30 Aug 2018
2: أبو عائشة مسروق بن الأجدع الهمْداني (ت:62هـ):
الإمام العالم العابد الفقيه؛ كان ن كبار
التابعين وأجلائهم، من المخضرمين أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
ولم يلقه، وصلّى خلف أبي بكر رضي الله عنه.
كان والده من شعراء الجاهلية المعروفين، وأما
هو فكان يكره الشعر، ويقول: أكره أن أجد في صحيفتي شعراً، وقد رُوي من طرق
أن والده الأجدع وفد على عمرَ فسمّاه عبد الرحمن.
- كان طَلابة للعلم، حريصاً عليه، أخذ العلم عن كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجالس عدداً منهم حتى حصّل علماً غزيراً.
- قال الشعبي: (ما علمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أفقٍ من الآفاق من مسروقٍ).
- وقال علي بن المديني: (ما
أقدم على مسروقٍ أحداً من أصحاب عبد الله، صلى خلف أبي بكرٍ، ولقي عمراً
وعلياً، ولم يرو عن عثمان شيئاً، وزيد بن ثابت وعبد الله والمغيرة وخباب
بن الأرت). رواه الخطيب البغدادي.
-أبو إسحاق السبيعي عن مسروقٍ قال: (قدمت المدينة فسألت عن أصحاب النبي صلى الله الله عليه وسلم، فإذا زيد بن ثابتٍ من الراسخين في العلم). رواه ابن سعد.
- الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: لقد
جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛ فوجدتهم كالإخاذ. فالإخاذ يروي
الرجل والإخاذ يروي الرجلين والإخاذ يروي العشرة والإخاذ يروي المائة
والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم. فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك
الإخاذ). رواه ابن سعد والبيهقي وابن عساكر.
- شهد مسروق القادسية، وفيها جرح، وأصابت
جراحة في رأسه، وشلت يده، وشهد مع عليّ وقعة الخوارج، واعتزل القتال في
الفتنة؛ حضر وقعة صفين وقام بين الصفّين فذكّر ووعظ وحذّر ثم انصرف.
- قال العجلي: (مسروق بن الأجدع يكنى أبا عائشة، كوفيّ تابعيّ ثقة، كان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرئون ويفتون، وكان يصلَي حتى ترم قدماه).
- قال علي بن الأقمر: كان مسروق يؤمنا في رمضان فيقرأ العنكبوت في ركعة.
- قال سعيد بن جبير: (لقيني مسروق فقال: يا سعيد ما بقي شيء يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في هذا التراب).
وله وصايا وحكم مأثورة عنه، منها:
- الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: (كفى بالمرء علما أن يخشى الله. وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله). رواه ابن سعد.
- وقال: (المرء حقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر ذنوبه فيستغفر الله).
تولّى القضاء في الكوفة، وكان لا يأخذ أجراً عليه، ومات ولم يترك ثمن كفنه.
روى عن: علي وابن مسعود وعائشة وخباب بن الأرت،
وروى عنه: أبو
الضحى مسلم بن صبيح القرشي فأكثر، والشعبي، وعبد الله بن مرة، وسالم بن أبي
الجعد، وسعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، ويحيى بن الجزار، وعبد الرحمن بن
عبد الله بن مسعود، وغيرهم.
مما روي عنه في التفسير:
أ: الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال: سئل عبد الله عن الكبائر، قال: ما بين فاتحة"سورة النساء" إلى رأس الثلاثين). رواه ابن جرير.
ب: الحسن بن عبد
الله، عن أبي الضحى، عن مسروق في قوله (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي
أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) قال: حين أُسري به). رواه ابن
جرير.
ج: منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله، في قوله: {أو يأتي بعض آيات ربك} قال: (طلوع الشمس والقمر كالبعيرين القرينين من مغربها).