الدروس
course cover
تفسير سورة المرسلات [ من الآية (28) إلى الآية (40) ]
19 Jan 2015
19 Jan 2015

4455

0

0

course cover
تفسير جزء تبارك

القسم الرابع

تفسير سورة المرسلات [ من الآية (28) إلى الآية (40) ]
19 Jan 2015
19 Jan 2015

19 Jan 2015

4455

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28) انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34) هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40)}


تفسير قوله تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين (28) }


{ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين} أي: ويلٌ لمن تأمّل هذه المخلوقات الدّالّة على عظمة خالقها، ثمّ بعد هذا يستمرّ على تكذيبه وكفره). [تفسير القرآن العظيم: 8/299]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (28) {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} معَ ما أَراهُم اللَّهُ مِن النِّعَمِ، التي انْفَرَدَ اللَّهُ بها واخْتَصَّهم بها فقَابَلُوها بالتكذيبِ). [تيسير الكريم الرحمن: 904]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (28-{وَيْلٌ يوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} بما أَنْعَمْنا عليهم مِن نِعَمِنا التي هذه مِن جُمْلَتِها). [زبدة التفسير: 581]


تفسير قوله تعالى: (انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقول تعالى مخاطبًا للكفّار المكذّبين بالمعاد والجزاء والجنّة والنّار، أنّهم يقال لهم يوم القيامة: {انطلقوا إلى ما كنتم به تكذّبون (29)}). [تفسير القرآن العظيم: 8/299]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (29 -33) {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ * انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ * لاَ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ * إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ *}.


هذا مِن الوَيْلِ الذي أُعِدَّ للمُجْرِمِينَ الْمُكَذِّبِينَ، أنْ يُقالَ لهم يومَ القِيامةِ: {انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 904]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (29-{انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ} في الدنيا، تَقولُ لهم ذلك خَزَنَةُ جَهَنَّم، أيْ: سِيرُوا إلى ما كُنتمْ تُكَذِّبُونَ به مِن العَذابِ). [زبدة التفسير: 581]


تفسير قوله تعالى: (انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({انطلقوا إلى ظلٍّ ذي ثلاث شعبٍ} يعني: لهب النّار إذا ارتفع وصعد معه دخانٌ، فمن شدّته وقوّته أنّ له ثلاث شعبٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/299]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ثُمَّ فَسَّرَ ذلك بقولِه: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ}؛ أي: إلى ظِلِّ نارِ جَهَنَّمَ التي تَتَمَايَزُ في خِلالِه ثلاثَ شُعَبٍ؛ أي: قِطَعٍ مِن النارِ؛ أي: تَتَعَاوَرُه وتَتَنَاوَبُه وتَجْتَمِعُ به). [تيسير الكريم الرحمن: 904-905]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (30-{انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} أيْ: إلى ظِلٍّ مِن دُخَانِ جَهَنَّمَ قد سَطَعَ ثم افْتَرَقَ ثلاثَ فِرَقٍ، تَكونونَ فيه حتى يَفْرُغَ الحسابُ). [زبدة التفسير: 581]


تفسير قوله تعالى: (لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لا ظليلٍ ولا يغني من اللّهب} أي: ظلّ الدّخان المقابل للّهب لا ظليلٌ هو في نفسه، ولا يغني من اللّهب، يعني: ولا يقيهم حرّ اللّهب). [تفسير القرآن العظيم: 8/299]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({لاَ ظَلِيلٍ} ذلك الظلُّ؛ أي: لا راحةَ فيه ولا طُمَأْنِينَةَ.


{وَلاَ يُغْنِي} مَن مَكَثَ فيهِ {مِنَ اللَّهَبِ}, بل اللَّهَبُ قدْ أَحاطَ به يَمْنَةً ويَسْرَةً، ومِن كلِّ جانبٍ؛ كما قالَ تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ}، {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٌ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 905]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (31-{لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} أيْ: ليس فيه بَرْدُ ظلالِ الدنيا، ولا يَرُدُّ حَرَّ جَهَنَّمَ عنكم). [زبدة التفسير: 581]


تفسير قوله تعالى: (إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} أي: يتطاير الشّرر من لهبها كالقصر. قال ابن مسعودٍ: كالحصون. وقال ابن عبّاسٍ وقتادة، ومجاهدٌ، ومالكٌ عن زيد بن أسلم، وغيرهم: يعني أصول الشّجر). [تفسير القرآن العظيم: 8/299]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال البخاريّ: حدّثنا عمرو بن عليٍّ، حدّثنا يحيى، أخبرنا سفيان، عن عبد الرّحمن بن عابسٍ قال: سمعت ابن عبّاسٍ: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} قال: كنّا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرعٍ وفوق ذلك، فنرفعه للشّتاء، فنسمّيه القصر، {كأنّه جمالةٌ صفرٌ} حبال السّفن، تجمع حتّى تكون كأوساط الرّجال، {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}). [تفسير القرآن العظيم: 8/299-300] (م)

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ثم ذَكَرَ عِظَمَ شَرَرِ النارِ الدالِّ على عِظَمِها وفَظَاعَتِها وسُوءِ مَنْظَرِها فقالَ: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32)} ). [تيسير الكريم الرحمن: 905]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (32-{إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} أيْ: كُلُّ شَرارةٍ مِن شَرَرِها التي تَرْمِي بها كالقَصْرِ مِن القُصورِ في عِظَمِها. والشرَرُ: ما تَطايَرَ مِن النارِ مُتَفَرِّقاً، والقصْرُ: البناءُ العظيمُ). [زبدة التفسير: 581]


تفسير قوله تعالى: (كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كأنّه جمالةٌ صفرٌ} أي: كالإبل السّود. قاله مجاهدٌ، والحسن، وقتادة، والضّحّاك. واختاره ابن جريرٍ.


وعن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ: {جمالةٌ صفرٌ} يعني: حبال السفن. وعنه -أعني ابن عبّاسٍ-: {جمالةٌ صفرٌ} قطع نحاسٍ.


وقال البخاريّ: حدّثنا عمرو بن عليٍّ، حدّثنا يحيى، أخبرنا سفيان، عن عبد الرّحمن بن عابسٍ قال: سمعت ابن عبّاسٍ: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} قال: كنّا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرعٍ وفوق ذلك، فنرفعه للشّتاء، فنسمّيه القصر، {كأنّه جمالةٌ صفرٌ} حبال السّفن، تجمع حتّى تكون كأوساط الرّجال، {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}). [تفسير القرآن العظيم: 8/299-300]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} وهي السُّودُ التي تَضْرِبُ إلى لَوْنٍ فيه صُفرةٌ.


وهذا يَدُلُّ على أنَّ النارَ مُظْلِمَةٌ؛ لَهَبَها وجَمْرَها وشَرَرَها، وأنَّها سَوداءُ كَريهةُ الْمَرْأَى، شديدةُ الحرارةِ، نَسْأَلُ اللَّهَ العافيةَ منها مِن الأعمالِ الْمُقَرِّبَةِ منها.


{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 905]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (33-{كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} وهي الإِبِلُ. قالَ الفَرَّاءُ: الصُّفْرُ سُودُ الإِبِلِ، لا يُرَى أَسْوَدُ مِن الإبِلِ إلاَّ وهو مُشْرَبٌ صُفْرَةً، لذلك سَمَّتِ العرَبُ سُودَ الإبِلِ صُفراً. قِيلَ: والشرَرُ إذا تَطايَرَ وسَقَطَ وفيه بَقِيَّةٌ مِن لَوْنِ النارِ أَشْبَهُ شيءٍ بالإبلِ السودِ). [زبدة التفسير: 581]


تفسير قوله تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34) )

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (34-{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} لرُسُلِ اللهِ وآياتِه). [زبدة التفسير: 581]


تفسير قوله تعالى: (هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {هذا يوم لا ينطقون} أي: لا يتكلّمون). [تفسير القرآن العظيم: 8/300]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (35 -40) {هَذَا يَوْمُ لاَ يَنْطِقُونَ * وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ * فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ *}؛ أي: هذا اليومُ العظيمُ الشديدُ على الْمُكَذِّبِينَ، لا يَنْطِقُونَ فيه مِن الخوفِ والوَجَلِ الشديدِ). [تيسير الكريم الرحمن: 905]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (35-{هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ} أيْ: لا يَتَكَلَّمونَ، لِهَوْلِ ما يَرَوْنَ مما وَقَعَ بالعِبادِ في الْمَحْشَرِ). [زبدة التفسير: 581]


تفسير قوله تعالى: (وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولا يؤذن لهم فيعتذرون} أي: لا يقدرون على الكلام، ولا يؤذن لهم فيه ليعتذروا، بل قد قامت عليهم الحجّة، ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون. وعرصات القيامة حالاتٌ، والرّبّ تعالى يخبر عن هذه الحالة تارةً، وعن هذه الحالة تارةً؛ ليدلّ على شدّة الأهوال والزّلازل يومئذٍ. ولهذا يقول بعد كلّ فصلٍ من هذا الكلام: {ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين}


وقوله: {هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين فإن كان لكم كيدٌ فكيدون} وهذه مخاطبةٌ من الخالق لعباده يقول لهم: {هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/300]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ}؛ أي: لا تُقبَلُ مَعْذِرَتُهم ولوِ اعْتَذَرُوا؛ {فَيَوْمَئِذٍ لاَ يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 905]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (36-{وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} أيْ: لا يَأْذَنُ اللهُ لهم فيَكونُ لهم اعتذارٌ). [زبدة التفسير: 581]


تفسير قوله تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37) )

تفسير قوله تعالى: (هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين} يعني: أنّه جمعهم بقدرته في صعيدٍ واحدٍ، يسمعهم الدّاعي وينفذهم البصر). [تفسير القرآن العظيم: 8/300]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ}؛ لِنَفْصِلَ بينَكم ونَحْكُمَ بينَ الخلائقِ). [تيسير الكريم الرحمن: 905]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (38-{هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ} أيْ: ويُقالُ لهم: هذا يومُ الفَصْلِ الذي يُفْصَلُ فيه بينَ الخلائقِ، ويَتميَّزُ فيه الحقُّ مِن الباطِلِ، جَمَعْنَاكُم يا مَعْشَرَ كُفَّارِ قُريشٍ فيه مع الكُفَّارِ الأَوَّلِينَ، وهم كُفَّارُ الأُمَمِ الماضيةِ). [زبدة التفسير: 581]


تفسير قوله تعالى: (فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فإن كان لكم كيدٌ فكيدون} تهديدٌ شديدٌ ووعيدٌ أكيدٌ، أي: إن قدرتم على أن تتخلّصوا من قبضتي، وتنجوا من حكمي فافعلوا، فإنّكم لا تقدرون على ذلك، كما قال تعالى {يا معشر الجنّ والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السّماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطانٍ} [الرّحمن: 33]، وقال تعالى: {ولا تضرّونه شيئًا} [هودٍ: 57] وفي الحديث: "يا عبادي، إنّكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضرّي فتضرّوني".


وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن المنذر الطّريقيّ الأوديّ، حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، حدّثنا حصين بن عبد الرّحمن، عن حسّان بن أبي المخارق، عن أبي عبد اللّه الجدلي قال: أتيت بيت المقدس، فإذا عبادة بن الصّامت، وعبد اللّه بن عمرٍو، وكعب الأحبار يتحدّثون في بيت المقدس، فقال عبادة: إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الأوّلين والآخرين بصعيدٍ واحدٍ، ينفذهم البصر ويسمعهم الدّاعي، ويقول اللّه: {هذا يوم الفصل جمعناكم والأوّلين (38) فإن كان لكم كيدٌ فكيدون} اليوم لا ينجو منّي جبّارٌ عنيدٌ، ولا شيطانٌ مريدٌ. فقال عبد اللّه بن عمرٍو: فإنّا نحدّث يومئذٍ أنّه يخرج عنق من النّار فتنطلق حتّى إذا كانت بين ظهراني النّاس نادت: أيّها النّاس، إنّي بعثت إلى ثلاثة أنا أعرف بهم من الأب بولده ومن الأخ بأخيه، لا يغيّبهم عنّي وزر، ولا تخفيهم عنّي خافيةٌ: الّذي جعل مع اللّه إلهًا آخر، وكلّ جبّارٍ عنيدٍ، وكلّ شيطانٍ مريدٍ. فتنطوي عليهم فتقذف بهم في النار قبل الحساب بأربعين سنة). [تفسير القرآن العظيم: 8/300]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ} تَقْدِرُونَ على الخروجِ مِن مُلْكِي وتَنْجُونَ به مِن عذابِي {فَكِيدُونِ}؛ أي: ليسَ لكم قُدرةٌ ولا سُلطانٌ، كما قالَ تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لاَ تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ}). [تيسير الكريم الرحمن: 905]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ففي ذلك اليومِ تَبْطُلُ حِيَلُ الظالمِينَ، ويَضْمَحِلُّ مَكْرُهم وكَيْدُهم، ويَسْتَسْلِمُونَ لعذابِ اللَّهِ، ويُبَيَّنُ لهم كَذِبُهم في تَكذيبِهم.


{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 905]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (39- {فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ}؛ أي: إنْ قَدَرْتُم على كَيْدٍ الآنَ {فَكِيدُونِ}, يقولُ: إنْ كانَ لكم حِيلَةٌ فاحْتَالُوا لأنفسِكُم عليَّ). [زبدة التفسير: 581]


تفسير قوله تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40) )


* للاستزادة ينظر: هنا