الدروس
course cover
تفسير سورة المدثر [ من الآية (49) إلى الآية (56) ]
19 Jan 2015
19 Jan 2015

5307

0

0

course cover
تفسير جزء تبارك

القسم الثالث

تفسير سورة المدثر [ من الآية (49) إلى الآية (56) ]
19 Jan 2015
19 Jan 2015

19 Jan 2015

5307

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قوله تعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)}



تفسير قوله تعالى: (فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {فما لهم عن التّذكرة معرضين} أي: فما لهؤلاء الكفرة الّذين قبلك ممّا تدعوهم إليه وتذكّرهم به معرضين). [تفسير القرآن العظيم: 8/273]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (فلَمَّا بَيَّنَ اللَّهُ مَآلَ الْمُخَالِفِينَ ورَهَّبَ مِمَّا يُفْعَلُ بهم، عَطَفَ على الموجُودِينَ بالعِتابِ واللَّوْمِ فقالَ: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ}؛ أي: صادِّينَ غافِلِينَ عنها). [تيسير الكريم الرحمن: 898]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (49-{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ} أيْ: أيُّ شيءٍ حصَلَ لهم حالَ كونِهم مُعْرِضينَ عن القرآنِ الذي هو مُشتَمِلٌ على التَّذْكِرَةِ الكُبْرَى والْمَوْعِظَةِ العُظْمَى). [زبدة التفسير: 576]


تفسير قوله تعالى: (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ (50) فرّت من قسورةٍ} أي: كأنّهم في نفارهم عن الحقّ، وإعراضهم عنه حمر من حمر الوحش إذا فرّت ممّن يريد صيدها من أسدٍ، قاله أبو هريرة، وابن عبّاسٍ -في روايةٍ-عنه وزيد بن أسلم، وابنه عبد الرّحمن. أو: رامٍ، وهو رواية عن ابن عبّاسٍ، وهو قول الجمهور). [تفسير القرآن العظيم: 8/273-274] (م)

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({كَأَنَّهُمْ} في نَفْرَتِهم الشديدةِ منها.

{حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ}؛ أي: كأنَّهم حُمُرُ وَحْشٍ نَفَرَتْ فنَفَّرَ بعضُها بعضاً، فزادَ عَدْوُها). [تيسير الكريم الرحمن: 898]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (50-{كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ} أيْ: مثلُ الْحَميرِ الشديدةِ النِّفَارِ). [زبدة التفسير: 576]


تفسير قوله تعالى: (فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ (50) فرّت من قسورةٍ} أي: كأنّهم في نفارهم عن الحقّ، وإعراضهم عنه حمر من حمر الوحش إذا فرّت ممّن يريد صيدها من أسدٍ، قاله أبو هريرة، وابن عبّاسٍ -في روايةٍ-عنه وزيد بن أسلم، وابنه عبد الرّحمن. أو: رامٍ، وهو رواية عن ابن عبّاسٍ، وهو قول الجمهور.


وقال حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن مهران عن ابن عبّاسٍ: الأسد، بالعربيّة، ويقال له بالحبشيّة: قسورةٌ، وبالفارسيّة: شير وبالنّبطيّة: أويا). [تفسير القرآن العظيم: 8/273-274]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}؛ أي: مِن صائدٍ ورامٍ يُريدُها، أو مِن أسَدٍ ونحوِه.


وهذا مِن أعظَمِ ما يكونُ مِن النفورِ عن الحقِّ). [تيسير الكريم الرحمن: 898]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (51-{فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ} أيْ: مِن رُماةٍ يَرْمُونَها. وقيلَ: القَسورةُ بلِسانِ العرَبِ الأَسَدُ). [زبدة التفسير: 576-577]


تفسير قوله تعالى: (بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({بل يريد كلّ امرئٍ منهم أن يؤتى صحفًا منشّرةً} أي: بل يريد كلّ واحدٍ من هؤلاء المشركين أن ينزل عليه كتابًا كما أنزل على النّبيّ. قاله مجاهدٌ وغيره، كقوله: {وإذا جاءتهم آيةٌ قالوا لن نؤمن حتّى نؤتى مثل ما أوتي رسل اللّه اللّه أعلم حيث يجعل رسالته} [الأنعام: 124]، وفي روايةٍ عن قتادة: يريدون أن يؤتوا براءةً بغير عملٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/274]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ومعَ هذا الإعراضِ وهذا النفورِ يَدَّعُونَ الدَّعاوَى الكِبارَ، فـ {يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفاً مُنَشَّرَةً} نازلةً عليه مِن السماءِ، يَزعُمُ أنَّه لا يَنقادُ للحَقِّ إلا بذلك، وقد كَذَبَوا؛ فإنَّهم لو جاءَتْهم كلُّ آيةٍ لم يُؤْمِنوا حتى يَرَوُا العذابَ الأليمَ، فإنَّهم جاءَتْهم الآياتُ البَيِّناتُ التي تُبَيِّنُ الحقَّ وتُوَضِّحُه، فلو كانَ فيهم خيرٌ لآمَنوا.


ولهذا قالَ: {كَلاَّ}). [تيسير الكريم الرحمن: 898]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (52-{بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَةً} قالَ الْمُفَسِّرونَ: إنَّ كُفَّارَ قُريشٍ قالوا لمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لِيُصْبِحْ عندَ رأسِ كلِّ رجلٍ منا كتابٌ مَنشورٌ مِن اللهِ أنَّكَ رسولُ اللهِ). [زبدة التفسير: 577]


تفسير قوله تعالى: (كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فقوله: {كلا بل لا يخافون الآخرة} أي: إنّما أفسدهم عدم إيمانهم بها، وتكذيبهم بوقوعها). [تفسير القرآن العظيم: 8/274]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ولهذا قالَ: {كَلاَّ} أنْ نُعْطِيَهم ما طَلَبوا، وهم ما قَصَدُوا بذلك إلاَّ التعجيزَ، {بَلْ لاَ يَخَافُونَ الآخِرَةَ} فلو كانوا يَخَافُونَها لَمَا جَرَى مِنهم ما جَرَى). [تيسير الكريم الرحمن: 898]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (53-{كَلَّا بَل لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ} لأنهم لو خَافُوا النارَ لَمَا اقْتَرَحُوا الآياتِ). [زبدة التفسير: 577]


تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {كلا إنّه تذكرةٌ} أي: حقًّا إنّ القرآن تذكرةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/274]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ} الضميرُ إمَّا يَعودُ على هذه السورةِ، أو على ما اشتَمَلَتْ عليه مِن هذه الْمَوْعِظَةِ). [تيسير الكريم الرحمن: 898]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (54-{كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ} يَعنِي القرآنَ). [زبدة التفسير: 577]


تفسير قوله تعالى: (فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ}؛ لأنَّه قد بَيَّنَ له السبيلَ، ووضَّحَ له الدليلَ). [تيسير الكريم الرحمن: 898]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (55-{فَمَن شَاء ذَكَرَهُ} أيْ: فمَن شاءَ أنْ يَتَّعِظَ به اتَّعَظَ). [زبدة التفسير: 577]


تفسير قوله تعالى: (وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فمن شاء ذكره (55) وما يذكرون إلا أن يشاء اللّه} كقوله {وما تشاءون إلا أن يشاء} [الإنسان: 30].

وقوله: {هو أهل التّقوى وأهل المغفرة} أي: هو أهلٌ أن يخاف منه، وهو أهلٌ أن يغفر ذنب من تاب إليه وأناب. قاله قتادة.


وقال الإمام أحمد: حدّثنا زيد بن الحباب، أخبرني سهيلٌ -أخو حزمٍ -حدّثنا ثابتٌ البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ قال: قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هذه الآية: {هو أهل التّقوى وأهل المغفرة} وقال: "قال ربّكم: أنا أهلٌ أن أتّقى، فلا يجعل معي إلهٌ، فمن اتّقى أن يجعل معي إلهًا كان أهلًا أن أغفر له".


ورواه التّرمذيّ، وابن ماجه من حديث زيد بن الحباب، والنّسائيّ من حديث المعافى بن عمران كلاهما عن سهيل بن عبد اللّه القطعيّ، به وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ، وسهيلٌ ليس بالقويّ. ورواه ابن أبي حاتمٍ عن أبيه، عن هدبة بن خالدٍ، عن سهيل، به. وهكذا رواه أبو يعلى، والبزار، والبغوي، وغيرهم، من حديث سهيل القطعي، به). [تفسير القرآن العظيم: 8/274]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}؛ فإنَّ مَشيئتَه نافذةٌ عامَّةٌ، لا يَخرُجُ عنها حادثٌ قليلٌ ولا كثيرٌ، ففيها رَدٌّ على القَدَرِيَّةِ، الذينَ لا يُدْخِلُونَ أفعالَ العبادِ تحتَ مَشيئةِ اللَّهِ، والْجَبْرِيَّةِ الذينَ يَزْعُمونَ أنَّه ليسَ للعبدِ مَشيئةٌ ولا فِعْلٌ حقيقةً, وإِنَّما هو مَجبورٌ على أفعالِه، فأَثْبَتَ تعالى للعِبادِ مَشيئةً حَقيقةً وفِعلاً، وجَعَلَ ذلك تابِعاً لِمَشيئتِه.

{هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ}؛ أي: هو أهْلٌ أنْ يُتَّقَى ويُعبدَ؛ لأنَّه الإلهُ الذي لا تَنبغِي العِبادةُ إلاَّ له، وأهلٌ أنْ يَغفِرَ لِمَنِ اتَّقاهُ واتَّبَعَ رِضاهُ). [تيسير الكريم الرحمن: 898]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (56-{وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ} إلاَّ أنْ يَشاءَ اللهُ لهم الْهُدَى، {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى} أيْ: هو الحقيقُ بأنْ يَتَّقِيَهُ الْمُتَّقُونَ بتَرْكِ مَعاصِيهِ والعمَلِ بطاعاتِه، {وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} أيْ: هو الْحَقيقُ بأنْ يَغفرَ للمؤمنينَ، ما فَرَطَ مِنهم مِن الذنوبِ، والحقيقُ بأنْ يَقبلَ تَوبةَ التائبينَ مِن العُصاةِ فيَغفِرَ ذُنوبَهم). [زبدة التفسير: 577]



* للاستزادة ينظر: هنا