19 Jan 2015
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41) يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (لمّا
ذكر [اللّه] تعالى حال أهل الجنّة الدّنيويّة، وما أصابهم فيها من النّقمة
حين عصوا اللّه، عزّ وجلّ، وخالفوا أمره، بيّن أنّ لمن اتّقاه وأطاعه في
الدّار الآخرة جنّات النّعيم الّتي لا تبيد ولا تفرغ ولا ينقضي نعيمها). [تفسير القرآن العظيم: 8/198] قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (34 -41) {إِنَّ
لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * أَفَنَجْعَلُ
الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ
لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ
* أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ *
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا
صَادِقِينَ *}.
يُخْبِرُ تعالى بما أَعَدَّه للمُتَّقِينَ للكُفْرِ والمعاصي، مِن أنواعِ
النعيمِ والعَيْشِ السَّليمِ في جِوارِ أكْرَمِ الأَكْرَمِينَ، وأنَّ
حِكمتَه تعالى لا تَقْتَضِي أنْ يَجْعَلَ المُسلمِينَ القانتينَ لرَبِّهم
المنقادِينَ لأَوَامِرِه، الْمُتَّبِعِينَ لِمَرَاضِيهِ كالْمُجْرِمِينَ
الذين أَوْضَعُوا في مَعاصِيهِ, والكفْرِ بآياتِه, ومُعانَدَةِ رُسُلِه،
ومُحارَبَةِ أوليائِه.
وأنَّ مَن ظَنَّ أنَّه يُسَوِّيهِم في الثوابِ،
فإنَّه قدْ أَساءَ الحُكْمَ، وأنَّ حُكْمَه حُكْمٌ باطلٌ، ورأيَه فاسِدٌ،
وأنَّ الْمُجْرِمِينَ إذَا ادَّعَوْا ذلك فليسَ لهم مُستنَدٌ، لا كتابَ فيه
يَدْرُسونَ ويَتْلُونَ أنَّهم مِن أهْلِ الجنَّةِ، وأنَّ لهم ما طَلَبُوا
وتَخَيَّرُوا.
وليسَ لهم عندَ اللَّهِ عَهْدٌ ويمينٌ بالغةٌ
إلى يومِ القِيامةِ أنَّ لهم ما يَحْكُمُونَ، وليسَ لهم شُركاءُ وأَعوانٌ
على إِدراكِ ما طَلَبُوا، فإنْ كانَ لهم شُركاءُ وأَعوانٌ فلْيَأْتُوا بهم
إنْ كانوا صادقِينَ.
ومِن المعلومِ أنَّ جَمِيعَ ذلك مُنْتَفٍ،
فليسَ لهم كتابٌ ولا لهم عَهْدٌ عندَ اللَّهِ في النجاةِ، ولا لهم شُركاءُ
يُعيِنُونَهم، فعُلِمَ أنَّ دَعْوَاهم باطلةٌ فاسدةٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 880-881] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ
قال: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين}؟ أي: أفنساوي بين هؤلاء وهؤلاء في
الجزاء؟ كلّا وربّ الأرض والسّماء؛ ولهذا قال {ما لكم كيف تحكمون} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/198] قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (34 -41) {إِنَّ
لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * أَفَنَجْعَلُ
الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ
لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ
* أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ *
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا
صَادِقِينَ *}.
يُخْبِرُ تعالى بما أَعَدَّه للمُتَّقِينَ للكُفْرِ والمعاصي، مِن أنواعِ
النعيمِ والعَيْشِ السَّليمِ في جِوارِ أكْرَمِ الأَكْرَمِينَ، وأنَّ
حِكمتَه تعالى لا تَقْتَضِي أنْ يَجْعَلَ المُسلمِينَ القانتينَ لرَبِّهم
المنقادِينَ لأَوَامِرِه، الْمُتَّبِعِينَ لِمَرَاضِيهِ كالْمُجْرِمِينَ
الذين أَوْضَعُوا في مَعاصِيهِ, والكفْرِ بآياتِه, ومُعانَدَةِ رُسُلِه،
ومُحارَبَةِ أوليائِه.
وأنَّ مَن ظَنَّ أنَّه يُسَوِّيهِم في الثوابِ،
فإنَّه قدْ أَساءَ الحُكْمَ، وأنَّ حُكْمَه حُكْمٌ باطلٌ، ورأيَه فاسِدٌ،
وأنَّ الْمُجْرِمِينَ إذَا ادَّعَوْا ذلك فليسَ لهم مُستنَدٌ، لا كتابَ فيه
يَدْرُسونَ ويَتْلُونَ أنَّهم مِن أهْلِ الجنَّةِ، وأنَّ لهم ما طَلَبُوا
وتَخَيَّرُوا.
وليسَ لهم عندَ اللَّهِ عَهْدٌ ويمينٌ بالغةٌ
إلى يومِ القِيامةِ أنَّ لهم ما يَحْكُمُونَ، وليسَ لهم شُركاءُ وأَعوانٌ
على إِدراكِ ما طَلَبُوا، فإنْ كانَ لهم شُركاءُ وأَعوانٌ فلْيَأْتُوا بهم
إنْ كانوا صادقِينَ.
ومِن المعلومِ أنَّ جَمِيعَ ذلك مُنْتَفٍ،
فليسَ لهم كتابٌ ولا لهم عَهْدٌ عندَ اللَّهِ في النجاةِ، ولا لهم شُركاءُ
يُعيِنُونَهم، فعُلِمَ أنَّ دَعْوَاهم باطلةٌ فاسدةٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 880-881] (م) قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (35-{أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ}
كانَ صَناديدُ كُفَّارِ قُريشٍ قالوا: إنْ صَحَّ ما يَزْعُمُه محمَّدٌ لم
يَكنْ حالُنا وحالُ المسلمينَ إلاَّ مِثلَ ما هي في الدنيا،فيكونُ لنا في
الآخِرةِ مثلُ ما لهم مِن نَعيمِ الجنَّةِ. فيُخْبِرُ اللهُ تعالى أنه ليس
مِن العدْلِ التسويةُ بينَ مَن يَلتزِمُ بطاعتِه وبينَ مَن هو فاجِرٌ
مُجْرِمٌ لا يُبَالِي بِمَعصِيَتِه). [زبدة التفسير: 565] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ما لكم كيف تحكمون}! أي: كيف تظنّون ذلك؟). [تفسير القرآن العظيم: 8/198] قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (34 -41) {إِنَّ
لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * أَفَنَجْعَلُ
الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ
لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ
* أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ *
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا
صَادِقِينَ *}.
يُخْبِرُ تعالى بما أَعَدَّه للمُتَّقِينَ للكُفْرِ والمعاصي، مِن أنواعِ
النعيمِ والعَيْشِ السَّليمِ في جِوارِ أكْرَمِ الأَكْرَمِينَ، وأنَّ
حِكمتَه تعالى لا تَقْتَضِي أنْ يَجْعَلَ المُسلمِينَ القانتينَ لرَبِّهم
المنقادِينَ لأَوَامِرِه، الْمُتَّبِعِينَ لِمَرَاضِيهِ كالْمُجْرِمِينَ
الذين أَوْضَعُوا في مَعاصِيهِ, والكفْرِ بآياتِه, ومُعانَدَةِ رُسُلِه،
ومُحارَبَةِ أوليائِه.
وأنَّ مَن ظَنَّ أنَّه يُسَوِّيهِم في الثوابِ،
فإنَّه قدْ أَساءَ الحُكْمَ، وأنَّ حُكْمَه حُكْمٌ باطلٌ، ورأيَه فاسِدٌ،
وأنَّ الْمُجْرِمِينَ إذَا ادَّعَوْا ذلك فليسَ لهم مُستنَدٌ، لا كتابَ فيه
يَدْرُسونَ ويَتْلُونَ أنَّهم مِن أهْلِ الجنَّةِ، وأنَّ لهم ما طَلَبُوا
وتَخَيَّرُوا.
وليسَ لهم عندَ اللَّهِ عَهْدٌ ويمينٌ بالغةٌ
إلى يومِ القِيامةِ أنَّ لهم ما يَحْكُمُونَ، وليسَ لهم شُركاءُ وأَعوانٌ
على إِدراكِ ما طَلَبُوا، فإنْ كانَ لهم شُركاءُ وأَعوانٌ فلْيَأْتُوا بهم
إنْ كانوا صادقِينَ.
ومِن المعلومِ أنَّ جَمِيعَ ذلك مُنْتَفٍ،
فليسَ لهم كتابٌ ولا لهم عَهْدٌ عندَ اللَّهِ في النجاةِ، ولا لهم شُركاءُ
يُعيِنُونَهم، فعُلِمَ أنَّ دَعْوَاهم باطلةٌ فاسدةٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 880-881] (م) قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (36-{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} هذا الحكْمَ الأَعْوَجَ، كأنَّ أَمْرَ الجزاءِ مُفَوَّضٌ إليكم). [زبدة التفسير: 565] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ
قال: {أم لكم كتابٌ فيه تدرسون (37) إنّ لكم فيه لما تخيّرون} يقول:
أفبأيديكم كتابٌ منزّلٌ من السّماء تدرسونه وتحفظونه وتتداولونه بنقل الخلف
عن السّلف، متضمن حكمًا مؤكّدًا كما تدّعونه؟). [تفسير القرآن العظيم: 8/198] قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (34 -41) {إِنَّ
لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * أَفَنَجْعَلُ
الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ
لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ
* أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ *
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا
صَادِقِينَ *}.
يُخْبِرُ تعالى بما أَعَدَّه للمُتَّقِينَ للكُفْرِ والمعاصي، مِن أنواعِ
النعيمِ والعَيْشِ السَّليمِ في جِوارِ أكْرَمِ الأَكْرَمِينَ، وأنَّ
حِكمتَه تعالى لا تَقْتَضِي أنْ يَجْعَلَ المُسلمِينَ القانتينَ لرَبِّهم
المنقادِينَ لأَوَامِرِه، الْمُتَّبِعِينَ لِمَرَاضِيهِ كالْمُجْرِمِينَ
الذين أَوْضَعُوا في مَعاصِيهِ, والكفْرِ بآياتِه, ومُعانَدَةِ رُسُلِه،
ومُحارَبَةِ أوليائِه.
وأنَّ مَن ظَنَّ أنَّه يُسَوِّيهِم في الثوابِ،
فإنَّه قدْ أَساءَ الحُكْمَ، وأنَّ حُكْمَه حُكْمٌ باطلٌ، ورأيَه فاسِدٌ،
وأنَّ الْمُجْرِمِينَ إذَا ادَّعَوْا ذلك فليسَ لهم مُستنَدٌ، لا كتابَ فيه
يَدْرُسونَ ويَتْلُونَ أنَّهم مِن أهْلِ الجنَّةِ، وأنَّ لهم ما طَلَبُوا
وتَخَيَّرُوا.
وليسَ لهم عندَ اللَّهِ عَهْدٌ ويمينٌ بالغةٌ
إلى يومِ القِيامةِ أنَّ لهم ما يَحْكُمُونَ، وليسَ لهم شُركاءُ وأَعوانٌ
على إِدراكِ ما طَلَبُوا، فإنْ كانَ لهم شُركاءُ وأَعوانٌ فلْيَأْتُوا بهم
إنْ كانوا صادقِينَ.
ومِن المعلومِ أنَّ جَمِيعَ ذلك مُنْتَفٍ،
فليسَ لهم كتابٌ ولا لهم عَهْدٌ عندَ اللَّهِ في النجاةِ، ولا لهم شُركاءُ
يُعيِنُونَهم، فعُلِمَ أنَّ دَعْوَاهم باطلةٌ فاسدةٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 880-881] (م) قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (37-{أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ} أيْ: تَقرؤونَ فيه فتَجِدونَ الْمُطيعَ كَالْعَاصِي؟). [زبدة التفسير: 565] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ
قال: {أم لكم كتابٌ فيه تدرسون (37) إنّ لكم فيه لما تخيّرون} يقول:
أفبأيديكم كتابٌ منزّلٌ من السّماء تدرسونه وتحفظونه وتتداولونه بنقل الخلف
عن السّلف، متضمن حكمًا مؤكّدًا كما تدّعونه؟). [تفسير القرآن العظيم: 8/198] (م) قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (34 -41) {إِنَّ
لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * أَفَنَجْعَلُ
الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ
لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ
* أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ *
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا
صَادِقِينَ *}.
يُخْبِرُ تعالى بما أَعَدَّه للمُتَّقِينَ للكُفْرِ والمعاصي، مِن أنواعِ
النعيمِ والعَيْشِ السَّليمِ في جِوارِ أكْرَمِ الأَكْرَمِينَ، وأنَّ
حِكمتَه تعالى لا تَقْتَضِي أنْ يَجْعَلَ المُسلمِينَ القانتينَ لرَبِّهم
المنقادِينَ لأَوَامِرِه، الْمُتَّبِعِينَ لِمَرَاضِيهِ كالْمُجْرِمِينَ
الذين أَوْضَعُوا في مَعاصِيهِ, والكفْرِ بآياتِه, ومُعانَدَةِ رُسُلِه،
ومُحارَبَةِ أوليائِه.
وأنَّ مَن ظَنَّ أنَّه يُسَوِّيهِم في الثوابِ،
فإنَّه قدْ أَساءَ الحُكْمَ، وأنَّ حُكْمَه حُكْمٌ باطلٌ، ورأيَه فاسِدٌ،
وأنَّ الْمُجْرِمِينَ إذَا ادَّعَوْا ذلك فليسَ لهم مُستنَدٌ، لا كتابَ فيه
يَدْرُسونَ ويَتْلُونَ أنَّهم مِن أهْلِ الجنَّةِ، وأنَّ لهم ما طَلَبُوا
وتَخَيَّرُوا.
وليسَ لهم عندَ اللَّهِ عَهْدٌ ويمينٌ بالغةٌ
إلى يومِ القِيامةِ أنَّ لهم ما يَحْكُمُونَ، وليسَ لهم شُركاءُ وأَعوانٌ
على إِدراكِ ما طَلَبُوا، فإنْ كانَ لهم شُركاءُ وأَعوانٌ فلْيَأْتُوا بهم
إنْ كانوا صادقِينَ.
ومِن المعلومِ أنَّ جَمِيعَ ذلك مُنْتَفٍ،
فليسَ لهم كتابٌ ولا لهم عَهْدٌ عندَ اللَّهِ في النجاةِ، ولا لهم شُركاءُ
يُعيِنُونَهم، فعُلِمَ أنَّ دَعْوَاهم باطلةٌ فاسدةٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 880-881] (م) قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (38-{إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ} أيْ: هل في ذلك الكتابِ أنَّ لكم في الآخرةِ ما تَختارونَ وتَشتهونَ؟). [زبدة التفسير: 565] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ
لكم فيه لما تخيّرون (38) أم لكم أيمانٌ علينا بالغةٌ إلى يوم القيامة إنّ
لكم لما تحكمون} أي: أمعكم عهودٌ منّا ومواثيق مؤكّدةٌ، {إنّ لكم لما
تحكمون} أي: إنّه سيحصل لكم ما تريدون وتشتهون). [تفسير القرآن العظيم: 8/198] قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (34 -41) {إِنَّ
لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * أَفَنَجْعَلُ
الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ
لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ
* أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ *
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا
صَادِقِينَ *}.
يُخْبِرُ تعالى بما أَعَدَّه للمُتَّقِينَ للكُفْرِ والمعاصي، مِن أنواعِ
النعيمِ والعَيْشِ السَّليمِ في جِوارِ أكْرَمِ الأَكْرَمِينَ، وأنَّ
حِكمتَه تعالى لا تَقْتَضِي أنْ يَجْعَلَ المُسلمِينَ القانتينَ لرَبِّهم
المنقادِينَ لأَوَامِرِه، الْمُتَّبِعِينَ لِمَرَاضِيهِ كالْمُجْرِمِينَ
الذين أَوْضَعُوا في مَعاصِيهِ, والكفْرِ بآياتِه, ومُعانَدَةِ رُسُلِه،
ومُحارَبَةِ أوليائِه.
وأنَّ مَن ظَنَّ أنَّه يُسَوِّيهِم في الثوابِ،
فإنَّه قدْ أَساءَ الحُكْمَ، وأنَّ حُكْمَه حُكْمٌ باطلٌ، ورأيَه فاسِدٌ،
وأنَّ الْمُجْرِمِينَ إذَا ادَّعَوْا ذلك فليسَ لهم مُستنَدٌ، لا كتابَ فيه
يَدْرُسونَ ويَتْلُونَ أنَّهم مِن أهْلِ الجنَّةِ، وأنَّ لهم ما طَلَبُوا
وتَخَيَّرُوا.
وليسَ لهم عندَ اللَّهِ عَهْدٌ ويمينٌ بالغةٌ
إلى يومِ القِيامةِ أنَّ لهم ما يَحْكُمُونَ، وليسَ لهم شُركاءُ وأَعوانٌ
على إِدراكِ ما طَلَبُوا، فإنْ كانَ لهم شُركاءُ وأَعوانٌ فلْيَأْتُوا بهم
إنْ كانوا صادقِينَ.
ومِن المعلومِ أنَّ جَمِيعَ ذلك مُنْتَفٍ،
فليسَ لهم كتابٌ ولا لهم عَهْدٌ عندَ اللَّهِ في النجاةِ، ولا لهم شُركاءُ
يُعيِنُونَهم، فعُلِمَ أنَّ دَعْوَاهم باطلةٌ فاسدةٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 880-881] (م) قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (39-{أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ}
المعنى: بل أَلَكُمْ عهْدٌ عندَ اللهِ حلَفَ لكم عليه أَيماناً
استَوْثَقْتُم بها في أنْ يُدْخِلَكم الجنَّةَ، ثابتةً لكم إلى يومِ
القِيامةِ لا يَخْرُجُ عن عُهْدَتِها حتى يَجعلَ لكم حُكْمَكم يومئذٍ؟). [زبدة التفسير: 565] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {سلهم أيّهم بذلك زعيمٌ}؟ أي: قل لهم: من هو المتضمّن المتكفّل بهذا؟). [تفسير القرآن العظيم: 8/198] قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وقولُه: {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ}؛ أي: أَيُّهُم الكَفِيلُ بهذهِ الدَّعْوَى الفاسدةِ؛ فإِنَّه لا يُمْكِنُ التَّصَدُّرُ بها، ولا الزَّعامَةُ فيها). [تيسير الكريم الرحمن: 881] قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (40-{سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ} أيْ: سَلْ يا محمَّدُ الكُفَّارَ مُوَبِّخاً لهم ومُقَرِّعاً: أيُّهم بذلك كَفِيلٌ لهم بأنَّ لهم في الآخرةِ ما للمسلمينَ فيها؟). [زبدة التفسير: 565] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أم لهم شركاء} أي: من الأصنام والأنداد، {فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين}). [تفسير القرآن العظيم: 8/198] قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (41-{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِن كَانُوا صَادِقِينَ} المعنى: بل أَلَهُمْ شُركاءُ للهِ بزَعْمِهم قَادرونَ على أنْ يَجْعَلُوهم مِثلَ المسلمينَ في الآخِرةِ؟). [زبدة التفسير: 565] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (لمّا
ذكر تعالى أنّ للمتّقين عنده جنّات النّعيم، بيّن متى ذلك كائنٌ وواقعٌ،
فقال: {يوم يكشف عن ساقٍ ويدعون إلى السّجود فلا يستطيعون} يعني: يوم
القيامة وما يكون فيه من الأهوال والزّلازل والبلاء والامتحان والأمور
العظام. وقد قال البخاريّ هاهنا:
حدّثنا آدم، حدّثنا اللّيث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن زيد
بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: سمعت النّبيّ صلّى
اللّه عليه وسلّم يقول: "يكشف ربّنا عن ساقه، فيسجد له كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ،
ويبقى من كان يسجد في الدّنيا رياءً وسمعةً، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقًا
واحدًا".
وهذا الحديث مخرّجٌ في الصّحيحين وفي غيرهما من طرقٍ وله ألفاظٌ، وهو حديثٌ طويلٌ مشهورٌ.
وقد قال عبد اللّه بن المبارك، عن أسامة بن زيدٍ، عن عكرمة، عن ابن عباس: {يوم يكشف عن ساقٍ}
قال: هو يوم كرب وشدّةٍ. رواه ابن جريرٍ ثمّ قال: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا
مهران، عن سفيان، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن ابن مسعودٍ -أو: ابن عبّاسٍ،
الشّكّ من ابن جريرٍ-: {يوم يكشف عن ساقٍ} قال: عن أمرٍ عظيمٍ، كقول
الشّاعر:
وقامت الحرب بنا عن ساقٍ
وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ: {يوم يكشف عن ساقٍ} قال: شدّة الأمر
وقال ابن عبّاسٍ: هي أوّل ساعةٍ تكون في يوم القيامة.
وقال ابن جريح، عن مجاهدٍ: {يوم يكشف عن ساقٍ} قال: شدّة الأمر وجدّه.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: {يوم يكشف عن ساقٍ} هو الأمر الشّديد المفظع من الهول يوم القيامة.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ قوله: {يوم يكشف عن ساقٍ} يقول: حين يكشف
الأمر وتبدو الأعمال. وكشفه دخول الآخرة، وكشف الأمر عنه. وكذا روى
الضّحّاك وغيره عن ابن عبّاسٍ. أورد ذلك كلّه أبو جعفر بن جريرٍ ثمّ قال:
حدّثني أبو زيدٍ عمر بن شبّة، حدّثنا هارون بن عمر المخزوميّ، حدّثنا
الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا أبو سعيدٍ روح بن جناحٍ، عن مولًى لعمر بن عبد
العزيز، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه
وسلّم قال: {يوم يكشف عن ساقٍ} قال: "عن نورٍ عظيمٍ، يخرّون له سجّدًا".
ورواه أبو يعلى، عن القاسم بن يحيى، عن الوليد بن مسلمٍ، به وفيه رجل مبهم فالله أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/198-199] قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (42 -43) {يَوْمَ
يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ *
خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ
إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ *}؛ أي:
إذا كانَ يومُ القيامةِ، وانْكَشَفَ فيه مِن القَلاقلِ والزلازلِ والأهوالِ
ما لا يَدْخُلُ تحتَ الوَهْمِ، وأتَى البارِي لفَصْلِ القضاءِ بينَ
عِبادِه ومُجازاتِهم، فكَشَفَ عن ساقِه الكريمةِ التي لا يُشْبِهُها شيءٌ،
ورَأَى الخلائقُ مِن جلالِ اللَّهِ وعَظَمَتِه ما لا يُمْكِنُ التعبيرُ عنه
ـ فحينَئذٍ يُدْعَوْنَ إلى السجودِ للهِ، فيَسْجُدُ المؤمنونَ الذين كانوا
يَسْجُدُونَ للهِ طَوْعاً واختياراً، ويَذهَبُ الفُجَّارُ والمنافقونَ
ليَسْجُدوا فلا يَقْدِرونَ على السجودِ، وتكونُ ظُهورُهم كصَيَاصِي
البَقَرِ، لا يَسْتَطِيعُونَ الانحناءَ.
وهذا الجزاءُ مِن جِنْسِ عمَلِهم؛ فإِنَّهم
كانوا يُدْعَوْنَ في الدنيا إلى السجودِ للهِ وتَوحيدِه وعِبادتِه وهم
سالِمُونَ لا عِلَّةَ فيهم فيَسْتَكْبِرُونَ عن ذلك ويَأْبَوْنَ، فلا
تَسْأَلْ يَومَئذٍ عن حالِهم وسُوءِ مَآلِهم؛ فإنَّ اللَّهَ قد سَخِطَ
عليهم، وحَقَّتْ عليهم كَلِمَةُ العذابِ، وتَقطَّعَتْ أسبابُهم ولم
تَنْفَعْهُم النَّدامَةُ ولا الاعتذارُ يومَ القِيامةِ، ففي هذا ما لا
يُزْعِجُ القلوبَ عن الْمُقامِ على المعاصِي، ويُوجِبُ التدارُكَ مُدَّةَ
الإمكانِ. ولهذا قالَ تعالى (44 -52): {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 881] قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (42- {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ}
يَكْشِفُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عن ساقِه. أخرَجَ البُخاريُّ وغيرُه عن أبي
سَعيدٍ قالَ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ:((يَكْشِفُرَبُّنَا
عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، وَيَبْقَى
مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ
لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقاً وَاحِداً)).
{وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ}
يَسْجُدُالخلْقُ كلُّهم للهِ سَجدةً واحدةً، ويَبقى الكفارُ والمنافقونَ
يُريدونَأنْ يَسجدوا فلا يَستطيعونَ؛ لأنَّ أصلابَهم تَيْبَسُ فلا تَلينُ
للسجودِ، لم يكونوا آمَنُوا باللهِ في الدنيا ولا سَجَدُوا له). [زبدة التفسير: 565] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله:
{خاشعةً أبصارهم ترهقهم ذلّةٌ} أي: في الدّار الآخرة بإجرامهم وتكبّرهم في
الدّنيا، فعوقبوا بنقيض ما كانوا عليه. ولمّا دعوا إلى السّجود في الدّنيا
فامتنعوا منه مع صحّتهم وسلامتهم كذلك عوقبوا بعدم قدرتهم عليه في الآخرة،
إذا تجلّى الرّبّ، عزّ وجلّ، فيسجد له المؤمنون، لا يستطيع أحدٌ من
الكافرين ولا المنافقين أن يسجد، بل يعود ظهر أحدهم طبقًا واحدًا، كلّما
أراد أحدهم أن يسجد خرّ لقفاه، عكس السّجود، كما كانوا في الدّنيا، بخلاف
ما عليه المؤمنون). [تفسير القرآن العظيم: 8/200] قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (43-{خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ} الخشوعُ الخضوعُ والذِّلَّةُ والانكسارُ.
{تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} تَغشاهم ذِلَّةٌ شَديدةٌ وحَسرةٌ ونَدامةٌ.
{وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ} أيْ: في الدنيا.
{وَهُمْ سَالِمُونَ}
أيْ: مُعَافَوْنَ عن العِلَلِ، مُتَمَكِّنونَ مِن الفعْلِ، قالَ إبراهيمُ
التَّيْمِيُّ: يُدْعَوْنَ بالأذانِ والإقامةِ فيَأْبَوْنَ). [زبدة التفسير: 566]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) )
تفسير قوله تعالى: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) )
تفسير قوله تعالى: (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) )
تفسير قوله تعالى: (أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) )
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) )
تفسير قوله تعالى: (أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) )
تفسير قوله تعالى: (سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40) )
تفسير قوله تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41) )
تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) )
تفسير
قوله تعالى: (خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ
كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43) )
* للاستزادة ينظر: هنا