الدروس
course cover
تفسير سورة الصف [ من الآية (7) إلى الآية (9) ]
24 Aug 2015
24 Aug 2015

7693

0

0

course cover
تفسير جزء قد سمع

القسم الثاني

تفسير سورة الصف [ من الآية (7) إلى الآية (9) ]
24 Aug 2015
24 Aug 2015

24 Aug 2015

7693

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }


تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ومن أظلم ممّن افترى على اللّه الكذب وهو يدعى إلى الإسلام واللّه لا يهدي القوم الظّالمين (7) يريدون ليطفئوا نور اللّه بأفواههم واللّه متمّ نوره ولو كره الكافرون (8) هو الّذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون (9) }
يقول تعالى: {ومن أظلم ممّن افترى على اللّه الكذب وهو يدعى إلى الإسلام} أي: لا أحد أظلم ممّن يفتري الكذب على اللّه ويجعل له أندادًا وشركاء، وهو يدعى إلى التّوحيد والإخلاص؛ ولهذا قال: {واللّه لا يهدي القوم الظّالمين} ).[تفسير القرآن العظيم: 8/111]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (7) {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} بهذا أو غيرِه! والحالُ أنَّه لا عُذْرَ له وقدِ انْقَطَعَتْ حُجَّتُه؛ لأنَّه {يُدْعَى إِلَى الإِسْلاَمِ} ويُبَيَّنُ له ببَراهينِهِ وبَيِّنَاتِه.
{وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}: الذينَ يَزالُونَ على ظُلْمِهم مُستقيمِينَ، لا تَرُدُّهم عنه مَوعظةٌ، ولا يَزْجُرُهم بيانٌ ولا بُرهانٌ، خُصوصاً هؤلاءِ الظَّلَمَةَ القائمِينَ بمقابَلَةِ الحقِّ لِيَرُدُّوه، ولِيَنْصُروا الباطلَ.
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (7- {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ } الذي هو خيرُ الأديانِ وأشْرَفُها؛ لأنَّ مَن كان كذلك فحَقُّه ألاَّ يَفترِيَ على غيرِه الكذِبَ، فكيفَ يَفترِيهِ على رَبِّه؟!
{وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}. والمذكورونَ مِن جُملتِهم). [زبدة التفسير: 552]

تفسير قوله تعالى: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {يريدون ليطفئوا نور اللّه بأفواههم} أي: يحاولون أن يردّوا الحقّ بالباطل، ومثلهم في ذلك كمثل من يريد أن يطفئ شعاع الشّمس بفيه، وكما أنّ هذا مستحيلٌ كذلك ذاك مستحيلٌ ؛ ولهذا قال: {واللّه متمّ نوره ولو كره الكافرون (8) هو الّذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون} وقد تقدّم الكلام على هاتين الآيتين في سورة "براءةٌ"، بما فيه كفايةٌ، وللّه الحمد والمنّة).[تفسير القرآن العظيم: 8/112]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (8) ولهذا قالَ اللَّهُ عنهم: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ}؛ أيْ: بما يَصْدُرُ مِنهم مِن الْمَقالاتِ الفاسدةِ التي يَرُدُّونَ بها الحقَّ، وهي لا حقيقةَ لها، بل تَزِيدُ البَصِيرَ مَعرِفةً بما هم عليه مِن الباطلِ.
{وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}؛ أيْ: قدْ تَكَفَّلَ اللَّهُ بنَصْرِ دِينِهِ وإتمامِ الحقِّ الذي أَرْسَلَ به رُسُلَه، وإظهارِ نُورِه في سائرِ الأقطارِ، ولو كَرِهَ الكافرونَ وبَذَلُوا بسببِ كَراهَتِه كلَّ مَا قَدَرُوا عليهِ مِمَّا يَتَوَصَّلُونَ به إلى إطفاءِ نورِ اللَّهِ؛ فإِنَّهم مَغلوبونَ.
ومَثَلُهم كمَثَلِ مَن يَنْفُخُ عَيْنَ الشمسِ بِفِيهِ لِيُطْفِئَها، فلا على مُرادِهم حَصَلُوا، ولا سَلِمَتْ عُقولُهم مِن النقْصِ والقَدْحِ فيها). [تيسير الكريم الرحمن: 859-860]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (8- { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} أيْ: إنَّ حالَهم فِي مُحاوَلَتِهم كَبْتَ الإسلامِ ومَنْعَ هِدايتِه بأَقوالِهم الكاذبةِ كحالِ مَن يُريدُ أنْ يُطْفِئَ النورَ العظيمَ بنَفْخٍ مِن فَمِهِ.
{وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ} بإظهارِ دِينِ الإسلامِ في الآفاقِ، وإعلائِه على غيرِه). [زبدة التفسير: 552]

تفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {يريدون ليطفئوا نور اللّه بأفواههم} أي: يحاولون أن يردّوا الحقّ بالباطل، ومثلهم في ذلك كمثل من يريد أن يطفئ شعاع الشّمس بفيه، وكما أنّ هذا مستحيلٌ كذلك ذاك مستحيلٌ ؛ ولهذا قال: {واللّه متمّ نوره ولو كره الكافرون (8) هو الّذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون} وقد تقدّم الكلام على هاتين الآيتين في سورة "براءةٌ"، بما فيه كفايةٌ، وللّه الحمد والمنّة).[تفسير القرآن العظيم: 8/112] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (9) ثُمَّ ذَكَرَ سببَ الظهورِ والانتصارِ للدِّينِ الإسلاميِّ؛ الْحِسِّيِّ والمَعْنويِّ فقالَ: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ}؛ أيْ: بالعِلْمِ النافعِ والعملِ الصالحِ، بالعِلْمِ الذي يَهدِي إلى اللَّهِ وإلى دارِ كَرامتِه، ويَهدِي لأحسَنِ الأعمالِ والأخلاقِ، ويَهدِي إلى مَصالِحِ الدنيا والآخِرَةِ.
{وَدِينِ الْحَقِّ}؛ أي: الدِّينِ الذي يُدانُ به ويُتَعَبَّدُ لربِّ العالَمِينَ، الذي هو حقٌّ وصِدْقٌ لا نَقْصَ فيهِ، ولا خَلَلَ يَعتريهِ، بل أوامرُه غِذاءُ القلوبِ والأرواحِ، وراحةُ الأبدانِ، وتَرْكُ نَواهيِهِ سلامةٌ مِن الشرِّ والفسادِ.
فما بُعِثَ به النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مِن الْهُدَى ودِينِ الحقِّ أكبرُ دَليلٍ وبُرهانٍ على صِدْقِه، وهو بُرهانٌ باقٍ ما بَقِيَ الدَّهْرُ، كلَّما ازدادَ به العاقلُ تَفَكُّراً ازدادَ به فَرَحاً وتَبَصُّراً.
{لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}؛ أيْ: لِيُعْلِيَهُ على سائرِ الأديانِ بالحُجَّةِ والبُرْهانِ ويُظْهِرَ أهلَه القائمِينَ به بالسَّيْفِ والسِّنَانِ.
فأمَّا نفْسُ الدِّينِ فهذا الوَصْفُ مُلازِمٌ له في كلِّ وقْتٍ، فلا يُمْكِنُ أنْ يُغالِبَه مُغالِبٌ أو يُخاصِمَه مُخاصِمٌ إلاَّ فَلَجَه وبَلَسَه وصارَ له الظُّهورُ والقَهْرُ.
وأمَّا الْمُنْتَسِبونَ إليه، فإِنَّهم إذا قَامُوا بهِ واستَنَارُوا بنُورِه واهْتَدَوْا بهَدْيِهِ في مَصالِحِ دِينِهم ودُنياهُم، فكذلكَ لا يَقُومُ لهم أحَدٌ، ولا بُدَّ أنْ يَظْهَرُوا على أهْلِ الأديانِ، وإذا ضَيَّعُوا واكْتَفَوْا منه بِمُجَرَّدِ الانتسابِ إليهِ لم يَنْفَعْهم ذلكَ، وصارَ إهمالُهم له سَبَبَ تَسليطِ الأعداءِ عليهم.
ويَعْرِفُ هذا مَنِ اسْتَقْرَأَ الأحوالَ والنظَرَ في أوَّلِ المُسلمِينَ وآخِرِهم). [تيسير الكريم الرحمن: 860]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (9- {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}: ليَجعلَه ظَاهراً مُنتَصِراً على جميعِ الأديانِ عالِياً عليها غالِباً لها.
{وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} ذلك فإنه كائنٌ لا مَحالةَ). [زبدة التفسير: 552]


* للاستزادة ينظر: هنا