10 Nov 2008
4: التقييد بالنفي
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): ( (وأمَّا النفيُ)، فالتقييدُ بهِ يكونُ بسلْبِ النِّسبةِ على وجْهٍ مخصوصٍ ممَّا تُفيدُه أحرُفُ النفيِ، وهيَ ستَّةٌ: لا، وما، وإنْ، ولنْ، ولمْ، ولَمَّا. لا للنَّفْيِ مطْلَقًا، و(ما، وإنْ) لنفْيِ الحالِ إنْ دَخَلاَ على المضارعِ، و(لنْ) لنفيِ الاستقبالِ، و(لمْ ولَمَّا) لنفيِ المُضِيِّ، إلاَّ أنَّهُ بلَمَّا يَنسحِبُ على زمَنِ التكلُّمِ ويَختَصُّ بالمتوقَّعِ. وعلى هذا فلا يُقالُ: لَمَّا يَقُمْ زيدٌ ثُمَّ قامَ، ولا: لَمَّا يَجتَمِع النقيضانِ، كما يُقالُ: لمْ يَقُمْ ثمَّ قامَ، ولمْ يَجْتَمِعا؛ فلَمَّا في النَّفْيِ تُقابِلُ قدْ في الإثباتِ، وحينئذٍ يكونُ مَنْفِيُّها قريبًا من الحالِ، فلا يَصِحُّ: لمَّا يَجِيءُ مُحَمَّدٌ في العامِ الماضِي).(دروس البلاغة)
شموس البراعة للشيخ: أبي الأفضال محمد فضل حق الرامفوري
قال الشيخ أبو الأفضال محمد فضل
حق الرامفوري (ت: 1359هـ): (وأمَّا النفيُ، فالتقييدُ بهِ يكونُ بسببِ النِّسبةِ على وجهٍ مخصوصٍ مِمَّا تفيدُهُ أحرُفُ النفيِ.
وهيَ سِتَّةٌ: لا، وما، وإنْ، ولنْ، ولمْ ، ولمَّا.
فلا للنفيِ مُطْلَقًا: أيْ غيرَ مُقيَّدٍ بنفيِ الماضي أو الحالِ أو الاستقبالِ، بخلافِ ما كما قال .
وما وإنْ لنفيِ الحالِ إنْ دَخَلا على المضارِعِ، وهذا عندَ الإطلاقِ. وأمَّا عندَ التقييدِ بزمانٍ من الأزمنةِ فلمَّا قُيِّدَ بهِ .
ولنْ لنفيِ الاستقبالِ نفيًا مؤَكَّدًا .
ولمْ ولَمَّا تَشْتَرِكَانِ في أنَّهُما لنفيِ الْمُضِيِّ، وتَفْتَرِقَانِ
في بعضِ الأحكامِ على ما قالَ. إلَّا أنَّهُ: أيْ هذا النفيُ بلَمَّا
يَنْسَحِبُ على زمنِ التكَلُّمِ، ويَجِبُ أنْ يَتَّصِلَ بحالِ النطْقِ.
وأمَّا بلمْ فقدْ يَنْسَحِبُ ويَتَّصِلُ، نحوَ { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ }، وقدْ يَنْقَطِعُ، مثلَ: { لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا }.
وأيضًا يَخْتَصُّ هذا النفيُ بالمتوقَّعِ الحصولِ، بخلافِ لمْ فإنَّ
منْفيَّها يكونُ المتوقَّعَ وغيرَه. وعلى هذا الذي ذُكِرَ من استمرارِ
النفيِ بلمَّا إلى زمانِ التَّكَلُّمِ، ومنْ كوْنِ المنفيِّ بها متوقَّعَ
الحصولِ، فلا يقالُ: لَمَّا يَقُمْ زيدٌ ثمَّ قامَ ؛ لكونِه منافيًا
للأمْرِ الأوَّلِ، فإنَّ قولَه: ثمَّ قامَ، يدُلُّ على انقطاعِ النفيِ قبلَ
زمانِ التكلُّمِ، ولا يُقالُ: لَمَّا يَجْتَمِع النقيضانِ، لكوْنِه
مُنافيًا للأمْرِ الثاني ؛ فإنَّ المنفيَّ ههنا وهوَ اجتماعُ النقيضينِ
لكونِه مستحيلًا غيرَ متوقَّعِ الحصولِ، كما يُقالُ: لمْ يقُمْ ثمَّ قامَ،
ولمْ يَجْتَمِعَا، بكلمةِ لمْ فيهما ؛ لكونِها لنفيِ الْمُضِيِّ مُطْلَقًا،
ولعَدَمِ اختصاصِها بالمتوَقَّعِ. فلَمَّا في النفيِ تُقَابِلُ قدْ في
الإثباتِ، فكما أنَّ قدْ لتقريبِ الإثباتِ إلى الحالِ، كذلكَ لَمَّا
لتقريبِ النفيِ إليها، وحينئذٍ يكونُ مَنْفِيُّها قريبًا من الحالِ، فلا
يَصِحُّ: لَمَّا يَجِئْ محمَّدٌ في العامِ الماضي ؛ لأنَّ معنى لَمَّا
يَجِئْ محمَّدٌ نفيُ مَجيئِه في الزمانِ الماضي، ولكنَّهُ قريبٌ من الزمانِ
الحالِ، فقولُه: في العامِ الماضي يُنافيهِ).
شرح دروس البلاغة الكبرى للدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ)
القارئ: (وأما النفي فالتقييد به يكون بسبب النسبة على وجه مخصوص مما تفيده أحرف النفي وهي ستة: لا، ما، وإن، ولن، ولم ولما.
لا: للنفي مطلقاً.
وما، وإن لنفي الحال إن دخلا على المضارع. ولن: لنفي الاستقبال.
ولم ولما: لنفي المضي، إلا أنه (بلما)
ينسحب على زمن التكلم ويختص بالمتوقع وعلى هذا فلا يقال: لما يقم زيد ثم
قام، ولا لما يجتمع النقيضان، كما يقال: لم يقم ثم قام، ولم يجتمعا.
(فلما) في النفي تقابل (قد) في الإثبات، وحينئذٍ يكون منفيها قريباً من الحال فلا يصح: لما يجيء محمد في العام الماضي).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (كل ما ذكر هي أدوات للنفي، كل أداة تختص بمعنى محدد إذا وردت في الجملة فإن هذا المعنى هو الغرض من التقييد في هذه الجملة.
لا: للنفي مطلقاً وما وإن
لنفي الحال إن دخلها المضارع ولن لنفي الاستقبال ولم ولما لنفي المضي غير
انه يفرق بين لم ولما باعتبار أنهما يشتركان في نفي المضي، إن لما ينسحب
النفي على زمن المتكلم ويختص بالمتوقع ولذلك فلا يقال: لما يقم زيد ثم قام؛
لأنه صرح بأن القيام بعد تراخي بثم وأن القيام انقطع قبل زمن التكلم ولكن
استخدام لما يدل على أن النفي ينسحب حتى نهاية المتكلم ثم بتغير الوضع ولا
يقال لما يجتمع النقيضان لا، لا يمكن أن يجتمعا؛ لأن لما تدل على توقع حصول
الأمر واجتماع النقيضين لا يتوقع كما يقال لم يقم زيد ثم قام؛ لأن لم لا
تتعارض مع التراخي الذي يذكر بعدها ولم يجتمع النقيضان.
فلما في النفي
تقابل قد في الإثبات وحينئذٍ يكون منفيها قريباً من الحال فلا يصح: لما
يجيء محمد في العام الماضي لأن قد لتقريب الإثبات إلى الحال ولما لتقريب
النفي إلى الحال).
الكشاف التحليلي
- رابعاً: النفي
- وجه التقييد في النفي
- أدوات النفي إجمالا: لا، ما، إن، لن، لم، لما
- (لا) للنفي مطلقا
- و(ما، وإنْ) لنفْيِ الحالِ إنْ دَخَلاَ على المضارعِ.
- و(لنْ) لنفيِ الاستقبال.
- و(لمْ ولَمَّا) لنفيِ المُضِيِّ، إلاَّ أنَّهُ بلَمَّا يَنسحِبُ على زمَنِ التكلُّمِ ويَختَصُّ بالمتوقَّعِ.