29 Aug 2018
16: عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي (ت:73هـ)
هو
أوّل مولود ولد للمسلمين بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، فرح المسلمون
بودلاته، وحنّكه النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة، وسمّاه عبد الله، وأمّه
أسماء بنت أبي بكر الصديق، وكان أبوه الزبير يشبّهه بأبي بكر.
كان
من أهل العلم والجهاد، اختاره عثمان في كَتَبة المصاحف العثمانية، وشغل
بالجهاد في مواطن كثيرة حتى غزا أفريقية وغيرها، ثم عاد إلى المدينة، وكان
مع عثمان يوم الدار، واستخلفه على الصلاة بأهل الدار لما حُصر، وقاتلَ ذلك
اليوم دفاعاً عن عثمان وجرح بضعة عشر رجلاً، وشهد وقعة الجمل مع أبيه، ثمّ
عاد إلى المدينة، ولم يزل مقيماً بها حتى توفي معاوية بن أبي سفيان سنة
60هـ، ثم دُعي إلى بيعة يزيد بن معاوية فخرج إلى مكة، وأقام بها مدة حتى جرت
بينه وبين يزيد بن معاوية فتنة انتهت بأن دعا إلى نفسه بعد موت يزيد سنة
64هـ؛ فبويع بالخلافة وغلب على الحجاز واليمن والعراق ومصر، وبقي في مكة معلماً ومقرئاً وحاكماً إلى أن قتله الحجاج سنة 73هـ في أيام عبد الملك بن مروان، وذلك نحو تسع سنين.
وكان
قارئاً عابداً فقيهاً عالماً بالقرآن والسنن، حَسَن الصلاة والقراءة، وقد
شُغل بالجهاد في الفتوح ثم حروب الفتن عن كثير من العلم، وكان على ذلك
يُعلّم ويُفتي ويقرئ، وقد رويت عنه حروف في القراءة، وله أقوال في التفسير
مروية في كتب التفسير المسندة.
ولما استقرّ له الأمر في مكة كان إمامَهم وخطيبَهم، وأقرّ عبدَ الله بن السائب على إمامة الناس في قيام رمضان.
-
قال محمد بن المرتفع العبدري: سمعت ابن الزبير يقول: (يا معشر الحاج
سلوني؛ فعلينا كان التنزيل، ونحن حضرنا التأويل). رواه ابن سعد.
-
وقال أحمد بن يونس: حدثنا الزنجي بن خالد، عن عمرو بن دينار، قال: (ما
رأيت مصلّيا أحسن صلاة من ابن الزّبير). رواه ابن أبي خيثمة.
-
وقال سلمة بن شبيب: سمعت عبد الرزاق يقول: (أخذ أهل مكةَ الصلاةَ عن ابن
جريج، وأخذها ابن جريج عن عطاء، وأخذها عطاء عن ابن الزبير، وأخذها ابن
الزبير من أبي بكر الصديق، وأخذ أبو بكر الصديق، عن النبي صلى الله عليه
وسلم، وأخذها النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام).
قال
عبد الرزاق: (وما رأيت أحدا أحسن صلاةً من ابن جريج، كان يصلي ونحن خارجين
فنرى كأنه اسطوانة وما التفت يمينا ولا شمالا). رواه ابن عساكر.
-
قال ابن وهب: أخبرني مالك قال: كان عبد الله بن الزبير يؤم الناس بمكة،
فكان يقرأ قراءة؛ فعاب عليه بعض الناس قراءته، وقالوا له: إن الناس يقرأون
غير هذه القراءة؛ فقال: (وددت أني أقرأ قراءتكم، ولكن جرى لساني على هذه
القراءة).
روى ابن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه الزبير، والخلفاء الراشدين، وخالته عائشة وغيرهم.
ممن روى عنه حروفاً في القراءات: مجاهد، وعمرو بن دينار، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وعبيد الله بن أبي يزيد.
وروى
عنه في التفسير: أخوه عروة بن الزبير، وأبناؤه عامر وعباد، وأبناء عروة
هشام ومحمد، وابن أبي مليكة، ومحمد بن المرتفع العبدري، وعمرو بن دينار،
وعطاء بن أبي رباح، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، ووهب بن كيسان، ومصعب بن
شيبة، وإسحاق بن سويد، وأبو الزبير المكي، ومعقل بن داوود، وسليط بن عبد
الله بن يسار، وابن شهاب الزهري، وغيرهم.
وابن إسحاق له نسخة في التفسير يرويها عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جدّه.
وأرسل عنه: ابن أخيه محمد بن جعفر بن الزبير، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس.