10 Nov 2008
الطي والنشر، وإرسال المثل والكلام الجامع
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (16- الطَّيُّ والنَّشْرُ:
هوَ ذِكْرُ متَعَدِّدٍ على التفصيلِ أو الإجمالِ، ثمَّ ذِكْرُ ما لكلِّ
واحدٍ من المتعدِّدِ منْ غيرِ تعيينٍ؛ اعتمادًا على فَهْمِ السامعِ. ثلاثةٌ تُشْرِقُ الدُّنْيَا ببهَجَتِها * شمسُ الضُّحَى وأبو إسْحاقَ والقمَرُ إذا جاءَ موسى وأَلْقَى الْعَصَا * فقدْ بَطَلَ السحْرُ والساحِرُ).
كقولِه تعالى: {جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}، فالسكونُ راجعٌ إلى الليلِ، والابتغاءُ راجعٌ إلى النهارِ. وكقولِ الشاعرِ:
ليْسَ التكَحُّلُ في العينينِ كالكَحَل
والثاني يكونُ بيتًا كاملًا، كقولِه:
شرح دروس البلاغة الكبرى للدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ) ثـلاثــة تشــرق الدنيـــا ببـهـجــتها شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر). قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (الطي والنشر، أو اللف والنشر
هو لون من ألوان البلاغة يعتمد على ذكر متعدد على التفصيل أو الإجمال
بمعنى ذكر أمرين: الأول ثم الثاني، الأول إما أن يكون مفصلاً أو مجملاً،
لكن الثاني لابد أن يكون مفصلاً، قد يكون مجمل ولكنه قليل.
القارئ: (السادس
عشر: الطي والنشر وهو ذكر متعدد على التفصيل أو الإجمال ثم ذكر ما لكل
واحد من المتعدد من غير تعيين اعتماداً على فهم السامع، كقوله تعالى: { جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله } فالسكون راجع إلى الليل والابتغاء راجع إلى النهار، وكقول الشاعر:
ثم يعيد ما لكل منهما للآخر دون تصريح من المتكلم لأن إعادة كل
واحد لما يقابله من الأمور المدركة من القارئ، مثل قول الله عز وجل: { جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله } لتسكنوا فيه طبعاً هو ذكر الليل والنهار في المرة الأولى قال: { لتسكنوا فيه } هل هو لليل أو للنهار؟ سيكون لليل لأن الليل مكان السكن لأنه جعل النهار معاشاً.
{ ولتبتغوا من فضله } ابتغاء الفضل يكون في النهار وهو طلب المعيشة، إذاً ذكر الليل وذكر النهار ثم ذكر ما يلائم كل واحد منهما قال: {لتسكنوا إليه} لليل، {ولتبتغوا من فضله} للنهار، وهذا على سبيل التفصيل؛ لأنه فصل الأول لليل والنهار.
أما الثاني فهو ذكر الشيء مجملاً، قال: (ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها) فالثلاثة مدبجة مجملة، ثم بدأ يفصل ما هذه الثلاثة:
(شمس الضحى، وأبو إسحاق والقمر) فهي كأنه لف الشيء ثم طواه ونشره).
القارئ: (السابع عشر: إرسال المثل
والكلام الجامع: هو أن يؤتى بكلام صالح لأن يتمثل به في مواطن كثيرة والفرق
بينهما أن الأول يكون بعض بيت كقوله: ليس التكحل في العينين كالكحل.
والثاني: يكون بيتاً كاملاً كقوله:
إذا جـــاء مــوســى وألــقــى العصا فقد بطل السحر والساحر).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (إرسال المثل والكلام الجامع، هذا هما اللذان سيفرق بينهما المؤلفون.
يقول: أن يؤتى بكلام صالح لأن يتمثل به في مواطن كثيرة) فإن كان هذا
الكلام الصالح للتمثل بعض بيت يسمى إرسال مثل، وإن كان بيتاً كاملاً يسمى
كلاماً جامعاً، وهذا تقسيم اصطلاحي في الحقيقة؛ لأنه الرسول صَلّى اللهُ
عَلَيهِ وسَلَّم أوتي جوامع الكلم، فحديث الرسول صَلّى اللهُ عَلَيهِ
وسَلَّم جلها يدخل في هذا الوصف، وليس شرطاً لأن تكون صالحة للتمثل بها في
كل موطن، أحاديث الرسول صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم تؤدي معانٍ محددة
ومنها ما يحتمل المعاني الكثيرة، فالتفريق هنا اصطلاحي وليس مبنياً على
استقراء التقسيمات.
(ليس التكحل في العينين كالكحل) هذا مثل وهذا اللون سواء كان إرسال مثل
أو كلام جامع يدخل في إجاز القصر الذي مر بنا في الحديث عن علم المعاني
ويدخل أيضاً في البيان بحكم أنه يكون استعارة تمثيلية كما مر بنا).
الكشاف التحليلي · الطي والنشر:
§ هوَ ذِكْرُ متَعَدِّدٍ على التفصيلِ أو الإجمالِ،
ثمَّ ذِكْرُ ما لكلِّ واحدٍ من المتعدِّدِ منْ غيرِ تعيينٍ؛ اعتمادًا على
فَهْمِ السامعِ.
§ وهو قسمان:
° القسم الأول:أنْ يَذْكُرَ المتعدِّدَ على التفصيلِ، كقولِه تعالى: {جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}،
° القسم الثاني:أنْ يكونَ ذِكْرُ المتعدِّدِ على سبيلِ الإجمالِ، كقولِ الشاعِرِ:
- ثــلاثــــةٌ تــُشـرِقُ الـدُّنـْيـَا بـِبــَهْجَتــِها شَمْسُ الضُّحَى وأبو إسحاقَ والقمَرُ
° الأظهر في التمثيل للقسم الثاني قوله تعالى: {وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى}
· إرسال المثل والكلام الجامع:
×
§ هوَ أنْ يُؤْتَى بكلامٍ صالحٍ لأنْ يُتَمَثَّلَ بهِ في مَواطِنَ كثيرةٍ، والفرق بينهما:
° إرسال المثال يكون بعض بيت، ومثاله:ليسَ التَّكَحُّلُ في العينينِ كالكُحْلِ
° الكلام الجامع يكون بيتاً كاملاً:إذا جاءَ موسى وأَلْقَى الْعَصَا فـقـدْ بـَطـَلَ السِّحْرُ والساحِرُ