النوع الرابع : المشترك
قُرْءٌ وَوَيْلٌ نِدُّ وَالْمَوْلَى جَرَى = تَوَّابٌ الْغَيُّ مُضَارِعٌ وَرَا
إتمام الدراية لقراء النقاية لجلال الدين السيوطي
الرَّابِعُ: المُشْتَرَكُ: القُرْءُ ووَيْلٌ والنِّدُّ والتَّوَّابُ والمَوْلَى والغَيُّ ووَرَاءَ والمُضَارِعُ.
شرح الشيخ عبدالكريم الخضير
يقول الناظم رحمه الله تعالى في النوع الرابع من أنواع العقد الرابع مما يرجع إلى الألفاظ : المشترك
اللفظ الذي يحتمل أكثر من
معنى ،فإذا قلت رأيت عيناً هل يستطيع الإنسان أن يقول كذبت وأنت رأيت ذهب
مثلاً أو عين جارية أو عين باصرة رأيت واحد من
هذه الأمور التي يشملها اللفظ المشترك لا يستطيع حتى يجزم بأنك لم ترى جميع
ما يطلق عليه المشترك ،يعني ما رأيت ولا فرد من أفراد المشترك يستطيع أن
يقول كذبت ،لكن هل يستطيع أن يقول كذبت في مواجهتك يعني إذا كنت وجهاً لوجه
معه يقول رأيت عيناً تقول له كذبت ما عندك ذهب ولا عين جارية هذا اللفظ
المشترك والمراد به المشترك اللفظي.
يقول قُرئن :هو واحد القروء القرء
يطلق ويراد به :الحيض ،ويطلق ويراد به :الطهر وجاء ما يدل على هذا وما يدل
على هذامن لغة العرب ومن النصوص أيضاً ،وبكل من اللفظين أخذ بعض العلماء
وشيخ الإسلام رحمه الله تعالى مثل بالقرء في لقولهم الذي يكادون يتفقون
عليه :"أن حكم الحاكم يرفع الخلاف " .
يقول شيخ الإسلام :"أن حكم الحاكم
: المراد بالحاكم : الذي حكمه يرفع الخلاف من يعرف الخلاف ويستطيع أن يرجح
نعم فإذا رجح أحد المحتملين إرتفع الخلاف ،أما شخص لا يدري ما الطهر من
الحيض مثل بهذا ،يقول الحاكم الذي هو شبه عامي هل يستطيع أن يرفع الخلاف في
الطهر والحيض ؟ ما له علاقة في هذا لأن رفعه للخلاف حينئذ تحكم إذا كان من
غير سابق معرفة .
قرء وويل :قرء:ويطلق على الطهر والحيض ،وويل:تطلق ويراد بها كلمة عذاب أو واد في جهنم كما رواه الترمذي عن أبي سعيد .
ند: يطلق ويراد به الشبيه والمثيل والنظير ويطلق ويراد به الضد .
والمولى : يطلق ويراد به الأعلى المعتق ،ويطلق ويراد به الأسفل المعتق .
والمولى جرى تواب :{إن الله يحب التوابين} والله جل وعلا تواب فيطلق على الله جل وعلا ،ويطلق أيضاً على العبد الذي يكثر من التوبة .
الغي : يطلق على ما يقابل الرشد ويراد به ما يقابل الرشد ، ويطلق أيضاً على واد في جهنم {فسوف يلقون غيا}نسأل الله العافية .
المضارع:
يطلق ويراد به الحال ،ويطلق ويراد به الإستقبال ،الماضي :يطلق ويراد به
إرادة الفعل ،يطلق ويراد به الفراغ من الفعل ،يطلق ويراد به الشروع في
الفعل الماضي {فإذا قرأت القرآن} يعني إذا أردت ((إذا كبر فكبروا)) يعني فرغ من التكبير ((إذا ركع فأركعوا)) يعني شرع في الركوع فأركعوا .
ورى: يطلق ورى ويراد به الخلف ،وقد يراد به الأمام {وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا} يعني أمامهم الترجيع بين الألفاظ القرائن السياق والقرائن يستدل بها على المراد .
تم التهذيب بواسطة زمزم
نهج التيسير للشيخ: محسن علي المساوي
النوع الرابع: المشترك
المراد بالمشترك هنا:
المشترك اللفظي، إذ هو المنصرف إليه عند الإطلاق، لا المعنوي، والفرق
بينهما: أن المشترك اللفظي: هو ما تعدد فيه الوضع والمعنى، دون اللفظ، كما
ستأتي أمثلته، والمشترك المعنوي: هو ما اتحد فيه الوضع والمعنى واللفظ،
لكنه يشمل أفراداً، فهو المعنى بالكلي عند علماء الميزان، وذلك كلفظ العين
المراد به الباصرة، فإن لفظه واحد، وكذلك الوضع والمعنى، لكنه يشمل عين زيد
وعمرو وبكر وغيرهم، وكالإنسان فإن لفظه ووضعه ومعناه واحد، وهو الحيوان
الناطق، لكنه يشمل أفراداً كزيد وبكر وخالد، هذا، وأما القدر المشترك، فهو
القدر الذي يشترك فيه الجزئيات المختلفة الحقائق، كالحيوانية في القدر الذي
يشترك فيه الإنسان والبقر، وكالجسمية في القدر الذي يشترك فيه الإنسان
والحجر، وقد اكتفى الناظم عن تعريفه بذكر بعض أمثلته.
فقال (قرء) أي مثال المشترك اللفظي قرء، فإنه للحيض والطهر. (وويل) فإنها لكلمة عذاب، ولواد في جهنم، كما رواه الترمذي عن أبي سعيد الخدري، و (ند): بكسر النون، فإنه للمثل والضد (والمولى) فإنه للسيد والعبد، وقوله (جرى) أي جرى في المذكورات إطلاق اسم المشترك و (تواب) فإنه للتائب، والقابل للتوبة. و(الغي) بفتح الغين، فإنه اسم لواد في جهنم، ولضد الرشد، كما قاله ابن مسعود في قوله تعالى: {فسوف يلقون غيا} و(مضارع) فإنه يستعمل للحال والاستقبال، و (ورا) بالقصر: لغة في وراء، فإنه للخلف والأمام، كما في قوله تعالى: {وكان وراءهم ملك} أي: أمامهم. والله أعلم.