الدروس
course cover
5: النداء
10 Nov 2008
10 Nov 2008

7776

0

0

course cover
دروس البلاغة

القسم الثاني

5: النداء
10 Nov 2008
10 Nov 2008

10 Nov 2008

7776

0

0


0

0

0

0

0

5: النداء


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وأمَّا النداءُ، فهوَ طَلَبُ الإقبالِ بحرْفٍ نائبٍ مَنَابَ (أَدْعُو)، وأدواتُه ثمانيةٌ: (يا)، والهمزةُ، و(أيْ)، و(آ)، و(آي)، و(أيا)، و(هيا)، و(وا).
فالهمزةُ و(أَيْ) للقريبِ، وغيرُهما للبعيدِ.
وقدْ يُنَزَّلُ البعيدُ مَنْزِلةَ القريبِ فَيُنَادى بالهمزةِ و(أيْ)، إشارةً إلى أنَّهُ لِشِدَّةِ استحضارِه في ذِهْنِ المتكلِّمِ صارَ كالحاضِرِ معهُ، كقولِ الشاعرِ:

أسُكَّانَ نَعْمانَ الْأَرَاكِ تَيَقَّنُوا ..... بأنَّكم في رَبْعِ قَلْبيَ سُكَّانُ

وقدْ يُنَزَّلُ القريبُ مَنزلةَ البعيد،ِ فيُنادى بأحَدِ الحروفِ الموضوعةِ له، إشارةً إلى أنَّ المنادَى عظيمُ الشأنِ، رفيعُ المرْتَبَةِ، حتَّى كأنَّ بُعْدَ درجتِه في العِظَمِ عنْ درجةِ المتكلِّمِ بُعْدٌ في المسافةِ، كقولِك: (أيا مولايَ)، وأنت معَهُ.
أوْ إشارةً إلى انحطاطِ درجتِه، كقولِك: (أيا هذا)، لِمَنْ هوَ معكَ.
أوْ إشارةً إلى أنَّ السامعَ غافلٌ لنحْوِ نوْمٍ أوْ ذهولٍ، كأنَّهُ غيرُ حاضرٍ في المجلِسِ، كقولِكَ للساهِي: (أيا فلانُ) ).(دروس البلاغة)

هيئة الإشراف

#2

12 Nov 2008

الحواشي النقية للشيخ: محمد علي بن حسين المالكي


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): ( (وأمَّا النداءُ)، فهو طلَبُ الإقبالِ بحرفٍ نائبٍ منابَ أَدْعُو. وأدواتُه ثمانٍ: يا، والهمزةُ، وأَيْ، وآ، وآي، وأيَا، وهَيَا، ووا. فالهمزةُ وأيْ للقريبِ، وغيرُهما للبعيدِ. وقد يَنزِلُ البعيدُ منزلةَ القريبِ فيُنَادَى بالهمزةِ وأيْ؛ إشارةً إلى أنَّهُ لشِدَّةِ استحضارِهِ في ذِهْنِ المتكلِّمِ صارَ كالحاضرِ معهُ، كقولِ الشاعرِ:

أسٌكَّانَ نُعْمَـانَ الأراكِ تيَقَّنُـوا ..... بأنَّكم فـي رَبْعِ قَلْبِي سُكَّــانُ

وقد يَنزِلُ القريبُ منزلةَ البعيدِ فيُنادَى بأحدِ الحروفِ الموضوعةِ لهُ؛ إشارةً إلى أنَّ المنادَى عظيمُ الشأنِ رفيعُ المرْتَبَةِ، حتَّى كأنَّ بُعْدَ دَرَجتِهِ في العِظَمِ عن درجةِ المتكلِّمِ بُعدٌ في المسافةِ، كقولِكَ: أَيَا مولايَ، وأنتَ معهُ، أو إشارةً إلى انحطاطِ درجتِهِ، كقولِكَ: أيا هذا، لمن هو معكَ، أو إشارةً إلى أنَّ السامعَ غافلٌ لنحوِ نَوْمٍ أو ذُهولٍ، كأنَّهُ غيرُ حاضرٍ في المجلسِ، كقولِكَ للسَّاهِي: أَيَا فلانُ).


......................

هيئة الإشراف

#3

13 Nov 2008

دروسُ البلاغةِ الصُّغْرى


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (

قال المؤلفون : (وأمَّا النداءُ، فهوَ طَلَبُ الإقبالِ بحرْفٍ نائبٍ مَنَابَ (أَدْعُو)، وأدواتُه ثمانيةٌ: (يا)، والهمزةُ، و(أيْ)، و(آ)، و(آي)، و(أيا)، و(هيا)، و(وا).
فالهمزةُ و(أَيْ) للقريبِ، وغيرُهما للبعيدِ.
وقدْ يُنَزَّلُ البعيدُ مَنْزِلةَ القريبِ فَيُنَادى بالهمزةِ و(أيْ)، إشارةً إلى أنَّهُ لِشِدَّةِ استحضارِه في ذِهْنِ المتكلِّمِ صارَ كالحاضِرِ معهُ، كقولِ الشاعرِ:

أسُكَّانَ نَعْمانَ الأَرَاكِ تَيَقَّنُوا ....... بأنَّكم في رَبْعِ قَلْبيَ سُكَّانُ

وقدْ يُنَزَّلُ القريبُ مَنزلةَ البعيدِ فيُنادى بأحَدِ الحروفِ الموضوعةِ له، إشارةً إلى أنَّ المنادَى عظيمُ الشأنِ، رفيعُ المرْتَبَةِ، حتَّى كأنَّ بُعْدَ درجتِه في العِظَمِ عنْ درجةِ المتكلِّمِ بُعْدٌ في المسافةِ، كقولِك: (أيا مولايَ)، وأنت معَهُ.
أوْ إشارةً إلى انحطاطِ درجتِه، كقولِك: (أيا هذا)، لِمَنْ هوَ معكَ.
أوْ إشارةً إلى أنَّ السامعَ غافلٌ لنحْوِ نوْمٍ أوْ ذهولٍ، كأنَّهُ غيرُ حاضرٍ في المجلِسِ، كقولِكَ للساهِي: (أيا فلانُ) ).(دروس البلاغة الصغرى)

هيئة الإشراف

#4

22 Nov 2008

حسن الصياغة للشيخ: محمد ياسين بن عيسى الفاداني


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): ( (وأمَّا النداءُ) فهو طَلَبُ الإقبالِ(1) بِحَرْفٍ(2) نَائِبٍ مَنَابَ: أَدْعُو(3). وأدواتُهُ(4) ثَمَانٌ: يا، والهمزةُ، وأَيْ، وآ، وآي، وأَيَا، وهَيَا، ووَا.
فالهمزةُ وأَيْ(5) للقريبِ(6), وَغَيْرُهُمَا(7) للبعيدِ(8)، وقد يُنَزَّلُ البعيدُ مَنْزِلَةَ القريبِ, فَيُنَادَى بالهمزةِ، وأيْ إشارةٌ إلى أَنَّهُ لِشِدَّةِ استحضارِهِ في ذِهْنِ المُتَكَلِّمِ صارَ(9) كالحاضرِ مَعَهُ(10)، كقولِ الشاعرِ:

أَسُكَّانَ(11) نَعْمَانَ الأَرَاكِ(12) تَيَقَّنُوا = بِأَنَّكُمْ فِي رَبْعِ قَلْبِي(13) سُكَّانُ(14)
وقد يُنْزَّلُ القريبُ مَنْزِلَةَ البعيدِ, فَيُنَادَى بأَحَدِ الحروفِ الموضوعةِ لهُ(15)؛ إشارةً(16) إلى أنَّ المُنَادَى عَظِيمُ الشَّأْنِ رَفِيعُ المَرْتَبَةِ حتَّى كَأَنَّ بُعْدَ دَرَجَتِهِ في العِظَمِ عن درجةِ المُتَكَلِّمِ بُعْدٌ في المسافةِ(17)، كقولِكَ: أَيَا مَوْلاَيَ و(18) أَنْتَ مَعَهُ(19). أو إِشَارَةً إلى انحطاطِ درجتِهِ، كقولِكَ: أَيَا هَذَا. لِمَنْ هوَ مَعَكَ(20), أو إشارةً إلى أنَّ السامِعَ غَافِلٌ لنحوِ نَوْمٍ أو ذُهُولٍ(21) كأَنَّهُ غيرُ حاضِرٍ في المجلسِ، كقولِكَ للساهِي: أَيَا فُلاَنُ(22).
____________________
قال الشيخ علم الدين محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي (ت: 1410هـ): (( 1) ( وَأَمَّا النداءُ فهو طَلَبُ الإقبالِ ) أي: طَلَبُ المُتَكَلِّمِ إِقْبَالَ المخاطَبِ حِسّاً أو مَعْنًى: فالأوَّلُ نحوُ: يا خالدٌ، والثاني نحوُ: يَا جِبَالُ, ويا سَمَاءُ.
( 2) ( بِحَرْفِ ) الباءِ لِلآلَةِ، سواءٌ كانَ ذلكَ الحرفُ مَلْفُوظاً أو مُقَدَّراً، نحوُ: ( {يُوْسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} )
( 3) ( نَائِبٍ مَنَابَ أَدْعُو ) يعني أنَّ مَفَادَ هذا الحرفِ وَمَدْلُولَهُ أَدْعُو، أَعْنِي: هذهِ الجملةَ المنقولةَ من الخبريَّةِ إلى الإنشائيَّةِ، وليس فيهِ دلالةٌ على طَلَبِ الإقبالِ، ولذا لا يُجْزَمُ الفعلُ بَعْدَهُ جَوَاباً، نعمْ، الإقبالُ مَطْلُوبٌ باللزومِ؛ لأَنَّ الإنسانَ إِنَّمَا يُدْعَى لِلإِقْبَالِ.
( 4) ( وَأَدَوَاتُهُ ) أي: صِيَغُ النداءِ.
( 5) ( ثَمَانٌ: يا، والهمزةُ، وأىْ، وآ، وآي، وأيا، وهَيَا، وواو)
( فالهمزةُ وَأَىْ ) مَوْضُوعَتَانِ
( 6) ( للقريبِ ) أي: لنداءِ القريبِ.
( 7) ( وَغَيْرُهُمَا ) أي: الستةُ الباقيَةُ.
( 8) ( للبعيدِ ) أي: لِنِدَائِهِ.
( 9) ( وقد يُنَزَّلُ البعيدُ منزلةَ القريبِ, فَيُنَادَى بالهمزةِ وأي, إِشَارَةً إلى أنَّهُ لِشِدَّةِ استحضارِهِ فِي ذِهْنِ المُتَكَلِّمِ صَارَ كَـ )
( 10) المشهودِ ( الحَاضِرِ مَعَهُ ) لا يَغِيبُ عن القلبِ، وَكَأَنَّهُ مَاثِلٌ أَمَامَ العَيْنِ.
( 11) ( كقولِ الشاعرِ: أَسُكَّانَ ) بضمِّ السينِ المُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الكافِ جَمْعُ سَاكِنٍ، والهمزةُ للنداءِ.
( 12) ( نَعْمَانَ الأَرَاكِ ) بِفَتْحِ النونِ: وادٍ بينَ مَكَّةَ والطائفِ, وَيخْرُجُ إلى عَرَفَاتٍ.
( 13) ( تَيَقَّنُوا * بِأَنَّكُمْ فِي رَبْعِ قَلْبِي ) الرَّبْعُ بِفَتْحِ الراءِ وَسُكُونِ الموحَّدةِ: مَحَلَّةُ القومِ وَمَنْزِلُهُمْ، أي: حَوَالي قَلْبِي
( 14) ( سُكَّانُ ) أي: نُزَلاَءُ
( 15) ( وَقَدْ يُنَزَّلُ القريبُ مَنْزِلَةَ البَعِيدِ فَيُنَادَى بِأَحَدِ الحروفِ الموضوعَةِ لهُ ) وهو غيرُ الهمزةِ وأي
( 16) ( إِشَارَةً إلى أنَّ المنادَى عَظِيمُ الشأنِ رَفِيعُ المَرْتَبَةِ حتى كأنَّ بُعْدَ دَرَجَتِهِ ) أي: درجةِ المنادَى.
( 17) ( فى العِظَمِ عن درجةِ المُتَكَلِّمِ بُعْدٌ فِي المسافةِ ) أي: والمكانِ.
( 18) ( كَقَوْلِكَ: أَيَا مَوْلاَي و ) الحالُ.
( 19) ( أنتَ مَعَهُ ) للدلالةِ على أنَّ المُنَادَى عَظِيمُ القَدْرِ, رفيعُ الشأنِ.
( 20) ( أو إِشَارَةً إلى انْحِطَاطِ دَرَجَتِهِ، كقولِكَ: أيا هذا، لِمَن هو مَعَكَ ) للدلالةِ على أنَّ المنادَى مُنْحَطُّ الرُّتْبَةِ.
( 21) ( أو إشارةً إلى أنَّ السامعَ غَافِلٌ لِنَحْوِ نَوْمٍ أو ذُهُولٍ ) حَقِيقَةً، فَيَجْعَلُ كلَّ واحدٍ من النومِ والذهولِ بمنزلةِ البعدِ فِي إعلاءِ الصوتِ.
( 22) و ( كَأَنَّهُ غَيْرُ حَاضِرٍ فِي المَجْلِسِ، كَقَوْلِكَ للسَّاهِي: أَيَا فُلاَنُ ) وَيَبْدُو مِمَّا تَقَدَّمَ أنَّ يا موضوعةٌ لنداءِ البعيدِ، فلا تُسْتَعْمَلُ فِي القريبِ إلاَّ مَجَازاً، وهو مذهبُ الزمخشريِّ.
وقالَ ابنُ الحاجبِ: إِنَّهَا حقيقةٌ فِي القريبِ والبعيدِ؛ لاسْتِعْمَالِهَا فيهِمَا على السواءِ، ودعوى المجازِ فِي أحدِهِمَا خلافُ الأصلِ.
وعلى الأوَّلِ تُسْتَعْمَلُ فِي القريبِ بتنزيلِهِ منزلةَ البعيدِ، إمَّا لاستبعادِ الداعي نَفْسَهُ عن حالِ المنادَى كقولِنَا: يا اللهُ مع أنَّ اللهَ تعالى جَلَّ وَعَلاَ أقربُ إلينا من حَبْلِ الوَريدِ.
وإمَّا لاستعظامِ الأمرِ المدعُو لهُ حَتَّى كأنَّ المنادَى مُقَصِّرٌ فِي أمرِهِ غَافِلٌ عنهُ مع شِدَّةِ حِرْصِهِ على الامتثالِ، نحوُ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ} وَإِمَّا لِغَيْرِ ذَلِكَ).

هيئة الإشراف

#5

4 Dec 2008

شموس البراعة للشيخ: أبي الأفضال محمد فضل حق الرامفوري


قال الشيخ أبو الأفضال محمد فضل حق الرامفوري (ت: 1359هـ): (وأمَّا النداءُ فهوَ طَلَبُ الإقبالِ، أيْ: طَلَبُ المتكلِّمِ إقبالَ المخاطَبِ بحرفٍ نائبٍ منابَ أَدْعُو، سواءٌ كانَ ذلكَ الحرفُ ملفوظًا كـ: يا زيدُ، أوْ مُقَدَّرًا كـ: { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا } .
وأدواتُه ثمانيةٌ: ( يا، والهمزةُ، وأيْ، وآ، وآيْ، وأَيَا، وهَيَا، ووا ).
فالهمزةُ وأيْ للقريبِ، وغيرُهما للبعيدِ، باعتبارِ أصْلِ الوَضْعِ. وقدْ يُنَزَّلُ البعيدُ منزِلةَ القريبِ، ويُسْتَعْمَلُ فيهِ ما للقريبِ فيُنَادى بالهمزةِ وأي الموضوعتينِ للقريبِ؛ إشارةً إلى أنَّهُ لِشِدَّةِ استحضارِه في ذِهْنِ المتكلِّمِ صارَ كالحاضرِ معهُ، كقولِ الشاعرِ:

(أَسُكَّانَ نَعْمَانَ الْأَرَاكِ)،

بالفتْحِ فيهما، اسمُ وادٍ بينَ عَرَفَاتٍ وطائفٍ. (تَيَقَّنُوا) فعْلُ أَمْرٍ من التَّيَقُّنِ. (بأنَّكُم في رَبْعِ قَلْبِيَ سُكَّانُ)، الرَّبْعُ بالفتْحِ المنزِلُ، والباءُ في بأنَّكُم زائدةٌ، وهوَ في مَحَلِّ مَفْعَولَيْ تَيَقَّنُوا، فنُودِيَ سُكَّانُ نَعْمَانَ الأراكِ معَ كونِهم بَعِيدِينَ بالهمزةِ الموضوعةِ للقريبِ؛ تَنبيهًا على أنَّهُم حاضرونَ في القلْبِ لا يَغِيبُونَ عنهُ أصلًا حتَّى صاروا كالْمَشْهُورِينَ الحاضرِينَ .
وقدْ يُنَزَّلُ القريبُ منزلةَ البعيدِ فيُنَادى بأحَدِ الحروفِ الموضوعةِ لهُ؛ إشارةً إلى أنَّ الْمُنادى عظيمُ الشأنِ رفيعُ الْمَرْتَبَةِ حتَّى كأنَّ بُعْدَ دَرَجَتِهِ في الْعِظَمِ عنْ درجةِ الْمُتَكَلِّمِ بُعْدٌ في المسافةِ فيَسْتَبْعِدُ المتكلِّمُ نفسَه عنْ مَرْتَبَتِهِ، ويَعُدُّ ذاتَه في مكانٍ بعيدٍ عنْ حَضْرَتِه، كقولِكَ: أَيَا مَوْلَايَ، وأنتَ معهُ، وكقولِكَ: يا اللَّهُ، معَ أنَّهُ تعالى أقْرَبُ إلينا منْ حَبْلِ الوَرِيدِ .
وإشارةً إلى انحطاطِ درجتِه، كقولِكَ: أَيَا هذا، لِمَنْ هوَ معكَ؛ إشارةً إلى أنَّهُ لانْحِطَاطِ درجتِه كأنَّهُ بعيدٌ عن الحضورِ .
أوْ إشارةً إلى أنَّ السامعَ غافلٌ لنَحْوَ نومٍ أوْ ذُهولٍ، فيُجْعَلُ نحوَ النومِ والذهولِ بمنزِلةِ البعيدِ في إعلاءِ الصوتِ، كأنَّهُ غيرُ حاضِرٍ في الْمَجْلِسِ، كقولِك للسَّاهِي: أَيَا فلانُ. وقدْ لا يكونُ السامعُ غافِلًا حقيقةً، لكنَّهُ يُجْعَلُ كالغافلِ لعِظَمِ الأمْرِ الْمَدْعُوِّ لهُ حتَّى كأنَّهُ غافلٌ غيرُ مُقَصِّرٍ لم يَفِ بما هوَ حَقُّه مِنَ السعيِ والاجتهادِ، كقولِكَ لِمَنْ حَضَرَ عندَكَ: أَيَا فلانُ، تَهَيَّأْ للحربِ).

هيئة الإشراف

#6

8 Jan 2009

شرح دروس البلاغة للشيخ: محمد الحسن الددو الشنقيطي (مفرغ)


قال الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي: (النوع الأخير من أنواع الطلب التي ذكرها من أنوع الإنشاء الطلبي التي ذكرها: النداء: وهو طلب الإخبار بأحرف مخصوصة، وهذه الأحرف التي هي أحرف النداء هي " الهمزة، ويا، وأي، وآ، وآي، وأيا، وهيا، ووا في الندبة وهذا الحرف ينوب عن فعل محذوف هو أدعو،فالهمزة لنداء القريب، فتقول: أي زيد،أي محمد، تقول: أمحمد

أمحمد يا خير (غير مسموع) ....... في قومها و(غير مسموع)

ما كان ضرك لو مننت فربما ....... مَنَّ الفتى وهو (غير مسموع)

فالهمزة هنا لنداء القريب، وكذلك (أي) فهي لنداء القريب أيضا، أي زيد،أي خالد،لمن يستمع إليك، وأما بقية الأدوات فهي لنداء البعيد، إلا أن (يا) هي أم الباب،فينادى بها القريب والبعيد، ينادى بها الله سبحانه وتعالى، وتختص بالدخول على اسم الله، فلا يدخل حرف نداء على اسم الله إلا (يا) تقول: يا الله، ولكن لا يجوز أن تقول:آالله،أالله، هاالله، أو أي الله،لا، لا يجوز ذلك؛ إنما تقول: يا الله.

وقد ينزل البعيد منزلة القريب فينادى بالهمزة كقول الشاعر:

أسكان نعمان الأراك تيقنوا ...... بأنكم في ربع قلبي سكان

(أسكان نعمان الأراك) ناداهم وهم بعيدون عنه،لكن لأنه يتوقع أنهم قد نزلوا في قلبه؛ فناداهم نداء القريب، إشارة إلى أنه لشدة استحضاره في ذهن المتكلم صار كالحاضر معه،بل صار أقرب من ذلك.

وهم يعجبون أتي أحنُّ إليهمُ ...... وأسأل عنهم من لقيتُ وهم معي

تطلبهم عيني وهم في سوادها ...... ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي

وقد ينزل القريب منزلة البعيد أيضا على العكس، إما لتعظيمه وإما لاحتقاره، فينادى بأحد الحروف الموضوعة (غير مسموع)إشارة إلى أن المنادى عظيم الشأن مرتفع المرتبة، حتى كأن بعد درجته بالعظم عن درجة المتكلم بعده في المسافة كقولك: أمولاي، فتقول: أيامولاي،أيا زيد؛تعظيما له، أيا محمد؛ تعظيما له وهو جالس معك، أيا والدي، أيا أخي،فتناديه بنداء البعيد وهو قريب؛تعظيما له، أو العكس، إشارة إلى انحطاطه واحتقاره،فتقول له: أيا هذا ألا تتق الله، تقول: ذلك للفاسق، تقول: أيا هذا ألا تتق الله، فتخاطبه بنداء البعيد وهو قريب؛ لأنه قد نزَّل نفسه بأسفل سافلين وفي أراذل الأرذلين حين وقع في معصية الله، فناديته بنداء البعيد؛احتقارا له، أو إشارة إلى أن السامع غافل إما لنوم أو زهول، أو ضعف عقل وإدراك، كأنه غير حاضر في المجلس،كقولك للساهي: أيا فلان).

هيئة الإشراف

#7

25 Mar 2010

شرح دروس البلاغة الكبرى للدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ)


القارئ: (وأما النداء فهو طلب الإقبال بحرف النائب من مناب ( ادعو ) ).

قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (قبل الإشارة إلى النداء نلحظ أن الحديث عن التمني ليس بذاك الحديث الطويل الذي يمكن أن يعني تذكر الأغراض البلاغية ولكن هنا أنبه إلى أن الجانب البلاغي في مسألة التمني هو ما يصوره من حال المتكلم كونه يطلب مستحيل وهذا الطلب وهو يطلب أشياء مستحيلة وهذا أقر قد يعني يكشف الحالة النفسية للمتكلم وهو لون من ألوان البلاغة التي تكشف ما وراء الدلالة الظاهرة للنص وكذلك أيضاً استخدام الأدوات الأخرى في الحصول على أسلوب التمني ( استخدام هل واستخدام لو واستخدام لعل ) وانبه هنا إلى أنه لابد أن يستصحب بـ يعني دلالة هذه الأساليب المعنى الأصلي للأداة لأنه وإن كان يخفت هذا المعنى الأصلي خفوت الاستفهام في { فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا} ربما يصل إلى درجة الانسلاخ وليس السقوط فقط لكن يبقى الأمر دالاً على أن هذه الأداة لها أثر في هذا الأسلوب يتبين هذا الأمر من خلال التفريق بين الصيغتين : صيغة التمني الذي جاء عن طريقها عن طريق هذه الأدوات التي لم توضع للتمني أصلاً وهي (هل) ولو أن التمني جاء عن طريق (ليت) فسنجد الغرض ، لماذا يكون الأسلوب { فهل لنا من شفاء فيشفعوا لنا } مع إمكان أن يكون {ليت لنا شفعاء فيشفعوا لنا } فكما ذكرت هو إبراز صورة التمني في صورة الممكن . وكذلك (لو) إبرازه في صورة في صورة الممتنع لبناء وقوعه إذاً هذا الجانب في مسألة التمني هو جانب لا يطيل البلاغيون الحديث عنه كثيراً لأن الجوانب التي تنحصر فيها البلاغة هي ما أشرت إليه وهو طلب الشيء الذي لا يمكن حصوله من حيث المبدأ ومجيء التمني عن طريق الأدوات الأخرى التي لم (غير واضح ) .
أما الباب الأخير الباب الخامس والأخير من أبواب الاستفهام من أبواب الإنشاء الطلبي فهو النداء ، ولذلك يعرف بأنه : طلب الإقبال بحرف ناب مناب أدعو . طلب الإقبال بحرف ناب مناب أدعو . بعضهم يزيد في التعريف ويقول : طلب الإقبال الحسي أو المادي . وطبعاً لأنه يستدرج أمراً سنذكره بعد قليل إن شاء الله . وهنا نلحظ في هذا التعريف أنه صدر أيضاً بكلمة طلب وأن الفعل حرف النداء الذي تصدرت به الجملة النداء وأسلوب النداء هو نائب عن فعل ونيابته على الفعل ستحقق لنا غرضاً بلاغياً كما سنعرف بعد قليل إن شاء الله .
( ناب مناب الفعل أدعو ) أدعو طبعاً أدعو تقدير الفعل بأدعو هو ممكن أن يقدر بغيره ، فهنا الأداة التي تستخدم للنداء هي رمزٌ لطلب الإقبال ، طلب الإقبال هنا يمكن أن يقدر بكلمة أدعو أو ما ينوب منابـها . ومجيء الأداة كما سنعرف نائبة عن الفعل أدعو تجعل المسند والمسند إليه ينحصر في هذه الأداة في جملة النداء كما سنعرف إن شاء الله بعد قليل).

القارئ : (وأداته ثمانية : ( يا، والهمزة، وأي، وآ، وآي، وأيا، وهيا، و وا ) ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هذا يعني تحديد لأدوات النداء التي تستخدم لأسلوب النداء وهي تتفاوت في استخدامها كثرةً وقلةً ولكن اللغويين ذكروا أن هذه من أدوات النداء وإن كان بعضها ينصرف إلى غير النداء كما سنعرف بعد قليل إن شاء الله تعالى . طبعاً يصنفون هذه الأدوات بحسب الاستعمال إلى قسمين وربما يجعلونها ثلاثة كما سنعرف إن شاء الله).

القارئ : ( ( فالهمزة وأي ) للقريب وغيرهما للبعيد).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (التحديد هنا قال : فالهمزة وأي للقريب وغيرهما للبعيد ، إذاً عندنا ثنتان الهمزة وأي في تصنيف اللغويين أنهما للقريب يعني ينادى بهما القريب ، نداء القريب بهاتين الأداتين يعد موافقاً لما جرت عليه سَنَنَ اللغوية وغير هاتين الأداتين غير الهمزة وغير أي ينادى بها البعيد مع أن بعض اللغويين بصفة عامة وإذا قلت اللغويين فأنا أعني النحويين والبلاغيين الآن ممن يهتم بشئون اللغة وبعلوم اللغة يجعل ( يا ) تصلح للأمرين يعني ( يا ) ينادى بها القريب والبعيد باعتبار أن ( يا ) هي أم الباب ، أم باب النداء . ولكني أنبه هنا إلى أمر من الفوائد التي يمكن أن تقال في هذا الجانب إن العلماء يستدلون على معنى اللفظ بصوته يجعلون مما يعين على تحديد المعنى المراد معنى المراد باللفظ بصوته فحينما ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله عن شيخه ابن تيمية رحمة الله عليه في مسألة التفريق بين (لن ، ولا) في النفي أشار إلى ما يراه علماء اللغة من اقتران المعنى بالصوت يصل إلى نتيجة وهي أن (لا) يمتد بها الصوت أكثر من (لن) التي ينقطع الصوت حين النطق بها . ولهذا رأى وكانت رؤيته سليمة رحمة الله عليهما معاً أن ( لا ) أكثر امتداداً في النفي من (لن) هذا استطراد ولكني أريد أن أصل من هذا الاستطراد على ترجيح ما رآه المؤلفون وغيرهم من دلالة ( يا ) ينادى بها القريب والبعيد معاً باعتبار أنها أم الباب ، أم ينادى بها البعيد فقط ؟ هنا لو أننا ربطنا هذا الموضوع بالقياس الصوتي (فيا) يمتد بها الصوت ، فلو نظرنا إلى العلاقة بين نطق الأداء أداة النداء حرف النداء هذا وبين المعنى الذي اشتمل للحظنا مسألة التقريب بين أدوات النداء بهذه الطريقة يعني ( الهمزة أ ) صوت منقطع بسرعة و (أي ) أيضاً تتبعها كذلك ( يا ) أو آيا ) أو ( آي ) أو ( أيا ) أو ( هيا ) لأو ( وا ) يمتد بها الصوت إذاً هناك علاقة بين (يا) وبين بقية الأدوات التي يمكن ينادى، وكذلك يرجح أن تكون ( يا ) خاصة بالبعيد فقط وليس للبعيد ولهذا ما رآه المؤلفون من ترجيح هذا الجانب أميل إلى رأيهم في هذه المسالة .
انبه قبل الدخول في موضوعات هذا اللون ، أن النداء يكون حقيقياً ويكون مراداً به غير حقيقته لا يراد به ظاهر النداء ؛ لأن أصل النداء إذا وجه فهو طلب الإقبال كما ورد في التعريف طلب الإقبال الحسي والمعنوي ، طلب الإقبال هذا لا يمكن أن يحصل إلا لواحد جمع ثلاثة أمور : أن يكون سامعاً للنداء ، أن يكون قادراً على الإقبال ، أن يكون عاقلاً يمكن أن يأخذ ويعطي ، فهل كل أساليب النداء التي استعملها العرب موجهة لهذا الصنف الذي يجمع هذه الشروط الثلاثة إن كان الصنف الذي يجمع هذه الشروط الثلاثة فهو النداء الذي جاء على أصله يأتي على أصله لكن إن كان المنادى لا يتحقق فيه بعض هذه الشروط الثلاثة أو لا تتحقق فيه كلها فهو نداء خرج عن أصله وخروج النداء عن الأصل يمكن أن يأتي ولكن لابد من تعليل السبب ، فالسبب كما هو في حال التمني هو يكشف عن نفسية المتكلم يكشف عن نفسية المتكلم بهذا اللون من الأساليب كما سنعرف إن شاء الله تعالى).

القارئ : (وقد ينزل البعيد منزلة القريب فينادى بالهمزة وأي إشارة إلى أنه لشدة استحضاره في ذهن المتكلم صار الحاضر معه كقـول الشـاعر :
أسـكان نـعـمان الأراك تـيـقـنوا بأنكم في ربع قلبي سكانُ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هنا يظهر الجانب البلاغي في الدراسة ؛ لأنه لون من استخدام الأداة في غير الموضع الذي تستخدم معه أصلاً، فالهمزة كما سلف هي مما ينادى به القريب ، لكن إذا استخدمت لنداء البعيد فحينئذ يتساءل لِمَ لم تستخدم الأداة الدالة على البعيد ؟ هنا تأتي قضية الكشف عن نفسية المتكلم في هذا الجانب إذا كان الذي ينادى بعيداً فهو طبعاً في هذه الحالة لا يتحقق له السمع لا يسمع لكنه يمكن يعقل ويمكن أن يقدر على الإجابة لكنه لا يسمعه ، بغض النظر الآن عن الوسائل الحديثة التي يمكن أن توصل الصوت للبعيد لكن الأسلوب هذا يستخدم ولو لم يصل الصوت إلى المنادى ولهذا حينما يقال بأن السبب أنه ليبين شدة استحضار المنادى في ذهن المتكلم حتى لكأنه من شدة الاستحضار هذا كأنه حاضر أمامه يناديه فيسمعه ولذلك الشاعر حينما قال :
( أسـكان نـعـمان الأراك ) ، نعمان الأراك موقع بين مكة والطائف والشاعر بعيد عن هذا الموقع فهو ينادي هؤلاء الذين يسكنون في هذا المكان لماذا يناديهم بالهمزة وهو بعيد عنهم ؟
نداؤه لهم بالهمزة هنا ؛ لأن نفسه متعلقة بهؤلاء ولكثرة تعلقها بهم يشعر وكأنهم أمامه يسمعونه ولو نادى بالأداة الخاصة بالقريب ولذلك يكثر في نداءات أبي فراس الحمداني لسيف الدولة وهو في أسر الروم يكثر استخدام النداء بالهمزة مع أن هذا في حلب وذاك عند الروم مأسور فيقول :
( أسـيف الهـدى وقـريع العـرب ) نداؤه بالهمزة هنا يدل على أنه قريب من نفسه ولذلك أظن الدكتور / عبد العزيز الخويطر في كتابه ( أي بني ) الذي يعني يتكون من عدد من الأجزاء قد وفق تماماً حينما اختار النداء بأي وإن كان ابنه قريباً أو بعيداً لكن هنا يدل على شغف الأب بنداء ابنه ، ابنه من صلبه ، أو ابنه في منزله ابنه من ينطبق عليه ما ينطبق على ابنه من أمور وجهة إليه . فهذا الجانب استخدام أداة القريب لنداء البعيد لتصوير أن هذا المنادى مع أنه بعيد إلا أنه في ذهن المنادى وكأنه قريب ؛ لأنه حاضر في ذهنه).


القارئ : (وقد ينزل القريب منزلة البعيد فينادي بأحد الحروف الموضوعة له إشارة إلى أن المنادى عظيم الشأن رفيع المرتبة حتى كأن بعد درجته في العظم عن درجة المتكلم بعدٌ في المسافة ، كقولك : ((أيا مولاي )) وأنت معه).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هنا عكس الاستعمال السابق ، هنا أداة موضوعة للبعيد والمنادى قريب ، فلم تستخدم أداة النداء الخاصة بالبعيد مع أن المنادى قريب وتفسر مجموعة من التفسيرات والذي يكشف من ذلك هو حال المتكلم يقال : إن المتكلم إنما أراد أن يرفع درجة المنادى وكأنه عالٍ في درجته ينبغي أن يستخدم في ندائه أداة حرفاً دالاً على البعيد يمتد به الصوت لعلو المكانة لأن علو المكانة يمكن أن مسألة البعد تصورها لأن عالي المكانة مرتفع فكأنه يحتاج إلى وقت حتى يصل الصوت إليه فيستخدم هنا لنداء البعيد . ولذلك طبعاً يمثل المؤلفون لقوله : ( أيا فلان ) وهو معه ، أيا فلان وهذا أيا تستخدم للبعيد ولكن مادام معه قال : إن السبب خز يريد أن يرفع من درجته في علو المنزلة وقد يكون العكس كما سنلحظ بعد قليل).

القارئ : (أو إشارة إحطاط درجته كقولك : ( أيا هذا ) لمن هو معك).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هنا تأتي الجهة المقابلة وهي إذا شخص يندي بأيا للعلو والبعد موجود لكنه بعد إلى الأعلى بالنسبة إلى الأول ؛ لأن المتكلم يريد أن يعلي من درجته ، أما الثاني ( أيا ) فهو بعد ولكن إلى الأدنى ، فهنا طبعاً لابد من قرينة تدل على أيهما يريد الشاعر ولذلك قالوا : انحطاط درجته كقولك ( أيا هذا ) لمن هو معك ، أيا هذا أو استخدام اسم الإشارة هذا دال على القريب يدل أيضاً على واحدة من الصيغ التي يعني تشير إلى أن المراد هو انحطاط الدرجة).

القارئ : (هو إشارة إلى أن السامع غافل لنحو نوم أو ذهول كأنه غير حاضر في المجلس كقولك للساهي : ( أيا فلان ) ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (من كان غافلاً أو لاهياً أو منصرفاً في ذهنه فكأنه بعيد ، لكن هنا لا يصنف على أنه عالي الدرجة ولا أنه منحط الدرجة ، وإنما يصنف بأنه لبعيد ليس بحاضر عن هذا الموضوع فينادى ومع أنه يجلس بجوارك ، أنك تلحظ أحياناً تنظر إلى شخص تجد أنه قد رفع بصره إلى السماء لينظر مع أنه بجوارك لا يفصله عنك شيء ولذلك تقول له : ( أيا فلان ) ، ( يا فلان ) وما تحتاج إلى ياء في هذه المسألة لا تقول : فلان بدون أداة لأنه قريب منك م، لكن استخدام أداة النداء هنا الغرض منها بيان أنه صار بعيداً ، هنا البعد ليس مكانياً ولكنه نفسي ؛ لأنه يعني ذهب به تفكيره إلى غير المقام الذي هو فيه وكأنه سهى أو لهى أو غفل ولذلك يستخدم له أداة البعيد لغفلته وسهوته وذهوله عن حضور أو سماع الكلام الذي يقال له).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#8

29 Oct 2018

الكشاف التحليلي

النداء:
تعريف النداء: طلب الإقبال بحرف نائب مناب أدعو
شرح التعريف
أدوات النداء:
الهمزة وأيْ لنداء القريب
يا، آ، آي، أيا، هَيَا، واو
(يا) أم الباب؛ لاستعمالها في القريب والبعيد، ولجواز مناداة الله بها، ولدخولها على لفظ الجلالة (الله)
قد ينزل البعيد منزلة القريب إشارة إلى شدة استحضاره في ذهن المتكلم كأنه رأي العين، ومثاله:أسكان نعمان الأراك
قد ينزل القريب منزلة البعيد لأسباب:
- إما إشارة إلى عظم شأنه وبعد درجته، كقوله وهو عنده:أيا مولاي
- أو إشارة إلى انحطاط درجته؛ كقوله وهو عنده:أيا هذا.
- أو إشارة إلى غفلة السامع حتى كأنه غير حاضر في المجلس، كقوله للساهي:أيا فلان
اختلاف أهل اللغة في الأصل في استعمال: يا