14 Sep 2014
تفسير قوله تعالى: { أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)}
تفسير قوله تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {أرأيت الّذي ينهى (9) عبداً إذا صلّى} نزلت في أبي جهلٍ لعنه الله، توعّد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على الصلاة عند البيت، فوعظه تعالى بالتي هي أحسن أولاً فقال: {أرأيت إن كان على الهدى}). [تفسير القرآن العظيم: 8/438]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ولكنَّ الإنسانَ - لجهلِهِ وظلمِهِ - إذا رأى نفسهُ غنيّاً طغى وبغى، وتجبَّرَ عن الهدى، ونسيَ أنَّ إلى ربهِ الرجعى، ولمْ يخفِ الجزاءَ، بلْ ربما وصلتْ بهِ الحالُ أنَّهُ يتركُ الهدى بنفسهِ، ويدعو إلى تركهِ، فينهى عنِ الصلاةِ التي هيَ أفضلُ أعمالِ الإيمانِ). [تيسير الكريم الرحمن: 930] (م)
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (9، 10 - {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى} الَّذِي يَنْهَى هُوَ أَبُو جَهْلٍ، وَالْمُرَادُ بالعبدِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [زبدة التفسير: 597]
تفسير قوله تعالى: (أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أرأيت إن كان على الهدى} أي: فما ظنّك إن كان هذا الذي تنهاه على الطريق المستقيمة في فعله). [تفسير القرآن العظيم: 8/438]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (يقولُ اللهُ لهذا المتمرِّدِ العاتي: {أَرَأَيْتَ} أيهَا الناهي للعبدِ إذا صلى {إِن كَانَ} العبدُ المصلي {عَلَى الْهُدَى} العلمِ بالحقِّ والعملِ بهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 930]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (11- {أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى}؛يَعْنِي الْعَبْدَ المَنْهِيَّ، إِذَا صَلَّى وَهُوَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [زبدة التفسير: 597]
تفسير قوله تعالى: (أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أو أمر بالتّقوى} بقوله وأنت تزجره وتتوعّده على صلاته). [تفسير القرآن العظيم: 8/438]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({أو أمر} غيرَهُ {بِالتَّقْوَى} فهلْ يحسنُ أنْ ينهى منْ هذا وصفُهُ؟ أليسَ نهيهُ منْ أعظمِ المحادَّةِ للهِ والمحاربةِ للحقِّ؟ فإنَّ النهيَ لا يتوجهُ إلاَّ لمنْ هوَ في نفسهِ على غيرِ الهدى، أو كانَ يأمرُ غيرهُ بخلافِ التقوى). [تيسير الكريم الرحمن: 930]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (12-{أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى}؛ أَيْ: بالإخلاصِ والتوحيدِ والعملِ الصالحِ الَّذِي تُتَّقَى بِهِ النَّارُ). [زبدة التفسير: 597]
تفسير قوله تعالى: (أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ} الناهي بالحقِ {وَتَوَلَّى} عنِ الأمرِ، أما يخافُ اللهَ ويخشى عقابَهُ؟). [تيسير الكريم الرحمن: 930]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (13- {أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى}؛ يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ، كَذَّبَ بِمَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَوَلَّى عَن الإِيمَانِ). [زبدة التفسير: 598]
تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ولهذا قال: {ألم يعلم بأنّ الله يرى} أي: أما علم هذا الناهي لهذا المهتدي أنّ الله يراه ويسمع كلامه، وسيجازيه على فعله أتمّ الجزاء؟). [تفسير القرآن العظيم: 8/438]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} ما يعملُ ويفعلُ؟). [تيسير الكريم الرحمن: 930]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (14-{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}؛ أَيْ: يَطَّلِعُ عَلَى أحوالِهِ فَيُجَازِيَهُ بِهَا، فَكَيْفَ اجْتَرَأَ عَلَى مَا اجْتَرَأَ عَلَيْهِ؟!). [زبدة التفسير: 598]
تفسير قوله تعالى: (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى متوعّداً ومتهدّداً: {كلاّ لئن لم ينته} أي: لئن لم يرجع عمّا هو فيه من الشّقاق والعناد {لنسفعاً بالنّاصية} أي: لنسمنّها سواداً يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 8/438]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ثمَّ توعدَهُ إن استمرَّ على حالِهِ، فقالَ: {كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ} عمَّا يقولُ ويفعلُ {لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ} أي: لنأخذنَّ بناصيتهِ، أخذاً عنيفاً، وهيَ حقيقةٌ بذلكَ، فإنَّهَا {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ}). [تيسير الكريم الرحمن: 930]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (15- {كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ}؛ أَيْ: وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَنْزَجِرْ، {لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ}؛ أَيْ: لَنَأْخُذَنَّ بِنَاصِيَتِهِ وَلَنَجُرَّنَّهُ إِلَى النَّارِ، والناصيةُ: شَعَرُ مُقَدَّمِ الرأسِ). [زبدة التفسير: 598]
تفسير قوله تعالى: (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {ناصيةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ} يعني: ناصية أبي جهلٍ كاذبةٌ في مقالها، خاطئةٌ في فعالها). [تفسير القرآن العظيم: 8/438]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} أي: كاذبةٌ في قولِهَا، خاطئةٌ في فعلهَا). [تيسير الكريم الرحمن: 930]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (16- {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ}؛ أَيْ: صَاحِبُهَا كَاذِبٌ خَاطِئٌ مُسْتَهْتِرٌ بِفِعْلِ الْخَطَايَا، وَهِيَ الذُّنوبُ). [زبدة التفسير: 598]
تفسير قوله تعالى: (فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فليدع ناديه} أي: قومه وعشيرته، أي: ليدعهم يستنصر بهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/438]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَلْيَدْعُ} هذا الذي حقَّ عليهِ العقابُ {نَادِيَهُ} أي: أهلَ مجلسهِ وأصحابهِ ومنْ حولَهُ، ليعينوهُ على مَا نزلَ بهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 930]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (17-{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ}؛ أَيْ: أَهْلَ نَادِيهِ، والنَّادِي: الْمَجْلِسُ الَّذِي يَجْلِسُ فِيهِ الْقَوْمُ، وَيَجْتَمِعُ فِيهِ الأهلُ والعَشِيرةُ؛ أَيْ: لِيَطْلُبْهُ لِيُعِينُوهُ وَيَنْصُرُوهُ، قِيلَ: إِنَّ أَبَا جَهْلٍ قَالَ لرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتُهَدِّدُنِي وَأَنَا أَكْثَرُ أَهْلِ الوَادِي نَادِياً؟! فَنَزَلَتْ). [زبدة التفسير: 598]
تفسير قوله تعالى: (سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({سندع الزّبانية} وهم ملائكة العذاب، حتى يعلم من يغلب: أحزبنا أو حزبه؟
قال البخاريّ: حدّثنا يحيى، حدّثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن عبد الكريم الجزريّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: قال أبو جهلٍ: لئن رأيت محمداً يصلّي عند الكعبة لأطأنّ على عنقه. فبلغ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: ((لئن فعل لأخذته الملائكة)). ثمّ قال: تابعه عمرو بن خالدٍ، عن عبيد الله - يعني: ابن عمرٍو - عن عبد الكريم.
وكذا رواه التّرمذيّ والنّسائيّ في تفسيريهما، من طريق عبد الرزّاق به، وهكذا رواه ابن جريرٍ، عن أبي كريبٍ، عن زكريّا بن عديٍّ، عن عبيد الله بن عمرٍو به.
وروى أحمد، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن جريرٍ، وهذا لفظه، من طريق داود بن أبي هندٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي عند المقام، فمرّ به أبو جهل بن هشامٍ، فقال: يا محمّد، ألم أنهك عن هذا. وتوعّده، فأغلظ له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وانتهره، فقال: يا محمد، بأيّ شيءٍ تهدّدني، أما والله إنّي لأكثر هذا الوادي نادياً. فأنزل الله: {فليدع ناديه (17) سندع الزّبانية}. قال ابن عبّاسٍ: لو دعا ناديه لأخذته ملائكة العذاب من ساعته. وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ.
وقال الإمام أحمد أيضاً: حدّثنا إسماعيل بن يزيد أبو يزيد، حدّثنا فراتٌ، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال أبو جهلٍ: لئن رأيت رسول الله يصلّي عند الكعبة لآتينّه حتّى أطأ على عنقه. قال: فقال: لو فعل لأخذته الملائكة عياناً، ولو أنّ اليهود تمنّوا الموت لماتوا ورأوا مقاعدهم من النار، ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لرجعوا لا يجدون مالاً ولا أهلاً.
وقال ابن جريرٍ أيضاً: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا يحيى بن واضحٍ، أخبرنا يونس بن أبي إسحاق، عن الوليد بن العيزار، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال أبو جهلٍ: لئن عاد محمدٌ يصلّي عند المقام لأقتلنّه. فأنزل الله عزّ وجلّ: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق} حتى بلغ هذه الآية: {لنسفعاً بالنّاصية ناصيةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ فليدع ناديه سندع الزّبانية}. فجاء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو يصلّي، فقيل: ما يمنعك؟ قال: قد اسودّ ما بيني وبينه من الكتائب.
قال ابن عبّاسٍ: والله لو تحرّك لأخذته الملائكة، والناس ينظرون إليه.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن عبد الأعلى، حدّثنا المعتمر، عن أبيه، حدّثنا نعيم بن أبي هندٍ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، قال: قال أبو جهلٍ: هل يعفّر محمدٌ وجهه بين أظهركم؟ قالوا: نعم. قال: فقال: واللاّت والعزّى، لئن رأيته يصلّي كذلك لأطأنّ على رقبته، ولأعفّرنّ وجهه في التراب. فأتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يصلّي ليطأ على رقبته. قال: فما فجئهم منه إلاّ وهو ينكص على عقبيه ويتّقي بيديه. قال: فقيل له: مالك؟ فقال: إنّ بيني وبينه خندقاً من نارٍ وهولاً وأجنحةً. قال: فقال رسول الله: ((لو دنا منّي لاختطفته الملائكة عضواً عضواً)). قال: وأنزل الله - لا أدري في حديث أبي هريرة، أم لا-: {كلاّ إنّ الإنسان ليطغى} إلى آخر السورة.
وقد رواه أحمد بن حنبلٍ، ومسلمٌ، والنّسائيّ، وابن أبي حاتمٍ من حديث معتمر بن سليمان به). [تفسير القرآن العظيم: 8/438-439]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} أي: خزنةَ جهنمَ لأخذهِ وعقوبتهِ، فلينظرْ أيُّ الفريقينِ أقوى وأقدرُ؟ فهذهِ حالةُ الناهي وما تُوعدَ بهِ منَ العقوبةِ، وأمَّا حالةُ المنهيِّ، فأمرهُ اللهُ أنْ لا يصغيَ إلى هذا الناهي ولا ينقادَ لنهيهِ، فقالَ: {كَلاَّ لا تُطِعْهُ}). [تيسير الكريم الرحمن: 930]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (18- {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ}؛ أَي: الْمَلائِكَةَ الغِلاظَ الشِّدَادَ؛ لِيَأْخُذُوهُ وَيُلْقُوهُ فِي نَارِ السَّعِيرِ). [زبدة التفسير: 598]
تفسير قوله تعالى: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كلاّ لا تطعه} يعني: يا محمد، لا تطعه فيما ينهاك عنه من المداومة على العبادة وكثرتها، وصلّ حيث شئت، ولا تباله؛ فإنّ الله حافظك وناصرك، وهو يعصمك من الناس {واسجد واقترب} كما ثبت في الصحيح عند مسلمٍ من طريق عبد الله بن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث، عن عمارة بن غزيّة، عن سميٍّ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ((أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجدٌ، فأكثروا الدّعاء)).
وتقدّم أيضاً أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يسجد في {إذا السّماء انشقّت} و {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}). [تفسير القرآن العظيم: 8/439-440]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وأمَّا حالةُ المنهيِّ، فأمرهُ اللهُ أنْ لا يصغيَ إلى هذا الناهي ولا ينقادَ لنهيهِ، فقالَ: {كَلاَّ لا تُطِعْهُ} فإنَّهُ لا يأمرُ إلاَّ بما فيهِ خسارةُ الدارينِ.
{وَاسْجُدْ}لربكَ {وَاقْتَرَبَ} منهُ في السجودِ وغيرهِ منْ أنواعِ الطاعاتِ والقرباتِ، فإنَّها كلُّهَا تُدني من رضاهُ وتقرِّبُ منهُ.
وهذا عامٌّ لكلِّ ناهٍ عنِ الخيرِ ومنهيٍّ عنهُ، وإنْ كانتْ نازلةً في شأنِ أبي جهلٍ حينَ نهى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ الصلاةِ، وعبثَ بهِ وآذاهُ.
تمتْ وللهِ الحمدُ). [تيسير الكريم الرحمن: 930-931]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (19- {كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ} فِيمَا دَعَاكَ إِلَيْهِ مِنْ تَرْكِ الصَّلاةِ، {وَاسْجُدْ}؛ أَيْ: صَلِّ لِلَّهِ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ بِهِ، وَلا مُبَالٍ بِنَهْيِهِ، {وَاقْتَرِبْ} إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ بالطاعةِ والعبادةِ). [زبدة التفسير: 598]
* للاستزادة ينظر: هنا