16 Nov 2008
الخاتمة
اشتملت على أربعة أنواع : الأسماء والكنى والألقاب والمبهمات
إِسْحَاقُ يُوسُفٌ وَلُوطُ عِيسَى = هُودٌ وَصَالِحٌ شُعَيْبُ مُوسَى
هَارُونُ دَاوُدُ ابْنُهُ أَيُّوبُ = ذُو الْكِفْلِ يُونُسٌ كَذَا يَعْقُوبُ
آدَمُ إِدْريسٌ وَنُوحُ يَحْيَى = وَالْيَسَعُ ابْرَاهِيمُ أَيْضًا إِلْيَا
وَزَكَرِيَّا أَيْضًا اسْمَاعِيلُ = وَجَاءَ فِي مُحَمَّدٍ تَكْمِيلُ
هَارُوتُ مَارُوتٌ وَجِبْرَائِيلُ = قَعِيدٌ السِّجِلِّ مِيكَائِيلُ
لُقْمَانُ تُبَّعٌ كَذَا طَالُوتُ = إبْلِيسُ قَارُونٌ كَذَا جَالُوتُ
وَمَرْيَمٌ عِمْرَانُ أَيْ أَبُوهَا = أَيْضًا كَذَا هَارُونُ أَيْ أَخُوهَا
مِنْ غَيْرِ زَيْدٍ مِنْ صَحِابٍ عَزَّا = ثُمَّ الْكُنَى فِيه كَعَبْدِ الْعُزَّى
كُنِّيَ أَبَا لَهْبٍ الْأَلْقَابُ = قَدْ جَاءَ ذُو الْقَرنَيْنِ يَا أَوَّابُ
وَإسْمُهُ إسْكَنْدَرُ الْمَسِيحُ = عِيسَى وَذَا مِنْ أَجْلِ مَا يَسيحُ
فِرْعَوْنُ ذَا الْوَليدُ ثُمَّ المُبْهَمُ = مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ الَّذِي قَدْ يَكْتُمُ
إِيمَانَهُ وَإِسْمُهُ حِزْقِيلُ = وَمَنْ أَقْصَى يس قَدْ يَحِيلُ
أَعْني الَّذِي يَسْعَى اسْمُهُ حَبِيبُ = وَيُوشَعُ بْنُ نُونٍ يَا لَبِيبُ
وَهْوَ فَتَى مُوسَى لدَى السَّفِينَةِ = وَمَنْ هُمَا فِي سُورَةِ المَائِدَةِ
كَالِبُ مَعْ يُوشَعَ أُمُّ مُوسَى = يُوحَانِذُ اسْمُهَا كُفيتَ الْبُؤْسَا
وَمَنْ هُوَ الْعَبْدُ لَدَى الكَهْفِ الْخَضِرْ = وَمَنْ لَهُ الدَّمُ لَدَيْهَا قَدْ هُدِرْ
أَعْنِي الْغُلَامَ وَهْوَ حَيْسُورُ الْمَلِكْ = فِي قَوْلِهِ كَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكْ
هُدَدٌ وَالصَّاحِبْ لِلرَّسُولِ فِي = نَمَارِ هُوَ الصِّدِّيقُ أَعْنِي الْمُقْتَفِي
إِطْفِيرٌ الْعَزِيزُ أَوْ قِطْفِيرُ = وَمُبْهَمٌ وُرُودُهُ كَثِيرُ
إتمام الدراية لقراء النقاية لجلال الدين السيوطي
ومِن أَنْوَاعِ هذَا العِلْمِ: الأَسْمَاءُ: فيهِ مِنْ أَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ خَمْسَةٌ وعِشْرُونَ، والمَلائِكَةِ: أَرْبَعَةٌ،
وغَيْرِهِمْ: إِبْلِيسُ وقَارُونُ وطَالُوتُ وجَالُوتُ ولُقْمَانُ
وتُبَّعٌ ومَرْيَمُ وعِمْرَانُ وهَارُونُ وعُزَيْرٌ، ومِنَ الصَّحابَةِ:
زَيْدٌ. الكُنَى: لَمْ يُكَنَّ فِيهِ غَيْرُ أَبِي لَهَبٍ، الأَلْقَابُ: ذُو القَرْنَيْنِ، المَسِيحُ، فِرْعَوْنُ، المُبْهَمَاتُ: مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، حِزْقِيلُ: الرَّجُلُ الذي في يس، حَبِيبُ بنُ مُوسَى النَّجَّارُ، فَتَى مُوسَى فِي الكَهْفِ: يُوشَعُ بنُ نُونٍ، الرَّجُلانِ في المائدةِ: يُوشَعُ وكَالِبٌ، أُمُّ مُوسَى: يُوحَانَذُ، امرأةُ فِرْعَوْنَ:
آسِيَةُ بنتُ مزاحمَ، العَبْدُ في الكَهْفِ: هو الخَضِرُ، الغُلامُ:
حَيْسُورُ، المَلِكُ هُدَدُ العَزِيزُ: أَطْفِيرُ أو قَطْفِيرُ،
امْرَأَتُهُ: راعيلُ، وهي في القرآنِ كَثِيرَةٌ.
ومن أنواع هذا العلم ما لا يتعلق بما تقدم وهو كالذيل والتتمة له وذلك يحسب المذكور هنا أربعة
الأول الأسماء فيه أي القرآن من أسماء الأنبياء خمسة وعشرون
آدم ونوح وإدريس وإبراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب ويوسف ولوط وهود وصالح
وشعيب وموسى وهرون وداود وسليمان وأيوب وذو الكفل ويونس والياس واليسع
وزكريا ويحيى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
ومن أسماء الملائكة أربعة جبريل وميكائيل وهاروت وماروت هذا ما ذكره البلقيني وزدنا في التحبير الرعد والسجل ومالكا وقعيدا
ومن أسماء غيرهم إبليس وقارون وطالوت وجالوت ولقمان الحكيم وتبع وهو رجل صالح كما في حديث رواه الحاكم ومريم وأبوها عمران وأخوها
هارون
وليس أخا موسى ففي الترمذي عن المغيرة بن شعبة قال بعثني رسول الله إلى
نجران فقالوا إلى ألستم تقرؤن يا أخت هارون وقد كان بين موسى وعيسى ما كان
فلم أدر ما أجيبهم فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين قبلهم وعزيز ومن الصحابة زيد بن حارثة المذكور في الأحزاب لا غير
الثاني
الكنى لم يكن فيه غير أبي لهب واسمه عبد العزي ولهذا لم يذكر باسمه لأنه
حرام شرعا وقيل للإشارة إلى أن مصيره إلى اللهب وكان كني به لاشراق وجهه
الثالث
الألقاب ذو القرنين اسمه اسكندر على الأشهر ولقب بذلك لأنه ملك فارس
والروم وقيل لأنه دخل النور والظلمة وقيل لأنه كان برأسه شبه القرنين وقيل
كان له ذؤابتان وقيل رأى في النوم أنه أخذ بقرني الشمس المسيح عيسى بن مريم
لقب به إما من السياحة أو لأنه كان مسيح القدمين لا أخمص له فرعون اسمه
الوليد بن مصعب
الرابع
المبهمات مؤمن من آل فرعون الذي في سورة غافر اسمه حزقيل الرجل الذي في
سورة يس في قوله تعالى وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى اسمه حبيب ابن موسى
النجار فتى موسى الذي في سورة الكهف يوشع بن نون الرجلان اللذان في سورة
المائدة في قوله تعالى {قال رجلان من الذين يخافون}
هما يوشع وكالب أم موسى اسمها يوحانذ بضم الياء التحتية وبالحاء المهملة
وكسر النون وبالذال المعجمة إمرأة فرعون آسية بنت مزاحم العبد في سورة
الكهف في قوله تعالى {فوجدا عبدا من عبادنا} هو الخضر الغلام الذي في قصته في قوله
تعالى
لقيا غلاما فقتله اسمه حيسور بالحاء المهملة وقيل بالجيم بعدها مثناة
تحتية وقيل نون آخره راء الملك الذي في قصته في قوله تعالى{ وكان وراءهم ملك}
اسمه هدد بن يدد كلاهما بوزن صرد العزيز اسمه اطفير أو قطفير إمرته اسمها
راعيل هذا ما ذكره البلقيني في هذه المواضع ووراء ذلك أقوال أخرى سردناها
في التحبير وهي أي المبهمات في القرآن كثيرة جدا ولم يستوفها البلقيني ولا
قارب، وفيها تصنيف مستقل للسهيلي والبدر بن جماعة وقد استوعبتها في التحبير
فلم أدع منها شيئا ورتبتها على فصول ولله الحمد.
شرح الشيخ عبدالكريم الخضير
نهج التيسير للشيخ: محسن علي المساوي
الخاتمة
"نسأل الله تعالى حسنها"
اشتملت على أربعة أنواع: الأسماء، والكنى والألقاب، والمبهمات
وهذه الخاتمة كالذيل والتتمة لما تقدم، فالأسماء الموجودة في القرآن من أسماء الأنبياء، خمسة وعشرون، وهم (إسحاق) بن إبراهيم، ولد بعد إسماعيل بأربع عشرة سنة، وعاش مئة وثمانين سنة و (يوسف) بن يعقوب عاش مئة وعشرين سنة، وكان قد أعطي شطر الحسن (ولوط) بن هاران، وكان أشبه الناس بآدم و(عيسى) ابن مريم، وكانت مدة حملة ساعة، ونبئ كإخوانه الأنبياء على رأس الأربعين، ورفع وله مئة وعشرون سنة، وجاء في جملة أحاديث أنه ينزل ويقتل الدجال، ويتزوج ويولد له ويحج ويمكث في الأرض سبع سنين،
ويدفن عند النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الصحيح أنه ربعة أحمر، كأنما خرج
من ديماس أي حمام، وكان بينه وبين موسى عليهما الصلاة والسلام ألف وتسع مئة وخمس وعشرون سنة، وبين مولده والهجرة ست مئة وثلاثون سنة، و(هود) بن عبد الله (وصالح) بن عبيد، عاش ثمانياً وخمسين سنة، و (شعيب) بن ميكائيل و (موسى) بن عمران عاش مئة وعشرين سنة و(هارون) شقيق موسى على الصحيح، وقيل لأمه، وقيل لأبيه. كان أطول من موسى، فصيحاً جداً، مات في التيه قبل موسى، وكان ولد قبله بسنة، قيل معناه بالعبرانية: المحبب، وفي حديث الإسراء: ((فقلت يا جبريل، من هذا؟ فقال: المحبب في قومه هارون)). و (داود) بن إيشا بكسر الهمزة، كان أعبد الناس، وحسن الصوت والخلق، عاش مئة سنة و(ابنه) أي سليمان، كان أبيض جسيماً وسيماً، وكان أبوه يشاوره في كثير، وعاش ثلاثاً وخمسين سنة، و(أيوب) بن أبيض، وعاش ثلاثاً وتسعين سنة، و (ذو الكفل) قيل هو ابن أيوب واسمه بشر، وعاش خمساً وسبعين سنة، و (يونس) بن متى، بفتح الميم مع تشديد التاء، ومتى أبوه لا أمه، كما جاء في الصحيح، وفي لفظ يونس ست
لغات: تثليث النون مع الهمز وعدمه، قال العلامة ابن حجر، كما نقله عنه
السجاعي: ولم أقف في شيء من الأخبار على اتصال نسبه، وقيل إنه كان في زمن
ملوك الطوائف من الفرس، و(كذا يعقوب) بن إسحاق عاش مئة وسبعاً وأربعين سنة، و (آدم) أبو البشر، سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض، عاش تسع مئة وستين سنة، و (إدريس) بن يراد، رفع وهو ابن ثلثمائة وخمسين سنة، (ونوح) بن لمك بفتح اللام مع سكون الميم، لبث في قوله ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم، وعاش بعد الطوفان ستين سنة، وهو آدم الأصغر، لأن ذريته هم الباقون، وهو الجد السادس لهود، والتاسع لإبراهيم الخليل، ولم يكن بين نوح وإبراهيم نبي إلا هود وصالح، و(يحيى) بن زكريا، ولد قبل عيسى بستة أشهر، ونبئ صغيراً، وقتل ظلماً، (واليسع) بن جبير و(إبراهيم أيضاً) هو ابن آزر، أختتن بعد مئة وعشرين سنة، وعاش مئتي سنة، و (إليا) ترخيم إلياس، هو ابن إلياسين، قال وهب: عمر كما عمر الخضر، وإنه يبقى إلى آخر الزمان.
(تنبيه) الترخيم: لضرورة الشعر جائز كما في الخلاصة: " ولاضطرار رخموا دون ندا" البيت، (وزكريا أيضاً) كان من ذرية سليمان بن داود، وقتل بعد قتل ولده، وكان له يوم بشر بولده اثنتان وتسعون سنة، و(إسماعيل) بن إبراهيم، هو أكبر ولد إبراهيم، (وجاء في) سيدنا (محمد) صلى الله عليه وسلم (تكميل) للأنبياء الخمسة والعشرين الذين ذكروا في القرآن، وهو سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، عاش ثلاثاً وستين سنة، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ثم شرع الناظم يذكر أسماء غير الأنبياء، فقال: (هاروت ماروت) اسما ملكين، وقد أفرد السيوطي جزءاً في قصتهما (وجبرائيل) هو أحد رؤساء الملك وموكل بالوحي، و(قعيد) هو كاتب السيئات، كما في الإتقان، و(السجل) قيل إنه ملك، وكان موكلا بالصحف، و(ميكائيل) هو أحد رؤساء الملك أيضاً، وقيل كان موكلاً بالمطر، وفي الإتقان أن معناه: عبيد الله، و(لقمان) قيل إنه كان نبياً، والأكثر على خلافه، وعن ابن عباس: كان لقمان عبداً حبشياً نجاراً، و (تبع) بضم التاء المثناة فوق مع تشديد الباء، قيل إنه نبي، والأصح أنه رجل صالح، كما رواه الحاكم، وسمي به لكثرة من تبعه، (كذا طالوت) وهو اسم رجل صالح، جعله الله ملكاً على بني إسرائيل، لقتال جالوت، و(إبليس) لعنه الله وكان اسمه عزازيل، وسمي إبليس لأن الله أبلسه من الخير كله، أي آيسه منه، و(قارون) بن يصهر، وهو ابن عم موسى، وكان كافراً، و (كذا) ممن ذكر باسمه في القرآن (جالوت)
اسم ملك من ملوك الكفار الذين تجبروا في الأرض، وسلط الله عليه طالوت
فقتله داود، كما في الآية، ولا يخفى حسن وضع الناظم هنا حيث جمع المسلمين
في نصف بيت، والكفار في نصف آخر، و(مريم) بنت عمران، كما قال الناظم بعد. (تنبيه)
لعل الحكمة في أن الله لم يذكر في القرآن امرأة باسمها إلا هي، الإشارة
بطرف خفي إلى رد ما قاله الكفار من أنها زوجته، فإن العظيم علي الهمة يأنف
من ذكر اسم زوجته بين الناس، فكأن الله يقول: لو كانت زوجة لي، لما صرحت
باسمها، ومعنى مريم بلغتهم: العابدة، وخادمة الرب، و(عمران) بكسر العين (أي أبوها) أي مريم، لا أبو موسى (أيضاً كذا) ممن ذكر في القرآن (هارون) بن عمران (أي أخوها) أي مريم، لا أخو موسى؛ قيل إنه كلما ذكر اسم هارون، فالمراد به أخو موسى، إلا عند قوله تعالى: {يا أخت هارون}، حيث كان، فالمراد به أخو مريم،
ففي الترمذي، عن المغيرة بن شعبة، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى نجران، فقالوا: ألستم تقرأون: {يا أخت هارون} وقد كان بين موسى
وعيسى ما كان؟ فلم أدر ما أجيبهم، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبرته، فقال: ((ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم، والصالحين
قبلهم؟)) وترك الناظم ذكر "عزير" وهو مذكور في النقاية، ثم قال: (من غير زيد) بن حارثة (من) أسماء (صحاب) للنبي صلى الله عليه وسلم (عزا) وقل، فإنه ذكر في سورة الأحزاب في قوله تعالى: {فلما قضى زيد منها وطرا..} الآية، ثم شرع الناظم يذكر الكنى، فقال: (ثم الكنى فيه) أي في القرآن (كعبد العزى، كنى أبا لهب)
ولم يكن في القرآن غيره، وعبد العزى اسمه ولهذا لم يذكر باسمه، لأنه حرام
شرعاً، وقيل للإشارة إلى أن مصيره إلى اللهب، وكان كني به لإشراق وجهه، ثم
أشار إلى الألقاب، فقال: (الألقاب قد جاء) فيه (ذو القرنين يا أواب)
ولقب بذلك لأنه ملك فارس والروم، وقيل لأنه دخل النور والظلمة، وقيل لأنه
كان برأسه شبه القرنين، وقيل كان له ذؤابتان، وقيل رأى في النوم أنه أخذ
بقرني الشمس (واسمه إسكندر) على الأشهر، و (المسيح) بفتح الميم وكسر السين المخففة على المشهور، وقد تشدد لقب لسيدنا (عيسى) ابن مريم عليه الصلاة والسلام (وذا) اللقب (من أجل ما يسيح) أي سياحته في الأرض، أو لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ، أو لأنه كان مسيح القدمين، أي لا أخمص لهما، (تنبيه)
يقال للدجال أيضاً مسيح، إما لأنه يمسح الأرض في الزمن القليل، لإضلال
الناس، أو لأنه ممسوح العين، أو لأن أحد شقي وجهه خلق ممسوحاً، لا عين فيه
ولا حاجب، وأما من قاله بالخاء المعجمة، ليفرق بينه وبين عيسى عليه الصلاة
والسلام، فقد صحف، قال ابن العربي: وقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم
بينهما بقوله في الدجال مسيح الضلالة، فدل على أن عيسى مسيح الهدى، و(فرعون) اسم (ذا) الفرعون (الوليد) بن مصعب، ثم أشار إلى الأسماء المبهمة، فقال: (ثم المبهم) في القرآن (من آل فرعون الذي قد يكتم إيمانه) في سورة غافر، عند قوله تعالى: {وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه} الآية (واسمه حزقيل) بكسر الحاء المهملة بعده زاي (ومن على) أي في سورة (يس قد يحيل) أي يسلم، وفي الحديث: ((من أحال دخل الجنة)) أفاده في تاج العروس (أعني) به (الذي يسعى) عند قوله تعالى: {وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى ...} الآية (اسمه حبيب) بن موسى النجار. (ويوشع بن نون يا لبيب وهو) اسم (فتى موسى لدى السفينة) في سورة الكهف، عند قوله تعالى: {وإذ
قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقباً فلما بلغ
مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا فلما جاوزا قال لفتاه
آتنا غداءنا} الآية. (ومن هما في سورة المائدة) عند قوله تعالى: {قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما} الآية، اسمهما (كالب مع يوثع) و(أم موسى) في سورة القصص عند قوله تعالى: {فأصبح فؤاد أم موسى فارغاً..} الآية (يوحانذ اسمها) بضم الياء وبالحاء المهملة وكسر النون وبالذال المعجمة، وقوله (كفت البوسا) جملة دعائية، أي كفاك الله وحفظك الله من البؤس والشدة في أمورك. (ومن هو العبد لدى) سورة (الكهف) عند قوله تعالى: {فوجدا عبداً من عبادنا} الآية، اسمه (الخضر) بفتح الخاء المعجمة، مع كسر الضاد أو سكونها، وبكسر الخاء مع سكون الضاد، ففيه ثلاث لغات، كما في الصاوي، ويتعين هنا الأول للوزن.
(فائدة)
الخضر: لقب له، واسمه بليا بفتح الباء وسكون اللام، بعدها ياء تحتية، آخره
ألف مقصورة، ومعناه بالعربية: أحمد بن ملكان، وكنيته أبو العباس: قال بعض
العارفين: من عرف اسمه واسم أبيه وكنيته ولقبه مات على الإسلام، ولقب
بالخضر لأنه إذا جلس على الأرض اخضر ما تحته، والجمهور على نبوته، لا أنه
رسول أو ولي كما قيل (ومن له الدم لديها) أي لدى سورة الكهف (قد هدر) بلا قصاص ولا دية (أعني) به (الغلام) عند قوله تعالى: {حتى إذا لقيا غلاماً فقتله} الآية (وهو) أي اسمه (حيسور) بالحاء المهملة، وقيل بالجيم بعدها مثناة، وقيل نون، آخره راء، و (الملك في قوله) تعالى في سورة الكهف أيضاً {و(كان وراءهم ملك) يأخذ كل سفينة غصبا}، اسمه (هدد) بن بدد، كلاهما بوزن عمر (والصاحب للرسول في غار) عند قوله تعالى: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} الآية في سورة التوبة (هو الصديق) الأكبر، رضي الله تعالى عنه، اسمه عبد الله (أعني المقتفى) أثره صلى الله عليه وسلم. (تنبيه): من أنكر صحبة أبي بكر للنبي صلى الله عليه وسلم كفر، لثبوت صحبته بنص القرآن، و (إطفير) هو اسم (العزيز) الذي ذكر عند قوله تعالى: {وقال الذي اشتراه من مصر} الآية في سورة يوسف (أو قطفير) بالقاف بدل الهمزة، قولان. ثم قال الناظم (ومبهم) في القرآن (وروده كثير) قال في الإتقان: إن مرجعه النقل المحض، لا مجال للرأي فيه. (تنبيه) ذكر في الإتقان أنه لا يبحث عن مبهم أخبر الله باستئثاره بعلمه، كقوله تعالى: {وآخرين منهم لا تعلمونهم الله يعلمهم}. اهـ.