الدروس
course cover
تفسير سورة الضحى[ من الآية (1) إلى الآية (5) ]
14 Sep 2014
14 Sep 2014

5349

0

1

course cover
تفسير جزء عمّ

القسم السادس

تفسير سورة الضحى[ من الآية (1) إلى الآية (5) ]
14 Sep 2014
14 Sep 2014

14 Sep 2014

5349

0

1


0

0

0

0

1

مقدمات تفسير سورة الضحى
من تفسير ابن كثير وتفسير السعدي وزبدة التفسير للأشقر


أسماء السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (تفسير سورة الضّحى). [تفسير القرآن العظيم: 8/423]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (آخر تفسير سورة الضّحى، ولله الحمد والمنّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/428]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (تفسيرُ سورةِ والضحى). [تيسير الكريم الرحمن: 928]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (سُورَةُ الضُّحَى). [زبدة التفسير: 596]


نزول السورة

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهي مكّيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/423]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وهي مكية). [تيسير الكريم الرحمن: 928]


أسباب نزول السورة

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال الإمام أحمد: حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا سفيان، عن الأسود بن قيسٍ، قال: سمعت جندباً يقول: اشتكى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلم يقم ليلةً أو ليلتين، فأتت امرأةٌ فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلاّ قد تركك. فأنزل الله عزّ وجلّ: {والضّحى واللّيل إذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى}.

رواه البخاريّ، ومسلمٌ، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن أبي حاتمٍ، وابن جريرٍ، من طرقٍ، عن الأسود بن قيسٍ، عن جندبٍ، هو ابن عبد الله البجليّ ثمّ العلقيّ به، وفي رواية سفيان بن عيينة، عن الأسود بن قيسٍ سمع جندباً قال: أبطأ جبريل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال المشركون: ودّع محمّدٌ. فأنزل الله تعالى: {والضّحى واللّيل إذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى}.

وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، وعمرو بن عبد الله الأوديّ، قالا: حدّثنا أبو أسامة، حدّثني سفيان، حدّثني الأسود بن قيسٍ، أنه سمع جندباً يقول: رمي رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم بحجرٍ في إصبعه، فقال: ((هل أنت إلاّ إصبعٌ دميت وفي سبيل الله ما لقيت)). قال: فمكث ليلتين أو ثلاثاً لا يقوم، فقالت له امرأةٌ: ما أرى شيطانك إلاّ قد تركك. فنزلت: {والضّحى واللّيل إذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى}. والسّياق لأبي سعيدٍ.

قيل: إنّ هذه المرأة هي أمّ جميلٍ امرأة أبي لهبٍ، وذكر أنّ إصبعه عليه السلام دميت. وقوله هذا الكلام الذي اتّفق أنه موزونٌ ثابتٌ في الصحيحين، ولكنّ الغريب ههنا جعله سبباً لتركه القيام ونزول هذه السورة.

فأمّا ما رواه ابن جريرٍ: حدّثنا ابن أبي الشّوارب، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا سليمان الشّيبانيّ، عن عبد الله بن شدّادٍ، أن خديجة قالت للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ما أرى ربّك إلاّ قد قلاك. فأنزل الله: {والضّحى واللّيل إذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى}.

وقال أيضاً: حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا وكيعٌ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أبطأ جبريل على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فجزع جزعاً شديداً، فقالت خديجة: إنّي أرى ربّك قد قلاك ممّا نرى من جزعك. قال: فنزلت: {والضّحى واللّيل إذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى} إلى آخرها.

فإنه حديثٌ مرسلٌ من هذين الوجهين، ولعلّ ذكر خديجة ليس محفوظاً، أو قالته على وجه التأسّف والتحزّن. والله أعلم.

وقد ذكر بعض السّلف، منهم ابن إسحاق، أنّ هذه السورة التي أوحاها جبريل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين تبدّى له في صورته التي هي خلقه الله عليها، ودنا إليه وتدلّى منهبطاً عليه، وهو بالأبطح {فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال: قال له هذه: {والضّحى واللّيل إذا سجى}.

قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: لمّا نزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم القرآن، أبطأ عنه جبريل أيّاماً، فتغيّر بذلك، فقال المشركون: ودّعه ربّه وقلاه. فأنزل الله: {ما ودّعك ربّك وما قلى}). [تفسير القرآن العظيم: 8/424-425]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (اشْتَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَقُمْ ـ أَيْ: لصلاةِ اللَّيْلِ ـ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاثاً، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ،مَا أَرَى شَيْطَانَكَ إِلاَّ قَدْ تَرَكَكَ، لَمْ يَقْرَبْكَ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاثاً. فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ السُّورَةَ). [زبدة التفسير: 596]


ما ورد في التكبير:

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (روّينا من طريق أبي الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزّة المقرئ، قال: قرأت على عكرمة بن سليمان، وأخبرني أنه قرأ على إسماعيل بن قسطنطين وشبل بن عبّادٍ، فلمّا بلغت {والضّحى} قالا لي: كبّر حتى تختم مع خاتمة كلّ سورةٍ؛ فإنّا قرأنا على ابن كثيرٍ فأمرنا بذلك، وأخبرنا أنه قرأ على مجاهدٍ فأمره بذلك، وأخبره مجاهدٌ أنه قرأ على ابن عبّاسٍ فأمره بذلك، وأخبره ابن عبّاسٍ أنه قرأ على أبيّ بن كعبٍ فأمره بذلك، وأخبره أبيٌّ أنه قرأ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأمره بذلك.

فهذه سنّةٌ تفرّد بها أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبد الله البزّيّ من ولد القاسم بن أبي بزّة، وكان إماماً في القراءات.

فأمّا في الحديث فقد ضعّفه أبو حاتمٍ الرّازيّ، وقال: لا أحدّث عنه. وكذا أبو جعفرٍ العقيليّ قال: هو منكر الحديث. لكن حكى الشيخ شهاب الدّين أبو شامة في شرح الشّاطبيّة عن الشافعيّ، أنه سمع رجلاً يكبّر هذا التكبير في الصلاة، فقال له: أحسنت وأصبت السّنّة. وهذا يقتضي صحّة هذا الحديث.

ثمّ اختلف القرّاء في موضع هذا التكبير وكيفيّته؛ فقال بعضهم: يكبّر من آخر {واللّيل إذا يغشى}. وقال آخرون: من آخر {والضّحى}.

وكيفيّة التكبير عند بعضهم أن يقول: الله أكبر، ويقتصر. ومنهم من يقول: الله أكبر، لا إله إلاّ الله، الله أكبر.

وذكر القرّاء في مناسبة التكبير من أوّل سورة الضّحى: أنه لمّا تأخّر الوحي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفتر تلك المدّة، وجاءه الملك، فأوحى إليه: {والضّحى واللّيل إذا سجى} السورة بتمامها، كبّر فرحاً وسروراً. ولم يرو ذلك بإسنادٍ يحكم عليه بصحّةٍ ولا ضعفٍ. فالله أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/423]




* للاستزادة ينظر: هنا

هيئة الإشراف

#2

14 Sep 2014

تفسير قوله تعالى: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) }


تفسير قوله تعالى: (وَالضُّحَى (1) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهذا قسمٌ منه تعالى بالضّحى، وما جعل فيه من الضّياء). [تفسير القرآن العظيم: 8/425]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (أقسمَ تعالى بالنهارِ إذا انتشرَ ضياؤهُ بالضحى، وبالليلِ إذا سجى وادلهمَّتْ ظلمتهُ، على اعتناءِ اللهِ برسوله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 928]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(1-{وَالضُّحَى} الضُّحَى اسْمٌ لِوَقْتِ ارْتِفَاعِ الشَّمْسِ). [زبدة التفسير: 596]


تفسير قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واللّيل إذا سجى} أي: سكن فأظلم وادلهمّ. قاله مجاهدٌ وقتادة والضحّاك وابن زيدٍ وغيرهم. وذلك دليلٌ ظاهرٌ على قدرة خالق هذا وهذا، كما قال: {واللّيل إذا يغشى والنّهار إذا تجلّى} وقال: (فالق الإصباح وجاعل اللّيل سكناً والشّمس والقمر حسباناً ذلك تقدير العزيز العليم) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/425]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (أقسمَ تعالى بالنهارِ إذا انتشرَ ضياؤهُ بالضحى، وبالليلِ إذا سجى وادلهمَّتْ ظلمتهُ، على اعتناءِ اللهِ برسوله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 928] (م)

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(2- {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سُجُوُّ اللَّيْلِ تَغْطِيَتُهُ النَّهَارَ، مِثْلَ مَا يُسَجَّى الرَّجُلُ بِالثَّوْبِ). [زبدة التفسير: 596]


تفسير قوله تعالى: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قوله: {ما ودّعك ربّك} أي: ما تركك {وما قلى} أي: وما أبغضك). [تفسير القرآن العظيم: 8/425]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} أي: مَا ترككَ منذُ اعتنى بكَ، ولا أهملكَ منذُ رباكَ ورعاكَ، بلْ لمْ يزلْ يربيكَ أحسنَ تربيةٍ، ويعليكَ درجةً بعدَ درجةٍ.

{وَمَا قَلا} كَ اللهُ أي: ما أبغضكَ منذُ أحبَّكَ،فإنَّ نفيَ الضدِّ دليلٌ على ثبوتِ ضدِّهِ، والنفي المحضُ لا يكونُ مدحاً، إلاَّ إذا تضمنَ ثبوتَ كمالٍ، فهذهِ حالُ الرسول صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الماضيةُ والحاضرةُ، أكملُ حالٍ وأتمها، محبةُ اللهِ لهُ واستمرارهَا، وترقيتهُ في درجِ الكمالِ، ودوامُ اعتناءِ اللهِ بهِ.

وأمَّا حالهُ المستقبلةُ، فقالَ: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى}). [تيسير الكريم الرحمن: 928]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(3- {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} هَذَا جَوَابُ الْقَسَمِ؛أَيْ: مَا قَطَعَكَ قَطْعَ المُوَدِّعِ، وَلَمْ يَقْطَعْ عَنْكَ الْوَحْيَ،{وَمَا قَلَى}؛ أَيْ: وَمَا أَبْغَضَكَ). [زبدة التفسير: 596]


تفسير قوله تعالى: (وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وللآخرة خيرٌ لك من الأولى} وللدّار الآخرة خيرٌ لك من هذه الدار.

ولهذا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أزهد الناس في الدنيا، وأعظمهم لها اطّراحاً، كما هو معلومٌ بالضرورة من سيرته، ولمّا خيّر عليه السلام في آخر عمره بين الخلد في الدنيا إلى آخرها، ثمّ الجنّة، وبين الصّيرورة إلى الله عزّ وجلّ اختار ما عند الله على هذه الدنيا الدّنيّة.

قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد، حدّثنا المسعوديّ، عن عمرو بن مرّة، عن إبراهيم النّخعيّ، عن علقمة، عن عبد الله - هو ابن مسعودٍ - قال: اضطجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حصيرٍ فأثّر في جنبه، فلمّا استيقظ جعلت أمسح جنبه وقلت: يا رسول الله، ألا آذنتنا حتى نبسط لك على الحصير شيئاً؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((ما لي وللدّنيا؟! ما أنا والدّنيا؟! إنّما مثلي ومثل الدّنيا كراكبٍ ظلّ تحت شجرةٍ ثمّ راح وتركها)).

ورواه التّرمذيّ وابن ماجه من حديث المسعوديّ به، وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/425]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى} أي: كلُّ حالةٍ متأخرةٍ منْ أحوالكَ، فإنَّ لهَا الفضلُ على الحالةِ السابقةِ.

فلمْ يزلْ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يصعدُ في درجِ المعالي، ويمكنُ لهُ اللهُ دينهُ، وينصرُهُ على أعدائِهِ، ويسددُ لهُ أحوالهُ، حتى ماتَ، وقدْ وصلَ إلى حالٍ لا يصلُ إليهَا الأولونَ والآخرونَ، منَ الفضائلِ والنعمِ، وقرةِ العينِ، وسرورِ القلبِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(4-{وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى}؛ أَي: الْجَنَّةُ خَيْرٌ لَكَ من الدُّنْيَا، هَذَا مَعَ مَا قَدْ أُوتِيَ فِي الدُّنْيَا مِنْ شَرَفِ النُّبُوَّةِ مَا يَصْغُرُ عِنْدَهُ كُلُّ شَرَفٍ، وَيَتَضَاءَلُ بالنسبةِ إِلَيْهِ كُلُّ مَكْرُمَةٍ فِي الدُّنْيَا). [زبدة التفسير: 596]


تفسير قوله تعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولسوف يعطيك ربّك فترضى} أي: في الدار الآخرة يعطيه حتّى يرضيه في أمّته، وفيما أعدّه له من الكرامة، ومن جملته نهر الكوثر، الذي حافتاه قباب اللّؤلؤ المجوّف، وطينه مسكٌ أذفر، كما سيأتي.

وقال الإمام أبو عمرٍو الأوزاعيّ، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزوميّ، عن عليّ بن عبد الله بن عبّاسٍ، عن أبيه، قال: عرض على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما هو مفتوحٌ على أمّته من بعده كنزاً كنزاً، فسرّ بذلك، فأنزل الله: {ولسوف يعطيك ربّك فترضى} فأعطاه في الجنّة ألف ألف قصرٍ، في كلّ قصرٍ ما ينبغي له من الأزواج والخدم. رواه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ من طريقه، وهذا إسنادٌ صحيحٌ إلى ابن عبّاسٍ، ومثل هذا لا يقال إلاّ عن توقيفٍ.

وقال السّدّيّ عن ابن عبّاسٍ: من رضى محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم ألاّ يدخل أحدٌ من أهل بيته النار. رواه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ.

وقال الحسن: يعني بذلك الشفاعة. وهكذا قال أبو جعفرٍ الباقر.

وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا معاوية بن هشامٍ، عن عليّ بن صالحٍ، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((إنّا أهل بيتٍ اختار الله لنا الآخرة على الدّنيا)) {ولسوف يعطيك ربّك فترضى}). [تفسير القرآن العظيم: 8/425-426]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ثمَّ بعدَ ذلكَ، لا تسألْ عنْ حالهِ في الآخرةِ، منْ تفاصيلِ الإكرامِ، وأنواعِ الإنعامِ، ولهذا قالَ: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} وهذا أمرٌ لا يمكنُ التعبيرُ عنهُ بغيرِ هذهِ العبارةِ الجامعةِ الشاملةِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(5-{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ} الْفَتْحَ فِي الدِّينِ، والثَّوَابَ وَالحَوْضَ وَالشَّفَاعَةَ لأُمَّتِهِ فِي الآخِرَةِ {فَتَرْضَى}). [زبدة التفسير: 596]




* للاستزادة ينظر: هنا