17 Aug 2014
تفسير قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) }
تفسير قوله تعالى: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فلينظر الإنسان إلى طعامه}. فيه امتنانٌ وفيه استدلالٌ بإحياء النّبات من الأرض الهامدة على إحياء الأجسام بعدما كانت عظاماً باليةً وتراباً متمزّقاً). [تفسير القرآن العظيم: 8/323]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ثمَّ أرشدَهُ تعالى إلى النظرِ والتفكرِ في طعامِهِ، وكيفَ وصلَ إليهِ بعدمَا تكررتْ عليهِ طبقاتٌ عديدةٌ، ويسرهُ لهُ، فقالَ: {فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24)} ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (24-{فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ}؛ أَيْ: لِيَنْظُرْ كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ طَعَامَهُ الَّذِي جَعَلَهُ سَبَباً لِحَيَاتِهِ؟). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أنّا صببنا الماء صبًّا}. أي: أنزلناه من السّماء على الأرض). [تفسير القرآن العظيم: 8/323]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا} أي: أنزلنَا المطرَ على الأرضِ بكثرةٍ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ شققنا الأرض شقًّا}. أي: أسكنّاه فيها، فدخل في تخومها وتخلّل في أجزاء الحبّ المودع فيها فنبت وارتفع وظهر على وجه الأرض). [تفسير القرآن العظيم: 8/323-324]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ} للنباتِ {شَقًّا (26)} ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(26 -{ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا}؛ أَيْ: شَقَقْنَاهَا بالنَّباتِ الخارجِ مِنْهَا بِسَبَبِ نُزُولِ الْمَطَرِ شَقًّا بَدِيعاً لائِقاً بِمَا يَخْرُجُ مِنْهُ فِي الصِّغَرِ والكِبَرِ وَالشَّكْلِ والهَيْئَةِ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأنبتنا فيها حبًّا (27) وعنباً وقضباً}. فالحبّ: كلّ ما يذكر من الحبوب). [تفسير القرآن العظيم: 8/324] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَأَنْبَتْنَا فِيهَا} أصنافَاً مصنفةً مِنْ أنواعِ الأطعمةِ اللذيذةِ، والأقواتِ الشهيةِ {حُبًّا} وهذا شاملٌ لسائرِ الحبوبِ على اختلافِ أصنافِهَا). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(27 - {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا} يَعْنِي الحبوبَ الَّتِي يُتَغَذَّى بِهَا، وَالْمَعْنَى: أَنَّ النَّباتَ لا يَزَالُ يَنْمُو وَيَتَزَايَدُ إِلَى أَنْ يَصِيرَ حَبًّا). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأنبتنا فيها حبًّا (27) وعنباً وقضباً}. فالحبّ: كلّ ما يذكر من الحبوب، والعنب معروفٌ، والقضب: هو الفصفصة التي تأكلها الدّوابّ رطبةً، ويقال لها: القتّ. أيضاً، قال ذلك ابن عبّاسٍ وقتادة والضّحّاك والسّدّيّ، وقال الحسن البصريّ: القضب: العلف). [تفسير القرآن العظيم: 8/324]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَعِنَباً وَقَضْباً}وهوَ القتُّ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(28 -{وَعِنَباً وَقَضْباً} القَضْبُ:هُوَ القَتُّ الرَّطْبُ الَّذِي تُعْلَفُ بِهِ الدَّوَابُّ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وزيتوناً}. وهو معروفٌ، وهو أدمٌ، وعصيره أدمٌ ويستصبح به ويدّهن به، {ونخلاً}. يؤكل بلحاً بسراً ورطباً وتمراً ونيئاً ومطبوخاً، ويعتصر منه ربٌّ وخلٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/324]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً}وخصّ هذهِ الأربعةَ لكثرةِ فوائدهَا ومنافعهَا). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
تفسير قوله تعالى: (وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وحدائق غلباً}. أي: بساتين، قال الحسن وقتادة: {غلباً}: نخلٌ غلاظٌ كرامٌ.
وقال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ: الحدائق: كلّ ما التفّ واجتمع.
وقال ابن عبّاسٍ أيضاً: {غلباً}: الشّجر الّذي يستظلّ به.
وقال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: {وحدائق غلباً}. أي: طوالٌ.
وقال عكرمة: {غلباً} أي: غلاظ الأوساط.
وفي روايةٍ: غلاظ الرّقاب، ألم تر إلى الرّجل إذا كان غليظ الرّقبة قيل: واللّه إنّه لأغلب. رواه ابن أبي حاتمٍ، وأنشد ابن جريرٍ للفرزدق:
عوى فأثار أغلب ضيغميًّا = فويل ابن المراغة ما استثارا). [تفسير القرآن العظيم: 8/324]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَحَدَائِقَ غُلْباً}أي: بساتينَ فيها الأشجارُ الكثيرةُ الملتفةُ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(30 - {وَحَدَائِقَ غُلْباً}: النَّخْلُ الغُلْبُ: هِيَ النَّخْلُ الْكِرَامُ الغِلاظُ الْجُذُوعِ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وفاكهةً وأبًّا}. أمّا الفاكهة: فهو ما يتفكّه به من الثّمار، قال ابن عبّاسٍ: الفاكهة: كلّ ما أكل رطباً، والأبّ: ما أنبتت الأرض ممّا تأكله الدّوابّ ولا يأكله النّاس.
وفي روايةٍ عنه: وهو الحشيش للبهائم.
وقال مجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو مالكٍ: الأبّ: الكلأ.
وعن مجاهدٍ والحسن وقتادة وابن زيدٍ: الأبّ للبهائم كالفاكهة لبني آدم.
وعن عطاءٍ: كلّ شيءٍ نبت على وجه الأرض فهو أبٌّ.
وقال الضّحّاك: كلّ شيءٍ أنبتته الأرض سوى الفاكهة فهو أبٌّ.
وقال ابن إدريس عن عاصم بن كليبٍ، عن أبيه عن ابن عبّاسٍ: الأبّ: نبت الأرض ممّا تأكله الدّوابّ ولا يأكله النّاس.
ورواه ابن جريرٍ من ثلاث طرقٍ عن ابن إدريس، ثمّ قال: حدّثنا أبو كريبٍ وأبو السّائب قالا: حدّثنا ابن إدريس، حدّثنا عبد الملك، عن سعيد بن جبيرٍ قال: عدّ ابن عبّاسٍ وقال: الأبّ: ما أنبتت الأرض للأنعام، هذا لفظ أبي كريبٍ.
وقال أبو السّائب: ما أنبتت الأرض ممّا يأكل النّاس وتأكل الأنعام.
وقال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ: الأبّ: الكلأ والمرعى. وكذا قال مجاهدٌ والحسن وقتادة وابن زيدٍ وغير واحدٍ.
وقال أبو عبيدٍ القاسم بن سلاّمٍ: حدّثنا محمّد بن يزيد، حدّثنا العوّام بن حوشبٍ، عن إبراهيم التّيميّ قال: سئل أبو بكرٍ الصّدّيق رضي اللّه عنه عن قوله تعالى: {وفاكهةً وأبًّا}. فقال: أيّ سماءٍ تظلّني وأيّ أرضٍ تقلّني إن قلت في كتاب اللّه ما لا أعلم.
وهذا منقطعٌ بين إبراهيم التّيميّ والصّدّيق.
فأمّا ما رواه ابن جريرٍ حيث قال: حدّثنا ابن بشّارٍ، حدّثنا ابن أبي عديٍّ، حدّثنا حميدٌ، عن أنسٍ قال: قرأ عمر بن الخطّاب: {عبس وتولّى}. فلمّا أتى على هذه الآية: {وفاكهةً وأبًّا}. قال: قد عرفنا الفاكهة فما الأبّ؟ فقال: لعمرك يابن الخطّاب، إنّ هذا لهو التّكلّف. فهو إسنادٌ صحيحٌ.
وقد رواه غير واحدٍ عن أنسٍ به، وهو محمولٌ على أنّه أراد أن يعرف شكله وجنسه وعينه وإلاّ فهو وكلّ من قرأ هذه الآية يعلم أنّه من نبات الأرض؛ لقوله: {فأنبتنا فيها حبًّا وعنباً وقضباً وزيتوناً ونخلاً وحدائق غلباً وفاكهةً وأبًّا}). [تفسير القرآن العظيم: 8/324-325]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}الفاكهةُ: ما يتفكهُ فيهِ الإنسانُ، من تينٍ وعنبٍ وخوخٍ ورمانٍ، وغيرِ ذلكَ.
والأبُّ: ما تأكلهُ البهائمُ والأنعامُ، ولهذا قالَ: {مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَِنْعَامِكُمْ} ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(31 -{وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} الأَبُّ: كُلُّ مَا أَنْبَتَتِ الأَرْضُ مِمَّا لا يَأْكُلُهُ النَّاسُ وَلا يَزْرَعُونَهُ مِنَ الكَلأِ وَسَائِرِ أنواعِ المَرْعَى). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {متاعاً لكم ولأنعامكم}. أي: عيشةً لكم ولأنعامكم في هذه الدّار إلى يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 8/325]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَِنْعَامِكُمْ} التي خلقَها اللهُ وسخرهَا لكمْ، فمَنْ نظرَ في هذهِ النعمِ، أوجبَ لهُ ذلكَ شكرَ ربِّهِ، وبذلَ الجهدِ في الإنابةِ إليهِ، والإقبالِ على طاعتهِ، والتصديقِ بأخبارِهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 911]
* للاستزادة ينظر: هنا