عرض المقالة

عاشوراء والفرجُ المُرتقب ... عاشوراء ورحلة اليقين

صفية الشقيفي
هيئة الإدارة

0
15352
0
0
0
1

غير مصنف

غير مراجَع


عاشوراء والفرجُ المُرتقب
عاشوراء ورحلة اليقين


ندب النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى صيام يوم عاشوراء وهو العاشر من شهر محرم، واحتسب على الله عز وجل أن يكون صيامه سببا في تكفير ذنوب سنة مضت، وعلل صيامه صلى الله عليه وسلم بأنّ الله عز وجل نجَّى فيه موسى عليه السلام وقومه حين انفلق لهم البحر؛ فنجى الله المؤمنين وأغرق فرعون وملأه !
وإذ أستحضر هذا المشهد؛ أستحضر معه معاني الفرج رغم شدة الضيق واستحكام الحلقات، وأستحضر معه قوة اليقين، ومعنى الإيواء إلى ركن الله الشديد.
أتذكر موسى عليه السلام وكثيرا ما كان يناجي ربه: (رب إني أخاف أن ...)
{
قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14)} [سُورَةُ الشُّعَرَاءِ: 12-14]
أتذكر حين أمره ربه بإلقاء العصا فاستحالت حية تسعى، فولى مدبرا ولم يعقب فناداه ربه:
{
وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ}[سُورَةُ القَصَصِ: 31]

كلما استشعر الخوف، ناجى ربه، وفي كل مرة كان يستجيب لأمر الله عز وجل ويطمئن لوعده بأنه معه يسمع ويرى، وفي كل مرة كان يؤويه ربه وينجيه!
فكيف يخاف حين يقف بين البحر وبين جيش فرعون؟

وبالرغم من أن بعض مشاهد الخوف السابقة ظنية؛ مثل الخوف من تكذيب فرعون وملئه والخوف من أن يقتلوه، بينما مشهد وقوف موسى عليه السلام بين البحر من جهة، وجيش فرعون من جهة أخرى، مشهد حقيقي، مع ضعفِ أصحاب موسى إذ دبَّ الخوف بينهم حتى قالوا: {إنَّا لمدركون}
حصول الخوف أدعى مع كل هذا !
لكنَّ موسى عليه السلام -كليم الله عز وجل- يجني ثمرة اتباع هدى الله فيما سبق؛ فيقف ثابتا موقنا بالله عز وجل ويقول: {كلا إنّ معي ربي سيهدين}
فيأمره ربه بأن يلقي عصاه...عصاه التي ما كانت سوى وسيلة يتكئ عليها ويهش بها على غنمه!
حين أراد الله عز وجل، جعلها سببا في نجاة أمة مؤمنة، وهلاك أمة ظالمة؛ فانفلق البحر لموسى ومن معه، حتى إذا نجوا جميعا، عاد البحر ليغرق فرعون ومن معه!

هذا هو يوم عاشوراء
حين يقال غدا عاشوراء
أودّ أن أقول لكل منكسر القلب ... جبر الله قريب
لكل من ضاقت عليه الأرض بما رحبت ... فرج الله قريب
لكل من غلبه الهم والغم ... النجاة قريبة
فقط اشدد يديك بحبل الله، واعتصم بهداه وردَّ على كل مرجِفٍ لقلبك بيقين وثبات:
{كلا إنّ معيَ ربي سيهدين}

9 محرم 1444 هـ

التعليقات ()

أشهر المقالات
يبدو أن هذه المقالات ستعجبك

شكر وامتنان..بعضا ...

الحمد لله حمدا كثيرا،، طيبا،، مباركا...

مَعينُ الصابرين...

مَعينُ الصابرين اليقين هو المعين...

وصايا للمخطوبات وأ...

وصايا للمخطوبات وأوليائهنّ في فقه...

عبادُ الله المخبتو...

عبادُ الله المخبتون الإخبات عمل...

وصايا للمخطوبات وأ...

وصايا للمخطوبات وأوليائهنّ في فقه...

مَعينُ الصابرين...

مَعينُ الصابرين اليقين هو المعين...