17 Aug 2014
تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) }
تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقول تعالى: {فإذا جاءت الطّامّة الكبرى}. وهو يوم القيامة، قال ابن عبّاسٍ: سمّيت بذلك؛ لأنّها تطمّ على كلّ أمرٍ هائلٍ مفظعٍ، كما قال تعالى: {والسّاعة أدهى وأمرّ}). [تفسير القرآن العظيم: 8/317]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34)} أي: إذا جاءتِ القيامةُ الكبرى، والشدةُ العظمى، التي تهونُ عندَها كلُّ شدةٍ، فحينئذٍ يذهلُ الوالدُ عن ولدهِ، والصاحبُ عن صاحبه [وكلُّ محبٍّ عنْ حبيبهِ] ). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(34- {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى}؛ أَي: الدَّاهيةُ الْعُظْمَى الَّتِي تَطُمُّ عَلَى سَائِرِ الطَّامَّاتِ، وَهِيَ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ الَّتِي تُسْلِمُ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَأَهْلَ النَّارِ إِلَى النَّارِ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يوم يتذكّر الإنسان ما سعى}. أي: حينئذٍ يتذكّر ابن آدم جميع عمله؛ خيره وشرّه، كما قال: {يومئذٍ يتذكّر الإنسان وأنّى له الذّكرى}). [تفسير القرآن العظيم: 8/317]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :(و{يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ مَا سَعَى} في الدنيا، مِنْ خيرٍ وشرٍّ، فيتمنى زيادةَ مثقالِ ذرةٍ في حسناتهِ، ويغمّه ويحزنُ لزيادةِ مثقالِ ذرةٍ في سيئاتهِ.
ويعلمُ إذ ذاكَ أنَّ مادَّةَ ربحِهِ وخسرانهِ ما سعاهُ في الدنيا، وينقطعُ كلُّ سببٍ وصلةٍ كانتْ في الدنيا، سوى الأعمالِ). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(35-{يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ مَا سَعَى}: يَتَذَكَّرُ مَا عَمِلَهُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ؛ لأَنَّهُ يُشَاهِدُهُ مُدَوَّناً فِي صَحَائِفِ عَمَلِهِ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وبرّزت الجحيم لمن يرى}. أي: أظهرت للنّاظرين فرآها النّاس عياناً). [تفسير القرآن العظيم: 8/317]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى} أي: جعلتْ في البرازِ، ظاهرةً لكلِّ أحدٍ، قدْ برزتْ لأهلِهَا، واستعدتْ لأخذِهمْ، منتظرةً لأمرِ ربِّها). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(36-{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى}؛ أَيْ: أُظْهِرَتْ إِظْهَاراً لا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ.
قَالَ مُقَاتِلٌ: يُكْشَفُ عَنْهَا الغِطاءُ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا الْخَلْقُ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَعْرِفُ بِرُؤْيَتِهَا قَدْرَ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ بالسلامةِ مِنْهَا، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيَزْدَادُ غَمًّا إِلَى غَمِّهِ، وَحَسْرَةً إِلَى حَسْرَتِهِ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأمّا من طغى}. أي: تمرّد وعتا). [تفسير القرآن العظيم: 8/317]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فَأَمَّا مَن طَغَى} أي: جاوزَ الحدَّ بأَنْ تجرَّأَ علَى المعاصي الكبارِ، ولمْ يقتصرْ علَى ما حدَّهُ اللهُ). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(37-{فَأَمَّا مَنْ طَغَى}؛ أَيْ: جَاوَزَ الْحَدَّ فِي الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وآثر الحياة الدّنيا}. أي: قدّمها على أمر دينه وأخراه). [تفسير القرآن العظيم: 8/317]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} علَى الآخرةِ، فصارَ سعيُهُ لهَا، ووقتُهُ مستغرقاً في حظوظِهَا وشهواتِها، ونسيَ الآخرةَ وتركَ العملَ لهَا). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(38-{وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}؛ أَيْ: قَدَّمَهَا عَلَى الآخِرَةِ، وَلَمْ يَسْتَعِدَّ لَهَا وَلا عَمِلَ عَمَلَهَا). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فإنّ الجحيم هي المأوى}. أي: فإنّ مصيره إلى الجحيم، وإنّ مطعمه من الزّقّوم، ومشربه من الحميم). [تفسير القرآن العظيم: 8/317]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى}[لهُ] أي: المقرُّ والمسكنُ لِمَنْ هذهِ حالُهُ). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(39-{فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى}: الْمَكَانُ الَّذِي سَيَأْوِي إِلَيْهِ، لَيْسَ لَهُ غَيْرُهُ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا من خاف مقام ربّه ونهى النّفس عن الهوى}. أي: خاف القيام بين يدي اللّه عزّ وجلّ وخاف حكم اللّه فيه، ونهى نفسه عن هواها، وردّها إلى طاعة مولاها). [تفسير القرآن العظيم: 8/317-318]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} أي: خافَ القيامَ عليهِ ومجازاتِهِ بالعدلِ، فأثَّرَ هذا الخوفُ في قلبِهِ، فنهَى نفسَهُ عَنْ هواهَا الذي يقيِّدُها عَنْ طاعةِ اللهِ، وصارَ هواهُ تبعاً لِمَا جاءَ بهِ الرسولُ، وجاهدَ الهوى والشهوةَ الصادِّينِ عن الخيرِ). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(40-{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ}؛ أَيْ: حَذِرَ مَوْقِفَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}؛ أَيْ: زَجَرَهَا عَن المَيلِ إِلَى المعاصِي والمحارِمِ الَّتِي تَشْتَهِيهَا). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فإنّ الجنّة هي المأوى}. أي: منقلبه ومصيره ومرجعه إلى الجنّة الفيحاء). [تفسير القرآن العظيم: 8/318]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فَإِنَّ الْجَنَّةَ} [المشتملةَ على كلِّ خيرٍ وسرورٍ ونعيمٍ] {هِيَ الْمَأْوَى} لمنْ هذا وصفُهُ). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(41-{فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} الَّذِي يَنْزِلُهُ، والمكانُ الَّذِي يَأْوِي إِلَيْهِ، لا غَيْرُهَا). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {يسألونك عن السّاعة أيّان مرساها (42) فيم أنت من ذكراها (43) إلى ربّك منتهاها}. أي: ليس علمها إليك ولا إلى أحدٍ من الخلق، بل مردّها ومرجعها إلى اللّه عزّ وجلّ، فهو الذي يعلم وقتها على التّعيين، {ثقلت في السّماوات والأرض لا تأتيكم إلاّ بغتةً يسألونك كأنّك حفيٌّ عنها قل إنّما علمها عند اللّه}. وقال ههنا: {إلى ربّك منتهاها}.
ولهذا لمّا سأل جبريل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن وقت السّاعة قال: (ما المسئول عنها بأعلم من السّائل) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/318]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({يَسْأَلُونَكَ} أي: يسألُكَ المتعنتونَ المكذبونَ بالبعثِ {عَنِ السَّاعَةِ} متَى وقوعهَا؟ و{أَيَّانَ مُرْسَاهَا}؟ فأجابهمُ اللهُ بقولِهِ: {فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا}). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(42-{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا}؛ أَيْ: مَتَى وُصُولُهَا وَوُقُوعُهَا؟ كَرُسُوِّ السَّفِينَةِ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا} أي: ما الفائدةُ لكَ ولهمْ في ذكرهَا ومعرفةِ وقتِ مجيئِها؟ فليسَ تحتَ ذلكَ نتيجةٌ، ولهذا لمَّا كانَ علمُ العبادِ للساعةِ ليسَ لهمْ فيهِ مصلحةٌ دينيةٌ ولا دنيويةٌ، بلِ المصلحةُ في خفائِهِ عليهمْ، طوَى علمَ ذلكَ عنْ جميعِ الخلقِ، واستأثرَ بعلمهِ فقالَ: {إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا}). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(43-{فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا}؛ أَيْ: فِي أَيِّ شَيْءٍ أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ منْ ذِكْرِ الْقِيَامَةِ وَالسُّؤَالِ عَنْهَا؟ وَالْمَعْنَى: لَسْتَ فِي شَيْءٍ منْ عِلْمِهَا وَذِكْرِهَا، إِنَّمَا يَعْلَمُهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا} أي: إليهِ ينتهي علمُهَا، كمَا قالَ في الآيةِ الأخرى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(44-{إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}؛ أَيْ: مُنْتَهَى عِلْمِهَا، فَلا يُوجَدُ عِلْمُهَا عِنْدَ غَيْرِهِ، فَكَيْفَ يَسْأَلُونَكَ عَنْهَا وَيَطْلُبُونَ مِنْكَ بَيَانَ وَقْتِ قِيَامِهَا؟). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّما أنت منذر من يخشاها}. أي: إنّما بعثتك لتنذر النّاس وتحذّرهم من بأس اللّه وعذابه، فمن خشي اللّه وخاف مقامه ووعيده اتّبعك فأفلح وأنجح، والخيبة والخسار على من كذّبك وخالفك). [تفسير القرآن العظيم: 8/318]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) :({إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا} أي: إنَّمَا نذارتُك [نفعُها] لمنْ يخشى مجيءَ الساعةِ، ويخافُ الوقوفَ بينَ يديهِ، فهمُ الذينَ لا يهمهمْ سوى الاستعدادِ لها والعملِ لأجلِهَا.
وأمَّا مَنْ لا يؤمنُ بهَا فلا يبالى بهِ ولا بتعنُّتِهِ؛ لأنَّهُ تعنُّتٌ مبنيٌّ علَى العنادِ والتكذيبِ، وإذا وصلَ إلَى هذهِ الحالِ، كانَ الإجابةُ عنهُ عبثاً، ينزَّهُ الحكيمُ عنهُ [تمت] والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ). [تيسير الكريم الرحمن: 910]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(45-{إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا}؛ أَيْ: مُخَوِّفٌ لِمَنْ يَخْشَى قِيَامَ السَّاعَةِ). [زبدة التفسير: 584]
تفسير قوله تعالى: (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلاّ عشيّةً أو ضحاها}. أي: إذا قاموا من قبورهم إلى المحشر يستقصرون مدّة الحياة الدّنيا، حتى كأنّها عندهم كانت عشيّةً من يومٍ أو ضحًى من يومٍ.
قال جويبرٌ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: {كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلاّ عشيّةً أو ضحاها}. أمّا عشيّةٌ فما بين الظّهر إلى غروب الشّمس،{أو ضحاها}ما بين طلوع الشّمس إلى نصف النّهار.
وقال قتادة: دقّت الدّنيا في أعين القوم حين عاينوا الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 8/318]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(46-{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}؛ أَيْ: إِلاَّ قَدْرَ آخِرِ نَهَارٍ أَوْ أَوَّلِهِ، أَوْ قَدْرَ الضُّحَى الَّذِي يَلِي تِلْكَ العَشِيَّةَ، وَالْمُرَادُ: تَقْلِيلُ مُدَّةِ الدُّنْيَا فِي نُفُوسِهِمْ إِذَا رَأَوْا أهوالَ الْقِيَامَةِ). [زبدة التفسير: 584]
* للاستزادة ينظر: هنا