2: النهي
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وأمَّا النهيُ، فهوَ طلَبُ الكفِّ عن الفعْلِ على وجهِ الاستعلاءِ، ولهُ صيغةٌ واحدةٌ، وهيَ المضارعُ معَ (لا) الناهيةِ، كقولِه تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} ).
الحواشي النقية للشيخ: محمد علي بن حسين المالكي
قال الشيخ محمد علي بن حسين بن إبراهيم المالكي (ت: 1368هـ): (وأما النهيُ، فهو طلَبُ الكفِّ عن الفعْلِ على وجهِ الاستعلاءِ، وله صيغةٌ واحدةٌ، وهي المضارِعُ مع لا الناهيةِ، كقولِهِ تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} ).
دروسُ البلاغةِ الصُّغْرى
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وأمَّا النهيُ، فهوَ طلَبُ الكفِّ عن الفعْلِ على وجهِ الاستعلاءِ، ولهُ صيغةٌ واحدةٌ، وهيَ المضارعُ معَ (لا) الناهيةِ، كقولِه تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا} ). (دروس البلاغة الصغرى)
حسن الصياغة للشيخ: محمد ياسين بن عيسى الفاداني
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): ( (وأَمَّا
النَّهْيُ(1)) فهوَ طَلَبُ الْكَفِّ عن الفعلِ على وَجْهِ الاستعلاءِ(2)،
ولَهُ صيغةٌ واحدَةٌ. وهى المضارعُ مع لاَ الناهِيَةِ(3)،
كقولِهِ تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا}(4)
_________________
قال الشيخ علم الدين محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي (ت: 1410هـ): ((1) ( وَأَمَّا النهْيُ فَهُو طَلَبُ الكَفِّ عن الفِعْلِ ) أي: الانتهاءِ عنهُ بالقَبُولِ المَخْصُوصِ
(2) ( على وجهِ الاستعلاءِ ) أي: على طريقِ
طَلَبِ العُلُوِّ, فَخَرَجَ بإضافةِ الطلبِ إلى الكَفِّ الأمرُ؛ لأَنَّهُ
طَلَبُ الفعلِ كَمَا سَبَقَ، وَخَرَجَ بِتَقْيِيدِ الكَفِّ, نحوُ: كُفَّ.
فإنَّهُ ليسَ طلباً للكَفِّ عن الفعلِ، بل هو طلبٌ للكَفِّ المُطْلَقِ، أي:
الكفِّ من حيثُ إنَّهُ فِعْلٌ, لا من حيثُ إنَّهُ كَفٌّ عن فعلٍ آخَرَ،
ولو كانَ لازماًلهُ، وظاهرُ القيدِ الأخيرِ اشتراطُهُ فِي النهْيِ،
والصحيحُ عَدَمُهُ كَالأَمْرِ.
(3) ( وَلَهُ صِيغَـةٌ وَاحِدَةٌ وهِيَ المُضَارِعُ مع لا النَّاهِيَةِ )
أي: الجَازِمَةِ لَهُ، والدَّالَّةِ على نهْيِ إيقاعِ الحدثِ الذي هو
مَضْمُونُهُ، احْتَرَزَ بذلكَ عن ((لا)) الناهيةِ التي تَجْزِمُ إذا صَلَحَ
قَبْلَهَا كَيْ، نحوُ: جِئْتُهُ لاَ يَكُنْ لَهُ عَلَيَّ حُجَّةٌ،
فَإِنَّهَا وَإِنْ كانتْ جَازِمَةً عندَ ابنِ مالكٍ وَابْنِهِ إِلاَّ
أَنَّهَا لا تَدُلُّ على النهْيِ، فَتَدَبَّرْ.
(4) ( كقولِهِ تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأرضِ بعدَ إِصْلاَحِهَا} ) أَيْ: لا تَعْصُوا اللهَ, وَلاَ تَأْمُرُوا بِمَعْصِيَتِهِ فيها؛ لأَنَّ صَلاَحَ الأَرْضِ وَكَذَا السماءُ بِطَاعَتِهِ تَعَالَى).
شموس البراعة للشيخ: أبي الأفضال محمد فضل حق الرامفوري
قال الشيخ أبو الأفضال محمد فضل
حق الرامفوري (ت: 1359هـ): (وأمَّا
النهيُ فهوَ طَلَبُ الْكَفِّ عن الفعْلِ: أيْ عن الفعْلِ المأخوذِ منهُ
الصيغةُ نحوَ: لا تَزْنِ؛ فإنَّه طَلَبُ الكَفِّ عن الزِّنَا المأخوذِ منهُ
هذه الصيغةُ، فلا يُنْقَضُ التعريفُ بنحوَ: كُفَّ عن القَتْلِ ؛ لأنَّهُ
طَلَبُ الْكَفِّ عن القتْلِ، وهوَ غيرُ الفعْلِ المأخوذِ منهُ صيغةُ
الأمْرِ .
على
وجْهِ الاستعلاءِ: أيْ عَدُّ الآتِي بصيغتِه لنفسِه عاليًا. وقدْ مَرَّ في
الأمْرِ تفصيلُه، ولهُ صيغةٌ واحدةٌ وَحْدَةً نوعيَّةً، وهيَ المضارِعُ
معَ لا الناهِيَةِ، فهوَ واحدٌ بالنوعِ وإنْ كانَ تحتَهُ أشخاصٌ كثيرةٌ،
كقولِه تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} نَهْيًا عن الفسادِ).
شرح دروس البلاغة للشيخ: محمد الحسن الددو الشنقيطي (مفرغ)
قال الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي: (وأما النهي فهو طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء , وهو ضد الأمر , وله صيغة واحدة وهي المضارع مع لا الناهية , هذا إذا قلنا في الأمر له أربع صور ,وقلنا في النهي له صورة واحدة , والمقصود بها في الأغلب, وإلا فإن الأمر قد يأتي بغير الصور الأربع , كقول الله تعالى: {والوالدات يرضعن أولادهن} معناه: أن ليرضع الوالدات أولادهن.
وكذلك النهي قد يأتي بغير هذه الصورة؛فقد يأتي بالنفي، يكون النفي معناه النهي ،( لاصلاة بغير طهور )لا تدع لقبور, هذا نفي لكن المقصود به النهي , معناه لا تصلوا. وهي المضارع مع لا الناهية , لا الناهية لا تدخل إلا على الفعل بخلاف لا النافية , فتدخل
على الاسم وتدخل على الفعل , فلا الناهية تجزم الفعل المضارع إذا دخلت
عليه فهي من الجوازم التي قد تختص بالفعل المضارع , بينما لا النافية إذا
دخلت على المضارع لم تجزمه , والله لا يقوم زيد , لا يقوم: هذا فعل مضارع
دخلت عليه لا النافية ولم تجزمه , بل بقي مرفوعا ,فهذا دليل على أن لا النافية لا تجزم , بخلاف لا الناهية فهي تجزم: {لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه} , لا تفعل , لاتعد , الفعل بعد لا الناهية مجزوم , كقوله تعالى: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} لا تفسدوا: هذا فعل مضارع مجزوم بلا الناهية , وعلامة جزمه حذف النون؛لأنه من الأفعال الخمسة , أصله تفسدون , فلما جزم حذفت النون , فقيل: {لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} ).
شرح دروس البلاغة الكبرى للدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ)
القارئ: (وأما النهي فهو طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (كما
أشرت آنفاً :أن ألوان الإنشاء تصدر بطلب ,وهناك في الأمر طلب الفعل، وهنا
طلب الكف عن الفعل، وأيضاً على وجه الاستعلاء ما يقال عن النهي هنا ما قيل
عن الأمر هناك، ولذلك جمع البلاغيون بين الأمر والنهي لاشتراكهما في أشياء
كثيرة في مسألة الأغراض ,وهناك اتفاق في عدد كثير من الأغراض التي تصلح
للأمر وممكن تصلح للنهي، الفرق طبعاً في الجانب النحوي أن الأمر له أربع
صيغ ,وأن النهي له صيغة واحدة فحسب، وما قبل عن قضية وجه الاستعلاء
,والعلاقة بين المتكلم والمتلقي والمتكلم والمخاطب هي نفسها الحالات الثلاث
التي تقال عن الأمر وتقال عن النهي أيضاً).
القارئ: (وله صيغة واحدة: المضارع مع لا الناهية كقوله تعالى: { ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (فعل
النهي يتحقق عن طريق صيغة واحدة فحسب هي الفعل المضارع المسبوق بلا الناهية
التي اتصلت به لا الناهية مباشرة وسبقته ودخلت عليه، فهي التي تحقق له في
هذه الحالة أسلوب النهي، لا يمكن أن يكون هناك صيغاً أخرى للنهي إلا الصيغ
التي تكون عن طريق ألفاظ فيها يعني مثلاً: (أنهاك أن تفعل كذا) أو (أطلب
ألا تفعل كذا) (ألا تفعل) موجودة فيها اللام، لكن (لاأنهاك عن) هنا طبعاً
(أنهاك) فعل أمر ,لكن ليس هذا هو المقصود, المقصود بالنهي: الصيغة التي
تتحقق عن طريق الفعل المضارع المسبوق بلا الناهية).