3: التضمين
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (3-
التَّضْمِينُ: ويُسَمَّى الإيداعُ، هوَ أنْ يُضَمَّنَ الشعْرُ شيئًا منْ
شعْرٍ آخَرَ معَ التنبيهِ عليهِ إنْ لم يَشْتَهِرْ، كقولِه:
إذا ضاقَ صدري وخِفْتُ العِدَا ..... تمثَّلْتُ بيتًا بحالِي يَليقُ
...........فباللَّهِ أَبْلُـــغُ ما أَرْتَجِي ..... وباللَّهِ أَدْفَعُ ما لا أُطيقُ
ولا بأسَ بالتغييرِ اليسيرِ، كقولِه:
أقولُ لمعْشَرٍ غَلَطُوا وغَضُّــوا ..... من الشيخِ الرشيدِ وأَنْكَرُوهُ
هوَ ابنُ جَلاَ وطَلاَّعِ الثَّنَايَا ...... متى يَضَعِ العِمامةَ تَعْرِفُوهُ).
شموس البراعة للشيخ: أبي الأفضال محمد فضل حق الرامفوري قال الشيخ أبو الأفضال محمد فضل
حق الرامفوري (ت: 1359هـ): (3- التضمينُ: إذا ضاقَ صَدْرِي وخِفْتُ الْعِدَا ..... تَمَثَّلْتُ بيتًا بِحالِي يَلِيقُ .........فبِاللَّهِ أَبْلُـُغُ ما أَرْتَـِجي ..... وباللَّهِ أَدْفَعُ ما لا أُطِيقُ فالبيتُ الثاني منْ شِعْر غيرِه قدْ ضَمَّنَه الشاعِرُ ونَبَّهَ عليهِ بقولِه: (تَمَثَّلْتُ)، فإنَّ التمَثُّلَ إنَّما يكونُ بشيءٍ قدْ سَبَقَ نَظْمُهُ. ولا بَأْسَ في التضمينِ بالتغييرِ اليسيرِ إذا تَوَقَّفَ ذلكَ التضمينُ على
وجْهِ المناسَبَةِ للمُرادِ على هذا التغييرِ، كقولِه في ذَمِّ يَهُوديٍّ
بهِ داءُ الثعلَبِ الْمُسَمَّى بالقُرَاعِ، وهوَ داءٌ يَتَنَاثَرُ منهُ
الشَّعْرُ: أقولُ لِمَعْشَرٍ غَلِطُوا وغَضُّوا ...... من الشيخِ الرشيدِ وأَنْكَرُوهُ هوَ ابنُ جَلَا وطَلَّاعُ الثَّنَايَا ...... متى يَضَعِ العِمامةَ تَعْرِفُوهُ فالبيتُ الثاني لِسُحَيْمِ بْنِ وَثِيلٍ، وهوَ في الأصْلِ هكذا: أنا ابنُ جَلَا وطَلَّاعُ الثَّنَايَا ...... متى أَضَعِ العِمامةَ تَعْرِفُونِي ومرادُه الافتخارُ، وأنَّهُ ابنُ رجلٍ جَلَا أمْرُه
واتَّضَحَ، وأنَّهُ متى يَضَعِ العِمامةَ للحرْبِ وتُوجَدْ لهُ يُعْرَفْ
قَدْرُه في الحرْبِ، فإنَّ المرادَ بالعِمامةِ مَلْبُوسُ الحرْبِ،
فضَمَّنَهُ الشاعِرُ بتغييرِه إلى الغَيْبَةِ ليُنَاسِبَ مقصودَه
ويَنْتَظِمَ بهِ، وهوَ كونُ مَنْ نُسِبَ إليه ما ذُكِرَ على وجهِ التهكُّمِ
مُتَحَدَّثًا عنه لا مُتَحَدِّثًا عنْ نفسِه كما في الأصْلِ. وعلى هذا
فمعنى البيتينِ هكذا: ( أقولُ لِمَعْشَرٍ )، أيْ: لجماعةٍ من اليهودِ،( غَلِطُوا )في
حقِّ ذلكَ اليهوديِّ؛ حيثُ ذَكَرُوهُ على وجهِ التلميحِ بما يُناسِبُ ما
كانَ يَفْتَخِرُ بهِ عليهم، وإلَّا فهمْ لم يَغْلَطُوا في تَبعيدِه
وإنكارِه، ( وغَضُّوا ) أبصارَهم عندَ رُؤْيتِه احتقارًا بهِ، ( مِن الشيخِ الرشيدِ )، أيْ: مَنْ ذلكَ اليهوديِّ، ومرادُه بالرَّشِيدِ الغويُّ على وجهِ التهكُّمِ، و( أَنْكَرُوهُ )، أيْ: ذلكَ اليهوديَّ، ( هوَ ابنُ جَلَا )، أيْ: هوَ ابنُ شَعْرٍ، وصاحبُه جَلَا الرأسُ منْهُ وانْكَشَفَ، ( وأنَّهُ طَلَّاعُ الثَّنَايَا )، أيْ: ركَّابُ صِعابِ الأمورِ، والمرادُ بها ههنا مَشاقُّ داءِ الثَّعْلَبِ، ومَشَاقُّ الذُّلِّ والهوانِ، (متى يَضَعْ) عنْ رأسِه ( العِمامةَ تَعْرِفُوهُ )، أيْ: تَعْرِفوا داءَهُ وعَيْبَهُ).
ويُسَمَّى الإيداعَ، هوَ أنْ يُضَمَّنَ الشعْرُ، فإنَّ
النثْرَ لا يَجْرِي فيهِ التضمينُ شيئًا، ولوْ بعضَ مِصراعٍ منْ شِعْرِ
آخَرَ معَ التنبيهِ عليه، أيْ: معَ التنبيهِ على أنَّهُ منْ شِعْرٍ آخَرَ؛
لئَلَّا يُظَنَّ بهِ السرِقَةُ إنْ لمْ يَشْتَهِرْ نسبتُه لصاحبِه، وإلَّا
فَشُهْرَتُهُ يُغْنِي عن التنبيهِ عليهِ، كقولِه:
شرح دروس البلاغة الكبرى للدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ) إذا ضاقَ صدري وخِفْتُ العِدَا ...... تمثَّلْتُ بيتًا بحالِي يَليقُ قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هذا اللون التضمين خاصٌ بما يجري بين الشعراء، هنا يختلف عن السرقات
الأدبية التي مرت قبل قليل، فهو وجود تصريح الشاعر بأنه يُضمن كلامه كلام
غيره، أن يصرح الشاعر بلفظةٍ أو عبارةٍ توحي بأنه سيذكر شيئًا لغيره، وما
يشبه في كتابة النثر ووضع الأقوال في النص المنقول، وكذلك الشاعر حينما
يأخذ شيئًا سواءً كان بيتًا كاملًا، أو نصف بيت لغيره مثل قول الشاعر: إذا ضاقَ صدري وخِفْتُ ......العِدَا تمثَّلْتُ بيتًا بحالِي يَليقُ (تمثَّلْتُ بيتًا)؛ هذا هو التصريح بأن سيقول بيتًا لغيره. فباللَّهِ أَبْلُـــغُ ما أَرْتَجِي ......وباللَّهِ أَدْفَعُ ما لا أُطيقُ أقولُ لمعْشَرٍ غَلِطُوا وغَضُّــوا ......من الشيخِ الرشيدِ وأَنْكَرُوهُ أقولُ لمعْشَرٍ غَلِطُوا وغَضُّــوا ...... من الشيخِ الرشيدِ وأَنْكَرُوهُ هوَ ابنُ جَلَا وطَلَّاعُ الثَّنَايَا ...... متى يَضَعِ العِمامةَ تَعْرِفُوهُ ولكن التغيير بدل أنا قاله هو، وبدل أضع
يضع، وتعرفوني تعرفوه؛ ليتلاءم مع طريقة الاستشهاد، وهنا يقول البلاغيون:
أجاز البلاغيون التغيير اليسير إذا صرح الشاعر بأن هذا ليس له؛ حتى لا يكون
سرقه، وإغارة، وسلخ، ومسخ كما مرّ قبل قليل).
القارئ: (3- التَّضْمِينُ: ويُسَمَّى الإيداعُ، هوَ أنْ يُضَمَّنَ الشعْرُ شيئًا
منْ شعْرٍ آخَرَ معَ التنبيهِ عليهِ إنْ لم يَشْتَهِرْ، كقولِه:
فباللَّهِ أَبْلُـــغُ ما أَرْتَجِي ...... وباللَّهِ أَدْفَعُ ما لا أُطيقُ).
القارئ: (ولا بأسَ بالتغييرِ اليسيرِ، كقولِه:
هوَ ابنُ جَلَا وطَلَّاعُ الثَّنَايَا ......متى يَضَعِ العِمامةَ تَعْرِفُوهُ).
هوَ ابنُ جَلَا وطَلَّاعُ الثَّنَايَا ....... متى يَضَعِ العِمامةَ تَعْرِفُوهُ
الكشاف التحليلي
· التضمين:
§ ويُسَمَّى الإيداعُ
§ هوَ أنْ يُضَمَّنَ الشعْرُ شيئًا منْ شعْرٍ آخَرَ معَ التنبيهِ عليهِ إنْ لم يَشْتَهِرْ
° يشترط أنْ يكونَ المَأْتِيُّ بهِ على أنَّهُ منْ كلامِ
الْمُضَمِّنِ لا على أنَّهُ منْهُ، فلا يقول في أثناءِ الكلامِ: قالَ
اللهُ تعالى: كذا، أوْ قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسَلَّم
- مثاله:إذا ضاقَ صدري وخِفْتُ العِدَا تمثَّلْتُ بيتًا بحالِي يَليقُ
- فباللهِ أَبْلُـــغُ ما أَرْتَجِي وباللهِ أَدْفَعُ ما لا أُطيقُ
§ ولا بأسَ بالتغييرِ اليسيرِ
° مثاله قوله: في ذَمِّ يَهُوديٍّ بهِ داءُ الثعلَبِ الْمُسَمَّى
بالقُرَاعِ، وهوَ داءٌ يَتَنَاثَرُ منهُ الشَّعْرُ:أقولُ لِمَعْشَرٍ
غَلِطُوا وغَضُّوا من الشيخِ الرشيدِ وأَنْكَرُوهُ، هـوَ ابـنُ
جَلاَ وطَلاَّعُ الثَّنـَايَا مـتـى يَضَعِ العِمـام تعرفوه
- معنى البيتين: أقول لمعشر..