وخاتم حديد):

الواقع أن الإضافة يقول العلماء إنها:

-تارةً تكون على معنى (في).
-وتارة تكون على معنى (من).
-وتارة تكون على معنى اللام.
وترتيبها هذا حسب القليل، فأقلها أن تكون على معنى
(في) ويليه أن تكون على معنى (من) وأكثرها وأوسعها أن تكون على معنى اللام حينئذٍ.

متى تكون على معنى في؟

تكون على معنى (في)

إذا كان المضاف إليه ظرفاً للمضاف، إذا كان المضاف إليه ظرفاً للمضاف فإن الإضافة حينئذٍ تكون على معنى (في) وهذه ليست كثيرة كما في قوله تعالى: {بل مكر الليل}هنا (مكر) مضاف و(الليل) مضاف إليه.

هل هي على معنى اللام؟

ليست مثل: (غلام زيد) أي: غلام لزيد، وليست على معنى (من) مثل: (باب ساج) أي: باب من ساج، وإنما هي على معنى (في)؛ لأن المضاف إليه ظرفاً للمضاف؛ لأن المكر حصل في الليل، فالليل ظرف ووعاء للمضاف، وهو المكر، والتقدير حينئذٍ (مكرٌ في الليل).

النوع الثاني:

أن تكون على معنى (من) وهذه لا بأس بكثرتها، ويشترط فيها أن يكون المضاف جزءاً من المضاف إليه، أي أن يكونا من مادة واحدة، كما إذا قلت: (هذا باب حديد) و(هذا خاتم فضة) و(هذا ثوب قطن) فالثوب من القطن، والخاتم من الحديد، والباب من الخشب، أو من الساج، فهي على معنى (من)؛ لأن المعنى: هذا باب من خشب، وهذا خاتم من فضة، وهذا ثوب من قطن، أو من حرير، أو من صوف، أو نحو ذلك، فإذا كان المضاف جزءاً أو بعضاً من المضاف إليه، أو من مادته فإن الإضافة حينئذٍ تكون على معنى (من).

إن لم يكن ظرفاً له ولا جزءاً منه فهو النوع الثالث؛ لأنه هو الكثير الواسع، وهو الذي على معنى اللام، (كتاب محمد)، أي كتاب لمحمد، (غلام زيد) أي غلام لزيد، (حصير المسجد) أي حصير للمسجد، ونحو ذلك.

فالإضافة إذاً على ثلاثة أنواع:

-أقلها أن تكون بمعنى (في) وهو ما كان المضاف إليه ظرف المضاف.

-وأوسطها أن تكون بمعنى (من) وهو ما كان المضاف جزءاً أو بعضاً من المضاف إليه،

مثل: (باب خشب) و(باب حديد) و(خاتم فضة) و(ثوب صوف) ونحوه.

- وأكثرها أن تكون على معنى اللام، وهي التي ليست على معنى (في) وليست على معنى (من).

الثالث: ما كان مجروراً بالتبعية.

الأول: ما كان مجروراً بحرف الجر وانتهى.

- وما كان مجروراً بالإضافة وانتهى.

- وما كان مجروراً بالتبعية، ويراد به ما أشرنا إليه من التوابع، فالتابع إذا كان مجروراً أو المتبوع إذا كان مجروراً فإن تابعه حينئذٍ يجر بهذه التبعية.

سواء كان:

- نعتاً.

- أو عطف بيان.

- أو عطف نسق.

- أو توكيداً أو بدلاً.

وقد اجتمعت هذه الأمور الثلاثة:

الجر بالحرف، والجر بالإضافة، والجر بالتبعية،

في البسملة في قولك: (بسم الله الرحمن الرحيم) فيها الجر بالحرف، كلمة (اسم) مجرورة بالباء؛ لأن التقدير: أبدأ باسم، فالباء حرف جر و(اسم)، اسم مجرور بالباء، و(اسم) مضاف ولفظ الجلالة مضاف إليه، فهذا جر بالإضافة، (الرحمن) صفة ونعت، و(الرحيم) أيضا صفة ونعت آخر للفظ الجلالة، فهو تابع، إذاً:

- عندنا الجر بالحرف (بسم).

- وعندنا الجر بالإضافة لفظ الجلالة.

- وعندنا الجر بالتبعية على النعت (الرحمن الرحيم).

وبهذا ينتهي الكتاب ونحمد الله على ما يسر وأعان، ونسأله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في النوايا والأقوال والأعمال، وأن ينفعنا بما سمعنا وقلنا، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يدخر جلوسنا في هذا المكان متحدثين ومستمعين في موازين أعمالنا يوم القيامة.

س: لماذا اختفت السكون في مثل هذا المثال -وذلك حالة الجزم- (لم يتمَّ زيدٌ درسه)؟

ج: في مثل هذا المثال أصله: (لم يتمِمْ) بالسكون، (لم يتمم) مثل: (لم يكمل) لم يكمل، أو (لم يتمم زيدٌ درسه)، فحينما شدد حينئذٍ أو أدغم (لم يتمَّ) فإنه يخفف كما ترى من أجل النطق بالفتحة أو نحو ذلك كما يحصل التخفيف أيضاً في ما إذا التقى ساكنان في مثل: (لم يقمِ الرجل) ونحو ذلك، وإلا فإنه مجزوم بلم، ما في ذلك شك.

هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#7

8 Nov 2008

العناصر

النوع الثاني من المخفوضات: المخفوض بالإضافة
أنواع المخفوضات بالإضافة:
النوع الأول: ما تكون الإضافة فيه على معنى (من)
ضابط الإضافة بمعنى (من)
مثال للإضافة بمعنى (من)
النوع الثاني: ما تكون الإضافة فيه على معنى (اللام)
ضابط الإضافة بمعنى (اللام)
مثال للإضافة بمعنى (اللام)
النوع الثالث: ما تكون الإضافة فيه على معنى (في)
ضابط الإضافة على معنى (في)
مثال للإضافة على معنى (في)
النوع الثالث من المخفوضات: المخفوض بالتبعية
أنواع التوابع (النعت،وعطف البيان وعطف النسق،والتوكيد،والبدل)
فائدة: (بسم الله الرحمن الرحيم) جمعت بين الخفض بالحرف والإضافة والتبعية
إعراب البسملة
أنواع الاسم المخفوض
مسألة: نزع الخافض
فوائد:
ما ينصح بدراسته بعد التحفة
مسألة: لماذا اختفى السكون في المثال (لم يتم زيد درسه)
وصايا عامة في طلب العلم
الوصية الأولى: بالإخلاص
الوصية الثانية: الإكثار من حضور حلق العلم
الوصية الثالثة: الجلوس إلى المشايخ وطلاب العلم .

عبد العزيز بن داخل المطيري

#8

8 Nov 2008

الأسْئِلةٌ

س1: علَى كمِ نوعٍ تتنوَّعُ المَخْفُوضاتُ؟
س2: مَا المعنَى الذي تدلُّ عَلَيْهِ الحروفُ: مِنْ، عنْ، فِي، رُبَّ، الكاف، اللام؟ ومَا الذي يجرُّه كلُّ واحدٍ منْهَا؟
س3: مثِّلْ بمثاليْنِ مِن إنشائِكَ لاسْمٍ مَخْفُوضٍ بكلِّ واحدٍ من الحروفِ: علَى، البَاءُ، إلَى، وَاوُ القَسَمِ.
س4: علَى كمِ نوعٍ تأتِي الإضَافَةُ؟ مَعَ التّمثيلِ لكلِّ نوعٍ بمثاليْنِ.
س5: مَا ضابطُ الإضَافَةِ التي عَلَى معْنَى (مِنْ)؟ مَعَ التّمثيلِ.
س6: مَا ضابطُ الإضَافَةِ التي عَلَى معْنَى (فِي)؟ مَعَ التّمثيلِ.