10 Nov 2008
3: فصاحة المتكلم
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (3- وفصاحةُ المتكلِّمِ: مَلَكةٌ يُقتَدَرُ بها على التعبيرِ عن المقصودِ بكلامٍ فصيحٍ، في أيْ غرَضٍ كانَ).
الحواشي النقية للشيخ: محمد علي بن حسين المالكي
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وفصاحةُ المتكلِّمِ مَلَكَةٌ (1) يَقتَدِرُ بها على التعبيرِ عن المقصودِ بكلامٍ فصيحٍ في أيِّ غرَضٍ كانَ.
________________
قال الشيخ محمد علي بن حسين بن إبراهيم المالكي (ت: 1368هـ): ( (1) قولُه: (مَلَكَةٌ إلخ)،
المَلَكَةُ هي الكيفيَّةُ الراسخةُ في النفسِ، فالكيفيَّةُ جنسٌ تَشمَلُ
أقسامَ الكَيْفِ الأربعةَ: الكيفيَّاتُ المحسوسةُ، أي المدرَكةُ بأحدِ
الحواسِّ الخمْسِ، راسخةً كانت كحلاوةِ العسَلِ، أو غيرَ راسخةٍ كحُمرةِ
الخجَلِ. والكيفيَّاتُ المختصَّةُ بالكَمِّيَّاتِ، كالزوجيَّةِ والفرديَّةِ
في الكمِّ المنفصِلِ، والاستقامةِ والانحناءِ في المتَّصِلِ،
والكَيفيَّاتُ النفسانيَّةُ، أي المختصَّةُ بذواتِ الأنفُسِ، سواءٌ
رَسَخَتْ في النفسِ كمَلَكَةِ العلْمِ والكتابةِ أم لا كالمرَضِ والفرَحِ.
والكيفيَّاتُ الاستعداديَّةُ، أي المقتَضِيَةُ استعدادًا وانفعالاً
وتهيُّؤًا لقَبولِ أثَرٍ ما بسهولةٍ كاللِّينِ وتُسَمَّى اللاقوَّةَ، أو
بصعوبةٍ كالصلابةِ وتُسَمَّى القوَّةَ، وقولُه: (الراسخةُ)
فصْلٌ أوَّلُ مُخْرِجٌ للحالِ، وهو كيفيَّةٌ غيرُ راسخةٍ، سواءٌ كان من
شأنِها الرسوخُ، ولكنها لم تَرْسُخْ كالكيفيَّةِ التي يُدرَكُ بها العلْمُ
أوَّلَ أمْرِها، أم لا كالمرضِ والفرَحِ، وقولُه: (في النفسِ) فصْلٌ ثانٍ مُخْرِجٌ للراسخةِ في الجسمِ كالبياضِ).
دروسُ البلاغةِ الصُّغْرى
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وفصاحةُ المتكلِّمِ: مَلَكةٌ يُقتَدَرُ بها على التعبيرِ عن المقصودِ بكلامٍ فصيحٍ، في أيْ غرَضٍ كانَ).
حسن الصياغة للشيخ: محمد ياسين بن عيسى الفاداني قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (3- وفصاحةُ المُتْكَلِّمِ مَلَكَةٌ(1) يَقْتَدِرُ بها(2) على التعبيرِ عن المقصودِ(3) بكلامٍ فصيحٍ(4) في أيِّ غَرَضٍ كانَ(5) ).
_______________________
قال الشيخ علم الدين محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي (ت: 1410هـ): ( ( 1 ) ( وفصاحةُ المُتَكَلِّمِ مَلَكَةٌ ) أي: صفةٌ وجوديَّةٌ راسخةٌ فِي نفسِ صاحبِها، فإنْ لمْ تَكُنْ رَاسِخَةً كالفرحِ واللذَّةِ والألمِ كانتْ حالاً.
( 2 ) ( يَقْتَدِرُ بِهَا ) أي: يكونُ قادِراً قدرةً تامَّةً بسببِ هذهِ المَلَكَةِ.
( 3 ) ( على التعبيرِ عن المقصودِ ) أَل اسْتِغْرَاقِيَّةٌ أي: كلُّ ما وَقَعَ عليهِ قَصْدُ المُتَكَلِّمِ وإرادتُهُ.
( 4 ) ( بكلامٍ فصيحٍ
) أي: خالٍ عن العيوبِ الثلاثةِ عن الخَلَلِ فِي مادَّتِهِ، وذلكَ بعدمِ
تَنَافُرِ كلماتِهِ، وعن الخَلَلِ فِي تأليفِهِ، وذلكَ بعدمِ ضَعْفِ
تأليفِهِ، وعن الخَلَلِ فِي دلالتِهِ على المعنى التَّرْكِيبِيِّ، وذلك
بِعَدَمِ التعقيدِ بِنَوْعَيْهِ.
( 5 ) ( فِي أيِّ غَرَضٍ كانَ
) أي: فِي أيِّ نَوْعٍ مِن المعاني كالمَدْحِ والذَّمِّ والرِّثَاءِ وغيرِ
ذلِكَ. فإذاً المدارُ على وجودِ تلكَ المَلَكَةِ فيهِ, سواءً وُجِدَ منهُ
التعبيرُ عن جميعِ المقاصدِ، أو عن بعضِها، أو لمْ يُوجَد التعبيرُ عنها
بالكُلِّيَّةِ. وعُلِمَ أيضاًأن مَلَكَةَ الاقتدارِ على التعبيرِ عن بَعْضِ
المقاصدِ بلفظٍ فصيحٍ غيرُ كافِيَةٍ فِي كَوْنِ المُتَكَلِّمِ فصيحاً).
شموس البراعة للشيخ: أبي الأفضال محمد فضل حق الرامفوري
قال الشيخ أبو الأفضال محمد فضل
حق الرامفوري (ت: 1359هـ): (وفصاحةُ المتكلِّمِ مَلَكَةٌ: الْمَلَكَةُ عبارةٌ عنْ كيفيَّةٍ نفسانيَّةٍ رَسَخَتْ برُسوخِ أمثالِها، وبتواليها في النفْسِ .
يُقْتَدَرُ بها على التعبيرِ عن المقصودِ: وإنَّما قالَ: يُقْتَدَرُ بها،
ولمْ يقُلْ: يُعَبَّرُ؛ لأنَّهُ لا يَشْتَرِطُ النطْقَ بالفعْلِ، ثمَّ
المرادُ بالقُدْرَةِ القُدرةُ بالمباشَرَةِ، فلا يُنْتَقَضُ بالحياةِ؛
لأنَّ الاقتدارَ بها ليسَ بالمباشرَةِ بلْ بَتَوَسُّطِ سليقةٍ عربيَّةٍ أوْ
تَعَلُّمٍ وممارَسَةٍ. بكلامٍ فصيحٍ، وإنَّما قالَ: بكلامٍ فصيحٍ، ولم
يقُلْ: بلفظٍ فصيحٍ؛ لِيَعُمَّ الْمُفْرَدَ والْمُرَكَّبَ كما في التلخيصِ؛
لأنَّ مقصودَ المتكلِّمِ لا يكونُ في الأكثَرِ إلَّا الإخبارَ أو الطلَبَ،
وكلٌّ منهما يُعَبَّرُ بالْمُرَكَّبِ الإسناديِّ. والكلامُ في أيِّ
غَرَضٍ كانَ منْ أنواعِ المعاني كالْمَدْحِ والذَّمِّ وغيرِهما، حتَّى لوْ
حَصَلَ لشخصٍ مَلَكَةُ الاقتدارِ على التعبيرِ عنْ مَقاصِدِه بكلامٍ فصيحٍ
بالنظَرِ إلى نوعٍ خاصٍّ فقطْ كالمدْحِ مَثلًا، لا يكونُ فصيحًا).
شرح دروس البلاغة للشيخ: محمد الحسن الددو الشنقيطي (مفرغ)
قال الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي: (القسم الثالث فصاحة المتكلم:
وتعريفها:
ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود بكلام فصيح في أي غرض كان، معناه
أن يستطيع اللسان التعبير عن المعاني المختلفة بالأساليب المختلفة بحسب
اختلاف الأحوال، لكل مقام مقال.
والبلاغة
في اللغة الوصول والانتهاء، يقال: بلغ فلان مراده , إذا وصل إليه، وبلغ
الركب المدينة , إذا انتهى إليها، وتقع في الاصطلاح وصفا للكلام والمتكلم
فقط , ولا توصف بها الكلمة الواحدة، لا يقال: هذه كلمة واحدة بليغة , ليست
من الفصاحة.
لكن
يقال كلام بليغ , ويقال: متكلم بليغ؛ لأن البلاغة تتعلق بالأساليب , لا
بالكلمات المفردة، بخلاف الفصاحة فتقع في الأسلوب وفي الكلمة المفردة , وفي
المتكلم نفسه، فالقسم الأول هو بلاغة الكلام، وهو مطابقته لمقتضى الحال،
أي أن يكون الكلام مطابقا للمقام الذي دعى إليه، إذا كان المقام مقاما
يقتضي إسهابا وإطناباً فجاء الكلام ملبياً لرغبة المقام، فهو كلام بليغ،
إذا كان المقام يقتضي إيجازا واختصارا , فجاء الكلام ملبيا لذلك , فهو
بليغ، إذا كان المقام يقتضي إسهابا وإطنابا , فحصل فيه الإيجاز , فهذا غير
بليغ , إذا كان المقام يقتضي إيجازا فحصل فيه إطناب فهذا غير بليغ، (مع
فصاحتهم) لا يشترط فيه أيضا أن يكون فصيحا، وهذا طبعا في البلاغة كلها لابد
من شرط الفصاحة .
والحال
يسمى بالمقام , هو الأمر الحامل للمتكلم على أن يورد عبارته على صورة
مخصوصة أي: الحال هو المقام الذي أنت فيه , إذا كان المقام الذي أنت فيه
يقتضي نوعا من الكلام فأديته على وفق ذلك الكلام، فهذه هي البلاغة،
والمقتضى الذي هو مقتضى الحال يسمى الاعتبار المناسب , وهو الصورة المخصوصة
التي تورد عليها العبارة، هو ما يناسب كل مقام، فلكل مقامٍ مقال، خطاب
الغبي يختلف عن خطاب الذكي , وخطاب طالب العلم يختلف عن خطاب الجاهل، وخطاب
الكبير يختلف عن خطاب الصغير.
فإذن
هذه مقامات مختلفة، مقام الإنكار يختلف عن مقام الإقرار، الذي تريد أن
تخبره بخبر وهو خالي الذهن لا تحتاج إلى أن تؤكد له، والذي تخبره بالخبر
وهو ينفيه لابد أن تؤكد له، فإذن المقام مختلف تماماً، مثلا المدح حال يدعو
لإيراد العبارة على صورة الإطناب، مقام المدح، إذا أردت أن تمدح إنساناً
فهذا المقام يقتضي إطناباً؛ لأنك تريد رفعه وزيادة قدره , فلا تقتصر ولا
توجز , ولا تذكر كلمة واحدة، إذا قلت: فلان هذا رجل , وسكت , المعنى كمل ,
لكن المقام يقتضي زيادة، فلذلك المدح يقتضي الإطناب.
وذكاء
المخاطب حال لظهور إيراد الكلام في صورة الإيجاز , فإذا كنت تخاطب عربيا
ذكيا فذلك يقتضي أن تؤدي له المعنى الذي تريده بأقصر عبارة يفهمها على وجه
لبق، إذا كنت تخاطب غبياً , أو من لا يفهم العربية أصلا فستضطر لخطابه
للنزول إلى مستواه هو، فتخاطبه على مقتضى مستواه، مستواه هو، أنت فيه روح
إلى كذا وأنت فيه.. هذا ليس من العربية , لكنك تنزل إلى مستوى المخاطب
فتخاطبه بذلك الكلام، فيكون بليغا حينئذ؛ لأنه هو الذي يقتضيه الحال في
الخطاب مع ذلك الإنسان، فكل من المدح والذكاء حال، وكل من الإطناب والإيجاز
مقتضى , فمطابقة المقتصى للحال هي البلاغة، وإيراد الكلام على صورة
الإطناب أو الإيجاز هو مطابقته للمقتضى).
شرح دروس البلاغة الكبرى للدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ) قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (فصاحة المتكلم هي آخر الشروط الثلاثة، أو آخر الصفات الثلاثة التي يوصف
بها لفظ فصاحة وهي المتكلم، لأنه يوصف بالكلمة والكلام والمتكلم. هنا
طبعاً اختلف التعبير تلك الأولى على مستوى الكلمة والكلام كان التعبير بما
يخالف وهنا كان الوصف بما يحقق، وصفت الآن الفصاحة بأنها هي الملكة يمكن أن
تسميها الموهبة هي القدرة التي يقتدر بها على التعبير صياغة الكلام المعبر
عن المقصود بكلام فصيح. قوله (بكلام فصيح): حتى
يلحق ما يخص فصاحة الكلمة وفصاحة الكلام في هذا الموضوع ثم قال في أي غرض
كان حتى يتيح الفرصة لأن يعبر المتكلم، ليس بمعنى واحد وإنما بمعانٍ كثيرة،
فلا يصح وصف المتكلم بأنه فصيح إلاّ حينما تتحقق فيه هذه الموهبة وهي
القدرة على التعبير عن أي معنى كان بكلام فصيح، هي قدرة وهي موهبة، وطبعاً
يمكن أن تظهر على ذلك بعض الصفات التي يمكن أن يكتشف منها وضوح الصوت وضوح
المخارج القدرة على إيصال المعنى. كل هذه التي تجمع مسألة ملكة يقتدر بها
فالاقتدار طبعاً له مكونات، مكونات الاقتدار وهي كما أسلفنا الثروة اللغوية
التي يستطيع أن يعبر بها عن المعاني التي يريد وفق الأساليب والنظم التي
يسلكها في تركيب الكلام).
القارئ: (وفصاحة
المتكلم ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود بكلام فصيح في أي غرض كان،
والبلاغة في اللغة الوصول والانتهاء يقال بلغ فلان مراده إذا وصل إليه
وبلغ الركب المدينة إذا انتهى إليها).
الكشاف التحليلي
- معنى الفصاحة وصفًا للمتكلم.