الدروس
course cover
القصص
7 Apr 2014
7 Apr 2014

2386

0

0

course cover
أصول في التفسير

القسم الثاني

القصص
7 Apr 2014
7 Apr 2014

7 Apr 2014

2386

0

0


0

0

0

0

0

قال محمد بن صالح العثيمين (ت:1421هـ): ( القصص
القصص والقص لغة: تتبع الأثر.
وفي الاصطلاح: الإخبار عن قضية ذات مراحل، يتبع بعضها بعضا.
وقصص القرآن أصدق القصص؛ لقوله تعالى: {ومن أصدق من اللّه حديثاً} [النساء: الآية87] وذلك لتمام مطابقتها على الواقع وأحسن القصص لقوله تعالى:{نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن} [يوسف: الآية 3) وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى.
وأنفع القصص، لقوله تعالى: {لقد كان في قصصهم عبرةٌ لأولي الألباب} [يوسف: الآية 111] ، وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق.
وهي ثلاثة أقسام:
*- قسم عن الأنبياء والرسل، وما جرى لهم مع المؤمنين بهم والكافرين.
* - وقسم عن أفراد وطوائف، جرى لهم ما فيه عبرة، فنقلة الله تعالى عنهم، كقصة مريم، ولقمان، والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، وذي القرنين، وقارون، وأصحاب الكهف، وأصحاب الفيل، وأصحاب الأخدود وغير ذلك.
*- وقسم عن حوادث وأقوام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كقصة غزوة بدر، وأحد، والأحزاب، وبني قريظة، وبني النضير، وزيد بن حارثة، وأبي لهب، وغير ذلك.
وللقصص في القرآن حكم كثيرة عظيمة منها:
1- بيان حكمة الله تعالى فيما تضمنته هذه القصص؛ قوله تعالى: {ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجرٌ} [القمر: 4] {حكمةٌ بالغةٌ فما تغن النّذر} [القمر: 5]
2- بيان عدله تعالى بعقوبة المكذبين؛ لقوله تعالى عن المكذبين: {وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم الّتي يدعون من دون اللّه من شيءٍ لمّا جاء أمر ربّك} [هود: الآية 101]

3- بيان فضله تعالى بمثوبة المؤمنين؛ لقوله تعالى: {إلّا آل لوطٍ نجّيناهم بسحر نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر ٍ} [القمر: 34-35]


4- تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما أصابه من المكذبين له؛ لقوله تعالى: {وإن يكذّبوك فقد كذّب الّذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبيّنات وبالزّبر وبالكتاب المنير} [فاطر: 25] {ثمّ أخذت الّذين كفروا فكيف كان نكير}[فاطر: 26].


5- ترغيب المؤمنين في الإيمان بالثبات عليه والازدياد منه، إذ علموا نجاة المؤمنين السابقين، وانتصار من أمروا بالجهاد، لقوله تعالى:{فاستجبنا له ونجّيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين} [الأنبياء: 88] وقوله: {ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاءوهم بالبيّنات فانتقمنا من الّذين أجرموا وكان حقّاً علينا نصر المؤمنين} [الروم: 47].


6- تحذير الكافرين من الاستمرار في كفرهم، لقوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم دمّر اللّه عليهم وللكافرين أمثالها} [محمد: 10].


7- إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإن أخبار الأمم السابقة لا يعلمها إلا الله عز وجل، لقوله تعالى: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إنّ العاقبة للمتّقين} [هود: 49] وقوله: {ألم يأتكم نبأ الّذين من قبلكم قوم نوحٍ وعادٍ وثمود والّذين من بعدهم لا يعلمهم إلّا اللّه} [إبراهيم: الآية 9].


تكرار القصص


من القصص القرآنية ما لا يأتي إلا مرة واحدة، مثل قصة لقمان، وأصحاب الكهف، ومنها ما يأتي متكررا حسب ما تدعو إليه الحاجة، وتقتضيه المصلحة، ولا يكون هذا المتكرر على وجه واحد، بل يختلف في الطول والقصر واللين والشدة وذكر بعض جوانب القصة في موضع دون آخر.


ومن الحكمة في هذا التكرار؟


1- بيان أهمية تلك القصة لأن تكرارها يدل على العناية بها.


2- توكيد تلك القصة لتثبت في قلوب الناس.


3- مراعاة الزمن وحال المخاطبين بها، ولهذا تجد الإيجاز والشدة غالبا فيما أتى من القصص في السور المكية والعكس فيما أتى في السور المدنية.


4- بيان بلاغة القرآن في ظهور هذه القصص على هذا الوجه وذاك الوجه على ما تقضيه الحال.


5- ظهور صدق القرآن، وأنه من عند الله تعالى، حيث تأتي هذه القصص متنوعة بدو تناقص). [أصول في التفسير: 57-60]