الدروس
course cover
تفسير سورة التين [ من الآية (1) إلى آخر السورة ]
14 Sep 2014
14 Sep 2014

5905

0

1

course cover
تفسير جزء عمّ

القسم السابع

تفسير سورة التين [ من الآية (1) إلى آخر السورة ]
14 Sep 2014
14 Sep 2014

14 Sep 2014

5905

0

1


0

0

0

0

1

مقدمات تفسير سورة التين
من تفسير ابن كثير وتفسير السعدي وزبدة التفسير للأشقر


أسماء السورة

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (تفسير سورة التّين). [تفسير القرآن العظيم: 8/434]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (آخر تفسير {والتّين والزّيتون}. ولله الحمد والمنّة). [تفسير القرآن العظيم: 8/435]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (تفسيرُ سورة والتين). [تيسير الكريم الرحمن: 929]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (سُورَةُ التِّينِ). [زبدة التفسير: 597]


نزول السورة

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهي مكّيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/434]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وهي مكية). [تيسير الكريم الرحمن: 929]


فضائل السورة

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال مالكٌ وشعبة، عن عديّ بن ثابتٍ، عن البراء بن عازبٍ: كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ، فقرأ في إحدى الركعتين بالتّين والزيتون، فما سمعت أحداً أحسن صوتاً أو قراءةً منه. أخرجه الجماعة في كتبهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/434]




* للاستزادة ينظر: هنا

هيئة الإشراف

#2

14 Sep 2014

تفسير قوله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)}


تفسير قوله تعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (اختلف المفسّرون ههنا على أقوالٍ كثيرةٍ؛ فقيل: المراد بالتين مسجد دمشق. وقيل: هي نفسها. وقيل: الجبل الذي عندها.

وقال القرظيّ: هو مسجد أصحاب الكهف.

وروى العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: أنه مسجد نوحٍ الذي على الجوديّ.

وقال مجاهدٌ: هو تينكم هذا.

{والزّيتون} قال كعب الأحبار، وقتادة، وابن زيدٍ، وغيرهم: هو مسجد بيت المقدس.

وقال مجاهدٌ وعكرمة: هو هذا الزيتون الذي تعصرون). [تفسير القرآن العظيم: 8/434]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({التِّينِ} هوَ التينُ المعروفُ، وكذلكَ {الزَّيْتُونِ}أقسم بهاتين الشجرتين لكثرةِ منافعِ شجرهمَا وثمرهمَا، ولأنَّ سلطانهما في أرضِ الشامِ، محلِّ نبوةِ عيسى بن مريمَ عليهِ السلامُ). [تيسير الكريم الرحمن: 929]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (1-{وَالتِّينِ}: هُوَ التينُ الَّذِي يَأْكُلُهُ النَّاسُ، {وَالزَّيْتُونِ} الَّذِي يَعْصِرُونَ مِنْهُ الزيتَ، وَهُمَا كنايةٌ عَن الْبِلادِ المُقَدَّسَةِ الَّتِي اشْتُهِرَتْ بِإِنْبَاتِ التِّينِ والزَّيْتونِ، أَقْسَمَ بالتِّينِ؛ لأَنَّهُ فَاكِهَةٌ مُخَلَّصَةٌ منْ شوائبِ التَّنْغِيصِ.

وَقَالَ كَثِيرٌ منْ أَهْلِ الطِّبِّ: إِنَّ التِّينَ أنفعُ الفواكهِ للبدنِ، وَأَكْثَرُهَا غذاءً، وَأَمَّا الزيتونُ فَإِنَّهُ يُعْصَرُ مِنْهُ الزيتُ الَّذِي هُوَ إِدَامٌ غَالِبٌ لِبَعْضِ أَهْلِ البُلْدَانِ وَدُهْنُهُمْ، وَيَدْخُلُ فِي كَثِيرٍ من الأَدْوِيَةِ). [زبدة التفسير: 597]


تفسير قوله تعالى: (وَطُورِ سِينِينَ (2) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وطور سينين} قال كعب الأحبار وغير واحدٍ: هو الجبل الذي كلّم الله عليه موسى). [تفسير القرآن العظيم: 8/434]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَطُورِ سِينِينَ}أي: طورِ سيناءَ محلِّ نبوةِ موسى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ). [تيسير الكريم الرحمن: 929]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (2- {وَطُورِ سِينِينَ}: هُوَ الجَبَلُ الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مُوسَى، وَهُوَ طُورُ سِينَاءَ). [زبدة التفسير: 597]


تفسير قوله تعالى: (وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وهذا البلد الأمين} يعني: مكّة. قاله ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة والحسن، وإبراهيم النّخعيّ، وابن زيدٍ، وكعب الأحبار، ولا خلاف في ذلك.

وقال بعض الأئمّة: هذه محالّ ثلاثةٌ، بعث الله في كلّ واحدةٍ منها نبيًّا مرسلاً من أولي العزم أصحاب الشرائع الكبار:

فالأوّل: محلّة التين والزيتون، وهي بيت المقدس التي بعث الله فيها عيسى ابن مريم.

والثاني: طور سينين، وهو طور سيناء، الذي كلّم الله عليه موسى بن عمران.

والثالث: مكّة، وهو البلد الأمين، الذي من دخله كان آمناً، وهو الذي أرسل فيه محمداً صلّى الله عليه وسلّم.

قالوا: وفي آخر التوراة ذكر هذه الأماكن الثلاثة: جاء الله من طور سيناء – يعني: الذي كلّم الله عليه موسى- وأشرق من ساعير - يعني: جبل بيت المقدس الذي بعث الله منه عيسى - واستعلن ‌من جبال فاران. يعني: جبال مكّة التي أرسل الله منها محمداً صلّى الله عليه وسلّم، فذكرهم مخبراً عنهم على الترتيب الوجوديّ بحسب ترتيبهم في الزمان، ولهذا أقسم بالأشرف ثمّ الأشرف منه، ثمّ بالأشرف منهما). [تفسير القرآن العظيم: 8/434-435]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ} وهي مكةُ المكرمةُ، محلُّ نبوةِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

فأقسمَ تعالى بهذهِ المواضعِ المقدسةِ التي اختارهَا وابتعثَ منهَا أفضلَ النبواتِ وأشرفهَا.

والمقسَمُ عليهِ قولُهُ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} ). [تيسير الكريم الرحمن: 929]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (3-{وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ} يَعْنِي مَكَّةَ، سَمَّاهَ أَمِيناً؛ لأَنَّهُ آمِنٌ، كَأَنَّمَا يُقْسِمُ اللَّهُ تَعَالَى بهذهِ المواضعِ الثلاثةِ؛ لأَنَّهَا مَهَابِطُ وَحْيِ اللَّهِ عَلَى أُولِي الْعَزْمِ مِن الرُّسُلِ، وَمِنْهَا أَضَاءَتِ الهدايةُ للبَشَرِ). [زبدة التفسير: 597]


تفسير قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويمٍ} هذا هو المقسم عليه، وهو أنه تعالى خلق الإنسان في أحسن صورةٍ وشكلٍ، منتصب القامة، سويّ الأعضاء، حسنها). [تفسير القرآن العظيم: 8/435]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}أي: تام الخلقِ،متناسبِ الأعضاءِ، منتصبِ القامةِ، لمْ يفقدْ مما يحتاجُ إليه ظاهراً أو باطناً شيئاً). [تيسير الكريم الرحمن: 929]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (4-{لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}: خَلَقَ اللَّهُ كُلَّ ذِي رُوحٍ مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ إِلاَّ الإِنْسَانَ، فَقَدْ خَلَقَهُ مَدِيدَ القامةِ، يَتَنَاوَلُ مَأْكُولَهُ بِيَدِهِ، وَخَلَقَهُ عَالِماً مُتَكَلِّماً مُدَبِّراً حَكِيماً، فَأَمْكَنَهُ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ خَلِيفَتَهُ فِي الأَرْضِ كَمَا أَرَادَ اللَّهُ لَهُ). [زبدة التفسير: 597]


تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ رددناه أسفل سافلين} أي: إلى النار. قاله مجاهدٌ، وأبو العالية، والحسن، وابن زيدٍ، وغيرهم. ثمّ بعد هذا الحسن والنّضارة مصيره إلى النار إن لم يطع الله ويتّبع الرسل.

ولهذا قال: {إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات}.

وقال بعضهم: {ثمّ رددناه أسفل سافلين} أي: إلى أرذل العمر. وروي هذا عن ابن عبّاسٍ وعكرمة، حتى قال عكرمة: من جمع القرآن لم يردّ إلى أرذل العمر. واختار ذلك ابن جريرٍ، ولو كان هذا هو المراد لما حسن استثناء المؤمنين من ذلك؛ لأنّ الهرم قد يصيب بعضهم، وإنما المراد ما ذكرناه، كقوله: {والعصر إنّ الإنسان لفي خسرٍ إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات}). [تفسير القرآن العظيم: 8/435]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ومعَ هذهِ النعمِ العظيمةِ، التي ينبغي منهُ القيامُ بشكرهاَ، فأكثرُ الخلقِ منحرفونَ عنْ شكرِ المنعمِ، مشتغلونَ باللهوِ واللعبِ، قدْ رضوا لأنفسهمْ بأسافِلِ الأمورِ، وسفسافِ الأخلاقِ، فردَّهمُ اللهُ في أسفلِ سافلينَ أي: أسفلِ النارِ، موضعِ العصاةِ المتمردينَ على ربِّهمْ، إلاَّ منْ منَّ اللهُ عليهِ بالإيمانِ والعملِ الصالحِ، والأخلاقِ الفاضلةِ العاليةِ). [تيسير الكريم الرحمن: 929-930] (م)

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (5- {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ}؛ أَيْ: رَدَدْنَاهُ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَهُوَ الهَرَمُ وَالضَّعْفُ بَعْدَ الشبابِ والقوَّةِ، حَتَّى يَصِيرَ كالصَّبِيِّ، فَيَخْرَفُ وَيَنْقُصُ عَقْلُهُ، وَالسَّافِلُونَ هُم الضُّعَفَاءُ وَالزَّمْنَى والأطفالُ، والشيخُ الكبيرُ أَضْعَفُ هَؤُلاءِ جَمِيعاً.

وَقِيلَ: الْمَعْنَى: إِنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ فِي أَحْسَنِ حَالٍ وَصُورةٍ يُرَدُّ شَرًّا منْ كُلِّ دَابَّةٍ، وَفِي حَالٍ أَسْوَأَ مِنْ كُلِّ حَالٍ؛لأَنَّهُ يُرَدُّ إِلَى أسفلِ الدرجاتِ السافلةِ فِي الدَّرْكِ الأسفلِ من النَّارِ). [زبدة التفسير: 597]


تفسير قوله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فلهم أجرٌ غير ممنونٍ} أي: غير مقطوعٍ، كما تقدّم). [تفسير القرآن العظيم: 8/435]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ومعَ هذهِ النعمِ العظيمةِ، التي ينبغي منهُ القيامُ بشكرهاَ، فأكثرُ الخلقِ منحرفونَ عنْ شكرِ المنعمِ، مشتغلونَ باللهوِ واللعبِ، قدْ رضوا لأنفسهمْ بأسافِلِ الأمورِ، وسفسافِ الأخلاقِ، فردَّهمُ اللهُ في أسفلِ سافلينَ أي: أسفلِ النارِ، موضعِ العصاةِ المتمردينَ على ربِّهمْ، إلاَّ منْ منَّ اللهُ عليهِ بالإيمانِ والعملِ الصالحِ، والأخلاقِ الفاضلةِ العاليةِ،

{فَلَهُمْ} بذلكَ المنازلُ العاليةُ و{أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} أي: غيرُ مقطوعٍ، بلْ لذاتٌ متوافرةٌ، وأفراحٌ متواترةٌ، ونعمٌ متكاثرةٌ، في أبدٍ لا يزولُ، ونعيمٍ لا يحولُ، أكلُهَا دائمٌ وظلُّهَا). [تيسير الكريم الرحمن: 929-930]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (6- {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} فَلا يُرَدُّونَ أسفلَ سَافِلِينَ، بَلْ إِلَى جَنَّةِ اللَّهِ الْوَاسِعَةِ فِي عِلِّيِّينَ.

{فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} ثَوَابٌ عَلَى طَاعَاتِهِمْ دَائِمٌ غَيْرُ مُنْقَطِعٍ). [زبدة التفسير: 597]


تفسير قوله تعالى: (فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {فما يكذّبك} أي: يا بن آدم {بعد بالدّين} أي: بالجزاء في المعاد، وقد علمت البدءة، وعرفت أنّ من قدر على البدءة فهو قادرٌ على الرّجعة بطريق الأولى، فأيّ شيءٍ يحملك على التكذيب بالمعاد وقد عرفت هذا؟.

قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن سنانٍ، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصورٍ، قال: قلت لمجاهدٍ: {فما يكذّبك بعد بالدّين} عنى به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: معاذ الله! عنى به الإنسان. وهكذا قال عكرمة وغيره). [تفسير القرآن العظيم: 8/435]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ}أي: أيُّ شيءٍ يكذبكَ أيُّها الإنسانُ بيومِ الجزاءِ على الأعمالِ، وقد رأيتَ منْ آياتِ اللهِ الكثيرةِ ما بهِ يحصلُ لكَ اليقينُ، ومنْ نعمهِ مَا يوجبُ عليكَ أنْ لا تكفرَ بشيءٍ ممَّا أخبركَ بهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 930]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (7-{فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ}؛ أَيْ: إِذَا عَرَفْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَكَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، وَأَنَّهُ يَرُدُّكَ أَسْفَلَ سَافِلِينَ، فَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى أَنْ تُكَذِّبَ بِالْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ؟

وَقِيلَ: الْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَيْ: أَيُّ شَيْءٍ يَجْعَلُكَ يَا مُحَمَّدُ مُكَذِّباً بَعْدَ ظُهُورِ هَذِهِ الدلائلِ الناطقةِ، فَاسْتَيْقِنْ مَعَ مَا جَاءَكَ من اللَّهِ أَنَّهُ أَحْكَمُ الحَاكِمِينَ). [زبدة التفسير: 597]


تفسير قوله تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أليس الله بأحكم الحاكمين}؟ أي: أما هو أحكم الحاكمين، الذي لا يجور ولا يظلم أحداً؟! ومن عدله أن يقيم القيامة، فينتصف للمظلوم في الدنيا ممّن ظلمه، وقد قدّمنا في حديث أبي هريرة مرفوعاً: ((فإذا قرأ أحدكم: {والتّين والزّيتون} فأتى آخرها: {أليس الله بأحكم الحاكمين} فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشّاهدين)) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/435]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فهلْ تقتضي حكمتهُ أنْ يتركَ الخلقَ سدىً لا يؤمرونَ ولا ينهونَ، ولا يُثابونَ ولا يُعاقبونَ؟

أمِ الذي خلقَ الإنسانَ أطواراً بعدَ أطوارٍ، وأوصلَ إليهمْ منَ النعمِ والخيرِ والبرِّ ما لا يحصونهُ، ورباهمْ التربيةَ الحسنةَ، لا بدَّ أنْ يعيدهمْ إلى دارٍ هيَ مستقرهمْ وغايتهمْ التي إليهَا يقصدونَ، ونحوهَا يؤمّونَ.

تمتْ وللهِ الحمدُ). [تيسير الكريم الرحمن: 930]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (8- {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} قَضَاءً وَعَدْلاً؛ إِذْ أَحْسَنَ خَلْقَ الإِنْسَانِ ثُمَّ كَبَّ مَنْ كَفَرَ بِهِ فِي أَسْفَلِ النَّارِ وَرَفَعَ مَنْ آمَنَ بِهِ دَرَجَاتٍ). [زبدة التفسير: 597]




* للاستزادة ينظر: هنا