الدروس
course cover
تفسير سورة الملك [ من الآية (6) إلى الآية (12) ]
12 Jan 2015
12 Jan 2015

5118

0

0

course cover
تفسير جزء تبارك

القسم الأول

تفسير سورة الملك [ من الآية (6) إلى الآية (12) ]
12 Jan 2015
12 Jan 2015

12 Jan 2015

5118

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) }


تفسير قوله تعالى: (وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقول تعالى: {و} أعتدنا {للّذين كفروا بربّهم عذاب جهنّم وبئس المصير} أي: بئس المآل والمنقلب). [تفسير القرآن العظيم: 8/178]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} الذي يُهانُ به أهْلُه غايةَ الْهَوانِ). [تيسير الكريم الرحمن: 876]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (6-{وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ} مِن كُفارِ بني آدمَ، أو مِن كُفارِ الفريقينِ؛ مِن بَنِي آدَمَ ومِن الجنِّ, {عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} ما يَصيرونَ إليه، وهو جَهَنَّمُ). [زبدة التفسير: 562]


تفسير قوله تعالى: (إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقًا} قال ابن جريرٍ: يعني الصّياح.

{وهي تفور} قال الثّوريّ: تغلي بهم كما يغلي الحبّ القليل في الماء الكثير). [تفسير القرآن العظيم: 8/178]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({إِذَا أُلْقُوا فِيهَا} على وَجْهِ الإهانةِ والذُّلِّ، {سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً}؛ أي: صَوتاً عالِياً فَظيعاً). [تيسير الكريم الرحمن: 876]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (7-{إِذَا أُلْقُوا فِيهَا} أيْ: طُرِحُوا فيها كما يُطْرَحُ الحطَبُ في النارِ، {سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً} أيْ: صَوتاً كصوتِ الْحَميرِ عندَ أوَّلِ نَهِيقِها، {وَهِيَ تَفُورُ} تَغْلِي بهم غَليانَ الْمِرْجَلِ). [زبدة التفسير: 562]


تفسير قوله تعالى: (تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {تكاد تميّز من الغيظ} أي: يكاد ينفصل بعضها من بعضٍ، من شدّة غيظها عليهم وحنقها بهم، {كلّما ألقي فيها فوجٌ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذيرٌ} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/178]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ}؛ أي: تكادُ على اجتماعِها أنْ يُفارِقَ بعضُها بعضاً، وتَتَقَطَّعَ مِن شِدَّةِ غَيْظِها على الكُفَّارِ، فما ظَنُّكَ ما تَفعلُ بهم إذا حَصَلُوا فيها؟

ثُمَّ ذَكَرَ تَوبيخَ الْخَزَنَةِ لأهلِها، فقالَ: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ}؛ أي: حالُكم هذا واستحقاقُكم النارَ، كأنَّكُم لم تُخْبَرُوا عنها، ولم تُحَذِّرْكم النُّذُرُ منها). [تيسير الكريم الرحمن: 876]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (8-{تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} أيْ: تَكادُ تَتَقَطَّعُ ويَنفصِلُ بعضُها مِن بعضٍ، مِن شِدَّةِ غَضَبِها على الكفارِ، {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ} الفوْجُ الجماعةُ مِن الناسِ.


{سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا} مِن الملائكةِ، سُؤالَ تَوبيخٍ وتَقريعٍ:


{أَلَمْ يَأْتِكُمْ} في الدنيا.


{نَذِيرٌ} يُنذِرُكم هذا اليومَ ويُحَذِّرُكم منه؟). [زبدة التفسير: 562]


تفسير قوله تعالى: (قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا بلى قد جاءنا نذيرٌ فكذّبنا وقلنا ما نزل اللّه من شيءٍ إن أنتم إلا في ضلالٍ كبيرٍ} يذكر تعالى عدله في خلقه، وأنّه لا يعذّب أحدًا إلّا بعد قيام الحجّة عليه وإرسال الرّسول إليه، كما قال: {وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا} [الإسراء: 15] وقال تعالى: {حتّى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسلٌ منكم يتلون عليكم آيات ربّكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقّت كلمة العذاب على الكافرين} [الزّمر: 71]. وهكذا عادوا على أنفسهم بالملامة، وندموا حيث لا تنفعهم النّدامة، فقالوا: {لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السّعير} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/178]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ} فجَمَعُوا بينَ تَكذيبِهم الخاصِّ والتكذيبِ العامِّ بكلِّ ما أَنْزَلَ اللَّهُ، ولم يَكْفِهِم ذلك حتى أَعْلَنوا بضَلالِ الرُّسُلِ المنذِرِينَ، وهم الْهُداةُ الْمُهْتدونَ.

ولم يَكْتَفُوا بِمُجَرَّدِ الضلالِ، بل جَعَلُوا ضَلالَهم ضَلالاً كبيراً، فأَيُّ عِنادٍ وتَكَبُّرٍ وظُلْمٍ يُشْبِهُ هذا؟). [تيسير الكريم الرحمن: 876]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (9-{قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ} رسولٌ مِن عندِ اللهِ رَبِّنا فأَنْذَرَنا وخَوَّفَنا وأَخْبَرَنا بهذا اليومِ.


{فَكَذَّبْنَا} ذلك النذيرَ.


{وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللهُ مِن شَيْءٍ} على أَلْسِنَتِكُمْ مِن أُمورِ الغَيْبِ وأخبارِ الآخرةِ والشرائعِ التي تَتضمَّنُ بيانَ ما يُريدُ اللهُ منا، {إِن أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ} أيْ: قلنا للرسُلِ: إنكم في ذَهابٍ عن الحقِّ وبُعْدٍ عن الصوابِ). [زبدة التفسير: 562]


تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السّعير} أي: لو كانت لنا عقولٌ ننتفع بها أو نسمع ما أنزله اللّه من الحقّ، لما كنّا على ما كنّا عليه من الكفر باللّه والاغترار به، ولكن لم يكن لنا فهمٌ نعي به ما جاءت به الرّسل، ولا كان لنا عقلٌ يرشدنا إلى اتّباعهم، قال اللّه تعالى: {فاعترفوا بذنبهم فسحقًا لأصحاب السّعير} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/178]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَقَالُوا} مُعْتَرِفِينَ بعَدَمِ أَهْلِيَّتِهم للهُدَى والرَّشادِ: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}. فنَفَوْا عن أنفُسِهم طُرُقَ الْهُدَى، وهي السمْعُ لِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وجاءَتْ به الرُّسُلُ، والعقْلُ الذي يَنفَعُ صاحبَه، ويُوقِفُه على حقائقِ الأشياءِ وإيثارِ الخيرِ، والانزجارِ عن كلِّ ما عاقِبَتُه ذَميمةٌ، فلا سَمْعَ لهم ولا عَقْلَ.

وهذا بخِلافِ أهْلِ اليَقينِ والعِرفانِ، وأربابِ الصدْقِ والإيمانِ؛ فإنَّهم أَيَّدُوا إِيمانَهم بالأدِلَّةِ السمعيَّةِ، فسَمِعُوا ما جاءَ مِن عندِ اللَّهِ، وجاءَ به رَسولُ اللَّهِ علْماً ومَعرِفَةً وعَمَلاً.
والأدِلَّةُ العقْلِيَّةُ: الْمَعْرِفَةُ للهُدَى مِن الضلالِ، والحَسَنِ مِن القَبيحِ، والخيرِ مِن الشرِّ.
وهُمْ في الإيمانِ بحسَبِ ما مَنَّ اللَّهُ عليهم به مِن الاقتداءِ بالمعقولِ والمنقولِ، فسُبحانَ مَن يَخْتَصُّ بفَضْلِه مَن يَشاءُ، ويَمُنُّ على مَن يَشاءُ مِن عِبادِه، ويَخْذُلُ مَن لا يَصْلُحُ للخيرِ). [تيسير الكريم الرحمن: 876]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (10-{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} لو كنا نَسمعُ سَمْعَ مَن يَعِي، أو نَعْقِلُ عقْلَ مَن يُمَيِّزُ ويَنظرُ، ما كنا مِن أهلِ النارِ, بل كُنَّا آمَنَّا بما أَنْزَلَ اللهُ واتَّبَعْنَا الرسولَ). [زبدة التفسير: 562]


تفسير قوله تعالى: (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فاعترفوا بذنبهم فسحقًا لأصحاب السّعير}

قال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختريّ الطّائيّ قال: أخبرني من سمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "لن يهلك النّاس حتّى يعذروا من أنفسهم" وفي حديثٍ آخر: "لا يدخل أحدٌ النّار، إلّا وهو يعلم أنّ النّار أولى به من الجنّة"). [تفسير القرآن العظيم: 8/178]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (قالَ تعالى عن هؤلاءِ الداخلِينَ للنارِ الْمُعْتَرِفينَ بظُلْمِهم وعِنادِهم:

(11) {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ}؛ أي: بُعْداً لهم وخَسارةً وشَقاءً؛ فما أَشْقَاهُم وأَرْدَاهُم حيثُ فَاتَهم ثوابُ اللَّهِ، وكانوا مُلازِمِينَ للسَّعِيرِ التي تَسْتَعِرُ في أبدانِهم وتَطَّلِعُ على أفْئِدَتِهِم). [تيسير الكريم الرحمن: 876]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (11-{فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ} الذي استَحَقُّوا به عذابَ النارِ، وهو الكفْرُ وتكذيبُ الأنبياءِ.


{فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ} أي: فبُعْدًا لهم مِن اللهِ ومِن رَحمتِه، أَلْزَمَهم اللهُ تعالى العذابَ بعدَ أنِ اعْتَرَفوا بالذنبِ؛ لأنَّ بذلك تَقومُ عليهم الْحُجَّةُ ولا يَبقَى لهم عُذْرٌ). [زبدة التفسير: 562]


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقول تعالى مخبرًا عمّن يخاف مقام ربّه فيما بينه وبينه إذا كان غائبًا عن النّاس، فينكفّ عن المعاصي ويقوم بالطّاعات، حيث لا يراه أحدٌ إلّا اللّه، بأنّه له مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ، أي: يكفّر عنه ذنوبه، ويجازى بالثّواب الجزيل، كما ثبت في الصّحيحين: "سبعةٌ يظلّهم اللّه تعالى في ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه"، فذكر منهم: "رجلًا دعته امرأةٌ ذات منصبٍ وجمالٍ فقال: إنّي أخاف اللّه، ورجلًا تصدّق بصدقةٍ فأخفاها، حتّى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه".

وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار في مسنده: حدّثنا طالوت بن عبّادٍ، حدّثنا الحارث بن عبيدٍ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ قال: قالوا: يا رسول اللّه، إنّا نكون عندك على حالٍ، فإذا فارقناك كنّا على غيره؟ قال: "كيف أنتم وربّكم؟ " قالوا: اللّه ربّنا في السّرّ والعلانية. قال: "ليس ذلكم النّفاق".

لم يروه عن ثابتٍ إلّا الحارث بن عبيد فيما نعلمه). [تفسير القرآن العظيم: 8/179]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (12) {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} لَمَّا ذَكَرَ حالةَ الأشقياءِ الفُجَّارِ، ذكَرَ حالةَ السُّعَدَاءِ الأبرارِ فقالَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ}؛ أي: في جميعِ أحوالِهم، حتى في الحالةِ التي لا يَطَّلِعُ عليهم فيها إلاَّ اللَّهُ، فلا يُقْدِمُونَ على مَعاصِيهِ، ولا يُقَصِّرُون فيما أمَرَ به.


{لَهُمْ مَغْفِرَةٌ} لذُنوبِهم، وإذا غَفَرَ اللَّهُ ذُنوبَهم وَقَاهُمْ شَرَّها، ووَقاهُم عذابَ الجحيمِ، ولهم أجْرٌ كبيرٌ، وهو ما أَعَدَّه اللَّهُ لهم في الجنَّةِ؛ مِن النعيمِ الْمُقيمِ، والمُلْكِ الكبيرِ, واللَّذَّاتِ الْمُتَواصِلاتِ والْمُشْتَهَيَاتِ، والقُصورِ والمنازلِ العالياتِ، والْحُورِ الْحِسانِ، والخَدَمِ والوِلْدانِ.


وأعظَمُ مِن ذلكَ وأكبرُ رِضَا الرحمنِ الذي يُحِلُّه اللَّهُ على أهْلِ الْجِنانِ). [تيسير الكريم الرحمن: 876]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (12- {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ} أي: يَخشونَ عذابَه ولم يَرَوْهُ، فيُؤمنونَ به خَوفاً مِن عَذابِه.


{لَهُم مَّغْفِرَةٌ} عَظيمةٌ يَغفِرُ اللهُ بها ذُنوبَهم.


{وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} وهو الجنَّةُ). [زبدة التفسير: 562]



* للاستزادة يُنظر: هنا