السادس : القصر
وَذَاكَ فِي الْمَعَانِي بَحْثُهُ كَمَا = مُحَمَّدٌ إلَّا رَسُولٌ عُلِمَا
إتمام الدراية لقراء النقاية لجلال الدين السيوطي
السادسُ: القَصْرُ، ومِثَالُهُ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إلاَّ رَسُولٌ}.
السادس القصر يأتي في المعاني ومثاله {وما محمد إلا رسول} أي لا يتعدى إلى التبري من الموت الذي هو شأن الإله.
شرح الشيخ عبدالكريم الخضير
المساواة
هي الأصل ،الأصل أنه كلام يكون بقدر معانيه ،أن الألفاظ تكون بقدر المعاني
فإن احتيج إلى الإطناب زاد وإن اجتيح إلى الإيجاز نقص .
النوع السادس من أنواع العقد :القصر
والقصر والحصر متقاربان
،وتخصيص أمر بآخر بطريق مخصوص كالاستثناء مثلاً والحصر بإنما وما وإلا
والوصف المخرج وتعريف الجزئين وغير ذلك من الأساليب التي تدل على قصر الحكم
على بعض ما يتناوله اللفظ.
وهو قسمان : 1- قصر حقيقي 2- وقصر إضافي
إذا قلت لا إله إلا الله
هذا قصر حقيقي بمعنى أنه لا معبود بحق إلا الله جل وعلا وهو الذي يستحق أن
يكون إله ومن عداه وإن عبد من دون الله فهو لا يستحق الإلوهية فهو قصر
حقيقي .
وما محمد إلا رسول :يعني فقط ما له أوصاف غير الرسالة ؟
وما الشاعر إلا حسان :قصر حقيقي ولا إضافي ؟إضافي لأن هناك شعراء غيره ،لكن قصر الشعر إليه يدل على تميزه في ذاك الباب .
(وذاك) :أي القصر
في فن المعاني بحثه:وذلك كقوله تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ }
علم تكملة هذه فإنه قصر محمد صلى الله عليه وسلم على الرسالة ،فلا يتعدى
الرسالة التي من مقتضاها أنه بشر ومن مقتضى بشريته عليه الصلاة والسلام أنه
يموت كغيره فلا يتعدى الرسالة إلى الخلود التي هي من خصائص الرب جل وعلا
،وإذا جاء في تكملة الآية {وَمَا
مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن
مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ }يعني كونه رسول يقتضي أنه لا يخلد .
تم التهذيب بواسطة زمزم
نهج التيسير للشيخ: محسن علي المساوي
النوع السادس: القصر
وهو تخصيص أمر بآخر بطريق مخصوص، كتخصيص القيام بزيد في قولك: ما قائم إلا زيد، وله أقسام مبسوطة في محله، كما قال الناظم: (وذاك) أي القصر (في) فن (المعان بحثه)، وذلك (كـ) قوله تعالى: و (ما محمد إلا رسول) فإنه قصر محمداً صلى الله عليه وسلم على الرسالة، فلا يتعدى إلى التبري من الموت، الذي هو شأن الإله، قوله (علما) تكملة، والله أعلم.