قال محمد بن صالح العثيمين (ت:1421هـ): ( القسم
القسم: بفتح القاف والسين، اليمين، وهو: تأكيد الشيء بذكر معظّم بالواو، أو إحدى أخواتها، وأدواته ثلاث:
الواو - مثل قوله تعالى: {فوربّ السّماء والأرض إنّه لحقّ} [الذاريات: الآية 23] ويحذف معها العامل وجوبا، ولا يليها إلا اسم ظاهر.
والباء - مثل قوله تعالى: { لا أقسم بيوم القيامة} [القيامة: 1] ويجوز معها ذكر العامل كما في هذا المثال، ويجوز حذفه كقوله تعالى عن إبليس: {قال فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين} [ص: 82] ويجوز أن يليها اسم ظاهر كما مثلنا، وأن يليها ضمير كما في قولك: الله ربي وبه أحلف لينصرن المؤمنين.
والتاء - مثل قوله تعالى: {تاللّه لتسألنّ عمّا كنتم تفترون} [النحل: الآية 56] ويحذف معها العامل وجوبا، ولا يليها إلا اسم الله، أو رب مثل: ترب الكعبة لأحجن إن شاء الله.
والأصل ذكر المقسم به، وهو كثير كما في المثل السابقة. وقد يحذف وحده مثل قولك: أحلف عليك لتجتهدن.
وقد يحذف مع العامل وهو كثير مثل قوله تعالى: {ثمّ لتسألنّ يومئذٍ عن النّعيم} [التكاثر: 8]
والأصل ذكر المقسم عليه، وهو كثير مثل قوله تعالى: {قل بلى وربّي لتبعثن} [التغابن: الآية 7]
وقد يحذف جوازا مثل قوله تعالى: {ق والقرآن المجيد} [ق: 1] وتقديره ليهلكن.
وقد يحذف وجوبا إذا تقدمه، أو اكتنفه ما يغني عنه، قاله ابن هشام في المغني ومثل له بنحو: زيد قائم والله، وزيد والله قائم.
وللقسم فائدتان:
إحداهما: بيان عظمة المقسم به.
والثانية: بيان أهمية المقسم عليه، وإرادة توكيده، ولذا لا يحسن القسم إلا في الأحوال التالية:
الأولى: أن يكون المقسم عليه ذا أهمية.
الثانية: أن يكون المخاطب مترددا في شأنه.
الثالثة: أن يكون المخاطب منكرا له). [أصول في التفسير: 55-56]