10 Nov 2008
الإبهام والتوجيه
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (2- الإِبْهامُ: إيرادُ الكلامِ مُحْتَمِلًا لوَجْهَيْنِ متَضَادَّيْنِ، نحوُ:
بارَكَ اللَّهُ للْحَسَــــنْ ..... ولِبُـورانَ في الْخَــتَنْ
يا إمامَ الْهُــدى ظَفَـرْ ..... تَ ولكِــنْ بنيت مَنْ
فإنَّ قولَه: بنيت مَنْ، يَحتَمِلُ أنْ يكونَ مَدْحًا لعَظَمَةٍ، وأنْ يكونَ ذَمًّا لدَنَاءَةٍ. إذا فَاخَرَتْهُ الريحُ وَلَّتَ عَلِيلةً * بأذيالِ كُثْبانِ الثَّرَى تَتَعَسَّرُ بهِ الفَضْلُ يَبدُو والربيعُ وكمْ غَدَا بهِ الرَّوْضُ يَحْيَى وهوَ لا شَكَّ جَعْفَرُ وما حُسْنُ بيْتٍ لهُ زُخْرُفٌ * تَرَاهُ إذا زُلْزِلَتْ لمْ يَكُنْ
3- التوجيهُ: إفادةُ معنًى بألفاظٍ موضوعةٍ لهُ، ولكنَّها أسماءٌ لناسٍ أوْ غيرِهم، كقولِ بعضِهم يَصِفُ نَهْرًا:
شرح دروس البلاغة الكبرى للدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ) بـارك الله للحــسـن ولبــوران في الخـتن يا إماماً الهدى ظفرت ولكن ببنت مَنْ قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هذان البيتان قيل لأحد
الولاة العباسيين وأظنه المأمون نسيت الاسم الآن حين تزوج بوران بنت الحسن
بن سعد وقال الشاعر بعد هذه المناسبة مناسبة الزواج: إذا فـاخــرته الريــح ولــت عـليـــلة بأذيال كثبان الثرى تتعثر بـه الفـضــل يبدو والربـيـع وكــم غـدا به الروض يحيى وهو لاشك جعفر قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (التوجيه كما عرفه المؤلفون
هو: إفادة معنى بألفاظ موضوعة له ولكنها أسماء لأناس، أو غيرهم من
الجمادات، كقول بعضهم يصف نهراً، الموصوف هنا هو النهر: إذا فـاخــرته الريــح ولــت عـليـــلةً بأذيال كثبان الثرى تتعسر لـقد ضــاع مـدحــي عـلى بـابكـم كما ضاع عقدٌ على خالصة لـقد ضـاء مـدحــي عـلى بـابـكـم كما ضاء عقدٌ على خالصة ومـا حــسـن بـيـت لـه زخــرفٌ تراه إذا زلزلت لم يكن قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (وهذا واضح أن التوجيه في
أسماء كان في الأبيات الأولى من أسماء الإنسان فهذا البيت الذي ذكر في
الأخير التوجيه فيه في أسماء في سور القرآن الكريم. ومـا حــسـن بـيـت لـه زخــرفٌ تراه إذا زلزلت لم يكن
القارئ: (ثانيـاً الإبهام: إيراد الكلام محتملاً لوجهين متضادين، نحو:
(بارك الله للحسن) لوالدها.
(ولبوران) في (الختن) بوران اسم الزوجة.
(يا إمام الهدى) هذا يخاطب الأمير أمير المؤمنين.
(ظفرت ولكن ببنت) هنا استفهام والغرض من هذا الاستفهام هو الإبهام إبهام
ماذا يريد الشاعر ببنت؟ هل يريد ببنت (من) يحتل المنزلة الكبيرة العظيمة
التي يُجعل هذا الزواج بناءً على منزلة والدها رفيع المقام أو ببنت من ذلك
المجهول الذي يمكن أن ينسب، والحق أن الواقعة تدل على أن صحاب الشأن الحسن
بن سهل من أصحاب المقامات الرفيعة تولى الوزارة ومشهور أيضاً في جانب
القدرة الأدبية الإبداعية في أشياء كثيرة ولهذا إذا نظرنا إلى القرينة
الحالية وقرينة المقام تدل على أن الرجل يقول (ببنت من) في المكانة العالية
الرفيعة ولكن لأن الأسلوب يحتمل جعل هذا في ما يسمى بالإبهام بالباء
التحتية لأن هناك الإيهام وهو لون من ألوان التورية التي مر ذكرها قبل
قليل).
القارئ: (ثالثاً: التوجيه: إفادة معنى بألفاظ موضوعة له ولكنها أسماء لناس أو غيرهم كقول بعضهم يصف نهراً:
(يبدو) يعني يزيد على الريح.
(والربيع) يقصد به الفصل المعروف الذي تكثر فيه النباتات العطرية الربيعية الجيدة.
(وكم غدا به الروض يحيى) فأيضاً حياة الروض هي لون من ألوان التوجيه هنا.
(وهو لاشك جعفر) لأن النهر عند العرب النهر الصغير يسمى جعفر فجعفر من أسماء الأنهار الصغيرة.
إذاً هو ذكر الفضل وذكر الربيع وذكر يحيى وذكر جعفر وهي أسماء لأناس من البرامكة المعروفين بالكتابة والمشهورة.
لكنه في الوقت نفسه ضمنها كل واحد من ألفاظ التوجيه يصلح أن
يكون تورية ولذلك التورية هنا في فرادى ألفاظ التوجيه لأن الفضل يحتمل
معنيين كما مر قبل قليل في كلمة يزيد.
فالفضل إما أن يكون الفضل بن الربيع الوزير المشهور أو الفضل
بمعنى الزيادة لأن النهر كما وصفه الشاعر يزيد الريح بأشياء كثيرة ذكرها
وهناك مفهوم آخر للتوجيه عند بعض البلاغيين يمكن أن يرد عند المؤلفين أظنه
لم يرد لكني لا بأس أن أذكره كما ورد عند بعض البلاغيين يقولون إن شاعراً
دخل إلى خليفة عنده جارية اسمها خالصة قد وضع على جيدها عقداً جميلاً فقال
الشاعر:
القارئ: (وكقوله:
الكشاف التحليلي
· من أنواع المحسنات المعنوية: الإبهام
§ يسمى الإبهام محتمل الضدين
§ تعريفه: إيرادُ الكلامِ مُحْتَمِلاً لوجهينِ متضادَّيْنِ على السواءِ بالنظَرِ لنفْسِ اللفظِ
° مثاله: يا إمامَ الْهُدى ظَفَرْ تَ ولكنْ بنيت من
· من أنواع المحسنات المعنوية: التوجيه:
§ معنى التوجيه: إفادةُ معنًى بألفاظٍ موضوعةٍ له، ولكنَّها أسماءٌ لناسٍ أوْ غيرِهم
§ والمشهورُ في تعريفِ التوجيه ما بَيَّنَهُ المصنِّفُ في تعريفِ الإبهامِ
° مثال التوجيه:بـهِ الـفـَضـْلُ يَبـْدُو والـربـيعُ وكَمْ غَدَا بهِ الرَّوْضُ يَحْيَى وهوَ لا شَكَّ جَعْفَرُ