النوع الخامس : المترادف
مِنْ ذَاكَ مَا قَدْ جَاءَ كَالْإِنْسَانِ = وَبَشَرٍ فِي مُحْكَمِ الْقُرْآنِ
وَالْيَمِّ وَالْبَحْرِ كَذَا الْعَذَابُ = رِجْسٌ وَرِجْزٌ جَاءَ يَا أَوَّابُ
إتمام الدراية لقراء النقاية لجلال الدين السيوطي
الخَامِسُ: (المُتَرَادِفُ) الإنسانُ والبَشَرُ والحَرَجُ والضِّيقُ واليَمُّ والبَحْرُ والرُّجْزُ والرِّجْسُ والعَذَابُ.
الخامس المترادف
وهو لفظان بإزاء معنى واحد وهو في القرآن كثير منه الإنسان والبشر بمعنى سمي بالأول لنسيانه وبالنثاني
لظهور بشرته أي ظاهر جلده خلاف غيره من سائر الحيوانات والحرج والضيق
بمعنى واليم والبحر بمعنى وقيل أن اليم معرب والرجز والرجس والعذاب بمعنى.
شرح الشيخ عبدالكريم الخضير
يقول المؤلف رحمه الله تعالى أنه الخامس من أنواع العقد الرابع : المترادف
المترادف : لفظان أو أكثر بإزاء معنى واحد عكس المشترك : اللفظ واحد بإزاء معني متعددة ،وهنا ألفاظ متعددة بإزاء معنى واحد .
يقول من ذاك: يعني من المترادف .
ما قد جاء : من الألفاظ
بمعنى واحد كالإنسان والبشر ، الإنسان والبشر واحد جاء ذلك في محكم القرآن
من إضافة الصفة إلى الموصوف يعني في القرآن المحكم .
واليم والبحر: معناهما واحد فهما من المترادف .
كذا العذاب والرجس والرجز :معناها واحد وكلها جاءت في القرآن .
جاء هذا في القرآن يا أواب
:يا كثير الأوبة والتوبة والرجوع إلى الله جل وعلا ،على أن من أهل العلم
من يمنع المترادف ويقول لا يوجد في لغة العرب كلمتان متطابقتان من كل وجه
والإنسان له دلالته والبشر له دلالته يدلان على حقيقة واحدة لكن دلالة
الإنسان على بني آدم غير دلالة البشر على بني آدم وإن دلتا على بني آدم .
الإنسان يلاحظ فيه سبب
التسمية وهو النسيان ،والبشر يلاحظ فيه ظهور بشرته بخلاف سائر الحيوان
بشرته غير ظاهرة مغطاة بالصوف ،نقصد أن هناك من الألفاظ ما تظن أنها
متطابقة وبعض العلماء ينفي الترادف الذي هو التطابق من كل وجه .
وكتاب الفروق اللغوية
-لأبي هلال العسكري يبين ما بين الألفاظ من فروق دقيقة بتصرفات قد لا تخطر
على البال ، يعني الجلوس والقعود مثلاً قالوا في القعود أنه من القيام
والجلوس من الإضجاع مثلاً ونص على هذا في القاموس مو هو مسألة منع يقول
دلالة على مسألة واحدة واردة لكن يبقى أن كيفية الدلالة على هذه الذات في
فرق ، قالوا القعود من قيام والجلوس من إضجاع ،لو أردنا أن نطبق مثل هذا
الكلام القاموس قال القعود هو الجلوس يعني مترادفان وقيل القعود من قيام
والجلوس من أضجاع ونحوه ،إذا أردنا أن نقول بهذا الكلام وأردنا أن نطبق على
الحديث ((إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ))هو الأن إذا دخل يكون مضجع ولا قائم؟ قائم إذاً يحتاج إلى قعود ولا جلوس على تفريقهم؟
يحتاج إلى قعود إذاً لا
يلزمه ركعتين لأنما إن كان مضجعاً ثم جلس يلزمه على تفريقهم أليس هذا
اللازم على تفريقهم ؟ هذا اللازم على تفريقهم .
على كل حال دلالة الأكثر
من لفظ على شيء واحد موجود في اللغة وفي النصوص ،لكن كيفية الدلالة على هذا
الشيء مع ملاحظة الأصل أصل الكلمة ومأخذ الكلمة لا بد فيه من فرق .
تم التهذيب بواسطة زمزم
نهج التيسير للشيخ: محسن علي المساوي
النوع الخامس: المترداف
وهو لفظان أو أكثر بإزاء معنى واحد، وفي القرآن كثير، وأشار الناظم إلى بعض أمثلته، فقال: (من ذاك) أي: المترداف (ما) أي: لفظان، (قد جاء) مجيئاً (كـ) مجيء (الإنسان وبشر)
في كون معناهما واحداً، وهو الحيوان الناطق، سمي بالأول لنسيانه، وبالثاني
لظهور بشرته، أي ظاهر جلده، خلاف غيره من سائر الحيوانات، ويتعلق بجاء
قوله (في محكم القرآن. و) كمجيء (اليم والبحر) بالجر، عطفاً في الإنسان، فإن معناهما واحد (كذا العذاب) و (رجس، ورجز) في كونها من المترادف، إذ معناها واحد، وقوله (جاء يا أواب) أي: كثير الأوبة والتوبة، تكملة، والله أعلم.