الدروس
course cover
تفسير سورة القلم[ من الآية (17) إلى الآية (33) ]
18 Jan 2015
18 Jan 2015

17154

0

0

course cover
تفسير جزء تبارك

القسم الأول

تفسير سورة القلم[ من الآية (17) إلى الآية (33) ]
18 Jan 2015
18 Jan 2015

18 Jan 2015

17154

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)}



تفسير قوله تعالى: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (هذا مثل ضربه اللّه تعالى لكفّار قريشٍ فيما أهدى إليهم من الرّحمة العظيمة، وأعطاهم من النّعم الجسيمة، وهو بعثه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم إليهم، فقابلوه بالتّكذيب والرّدّ والمحاربة؛ ولهذا قال: {إنّا بلوناهم} أي: اختبرناهم، {كما بلونا أصحاب الجنّة} وهي البستان المشتمل على أنواع الثمار والفواكه {إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين} أي: حلفوا فيما بينهم ليجذّن ثمرها ليلًا لئلّا يعلم بهم فقيرٌ ولا سائلٌ، ليتوفّر ثمرها عليهم ولا يتصدّقوا منه بشيءٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/195-196]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (17 -33) {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلاَ يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ *} إلى آخِرِ القِصَّةِ.


يقولُ تعالى: إِنَّا بَلَوْنَا هؤلاءِ الْمُكَذِّبينَ بالخيرِ وأَمْهَلْنَاهُم وأَمْدَدْنَاهم بما شِئْنَا مِن مالٍ ووَلَدٍ، وطُولِ عُمُرٍ، ونحوِ ذلك مِمَّا يُوَافِقُ أَهواءَهم, لا لكَرَامَتِهم علَيْنا.


بل ربَّما يَكونُ استِدْرَاجاً لهم مِن حيثُ لا يَشْعُرونَ، فاغْتِرَارُهم بذلك نَظيرُ اغترارِ أصحابِ الجنَّةِ، الذينَ هم فيها شُركاءُ، حينَ زَهَتْ ثِمارُها وأَيْنَعَتْ أشجارُها، وآنَ وَقْتُ صِرَامِها, وجَزَمُوا أنَّها في أَيْدِيهِم وطَوْعُ أمْرِهم، وأنَّه ليسَ ثَمَّ مانِعٌ يَمْنَعُهم منها.


ولهذا أَقْسَمُوا وحَلَفوا مِن غيرِ استثناءٍ أنَّهم سيَصْرِمُونَها؛ أي: يَجُذُّونَها مُصْبِحينَ، ولم يَدْرُوا أنَّ اللَّهَ بالْمِرصادِ، وأنَّ العذابَ سيَخْلُفُهم عليها ويُبَادِرُهم إليها). [تيسير الكريم الرحمن: 880]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (17-{إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ} يَعنِي كُفَّارَ مَكَّةَ، فإنَّ اللهَ ابْتَلاَهُمْ بالجوعِ والقحْطِ بدَعوةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليهم.


{كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ} المعروفَ خَبَرُهم عندَ قُريشٍ، وذلك أنها كانتْ بأرْضِ اليمَنِ على فَرسخينِ مِن صَنعاءَ حديقةٌ لرجُلٍ يُؤَدِّي حَقَّ اللهِ منها، فماتَ وصارَتْ إلى أولادِه، فمَنَعُوا الناسَ خَيْرَها، وبَخِلُوا بحَقِّ اللهِ فيها، وقالوا: المالُ قَليلٌ، والعِيالُ كثيرٌ، ولا يَسَعُنا أنْ نَفعلَ كما كان يَفعلُ أَبُونَا، وعَزَمُوا على حِرمانِ المساكينِ، فصارَتْ عَاقِبَتُهم إلى ما قَصَّ اللهُ في كتابِه، {إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} أيْ: حَلَفُوا أنهم سيَقطعونَ ثَمَرَها عندَ الصباحِ). [زبدة التفسير: 564]


تفسير قوله تعالى: (وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولا يستثنون} أي: فيما حلفوا به. ولهذا حنّثهم اللّه في أيمانهم، فقال: {فطاف عليها طائفٌ من ربّك وهم نائمون} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/196]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (17 -33) {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلاَ يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ *} إلى آخِرِ القِصَّةِ.


يقولُ تعالى: إِنَّا بَلَوْنَا هؤلاءِ الْمُكَذِّبينَ بالخيرِ وأَمْهَلْنَاهُم وأَمْدَدْنَاهم بما شِئْنَا مِن مالٍ ووَلَدٍ، وطُولِ عُمُرٍ، ونحوِ ذلك مِمَّا يُوَافِقُ أَهواءَهم, لا لكَرَامَتِهم علَيْنا.


بل ربَّما يَكونُ استِدْرَاجاً لهم مِن حيثُ لا يَشْعُرونَ، فاغْتِرَارُهم بذلك نَظيرُ اغترارِ أصحابِ الجنَّةِ، الذينَ هم فيها شُركاءُ، حينَ زَهَتْ ثِمارُها وأَيْنَعَتْ أشجارُها، وآنَ وَقْتُ صِرَامِها, وجَزَمُوا أنَّها في أَيْدِيهِم وطَوْعُ أمْرِهم، وأنَّه ليسَ ثَمَّ مانِعٌ يَمْنَعُهم منها.


ولهذا أَقْسَمُوا وحَلَفوا مِن غيرِ استثناءٍ أنَّهم سيَصْرِمُونَها؛ أي: يَجُذُّونَها مُصْبِحينَ، ولم يَدْرُوا أنَّ اللَّهَ بالْمِرصادِ، وأنَّ العذابَ سيَخْلُفُهم عليها ويُبَادِرُهم إليها). [تيسير الكريم الرحمن: 880] (م)

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (18-{وَلاَ يَسْتَثْنُونَ} يعني ولا يَقولونَ: إنْ شاءَ اللهُ. وقِيلَ: المعنى: ولاَ يَستثنونَ للمساكينِ مِن جُملةِ ذلك القَدْرِ الذي كانَ يَدفعُه أَبُوهُم إليهم). [زبدة التفسير: 564]


تفسير قوله تعالى: (فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فطاف عليها طائفٌ من ربّك وهم نائمون} أي: أصابتها آفةٌ سماويّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/196]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ}؛ أي: عذابٌ نَزَلَ عليها ليلاً، {وَهُمْ نَائِمُونَ} فأَبَادَها وأَتْلَفَها). [تيسير الكريم الرحمن: 880]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (19-{فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ} أيْ: طافَ على تلك الجنةِ مِن جِهةِ اللهِ سُبحانَه نارٌأَحْرَقَتْها حتى صارَتْ سَوداءَ). [زبدة التفسير: 564]


تفسير قوله تعالى: (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأصبحت كالصّريم} قال ابن عبّاسٍ: أي كاللّيل الأسود. وقال الثّوريّ، والسّدّيّ: مثل الزّرع إذا حصد، أي هشيمًا يبسًا.


وقال ابن أبي حاتمٍ: ذكر عن أحمد بن الصّبّاح: أنبأنا بشر بن زاذان، عن عمر بن صبحٍ عن ليث بن أبي سليمٍ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن ابن مسعودٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إيّاكم والمعاصي، إنّ العبد ليذنب الذّنب فيحرم به رزقًا قد كان هيّئ له"، ثمّ تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {فطاف عليها طائفٌ من ربّك وهم نائمون (19) فأصبحت كالصّريم} قد حرموا خير جنّتهم بذنبهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/196]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ}؛ أي: كالليلِ المُظْلِمِ، ذَهَبَتِ الأشجارُ والثِّمارُ، هذا وهُم لا يَشْعُرونَ بهذا الواقِعِ الْمُلِمِّ). [تيسير الكريم الرحمن: 880]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (20-{فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} أيْ: كالبُستانِ الذي قد صُرِمَتْ ثِمَارُه, أي: قُطِعَتْ). [زبدة التفسير: 564]

تفسير قوله تعالى: (فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فتنادوا مصبحين} أي: لمّا كان وقت الصّبح نادى بعضهم بعضًا ليذهبوا إلى الجذاذ). [تفسير القرآن العظيم: 8/196]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ولهذا تَنادَوْا فيما بينَهم لَمَّا أصْبَحُوا يقولُ بعضُهم لبعضٍ: {اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 880]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (21-{فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ} لَمَّا أَصْبَحُوا قالَ بعضُهم لبعضٍ). [زبدة التفسير: 564]

تفسير قوله تعالى: (أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين} أي: تريدون الصرام. قال مجاهدٌ: كان حرثهم عنبًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/196]


قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ولهذا تَنادَوْا فيما بينَهم لَمَّا أصْبَحُوا يقولُ بعضُهم لبعضٍ: {اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 880] (م)

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (22-{أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ} اخْرُجُوا مُبَكِّرِينَ في الصباحِ إلى الثمارِ والزرْعِ.


{إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ} أيْ: قاصدينَ للصَّرْمِ). [زبدة التفسير: 564-565]

تفسير قوله تعالى: (فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فانطلقوا وهم يتخافتون} أي: يتناجون فيما بينهم بحيث لا يسمعون أحدًا كلامهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/196]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ فسّر اللّه عالم السّرّ والنّجوى ما كانوا يتخافتون به، فقال: {فانطلقوا وهم يتخافتون (23) أن لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكينٌ} أي: يقول بعضهم لبعضٍ: لا تمكّنوا اليوم فقيرًا يدخلها عليكم! ). [تفسير القرآن العظيم: 8/196]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَانْطَلَقُوا} قَاصِدينَ له.


{وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ} فيما بينَهم، ولكنْ بِمَنْعِ حقِّ اللَّهِ ويقولونَ: {لاَ يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ}؛ أي: بَكِّرُوا قبلَ انتشارِ الناسِ. وتَوَاصَوْا معَ ذلك، بِمَنْعِ الفُقَراءِ والمساكينِ.


ومِن شِدَّةِ حِرْصِهم وبُخْلِهم، أنَّهم يَتَخَافَتُونَ بهذا الكلامِ مُخافَتَةً؛ خَوفاً أنْ يَسْمَعَهم أحَدٌ، فيُخبِرَ الفقراءَ). [تيسير الكريم الرحمن: 880]

تفسير قوله تعالى: (أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ فسّر اللّه عالم السّرّ والنّجوى ما كانوا يتخافتون به، فقال: {فانطلقوا وهم يتخافتون (23) أن لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكينٌ} أي: يقول بعضهم لبعضٍ: لا تمكّنوا اليوم فقيرًا يدخلها عليكم! ). [تفسير القرآن العظيم: 8/196] (م)

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({لاَ يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ}؛ أي: بَكِّرُوا قبلَ انتشارِ الناسِ. وتَوَاصَوْا معَ ذلك، بِمَنْعِ الفُقَراءِ والمساكينِ.


ومِن شِدَّةِ حِرْصِهم وبُخْلِهم، أنَّهم يَتَخَافَتُونَ بهذا الكلامِ مُخافَتَةً؛ خَوفاً أنْ يَسْمَعَهم أحَدٌ، فيُخبِرَ الفقراءَ). [تيسير الكريم الرحمن: 880] (م)

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (24-{أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ} يُسِرُّ بعضُهم إلى بعضٍ هذا القولَ، وهو قولُهم: لا يَدخلُ هذه الجنَّةَ اليومَ عليكم مِسكينٌ فيَطْلُبَ منكم أنْ تُعطوه منها ما كانَ يُعطيهِ أبوكم). [زبدة التفسير: 565]


تفسير قوله تعالى: (وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {وغدوا على حردٍ} أي: قوّةٍ وشدّةٍ. وقال مجاهدٌ: {وغدوا على حردٍ} أي: جدٍّ وقال عكرمة: غيظٍ. وقال الشّعبيّ: {على حردٍ} على المساكين. وقال السّدّيّ: {على حردٍ} أي: كان اسم قريتهم حرد. فأبعد السّدّيّ في قوله هذا!


{قادرين} أي: عليها فيما يزعمون ويرومون). [تفسير القرآن العظيم: 8/196]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَغَدَوْا} في هذه الحالةِ الشَّنيعةِ والقَسوةِ، وعَدَمِ الرحمةِ {عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ}؛ أي: على إِمساكٍ ومَنْعٍ لِحَقِّ اللَّهِ، جَازمِينَ بقُدْرَتِهم عليها). [تيسير الكريم الرحمن: 880]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (25-{وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ} أيْ: انْطَلَقوا منْفَرِدِينَ عن قَوْمِهم غيرَ مُخَالِطِينَ لهم.


{قَادِرِينَ} على جَنَّتِهِم عندَ أنفُسِهم). [زبدة التفسير: 565]


تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلمّا رأوها قالوا إنّا لضالّون} أي: فلمّا وصلوا إليها وأشرفوا عليها، وهي على الحالة الّتي قال اللّه، عزّ وجلّ، قد استحالت عن تلك النّضارة والزّهرة وكثرة الثّمار إلى أن صارت سوداء مدلهمّة، لا ينتفع بشيءٍ منها، فاعتقدوا أنّهم قد أخطئوا الطّريق؛ ولهذا قالوا: {إنّا لضالّون} أي: قد سلكنا إليها غير الطّريق فتهنا عنها. قاله ابن عبّاسٍ وغيره). [تفسير القرآن العظيم: 8/196]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَلَمَّا رَأَوْهَا} على الوصْفِ الذي ذَكَرَ اللَّهُ كالصَّريمِ {قَالُوا} مِن الحَيْرَةِ والانزعاجِ: {إِنَّا لَضَالُّونَ}؛ أي: تائِهونَ عنها، لعَلَّها غيرُها.


فلَمَّا تَحَقَّقُوها ورَجَعَتْ إليهم عقولُهم قالوا: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} ). [تيسير الكريم الرحمن: 880]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (26-{فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ} أيْ: قالَ بعضُهم لبعضٍ: قد ضَلَلْنا طريقَ جَنَّتِنا وليسَتْ هذه). [زبدة التفسير: 565]


تفسير قوله تعالى: (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ رجعوا عمّا كانوا فيه، وتيقّنوا أنّها هي فقالوا: {بل نحن محرومون} أي: بل هذه هي، ولكن نحن لا حظّ لنا ولا نصيب). [تفسير القرآن العظيم: 8/196]


قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} منها، فعَرَفوا حينَئذٍ أنَّه عُقوبةٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 880]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (ثم لَمَّا تَأَمَّلُوا وعَلِمُوا أنها جنَّتُهم، وأنَّ اللهَ سُبحانَه قد عاقَبَهم بإذهابِ ما فيها مِن الثمرةِ والزرْعِ قالوا:


27-{بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} أيْ: حَرَمَنا اللهُ ثَمَرَ جَنَّتِنا بسببِ ما وَقَعَ منا مِن العزْمِ على مَنْعِ المساكينِ مِن خَيْرِها). [زبدة التفسير: 565]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال أوسطهم} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وسعيد بن جبيرٍ، وعكرمة، ومحمّد بن كعبٍ، والرّبيع بن أنسٍ، والضّحّاك، وقتادة: أي: أعدلهم وخيرهم: {ألم أقل لكم لولا تسبّحون} ! قال مجاهدٌ، والسّدّيّ، وابن جريجٍ: {لولا تسبّحون} أي: لولا تستثنون. قال السّدّيّ: وكان استثناؤهم في ذلك الزمان تسبيحًا.


وقال ابن جريجٍ: هو قول القائل: إن شاء اللّه. وقيل: معناه: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبّحون} أي: هلّا تسبّحون اللّه وتشكرونه على ما أعطاكم وأنعم به عليكم). [تفسير القرآن العظيم: 8/196-197]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (فـ {قَالَ أَوْسَطُهُمْ}؛ أي: أعْدَلُهم وأَحْسَنُهم طَريقةً: {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ}؛ أي: تُنَزِّهُونَ اللَّهَ عمَّا لا يَلِيقُ به.


ومِن ذلكَ ظَنُّكُم أنَّ قُدرَتَكم مُستَقِلَّةٌ، فلولا اسْتَثْنَيْتُم فقُلْتُمْ: إنْ شاءَ اللَّهُ. وجَعَلْتُم مَشيئَتَكم تابعةً لِمَشيئةِ اللَّهِ، جَرَى عليكم ما جَرَى، فقالوا: {سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 880]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (28-{قَالَ أَوْسَطُهُمْ} أيْ: أمْثَلُهم وأَعْقَلُهم وخَيْرُهم:


{أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ} أيْ: أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ: إنَّ فِعْلَكم هذا مِن مَنْعِكم المساكينَ حقَّهُم ظُلْمٌ؟


فهلا تُسَبِّحُونَ اللهَ الآنَ بعدَ أنْ تَيَقَّنتُمْ أنه بالْمِرصادِ للظالمينَ, وتَسْتَغْفِرونَ اللهَ مِن فِعْلِكم وتَتوبونَ إليه مِن هذه النِّيَّةِ التي عَزَمْتُم عليها! ). [زبدة التفسير: 565]


تفسير قوله تعالى: (قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا سبحان ربّنا إنّا كنّا ظالمين} أتوا بالطّاعة حيث لا تنفع، وندموا واعترفوا حيث لا ينجع؛ ولهذا قالوا: {إنّا كنّا ظالمين} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/197]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (فقالوا: {سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}؛ أي: استَدْرَكوا بعدَ ذلك، ولكنْ بعدَما وَقَعَ العذابُ على جَنَّتِهم؛ الذي لا يُرفَعُ.


ولكنْ لعلَّ تَسبيحَهم هذا وإقرارَهم على أَنْفُسِهم بالظلْمِ يَنْفَعُهم في تخفيفِ الإثْمِ، ويكونُ توبةً؛ ولهذا نَدِمُوا نَدامةً عَظيمةً). [تيسير الكريم الرحمن: 880]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (29-{قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} أيْ: تَنزيهًا له عن أنْ يكونَ ظالِماً فيما صَنَعَ بِجَنَّتِنا، فإنَّ ذلك بسببِ ذَنْبِنا الذي فَعَلْنَاهُ في مَنْعِنا للمَساكينِ). [زبدة التفسير: 565]


تفسير قوله تعالى: (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأقبل بعضهم على بعضٍ يتلاومون} أي: يلوم بعضهم بعضًا على ما كانوا أصرّوا عليه من منع المساكين من حقّ الجذاذ، فما كان جواب بعضهم لبعضٍ إلّا الاعتراف بالخطيئة والذّنب). [تفسير القرآن العظيم: 8/197]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ} فيما أَجْرَوْهُ وفَعَلُوه). [تيسير الكريم الرحمن: 880]


تفسير قوله تعالى: (قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا يا ويلنا إنّا كنّا طاغين} أي: اعتدينا وبغينا وطغينا وجاوزنا الحدّ حتّى أصابنا ما أصابنا). [تفسير القرآن العظيم: 8/197]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ}؛ أي: متَجَاوِزِينَ للحَدِّ في حَقِّ اللَّهِ وحَقِّ عِبادِه). [تيسير الكريم الرحمن: 880]


تفسير قوله تعالى: (عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({عسى ربّنا أن يبدلنا خيرًا منها إنّا إلى ربّنا راغبون} قيل: رغبوا في بذلها لهم في الدّنيا. وقيل: احتسبوا ثوابها في الدّار الآخرة، واللّه أعلم.
ثمّ قد ذكر بعض السّلف أنّ هؤلاء قد كانوا من أهل اليمن -قال سعيد بن جبيرٍ: كانوا من قريةٍ يقال لها ضروان على ستّة أميالٍ من صنعاء. وقيل: كانوا من أهل الحبشة-وكان أبوهم قد خلّف لهم هذه الجنّة، وكانوا من أهل الكتاب، وقد كان أبوهم يسير فيها سيرةً حسنةً، فكان ما استغلّه منها يردّ فيها ما يحتاج إليها ويدّخر لعياله قوت سنتهم، ويتصدّق بالفاضل. فلمّا مات ورثه بنوه، قالوا: لقد كان أبونا أحمق إذ كان يصرف من هذه شيئًا للفقراء، ولو أنّا منعناهم لتوفّر ذلك علينا. فلمّا عزموا على ذلك عوقبوا بنقيض قصدهم، فأذهب اللّه ما بأيديهم بالكلية، رأس المال الربح والصّدقة، فلم يبق لهم شيءٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/197]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْراً مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ} فهم رَجَوُا اللَّهَ أنْ يُبْدِلَهم خيراً منها، ووَعَدُوا أنَّهم سيَرْغَبونَ إلى اللَّهِ، ويُلِحُّونَ عليه في الدنيا، فإنْ كانوا كما قالوا فالظاهِرُ أنَّ اللَّهَ أَبْدَلَهم في الدنيا خَيراً منها؛ لأنًّ مَن دَعَا اللَّهَ صادِقاً ورَغِبَ إليه ورَجاهُ ـ أَعطاهُ سُؤْلَهُ). [تيسير الكريم الرحمن: 880]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (32- {إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ} أيْ: طالِبونَ منه الخيرَ راجونَ لعَفْوِه). [زبدة التفسير: 565]


تفسير قوله تعالى: (كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {كذلك العذاب} أي: هكذا عذاب من خالف أمر اللّه، وبخل بما آتاه اللّه وأنعم به عليه، ومنع حقّ المسكين والفقراء وذوي الحاجات، وبدّل نعمة اللّه كفرًا {ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون} أي: هذه عقوبة الدّنيا كما سمعتم، وعذاب الآخرة أشقّ. وقد ورد في حديثٍ رواه الحافظ البيهقيّ من طريق جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليٍّ بن أبي طالبٍ، عن أبيه، عن جدّه؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى عن الجداد باللّيل، والحصاد باللّيل). [تفسير القرآن العظيم: 8/197]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (قالَ تعالى مُبَيِّناً ما وَقَعَ: {كَذَلِكَ الْعَذَابُ}؛ أي: الدُّنْيَوِيُّ لِمَنْ أتَى بأسبابِ العذابِ، أنْ يَسلُبَ اللَّهُ العَبدَ الشيءَ الذي طَغَى به وبَغَى، وآثَرَ الحياةَ الدنيا، وأنْ يُزِيلَه عنه أحْوَجَ ما يكونُ إليه.


{وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ} مِن عذابِ الدنيا {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}؛ فإنَّ مَن عَلِمَ ذلك, أَوْجَبَ له الانزجارَ عن كُلِّ سَببٍ يُوجِبُ العذابَ ويُحِلُّ العِقابَ). [تيسير الكريم الرحمن: 880]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (33-{كَذَلِكَ الْعَذَابُ} أيْ: مِثلُ ذلك العذابِ الذي بَلَوْنَاهم به نَبْلُو أهلَ مَكَّةَ بعذابِ الدنيا، {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} أيْ: أَشَدُّ وأَعْظَمُ لو كان الْمُشْرِكونَ يَعلمونَ أنه كذلك، ولكنهم لا يَعلمونَ). [زبدة التفسير: 565]



* للاستزادة ينظر: هنا