10 Nov 2008
9: ائتلاف اللفظ مع اللفظ
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (9- ائتلافُ اللَّفظِ معَ اللَّفظِ: هوَ كَوْنُ ألفاظِ العبارةِ منْ وادٍ واحدٍ في الغرابةِ والتأهُّلِ، كقولِه تعالى: {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}، لَمَّا أَتَى بالتاءِ التي هيَ أغْرَبُ حروفِ القَسَمِ، أتى بِتَفْتَأُ التي هيَ أغْرَبُ أفعالِ الاستمرارِ).
شموس البراعة للشيخ: أبي الأفضال محمد فضل حق الرامفوري
قال الشيخ أبو الأفضال محمد فضل
حق الرامفوري (ت: 1359هـ): (9- ائتلافُ اللفظِ معَ اللفظِ:
هوَ كونُ ألفاظِ العِبارةِ التي يُعَبَّرُ بها عنْ معنًى ما مُؤْتَلِفَةً
متناسِبَةً بحيثُ تكونُ منْ وادٍ واحدٍ في الغَرابةِ والتأهُّلِ، كقولِه
تعالى: {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}،
بحذْفِ كلمةِ النفيِ، أيْ: تَاللَّهِ لا تَفْتَأُ، ولذا صارَ منْ أفعالِ
الاستمرارِ بمعنى لا تَزالُ، فإنَّهُ تعالى لَمَّا أَتَى منْ حروفِ
القَسَمِ بالتاءِ التي هيَ أَغْرَبُ حروفِ القَسَمِ، أتى معها منْ أفعالِ
الاستمرارِ بتَفْتَأُ التي هيَ أَغْرَبُ أفعالِ الاستمرارِ، فحَصَلَ
بينَهما ائتلافٌ؛ لكونِهما منْ وادٍ واحدٍ في الغرابةِ).
شرح دروس البلاغة الكبرى للدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ)
القارئ: (تاسعًا: ائتلافُ اللَّفظِ معَ اللَّفظِ: هوَ كَوْنُ ألفاظِ العبارةِ منْ وادٍ واحدٍ في الغرابةِ والتأهُّلِ، كقولِه تعالى: {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}، لَمَّا أَتَى بالتاءِ التي هيَ أغْرَبُ حروفِ القَسَمِ، أتى بِتَفْتَأُ التي هيَ أغْرَبُ أفعالِ الاستمرارِ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هذا اللون (ائتلافُ اللَّفظِ معَ اللَّفظِ) لوجود
علاقة بين اللفظ الأول واللفظ الثاني، ليست القضية قضية اللفظ مع المعنى؛
لأنه قد مر بنا ذلك، ولكن لأن هذا اللون يخص القسم الخاص بالبديع اللفظي،
ولهذا تُختار بعض الكلمات من جنسٍ واحد، فيرى البلاغيون أن القسم بالتاء:
تَاللَّهِ فيه قسمٌ بواحدةٍ من أدوات القسم التي فيها غرابة.
لأنها ليست كثيرة السماع مثل الواو مثلًا أو
الباء، وجاء بعد ذلك الفعل تفتأ وهو من أفعال الاستمرار، وهو من أغرب هذه
الأفعال، فلما كان القسم بالتاء غريبًا أو ليس كثير الاستعمال، جاء بعد ذلك
الاستعمال لفعل تفتأ وهو ليس كثير الاستعمال في مثل مقابل بقية الأفعال
الأخرى التي تؤدي المعنى.
ولكن هنا لابد من أن ننبه إلى مسألة مهمة، وهي:
العلاقة الوطيدة بين المقام الذي ترد فيه مثل هذه الألفاظ، وبين اختيار هذه
الألفاظ لذلك، والإنسان حينما يتأمل كتاب الله جل وعلا ينظر إلى أوصاف
الجنة في القرآن، كيف يعبر عنها؟ ما الألفاظ التي تأتي بها؟ وفي مقابل ذلك
الألفاظ التي يوصف بها النار أعاذنا الله وإياكم جميعًا منها، كيف يمكن أن
تختار الألفاظ؟
فهناك علاقة وطيدة بين الألفاظ التي تستخدم في حيزٍ واحد أو في جملةٍ واحدة، تكون متجانسةً في القوة أو في السهولة.
وبهذا ينتهي حديث المؤلفين عن علوم البلاغة
الثلاثة: المعاني، والبيان، والبديع، ولكنه يبقى الدرس الأخير، وهو الدرس
الذي يعرض فيه المؤلفون ما عرضه قبلهم البلاغيون من خاتمةٍ تهتم ببعض
جزئيات الكلام، لعلنا نذكره في الدرس القادم إن شاء الله، وصلى الله وسلم
وبارك على نبينا محمد).
الكشاف التحليلي
· ائتلافُ اللفظِ معَ اللفظِ
§ هوَ كونُ ألفاظِ العِبارةِ التي يُعَبَّرُ بها عنْ
معنًى ما مُؤْتَلِفَةً متناسِبَةً بحيثُ تكونُ منْ وادٍ واحدٍ في
الغَرابةِ والتأهُّلِ.
° مثاله: {تَاللهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}