9 Oct 2022
الدرس الثاني: حصار الشعب، والإسراء والمعراج، وبيعة العقبة
قال أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البَرِّ النَّمريُّ (ت: 463هـ): (باب ذكر دخول بني هاشم بن عبد مناف وبني المطلب بن عبد مناف في الشّعب وما لقوا من سائر قريش في ذلك
أخبرنا عبد الله بن محمّد، قال: أخبرنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: أخبرنا محمّد بن سلمة المرادي، قال: حدّثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن لهيعة عن محمّد بن عبد الرّحمن أبي الأسود. وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان، قال: أخبرنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا مطرف بن عبد الرّحمن بن قيس، قال: حدّثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، وأخبرنا عبد الله بن محمّدٍ قال: حدّثنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق المسيبي قالا: حدّثنا محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب دخل حديث بعضهم في بعض، قال:
ثمّ إن كفار قريش أجمعوا أمرهم واتفق رأيهم على قتل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقالوا: قد أفسد أبناءنا ونساءنا. فقالوا لقومه: خذوا منا ديته مضاعفة ويقتله رجل من غير قريش، وتريحوننا وتريحون أنفسكم، فأبى قومه بنو هاشم من ذلك وظاهرهم بنو المطلب بن عبد مناف، فأجمع المشركون من قريش على منابذتهم وإخراجهم من مكّة إلى الشّعب. فلمّا دخلوا الشّعب أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من كان بمكّة من المؤمنين أن يخرجوا إلى أرض الحبشة، وكان متجرا لقريش، وكان يثني على النّجاشيّ بأنّه لا يظلم عنده أحد فانطلق المسلمون إلى بلده. وانطلق إليها عامّة من آمن بالله ورسوله ودخل بنو هاشم وبنو المطلب شعبهم: مؤمنهم وكافرهم، فالمؤمن دينا، والكافر حمية*. فلمّا عرفت قريش أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد منعه قومه أجمعوا على ألا يبايعوهم ولا يدخلوا إليهم شيئا من الرّفق وقطعوا عنهم الأسواق ولم يتركوا طعاما ولا إدامًا ولا بيعا إلّا بادروا إليه واشتروه دونهم ولا يناكحوهم، ولا يقبلوا منهم صلحا أبدا، ولا تأخذهم بهم رأفة، حتّى يسلموا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للقتل. وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في الكعبة، وتمادوا على العمل بما فيها من ذلك ثلاث سنين. فاشتدّ البلاء على بني هاشم في شعبهم وعلى كل من معهم* *. فلمّا كان رأس ثلاث سنين تلاوم قوم من بني قصي، ممّن ولدتهم بنو هاشم وممّن سواهم، فأجمعوا أمرهم على نقض ما تعاهدوا عليه من الغدر والبراءة، وبعث الله على صحيفتهم الأرضة، فأكلت ولحست ما في الصّحيفة من ميثاق وعهد. وكان أبو طالب في طول مدتهم في الشّعب يأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيأتي فراشه كل ليلة حتّى يراه من أراد به شرا أو غائلة. فإذا نام النّاس أمر أحد بنيه أو إخوانه أو بني عمه، فاضطجع على فراش رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأمر رسول الله أن يأتي بعض فرشهم فيرقد عليها. فلم يزالوا في الشّعب على ذلك إلى تمام ثلاث سنين. فلمّا أكملوها تلاوم رجال من قريش وحلفائهم وأجمعوا أمرهم على نقض ما كانوا تظاهروا عليه من القطيعة والبراءة. وبعث الله على صحيفتهم الأرضة، فلحست كل ما كان فيها من عهد لهم وميثاق، ولم تترك فيها اسما لله عز وجل إلّا لحسته، وبقي ما كان فيها من شرك أو ظلم وقطيعة رحم. فأطلع الله عز وجل رسوله على ذلك، فذكر ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأبي طالب، فقال أبو طالب: لا والثواقب ما كذبتني، فانطلق في عصابة من بني عبد المطلب حتّى أتوا المسجد، وهم خائفون، لقريش. فلمّا رأتهم قريش في جماعة أنكروا ذلك، وظنوا أنهم خرجوا من شدّة البلاء ليسلموا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم برمته إلى قريش. فتكلم أبو طالب، فقال: قد جرت أمور بيننا وبينكم لم نذكرها لكم، فأتوا بصحيفتكم الّتي فيها مواثيقكم فلعلّه أن يكون بيننا وبينكم صلح. وإنّما قال ذلك أبو طالب خشية أن ينظروا في الصّحيفة قبل أن يأتوا بها. فأتوا بصحيفتهم متعجبين لا يشكون أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدفع إليهم، فوضعوها بينهم، وقالوا لأبي طالب: قد آن لكم أن ترجعوا عمّا أخذتم علينا وعلى أنفسكم فقال أبو طالب: إنّما أتيتكم في أمر هو نصف بيننا وبينكم، إن ابن أخي أخبرني، ولم يكذبني، أن هذه الصّحيفة الّتي بين أيديكم قد بعث الله عليه دابّة، فلم تترك فيها اسما له إلّا لحسته، وتركت فيها غدركم وتظاهركم علينا بالظلم، فإن كان الحديث كما يقول فأفيقوا، فلا والله لا نسلمه حتّى نموت من عند آخرنا، وإن كان الّذي يقول باطلا دفعنا إليكم صاحبنا ففتلتم أو استحييتم. فقالوا: قد رضينا بالّذي تقول. ففتحوا الصّحيفة، فوجدوا الصّادق المصدوق صلّى الله عليه وسلّم قد أخبر بخبرها قبل أن تفتح. فلمّا رأت قريش صدق ما جاء به أبو طالب عن النّبي صلى الله عليه وسلم قالوا: هذا سحر ابن أخيك. وزادهم ذلك بغيا وعدوانا.
وأما ابن هشام فقال: قد ذكر بعض أهل العلم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لأبي طالب: "يا عم إن ربّي قد سلط الأرضة على صحيفة قريش، فلم تدع فيها اسما لله إلّا أثبتته، ونفت منها القطيعة والظّلم والبهتان". قال: أربك أخبرك بهذا؟ قال: "نعم"، قال: فوالله ما يدخل عليك أحد، ثمّ خرج إلى قريش، فقال: يا معشر قريش إن ابن أخي أخبرني. وساق الخبر بمعنى ما ذكرنا*.
وقال ابن إسحاق وموسى [بن عقبة] وغيرهما في تمام ذلك الخبر:
وندم منهم قوم، فقالوا: هذا بغي منا على إخواننا وظلم لهم. فكان أول من مشى في نقض الصّحيفة هشام بن عمرو بن الحارث من بني عامر بن لؤي، وهو كان كاتب الصّحيفة، وأبو البحتري العاص بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى، والمطعم بن عدي.
إلى ها هنا تمّ خبر ابن لهيعة عن أبي الأسود محمّد بن عبد الرّحمن المعروف بيتيم عروة، وموسى بن عقبة عن ابن شهاب. وهو معنى ما ذكر ابن إسحاق، إلّا أن ابن إسحاق قال: الّذين مشوا في نقض الصّحيفة هشام بن عمرو بن الحاث بن حبيب بن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي لقي زهير بن أبي أميّة بن المغيرة المخزومي فعيّره بإسلامه أخواله، وكانت أم زهير عاتكة بنت عبد المطلب عمّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فأجابه زهير إلى نقض الصّحيفة. ثمّ مضى هشام إلى المطعم بن عدي بن نوفل فذكّره أرحام بني هاشم وبني المطلب بن عبد مناف فأجابه المطعم إلى نقضها ثمّ مضى إلى البحتري بن هشام بن الحارث بن أسد، فذكره أيضا بذلك، فأجابه. ثمّ مضى إلى زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد، فذكره ذلك، فأجابه فقام هؤلاء في نقض الصّحيفة.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا محمّد بن وضّاحٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم بن دحيمٍ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، قال: حدّثنا الأوزاعيّ، قال: حدثني الزّهريّ: أنا أبا سلمة بن عبد الرّحمن حدّثه عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو بمنًى: "نحن نازلون عند خيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر". يعني بذلك المحصّب. قال: وذلك أنّ قريشًا وكنانة تحالفت على بني هاشمٍ وبني المطّلب ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم، حتّى يسلّموا إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
قال أبو عمر:
وأراد أبو بكرٍ الصّدّيق أن يهاجر إلى أرض الحبشة، فلقيه ابن الدغنة، فرده). [الدرر في اختصار المغازي والسير: 53-57]
قال أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البَرِّ النَّمريُّ (ت: 463هـ): (ذكر من انصرف من أرض الحبشة إلى مكّة
ثمّ اتّصل بمن كان في أرض الحبشة من المهاجرين أن قريشًا قد أسلمت ودخل أكثرها في الإسلام خبرا كاذبًا*. فانصرف منهم قوم من أرض الحبشة إلى مكّة، منهم عثمان بن عفّان وزوجته رقية بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وامرأته سهلة بنت سهيل، وعبد الله بن جحش، وعتبة بن غزوان والزّبير بن العوام، ومصعب بن عمير وسويبط بن سعد بن حرملة، وطليب بن عمير، وعبد الرّحمن بن عوف، والمقداد بن عمرو، وعبد الله بن مسعود، وأبو سلمة بن عبد الأسد، وامرأته أم سلمة بنت أبي أميّة، وشماس بن عثمان وهو عثمان بن عثمان وشماس لقبه، وسلمة بن هشام بن المغيرة، وعمار بن ياسر، وعثمان وقدامة وعبد الله بن مظغون، والسائب بن عثمان بن مظغون، وخنيس بن حذافة، وهشام بن العاص بن وائل، وعامر بن ربيعة، وامرأته ليلى بنت أبي حثمة، وعبد الله بن مخرمة بن عبد العزّى من بني عامر بن لؤي، وعبد الله بن سهيل بن عمرو، وأبو سبرة بن أبي رهم، وامرأته أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو، والسكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو رجع من أرض الحبشة إلى مكّة ومات بها قبل الهجرة فتزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زوجه سودة بنت زمعة، وسعد بن خولة، وأبو عبيدة بن الجراح، وعمرو بن الحارث بن زهير بن شدّاد، وسهيل بن وهب الفهري وهو سهيل بن بيضاء، وعمرو بن أبي سرح.
فوجدوا البلاء والأذى على المسلمين كالّذي كان وأشد، فبقوا صابرين على الظّلم والأذى، حتّى أذن الله لهم بالهجرة إلى المدينة، فهاجروا إليها، حاشا سلمة بن هشام، وعيّاش بن أبي ربيعة، والوليد بن الوليد [بن المغيرة] وعبد الله بن مخرمة، فإنّهم حبسوا بمكّة، ثمّ هاجروا بعد بدر وأحد والخندق إلّا عبد الله بن مخرمة فإنّه هرب من الكفّار يوم بدر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وبعد نقض الصّحيفة ماتت خديجة رضي الله عنها ومات أبو طالب، فأقدم سفهاء قريش على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالأذى، فخرج إلى الطّائف يدعو إلى الإسلام، فلم يجيبوه، فانصرف إلى مكّة في جوار المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف.
قال ابن شهاب بالإسناد المتقدّم، عن موسى بن عقبة: فلمّا أفسد الله صحيفة مكرهم خرج النّبي صلّى الله عليه وسلّم ورهطه، فعاشروا وخالطوا النّاس). [الدرر في اختصار المغازي والسير: 58]
قال أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البَرِّ النَّمريُّ (ت: 463هـ): (ذكر إسلام الجنّ
وأقبل وفد الجنّ يستمعون القرآن ثمّ ولوا إلى قومهم منذرين. ثمّ أتته الجماعة منهم فآمنوا به وصدقوه.
قال: حدّثنا أبو محمّدٍ عبد الله بن محمّدٍ، قال: حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا أحمد بن صالحٍ، قال: حدّثنا عنبسة، قال: حدّثنا يونس، عن ابن شهابٍ، قال: أخبرني أبو عثمان بن سنّة الخزاعيّ، وكان من أهل الشّام أنّ ابن مسعودٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه، وهو بمكّة: "من أحبّ منكم أن يحضر اللّيلة أمر الجنّ فليفعل"، فلم يحضر أحدٌ غيري، فانطلقنا حتّى إذا كنّا بأعلى مكّة خطّ لي برجله خطًّا، ثمّ أمرني أن أجلس فيه، ثمّ انطلق حتّى قام، فافتتح القرآن، فغشيته أسودةٌ كثيرةٌ حالت بيني وبينه، حتّى ما أسمع صوته، ثمّ طفقوا يتقطّعون مثل قطع السّحاب ذاهبين حتّى بقي منهم رهطٌ. وفرغ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم منهم مع الفجر. فانطلق، فتبرّز ثمّ أتاني، فقال: "ما فعل الرّهط؟ " قلت: هم أولئك يا رسول الله، فأخذ عظمًا وروثًا فأعطاهم إيّاه ثمّ نهى أن يستطيب أحدٌ بعظمٍ أو روثٍ.
قال أبو داود: حدّثنا محمّد بن عبد الملك، قال: حدّثنا يزيد، قال: أخبرنا شريكٌ، عن أبي قرادة، عن أبي زيدٍ، قال: أنبأنا عبد الله بن مسعودٍ، قال: قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: "إنّي أمرت أن أقرأ على إخوانكم من الجنّ، فليقم معي رجلٌ ليس في قلبه مثقال حبّة خردلٍ من غشٍّ" قال: فقمت ومعي إداوةٌ، وفيها نبيد قال: فمضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومضيت، حتّى انتهينا إلى حيث أمره الله، فخطّ عليّ خطّةً، ثمّ قال: "إن خرجت منها لم ترني ولم أرك". قال: ومضى حتّى توارى عنّي، فلمّا طلع الفجر جاء فوجدني قائمًا، فقال: "ما شأنك قائمًا؟ " قلت: خشيت أن لا تراني ولا أراك أبدًا. قال: "ما ضرّك لو قعدت" وقال: "ما هذا معك؟ " قلت: نبيذٌ. قال: "هات، ثمرةٌ طيّبةٌ وماءٌ طهورٌ" فتوضّأ ثمّ قام يصلّي، وقمت معه وخلفه رجلان من الجنّ. فلمّا قضى الصّلاة أقبلا عليه يسألانه فقال: "ما شأنكما؟ ألم أقض لكما ولقومكما حوائجكم؟ " قالا: يا رسول الله أردنا أن يشهد معك الصّلاة بعضنا، فقال: "فمن أنتما؟ " قالا: من أهل نصيبين، قال: "أفلح هذان وأفلح قومهما". ثمّ سألا المباح، فقال: "العظم مباحٌ لكم، والرّوث علفٌ لدوابّكم". قال عبد الله بن مسعودٍ: وإنّهما ليجدانهما أعظم ما كان وأطراه.
قال أبو عمر رضي الله عنه: هذا الخبر عن ابن مسعودٍ متواترٌ من طرقٍ شتّى حسانٍ كلّها إلا حديث أبي زيدٍ عن ابن مسعودٍ الّذي فيه ذكر الوضوء بالنّبيذ، فإنّ أبا زيد مجهول لا يعرف في أصحاب ابن مسعود ويكفي من ذكر الجنّ ما في سورة الرّحمن وسورة {قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجنّ} وما جاء في الأحقاف: قوله: {وإذ صرفنا إليك نفرًا من الجنّ يستمعون القرآن... } الآيات. وفي خبر علقمة عن ابن مسعود أنه قال: وددت أن أكون معه ليلة الجنّ. و[في] قول علقمة: وددت أن صاحبنا معه ليلتئذ ما يدفع الأخبار الواردة بذلك، لأن المعنى أنه لم يكن معه، وما زال عن الخط الّذي خطّ له.
أخبرنا عبد الله بن محمّدٍ، قال: أخبرنا محمّدٌ، قال: أخبرنا سليمان، قال: أخبرنا محمّدٌ، قال: أخبرنا محمّد بن المثنّى، قال: أنبأنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعودٍ، قال:
لمّا كانت ليلة الجنّ أتت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سمرةٌ، فآذنته بهم، فخرج إليهم.
حدّثنا عبد الله، قال: أنبأنا أبو داود، قال: حدّثنا هارون بن معروفٍ، قال: أنبأنا سفيان، عن مسعرٍ، عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة أنّ مسروقًا قال له: أبوك أخبرنا: أنّ شجرةً أنذرت النّبيّ عليه السّلام بالجنّ.
قال أبو دواد: وحدّثنا حجّاج بن أبي يعقوب، قال: أنبأنا أبو أسامة، قال: أنبأنا مسعرٌ، عن معنٍ، قال: سمعت أبي قال: سألت مسروقًا من آذن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالجنّ ليلة استمعوا القرآن؟ قال: حدّثني أبوك يعني عبد الله بن مسعودٍ، أنّه آذنته بهم سمرة). [الدرر في اختصار المغازي والسير: 59-61]
قال أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البَرِّ النَّمريُّ (ت: 463هـ): ( [ذكر خروج الرّسول إلى الطّائف وعودته إلى مكّة]
قال الفقيه أبو عمر رضي الله عنه، قال ابن إسحاق:
وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعرض نفسه في تلك السنين على القبائل ليمنعوه، حتّى يبلغ رسالات ربه، ولم يقبله أحد منهم، وكلهم كان يقول له: قومه أعلم به، وكيف يصلحنا من أفسد قومه؟ وكان ذلك ممّا ذخره الله عز وجل للأنصار وأكرمهم به. فلمّا مات أبو طالب اشتدّ البلاء على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فعمد لثقيف رجاء أن يؤووه، فوجد ثلاثة نفر، هم سادة ثقيف، وهم إخوةٌ: عبد ياليل بن عمرٍو، وحبيب بن عمرٍو، ومسعود بن عمرٍو، فعرض عليهم نفسه، وأعلمهم بما لقي من قومه، فقال أحدهم: أنا أسرق ثياب الكعبة إن كان الله بعثك بشيء قطّ، وقال الآخر: أعجز الله أن يرسل غيرك؟ وقال الثّالث: لا أكلّمك بعد مجلسك هذا، لئن كنت رسول الله لأنت أعظم حقًا من أن أكلّمك، ولئن كنت تكذب على الله لأنت شرّ من أن أكلّمك وهزئوا به. وأفشوا في قومهم ما راجعوه به، وأقعدوا له صفّين، فلمّا مر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بينهما جعلوا لا يرفع رجلا ولا يضع رجلا إلّا رضخوها بحجارة، قد كانوا أعدوها، حتّى أدموا رجليه صلّى الله عليه وسلّم. فخلص منهم وعمد إلى حائط من حوائطهم، فاستظل في ظلّ نخلة منه، وهو مكروب تسيل قدماه بالدماء، وإذا في الحائط عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة. فلمّا رآهما كره مكانهما لما علم من عداوتهما لله ولرسوله. فلمّا رأياه أرسلا إليه غلاما لهما يقال له عداس، وهو نصرانيّ من أهل نينوى، معه عنب. فلمّا أتاه عداس قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من أيّ أرضٍ أنت يا عدّاس؟ " قال: من أهل نينوى. فقال النّبي عليه السّلام: "مدينة الرجل الصّالح يونس بن متّى". فقال له عداس: ما يدريك من يونس بن متّى. وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يحقر أحدا أن يبلغه رسالة ربه. فقال: "أنا رسول الله". فلمّا أخبره بما أوحى الله إليه من شأن يونس خر عداس ساجدا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجعل يقبل قدميه، وهما يسيلان دمًا. فلمّا أبصر عتبة وشيبة ما يصنع غلامهما سكتا، فلمّا أتاهما قالا: ما شأنك؟! سجدت لمحمد وقبلت قدميه! قال: هذا رجل صالح، أخبرني بشيء عرفته من شأن رسول بعثه الله عز وجل يدعى يونس بن متى. فضحكا به، وقالا له: إياك أن يفتنك عن نصرانيتك فإنّه رجل خداع. فرجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى مكّة.
حدّثنا عبد الله بن محمّدٍ، قال: أنبأنا محمّد بن بكرٍ، قال: أنبأنا أبو داود، قال: أنبأنا أحمد بن صالحٍ وابن السّرح، قالا: حدّثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهابٍ، قال: حدّثني عروة أنّ عائشة حدّثته:
أنّها قالت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: هل أتى عليك يومٌ أشدّ من يوم أحدٍ؟ قال: "لقيت من قومي ما كان أشدّ. قال: وكان أشدّ ما لقيت منهم يوم ثقيفٍ، إذ عرضت [نفسي] على عبد ياليل بن عبد كلالٍ، فلم يجبني إلى ما أردت. فانطلقت [على وجهي] وأنا مغمومٌ، فلم أستفق إلّا بقرن الثعالب.
فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلّتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل فناداني، فقال: إنّ الله قد سمع قول قومك لك [وما ردّوا عليك] وقد بعث إليك ملك الجبال [لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال] فسلّم عليّ وقال: يا محمّد: أنا ملك الجبال وقد بعثني ربّي إليك لتأمرني بما شئت، فإن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله [وحده] ولا يشرك به شيئًا). [الدرر في اختصار المغازي والسير: 62-64]
قال أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البَرِّ النَّمريُّ (ت: 463هـ): ( [إسلام الطّفيل بن عمرو الدوسي]
قال الفقيه الحافظ أبو عمر رضي الله عنه: وبعد رجوع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من دعاء ثقيف قدم عليه الطّفيل بن عمرو الدوسي، فدعاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الإسلام، وأمره بدعاء قومه، فقال: يا رسول الله، اجعل لي آية تكون لي عونا. فدعا له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجعل الله في وجهه نورا، فقال: يا رسول الله إنّي أخاف أن يجعلوها مثلة، فدعا له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فصار النّور في سوطه، فهو معروف بذي النّور*. ووصل إلى قومه بتلك الآية، فأسلم أكثرهم، وأقام الطّفيل في بلاده إلى عام الخندق ثمّ قدم في سبعين أو ثمانين رجلا من قومه مسلمين. وقد ذكرنا خبره بتمامه في بابه من كتاب الصّحابة). [الدرر في اختصار المغازي والسير: 64-65]
قال أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البَرِّ النَّمريُّ (ت: 463هـ): (حديث الإسراء [والمعراج] مختصرا
ثمّ أسري برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلًا من المسجد الحرام إلى الأقصى. ثمّ منه إلى السّماء، فرأى الأنبياء في السّموات على ما في الحديث بذلك. وفرض الله تعالى عليه الصّلوات الخمس.
ثمّ انصرف في ليلته تلك إلى مكّة، فأخبر بذلك، فصدقه أبو بكر وكل من آمن به، وكذبه الكفّار، واستوصفوه مسجد بيت المقدّس، فمثّله الله له، فجعل ينظر إليه ويصفه). [الدرر في اختصار المغازي والسير: 65]
قال أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البَرِّ النَّمريُّ (ت: 463هـ): ( [عرض الرّسول الإسلام على قبائل العرب]
وفي ذلك كله رسول الله لا يزال يدعو إلى دين الله، ويأمر به كل من لقيه ورآه من العرب إلى أن قدم سويد بن الصّامت أخو بني عمرو بن عوف من الأوس، فدعاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الإسلام، فلم يبعد ولم يجب، ثمّ انصرف إلى يثرب، فقتل في بعض حروبهم. وقدم مكّة أبو الحيسر أنس بن رافع في فتية من قومه من بني عبد الأشهل يطلبون الحلف، فدعاهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الإسلام، فقال رجل منهم اسمه إياس بن معاذ، وكان شابًّا: يا قوم هذا والله خير ممّا قدمنا له. فضربه أبو الحيسر، وانتهره، فسكت. ثمّ لم يتم لهم الحلف، فانصرفوا إلى بلادهم. ومات إياس بن معاذ، فقيل إنّه مات مسلما). [الدرر في اختصار المغازي والسير: 66]
قال أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البَرِّ النَّمريُّ (ت: 463هـ): (العقبة الأولى
ثمّ إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لقي عند العقبة في الموسم ستّة نفر من الأنصار، كلهم من الخزرج، وهم أبو أمامة أسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث بن رفاعة وهو ابن عفراء، ورافع بن مالك بن العجلان. وقطبة بن عامر بن حديدة، وعقبة بن عامر بن نابي، وجابر بن عبد الله بن رئاب. ومن أهل العلم بالسير من بجعل فيهم عبادة بن الصّامت ويسقط جابر بن عبد الله بن رئاب.
فدعاهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الإسلام، فكان من صنع الله لهم أنهم كانوا من جيران اليهود، فكانوا يسمعونهم يذكرون أن الله تعالى يبعث نبيا قد أطل زمانه. فقال بعضهم لبعض: هذا والله الّذي تهدّدكم به يهود فلا يسبقونا إليه. فأسلموا به وبايعوا. وقالوا: إنّا قد تركنا قومنا، بيننا وبينهم حروب، فننصرف وندعوهم إلى ما دعوتنا إليه، فعسى الله أن يجمعهم بك، فإن اجتمعت كلمتهم عليك واتبعوك، فلا أحد أعز منك. وانصرفوا إلى المدينة، فدعوا إلى الإسلام، حتّى فشا فيهم، ولم تبق دار من دور الأنصار إلّا وفيها ذكر من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم). [الدرر في اختصار المغازي والسير: 67-68]
قال أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البَرِّ النَّمريُّ (ت: 463هـ): (العقبة الثّانية
حتّى إذا كان العام المقبل قدم مكّة من الأنصار اثنا عشر رجلا، منهم خمسة من السّتّة الّذين ذكرنا وهم أبو أمامة، وعوف بن عفراء، ورافع بن مالك، وقطبة بن عامر بن حديدة وعقبة بن عمر بن نابي. ولم يكن فيهم جابر بن عبد الله بن رئاب، ولم يحضرها.
والسبعة الّذين هم تتمّة الاثني عشر هم: معاذ بن الحارث بن رفاعة وهو ابن عفراء أخو عوف المذكور، وذكوان بن عبد قيس الزرقي وذكروا أنه رحل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى مكّة فسكنها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فهو مهاجر أنصاري قتل يوم أحد، وعبادة بن الصّامت بن قيس بن أصرم، وأبو عبد الرّحمن يزيد بن ثعلبة البلوي حليف بني غصينة من بلي، والعبّاس بن عبادة بن نضلة. فهؤلاء من الخزرج، ومن الأوس رجلان: أبو الهيثم بن التيهان من بني عبد الأشهل، وعويم بن ساعدة من بني عمرو بن عوف حليف لهم من بلي.
فبايع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هؤلاء عند العقبة على بيعة النّساء، ولم يكن أمر بالقتال بعد. فلمّا انصرفوا بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم معهم ابن أم مكتوم، ومصعب بن عمير يعلم من أسلم منهم بالقرآن وشرائع الإسلام، ويدعو من لم يسلم إلى الإسلام. فنزل مصعب بن عمير على أسعد بن زرارة. وكان مصعب بن عمير يدعى المقرىء القارئ، وكان يؤمهم، فجمع بهم أول جمعة جمعت في الإسلام في هزم حرّة بني بياضة في بقيع يقال له بقيع الخضمات، وهم أربعون رجلا.
فأسلم على يد مصعب بن عمير خلق كثير من الأنصار، وأسلم في جماعتهم سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، وأسلم بإسلامهما جميع بني عبد الأشهل في يوم واحد: الرّجال والنّساء، لم يبق منهم أحد إلّا أسلم، حاشا الأصيرم، وهو عمرو بن ثابت بن وقش، فإنّه تأخّر إسلامه إلى يوم أحد، فأسلم واستشهد، ولم يسجد لله سجدة. وأخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه من أهل الجنّة. ولم يكن في بني عبد الأشهل منافق ولا منافقة، كانوا كلهم حنفاء مخلصين، رضي الله عنهم أجمعين.
ولم يبق دار من دور الأنصار إلّا وفيها مسلمون: رجال ونساء، حاشا بني أميّة بن زيد، وخطمة، وواقد [ووائل]، وهم بطون من الأوس، وكانوا سكانا في عوالي المدينة، فأسلم منهم قوم. وكان سيّدهم أبو قيس بن صيفي بن الأصلت الشّاعر، فتأخر إسلامه وإسلام سائر قومه إلى أن مضت بدر وأحد والخندق، ثمّ أسلموا كلهم.
ثمّ رجع مصعب بن عمير إلى مكّة). [الدرر في اختصار المغازي والسير: 68-70]
قال أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البَرِّ النَّمريُّ (ت: 463هـ): (العقبة الثّالثة
وخرج إلى الموسم جماعة كبيرة ممّن أسلم من الأنصار يريدون لقاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في جملة قوم كفار منهم لم يسلموا بعد، فوافوا مكّة. وكان في جملتهم البراء بن معرور، فرأى أن يستقبل الكعبة في الصّلاة، وكانت القبلة إلى بيت المقدّس. فصلى كذلك طول طريقه. فلمّا قدم مكّة ندم، فاستفتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال له: "قد كنت على قبلة لو صبرت عليها"، منكرًا لفعله.
فواعدوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم العقبة من أواسط أيّام التّشريق، فلمّا كانت تلك اللّيلة دعا كعب بن مالك ورجال من بني سلمة عبد الله بن عمرو بن حرام وكان سيدا فيهم، إلى الإسلام، ولم يكن أسلم، فأسلم تلك اللّيلة وبايع. وكان ذلك سرا ممّن حضر من كفار قومهم. فخرجوا في ثلث اللّيل الأول متسللين من رحالهم إلى العقبة، فبايعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندها على أن يمنعوه ممّا يمنعون منه أنفسهم ونساءهم وأبناءهم وأن يرحل إليهم هو وأصحابه.
وحضر العبّاس العقبة تلك اللّيلة متوثقا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومؤكدا على أهل يثرب، وكان يومئذٍ على دين قومه لم يسلم. وكان للبراء بن معرور في تلك اللّيلة المقام المحمود في التوثيق لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم والشد لعقد أمره. وهو أول من بايع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تلك اللّيلة: ليلة العقبة [الثّالثة]. وكذلك كان مقام أبي الهيثم بن التيهان، والعبّاس بن نضلة يومئذٍ.
وكان المبايعون لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم تلك اللّيلة سبعين رجلا وامرأتين. واختار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منهم اثني عشر نقيبًا، وهم: أسعد بن زرارة بن عدي أبو أمامة، وهو أحد السّتّة، وأحد الاثني عشر، وأحد السّبعين، وسعد بن الرّبيع، وعبد الله بن رواحة، ورافع بن مالك بن العجلان وهو أيضا أحد السّتّة وأحد الاثني عشر وأحد السّبعين، والبراء بن معرور، وعبد الله بن عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة بن دليم، والمنذر بن عمرو بن خنيس، وعبادة بن الصّامت وهو أحد السّتّة في قول بعضهم، وأحد الاثني عشر وأحد السّبعين.
فهؤلاء تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس: أسيد بن حضير، وسعد بن خيثمة بن الحارث، ورفاعة بن عبد المنذر.
وهؤلاء هم النّقباء. وقد أسقط قوم رفاعة بن عبد المنذر منهم، وعدوا مكانه أبا الهيثم بن التيهان، والله أعلم). [الدرر في اختصار المغازي والسير: 70-71]
قال أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البَرِّ النَّمريُّ (ت: 463هـ): (وهذه تسمية من شهد العقبة من الأنصار مع الاثني عشر النّقباء
ظهير بن رافع بن عدي الحارثيّ، وسلمة بن سلامة بن وقش الأشهل، ونهير بن الهيثم من بني نابي بن مجدعة، وعبد الله بن جبير بن النّعمان من بني عمرور بن عوف، وأسد بن حضير بن سماك، وأبو الهيثم بن التيهان، وسعد بن خيثمة، ورفاعة بن عبد المنذر، وأبو بردة هانىء بن نيار حليف لهم من بلي، وعويم بن ساعدة حليف لهم من بلي، ومعن بن عدي بن الجد حليف لهم من بلي.
فهؤلاء من الأوس أحد عشر رجلا، وشهدها من الخزرج: أبو أيّوب الأنصاريّ خالد بن زيد، ومعاذ، ومعوذ، وعوف: بنو الحارث بن رفاعة وهم بنو عفراء، وعمارة بن حزم بن زيد بن لوذان، وأبو رهم الحارث بن رفاعة بن الحارث. هؤلاء السّتّة من بني غنم بن مالك بن النجار.
وسهل بن عتيك بن النّعمان بن النجار من بني عامر بن مالك بن النجار.
وأوس بن ثابت بن المنذر بن حرام، وأبو طلحة وهو زيد بن سهل النجاري. وهذان من بني عمرو بن مالك بن النجار.
وقيس بن أبي صعصعة النجاري، وعمرو بن غزيّة بن عمر. وهذان من بني غنم بن مازن بن النجار.
وخارجة بن زيد بن أبي زهير، وبشير بن سعد [بن ثعلبة] بن خلاس. وخلاد بن سويد بن ثعلبة. وهؤلاء من بني كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
وعبد الله بن زيد بن ثعلبة من بني جشم بن الحارث بن الخزرج.
وعقبة بن عمرو بن يسيرة بن عسيرة أبو مسعود الأنصاريّ من بني الحارث بن الخزرج. وهو وجابر بن عبد الله أصغر من شهد العقبة.
وزياد بن لبيد بن ثعلبة، وفروة بن عمرو بن ودفة، وخالد بن قيس بن مالك. وهؤلاء من بني بياضة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج.
وذكوان بن عبد قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق بن عامر أخي بياضة بن عامر، وعياد بن قيس بن عامر بن خالد بن عامر بن زريق بن عامر، والحارث بن قيس بن خالد بن مخلد بن زريق بن عامر أخي بياضة بن عامر.
ومن بني سلمة بن سعد بن عليّ: بشر بن البراء بن معرور، وسنان بن صيفي بن صخر، والطفيل بن النّعمان بن خنساء، ومعقل بن المنذر بن سرح، ويزيد بن المنذر بن سرح، ومسعود بن زيد بن سبيع، ويزيد بن خدام بن سبيع، والضّحّاك بن حارثة بن زيد، وجبار بن صخر بن أميّة، والطفيل بن مالك بن الخنساء، وهؤلاء كلهم من بني عدي بن غنم بن كعب بن سلمة.
ومن بني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة: كعب بن مالك بن أبي كعب الشّاعر، وسليم بن عمرو بن حديدة، وقطبة بن عامر بن حديدة، وأخوه يزيد بن عامر، وأبو اليسر كعب بن عمرو بن عباد، وابن عمه صيفي بن سواد بن عباد، وثعلبة بن عنمة بن عدي، وأخوه عمرو بن عنمة، وعبس بن عامر بن عدي، وخالد بن عمرو بن عدي، وعبد الله بن أنيس بن أسعد حليف لهم من قضاعة.
ومن بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام كان من أحدثهم سنا، ومعاذ بن الجموح، وثابت بن الجذع، واسم الجذع ثعلبة بن كعب بن حرام بن كعب، وعمير بن الحارث بن لبدة، وخديج بن سلامة بن أوس حليف لهم من بلي.
ومن إخوة بني سلمة وهم بنو أدي، ويقال أدي بن سعد بن عليّ: معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي.
وجميع من شهدها من بني سلمة وحلفائهم ثلاثون رجلا. وقد ذكر بعض أهل السّير فيهم أوس بن عباد بن عدي.
ومن بني عوف بن الخزرج ثمّ من بني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج: العبّاس بن عبادة بن نضلة وهو مهاجر أنصاري هاجر إلى النّبي صلّى الله عليه وسلّم إلى مكّة فكان معه بها ثمّ هاجر معه إلى المدينة وقتل يوم أحد، ويزيد بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم حليف لهم من [بني] غصينة من بلي، وعمرو بن الحارث بن لبدة من القواقل. ومن بني الحبلى واسمه سالم بن عمرو بن عوف: رفاعة بن عمرو بن زيد بن ثعلبة بن مالك بن سالم، وعقبة بن وهب بن كلدة بن الجعد من بني عبد الله بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان حليف لهم هاجر أيضا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى مكّة: فهؤلاء خمسة رجال.
ومن بني كعب بن الخزرج: سعد بن عبادة بن دليم، والمنذر بن عمرو وهما من النّقباء الّذين ذكرنا.
وامرأتان: نسيبة بنت كعب بن عمرو من بني مازن بن النجار وهي أم عمارة قتل مسيلمة ابنها حبيب بن زيد بن عاصم، والثّانية أسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي من بني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة وهي أم منيع.
وكانت البيعة ليلة العقبة (الثّالثة) على حرب الأسود والأحمر. وأخذ لنفسه، واشترط عليهم لربه، وجعل لهم على الوفاء بذلك الجنّة). [الدرر في اختصار المغازي والسير: 72-74]