الدروس
course cover
معاني صيغ الاستفهام
10 Nov 2008
10 Nov 2008

35015

0

0

course cover
دروس البلاغة

القسم الثاني

معاني صيغ الاستفهام
10 Nov 2008
10 Nov 2008

10 Nov 2008

35015

0

0


0

0

0

0

0

معاني صيغ الاستفهام


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وقدْ تَخْرُجُ ألفاظُ الاستفهامِ عنْ معناها الأصليِّ لمعانٍ أُخَرَ تُفْهَمُ منْ سياقِ الكلامِ:
1- كالتسويةِ، نحوُ: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ}.
2- والنفيِ، نحوُ: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلاَّ الْإِحْسَانُ}.
3- والإنكارِ، نحوُ: {أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ}، {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}.
4- والأمْرِ، نحوُ: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}، ونحوُ: {أَأَسْلَمْتُمْ}، بمعنى: انتَهُوا، وأَسْلِمُوا.
5- والنهيِ، نحوُ: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ}.
6- والتشويقِ، نحوُ: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.
7- والتعظيمِ، نحوُ: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}.
8- والتحقيرِ، نحوُ: (أَهَذَا الذي مَدَحْتَهُ كثيرًا).
9- والتَّهَكُّمِ، نحوُ: (أعَقْلُكَ يُسَوِّغُ لكَ أنْ تَفعَلَ كذا).
10- والتعَجُّبِ، نحوُ: {مَا لِهَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ}.
11- وَالتنبيهِ على الضلالِ، نحوُ: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ}.
12- والوعيدِ، نحوُ: (أَتَفْعَلُ كذا وقدْ أَحْسَنْتُ إليكَ) ).

هيئة الإشراف

#2

12 Nov 2008

الحواشي النقية للشيخ: محمد علي بن حسين المالكي


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وقد تَخرُجُ ألفاظُ الاستفهامِ(1)عن معناها الأصليِّ لمعانٍ أُخْرى تُفهَمُ من سياقِ الكلامِ.
1- كالتَّسْوِيَةِ، نحوُ: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ}.
2- والنفيِ، نحوُ: {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ}.
3- والإنكارِ، نحوُ: {أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ}، {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}.
4- والأمرِ، نحوُ: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}، ونحوُ: {أَأَسْلَمْتُمْ}، أي انْتَهُوا وأَسْلِموا.
5- والنهيِ، نحوُ: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ}.
6- والتشويقِ، نحوُ: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.
7- والتعظيمِ، نحوُ: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}.
8- والتحقيرِ، نحوُ: أَهَذَا الَّذِي مَدَحْتَهُ كثيرًا).
____________________
قال الشيخ محمد علي بن حسين بن إبراهيم المالكي (ت: 1368هـ): ( (1) قولُه: (وقد تَخرُجُ ألفاظُ الاستفهامِ إلخ)، استَظْهَرَ العلاَّمةُ الأميرُ أنَّ معنى الخروجِ مفارَقةُ الأصْلِ الغالِبِ، وأنها حقيقةٌ في الكلِّ بدليلِ أنَّ المتكلِّمَ بالتسوِيَةِ ونحوِها قد لا يَخطِرُ ببالِه الاستفهامُ الحقيقيُّ، ولا يَبْني عليه بعَلاقةٍ ما، والمجازُ ولو مشهورًا يَستلزِمُ اعتبارَ الحقيقةِ، والقولِ بأنه صارَ حقيقةً عرفيَّةً، تَكلُّفًا لا دليلَ عليه. ومُفادُ السعْدِ أنَّ معنى الخروجِ مفارقةُ المعنى الحقيقيِّ، وأنَّ ما يَخرجُ إليه معنًى مجازيٌّ. وتكلَّف السيِّدُ له عَلاقاتٍ، فجَعَلَ العَلاقةَ في التسويةِ المسبِّبيَّةَ بواسطةٍ؛ لأنَّ التسويةَ بينَ الشيءِ وغيرِه تَقتضِي عدمَ الاحتفالِ به، وهو يَقتضِي جهلَه، وهو يَقتضِي الاستفهامَ عنه. وفي النفيِ كذلكَ؛ لأنَّ نفيَ الشيءِ جهْلٌ لوجودِه، وهو يَقتضِي الاستفهامَ. وفي الإنكارِ كذلكَ؛ لأنه سببٌ في عدمِه، وعدمُه سببٌ في جهلِه، وهو سببٌ في الاستفهامِ. وفي الأمْرِ أو النهيِ التقييدُ والإطلاقُ بنقلِها من طلَبِ الجوابِ إلى مطلَقِ طلَبٍ، ثم منه إلى طلَبِ الفعْلِ أو الترْكِ. وفي التشويقِ المشابَهةُ في التسبُّبِ عن الجهْلِ. وفي التعظيمِ المسبِّبيَّةُ؛ لأنَّ الاستفهامَ عن الشيءِ مسبَّبٌ عن الجهْلِ به، والجهْلُ به مسبَّبٌ عن كونِه هائلاً عظيمًا؛ لأنَّ الأمْرَ الهائلَ من شأنِه عدَمُ الإدراكِ حقيقةً أو ادِّعاءً. وفي التحقيرِ اللازميَّةُ بوسائطَ؛ لأنَّ الاستفهامَ يَستلزِمُ الجهْلَ، وهو يَستلزِمُ عدَمَ الاعتناءِ بالمجهولِ، وهو يَستلزِمُ استحقارَهُ. وفي التعجُّبِ نحوُ: {أَلَمْ تَرَ إلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} المشابَهةُ في التسبُّبِ عن الجهْلِ، ثم هو من حضْرَةِ الحقِّ تعالى بمعنى تَعجيبِ المخاطَبِ، وهو في الآيةِ من الهمزةِ مع ضَميمةِ كيف بعدَها، وقِسْ على ذلكَ ا.هـ. أمير على الْمُغنيِّ، ودسوقيٌّ على المختصَرِ من مواضعَ، فتَنَبَّهْ).

هيئة الإشراف

#3

15 Nov 2008

دروسُ البلاغةِ الصُّغْرى


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وقدْ تَخْرُجُ ألفاظُ الاستفهامِ عنْ معناها الأصليِّ لمعانٍ أُخَرَ تُفْهَمُ منْ سياقِ الكلامِ:
1- كالتسويةِ، نحوُ: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ}.
2- والنفيِ، نحوُ: {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ}.
3- والإنكارِ، نحوُ: {أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ}، {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}.
4- والأمْرِ، نحوُ: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}، ونحوُ: {أَأَسْلَمْتُمْ}، بمعنى: انتَهُوا، وأَسْلِمُوا.
5- والنهيِ، نحوُ: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ}.
6- والتشويقِ، نحوُ: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.
7- والتعظيمِ، نحوُ: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}.
8- والتحقيرِ، نحوُ: (أَهَذَا الذي مَدَحْتَهُ كثيرًا) ).

هيئة الإشراف

#4

21 Nov 2008

حسن الصياغة للشيخ: محمد ياسين بن عيسى الفاداني


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وقد تَخْرُجُ ألفاظُ الاستفهامِ عن(1) معناهَا الأَصْلِيِّ(2) لِمَعَانٍ أُخْرَى تُفْهَمُ(3) مِن(4) سياقِ الكلامِ.(5).
1- كالتَّسْوِيَةِ(6)، نحوُ(7):{سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ}(8).
2- والنَّفْيِ(9)، نحوُ(10): {هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ(11) إِلاَّ الإحْسَانُ}(12).
3- والإِنْكَارِ(13)، نحوُ(14): {أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ}(15) {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}(16).
4- والأمْرِ(17)، نحوُ(18): {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}(19) ونحوُ: {أَأَسْلَمْتُمْ}(20) أيِ: انْتَهُوا وَأَسْلِمُوا(21).
5- والنَّهْيِ(22)، نحوُ(23): {أَتَخْشَوْنَهُمْ(24) فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ}(25).
6- والتَّشْوِيقِ (26)، نحوُ(27): {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}(28).
7- والتعظيمِ(29)، نحوُ(30): {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}(31).
8- والتحقيرُ(32)، نحوُ: أَهَذَا الذِي مَدَحْتَهُ كثيراً(33)؟!
_____________________
قال الشيخ علم الدين محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي (ت: 1410هـ): ( ( 1 ) ( وَقَدْ تَخْرُجُ أَلْفَاظُ الاستفهامِ عن ) اسْتِعْمَالِهَا فِي
( 2 ) ( مَعْنَاهَا الأَصْلِيِّ ) الذي هو الاستفهامُ
( 3 ) ( لِمَعَانٍ أُخْرَى تُفْهَمُ ) أي: هذهِ المَعَانِي.
( 4 ) ( مِن ) ألفاظِ الاستفهامِ بِقَرِينَةِ.
( 5 ) ( سياقِ الكلامِ ) ودلالتِهِ، فَيَكُونُ استعمالُهَا فِي المعاني الأُخَرِ المغايِرَةِ للاستفهامِ مَجَازاً لِعَلاَقَةٍ مع وجودِ القرينةِ المَانِعَةِ عن إرادةِ المعنى الأَصْلِيِّ.
( 6 ) ( كَالتَّسْوِيَةِ ) أي: بينَ شَيْئَيْنِ، والعلاقةُ بَيْنَهَا وبينَ الاستفهامِ المُسَبَّبِيَّةُ بواسطةٍ؛ لأَنَّ التسويةَ بينَ الشَّيْءِ وَغَيْرِهِ تَقْتَضِي عَدَمَ الاحتفالِ بهِ، وهو يَقْتَضِي جَهْلَهُ، وهو يَقْتَضِي الاستفهامَ عَنْهُ.
( 7 ) ( نحوُ ) قولِهِ تَعَالِى:
( 8 ) ( {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} ) فالهمزةُ وأَمْ مُجَرَّدَتَانِ لِمَعْنَى الاستواءِ، وقد انْسَلَخَ عنهما معنى الاستفهامِ رَأْساً, أي: مُسْتَوٍ عليهم إِنْذَارُكَ وَعَدَمُهُ.
( 9 ) ( والنَّفْيِ ) بمعنَى (ما)، والعلاقةُ المُسَبَّبِيَّةُ؛ لأَنَّ نَفْيَ الشَّيْءِ جَهْلٌ بِوُجُودِهِ، وهو يَقْتَضِي الاستفهامَ.
( 10 ) ( نحوُ ) قَوْلِهِ تَعَالَى:
( 11 ) ( {هَلْ جَزَاءُ الأَحْسَانِ} ) أي: مَا جَزَاؤُهُ
( 12 ) ( {إِلاَّ الأَحْسَانُ} ).
( 13 ) ( وَالإنكارِ أي: إنكارِ ما دَخَلَ عليهِ لَفْظُ الاستفهامِ، والعلاقةُ المُسَبَّبِيَّةُ؛ لأَنَّ إنكارَ الشَّيْءِ - بِمَعْنَى كَرَاهَتِهِ والنَّفْرَةِ عن وُقُوعِهِ - يَسْتَلْزِمُ عَدَمَ تَوَجُّهِ الذِّهْنِ إليهِ، وهو يَسْتَلْزِمُ الجهلَ، وَالجَهْلُ يَقْتَضِي الاستفهامَ.
( 14 ) ( نحوُ ) قَوْلِهِ تَعَالَى:
( 15 ) ( {أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ} ) فَالمُنْكَرُ هنا المفعولُ، وهو غيرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَعْنِي: كَوْنَ المَدْعُو غَيْرَ اللهِ, لا نفسَ الدعاءِ، وقد يكونُ المُنْكَرُ الفعلَ، نحوُ قَوْلِهِ تَعَالَى:
( 16 ) ( {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} ) فَالمُنْكَرُ فيهِ الفعلُ, وَيَكُونُ المُرَادُ إِنْكَارَ مَا د‌َخَلَتْ عليهِ الهمزةُ، وهوَ عَدَمُ كفايةِ اللهِ عَبْدَهُ، وحيثُ إِنَّ الإنكارَ فِي هذهِ الآيةِ دَخَلَ على النَّفْيِ كانَ المَعْنَى اللَّهُ كَافٍ لِعَبْدِهِ؛ لأَنَّ إِنْكَارَ النَّفْيِ نَفْيٌ لِلنَّفْيِ، وَنَفْيُ النَّفْيِ إِثْبَاتٌ لِلمَنْفِيِّ. وَيُسَمَّى إِنْكَاراً إِبْطَالِيّاً، لأَنَّ الآيةَ رَدٌّ على مَنْ يَتَوَهَّمُ من الكَفَرَةِ أنَّ اللهَ تَعَالى لَيْسَ بِكَافٍ عَبْدَهُ. ِ
( 17 ) ( والأمرِ ) أي: طَلَبِ الفعلِ، وَالعلاقةُ التَّقْيِيدُ والإطلاقُ بِنَقْلِهَا من طَلَبِ العلمِ بِشَيْءٍ إلى مُطْلَقِ الطلبِ، ثم منهُ إلى طَلَبِ الفِعْلِ.
( 18 ) ( نحوُ قَوْلِهِ تَعَالَى ):
( 19 ) ( {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} ) و قَوْلِهِ تَعَالَى:
( 20 ) ( {أَأَسْلَمْتُمْ} ) أي: انْتَهُوا ) تَفْسِيرٌ للمُرَادِ من الآيةِ الأُولَى.
( 21 ) ( وَأَسْلِمُوا ) تَفْسِيرٌ للمُرَادِ من الثانيَةِ.
( 22 ) ( وَالنَّهْيِ ) أي: طَلَبِ التَّرْكِ، والعلاقةُ التقييدُ والإطلاقُ بِنَقْلِهَا من طَلَبِ العلمِ بِشَيْءٍ إلى مُطْلَقِ الطلبِ، ثم منهُ إلى طَلَبِ التَّرْكِ.
( 23 ) ( نحوُ ) قَوْلِهِ تَعَالَى:
( 24 ) ( {أَتَخْشَوْنَهُمْ} ) أي: لا تَخْشَوْهُمْ.
( 25 ) ( {فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ} ) منهم.
( 26 ) ( وَالتَّشْوِيقِ ) والعلاقةُ بَيْنَهُ وبينَ الاستفهامِ المُشَابَهَةُ فِي التَّسَبُّبِ عن الجهلِ.
( 27 ) ( نحوُ ) قَوْلِهِ تَعَالَى:
( 28 ) ( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) أي: عَلَى أَحَبِّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَسَمَّاهُ تِجَارَةً؛ لأَنَّهُمْ يَرْبَحُونَ فِيهِ رِضَاهُ تَعَالَى وَنَيْلَ جَنَّتِهِ والنجاةَ مِن النارِ، وقد بَيَّنَهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ: ( {تُؤْمِنُونَ باللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ) الآيةَ.
( 29 ) ( وَالتَّعْظِيمِ ) وَالعَلاَقَةُ بينَه وبينَ الاستفهامِ المُسَبَّبِيَّةُ؛ لأَنَّ الاستفهامَ عن الشَيْءِ مُسَبَّبٌ عن الجهلِ بِهِ، والجهلُ بهِ مُسَبَّبٌ عن كَوْنِهِ عَظِيماً؛ لأَنَّ الأمرَ العظيمَ مِن شَأْنِهِ عَدَمُ الإدراكِ حَقِيقَةً أو ادِّعَاءً.
( 30 ) ( نحوُ ) قَوْلِهِ تَعَالَى:
( 31 ) ( {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} ) يعني: لا شَفَاعَةَ لاحَدٍ عِنْدَهُ إِلاَّ مَا اسْتَثْنَاهُ بِقَوْلِهِ: {إِلاَّ بِإِذْنِهِ} يُرِيدُ بِذَلِكَ: شفاعتَهُ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَفَاعَةَ بَعْضِ الأنبياءِ والملائكةِ وشفاعةَ المؤمنينِ بَعْضِهِم لِبَعْضٍ.

( 32 ) ( والتحقيرِ ) أي: عَدِّ الشَّيْءِ حَقِيرًا، والعلاقةُ بَيْنَهُ وبينَ الاستفهامِ اللازِمِيَّةُ بِوَسَائِطَ؛ لِأَنَّ الاستفهامَ عن الشَيْءِ يَقْتَضِي الجهلَ بهِ، وهو يَقْتَضِي عَدَمَ الاعتناءِ بهِ، وهو يَقْتَضِي اسْتِحْقَارَهُ.
( 33 ) ( نَحْوَ: هذا الذي مَدَحْتَهُ كَثِيرًا؟ ) أي: هذا شَخْصٌ مُسْتَخَفٌّ بِهِ حَقِيرٌ).

هيئة الإشراف

#5

4 Dec 2008

شموس البراعة للشيخ: أبي الأفضال محمد فضل حق الرامفوري


قال الشيخ أبو الأفضال محمد فضل حق الرامفوري (ت: 1359هـ): (وقدْ تَخْرُجُ ألفاظُ الاستفهامِ عنْ معناها الأصليِّ الذي هوَ الاستفهامُ، وتُستَعْمَلُ لمعانٍ أُخَرَ تُفْهَمُ منْ سياقِ الكلامِ، وتُناسِبُ معناها الأصليَّ، فيكونُ استعمالُها في تلكَ المعاني مَجازًا.
كالتَّسْوِيَةِ، نحوَ: { سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ }، فإنَّ كلمةَ الهمزةِ وأَمْ ههنا قدْ خَرَجَتا عنْ معناهما الأصليِّ الذي هوَ الاستفهامُ عنْ أَحَدِ الْمُسْتَوِيَيْنِ في عِلْمِ الْمُسْتَفْهِمِ لِمُجَرَّدِ معنى الاستواءِ، فإنَّ اللفظَ الحاملَ لِمَعْنَيَيْنِ قدْ يُجَرَّدُ لأحدِهما، ويُسْتَعْمَلُ فيهِ وحدَهُ كما في صِيغةِ النداءِ؛ فإنَّها كانتْ للاختصاصِ النِّدَائِيِّ فَجُرِّدَتْ لِمُطْلَقِ الاختصاصِ في قولِكَ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لنا أيَّتُهَا العِصابةُ؛ ولذا بَطَلَ مُقْتَضَى الاستفهامِ من الصَّدَارَةِ، وكونُهما لأحدِ الأمرينِ .
والنفيِ، نحوَ: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}، أيْ: ما جزاءُ الإحسانِ بالطاعةِ إلَّا الإحسانُ بالثوابِ، فهلْ ههنا بمعنى الْجَحْدِ والنفيِ .
والإنكارِ، وفي هذه الصورةِ يكونُ الْمُنْكَرُ ما يَلِي الهمزةَ، اسمًا كانَ أوْ فِعْلًا. ففي قولِه نحوَ: { أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ }، الْمُنْكَرُ هوَ المفعولُ، وهوَ غيرُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، لا نفسُ الدعاءِ؛ لأنَّ الدعاءَ مُسَلَّمٌ. والْمُنْكَرُ إنَّما هوَ كونُ الْمَدْعُوِّ غيرَ اللَّهِ تعالى. وفي قولِه: { أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ }، الْمُنْكَرُ الفعلُ وهوَ النفيُ، فيكونُ المرادُ الإثباتَ؛ لأنَّ إنكارَ النفيِ إثباتٌ، أيْ: اللَّهُ كافٍ عبدَهُ .
والأمرِ، نحوَ: { فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ }، ونحوَ: { أَأَسْلَمْتُمْ }، فالأوَّلُ بمعنى انْتَهُوا، والثاني بمعنى أَسْلِمُوا، بصيغةِ الأمْرِ .
والنهيِ، نحوَ: { أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ }، أيْ: لا تَخْشَوْا إيَّاهُمْ؛ فاللَّهُ أَحَقُّ أنْ تَخْشَوْهُ .
والتشويقِ، نحوَ: { هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }، فحقيقةُ الاستفهامِ فيها غيرُ مُرادٍ، وإنَّما المرادُ تشويقُ النفوسِ ليكونَ الأمرُ بالإيمانِ والجهادِ الواقعِ بعدَهُ منْ قولِه سُبْحَانَهُ: { تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ } الآيةَ، أَوْقَعَ في النفوسِ؛ لأنَّهُ خبرٌ بمعنى الأمْرِ كما يَدُلُّ عليهِ الجوابُ بقولِه تعالى: { يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ}.
الظاهِرُ أنَّ الأمْرَ الواردَ على النفوسِ بعدَ تَشَوُّقٍ وتَطَلُّعٍ منها إليهِ أَوْقَعُ فيها، وأقرَبُ منْ قَبُولِها لهُ ممَّا فُوجِئَتْ بهِ .
والتعظيمِ، نحوَ: { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ }، الاستفهامُ ههنا للنفيِ، لكنَّ المقصودَ منهُ التعظيمُ والبيانُ لكبرياءِ شأنِه تعالى، بأنَّهُ لا أحَدَ يَسْتَقِلُّ بأنْ يَدْفَعَ ما يُريدُهُ هوَ سُبْحَانَهُ شفاعةً واستكانةً، فضلًا أنْ يُعَاوِقَهُ عَنَاءٌ أوْ مُقَابَلَةٌ .
ولعَلَّكَ قدْ تَفَطَّنْتَ منْ هذا أنَّ الاستفهامَ الْمُسْتَعْمَلَ للتعظيمِ لا يَجِبُ أنْ يكونَ لتعظيمِ ما دَخَلَتْ عليهِ كلمةُ الاستفهامِ، بلْ ربَّما يكونُ التعظيمُ ما يَتَعَلَّقُ بهِ بنحوٍ من التَّعَلُّقِ والتحقيرِ، نحوَ: أهذا الذي مَدَحْتَهُ كثيرًا ؟ فالاستفهامُ ههنا لقَصْدِ الاحتقارِ والاستخفافِ بالْمُشَارِ إليهِ معَ أنَّكَ تَعْرِفُهُ؛ ولهذا جِيءَ باسمِ الإشارةِ الدَّالِّ على التحقيرِ أيضًا .
والتَّهَكُّمِ، أي الاستهزاءِ والسخْرِيَةِ، نحوَ: أَعَقْلُكَ يُسَوِّغُ لكَ أنْ تَفْعَلَ كذا ؟ فليسَ المرادُ بهِ السؤالَ عنْ كونِ عَقْلِ المخاطَبِ مُسَوِّغًا بما ذُكِرَ، بل المقصودُ الاستخفافُ بشأنِ عَقْلِه .
والتعجُّبِ، نحوَ: { مَا لِهَذَا الرَّ‍سُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ }، فإنَّ الغَرَضَ منْ هذا الاستفهامِ التعجُّبُ ؛ لأنَّهُم لَمَّا رَأَوا الرسولَ يَأْكُلُ كما يَأْكُلُ غيرُه، وَيَتَرَدَّدُ في الأسواقِ كما يَتَرَدَّدُ غيرُه فيها، تَعَجَّبُوا منْ حالِه بناءً على زَعْمِهم أنَّ الرسولَ يَجِبُ أنْ يكونَ مُسْتَغْنِيًا عن الأكْلِ والتَّعَيُّشِ .
والتنبيهِ على الضَّلالِ، نحوَ: { فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ }، إذْ ليسَ القَصْدُ منهُ الاستعلامَ عنْ مَذْهَبِهِم، بل التنبيهَ على ضَلَالِهِم، وأنَّهُم لا مَذْهَبَ لهم يَنْجُونَ بهِ .
والوعيدِ، نحوَ: أَتَفْعَلُ كذا وقدْ أَحْسَنْتُ إليكَ ؟ فإنَّهُ يَدُلُّ على كراهةِ الإساءةِ بمقابَلَةِ الإحسانِ المُقْتَضِيَةِ للزَّجْرِ بالوعيدِ، فيُحْمَلُ على الوعيدِ بهذهِ القَرِينَةِ).

هيئة الإشراف

#6

8 Jan 2009

شرح دروس البلاغة للشيخ: محمد الحسن الددو الشنقيطي (مفرغ)


قال الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي: (وكما ذكرنا في الأمر والنهي من خروجهما عن أصل صيغتهما , فكذلك يخرج الاستفهام أيضا عن أصل دلالته , قد تخرج ألفاظ الاستفهام عن معناها الأصلي إلى معان أخر تفهم من السياق , سياق الكلام , فالهمزة قد تأتي للتسوية كقول الله تعالى: {سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم} فهنا ليست الهمزة للاستفهام , بل هي لتسوية الأمرين.
وكذلك النفي كقوله تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} فليس هذا استفهاما ؛ بل هو نفي , معناه: ما جزاء الإحسان إلا الإحسان.
وكذلك الإنكار كقوله تعالى: {أغير الله تدعون} , {قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون} , فهذا إنكار , إنكار عليهم في زعمهم ذلك , {أليس الله بكاف عبده} فتقول: بلى , هذا الذي يسمى بالاستفهام التقريري , وكذلك تأتي بمعنى الأمر كقوله تعالى: {فهل أنتم منتهون} هل أنتم منتهون في تحريم الخمر؟هذا ليس استفهاما؛ وإنما المقصود به المبالغة في النهي عن الخمر.
ويزعم الناس أن عيينة بن حصن الفزاري شرب الخمر بعد نزول هذه الآية , فدعاه بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتشرب الخمر بعدما حرمت؟ قال: ما حرمت؛ وإنما قال الله تعالى:{فهل أنتم منتهون} فسكت وسكتنا ,فلم يفهم من هذا أنه غاية في النهي , وكانت في عيينة حماقة نقص عنده.
ونحو: {أأسلمتم} معناه: أسلموا {فإن أسلموا فقد اهتدوا} والنهي كذلك، قد يرد الاستفهام بمعنى النهي كقوله تعالى: {أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين} معناه لا تخشوهم.
وكذلك يرد الاستفهام بمعنى التشويق نحو:{يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم} , هذا تشويق لكم إلى تلك التجارة (غير مسموع).
وكذلك الصارف الآخر من صوارف الاستفهام عن معناه التعظيم , كقوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} فمن هنا ,هنا استفهامية, لكن لا يقصد به الاستفهام؛ وإنما يقصد بهاتعظيم الله سبحانه وتعالى على أن يشفع عنده أحد إلا بإذنه , لا يتكلمون إلا عند إذنه لهم سبحانه وتعالى , ولذلك قال: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} , قال:{ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} , ا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا} , فكل ذلك للتعظيم , فقال: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} أي: لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه.
وكذلك التحقير , كقول عمر بن أبي ربيعة المخزومي:

قفي فانظري أسماء هل تعرفينه ... أهذا المغيري الذي كان يذكر

أهذا الذي أطريت نعتاً فلم أكن ... وعيشك أنساه إلى يوم أقبر

فقالت نعم لا شك غيَّر لونه ... سري الليل يحيي نصفه والتهجر

لئن كان إياه لقد حال بعدنا ... عن العهد والإنسان قد يتغير

أهذا المغيري الذي كان يذكر ؟
فالرجل كان موصوفا بالجمال والحسن، ولكنه للسرى والسير في وقت الحر والشدة تغير لونه ، وهزل جسمه فلم يعد كما كان، فقال: أهذا المغيري الذي كان يذكر؟
أهذا الذي أطريت نعتا؟
الذي نعتّه فأطريته؛
فهذا هنا للتحقير.
أهذ
ا الذي مدحته كثيرا ؟
تشير به إلى شخص جاء أقل مما وصف , ومن ذلك قول الله تعالى: {أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون}
يطعنون فيه يقولون: {أهذا الذي يذكر آلهتكمأي: يعيب الأصنام).

هيئة الإشراف

#7

24 Mar 2010

شرح دروس البلاغة الكبرى للدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ)


القارئ: (وقد تخرج ألفاظ الاستفهام عن معناها الأصلي لمعانٍ أخر تفهم من سياق الكلام).

قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هذا هو الجانب البلاغي في دراسة الاستفهام، والأغراض التي وردت عند البلاغيين للاستفهام يعين على إدراكها معرفة السياق وقرائن الأحوال كما حصل في دراسة الأمر في درس مضى، ولكن هنا يثار إشكال وهو هل هذه المعاني التي خرج إليها الاستفهام على حد تعبير البلاغيين هي معانٍ حقيقية أو معانٍ مجازية على خلاف بين العلماء في هذا الجانب، والقضية الاصطلاحية كما يقولون: لا مشاحة في الاصطلاح ولكن ما ينبغي التنبيه عليه: هل تحتفظ أدوات الاستفهام بدلالاتها الظاهرة على الاستفهام مع خروجها إلى هذه المعاني؟ وأن الاستفهام ينسلخ ليتحول إلى الغرض الذي يذكر، وواضح أن مجئ هذه الأغراض عن طريق الاستفهام له حيز في المعنى المراد، لأنه لو كان المطلوب أو المراد تحقيق هذا الغرض عن طريق آخر غير الاستفهام لكان ممكناً ويمكن أن يحقق غرض الاستفهام، وعندنا التسوية، والنفي والإنكار ما نعرف عن طريق آخر غير الاستفهام، لكن لماذا جاء بالاستفهام؟ وهذا سؤال كبير يتوقف البلاغيون حقيقة، أو اختلف البلاغيون في عرضه، هل تحتفظ أدوات الاستفهام بمعناها الأصلية وتضاف إليها هذه المعاني؟ أو أن المعاني الأصلية تنسلخ لينحصر الموضوع في المعاني المستنبطة، هذا يتوقف على الأغراض العامة، لكني والله أعلم أرى أن وجود الاستفهام، أو مجئ هذا المعنى عن طريق الاستفهام خاصة لابد أن يكون وراء هذا الأمر فائدة يحققها أسلوب الاستفهام بذاته، ثم بعد ذلك يتناول الغرض الذي تحقق من وراء أسلوب الاستفهام.

القارئ: (كالتسوية نحو: { سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم }.
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (ورد معنا غرض التسوية في الأمر: { اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا } ويمكن طبعاً هنا أوضح في دلالته على التسوية، لأنه سبق بكلمة سواء { سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم } يعني إنذارهم وعدم إنذارهم سواء هذا هو المعنى.
لكن كما أسلفت قبل قليل هل يبقى الاستفهام، أو يذهب! هذا الأمر يتوقف على فهم المعنى العام للآية وممن صدر هذا الاستفهام لأنه لا يعقل أن يقال إن الاستفهام على حقيقته صادر من الله عز وجل، وهو طلب الفهم لأنه لا يعقل أن يكون الله عز وجل يطلب فهم هذه الأشياء وهو العالم بكل شيء لكن هنا نقول الصيغة حينما جاءت للاستفهام دلت على افتراض سائل ومجيب، افتراض السائل والمجيب مقصوده هنا في كل موضع يرد فيه الاستفهام حتى يتخيل القارئ هذا الحوار بين السائل والمجيب ليكون مستوعباً للقضية فالسائل يسأل: { أأنذرتهم أم لم تنذرهم } هذا سؤال، لكنه يقول سواء عليهم أحصل إنذارك أم لم يحصل إنذار المعنى هو التسوية، وصيغة الاستفهام موجودة،صيغة الاستفهام تشعر بوجود الحوار الحاصل بين السائل والمجيب.

القارئ: (والنفي نحو: { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان }).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (واضح أن المعنى في { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان } يعني ما جزاء الإحسان إلا الإحسان، أوليس جزاء الإحسان إلا الإحسان لكن سؤال لماذا جاءت (هل جزاء الإحسان) وكان بالإمكان أن يأتي: (ما جزاء الإحسان إلا الإحسان) هنا نقول: لابد من استصحاب الدلالة الأصلية للاستفهام لأن فيها لون من تصور المحاورة تصور الخطاب بين شخصين سائل ومجيب حتى تكون الحجة أبلغ في إثبات أن الله عز وجل يقول: (ما جزاء الإحسان إلا الإحسان) لو قيلت على الأسلوب الخبري لم يكن وقعها مثل وقعها حينما تأتي عن طريق الإنشاء: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) انظر أنت لنفسك حينما تتأمل الفرق بين الصيغتين، حينما تقول: (ما جزاء الإحسان إلا الإحسان) كأنما تطلب إلا أن تلقي هذا الخبر وتخرج لكن حينما يقال: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان، كأنك تطلب من الذي يسمعك أن يتأمل في هذا المعنى وكأنه يقال له أيجوز أن يقابل الإحسان بغير الإحسان وهكذا..

القارئ: (والإنكار نحو: { أغير الله تدعون }، { أليس الله بكافٍ عبده }) .
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هنا الإنكار يعني حينما تقرأ قول الله عز وجل: { أغير الله تدعون } لابد أن تربط هذه المسألة بمسألة بما قيل في الشق الأول وهو الوصف النحوي للأدوات وهو اختصاص هذه الأدوات وهو أن الهمزة يليها المسؤول عنه إذا جاءت للإنكار، فالمنكر هو الذي يلي الهمزة: { أغير الله تدعون } ليس الإنكار للدعاء وإنما الإنكار، لأن غير الله هو الذي يدعى.
والمثال الآخر: { أليس الله بكافٍ عبده } يجعله بعض البلاغيين للتقرير يعني الله كافٍ عبده.

القارئ: (والأمر نحو: { فهل أنتم منتهون } ونحو: { أأسلمتم } بمعنى انتهوا، وأسلموا).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (وهنا مجئ الاستفهام للأمر فالمعنى { فهل أنتم منتهون } وهذه قصة تحريم الخمر كما هو معروف (هل أنتم منتهون) هنا واضح أن المعنى هنا يعني انتهوا، فجاء النهي أو الأمر، بالانتهاء عن تناول الخمر عن طريق الاستفهام. ويقول البلاغيون هنا فيه لطف وتلطف مع المخاطب، وكأنه يستشار في أن ينتهي أو لا ينتهي ولكن المراد انتهوا دلالة واضحة بأنها للأمر ومثلها قوله: (أأسلمتم) يعني اسلموا.

القارئ: (والتشويق نحو: { هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب الله }).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (قبلها النهي: { أتخشوهم فالله أحق أن تخشوه } معنى أتخشونهم يعني لا تخشوهم والدليل على ذلك أن السياق بعده {والله أحق أن تخشوه} فالذي يُخشى هو الله أما هم فلا تخشوهم وهذا من السياقات التي تدل على أن المراد هو النهي.
أما التشويق فهو: { هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذابٍ أليم } يلحظ هنا أنك إذا قلت: مثل هذه العبارة لمن يستمع إليك هل أدلك على شيء تحبه نفسك فأنت بمجرد ما تسمع هذا الكلام تشتاق لمعرفة الجواب، فهذا لون ويحصل هذا بتطويل الجملة المسؤول عنها يعني مثلاً ما قال مثلاً: أدلكم فقط.
لا قال: { هل أدلكم على تجارة } نوع هذه التجارة أنها تنجيكم من عذاب أليم، كل الناس يرغبون ويتشوقون لمعرفة هذا اللون من التجارة ولذلك يقال في مثل هذا السؤال أنه للتشويق.

القارئ: (والتعظيم نحو: { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه }).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (التعظيم يتضح من خلال جملة الموصول يعني: { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } هذا حديث عن الله جل وعلا، فهذا تعظيم للشافع الذي يمكن أن يسأل عنه فهذا لون من ألوان الأغراض البلاغية التي يخرج إليها الاستفهام ويدل عليها السياق بعامة وليس أداة الاستفهام ولا مدخول أداة الاستفهام فقط وإنما أيضاً من خلال ما جاء من جملة الموصول التي فيها: { من ذا الذي شفع عنده إلا بإذنه } من تتحقق فيه هذه الصفة فهو يعني فيه تعظيم.

القارئ: (والتحقير نحو: (أهذا الذي مدحته كثيراً).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (جزى الله المؤلفين خيراً؛ لأنهم خرجوا عن شاهدٍ يذكره البلاغيون في كتبهم من قول الله عز وجل حينما يستشهدون بقول الله عز وجل {أهذا الذي بعث الله رسولاً} نوع من الاحتقار له، وهذا لا يليق طبعاً، ولكن هم قالوا أهذا الذي مدحته كثيراً كأن هذا المتحدث عنه الذي مدحته كثيراً، مدحك له كان يغري بأنه صاحب منزلة عالية، ويفهم من هذا السؤال أنه تبين من رؤيته أنه لا يستحق وكأنما هو أحقر من أين يحصل على مثل هذا المدح الذي وجه إليه كثيراً.
إذاً: السياق دخول همزة الاستفهام على هذا، وهذا اسم اشارة يدل على القريب، وقربه ليس لعلو شأنه وإنما لضعفه وحقارته.

القارئ: (والتهكم نحو: (أعقلك يسوغ لك أن تفعل كذا).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (وهذا من الأغراض التي يمكن أن يدل عليها السياق كقولهم: (أعقلك يسوغ لك أن تفعل هذا) كأنهم يتهكمون به، عمل عملاً غير لائق، فكأنهم يقولون: أعندك عقل سوغ لك هذا العمل غير اللائق فكأنهم يتهكمون به ويستهزؤون به.

القارئ: (والتعجب نحو: { ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق }).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (السؤال: { ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق } هو تعجب منحال الرسول؛ لأنهم كانوا يظنون أن الرسول لا يحتاج إلى الأكل والشرب ولا إلى المشي في الأسواق، لأن هذه من الصفات التي تكون للبشر وكأنهم يظنون أن الرسول من غير البشر فهم يتعجبون من كونه رسولاً وكونه يأتي بأعمال يأتي بها البشر.

القارئ: (والتننبيه على الضلال: نحو: فأين تذهبون).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: ( (فأين تذهبون) تنبيه على الضلال لاحظت، التنبيه على الضلال، ضلال هؤلاء المخاطبين (فأين تذهبون) يمكن أن يكون فأين تذهبون بمفردها إذا قيلت هكذا بمعزل عن سياقها العام يمكن أن يكون سؤالاً صريحاً (فأين تذهبون) يقول: سنذهب إلى المكان الفلاني. لكن لأن السياق هو الذي يدل على ضلال هؤلاء حينما نتأمل سياق الآيات التي وردت فيها هذه الآية في سورة التكوير: { فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس والليل إذا عسعس } إلى أن قال جل وعلا: { وما صاحبكم بمجنون ولقد رآه بالأفق المبين وما هو على الغيب بضنين وما هو بقول شيطان رجيم فأين تذهبون } في كل هذه الاتهامات التي اتهموا بها رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم بأنه مجنون أو بأنه يأخذ كلام الشياطين، هذا ضلال منهم فالله سبحانه وتعالى قال هم فأين يذهبون كل هذا ما يأتي به الرسول: { إن هو إلا ذكر للعالمين من شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين } فهذا لون من البيان الذي ينبه على ضلال هؤلاء في ظنهم وفي موافقتهم.

القارئ: (والوعيد نحو: أتفعل كذا وقد أحسنت إليك).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (وهذا يظهر أيضاً حينما يفسره المقام حينما يقول: (وقد أحسنت إليك) أتفعل كذا وقد أحسنت إليك ن يعني أتسئ إليّ وقد أحسنت إليك فهذا لون يمكن أن يتحول إلى عتاب، قد يكون عتاباً ولكن بحسب منزلة المتكلم والمتلقي أيحق له أن يتوعده أم يكتفي بعتابه، إن كان قريباً منه يقول عتاباً وإن كان يعني صار عدواً له أو بعيداً نقول إنه يعني وعيد وليس عتاباً).

القارئ: (بارك الله فيكم فضيلة الشيخ ها هنا بعض الأسئلة:
أيهما أبلغ ذكر المعادلة أم تركها؟).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (في سؤال التصور الأفضل أن يذكر المعادل كما أسلفت حتى يزول ما قد يظن بأن الهمزة تحولت من السؤال عن التصور إلى السؤال عن التصديق؛ لأن الهمزة تصلح للاثنين معاً؛ لأن الهمزة تصلح للاثنين معاً، فإذا ذكر المعادل فهذا يدل على أن الهمزة خلصت للتصور. وإذا لم يذكر فقد يظن أنها تحولت إلى السؤال عن التصديق).

القارئ: (وهذا ينبني عليه سؤال آخر وهو هل ورد ذكر المعادلة في القرآن الكريم أو في نصوص الكتاب والسنة؟).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (المعادل الأصل فيه أن يذكر المعادل: { سواء عليكم أأنذرتهم أم لم تنذرهم } أأنذرتهم أم لم تنذرهم، وفي عدد من المواضع تأتي السؤال بالهمزة إذا كان للتصور أن تأتي أم وبخاصة وقد جاء في القرآن (أم) المنقطعة وذلك في قول الله عز وجل: { أم على قلوبٍ أقفالها } كأنه قال بل على قلوبٍ أقفالها وخاصة وتعرف بأنها المنقطعة إذا كان ما بعد أم يختلف عن نوع ما بعد الهمزة وتقدر (ببل) فإذا قدر ببل تكون المنقطعة وليست المتصلة (فأم) المتصلة هي المعادلة والمنقطعة هي إضراب عن المعنى الأول إلى معنى آخر).

القارئ: (ما تعليقكم على ما ذكره بعض من ألّف في لحن العامة تعال إن أم لا تذكر بعد الاستفهام بهل وإنما يذكروا أو؟).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هذا هو السبب حتى لا يظن بأن أم التي جاءت بعد هل هي المعادلة؛ لأنها إذا صار للمعادلة معناه أن السؤال بهل صار للتصور بينما السؤال بهل هو للتصديق وليس للتصور، ولهذا الذي ألّفوا صدقوا هي تأتي لكن ليست للمعادلة وإنما تكون للإضراب).

القارئ: (يعني على هذا قول بعض الفقهاء، وقد اختلف في هذا هل يجوز أو لا يجوز فيه لحن؟).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (لاحظ أن الذي يأتي بعد هل (أو) وليس (أم) هل يجوز أو لا يجوز هنا خروجاً من مسألة مجئ أم حتى لا تكون قضية المعادلة وإنما السؤال، أيجوز، السؤال عن نسبة وقوع الجواز من عدمه.
هو خروج من يعني حينما تسأل بهل وتضطر إلى ذكر شيء آخر مقابل فتقول أو حتى لا يتصور أنها المعادل؛ لأن المعادل أم وليس أو، والأصل في هل أن يكون بالسؤال عن النسبة فقط دون أن يكون بعدها معادل).

القارئ: (ولا يوجب عليه أن يستفهم بهزة الاستفهام ؟).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (الأصل إذا كان هناك معادل الذي يلزمه أن يستخدم الاستفهام لأن هي التي للتصور الهمزة للتصور تصلح للتصور هي وبقية أدوات الاستفهام غير هل أم هل فتختص بالتصديق فقط وهو سؤال عن النسبة).

القارئ: (تعليكم على قول عنترة العبـسي:
هـل غـادر الشـــعراء مــن مـتــردم أم هل عرفت الدار بعد توهم).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هذه أم للإضراب يعني تقديرها بل، بل قد عرفت ولذلك ليست معادلة).

القارئ: (قول الشاعـر:
أتــذكــر أم لا لليـوم مـن أنــت عاشقة ومن أنت مشتاق إليه وشائقه).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (السؤال هنا عن ماذا؟ الهمزة إذا كانت للتصور؛ لأن الهمزة يصلح أن تكون للتصور وللتصديق فالأمر فيها واسع، أما هل كما قلنا فهي للتصديق فقط، فإذا جاء بعد الهمزة أم وكان ما بعدها مناظراً لما بعد الهمزة، ما بعد أم مناظر لما بعد الهمزة فهو معادل يعني أنا شبهت الأمر بقضية كفتي الميزان فما بعد الهمزة يكون مناظراً لما بعد أم يكون المعادلة أما إذا كان غير مناظرٍ فلا تكون للمعادلة، تكون للسؤال عن النسبة).

القارئ: (يعني يخبر المنشيء بين المعادلة بأم أو أو في همزة الاستفهام؟).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (لا، المعادلة تكون بأم وليس بأو، إن وردت تقول إن أو جاءت بمعنى أم ممكن، ولكن لا أستطيع أن أقول: إن المعادلة تكون بأو لأنهم حصروها في أم).

القارئ: (فضيلة الشيخ في قول المؤلفين يعني هروبهم من التمثيل بقوله تعالى: { أهذا الذي بعث الله رسولاً } وقوله: {أهذا الذي يذكر آلهتكم } لو استبدلنا كلمة التحقير بقصد التحقير).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (نحن حينما نتأدب في اختيار بعض المصطلحات نخرج من مأزق الإشكال في مسألة الاستشهاد، هو قصدهم أن يحقروا، نعم هذا هو قصدهم أن يحقروا، فإذا قلت التحقير فكأنما أنا أقرهم على أنهم فعلاً هذا محقر، ولذلك حينما تحدثنا عن التعجيز أو إظهار العجز، هو فرق، إذاً: صياغة الغرض فيها لون من الأدب، وهذا يتفق مع ما ذكرنا من القدرة على مطابقة الكلام لمتقضى الحال وهذا هو عين البلاغة).

القارئ: (السؤال قبل الأخير: هل يشترط في التهكم أن يتضمن مدحاً غير مراد؟).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (المدح غير المراد هو الذي يدل على مسألة التهكم؛ لأنه لو مدحت شخصاً يستحق المدح لا كان تهكماً ولكن تمدح شخصاً لا يستحق المدح وتشير في ثنايا الكلام إلى ما يلفت النظر إلى أنك لا تريد ذلك فيكون في هذه الحالة تهكماً).

القارئ: (لا هذا إشكال يا فضيلة الشيخ حول تمثيلهم على التهكم بـ: (أعقلك يسوغ لك أن تفعل كذا) لعدم تضمانه لمدح سواء مراد أو غير مراد).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (بعض المؤلفين يلجأ إلى التمثيل ببعض الأمثلة المصنوعة؛ لأنه يريد تقريب المسألة وإلا مثلما الأمر أشرت إليه أنت في مسألة أن التهكم يدل على وجود بعض المدح في غير موضعه مع وجود قرينة تدل على أنه غير مقصود وإلا مثلما ذكروا (أعقلك) يدل كأنهم يسخرون منه أو يتهكمون به).

القارئ: (السؤال الأخير فضيلة الشيخ تكلم المفسرون حول معاني الاستفهام في القرآن الكريم وذكروا أنواعاً من الاستفهام كالتوبيخ، والتقرير، والإنكار وغيره هل هناك أمور ممكن يستعين بها الطالب لعلم والبلاغة لتحديد هذه الأنواع؟).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (الاستفهام صياغة لغوية يدخل على ألوان من المعاني والذي يعين على ذلك هو معرفة السياق، السياق هو الذي يحدد لك الأغراض، ولكن قد يكون هناك بعض الصيغ التي تمثل حينما تقول مثلاً الإنكار، حينما تستخدم، لا يكون ذلك حينما تقدر معنى أفعلت إذا أردتها بمعنى الإنكار يعني لا يكون فأنت تنكر عليه هذا، لا ينبغي أن يكون... فهذا توبيخ.
إذا دخل الاستفام على النفي صح أن تحذف الاستفهام والنفي فهذا تقرير: { أليس الله بكافٍ عبده } يعني تحذف الاستفهام وتحذف النفي الذي دخل عليه فيكون الله { ألم نشرح لك صدرك } يعني شرحنا لك صدرك، فإذا حذفت الاستفهام والنفي دخل الاستفهام على النفي، وأمكن حذف الاستفهام والنفي واستقام المعنى فهو تقرير هذه من بعض الأشياء التي يمكن أن تكون معينة على إدراك بعض الأغراض العامة).

القارئ: (أثابكم الله وبارك الله فيكم ونفع بعلمكم، فضيلة الشيخ هل يمكن أن يجتمع أكثر من غرض في استفهام واحد؟).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (نعم، يمكن أن يجمع أكثر من غرض.... ( هنا انقطع الشريط) .

القارئ: (فضيلة الشيخ هل يمكن أن يجتمع أكثر من معنى وغرض لاستفهام واحد؟).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (الشاهد الواحد قد يحمل أكثر من غرض ولذلك يقول البلاغيون عبارة (الألوان البلاغية لا تتزاحم) إذا كان اختلاف تنوع. فيمكن أن يجتمع لكن اختلاف التضاد لا يمكن أن يجتمع فمثلاً حينما تقرأ قول الله عز وجل { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم } هذا يمكن أن يحمل على الإنكار وعلى التوبيخ وعلى التهديد والتعجب فكلها محتملة وكلها يمكن أن تحمل هذه المعاني على ورودها في الآية الكريمة ولذلك لا ضير في اجتماع أكثر من غرض إذا لم يكن الاجتماع مسبباً للتضاد أو التناقض.
وصلى الله عليه نبينا محمد...).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#8

29 Oct 2018

الكشاف التحليلي

§ قد تخرج أدوات الاستفهام عن استعمالها في أي معناها الأصلي إلى غيره:
° يعرف خروجها عن استعمالها الأصلي بقرينة سياق الكلام.
- خروجها إلى التسوية، ومثاله: {أأنذرتهم أم لم تنذرهم}
- خروجها إلى النفي، ومثاله: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}
- خروجها إلى الإنكار، سواء إنكار المفعول أو الفعل
- مثال إنكار المفعول
- مثال إنكار الفعل
- خروجها إلى الأمر، ومثاله: {فهل أنتم منتهون}
- خروجها إلى النهي، ومثاله: {أتخشونهم}
- خروجها إلى التشويق، ومثاله: {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم}
- خروجها إلى التعظيم، ومثاله: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}
- خروجها إلى التحقير، ومثاله: هذا الذي مدحته كثيرا؟
° رأي العلامة الأمير في معنى خروج ألفاظ الاستفهام عن معناها الأصلي
° رأي العلامة الأمير في وجه العلاقة في التسوية والنفي والإنكار والنهي والتشويق والتعظيم والتحقير والتعجب